الحياة اليوم مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2016, 04:08 PM

اخبار سودانيزاونلاين
<aاخبار سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 4571

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحياة اليوم مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

    03:08 PM Jan, 29 2016

    سودانيز اون لاين
    اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    برنامج الحياة اليوم
    تقديم الأستاذ تامر أمين
    ضيف البرنامج دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه، زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان.
    تاريخ البث الجمعة 22 يناير 2016



    الأستاذ تامر أمين:- أهلاً بحضراتكم مرة ثانية. ضيفي وضيفكم في الحياة اليوم الليلة هو واحد من أهم أعلام الفكر والسياسة في السودان والوطن العربي على مدار سنوات وعقود طويلة. هو سياسي في الثمانين ربيعاً. هو واحد من أهم المفكرين والسياسيين له مواقف كثيرة على المستوى العروبي، له نضالات كثيرة على مشهد الوطن السوداني، بالإضافة إلى أفكار تخُص العالم الإسلامي والوطن العربي. ضيفي في هذه الحلقة من الحياة اليوم الإمام الصادق المهدي. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


    الحبيب الإمام:- وعليك السلام والرحمة يا أخ تامر.


    الأستاذ تامر:- أهلاً وسهلاً رغم إنه نحنا الفي ضيافتك، لكن يُسعدني إن نحنا نستضيف حضرتك على شاشة الحياة اليوم ومشاهدين الحياة اليوم بيوجهو لك كل التحيات.


    الحبيب الإمام:- وأنا أبادلهم التحية والتجلة.


    الأستاذ تامر:- آم، يعني خلينا كدة نبداء في الأول بشئ من التخفيف. ثمانين سنة عمر كم سنة لسياسة؟


    الحبيب الإمام:- أنا في الحقيقة دخلتُ السياسة وأنا طالب في الجامعات المختلفة، وكنتُ ارأسُ فيها عدداً من جمعيات طالبية المشغولة بالفكر والسياسة...


    الأستاذ تامر:- (مقاطعاً) تمام.


    الحبيب الإمام:- ولكنني دخلتُ السياسة السودانية حقاً بعد وفاة والدي، الإمام الصديق في عام 1961. لكن أعتقد أن تاريخي السياسي تقلب من فترة طويلة في السجن إلى فترة طويلة في المنفى إلى فترة أقصر في الحُكم إلى بقية الفترات في المعارضة.


    الأستاذ عامر:- إمتى فترة الزخم السياسي، فترة النُضج السياسي، فترة الحُكم، فترة النفى أم فترة الإعتقال؟


    الحبيب الإمام:- أعتقدُ أنني رضدتُ قبل الأوآن المُعتاد، حتى كان يقولون، هذا صغيرُ السن. والآن يقولون هذا كبيرُ السن. دخلتُ في الحقيقة المعمعة عندما اُنتخبت رئيساً لحزب الأمة في وقتٍ أنا فيه في أوائل العشرينيات من عمري، ثم صرتُ رئيساً للوزارة في السودان في أول الثلاثينات من عُمري. لذلك هذه النار انضجتني. ثم السجن. السجن كان لي من أفضل فترات التطور الفكري والذهني والثقافي الذي إستطعتُ فيه... وكان إتجاه الطُغاة الذين سجنوني، أن أُسجن دائماً وحدي حتى لا...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) تُنتج فكرك.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) اتعامل مع الآخرين. وهذا مكنني من أن أطلع وأدرس على حوالي ثلاثة ألف كتاب، وأن تنضُج أفكاري الأساسية حول كثير من القضايا في التفكر والتأمل في الخلوى. ولذا أعتقد أن السجن كان لي كما أقولُ دائماً، قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظِمت، وقد يبتلي الله بعض الناس بالنِعمِ.


    الأستاذ تامر:- صحيح... صحيح.


    الحبيب الإمام:- فأنا أعتقد إن السجن كان لي البلوى التي أنعمها اللهُ على بها.



    الأستاذ تامر:- طيب لو إنتقلنا سريعاً للمشهد السوداني الحالي... سنوات الإنفصال ما بين السودان شمالاً وجنوباً الآن، كيف تُقيم الوضع، هل ما حدث بالفعل كان شراً لابُد منه. هل الوضع الآن فيه نوع من الإستقرار بالنسبة لنفوس السودانيين في الشمال والجنوب، أم أن السودان يُعاني بعد الإنفصال وسيظلُ يعاني إلى أن يعود إلى الوحدة؟


    الحبيب الإمام:- هُناك الحقائق الآتية، عندما إحتل البريطانيون السودان، قرروا أن السودان به جنوب يختلف تماماً عن شماله الذي تغلُب عليه الثقافة العربية والإسلام، والجنوب فتحوه للتبشير المسيحي، فخلقوا فيه هوية مسيحية أنجلوفونية...


    الأستاذ تامر:- تمام.


    الحبيب الإمام:- هذا في رأيي هو الذي أسس للإنفصال. ولكن الحكومات السودانية المختلفة، في رأيي، بعد إستقلال السودان عجزت بدرجات متفاوتة في إدارة التنوع. واسوء فترة كانت في النظام الحالي، الذي قرر فوقياً، أن السودان هويته إسلامية عربية، ما جعل الجنوبيين يُجمعون على أننا لسنا عرب ولسنا مسلمين...


    الأستاذ تامر:- يُشعرون بالغُربة.


    الحبيب الإمام:- نعم. ويعتقدون أن هذا يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، ولذلك أجمعوا على المُطالبة بتقرير المصير، فإنفصل الجنوب. كان يمكن تنجنُب هذا بدرجة عالية من اللامركزية، علاقة كونفدرالية، علاقة فدرالية إلى آخرى. ولكن الذي حدث في رأيي كان يُمكن تجنُبه لولا أن النظام إختار للسودان هوية فوقية بصورة حزبية تُفرض بالقوة مما أدى إلى ردة الفعل هذه. إنفصال الجنوب فيه مخاطر كثيرة، أولاً لأن نفس سوء إدارة التنوع موجودة حتى في الشمال وكذلك في الجنوب. إن كان الحل لإدارة التنوع هو الإنفصال، سيتمزقُ البلد إرباً إربا.


