عن مقالي السابق عروبة السودان(2) تلقيت بعض المكالمات الهاتفية من بعض الإخوة الذين قرأوا المقال فكانت آرائهم متفاوتة من مؤيد ومعارض عن الشكل والمفهوم الذي حاولت شرحه حول عروبة السودان ، فالمكالمات التي تلقيتها 98% كانوا من المؤيدين و2% معارض ، عندما فكرت مليا وبدأت أوزع هذه النسب على أقاليم السودان وصلت إلى خلاصة أن تلك النسبة القليلة هي التي جرت البلاد إلى جامعة الدول العربية نسبة لوجودهم في السلطة.
أنا شخصيا لا اكره العرب ولست ضدهم لأنني الآن مقيم في دولة عربية ، لكن ماكنت أريد تفسيره هو إن لماذا نخدع أنفسنا بشي لاوجدود له أساسا ، يجب أن نعترف أن عروبة السودان شي حصل عن طريق الخطأ والصدفة وإنها عروبة لسان ليس وإلا ، فاللغة العربية في السودان وسيلة تفاهم بين شعوبها وأصبحت عاملا أساسيا في التعامل بينهم .
هناك من يقول (لافيا كلو ) بلغة الهوسا
ومن يقول (دبايوا ) بلغة الهدندوا
ومن يقول شيباك ) بلغة الدينكا
ومن يقول : (مال مقوو) بلغة النوير
ومن يقول يي نود ) بلغة الشلك
ومن يقول : (باندا ) بلغة الباريا
ومن يقول : ( سينو ) بلغة الزاندا
ومن يقول (افليكموا ) بلغة الفور
ومن يقول : (لاكوري ) بلغة الزغاوة
ومن يقول كرنقا ) بلغة المساليت
ومن يقول : ( مسكا قيرو ) بلغة الحلفاويين
ومن يقول مسكاقني ) بلغة المهس
ومن يقول نقادا ) بلغة النوبة " نيمنق"
هل نجروا هؤلاء الى الجامعة العربية بسبب من يقول( كيف الحال ) ؟
واذا قبلنا واقرينا بالعروبة هل سيصبح احد من هؤلاء أمينا عاما لجامعة الدول العربية ؟
تشاد مثلا دولة افريقية بكل معنى الكلمة و اللغة العربية وسيلة تخاطب بين شعوب المنطقة بجانب اللغة الفرنسية فهم لم يقروا بعروبتهم بسبب تداول اللغة العربية فيها .
أمريكا أيضا يوجد فيها هنود حمر وزنوج وايرلنديين وسكان جزورهم من أمريكا اللاتينية وصينيون يتفاهمون في مابينهم باللغة الانجليزية لكن هل هم انجليز ؟
فمكاننا وسط العرب من غير فوائد وامتيازات أي من المفترض أن تصب عروبة السودان في مصلحة السودانيين وليس العكس ، ما اقصده ليس أن نقاطع الدول العربية حيث يمكن للسودان أن تحتفظ بهويتها الإفريقية وتكون لها علاقات طيبة جدا مع الدول العربية .
حتى الآن التاريخ لم يسجل شي مثير للاهتمام صب في مصلحة السودان باسم عروبة السودان ، والدليل على ذلك منذ خمس عقود وحتى الآن مازال السودان في حرب أهلية طاحنة والجامعة العربية لم تحرك ساكنا بل هنالك دول عربية
ليست من مصلحتها استقرار السودان .
أريد أن ادعم موقفي هذا بمثال بسيط
تركيا : على سبيل المثال دولة إسلامية علمانية تعمل بجهد وكفاح كي تحصل على فرصة دخول لمنظومة الاتحاد الأوربي بحثا عن مصالح اقتصادية ومكاسب سياسية تصب في مصلحة البلاد .
فعروبة السودان هل فكر الذين اقروا بها أنها لم ولن تأتي بأي مكاسب اقتصادية أو سياسية وحتى ثقافية اجتماعية بل أساسها التبعية دائما .
إذن من المستفيد من هذه العروبة ؟
يجب أن نفتح قلوبنا لإفريقيا ونفتح أبوابنا للأفارقة لأنهم أهلنا ويحبونا حبا حقيقيا وسوف نكتشف ذلك عندما نعطيهم الفرصة لإثبات لنا ذلك .
ليبيا مثلا نادت بإفريقيا فانكسر حصارها بفضل القادة الأفارقة الذين أعلنوا بعدها في مدينة سرت الليبية تحويل منظمة الوحدة الإفريقية الى اتحاد إفريقي في 9/9/1999 .
