|
السيسى رئيساً لمصر ....... أول جنرال افريقى يأتى بالأقتراع
|
تقرير / منى البشير تمهيد :- اليوم الأربعاء الرابع من يونيو من العام 2014 يعتبر التاريخ الرسمى لتسلم الجنرال عبد الفتاح السيسى رئاسة جمهورية مصر العربية رسميا بعد ان أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية مساء أمس الثلاثاء اسم السيسى كفائز أول بمنصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات الرئاسية التى جرت على مدار أيام 26 و27 و28 من مايو المنصرم والتى كان يواجهه فيها السياسى والبرلمانى المصرى حمدين صباحى والذى سبق وان ترشح فى الأنتخابات الرئاسية عام 2012 فى مواجهة الرئيس السابق محمد مرسى ، هذا وقد رفضت لجنة الانتخابات الرئاسية الطعن المقدم من صباحى والذى طالب فيه باستبعاد أصوات الناخبين فى اليوم الثالث فى الانتخابات علاوة على التحقيق فى التجاوزات التى وقعت لأعضاء حملته أثناء العملية الانتخابية واستعمال الدعاية الانتخابية داخل اللجان الفرعية. السيسى رئيسى :- كان هذا لسان حال الشعب المصرى وهو يعتبر ان رئاسة السيسى لمصر نوع من رد الجميل للرجل الذى ظهر كالمخّلص لمصر من الأسلاميين ولذلك بلغت نسبة التصويت للسيسى حوالى 92% مع شهادات دولية بنزاهة العملية الانتخابية ، وبذلك يمكن اعتبار السيسى أول جنرال افريقى يأتى الى الحكم محمولا على صناديق الأنتخاب الحر وليس الدبابات ، رغم ان بعض المحللين يرون بغير ذلك وان ثورة 30 يونيو كانت انقلابا فعليا على الشرعية . هنالك عدة مطالبات للسيسى فى العهد الجديد لحقيق تطلعات المصريين تبدأ بحسب الأستاذ عبد الله رزق باعادة توحيد الشعب المصرى، وتحقيق الاستقرار والسلام والامن ، وتكوين حكومة ذات قاعدة عريضة، ، وتعزيز الديموقراطية. وقال رزق : أن إنهاء المواجهات المسلحة مع الاخوان المسلمين ، واللجوء الى الحوار معهم ، مسألة حتمية ، ومفتاحية ،لتحقيق الاستقرار والامن ، واضاف : علي السيسى صياغة برنامج جديد قادر على اجتذاب تأييد قطاعات اوسع من الشعب . مصر فى قبضة العسكر من جديد :- بتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر تكون حقب حكم العسكر فيها قد وصلت الى اكثر من ستين عاما منذ تولى عبد الناصر فى 18 يونيو من العام 1953 ، ويكون بذلك ان ثورة يناير 2011 التى اقتلعت حسنى مبارك اعلنت وفاتها رسميا ، الكاتب العراقى عمر الحسان كتب مقالا بعنوان (عودة العسكر الى الحكم في الوطن العربي ) وقال : لا ننكر أن عودة العسكر أتت بدعم شعبي والسبب أن الناس لاتعي معنى الدولة المدنية ولم تتربى على مفهوم الدولة المدنية بالتالي نرى الانظمة العربية أما أنظمة مدعومة من رجال الدين أو العسكر وستبقى كذلك حتى يعي المواطن العربي مفهوم الدولة المدنية . الكاتب السورى بهنان يامين قال : ماحدث في مصر كثير الشبه لما حدث في الجزائر في القرن المنصرم، حيث قام العسكر بانقلاب في الـ 11 من يناير 1992 وقرر الجيش الجزائري الغاء نتائج الانتخابات البرلمانية ، وأجبر الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة، والغاء الجولة الثانية من الانتخابات . ويستطرد ان الجيش المصري كرر التجربة الجزائرية ولكن بطريقة شعبوية، عن طريق ثورته المليونية في الـ 30 يونيو 2013، ليدخل العسكر من الباب الذى خرج منه حسنى مبارك . الكاتب السودانى الأستاذ عبد الله رزق يرى ان فوز السيسى ، هو تأكيد على استمرار دور الجيش، الذى ظل يلعبه فى الحياة السياسية فى مصر ، منذ ستين عاما. وانسداد افق التغيير الجذرى، الذى ارهصت به ثورة 