عندما دخلت امونة ... زوجة صديقى ود المبارك ... و هى روعة من الجمال ... الى مكتبى و نظرت الى بعينين عسليتين واسعتين ثم اجهشت بالبكاء ... تساءلت فى نفسى ما لهذه الروعة تبكى ... ماذا فعل بها صديقى التعيس ودالمبارك ... ما سبب شعورها بهذا القدر من التعاسة ... كنت اعرف بعض اخبارها من وكالات الدلاقين ... رغم ان تلك الاخبار لا تخلو من التحريف و القيل و القال ... حتى انك فى النهاية لاتجد مصدر حقيقى للخبر ... الجميع يقولون قالوا ...كفكفت روعة دموعها و هى تغالب النحيب ... لتخبرنى كصديق للاسرة بانها تشعر بتعاسة بالغة ... مالك يا روعة ... فهى تعيسة بسبب الرجال الذن كانت قد اختارتهم ... و على رأس القائمة صديقى التعيس ود المبارك ... و من بعده مديرها فى المكتب ... و هى تعيسة بسبب مهنتها < ممرضة > التى حولتها الى مضغة فى افواه بعض الشباب السناريين الذن لا هم لهم سوى السخرية ... لا يعجبهم العجب و لا الصيام فى رجب ... روعة تعيسة بحال اسرتها التى تأخذ و تأخذ دون ان تعرف الشبع ... و اضافت روعة : < لكن اكثر ما يشعرنى بالدبرسة هو ما انا عليه كانسانة و ما اصبحته .. ليتنى لم ات الى هذه الدنيا او ان اخلق انسانا ... بل كديسة مثلا .. انى اصبو الى حياة اخرى .. اشعر بانسجام تام مع كديستى .. يبدو انها المخلوق الوحيد الذى لا يشكو منى .. كما اننى لا اشكو منها ... الدكتور فى تجانى الماحى يرى انى اخفى فى داخلى امراة محنطة... بالتالى فان نقطة ضعفى تكمن فى نرجسيتى .. لا اريدالحياة بعد الان .. قد لا اكون جديرة بالحياة لما انا عليه من السؤ .. فانا ابدو نزقة .. غاضبة .. مدبرسة دائما .. هل يمكن لاحد ان يرغب فى العيش مع انسانة على هذه الشاكلة .. هل هناك سبب يدفعنى للتمسك بالحياة ؟ ..الناس الذين يعرفوننى من خلال عنبر نيالا يظنون اننى انسانة مرحة متفائلة ... ليست لديهم فكرة عن ذللك الجانب الكئيب فى شخصيتى ... ولو انهم ادركوا ذلك لتجنبوننى تماما .. حتى انا نفسى لا ارغب فى هذه الانسانة المفرطة فى انانيتها >
سألتها كيف بلغ بها الامر حتى تعتقد انها انسانة انانية ... اجابت روعة ان < ودالمبارك > هجرها بعد سنة و نص لانها كانت < امراة منحطة انانية > ... شخصية غربيةالاطوار يشغل الاهتمام بنفسها كامل تفكيرها حيث لا تصلح ان تكون زوجا او اما ... رغم ان الانفصال الم روعة ... الا انه جاء فى الوقت المناسب ... فقد اخبرتنى ان ود المبارك < كان رجلا كثير المطالب ... اضافة الى رائحة نعاله النتنه ... و رائحة السيجارة التى تفوح من فمه ... و انا اكره الرائحتين > رغم كل ذلك فان السبب الذى دعاه للانفصال عنها جعلها تفقد اتزانها بالكامل ... و كان الاسوأ انها بدأت تعتقد انه ربما كان صائبا ... و تذكرت جدتها التى كانت تصفها دوما بالانانية فى طفولتها... بل ان جدتها كانت فى الواقع ... تلجأ الى التعابير المهينة ذاتها التى كان ودالمبارك يستخدمها ... < لم اعد ادرى من انااو ما انا > طلبت منها ان تورد بعض الامثلة التى توضح انانيتها براى ودالمبارك و برايها هى ... قالت : .............. نواصل لاحقا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة