|
الكلمة التي ألقاها السيد مساعد الرئيس في الإحتفال بمئوية الكشافة السودانية
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الإحتفال بمئوية الكشافة السودانية
الحمد لله القائل : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) ،والصلاة والسلام على رسوله القائل ( إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَوَاصَّ يُسْكِنُهُمُ الرَّفِيعَ مِنَ الْجِنَّانِ ، كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ ؟ قَالَ : " كَانَتْ هِمَّتُهُمُ الْمُسَابَقَةَ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمُسَارَعَةَ إِلَى مَا يُرْضِيهِ ، وَزَهِدُوا فِي فُضُولِ الدُّنْيَا وَرِيَاسَتِهَا وَنَعِيمِهَا ، وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ فَنَصِبُوا قَلِيلا وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلا "..وسيدنا المسيح القائل / المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة
الاخ الحبيب نائب رئيس الجمهورية ، الأحباب قادة الحركة الكشفية في السودان ، فتية وفتيات الكشافة ، أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز ، الحضور جميعا مع حفظ مقاماتكم المحترمة
أحييكم جميعا في هذا اليوم الأغر الذي نحتفل فيه بإفتتاحية احتفالات البلاد بمئوية الكشافة في بلادنا .والكشافة وإن كانت حركة نشأت في الغرب ، بريطانيا تحديداً ، في العقد الأول من القرن العشرين ، ووصلتنا هنا عبر بوابة عطبرة عام 1913م ، ألا أنها تتطابق مع مبادئنا الإسلامية ، وثقافتنا السودانية في أوجه عديدة .فالكشافة ( أو الحركة الكشفية ) حركة تهدف إلى دعم الشباب والناشئة في النمو البدني والعقلي والروحي ، ليلعبوا دورا في بناء المجتمع ، مع تركيز قوي على العمل في الهواء الطلق ومهارات البقاء على قيد الحياة والإسعافات الأولية . وشعار الكشافة ( كن مستعداً ) . المهارات التي تعلمها الكشافة من سباحة ورماية وأتمنى إضافة ركوب الخيل لتتطابق مع التعليمات النبوية لما يجب أن نعلمه أولادنا ، وفكرة الكشافة تركز على الإرتباط بين العلم والعمل ، بين المعرفة والمهارات التي يكتسبها الولد والبنت في الحياة ليفيد نفسه ومجتمعه ، وهنا نتذكر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) ، والحركة الكشفية حتى في الغرب تجعل الجانب الروحي و ( واجب الله ) مبدأ أساسيا ، ولأنها بتنوع الأديان فهي تجعل ذلك الواجب والجانب الروحي يعتمد على عقيدة الكشاف . ولذا نرى أن الكشافة الأمريكية تستثني الملحدين . هذه الحركة التي تجعل الصبيان والشباب سالكين في سلك العمل والهمة والجدية تتناغم أيضاً مع ثقافة النفير لدينا والذي يتنادى الصبيان فيه للعمل بهمتهم المعهودة . والهمة كما قال الإمام المهدي عليه السلام هي اسم الله الأعظم ، فبها يلين المستحيل :
وما كنت ممن أدرك الملك بالمنى *** ولكن بأيام أشبن النواصيا
لبست لها كدر العجاج كأنما *** ترى غير صافياً أن ترى الجو صافيا
وزي الكشافة الموحد فكرته تشبه أزياء حيران شيوخ الصوفية المنضبط بالكرابة والزي الذي يكاد يكون موحداً ، وهو توحيد يرمز للمساواة بين الجميع . وشكله يوحي بالإنضباط ، وياحبذا لوكان زي الكشافة لدينا مقتبس من أزيائنا التقليدية كالعلى الله أو القميص والسروال ، إذ يمكن يصمم لها زي هجين فيه معاني الإنضباط ، وفيه من أزيائنا التقليدية ما يناسب مناخنا .
إننى إذ أشارك اليوم في هذا الإحتفال جد سعيد بتنصيبكم السيد الحبيب الرئيس المشير عمرالبشير كشافاً أول ، راجياً أن يكون لهذا أثر إيجابي في دعم الحركة الكشفية ، وكذلك المدينة الكشفية التي أعلن عن إفتتاحها والتي تصلح كمعسكرات للكشافة والتدريب . ولا يساورني شك في أن الأخ الرئيس سوف يولي الكشافة الإهتمام المستحق ، لما للحركة الكشفية من ميزات لا تعد ولا تحصى .
فيجب أن تحتفظ بمسافة قريبة من الجميع لتساعد في تقوية الصلات ورتق النسيج الإجتماعي والإستفادة من التنوع الثقافي والجهوي في السودان وجعله مصدر قوى .والذي يتكامل مع دعم المجتمع المدني والأهلي بشرائحه المختلفة . فقد بدأت الحركة الكشفية في السودان بصلات متينة مع قادة المجتمع السوداني الأهليين . وفي هذا الدرب نحن ماضون حتى نحقق
وحدة الصف والسلام المستدام والإصلاح المنشود وصولاً لسودان قدوه وشعب قائد وإنتخابات حرة ديمقراطية اساساً للحكم واحترام القانون ودستوراً نرتضيه جميعا ً إن شاء الله .
ومن هنا أدعو الحركة الكشفية الأهلية التي تنشأ وسط الجماعات الدينية والقبلية المختلفة ، بما يجعل الكشافة تنبت في أرض ثقافية تأخذ من ملامحها ، على سبيل المثال تجربة فرقة أبا الكشفية التي قامت للمزاوجة بين أسس الكشافة والثقافة الأنصارية . فمثل هذه الفرق إن تكاثرت تستطيع أن تجعل أثر الحركة الكشفية يمتد ويتأقلم مع الثقافة الوطنية .
وفي النهاية أكرر تهنئتي للسيد رئيس الجمهورية ، وللأخوة الذين يتم تكريمهم اليوم ، كما أهنيء القائمين على الكشافة السودانية على هذا الإحتفال العظيم ، والتكريم المستحق ، وأشكر الذين شاركونا من رواد الحركة الكشفية العربية والإفريقية والآسيوية متمنيا لهم إقامة سعيدة في بلدهم الثاني السودان .
ولشباب الكشافة وفتيانها وبراعمها أطيب التمنات ،
والسلام عليكم ورحمة الله .
الخرطوم اليوم الإثنين الموافق5 مايو-2014 م رئاسة الجمهورية / القصر الجمهوري
|
|
|
|
|
|