    الأستاذ تامر:- طيب هو، إسمح لي ارد على حضرتك. هى القصة كانت لها علاقة بالهوية الثقافية والدينية والعربية والأنجلوفونية وكذا، ولا القصة كلها لها علاقة بالأوضاع المعيشية والتوزيع العادي للثروة والسُلطة. يعني أيُهما غلب على الآخر؟


    الحبيب الإمام:- كلهم كان جزءاً من الإستقطاب الذي حدث. صحيح هنالك تظلُم يُعتبر تحت عنوان التهميش لعناصر كثيرة في السودان. وهذا الذي يُعاني منه الآن السودان، في الجنوب وفي الشمال. أن الطبقة الحاكمة والنُخبة الحاكمة في كلا الحالين تقوم ضدها شكوى من إنها لا توزع الثروة والسُلطة بالعدالة المطلوبة.


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- ولكن هناك ايضاً التطابق ما بين هذا التظلُم الإقتصادي والسياسي والتظلُم المُنطلق من الهوية الثقافية والدينية.


    الأستاذ تامر:- فهذا أكمل ذاك.


    الحبيب الإمام:- نعم.


    الأستاذ تامر:- طيب. ما حدث لا يمكن التراجع عنه. لايمكن إستدراك، لا يمكن إستدراكه أم أن الأوان قد فات؟


    الحبيب الإمام:- يمكن إستدراكه لسببين. الجنوبيون ادركوا أن الإنفصال الذي تم لم يكن الحل النهائي لكشاكلهم. بل الآن يتطلعون لعلاقة خاصة مع الشمال. ولذلك هذا يمكن في إطار مُراجعات لديهم أن يحدث فيه في رأيي خُطوة نحو الوحدة، سواء أن أخذت شكلاً كونفدرالياً أو غيره، في الشمال كذلك. واضح تماماً إن الأجندة الحزبية ذات المرجعية الإخوانية فشلت. والآن يوجد مسعى وتطلُع عبر الحوار الذي يقومُ الآن لإجاد أساس فيه نظرة تقبلُ التعدُدية وتقبل أن الإسلام نفسه ليس دين اُحادية وإنما يستقبل...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) التنوع والإختلاف.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) التنوع والمُشاركة.


    الأستاذ تامر:- من تأثر سلباً اكثر الشمال أم الجنوب؟


    الحبيب الإمام:- أعتقد الشمال، لأنه سقط من مكانة عالية. الجتوب اصلاً كانت الحرب وغيرها قد جعلته في مرحلة...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) قد أنهكته.


    الحبيب الإمام:- نعم، ولذلك هو اصلاً كان في حالة مُزرية. الشمال كان في مستوى أفضل كثيراً، كذلك من الأشياء التي اضرت بالشمال، أن النظام الحاكم في السودان، بعد أن إستغل البترول الذي اُكتشف قبل النظام في السودان وجاء بالبلاد بما لا يقل في فترة عشر سنوات، بما لا يقل عن خمسين مليار دولار، بددها، لم يُحسن إستغلالها بالصورة التي تُستخدم بالتنمية بحيث أنها تؤدي للإستثمار في الإنتاج المُتجدد. بُددت في المصروفات الأمنية، في المصروفات البزخية، في اشياء من هذا النوع، لذلك رفعت تكاليف الحُكم، ورفعت فاتورة العمل العسكري والأمني. لذلك عندما إنفصل الجنوب، واجهت البلاد عجزاً كاملاً في ميزانياتها الداخلية والخارجية، بالصورة التي ارهقت البلاد، الآن تُعاني منها، اثناء فترة البترول رفعت التكاليف والعيشة البزخية في كل المجالات، ثم لم تهتم بالإنتاج في المُنتجات المُتجددة ولذلك الآن البلاد تُعاني من أزمة إقتصادية طاحنة.


    الأستاذ تامر:- لكن حضرتك شايف أن ربما تقبل الأحداث الشمال والجنوب على مراجعة الحسابات؟


    الحبيب الإمام:- نعم لأن التجربة الآن منذُ إنفصال الجنوب في عام 2011، في المجالين، تجربة فاشلة وتجربة حزينة، وفي رأيي...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) ألا تخف من آم ما يمكن تسميته بالعند السياسي؟


    الحبيب الإمام:- لا أعتقد إن هناك الآن في الطرفين إحساس بأن الإنفصال لم يأتي بأى فايدة للطرفين. وأن إمكانية التعاون، لأنه هناك قضايا كثيرة. هناك قضية مياه النيل، هناك قضية الأمن الغذائي، التجارة بين البلدين لا تقل عن إثنين بليون دولار...


    الأستاذ تامر:- بليون.


    الحبيب الإمام:- بليون دولار، وهكذا. وعلى أية حال، الجنوب يُدرك أنه كدولة لابد له أن يتعامل الشمال الأفريقي العربي الإسلامي،


    الأستاذ تامر:- صحيح، صحيح.


    الحبيب الإمام:- والشمال يُدرك أنه لابد أن يتعامل مع أفريقيا جنوب الصحراء.


    الأستاذ تامر:- طيب، بس هو، النقطة على أية حال زى ما حضرتك قلت، والسؤال كدة وجب، هل قرار العودة من الإنفصال، أو البقاء على الإنفصال، هل هو قرار سوداني بحت، بمعنى هل من سمح للسودان بالإنفصال سيسمح له بالعودة من الإنفصال؟


    الحبيب الإمام:- كل الذين راهنوا على أنهم يستطيعون بعد الإنفصال أن يحصلوا على دولة يستطيعون بها أن يواصلوا إستراتيجياتهم العالمية، صاروا يتحدثون على أن هذا كان تصوراً كاذباً، وأن الجنوب بشكله الحالي عبءٌ على نفسه وعليهم. ولذلك في رأيي هم الآن لا يمكن أن يقفوا حجر عثرة ضد أى نوع من العلاقات تطور بين البلدين، إذا كان الشمال أو السودان قد أدرك ايضاً أنه لا يستطيع أن يفرض، ولا ينبغي له أن يحاول يفرض على الجنوب هوية قسرية عُلوية.


    الأستاذ تامر:- طيب، دي نظرة من الداخل السوداني، لو نظرنا نظرة أوسع قليلاً. هل يا ترى أن إنفصال السودان شمالاً وجنوباً يخدُم المخطط الغربي في تفكيك هذا الوطن إلى دويلات وكنتونات صغيرة، لا تقوى إحداها لمواجهة سوى دول غربية أو العدو الماثل بيننا الهو إسرائيل، بالتالي القصة ليست النظام السوداني أخطأ أو فكرة عند الجنوبيين، القصة إنها طُعم إبتلعناه، وكثير من الدول تُسير نحو التفتُت؟


    الحبيب الإمام:- في رأيي إسرائيل نعم. إسرائيل تعتقد أن أمانها ومُستقبلها الإسترتيجي يتحقق بتمزيق المنظقة...


