منذ بروز التيارات العلمانية في الدول الإسلامية ظلت تركز على قضية الحكم و العمل السياسي بشكل عام و ضرورة إبعاد النصوص الدينية عنه على حد تعبيرهم و طالب بعضهم بالتمييز بين ما هو دين و ما هو سياسة على اختلاف الفريقين في درجات العلمانية طبعاً هذا بعيداً عن العلمانية الملحدة التي تنادي بإبعاد الدين عن الحياة بالكلية. و ظلت المعارك الفكرية محصورة في قضية الحكم و الحاكمية لفترات طويلة بين الإسلاميين و العلمانيين ، كل يبسط أدلته و دفوعاته و براهينه ، و يرتفع إيقاع النقاش حيناً فيكون رصيناً عالياً مفيداً و يتدنى أحياناً فيكتظ بالشتم و السب و تبادل الاتهامات. و يعتقد العلمانيون أن أمر التدين أمر شخصي لا يتعدى الفرد و لا يجب أن يتدخل فيه أحد بأي حال من الأحوال فهو علاقة بين العبد و ربه مهما كان هذا الرب الذي يعبده. و لكن لوحظ في الفترات الأخيرة على وجه التحديد بروز تيارات في العلمانيين بدأت الغوص في بعض المسائل الشرعية التي اجتنبوها حيناً من الدهر و حصروا اهتمامهم في قضية (ساس يسوس) فخاضوا في أمور دينية موغلة في التخصص و أدلوا فيها بدلوهم و من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب. و أكثر المسائل الشرعية التي تعاني من اختراق العلمانيين و الحديث فيها بغير علم هي قضية حجاب المرأة المسلمة ، فبالرغم من أن الحجاب على حسب رأي العلمانيين شأن شخصي إلا أنهم سنوا أقلامهم و شحذوا ألسنتهم للخوض فيه مدعين مرة أن تغطية الرأس غير واجبة و مرة أن الحجاب أصلاً لم يرد في الشريعة الإسلامية..و ليتهم خاضوا بعلم و بصيرة و فقه و معرفة .. بجانب ذلك فقد واكب هذه الحركة الفكرية حركة تقييد للمحجبات في الدول العلانية في أوربا بالذات في فرنسا و تركيا و بريطانيا في قرارات وصفت بالدرة على الحريات الشخصية.. و يبقى السؤال المحير لماذا هذا الاهتمام بالحجاب رغم بعده عن مسألة الحكم و السياسة؟؟ لماذا الحجاب على وجه التحديد؟؟؟ و هل يستطيع العلمانيون قبول الحجة إن قامت عليهم بوجوب حجاب المرأة المسلمة؟؟
إن هذا الموضوع فيه تساؤل يحتاج لإجابة من العلمانيين في هذا البورد... و هو أيضاً مفتوح للحوار الهادف الذكي البناء حول وجوب و صفة الحجاب الشرعي..محبتي و تحياتي للجميع
Quote: سنوا أقلامهم و شحذوا ألسنتهم للخوض فيه مدعين مرة أن تغطية الرأس غير واجبة و مرة أن الحجاب أصلاً لم يرد في الشريعة الإسلامية..و ليتهم خاضوا بعلم و بصيرة و فقه و معرفة ..
الأخ الواثق هل يمكن ذكر أمثلة حتي نعرف من هم العلمانيين الذين تتحدث عنهم تحديداً .... واين كتبوا ذلك (ذكر المصادر هو الأكثر أهمية)
Quote: الأخ الواثق هل يمكن ذكر أمثلة حتي نعرف من هم العلمانيين الذين تتحدث عنهم تحديداً .... واين كتبوا ذلك (ذكر المصادر هو الأكثر أهمية)
أشكرك أخي جعفر بشير أعطيك مثالاً واحداً
من الكتاب المعاصرين المصري القمني .. و له موضوع في هذا البورد في موضوع الحجاب نقله العضو مطر قادم يمكنك الرجوع إليه..