25 يناير،بسبب ضعف القوى الديموقراطية، مايضع تلك القوى الديموقراطية ، بجانب الاخوان ، فى واجهة الصراع ، مرة اخرى . بين السيسى ومرسى :- تسلم المشير السيسى مكانته فى قلوب غالبية الشعب المصرى بعد حربه المعلنة على جماعة الأخوان المسلمين وتحجيم نشاطهم قبل ان يتسنم سدة الحكم ، وبذلك بحسب محللين سياسيين تقع على عاتق الرئيس الجديد مسؤلية كبيرة تتمثل فى اقناع الشعب المصرى بأن اختياره كان صحيحا ، وبالتالى ايجاد استراتيجية حكيمة لخوض معاركه القادمة لأنه وبحسب مراقبين فأن السيسى فى المرحلة المقبلة سيجد نفسه فى مواجهة جماعة الأخوان المسلمين التى تؤيد مرسى وتعتبره الرئيس الشرعى لمصر وبالتالى هى تنكر هذه الانتخابات ونتائجها وتعتبرها باطلة ، كما سيجد نفسه فى مواجهة قوى 25 يناير التى ثارت على العسكر والقت بالرئيس مبارك فى السجن . الأستاذ عبد الله رزق يرى فى مقال له بعنوان ( السيسى يبدأ من حيث انتهى مرسى ) ان مؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية، التى جرت مؤخرا والتى فاز فيها، المشير عبد الفتاح السيسى، تظهر بعضا من ملامح مع نتائج الانتخابات، التى فاز فيها مرشح الاخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسى 2012، وما ترتب عليها من نتائج سياسية. ويؤكد ان السيسى فاز بنسبة مقاربة لتلك التى فاز بها مرسى، والتى تعبر عن ضيق قاعدة وشعبية الحكم من ناحية، وأحتمال مواجهته بمعارضة وكبيرة، تتكون من الاخوان وقوى ثورة25 يناير، من ناحية أخرى . علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يرى إن الأصوات التي قاطعت الانتخابات المصرية والتي تفوق - على حد تعبيره- الأصوات التي شاركت، تذهب للرئيس المعزول محمد مرسي. من جهته، قال رئيس تحرير جريدة "العربي الجديد" وائل قنديل لقناة الجزيرة "لا أثق تماما في أن 45% من الناخبين ذهبوا للتصويت"، معتبرا أن المقصود من هذه الأرقام إظهار أن من اختاروا السيسي عددهم يساوي عدد من اختاروا الرئيس المعزول مرسي ومنافسه في الانتخابات الماضي أحمد شفيق مجتمعين. لكن الأعلامى المصرى هيثم العايدى يرى ان النتائج الأولية للعملية الانتخابية بعد 3 ايام كانت باقبال يتراوح بين الـ24 والـ26 مليونا. وقال : بعيدا عن أرقام اليوم الثالث للانتخابات فإن الأرقام الرسمية للكثافة التصويتية خلال اليومين الأول والثاني تحوم حول رقم الـ21 مليون ناخب وهو رقم يعد طبيعيا مقارنة بالاستحقاقات السابقة منذ ثورة الـ25 من يناير. وزاد : هذا الرقم هو الحاضر في الاستفتاء على التعديلات الدستورية يناير 2014 والذي شارك فيه أكثر من 20 مليونا و613 ألفا كما أن رقم الـ21 مليونا يعتبر طبيعيا جدا . الكاتب المصرى انور الطويل يرى ان نسبة المشاركة فى الانتخابات المصرية بلغت حوالي 47% وهي نسبة أعلى أو تساوي نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية في العام 2012 وتظهر الأرقام أيضاً أن السيد عبد الفتاح السيسي حصل على حوالي 24 مليون صوت من أصوات المقترعين، بينما حصل محمد مرسي على عدد 12 مليون صوت أي نصف عدد الأصوات التي حصل عليها السيسي. كاريزما السيسى :- ينظر الشعب المصرى الى صورة المشير السيسى وكأنه ينظر الى صورة الرئيس جمال عبد الناصر مفجر ثورة 1953 ضد الملك ، وبالتالى فان هذه النظرة تؤسس لكاريزما خاصة للمشير الجديد ، وبحسب محللين سياسيين مصريين فأن هذه الكاريزما ستجعل الشعب أكثر قابلية للتحمل معه لمرحلة البناء التى تستوجب حشد طاقات جميع أبناء مصر فى المرحلة المقبلة .
|
|
|
|
|
|