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- إثنياً، دينياً، طائفياً إلى آخره. ولكن في رأيي، الغرب لا. الغرب أولاً هو أوعى، ويعمل على أساس مصالح عُليا. الغرب يُدرك الآن أن تفتيت المنطقة سوف يضره ضرراً بالغاً لسببين. أولاً لأن هذا سيزيد من الدول الفاشلة وبالتالي العنف والإرهاب وال...


    الأستاذ تامر.- (مُقاطعاً) خلينا نتكلم بصراحة يا فضيلة الإمام، هو الغرب وبالفعل منذ سنوات طويلة يرانا منطقة فاشلة ويرانا سُلطات فاشلة ويرانا دولاً فاشلة، بل كثير من السُلطات الغربية والشعوب الأوروبية يرون الوطن العربي بالكامل عبئاً على هذا العالم يا ليت التخلص منه.


    الحبيب الإمام:- يعني، بعضهم يعتقد ذلك، ولكن العالم العربي واقع والعالم الإسلامي واقع، وهناك بينهم ناس واعيين. أنك إذا، إذا حدث هذا ستكون نتيجته الإرهاب، الذي لم يستطيعوا النجاة منه، ستكون نتيجته المهاجرين باعداد لا أول لها ولا آخر، ستكون نتيجته بالنسبة لهم وضعاً مزعجاً لا يستطيعون تأمين أمنهم القومي مع وجوده. يعني العالم العربي والعالم الإسلامي جزء من الكون.


    الأستاذ تامر:- طبيعي.


    الحبيب الإمام:- أنا اعتقد أنهم الآن...


    الأستاذ تامر:- بس هو جزء مزعج بالنسبة للغرب.


    الحبيب الإمام:- مزعج جداً، ولكن، إذا فشل أو زاد الفشل فيه، سيكون أكثر إزعاجاً.


    الأستاذ تامر:- يعني هل يا ترى أن المخابرات الغربية تعمل على إفشال هذه المنطقة وعلى دس السموم وإشعال الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية؟


    الحبيب الإمام:- لا اعتقد ذلك. أنا اعتقد إسرائيل نعم، ولكن الغرب أوعى من ذلك. نعم الغرب فيه تيارات معادية جداً، معادية للعرب ومعادية للإسلام...


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- وهذه تيارات فاشية تُمثل اليمين في هذه البلدان. ولكنني اعتقد أن... أنا كتبت في الواقع، أصدرت كتاب سميته "أصم أم يسمع العم سام"، وجمعت فيه كل الأفكار النيرة بين الأمريكان، الذين يشيرون أولاً إلى خطورة التحالف الإستراتيجي مع إسرائيل. ثانياً، ضرورة أن تكون نظرتهم لهذا العالم العربي والإسلامي مختلفة، وإلا ستكون النتيجة، نعم ستضر هذه الشعوب ولكن ستضرهم هم أيضاً. أنا اعتقد أن في الغرب تيارات مُستنيرة.


    الأستاذ تامر:- مُستنيرة.


    الحبيب الإمام:- نعم. وفي رأيي تريد حقيقتاً أن تتعامل معنا على أساس مصالح مشتركة، ولكن صحيح، فيما بينهم تيارات متخلفة تُريد أن تستغل المنطقة، وتُريد... أحدهم إسمه فولار، كتب مقال طويل، قال فيه، ماذا لو لم يوجد الإسلام. ماذا لو لم يوجد الإسلام. وقال حتى لو...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) على فكرة، دة، دة في رأيي، دة هاجس كبير الأن في أذهان كثير من الغربيين، ماذا لو إختفى العرب من هذا العالم؟


    الحبيب الإمام:- أيوة.


    الأستاذ تامر:- ماذا لو لم يكن الإسلام موجوداً؟


    الحبيب الإمام:- فهو كتب هذا المقال، قال، ما فعلناه في هذه المنطقة، من إقحام إسرائيل، ومن إستغلال نفطهم بالطريقة التي نُريد ومن ما فعلنا، أىٍ كانت تكوين تلك المنطقة بدون إسلام، ستؤدي إلى نفس السلبيات الموجودة حالياً. ولذلك يجب أن نغير هذه السياسات إن كنا نُريد أن نتعايش مع هذه الشعوب.


    الأستاذ تامر:- صحيح. صحيح. معليش حأرجع بفضيلتك قليلاً إلى الداخل السوداني. كثير من المصريين يمكن إنغمسوا بالتطورات السياسية الحصلت في مصر فلم يكن لديهم القدرة على متابعة التطورات في السودان خلال السنوات الأخيرة. قولاً واحداً من وجهة نظر الإمام الصادق المهدي، نظام البشير، هو نظام حُكم إسلامي، أم أنه نظام حُكم سياسي يتستر وراء العباءة الدينية، أم أنه نظام حُكم إخواني بإمتياز وإمتداد للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أم أنه لا علاقة له بالدين، أو التستر للرؤى الديني أو هو نظام سياسي بإمتياز؟


    الحبيب الإمام:- ببساطة شديدة، هذا النظام عندما قام، أخفى هويته، حتى أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك رحب به...


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- وساعده، لأنه كان يخشى آثار الديمقراطية في السودان. ويُريد للتجربة الديمقراطية أن تفشل، لأن التجربة الديمقراطية في السودان كانت تُغذي التطلعات الديمقراطية في مصر. على كل حال، النظام أخفى هويته، ولكنه بعد ذلك أعلنها، بإعتبار أنها هوية إسلامية بمرجعية إخوانية. وفي رأيي، النظام بداء هكذا، ولكنه...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) دة في التسعينات؟


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) نعم في التسعينات، ودعا إلى المؤتمر الشعبي الإسلامي العربي، ودعا إلى السودان كل الحركات الإسلامية المختلفة المتطلعة للتغيير على أساس إسلامي.


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- ورحبت به الحركات الإخوانية في العالم بصورة كبيرة. ولكن النظام في رأيي بعد ذلك إتجه إتجاهات براغماتية. وجد أنه قسم حوله الجسم الإسلامي، وقسم حوله الجسم الوطني، وإستفز الجنوبيين في موقفه هذا. ولذلك بداء مراجعات، أول مراجعة بدأها كانت إتفاقية السلام، إتفاقية نيفاشا، إتفاقية 2005. ومنذ إذ...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) دي مراجعة حقيقية ولا.


    الحبيب الإمام:- لا مراجعة، هو إتفق على مراجعة. ومنذ إذ في رأيي، صار يرفع الشعار الإسلامي، مثلما مثلاً يرفعون في سوريا الشعار البعثي ولكن التجربة مختلفة. ففي رأيي، السودان فيه مراجعات براغماتية. ولكن بما أنه رفع شعاراً إسلامياً، شجع تيارات كثيرة جداً في السودان ذات هوية من هذا النوع، إسلامية، بصورة كبيرة، بحيث أنه مهما راجع هو على المستوى الرسمي، في المستوى الشعبي توجد تيارات هكذا، حتى القاعدة وداعش، هؤلاء جميعهم عندهم خلايا في البلاد تحت ظل هذا الشعار المرفوع، الشعار الإسلامي. النظام الآن في رأيي، هو متخبط، صحيح يتخبط تحت رآية إسلامية ذات مرجعية أخوانية، ولكنه الآن يفكر في كيفية المراجعات بالصورة التي، لأنه الآن فاشل. ليس فقط في الإقتصاد، ولكن في الإقتصاد وفي تمزيق الجسم الإسلامي نفسه، في العلاقات الخارجية وكذلك في التعامل مع الأسرة الدولية.


    الأستاذ تامر:- طيب هنا لدى سؤال، وأقسم إنه ليس تحريضي. بعد فشل تجارب الإسلام السياسي في كثير من الدول العربية وعلى رأسها مصر وسقوط النظام الإخواني أو حُكم الإسلام السياسي في 30 يونيو وما بعدها، على ما يصبر السودانيون؟


    الحبيب الإمام:- السودانيون غير صابرين. السودانيون الآن عندهم، أنا في رأيي أوسع وأقوى معارضة موجودة في المنطقة. صحيح هذه المعارضة تواجه دولة عميقة، إستطاعت أن تُحصن نفسها عسكرياً وأمنياً وإلى آخره، ولكن لا شك، حتى الذين قاموا بالإنقلاب، لو إستفتوا الآن لصوتوا ضده.


    الأستاذ تامر:- يآه.


    الحبيب الإمام:- نعم لصوتوا ضده بإعتبار ما حدث من فشل. الآن هنالك نماذج أُخرى فيما يتعلق بممارسات الإسلام السياسي، مثلاً في تونس، هنالك النموذج حاول وفي رأيي بنجاحٍ ما أن يتعامل مع التنوع وإدارة التعدُدية، نفس الشئ في المغرب، هناك حزب العدالة والتنمية، في رأيي في المغرب واقف على نفس الشئ. وكذلك التجارب في مناطق أُخرى مثلاً ماليزيا، مثلاً إندونيسيا، النهج الإسلامي في هذه المناطق أدرك ضرورة التعايش مع المجتمع الحديث، مع العصر الحديث، مع التنوع، وأعتقد أن...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) هل هذا النظام قادر على تطبيق هذا الفكر؟


    الحبيب الإمام:- لا أدري، ولكن هناك من داخله من ينادي الآن بضرورة هذه المراجعات. لأنهم هم أيضاً فيما أعتقد، الذي حدث في التجربة بالنسبة في مصر، كان نهج الأخوان في مصر، في رأيي، في الأول نهجاً اشبه بالواقعية. لا نرشح إلا بثلاثين في المية من المقاعد، لا نترشح لرئاسة الجمهورية. ولكن الذي أثر عليهم، في رأيي جهتان، تركيا، مع أن تركيا، حزب العدالة والتنمية في تركيا أجرى مراجعات كبيرة جداً، من حزب نجم الدين أربكان، وللتعايش مع العلمانية ولكنه رأى بالنسبة لنجاح تجربته، يُريد مصر تحت نظام إخوانياً، ولذلك ضغطوا عليهم أن يغيروا رأيهم، والجهة الثانية النظام السوداني. النظام السوداني كان يرى نفسه يتيماً في المنطقة ويريدُ تؤماُ في مصر، ولذلك ساعدوا الأخوان وضغطوا عليهم أيضاً، مثلما ضغطت عليهم تركيا في أن يحاولوا أن يستولوا على السُلطة عن طريق الإنتخابات، لأنهم أدركوا أيضاً في ذلك الوقت إن القوى السياسية غير الإخوانية غير منظمة لأسبابها المختلفة. ولذلك، في رأيي، هما مسؤلان عن تشجيع الأخوان المسلمين في مصر من تجنُب الواقعية إلى ركوب، يعني نقدر نقول، هذا الجواد الجامح.


    الأستاذ تامر:- نعم. بنظرة واقعية كدة، تقريباً شعبية البشير وسط الشعب السوداني تقدرها بقدر ايه؟


    الحبيب الإمام:- البشير شخصياً عنده في رأيي شعبية لأنه يتعامل مع كثير من الجهات كإبن بلد، في المجاملات وفي الطريقة البسيطة التي يتعامل بها، في رأيي، ولكنه في رأيي بالنسبة للإخفاقات السياسية، الإخفاقات السياسية، فصل الجنوب، حروب في جبهات مختلفة من...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) الأزمة الإقتصادية الطاحنة.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) الأزمة الإقتصادية، يعني قياساً هم قالوا لمن جاءوا للسُلطة، كان الدولار في ذلك الوقت 4 جنيهات، فقالوا نحن نستطيع أن ننقذ السودان حتى لا يصير الدولار 20 جنيه، حتى لا يصير الدولار 20 جنيه، الحقيقة الآن أن الجنيه السوداني يساوي جزء من الألف من السنت. جزء من الألف من السنت، هذا الإنحطاط، مهما، يعني شطبوا اصفار يدو الجنيه قيمة أكبر. الجنيه اآن يتهاوى، وحتى محاولة التحالف مع المملكة العربية السعودية، كل هذه الأشياء...


    الأستاذ تامر:- لم تنجح.


    الحبيب الإمام:- لم تنقذ. أنا عندما خرجت من السودان، عندما خرجت من السودان كان الجنيه، الجنيه هذا المُعدل، كان الجنيه، الدولار 8 جنيهات. الآن في ظرف العام صار 12 جنيه. بس في ظرف عام، يعني خسر خمسين في المية في ظرف عام.


    الأستاذ تامر:- هل يمكن أخيراً قبل الفاصل، هل يمكن للرئيس البشير أن يرحل في إنتخابات أو أن يرحل تطاوعياً في ظل الملاحقة القانونية الدولية، يعني في اللحظة التي يقرر فيها البشير إنه لن يكون رئيساً، العالم كله سيلاحقه جنائياً ودولياً؟


    الحبيب الإمام:- العالم يلاحقه وهو رئيس. في الواقع بالنسبة له، المخرج الوحيد، وهذا الذي نسعى إليه عبر مجلس الأمن، أن يوافق مجلس الأمن، التوفيق بين المُسألة والإستقرار في السودان، وفي رأيي في هذا يمكن أن يعطى الرئيس البشير مخرجاً آمناً. وهذا ما نتبناه نحن ضمن عملية الحوار الوطني، لأننا نعتقد أنه لا يمكن أن يدخل في حوار نتيجته أن يفقد السُلطة ويفقد...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) بس الرئيس البشير أكيد شاف كم من الرؤساء سبقوه في دول أُخرى طلبوا الخروج الآمن ولم ينالوه.