يقول القمني ضمن مقاله المشار إليه و الذي نشر في جريدة القاهرة: لذلك لابد أن تتميز الحرة اليوم ( و هي المسلمة وحدها ) كما كانت تتميز زمن الدعوة، بضرب الخمر لكنهم يأخذون الخمر كله، ما علي الجيب وما علي الرأس ويخترعون له اسماً جديداً هو الحجاب، و هو شأن لم يفرضه القرآن علي نساء المسلمين و لا أشار اليه و لا شرعه و لا قننه، وحتي لو كان فرضاً كما يقولون فهو لتغطية الجيب و لم يتحدث عن الرأس ، فالخمر كان علي الرأس كعادة بيئية صحراوية من الأصل. والعادة قد نأخذ بها أو لا نأخذ بها، و لا ترقي مطلقاً لدرجة الفرض. لقد اخترع الاسلاميون لمسلمات زمننا شيئاً ليس في دينهم اسمه الحجاب، فقط من أجل اثبات وجودهم مع الاصرارعلي طاعة المسلمين لأوامرهم بحسبانهم ممثلي الله في الأرض، لتأكيد السيادة و السيطرة علي المجتمع، ومن أجل تمييز المسلمة و فرزها عن غير المسلمة حتي (يعرفن فلا يؤذين )
Quote: منذ بروز التيارات العلمانية في الدول الإسلامية ظلت تركز على قضية الحكم و العمل السياسي بشكل عام و ضرورة إبعاد النصوص الدينية عنه على حد تعبيرهم و طالب بعضهم بالتمييز بين ما هو دين و ما هو سياسة على اختلاف الفريقين في درجات العلمانية طبعاً هذا بعيداً عن العلمانية الملحدة التي تنادي بإبعاد الدين عن الحياة بالكلية.
في الجزء الاول انت تفترض ان العلمانية ظهرت حديثا ، وانها مستحدثه في الدول الاسلامية ، هذا الكلام ليس بصحيح ، ارجع الي التاريخ الحديث القريب (50 سنة لي وراء) فقط سنين ما بعد الاستقلال ، لمعظم الدول ذات الاغلبية المسلمة ، واجلب مثال واحد لدولة كانت تحكم بالدستور الاسلامي ، بداءا من مصر القريبه مرورا بدول المغرب العربي والشام حتي السودان . لم يكن هناك ما يوجد بالاسلام السياسي حتي ، العكس هو الصحيح ، فكرة الدولة الاسلامية ، هي فكرة حديثه ، وظهرت جليا بعد هزيمة 67 ، مستغلين الاسلاميين حالة الياس ، فطرحوا انفسهم كبديل . لهذا التيار العلماني موجود في الدول منذ القدم ، وربما ظهر بعد انهيار الدولة العثمانية . وساد في معظم الدول . وظهور العلمانية كما تقول انت ، ربما بدأ يظهر للعيان فقط نسبة لظهور التيار الاسلامى ، ومؤسساته ، (والضد يالضد يعرف ) (تلاحظ انني لم اذكر دول الخليج لانني حقيقة محتار في تصنيفها)
تقول العلمانية الملحدة واخري غير ملحدة ، عفوا لا يوجد ما يسمي بالعلمانية الملحدة هذا تصنيف الاسلاميين ،العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ، اي هي نظرية-اذا صحت كلمة نظرية- تتكلم عن ضرورة فصل الاعتقاد الشخصي الديني -ايا كان هذا الدين - عن الحكم ، وان تكون المواطنة هي الاساس ، لا العامل الديني . العلمانية تنادي بالفصل التام بين الدين والدولة ، لكي يتمتع الانسان -ايا كان دينه - بحقوقه كاملة . فهي تنادي بالفصل ولا تنادي بمنع الدين ، كما يحب الاسلاميين ان يقولوا ذلك ، ولان الاسلاميين بعد نهاية الحقبة الشيوعية كانوا يبحثون عن بديل ، فكان لابد من العلمانية ، ولكي يرهبوا العامة من العلمانية ، ضخموا هذا العدو والبسوه ثوبا غير ثوبه. العلمانية تحكم في اوربا ، هل هناك منطقة تشع بالتسامح الديني مثلها في العالم .فقط انظر الي كم الجوامع الدول الاوربية ؟؟؟ العلمانية محايدة تماما في مسألة الدين
Quote: و ظلت المعارك الفكرية محصورة في قضية الحكم و الحاكمية لفترات طويلة بين الإسلاميين و العلمانيين ، كل يبسط أدلته و دفوعاته و براهينه ، و يرتفع إيقاع النقاش حيناً فيكون رصيناً عالياً مفيداً و يتدنى أحياناً فيكتظ بالشتم و السب و تبادل الاتهامات. و يعتقد العلمانيون أن أمر التدين أمر شخصي لا يتعدى الفرد و لا يجب أن يتدخل فيه أحد بأي حال من الأحوال فهو علاقة بين العبد و ربه مهما كان هذا الرب الذي يعبده. و لكن لوحظ في الفترات الأخيرة على وجه التحديد بروز تيارات في العلمانيين بدأت الغوص في بعض المسائل الشرعية التي اجتنبوها حيناً من الدهر و حصروا اهتمامهم في قضية (ساس يسوس) فخاضوا في أمور دينية موغلة في التخصص و أدلوا فيها بدلوهم و من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب. و أكثر المسائل الشرعية التي تعاني من اختراق العلمانيين و الحديث فيها بغير علم هي قضية حجاب المرأة المسلمة ، فبالرغم من أن الحجاب على حسب رأي العلمانيين شأن شخصي إلا أنهم سنوا أقلامهم و شحذوا ألسنتهم للخوض فيه مدعين مرة أن تغطية الرأس غير واجبة و مرة أن الحجاب أصلاً لم يرد في الشريعة الإسلامية..و ليتهم خاضوا بعلم و بصيرة و فقه و معرفة ..
