|
تصريح صحفي من د.كامل إدريس حول تطورات الوضع السياسي
|
لا تزال صراعات مراكز القوى داخل النظام السوداني الحاكم تمنعه من اتخاذ موقف حاسم و واضح باتجاه الوصول الي حلٍ سلمي و مخرجٍ آمن لقضايا البلاد المتشعبة ومشاكلها المتراكمة. فبعد التصعيد العسكري الكبير الذي شهدته مناطق النزاعات في دارفور وجبال النوبة و النيل الأزرق و الانتهاكات التي ظل يتعرض إليها طلاب جامعة الخرطوم بعد اطلاق النار عليهم و سقوط الطالب الشهيد علي أبكر و أعتقال النشطاء الطلابيين الثلاثة محمد صلاح عبدالرحمن و تاج السر جعفر ومعمر موسى، قام جهاز الأمن مساء اليوم باعتقال السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة على خلفية اعتراضه على انتهاكات القوات المقاتلة في دارفور ومطالبته بالتحقيق في هذه الانتهاكات.
كل ما سبق يكشف عن التردد الذي يشوب عملية الحوار الوطني الجاد و الحقيقي، أو على الأقل وجود مراكز قوى و جيوب متحجرة تريد إيقاف هذا الاتجاه من الوصول الي غاياته المنشودة. وغنيٌ عن الذكر ان أي حوارٍ وطني لن يتأتى له النجاح دون المتطلبات المسبقة اللازمة له و على رأسها إيقاف اطلاق النار الفوري في المناطق الملتهبة وإعلان العفو السياسي العام و السماح ببيئة حريات سياسية واضحة تتيح تداول الأطروحات السياسية بحرية كاملة. وهذا يتطلب بالطبع إخراج الأجهزة الأمنية من عملية إدارة القرار السياسي.
كمواطنٍ سوداني حادب على مصلحة الوطن أدعو كل القوى السياسية وحتى العقلاء من اهل المؤتمر الوطني للوقوف بحزم امام هذا العبث غير المجدي و الإلتفات لما فيه مصالح الشعب السوداني. إن الدماء التي سالت في بلادنا على مدى العقدين و نيف السابقين تكفي و ينبغي لهدرها ان يتوقف فوراً.
كامل إدريس 17 مايو 2014
|
|
|
|
|
|