    الحبيب الإمام:- لا كثير نالوه، مثلاً دي كلارك في جنوب أفريقيا...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) لكن أنا بتكلم عن بن علي وبتكلم عن مبارك.


    الحبيب الإمام:- لا، هؤلاء لم يدخلوا في أى نوع من الحوار. هؤلاء قامت عليهم ثورة.


    الأستاذ تامر:- هم عملوا هروب بس.


    الحبيب الإمام:- أيوة. هم هربوا ولا، يعني مثلاً في مصر هنا ما حصلت تسوية.


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- أنا في رأيي، لو كان، نحن كنا، أنا عضو في نادي مدريد، ومنذ عام 2008، دعونا إلى مؤتمر في البحر الميت، وفي ذلك المؤتمر قلنا، هناك تناقض بين الحُكام والشعوب، وننادي بمُصالحات حتى يكون هناك خروج آمن، رفضوا وحصل الحصل. أنا في رأيي، حصلت مرات كثيرة، حصل لبينوشيه في شيلي...


    الأستاذ تامر:- بينوشيه آه.


    الحبيب الإمام:- نعم، يعني حصل لكثيرين، الخروج الآمن ضمن إتفاق.


    الأستاذ تامر:- إذاً هذا وارد وممكن.


    الحبيب الإمام:- هذا وارد، بل هو الحتمي مافي غيره.


    الأستاذ تامر:- طيب اسمح لي ندخل في فاصل يا فضيلة الإمام وبعد الفاصل حنجي ونتكلم عن اشياء وملفات مُهمة. ما هى علاقة البشير مع السيسي، موقف السودان من مصر بعد 30 يونيو. وموقف السودان المُهم من النزاع المصري الإثيوبي حول سد النهضة ومسألة الأمن المائي المصري والعربي. بعد الفاصل.


    الأستاذ تامر:- اهلاً ومرحب بحضراتكم مرة ثانية وما زلنا وإياكم في ضيافة الإمام الصادق المهدي. فضيلة الإمام الحقيقة، إنه أكيد نظام البشير والنظام السوداني لم يكن سعيداً بالتغيرات السياسية الحدثت في مصر في 30 يونيو.


    الحبيب الإمام:- نعم.


    الأستاذ تامر:- إلى أى مدى تغير هذا الرأى الآن، هل ما زالت السودان كنظام تناوق التطور السياسي وليست العلاقات على ما يرام مع نظام الرئيس السيسي؟


    الحبيب الإمام:- أعتقد ببساطة شديدة، أن الوضع الحالي في مصر، وضع غير مرغوب فيه في السودان، مثلما الوضع في السودان غير مرغوب فيه في مصر، لأنهما في حقيقة الأمر يعامل الأخوان المسلمين في مصر بإعتبارهم إرهابيين...


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- وفي السودان بإعتبارهم على الأقل أبناء عم، هذا تناقض حقيقي، أنا في رأيي الآن العلاقة قائمة على أُسس براغماتية، كُلاهما يُريد أن يتقي شر الآخر. هنالك اشياء لا مفر منها.


    الأستاذ تامر:- رغم التقارب، على الأقل الشكلي في اللقاءات ما بين الرئيس السيسي والرئيس البشير؟


    الحبيب الإمام:- ما هذه اللقاءات تتم بصورة كبيرة، ولكن هما يعلمان أن هناك تناقض في السياسة حول قضايا كثيرة، فيما يحدُث في ليبيا، فيما يحدُث في المنطقة العربية عموماً.


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- هناك تناقض، وحتى تناقض في التحالفات.


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- وهكذا. أنا أعتقد أن البلدين الآن يتعاملان بصورة إتقاء الشر و...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) يعني حضرتك تعني أن هناك تناقض كبير في السياسات وفي المواقف، ولكن البلدان مجبران على التعامل مع بعضهم البعض؟


    الحبيب الإمام:- نعم. لأن هناك عوامل أمنية وعوامل تجارية وعوامل إقتصادية توجب...


    الأستاذ تامر:- وعوامل شعبية.


    الحبيب الإمام:- وعوامل شعبيبة توجبُ درجة من التعايش.


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- وفي رأيي هذه مسألة إتقاء الشرور والتعايش. ولكني أنا شخصياً اعتقد من مُنطلق شعبي...


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- هنالك تطلُع كبير لعلاقات حميمة جداً، وأنا شخصياً اعتقد، ما بين البلدين يعني، إذا حدث إتفاق حول النظام الديمقراطي في البلدين والتعامل العملي مع قضية الإسلام والدولة المدنية، والتعامل أيضاً المبدئي مع أفريقيا جنوب الصحراء في رأيي إذا توافرت إتفاقيات حول هذه القضايا، يُمكن للعلاقات بين الشعبين أن تبلُغ أقصى درجة حتى الإتحاد، ولكن هذا يستوجب أن يكون الحُكم في البلدين فيه الملامح هذه: ملامح ديمقراطية حقيقية. ملامح توفيق...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) العناصر الحضرتك بتتكلم عنها دي متوفرة؟


    الحبيب الإمام:- الآن. ما متوفرة. ماهو عشان كدة أنا بقول لأنها ما متوفرة وفي رؤى مختلفة. لكن أنا اعتقد...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) ماهو سؤالي هنا يا فضيلة الإمام عشان نبقى واضحين مع السادة المشاهدين. وأنا أتحدث هنا عن سياسات النظام السوداني. هل الأمر الواقع الذي حدث في مصر والتطور السياسي المُهم الذي حدث في مصر على مدار سنة ونص، سنتين منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن. هل أجبرت النظام السوداني على تغيير سياساته؟ هل رضخ للأمر الواقع واصبح لا مفر من التعامل مع النظام المصري بسلبياته من وجهة نظر النظام السوداني؟


    الحبيب الإمام:- نعم.


    الأستاذ تامر:- أم تمارس السودان سياسات تحاول زعزعة الإستقرار، أو بوجهة نظر النظام السوداني ربما، ربما ولو عشرة في المية العودة لما كان؟


    الحبيب الإمام:- كما قلت لك، أنا اعتقد أن هناك تناقض في المسائل الجوهرية في سياسة البلدين.