ابدا يا عزيزي ، لم نترك النقاش حول الحكم ، واتجهنا للمسأئل الفقهية ، بل العكس هو الصحيح ، لقد ادخل الاسلاميين السياسة والدين في كوم واحد . فما حدث للوزيرة الكويتية هو تعدي علي حريتها الشخصية (وهذا ما تنادي به العلمانية) ، لا يحق لاحد ان يفرض رأيه الديني علي الآخر ، دون النظر الي مدي صحة هذا الرأي من الناحية الدينية ، الموضوع هنا ليس حول تحليل او تحريم الحجاب ، الموضوع حول حق وزيرة في ارتداء الحجاب ام لا ؟ هي لا ترتدي الحجاب ، هذا حقها تماما وحلال هذا الامر وحرامه لله رب العالمين وليس لك او لي او لاحد اصحاب العمائم . هذا هو مصدر الاحتجاج ، عندما يأمر نائب في البرلمان الوزيرة بان تتحجب ، يطرأ السؤال من الذي اعطاه هذا الحق ؟ لا احد . الامر اشبه بما حدث بقاوقجي (وهنا اعترف بانني ضد ما حدث لقاوقجي في تركيا) فانتم عندما هاجم البرلمان التركي قاوقجي حول حجابها(اي اعتراضا علي طريق لبسها) ، اقمتم الدنيا احتجاحا (وهذا حقكم) ، وعندما يقوم احد نوابكم بمحاولة فرض رأيه علي لبس احداهن (او الاعتراض علي طريقة لبسها)، لا تريدوننا ان نحتج. وتدعون انها فوبيا ، (تري اين المبدئبة من هذا السلوك المتناقض )
من حق قاوقجي ارتداء ما تحب وكذلك الوزيرة الكويتية .
الحجاب كأمر ديني فيه كثير من الخلاف ، بل ما هو الحجاب ؟ هو امر مختلف فيه؟ (انظر لطريقة لبس السوريات مثلا للحجاب ، وقارنه بالخليجيات ) وقارن بالنقاب ) .
Quote: يبقى السؤال المحير لماذا هذا الاهتمام بالحجاب رغم بعده عن مسألة الحكم و السياسة؟؟ لماذا الحجاب على وجه التحديد؟؟؟
اكرر ما قلته انفا ، الحجاب هو حرية شخصية ، والاسلاميين هم الذين ادخلوه في السياسة ، والا ماهو السبب الذي يجعلهم يحاولون فرضه علي السياسية الكويتية ؟
Quote: و هل يستطيع العلمانيون قبول الحجة إن قامت عليهم بوجوب حجاب المرأة المسلمة؟؟
سأكرر هنا وازيد ، ليس الامر هو وجوب الحجاب ام لا ؟ الامر هو الحرية في الممارسة الشخصية ، حتي لو تناقضت هذه الحرية مع الدين ، نحن احرار في الاعتناق ، واحرار في اداء صلواتنا ، والله رب العالمين هو الذي يحاسب . لا انت ولا انا ، ولا اصحاب العمائم . الحرية الشخصية هي ما تنادي به العلمانية ، لهذا عندما تنص علي الفصل بين الدين والدولة ، لانها تريد لكل مواطن ان يتمتع بحريته الدينية في الاعتناق ، وحتي الكفر بما يؤمن به .
العلمانية لا دين لها ، ولا تتعارض مع الدين ، بل ان العلمانية -في رأي الشخصي- هي الحرية المطلقة لانتشار الاديان ، فعندما يصبح الدين مسألة شخصية ولا دخل لها في تقييم الانسان ، يصبح الاعتناق بالدين لا يسبب اي حرج لمعتنق هذه الديانة او تلك . فيصبح المجال مفتوحا للاديان ، ويصبح المنطق والحجة هي الوسيلة ، لا اكراه في الاعتناق ولا خوف . (هل هناك اجمل من هذا) .
Quote: سؤال إلى الأخت رباب الكارب : 1-في حادثة مشهورة خرجت امرأة سورية عارية تماما (كيوم ولدتها أمها) هل تعترين ما قامت به يندرج تحت الحرية الشخصية ؟ أشكركم
وهل لاحد غيرها هى شخصيا ان يتحمل المسئولية!!!
ماذا ترى انت فى اخرى منقبة ماتت حرقا دا خل معمل للكيمياء مثلا!!!!
لك تحياتى
رباب
04-04-2007, 12:33 PM
doma
doma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970
Quote: 1-في حادثة مشهورة خرجت امرأة سورية عارية تماما (كيوم ولدتها أمها)
االا تكون ما في كامل قواها العقليه لانه حتي النودز عندهم نوادي خاصه ما شفنا زول ملص عر يان في شارع الله والرسول الا يكون عقله ما تمام وليس علي المريض حرج .
