|
المعارضة السودانية تطالب المجتمع الدولي بفرض حظر للطيران فوق مناطق الحرب
|
لندن: مصطفى سري طالبت المعارضة السودانية المسلحة والسلمية بفرض حظر الطيران على مناطق الحرب في جنوب كردفان، النيل الأزرق، ودارفور، لحماية المدنيين في تلك المناطق، وشددت المعارضة على ضرورة تسريح وتجريد ميليشيا قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات من سلاحها، ودعت قوى معارضة في لندن إلى مظاهرة اليوم أمام مقر رئيس الوزراء البريطاني للتنديد بما وصفته بـ«جرائم النظام الحاكم»، بمناسبة مرور 25 عاما على وصوله للسلطة عبر الانقلاب العسكري بقيادة عمر البشير، في وقت أعلن فيه والي جنوب كردفان أن القوات الحكومية تمكنت من تحرير 53 موقعا في الأجزاء الشرقية من ولايته، خلال العمليات التي أطلقت عليها الخرطوم «الصيف الحاسم»، لإنهاء حركات التمرد.
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية في السودان ارنو لادو لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب السوداني ظل يكرر مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة فرض حظر الطيران في مناطق الحرب بجنوب كردفان، النيل الأزرق، ودارفور، وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يترك سلبيته باتخاذ خطوات جادة وعملية بفرض حظر الطيران الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات المدنية ودور العبادة»، وقال إن المجتمع الدولي بصمته أعطى الفرصة للنظام الحاكم في السودان لمواصلة حرب الإبادة الجماعية، مثلما حدث في دارفور قبل عشر سنوات، والآن تتكرر في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتابع: «نظام البشير يسعى لإخلاء هذه المناطق من المواطنين حتى يحدث تغييرا سكانيا بإبعاد السكان الأصليين، وشهدنا ذلك في دارفور بإحلال مواطنين استقدموا من الخارج والداخل مكان آخرين»، وقال إن الطيران الحكومي يستهدف المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمؤسسات المدنية من مستشفيات ومدارس ومنازل.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال لـ«الشرق الأوسط» إن فرض حظر الطيران في مناطق الحرب أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وأضاف أن الحكومة السودانية ما زالت تواصل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة في دارفور، النيل الأزرق وجنوب كردفان باستهداف المدنيين، وقال: «إضافة للقصف الجوي، فإن نظام البشير يستخدم ميليشيا قوات الدعم السريع التي ترتكب الجرائم دون أي محاسبة، ومن ينتقدها يودع في السجن، كما هو حادث لرئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ»، منتقدا موقف المجتمع الدولي لما يحدث في بلاده، ووصفه بـ«الفاشل»، وتابع: «أمام المجتمع الدولي فرصة لتصحيح أخطاء صمته بأن يفرض حظرا للطيران على مناطق الحرب اليوم قبل الغد والإسراع في القبض على مجرمي الحرب، وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير».
من جهته، طالب القيادي في الحزب الشيوعي السوداني الدكتور الشفيع خضر سعيد بفرض حظر الطيران في مناطق الحرب لحماية المدنيين ووقف الهجمات الجوية التي يشنها الطيران الحكومي، وقال: «المأساة الإنسانية في تلك المناطق لا يمكن تجاهلها»، وعد الوضع في السودان قاتما وفيه توتر كبير، وقال إن «هناك محاولة لتوسيع رقعة الحرب لتشمل مناطق أوسع»، واصفا جلب الحكومة لقوات الدعم السريع تحت ذريعة حماية العاصمة الخرطوم بعدم المسؤولية، وأن ذلك سيدخل البلاد إلى نفق أكثر ظلاما، وتابع: «الحكومة تحاول الاستمرار في السلطة، حتى إذا دعا الأمر أن تجلس فوق جماجم الشعب السوداني».
إلى ذلك، قال والي ولاية جنوب كردفان آدم الفكي، إن القوات المسلحة السودانية تمكنت، منذ انطلاق عمليات «الصيف الحاسم»، من تحرير 53 موقعا بالأجزاء الشرقية من ولايته، كانت تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية، قطاع الشمال، وأضاف أن «عام 2014 شهد تحسنا في أوضاع المواطنين الأمنية، بفضل الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، خاصة في المنطقة الشرقية»، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من السيطرة الحكومية على المنطقة الشرقية، مشيرا إلى اتساع الدائرة الأمنية حول مدينة كادوقلي عاصمة الولاية، وأن ذلك سيعزز من استقرار المواطنين ويساعد في تنفيذ مشاريع التنمية التي قال إنها توقفت بسبب الظروف الأمنية، داعيا حملة السلاح إلى تعليب خيار السلام.
غير أن المتحدث باسم الحركة الشعبية ارنو لادو وصف تصريحات الوالي بأنها لا تحمل أي جديد، وقال: «كيف يفرح الوالي بأنه حرر عددا من المناطق لم يكن يعترف بها أصلا من قبل؟»، وأضاف أن الوالي ظل يكرر هذه التصريحات الجوفاء، ولكن الواقع أمر آخر، والمشكلة ليست في المناطق التي تسيطر عليها حكومته، وإنما المدنيون الذين يستهدفهم الطيران الحكومي كل يوم، وتابع: «الحكومة صرفت مبالغ كبيرة وجيوشا ضخمة لحملتها العسكرية التي أطلقت عليها الصيف الحاسم، ولكن الحملة لم تنجح فيما عدا استهدافها للمدنيين»، وقال: «تصريحات الوالي صحيحة في شيء واحد؛ أن حكومته نجحت في استهداف المدنيين، في قتلهم وتشريدهم وتدمير المؤسسات المدنية».
الشرق الاوسط __._,_.___
__,_._,___
|
|
|
|
|
|