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- ولكن في رأيي، النظام السوداني صحيح لم يُرحب بما حدث بعد 30 يونيو...


    الأستاذ تامر:- طبعاً.


    الحبيب الإمام:- ولكن هناك من في داخل النظام السوداني من رأى أن نرفُض هذه التجربة على أساس إنها إنقلاب وهناك من قالوا هذا الكلام ولكن النظام...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) هل دة من مُنطلق إنه ما حصل في مصر أضعف الموقف السوداني أو أضعف التكوين الإسلامي؟


    الحبيب الإمام:- من مُنطلق إنه، لا من مُنطلق إنه إتخذ موقفاً ضد الأخوان المُسلمين وهم لا يوافقون على ذلك. يتحدثون عن الديمقراطية، ولكن في رأيي انا الديمقراطية ليست مرجعية بالنسبة لهم. ولذلك يمكن أن يتحدثوا على أن هناك إنقلاب على نظام ديمقراطي، ولكن هم غير مؤهلين لكى يتحدثوا عن ذلك لأنهم إنقلبوا على نظام ديمقراطي كانوا يعترفون بديمقراطيته. ولذلك هم، إستخدام الكرت الديمقراطي غير وارد يعني، أو يُستخدم فقط كإعلام وليس كإيمان. ولكن الموقف الحقيقي هو الموقف من الأخوان المسلمين. أنا اعتقد أن النظام السوداني، مع أن هناك أصوات داخل النظام السوداني كانت تريد أن يتخذ النظام في السودان موقفاً شبيهاً بموقف تركيا بإعتبار هذا إنقلاب ولا نتعامل معه. ولكن في رأيي الإتجاه الذي غلب هو الإتجاه البراغماتي تعامل مع الذي حصل في مصر على أساس أمر واقع وكذلك على أساس إتقاء الشرور التي يمكن أن تحدث.


    الأستاذ تامر:- تفتكر التوافق الشعبي والعلاقة الشعبية، نرى على مدار الشهور الماضية بعض التوترات في المسائل الشعبية سواء فيما يتعلق بتعامل السلطات السودانية مع بعض المصريين في السودان أو تعامل السلطات المصرية مع بعض الإخوة السودانيين هنا في القاهرة. هل تعتقد أنها مقصودة لتهجيج المشاعر الشعبية لمحاولة توتير العلاقات المصرية السودانية، ولا دي إفرازات طبيعية للتطورات الساسية؟


    الحبيب الإمام:- ببساطة شديدة جداً أنا اعتقد اصلاً هنالك. هنالك نستطيع أن نقول تنافر إستراتيجي. الأشياء التي حدثت لا اعتقد أنها كانت مُدبرة، ولكنها اُعطيت مثلاً نوع من الإعلام الأكبر لأنه اصلاً هنالك هذا التنافر الجوهري. وللأسف هذا التنافر الجوهري يمكن أن يصنع دائماً من الحبة قبة.


    الأستاذ تامر:- صحيح.


    الحبيب الإمام:- لكن المرجع لهذا هو هذا التنافر المبدئي أو الجوهري بين الأوضاع في مصر والأوضاع في السودان.


    الأستاذ تامر:- أيه الأمل في تغيير هذا التناقد، لأن الحقيقة فضيلتك تعرف إنه مصر والسودان لا غنى لأيهم عن الآخر والسودان قوة لمصر ومصر قوة للسودان خصوصاً في ظل الدائرة الملتهبة حولنا في الوطن العربي سواء كان في ليبيا من الناحية دي وفي اليمن وفي دول الخليج وما يحدث في جنوب أفريقيا، فبالتالي أيه المخرج، يعني إذا وضعت روشتة للخروج من هذا التناقض الإسترتيجي ما بين مصر والسودان؟


    الحبيب الإمام:- في رأيي هنالك أمران تطور في السودان...


    الأستاذ تامر:- تطور ديمقراطي؟


    الحبيب الإمام:- نعم تطور ديمقراطي على أساس ما ندعو له يُحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وهذا وارد. في مصر مراجعة الملف المُتعلق بالإسلام والإسلاميين. هذه المُراجعة يجب أن تُميز بين إسلاميين نهجهم فيه مُراجعة عملية، على نحو ما كان يقول، ما يُسمى أو تابع للهضيبي والتلمساني وهناك التيار القطبي، وأنا اعتقد المُراجعات المطلوبة في الملف الإسلامي في مصر، يجب أن يُميز في رأيي بين الحركية السياسية التي تقبل الإندماج في العملية السياسية كما حدث لحزب النهضة في تونس...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) وما بين حركات العُنف.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) والحركات الأُخرى التي تتهج نهجاً قطبياً وبالتالي تنفتح على الحركات الجهادية التكفيرية.


    الأستاذ تامر:- هل الصادق المهدي يدعو أو يُفكر في أن الحل في مصر هو المُصالحة مع تيارات الإسلام السياسي؟


    الحبيب الإمام:- كما قلتُ لك الإسلام السياسي الآن طيف عريض جداً، من أمثال الغنوشي وبنكيران، من هذا إلى التكفيريين والآخرين. أنا في رأيي لابُد أن نُميز بين التيارين.


    الأستاذ تامر:- رغم الرفض الشعبي لازم تخت دة في الإعتبار. هناك رفض شعبي على الأقل لكل ما هو إسلامي، طبعاً لا نتحدث عن الدين والإسلام، ولكن كل ما هو إسلام سياسي له رفض شعبي كامل.


    الحبيب الإمام:- صحيح. انا في رأيي، لذلك نحن محتاجون لمؤتمر مُفكرين في المنطقة بيننا نحن ومصر لنناقش هذه القضايا لكى نأخذ في الحسبان كل هذه الحساسيات الشعبية ولكى نُقدم مشروع لأنه ما ممكن نسمح لهذا الوضع الإستقطابي أن يستمر. لكى نُقدم مشروع يستطيع أن يقبله الشعب في مصر وفي السودان ويستطيع أن يحقق بين البلدين اللذان يجمعهما مسائل مصيرية أساسية أن يحقق مُعادلة، مُعادلة قابلة للحياة وقابلة للإستجابة الشعبية.


    الأستاذ تامر:- طيب هل التناقض والإختلافات في العلاقات المصرية السودانية هى قائمة فقط على المستوى الايديولوجيا والإستراتيجية والمواقف السياسية ولا ترتبط ببعض المسائل الأمنية، يعني هل السودان ما زال حتى الآن يوفر ملاذاً آمناً لبعض قيادات جماعة الإخوان الهاربة من مصر؟


    الحبيب الإمام:- لا شك في ذلك لأنه هؤلاء يعتبرون كما قُلت ابناء عم، وهم يراعون هذا مع مراعاة ايضاً أن لا يحدث هذا مواجهة مع مصر.


    الأستاذ تامر:-نعم.


    الحبيب الإمام:- اعتقد أن هناك كما قُلت لك محاولة من البلدين لإتقاء شر بعضهما بعض، ولكن هذا ما، أن مافي القلب في القلب.


    الأستاذ تامر:- صحيح. صحيح. ننتقل لملف مُهم آخر يخص مصر والسودان وتشترك معهم إثيوبيا في ملف سد النهضة. لأى مدى ترى سد النهضة اولاً مُخيفاًعلى حصة المياه المصرية؟ رقم إثنين، المخرج، المخرج سياسي، المخرج عسكري، المخرج بالتفاوض أو ربما لديك أطروحة تختلف، لكن أنت تعلم قلق المصريين جميعاً من مشكلة سد النهضة.


    الحبيب الإمام:- شوف يا أخي ببساطة، أنا اعتقد أن موضوع النيل دة، موضوع مُحتاج لإتفاق إستراتيجي.


    الأستاذ تامر:- تمام.


    الحبيب الإمام:- نحن في السودان وفي مصر إتفقنا في عام 1959 إتفاقاً ثنائياً عزلنا دول حوض النيل، هذا أدى إلى تكتُلهم ضدنا. ومنذ إذ صاروا يعتقدون مادام هناك تصرفات إنفرادية، نتصرف إنفرادياً. وأنا في عام 98، 1998 إلتقيتُ رئيس وزراء إثيوبيا، السيد مليس زيناوي رحمه الله، قال لي نحن نُريد أن نتحدث معكم، معكم في مصر والسودان حول قضية النيل ولكنكم لا تُريدون. عندما إجتمعت معهم عام 1959 طلبنا أن يكون لنا حضور، رفضتم.


    الأستاذ تامر:- الحقيقة لازم نعترف إنه كان في، في هذه الفترة في التسعينيات، كان في حالة من حالات الإستعلاء المصري تجاه شعوب جنوب القارة.


    الحبيب الإمام:- المُهم، رفضتم إذا لم تستجيبوا لهذا الطلب يوماً ما سنتصرف مُنفردين، وأنا...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) قالها لك.


    الحبيب الإمام:- قالها لي. وأنا نقلت هذا الكلام، يعني قبل اكثر من، يعني من سنة 1997...


    الأستاذ تامر:- قبل 18 سنة.


    الحبيب الإمام:- للرئيس المصري السابق حسني مبارك، وقلت له، قال لي ذلك، قال لي من يمُد يده للنيل نقطعُها.


    الأستاذ تامر:- مبارك قال ذلك؟


    الحبيب الإمام:- أيوة.


    الأستاذ تامر:- من يمُد يده للنيل.


    الحبيب الإمام:- سنقطعُها. منذ إذ أنا ذهبت وخصصت نفسي في مشاكل النيل، وأصدرت كتاب بعنوان "مياه النيل الوعد والوعيد" وفيه قُلت وببساطة شديدة، إذا لم نتفق على إستراتيجية جديدة تضُم كل دول الحوض وتأتي بإتفاق جديد إستراتيجي ويحقق ذلك الوعد لأنه النيل يمكن أن نزيد من دفق مياهه ويمكن أن نحمي بيئته وهناك جوانب...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) ونقلل الهدر منه.


    الحبيب الإمام:- ونقلل الهدر منه ونزيد حصاد المياه التي تصُب في المناطق، يعني هناك عوامل كثيرة تتوقف على الإتفاق، وكذلك هناك عوامل تستوجب التأثير على الطلب، مش بس العرض. كيف نستخدم هذه المياه بصورة، مثلاً نوقف الري بالغمر، لآخر هذه الأشياء. قلت هذا، هذا هو الوعد بالنسبة للنيل. وكذلك بالنسبة للوعد، أن هناك، مصر اكبر مُستهلك لمياه النيل، السودان عنده اكبر المياه، إثيوبيا ودول الحوض الأُخرى عندها اكبر القُدرات على إنتاج الكهربة، نعمل إتفاق عشان هذه المسائل تحل مشاكل بعضنا البعض إستراتيجياً...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) طيب سؤالي الآن هل فات أوان هذا الكلام؟


    الحبيب الإمام:- ما أنا جاييك. دة القلته. دة الوعد. الوعيد، أن لا نفعل هذا فيتصرف كلُ منا حسب ما يُريد. ولذلك نحن يجب أن نفعل هذا. وللأسف هذا الكلام، صدر كتاب، هذا الكتاب طبعته الأعراب سنة 2000، ولم يُراعي أحد...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) طيب سؤالي هل الآن في 2016، هل هذا الطرح ما زال قائماً؟


    الحبيب الإمام:- لا، مؤكد قائم. أنا رأيي الآن الدول الثلاث...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) بس من الواضح أن إثيوبيا قررت تتصرف إنفرادياً.


    الحبيب الإمام:- معليش ما هو دلوقت مُستعدة تحتوي الأثار. والإتفاق الذي تم الآن بين الدول الثلاثة حول الإتفاقية الإطارية على الأقل وفرت ثلاثة اشياء. أن النيل ملكية مُشتركة، أن النيل السيادة مُشتركة عليها. ثانياُ أن لا نضُر بعضنا بعضاً. ثالثاُ أن نقبل ما يقدمه الفنيون بشأن قضايا مُعينة. أنا في رأيي دة شئ فيه إحتواء للضرر، ولكن إذا إتفقنا حتى في موضوع النيل مع إثيوبيا، هناك دول أُخرى لها دور. في أمرين، صحيح مُساهمتُها الآن في مياه النيل لا تزيد من 14%، دول الهضبة الإستوائية، ولكن إمكانية زيادة مياه النيل تتوقف اكثر على النيل الأبيض وجونقلي الواحد، الأول والثاني والثالث. إذاً هنالك حاجة للإتفاق العام. في رأيي للأسف لو عملنا إتفاق الآن نحن وإثيوبيا، دة أيضاً الآخرون سوف يعتبرونه إتفاق ثنائي.


    الأستاذ تامر:- وسيتكرر السيناريو.


    الحبيب الإمام:- وسيطالبون بموقف، لذلك نحن محتاجون لنظرة إستراتيجية. أنا عضو في المجلس العربي للمياه، وهو مجلس قومي، وأنا سأقترح عليهم هم أن يتبنوا فكرة إتفاق إستراتيجي لحوض النيل يشمل كل الأوضاع وليس إتفاقاً ثنائياً، وأنا سأقدم لهم إن شاء الله في هذا الإجتماع القادم وهو سيكون في شهر فبراير القادم إن شا الله، سأقدم لهم إقتراحاً حتى يتبنى هذا المجلس إستراتيجية نحو النيل للحوض ليس فقط لل...


    الأستاذ تامر:-(مُقاطعاً) دة إقتراح ممتاز.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) أيوة. ليس فقط للهضبة الإثيوبية. واعتقد هذا الآن ضروري لأن المعنى الأساسي هو دول المنبع، دول المنبع عندها شيئان مُهمان. أولاً إمكانية المُساهمة في زيادة مياه النيل. الشئ الثاني أن ظروفها تسمح لها لإنتاج الكهرباء أقل تكلفة من ظروفنا. فإذاً هذان الأمران يتطلبان إتفاق مع دول الحوض ال...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) ولو طلبتهم اعتقد في الإجتماع لن يردهولك.


    الحبيب الإمام:- (مواصلاً) دول المنبع. السودان عنده إمكانية لأراضي واسعة جداً، واسعة جداً. نحن عندنا حتى بعد إنفصال الجنوب 120 مليون فدان، هذه مُهمة جداً للسودان وحتى لغير السودان أن ندخل معهم في إتفاق مزارعة. مزارعة ليستفيدوا من هذه المياه. الموضوع الثالث مصر اكبر مُستهلك للمياه، الكلام الذي يقولونه الآن عن حصة مصر، إذا قيل إن حصة مصر هى 55 ونص مليار متر مكعب كما في إتفاقية 1959 هذه كانت أيام الشعب المصري كان 30 مليون، الشعب المصري الآن 90 مليون، هذا لا يكفي. فلابُد أن نأخذ في الحسبان أن مصر محتاجة لزيادة...


    الأستاذ تامر:- دة كلام مظبوط.


    الحبيب الإمام:- هذه الأمور عايزة مُناقشة على أساس إستراتيجي، وأنا في رأيي...


    الأستاذ تامر:- (مُقاطعاً) فكرة المؤتمر الشامل لدول حوض النيل دة فكرة في رأيي حتمية.


    الحبيب الإمام:- دة مُهم. والمُهم أنه حتى الآن دول المنابع لم تتحدث كما تحدثت تركيا. لأن تركيا تتحدث عن أن مياه دجلة ومياه الفرات حق سيادي لتركيا ولذلك تواجه العراق وسوريا بهذا الموقف.


    الأستاذ تامر:- ونحن لا تُريد لأن نصل لهذه النقطة.


    الحبيب الإمام:- تمام. لأن هؤلاء الآن يتحدثون بلغة هذه سيادة مُشتركة، لننتهز هذه الفرصة ونتفق إتفاق إستراتيجي مش ثنائي.


    الأستاذ تامر:- أنا بشكرك شكراً جزيلاً، أثقلت عليك.


    الحبيب الإمام:- لا ابداً.


    الأستاذ تامر:- لكن إستمتعت بحواري مع حضرتك. بس هو سؤال أخير لابد منه. هل يفكر الإمام الصادق المهدي في العودة إلى السودان، طبعاً منورنا هنا في مصر، لكن هل تفكر في العودة إلى السودان؟


    الحبيب الإمام:- جداً. الخطوات الآن ماضية في هذا الإتجاه. نحن الآن في حزب الأمة كونا لجنة عُليا للإشراف على هذه المسألة، لأنها لن تكون حدث صامت، سيكون حدث ذو أثر سياسي.


    الأستاذ تامر:- نعم.


    الحبيب الإمام:- ولكن أنا كنت قد قُلت، أنا تأخرت في الخارج لإكمال مهام معينة. واحد، توحيد القوى المعارضة. والآن نحن نعتقد أنها قطعت خطوات، وقريباً سنلتقي في برلين لنُكمل صورة الإتفاق لكل قوى السودان، المستقبل الوطني. ثانياً، عندنا مجهود في ظل منتدى الوسطية العالمي لإجاد مُعادلات توفيقية للقضية الإسلامية، العلمانية، السنية، الشيعية إلى آخره، ودة أيضاً تم الحمد لله حتى الآن قطع شوط فيه. الموضوع الثالث، أنا عضو اللجنة التنفيذية لنادي مادريد، وهذا النادي يضُم 111 عضو هم رؤساء جمهوريات ورؤساء حُكومات سابقين كانوا اُنتخبوا ديمقراطياً. هؤلاء عقدوا فعلاً مؤتمر لنتحدث عن موضوع الإرهاب وموضوع الهجرة الغير قانونية إلى آخره، وهذا قد إكتمل الحمد لله. الآن إذاً تأخري في الخارج قد إنتهت مُهمته، أما أعود، لا أريد أن أعود في صيغة إتفاق ثنائي بيننا وبين النظام. تكون عودتي في إتجاه مقبول من كل قوى السودان المستقبل حتى لا يؤدي هذا إلى تمزيق موقف القوى السياسية. وهذا أعتقد أنه تم التفاهم عليه، ولذلك أعتقد أنه إذا أوسط أو قررت أجهزة حزب الأمة المُنقلة الآن بهذا القرار وتجاوب معه زملائنا وحلفاؤنا سنقرر عودتي إن شاء الله.


    الأستاذ تامر:- أنا أعتقد إن العودة قريب.


    الحبيب الإمام:- إن شاء الله.


    الأستاذ تامر:- شرفتني وشكراً جزيلاً، وكل التوفيق لحضرتك وللشعب السوداني الشقيق.


    الحبيب الإمام:- العفو يا أخ تامر وأنا أشكر الحياة على هذه الفرصة.


    الأستاذ تامر:- شكراً جزيلاً. بشكر حضراتكم. كان هذا لقائنا مع فضيلة الإمام الصادق المهدي. خلصت حلقتنا وحلقة جديدة من الحياة اليوم بكرة. تصبحوا على ألف خير.




    كُتبت من فيديو لبرنامج الحياة اليوم مع الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله.
    تاريخ البث الجمعة 22 يناير 2016
    قناة الحياة










    أحدث المقالات

  • الحزب الليبرالي وقضية المثلية الجنسية بقلم عادل عبد العاطي
  • لعنة الغريب !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • حول إيقاف بث قناة الشروق لحلقة اسماء محمود محمد طه!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ما بين اقتصاد البترول واقتصاد البقر! بقلم الطيب مصطفى
  • الصيحــات القادمــة مــن وديــان المـــوت !!
  • الشاعر منيل راو: لم نر الشيطان الرجيم بعد في أبيي بقلم عبد الله علي إبراهيم























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de