04-04-2007, 12:27 PM
doma
doma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970
بما ان العلماني يفصل بين الدين والدوله ويعتبر الدين امر شخصي يكون ارتداء الحجاب او عدمه امر شخصي ولا يغير اقامه الحجه الدينيه بوجوبه شيئا من موقف العلماني . في الدول الغربيه لا يمنع الحجاب في الشارع واعتقد تم الاعتراض عليه في المدارس شانه كشان الصليب منعا للتميز الديني داخل هذه المؤسسات وتحسبا لنشؤ تيارات دينيه ترتد بالدوله الغربيه التي تخلصت من قبضه المؤسسات الدينيه الي قبضتها مره اخري .
04-04-2007, 12:53 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: ماذا ترى انت فى اخرى منقبة ماتت حرقا دا خل معمل للكيمياء مثلا!
فرضية ضعيفة مبنية على جدل واه أنا حدثتك عن واقعة معروفة ولها مثيلات وأشباه!! داخل معمل الكيمياء توجد إجراءات وتعليمات سلامة لو خالفتها فإنها تتحمل المسؤولية !! لم أجد رابطا بين النقاب والحريق !!
Quote: وهل لاحد غيرها هى شخصيا ان يتحمل المسئولية!!! !!!
أرى في هذا تهربا عن الإجابة !! طيب أسهل عليك وعلى الأحت دومة وأطرح السؤال الآتي: تخرج النساء في كثير من الدول إلى أماكن عامة (بالبكيني) يعني فقط قطعتان صغيرتان من الملابس !! هل من الحرية الشخصية أن تخرج فتاة سودانية إلى ضفاف النيل (بالبكيني)؟
04-04-2007, 12:58 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: االا تكون ما في كامل قواها العقليه لانه حتي النودز عندهم نوادي خاصه ما شفنا زول ملص عر يان في شارع الله والرسول الا يكون عقله ما تمام وليس علي المريض حرج .
وهل خروج المرأة عارية دليل على اختلال عقلها ؟ طيب لو خرجت بالبكيني ؟ السؤال واضح : -في حادثة مشهورة خرجت امرأة سورية في كامل قواها العقلية ؟ عارية تماما (كيوم ولدتها أمها) هل تعتبرين ما قامت به يندرج تحت الحرية الشخصية ؟
أشكرك
04-04-2007, 01:12 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: اما ان تختار كل فتاة او امراة ما تلبس فهذه حرية شخصية لا املك انا حق التدخل فيها..
قلنا اختارت امرأة أن تلبس (لا شيء) يعني عريانة !! هل هذه حرية شخصية ؟ عجزت ا؟لأخت رباب عن الإجابة واجتهدت الأخت دومة لتزعم أن هذا ضرب من الجنون ّ!! ما هو المعيار و ما هي صفة لبس المرأة الذي يدل على كمال عقلها ؟
04-04-2007, 01:20 PM
Rabab Elkarib
Rabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406
د. سيد القمني يواصل البحث عن مكانة الحجاب بين فضائل العرب جماعات الاسلام السياسي اخترعت للمسلمات شيئاً ليس في دينهم اسمه الحجاب.. لتأكيد السيادة والسيطرة علي المجتمع!