فالسودان إذا أتت بكل حواسها الخمس الى إفريقيا فستحل كافة مشاكلها نظرا على أن الأفارقة يهمهم استقرار السودان
للاستفادة من الموقع الاستراتيجي السوداني في التبادل التجاري وتكوين منظومة اجتماعية ثقافية عنوانها
(نحن سوا).
أريد أن اختم هذا المقال بمكالمة هاتفي تلقيتها من شخص مجهول رفض أن يكشف عن اسمه إلا انه قال لي أنا من شمال السودان وأبدى معارضته الشديدة للمقال الذي كتبته وقال لي ما تقوله لايمكن أن يحدث ويجب أن تصحى من النوم وقال لي من الواضح انك سكران!!
فمثل هؤلاء هم الذين اغرقوا السودان في هذه الأزمات ولا يعجبهم ديمقراطية الرأي والرأي الآخر.
وحقيقة هذا هو الواقع العربي الأصيل حيث أن من يقول الحق يطلق عليه نائم وسكران ، ولذلك السبب أي قمة عربية تعقد تنتهي بالفشل لأنها غير مبنية على الحقائق بل مبنية على القرارات الوهمية التي تنتهي دائما بخلق الأزمات وزيادة الوضع سوءا فلذا يجب أن نتحرر منهم لأنهم في آخر المطاف لديهم النفط وعلاقات سرية وعلنية مع إسرائيل بينما نحن ممنوعين أن نتعامل مع إسرائيل ، وأمريكا وفرت لهم الحماية عن طريق القواعد العسكرية والجنود المأجورين ولكن نحن من سيحمينا ؟
شبور قوج
00218 – 92 - 4494223
04-06-2007, 02:22 AM
Deng
Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687
Quote: حتى الآن التاريخ لم يسجل شي مثير للاهتمام صب في مصلحة السودان باسم عروبة السودان ، والدليل على ذلك منذ خمس عقود وحتى الآن مازال السودان في حرب أهلية طاحنة والجامعة العربية لم تحرك ساكنا بل هنالك دول عربية
ليست من مصلحتها استقرار السودان .
أريد أن ادعم موقفي هذا بمثال بسيط
تركيا : على سبيل المثال دولة إسلامية علمانية تعمل بجهد وكفاح كي تحصل على فرصة دخول لمنظومة الاتحاد الأوربي بحثا عن مصالح اقتصادية ومكاسب سياسية تصب في مصلحة البلاد .
فعروبة السودان هل فكر الذين اقروا بها أنها لم ولن تأتي بأي مكاسب اقتصادية أو سياسية وحتى ثقافية اجتماعية بل أساسها التبعية دائما .
الاخ بلوبيك سلامات.
دينق.
04-06-2007, 07:53 AM
Ahmed Yousif Abu Harira
Ahmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030
أحبذ هذه الطريقة المعقولة في طرح قضاياناومناقشتها دون تفلت أو اتهامات أو إقصاء...
ولو أردنا اختصار هذا المقال فإن ثيمته الأساسية هي مصلحة السودان اين هي؟ ومع من؟ وماهي الوسائل التي تمكننا من الحصول على الأفضل منها لوطننا ولشعبنا؟
الأخ كاتب المقال كان متوازنا جدا في طرحه لهذا الموضوع وتجدني اتفق معه في كل ما كتب.. فالدول لا تعرف العواطف وتعاملاتها تتركز على نقطة واحدة هي المصلحة والمصلحة فقط (period)..
أنا شخصيا لم احس باي مصلحة جناها السودان من خلال انتمائه للجامعة العربية منذ الاستقلال وحتى الآن...ولو كنت صاحب سلطة حقيقية فلن أضع الانتماء إلى الجامعة العربية من ضمن اولوياتي لأسباب استراتيجية واضحة تتعلق بمصلحة السودان شعبا وأرضا قبل كل شيء..وهذا لا يعني أنني سأعادي العرب..
فمكان السودان الطبيعي ومصلحته الحقيقية (جيوبولتيكيا) مع أفريقيا ولن يكون ذلك خصما على العلاقات مع العرب..
أشار الكاتب بذكاء إلى أن هؤلاء هم مكونات الشعب السوداني عندما قال أن منهم من يقول:
لو قلنا ما عرب ما حيصدقونا! نقع ونقبل وين! ما الضرر الواقع على السودان من انتمائه للدول العربية وماتاثيره السالب على انتماء السودان لافريقيا! اللهم الا اضعافه بعزله تمهيدا للانقضاض عليه! ليه اغلبية اعضاء حزب البعث العربى فى السودان من ابناء دارفور! جنى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة