|
تقرير حسين سعد (حوار الطرشان)
|
حوار الطرشان
الخرطوم:حسين سعد
أتفقت المعارضة بشقيها المسلح والسلمي الي جانب مواطنون غالبيتهم يعملون بالمهن الهامشية وعمال يومية إتفقوا علي عدم جدوي الحوار الي دعا له الرئيس البشير ووصفوه بطق الحنك وكلام ساكت،وفي جولة موسعة قمت بها الي المنطقة الصناعية والسوق المركزي الخرطوم ومحطة (7) بالصحافة لسماع وجهة نظر المواطنيين البسطاء الذين لا تهتم بهم الحكومة ولا تستمع الي مشاكلهم ولا تحل قضاياهم لاسيما وانهم (عمال يومية)أدت الاوضاع الاقتصادية المنهارة الي تراجع مستويات دخلهم اليومي والإسبوعي بشكل ملحوظ،وقلل المواطنون والذين يعملون في مهن حرفية مختلفة منها :بائعي فواكه وخضروات ولحوم من جدوي الحوار وأكدوا تراجع مستوي الدخل اليومي مقارنة بارتفاع تكلفة المعيشية (كفة الملاح) وإرتفاع الضرائب والرسوم والجبابات التي تأتي في أشكال مختلفة مثلوا لها(بالرخص والنفايات وغيرها) وقال محمد التاج كهربجي سيارات قابلته بالمنطقة الصناعية الخرطوم قال لي أنه يعمل في مهتنه حوالي 13 عاما لكن أوضاعه الاقتصادية ومستوي دخله في الفترة الأخيرة تراجع بشكل ملحوظ بجانب إرتفاع المنصرفات اليومية التي قدرها بحوالي (80) جنيها له ولاسرته المكونة من زوجته وطفليه الأثنين مشيرًا الي إنه يقيم بمنزل بالإيجار.وعندما سألته عن الحوار الذي دعا له الرئيس البشير لحل ازمات البلاد قال لي(شوف يا أستاذ دا كلام بتاع سياسيين ساكت ماعندوا معني نحن محتاجين الي قرارات تنعكس علي المعيشية الصعبة دي) حديث التاج إتفق معه صاحب ورشة حدادة،وصاحب محل تنجيد مقاعد سيارات وصاحب ورشة سمكرة.لكن الميكنيكي عبد الرحيم ابراهيم قال لي وهو يدخن سيجارته ويجفف عرقه في (أبروله) الازرق الذي كان يرتديه قال لي أنه ليس سياسي لكنه قطع بعدم نجاح الحوار،وعندما سألته لماذا قال لي بثقة (حوار شنو ينجح والجماعة الكبار والشايلين البندقية قاعدين برة والذخيرة مدورة والمواطنون في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة يتعرضون للموت يومياً) فقلت له لكن هذا الحوار شارك فيه حوالي(90) حزباً سياسيا فضحك ساخراً ورد بسرعة(يازول دي احزاب ماسمعنا بيها من قبل وهي أحزاب تمومة جرتق ساكت) وقطع(حوار مافيهو ناس المعارضة والناس الشايليين السلاح وإيقاف الحرب لن ينجح) وقدر عبدالرحيم وهو ميكنيكي يعمل في الشارع العام قدرمستوي دخله الاسبوعي بحوالي (500) جنيه يصرف منها حوالي (200) الي تلاميذه في وقت تبلغ فيه منصرفات اسرته اليومية حوالي (70) بجانب مبلغ(30) جنيه لمنصرفاته الشخصية شاي وقهوة وسجائر ومواصلات وفطور.وناشد عبد الرحيم الحكومة بالالتفات الي المواطنيين الفقراء والمسحوقين الذين قال انهم غير قادرين علي شراء الأكل والشراب،ومواجهة تكاليف العلاج حيث اتهم الحكومة بمنح التأمين الصحي علي اصحاب المصارين البيض ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني.وذهب علي موسي وهو ميكنيكي سيارات الي ذات الاتجاه والحديث الذي قاله عبد الرحيم وأضاف الأوضاع صعبة والمعيشية قاسية والحكومة ما شغال بالشعب ووصف الحوار بانه (كلام ساكت لاقيمة له)لكن بائع فواكه بالسوق المركزي الخرطوم إختلف في حديثه مع المتحدثين السابقين حيث وصف الدعوة للحوار بالخطوة الجيدة،حال مشاركة كافة السودانيين واتفق معه جزار وبائعة كسرة،وبائعة شاي وقهوة وبائع رصيد(كروت شحن زين-سوداني -اريبا) لكن كمسنجي وبائع بطيخ وأحد عمال حفر أبار السايفون قطعوا بإستحالة نجاح الحوار،وقالوا إنهم طوال اليوم جالسون تحت هجير الشمس ونهاية اليوم يعودون بخفي حنيين دون الحصول علي مصاريف يوم غد ربطوا نجاح الحوار بإيقاف الحرب وحل الضائقة المعيشية وقال لي الكمسنجي ويبدو انه متابع للاوضاع السياسية وكان يحمل في جيبه صحيفة سياسية ويضع سماعة التلفون علي اذنيه وعندما قلت له هل تتابع الغناء قال لي انه يتابع الاخبار السياسية قال لي الكمسنجي ان عمر البشير قاعد في الحكم عشرين سنة عمل شنو.وتسأل هل أكتشف اليوم اهمية اشراك الجميع بعد انفصال الجنوب وفصل وتشريد العاملين المؤهلين،واشعال الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور واشعال المصادمات والفتنة القبلية.من جهته قال صاحب ورشة حدادة عوض رحمة الله انه مؤجر دكان بمبلغ (250) جنيه شهريا وان دخله اليومي مابين(60 الي 100) جنيه بينما تتراوح مصروفات مابين (50الي 70) جنيه يوميا فضلا عن سداد رسوم النفايات والجبايات.الدلالة علي صحة موقف المعارضة (السلمية والمسلحة)الي جانب موقف المواطنون غير المتفائلين بنجاح الحوار هو ما قاله بشير ادم رحمة أمين العلاقات العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي الذي إنخرط حزبه في الحوارمنذ خطاب الوثبة والناس كل الناس تاركاً تحالف المعارضة الذي حدد موقفه بوضوح من الحوار وأشترطت المعارضة علي ذلك بإطلاق سراح المعتقليين،والمحكوميين سياسياً والغاء كافة القوانيين المقيدة للحريات،وأن يقبل النظام بأن يفضي الحوار لقيام وضع إنتقالي كامل. ووقف الحرب ومعالجة تداعياتها الإنسانية.النقطة المهمة التي ذكرها بشير ادم رحمة بقوله بحسب صحيفة التغيير أمس ان حوار حزب المؤتمر الوطني بدون مشاركة الحركات المسلحة يكون (حوار طرشان)
وكان الأمين العام للحركة الشعبية شمال ياسرعرمان قد قلل من الحوار وأعتبره بانه سيؤدي الي إعادة إنتاج الأزمة أو إعادة إنتاج الإنقاذ في نسختها الثانية بدعوى التغيير،وقال عرمان بحسب بيانه ان أجهزة أمن المؤتمر الوطني ستتحكم فى العملية الدستورية والسياسية عبر اللأفتات المختلفة وسوق عكاظ السياسي.وفي الأثناء أكدت الجبهة الثورية رفضها القاطع للمشاركة في الحوار،وقالت أنها غير مستعدة للمشاركة في هذا (المسخرة) الإنقاذية،وقطعت بإنها لن تقدم غطاء لإستمرار جرائم الحرب بإسم (الحوار)وكانت المعارضة قد وصفت القرار الجمهوري الخاص بتنظيم الأنشطة الحزبية، بإنه يقيد نشاط الاحزاب وتراجع عن الحريات.
عموما علي الحكومة والمؤيدين للحوار،الناقص مراجعة منهجهم وحساباتهم وطريقة عملهم ،لانه لاحل لازمات البلاد بدون مشاركة جميع السودانيين وكافة القوي السياسية المعارضة وغيرها الحاملة للسلاح وغيرها.
|
|
|
|
|
|