د. سيد القمني يواصل البحث عن مكانة الحجاب بين فضائل العرب جماعات الاسلام السياسي اخترعت للمسلمات شيئاً ليس في دينهم اسمه الحجاب.. لتأكيد السيادة والسيطرة علي المجتمع! < ملابس نساء الجاهلية كانت مجرد قطعة قماش تشق من الوسط بفتحة مناسبة تسمح بدخول الرأس.. فيظل الشق مفتوحاً ويكشف عن أثداء المرأة.. وهذا هو ما حرمه القرآن ولا شيء سواه < المرأة الحرة في الجاهلية كانت تغطي شعرها حماية له من أتربة الصحاري ومن الحشرات.. فجاءت آيات القرآن لتأمرها بأن تلف قماش غطاء الرأس من خلف الرقبة ليغطي الصدر تمييزاً لها عن الاماء والعبيد < التوافق الدولي علي تحريم الرق والاغتصاب.. أدي الي تحرير العبيد.. وانهاء زمن الجواري فألغت كل الدول الاسلامية مظاهر الرق بعد طول امتناع، وكانت موريتانيا آخر من حرمتها في ثمانينيات القرن الماضي عاد المجتمع العربي في جزيرتة الي فضائله القديمة التي كانت قد أصبحت في العهد الجاهلي الأخير رذائل منبوذة من المجتمع، نتيجة الطارئ الجديد الاسلامي، و لكنها لبست ثوبا جديداً أكثر تماسكاً وقوة، ثوب الدين الواحد الجامع، في شكل أوامر ونواه وحدود وجزاء وعقاب دنيوي و أخروي، و هو ما مهد فيما بعد لاكتشاف التشريع القانوني الذي لم يعرفه العرب من قبل، الا في شكل مواضعات اجتماعية فاضلة و غير فاضلة. نسبية الفضيلة و المعني في كل ما سلف أن الفضيلة معني يتطور و يتغير بتطور الزمن و تغير ظروف المجتمع محلياً نتيجة ارتباطه بالمجتمع الانساني و ما يحدث علي سطحه من أحداث تاريخية. و لا توجد فضيلة ثابتة تناسب كل المجتمعات، فما هو فضيلة في زمن، قد يكون أشر الرذائل في زمن آخر داخل نفس المجتمع، و ما هو رذيلة في مجتمع قد يكون فضيلة كبري في مجتمع آخر، كذلك تتغير دلالات الفضيلة بتغير الزمن و متطلباته. أضرب هنا مثلاً آخر من تاريخنا العربي : عن زياد بن جزء الزبيدي قال في فتوح مصر: "لما فتحنا باب اليون ( بابليون ) تدنيا قري الريف فيما بيننا و بين الإسكندرية قرية قرية، حتي وصلنا الي بلهيب، قرية من قري الريف يقال لها الريش و قد بلغت سبايانا المدينة و مكة و اليمن. أرسل صاحب الإسكندرية الي عمرو بن العاص : اني كنت أدفع الجزية الي من هو أبغض الي منكم معشر العرب،للفرس و الروم. فان احببت أن أعطيك الجزية علي أن ترد علينا ما اصبتم من سبايا أرضي فعلت. فكتب عمرو بن العاص بذلك الي عمربن الخطاب فأجابه : أما بعد، فاني قد جاءني كتابك تذكر أن صاحب الإسكندرية عرض أن يعطيك الجزية علي أن نرد عليه ما أصبتم من سبايا أراضيه، و لعمري لجزية قائمة لنا، و لمن بعدنا من المسلمين أحب الي.. أما من تفرق من سبيهم بأرض العرب فبلغ مكة و اليمن، فانا لا نقدر علي ردهم، و لا نحب أن نصالحه علي أمر لا نفي له به / الطبري / ج 2 / أحداث سنة 20 / دار الكتب العلمية / ص 512، 522". قواعد توزيع الفيء هنا لابد أن نلحظ بشدة استمرار فضيلة الوفاء بالعهد و الحرص عليها في الزمن الاسلامي، متوارثة من زمن الجاهلية الثاني الذي تنتسب اليه أعظم مكارم العرب و فضائلهم في الأمثال و القصص التي وصلتنا عنهم. و قد حرص الخليفة عمر «رضي الله عنه» علي العمل بهذه الفضيلة و خشي معاهدة صاحب الإسكندرية علي شرط و عهد أن يعيد اليه بموجبه نساء و حريم بلاده المسبيات ، فهو مما لا سبيل اليه، فلن يعيد أحد في مكة أو المدينة أو اليمن ما وصله من حريم مصر و أخذه نصيباً و فيئا حسبما كان يوزع عمر الفيء والجزية علي العرب، كل حسب رتبته الاجتماعية و نسبه بين العرب، ففرض أولاً لهاشم، ثم لأصحاب بدر، ثم للسابقين، ثم للمهاجرين، ثم للأنصار، ثم لباقي قبائل العرب. رفض الخليفة هذا الشرط المعاهد للصلح لأن استعادة النساء اللاتي تم توزيعهن متعة للعرب مسألة شديدة الصعوبة، و هو ما يعني مخالفة الوفاء بالعهد كفضيلة راسخة منذ العصر الجاهلي الثاني صانع المكرمات، بينما لم يلحظ الخليفة بالمرة أن سبي النساء يخالف فضيلة اجتماعية متفقا عليها بين دول العالم القديم اسمها الحفاظ علي العرض من الهتك. و اذا كان الزمن قد تغير و أصبحت مشاعرنا اليوم لا تقبل سبي النساء و نكاحهن، فان زمنهم كان سبي و هتك العرض علامة رجولة و فحولة و قوة و بطولة، ناهيك عن كون ركوب السبايا كان اعلان نصر و فوز لله و جنوده المسلمين.، فكان كل قائد فاتح يتغني بعدد ما سبي من نساء بلاد الحضارات ليوزعوا علي عرب الجزيرة و يباع الفائض في أسواق النخاسة. كان ذلك علامة نصر بغض النظر عن الوسائل و علاقتها بسلم القيم. كان السبي هو ضريبة الهزيمة علي من لا يستجيب لأحد المطالب الثلاثة : الاسلام، أو الجزية، أو الحرب، و ما يتبع الحرب للمهزوم من تحوله من انسان حر الي عبد مملوك هو و ما يملك من مال أو عقار أو بهائم أو نساء، حسب قانون الحرب. كانت تلك هي ضريبة المعادلة الصفرية، وقد أدت شريعة الحرب الي تحقيق مرادها، فكثيراً ما دفعت الي استسلام بلاد عظمي للامبراطورية الطالعة دون استمرار المقاومة، لما شهدوه يحدث لبلادهم ونسائهم وأطفالهم، وعندما اكتشفوا أن عند العرب قانونا يقول ان ما أخذه العرب عنوة هو ملك لمن أخذه، و هو غير ما يؤخذ بالاستسلام بعهود تعفي المهزوم من العبودية المباشرة ليدفع ضريبة الرؤوس جزية و هو صاغر. ما يذكرنا بما حدث منذ قريب في هجرة فلسطينية واسعة الي خارج فلسطين بعد عدة غزوات قامت بها العصابات الاسرائيلية الأورجون و اشتيرن و غيرها علي دير ياسين و قبية و كفر قاسم فكان أن ترك الناس كل ما يملكون و هربوا بجلودهم. و ما بين اليوم و الأمس أربعة عشر قرنا، و مع ذلك سمح الظرف العالمي باستعادة مبدأ كان مطلوباً في زمنه وانتهي زمنه وأصبح قيمة مرفوضة، استعاده الظرف العالمي من مكمنه في سلة مهملات و قمامة التاريخ، ليقيم الاسرائيليون لهم دولة بغض النظر عن الوسائل بمقاييس اليوم، لأن الرذيلة لابد في السياق الموضوعي للأحداث أن تتحول الي فضيلة يتم تغليفها بكونها استعاده لأرضهم من العربي المحتل، و انها حالة دفاع وطني مستمر ضد محيط متوحش يتنمر لها حسبما يقولون ان صدقا أو كذبا. المعادلة الصفرية كانت تحافظ علي حياة البعض بعد أن يتم القتل للبعض و يأخذوا ما لديهم لاستمرار المحافظة علي حياة البعض،و قد استدعي ظرف العالم و تكوين اسرائيل استدعاء تلك الفضيلة القديمة بمبرر اقامة دولة اسرائيل المباركة من الرب و حتمية قيامها حتي يصدق الواقع مع نبوءات الكتاب المقدس. لتكتسب المعادلة الصفرية قداسة ورعاية الهية مباشرة لتصبح أعلي من الفضيلة، لكونها مقدسة. أعباء الزواج هنا لابد أن يطرأ سؤال يطرح نفسه بلا تردد : اذا كان الاسلام قد أجاز وطأ المسبيات و نكاحهن بلا عدد، و شراء الاماء لنكاحهن بلا عدد، وأعطي الزوج بالاضافة الي حريمه أربع زوجات حرائر، و كلهن (اماء وزوجات ) حلال أحل من لبن الأم، و الزوجات هن من ينجبن الأبناء الصرحاء الأحرار بالدم، أما لو أنجبت الجارية فيتم اعطاؤها لقبا فيه شبه اعتراف و عدم اعتراف هو ( أم ولد ) فتقف في مرتبة بين الأمة وبين الحرة. فاذا كان للرجل كل هذا الحشد من النساء في آن واحد، فما هو المقصود بالزنا كرذيلة في الاسلام ؟ و ما معني هتك العرض؟ و هل يمكن تصور كل هذه الأجساد في حضن رجل فرد و يفكر في الزنا؟ و لماذا ؟ و هو لابد أن يستدعي السؤال بالنتيجة : و هل كان ذلك متوفراً لكل انسان في دولة الاسلام منذ زمن النبي و حتي انتهاء دولة الخلافة العثمانية ؟ هذا ما يحاول أن يوعز لنا به أنصار الدولة الاسلامية من الاخوان وأنصارهم، فيحكون لنا عن ازدهار زمن الخلافة الراشدة لأنها كانت تطبق الشريعة حتي كانوا يشترون الجارية بوزنها ذهبا، دون أن يشعروا بأي مشكلة مع كون هذه الجارية كانت حرة في بلادها قبل أن تخطف لتباع، و أن نهر الأموال الذي فاض علي العرب لم يكن لتمسكهم بتطبيق الشريعة، و لكن لأنهم سلبوا البلاد المفتوحة و هتكوا عرضها و سلبوها كنوزها و خيرها و حلبوها حلباً. لدينا في كتب الفقه الاسلامي تفاصيل طويلة تجعل من عارفها يعرف كيف كان الرجل يفضل أن يشتري جارية لو كان له مال، علي أن يتزوج لما في الزواج من أعباء، و يقول الفخر الرازي بشأن اقتناء الاماء " و لعمري انهن أقل تبعة، و أخف مؤنة من المهائر ( أي الحرائر المدفوع لهن المهر )، لا عليك أكثرت منهن أم أقللت، عدلت بينهن في القسم أم لم تعدل، عزلت عنهم أم لم تعزل ". التبرج والزينة وبهذه الكتب تفاصيل لنكاح السراري و الاماء في أبواب طوال تحدد الفارق بين نكاح الحرة و نكاح الأمة، و مكان الحرة القانوني و مكان الأمة و تراتبهما الطبقي و ما يترتب علي ذلك في الواقع من حيث الحق و الواجب، و أبحاث حول جواز نكاح الابن لجارية / أَمة أبيه من عدمه، و حد الزنا العقابي علي الحرة الذي يختلف عن عقاب الأمة الزانية، فالأمة الزانية عقابها التقريع و التخوبف و ربما الضرب و ان كررت فعلها يبيعها صاحبها في السوق و لو بخردلة. أما الحرة فعقابها القتل رجماً للثيب و الجلد للبكر. كذلك هناك بحوث حول ملابس الحرة و ملابس الأمة، اذ لم يكن الرجل يعتبر أن الأمة ذات شرف فهي أقل من كونها شيئا، لذلك كانت الاماء تتبرجن و تتزين ، وفي الجاهلية الثانية كانوا يتاجرون بالاماء دعارة مقابل المال في مكة حتي جاء الاسلام و أنكر هذا الفعل و حرمه و جرمه. أما الحرة فلابد لها من ملابس خاصة واضحة تميزها بشكل قاطع بعلامات تقول انها حرة، و أن يكون ذلك الملبس بقصد الاعلان، لذلك كان الرجل العادي في السوق يستطيع أن يميز بين الأمة و بين الحرة، و أنه ربما حاول التحرش بالأمة، لكنه أبداً لا يتحرش بالحرة، لذلك ازداد الاسلام تمييزاً لنسائه الأحرار عن نسائه الاماء بالخمار، فأمر بقوله : " و ليضربن بخمورهن علي جيوبهن 31 / النور ". و يشرح الشيخ يوسف قرضاوي معني الآية بقوله : " ان أوامر الاسلام كانت بمخالفة المشركين و المجوس كأوامرللنبي، و أن القرطبي فسر فقال : ان النساء زمن النبي كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة و يسدلنها علي الظهر فيبقي النحر مكشوفاً، فأمر باسدال الخمر علي الجيب أي الصدر، و كان غطاء رأس كالرجال، كجزء من طبيعة البيئة لاتقاء الشمس الحارقة: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين /59 الأحزاب» و سبب نزولها أن عادة الأعراب التبرز في الصحراء و ليس داخل البيوت، فكان بعض الفجار يتعرضن للمؤمنات مظنة أنهن جواري غير عفيفات، فجاءت الآية لتميز لباساً للحرائر المؤمنات، و كان عمر يضرب الجارية اذا تحجبت محافظةً علي تميز الحرة بزيها، و في زمننا لا توجد جواري، و الكنف داخل البيوت، و انتفي شرط ادناء الجلابيب للتميز بين الحرة و الأمة / حلقة الظاهريون الجدد / قناة الجزيرة ". الخمر.. والخمار مما سبق عرضه نفهم أن ملابس نساء الجاهلية كانت شديدة البساطة، فهي قطعة قماش تشق من وسطها بفتحة مناسبة تسمح بدخول الرأس ثم تخاط من الجانبين، فيظل الشق مفتوحاً لعدم معرفتهم بعد بنظام السوستة، أو الأزرار التي ما كانت تجمع شقاً بحجم الرأس فوق الثديين علي بعضه البعض، و ما كان لديهم معرفة بشأن الحياكة الأكثر تعقيداً و تخصصاً في بلدان الحضارات و أزيائها، لذلك يقول الدكتور القرضاوي : " كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء / نفس الحلقة". و كانت الحرة تلبس خماراً علي رأسها و هو من تخمر الرأس أي تغطيتها حماية للشعر من أتربة الصحاري و حرها ومنعاً لاصابته أيضاً بالحشرات لندرة الماء، لذلك تسمي المشروبات الكحولية خمراً لأنها تخمر العقل أي تغطيه فلا يعود يميز، و كان للخمار طرفان يلقيان خلف الرأس فيغطيان الفتحة الموجودة بالقفا أعلي الظهر، فطلبت الآيات منهن جعل طرف من طرفي الخمار يغطي فوق الثديين في الجلباب المفتوح و هي المنطقة التي كان العرب يعرفونها باسم الجيب، و يغطي الطرف الآخرالقفا. وأن يصبح الخمار دالاً علي الحرة المسلمة ومميزاً لها عن عن الاماء حتي ان عمر بن الخطاب ضرب أمة تداري ثدييها بالخمار فأمرها بخلعه وتعرية ثدييها علي الفور. ثروة من الحريم لم ينسنا السؤال ابان الشرح فهو مازال يلح طالباً اجابة : اذا كان للرجل أربع نسوة و عشرات أو مئات الجواري فلماذا يزني ؟ و لا يني المنطق يشعرنا بمدي حيرته ازاء هذا التساهل الشديد في حشد هائل للنسوة في بيت واحد لرجل واحد، مع تشديد عقوبة الزني و تغليظها علي الزناة، فهي أشد الحدود و أفظعها للحس الانساني وأشد حدود الاسلام غلظة وقسوة، فهي تحمل الي جوار العقوبة هدف اطالة زمن معاناة الجاني و عذابه، كانت الرجم حياً حتي الموت، مع اشراك المجتمع في تطبيق العقوبة العلنية في حالة تنفيس بدائي من ذوي الخطايا، ليرموا علي المحكوم خطاياهم مع كل حجر راجم. وكان ذو المجاسدعامر بن جشم قبل الاسلام، وغيره من كبار القوم ووعليتهم، قد شرعوا للعرب ما أخذ به الاسلام من بعد، و ذلك مثل حد الزني الذي أخذه ذو المجاسد نقلاً عن حدود توراة يهود الجزيرة، ومثل تجريمة وأد القبائل الفقيرة للأطفال وبخاصة البنات، فأسماه العرب : محيي الموؤدات.. ان تفحص تلك الخريطة المجتمعية يعني أن نتذكر أن مجتمع بدو الجزيرة، كان مجتمع ندرة شحيحا، يستولي فيه القادرون علي الخيرات بالغزو و السبي و الشراء، و أن المرأة كانت سلعة ضمن تلك الخيرات، فتكون النتيجة مع قدرة حيازة نساء أربع و مالا عدد له من اماء، أنه لن يتبقي لبقية الرجال فائض من النساء، و هؤلاء عادة هم غير القادرين و الفقراء المعوزين. و للحفاظ علي ثروة الأغنياء من الحريم تم اشتراع هذا الحد القاسي منتقلاً من اليهودية الي عرب الجاهليتين ثم الي الاسلام، لأن رذيلة الزني كان احتمال وقوعها أكثر من بقية الرذائل كالسرقة مثلاً، فالشيء المسروق لا ارادة له، أما المرأة فانها عندما تريد الزني فانها تتحرك و تسعي و تفكر و تحيك ظروف الواقع لتصل الي سارقها أو بالأحري الي سارق مالكها. و مع حيازة قلة من الرجال لمعظم النساء لجأ العرب الفقراء الي المثلية و اتيان الحيوانات الأليفة، بل و تأليف حيوانات كالقردة و تدجينها لما في العلاقة الجنسية معها بما يشبه حال الانسان. كتعويض للفقراء عن نساء لا يحصلون عليهم ازاء مزايدة الأغنياء عليهم في المهور و القدرة الشرائية. و ظل هذا النوع من الجنس غير السوي مستمراً حتي زمن ظهور الاسلام بل و حتي زمن وضع علوم الأصول و الفقه، و قال الفقه قوله فيه، بل تطرق الي تفاصيله وما يترتب عليه كشأن اعتيادي معلوم و علاقته ببقية الفروض الاسلامية، فتحدث مثلاً عن جماع القرود و الحيوانات كمفسدات للصوم : " و لو أدخل حشفته أو قدرها من مقطوعها في فرج و لو أولج حيوان قرد أو غيره في آدمي و لا حشفة له فهو يعتبر ايلاج لكل الذكر / انظر كتاب الاقناع المقرر علي طلبة الأزهر ص 90 ج 1 ". ضرورة عسكرية و قد استثمر الاسلام هذا الوضع الاجتماعي فأقر العود لنظام الغزو والغنم و السبي الذي كان قائماً في الجاهلية الأولي، كمحفز لغير القادرين للدخول في الاسلام و الانخراط في جيوشه للحصول علي الغنائم و السبايا والحصول علي الاشباع الجنسي، و كان هذا الدافع الجنسي المتغول لدي الفقراء المغتلمين حافزاً ربما يفسر بشديد الوضوح سر الاستماتة البطولية لجيوش الفتح في القتال و انتصارهم رغم قلة عددها قياساً علي العدو، في كثير من معارك التاريخ الفاصلة. و من ثم كان تشريع السبي و نكاح السبايا ضرورة عسكرية موضوعية لتحقيق الانتصارات و الفتوحات الاسلامية. كان تشريعاً يليق بزمانه، لكنه أبداً لا يليق بزمننا، وعلينا أن نتخلص منه حتي نستطيع ابتداع ما يصالحنا مع زماننا، زماننا الذي ألغي كل هذه الألوان من الجنس الاغتصابي و اعتبرها جرائم عظمي، و لم يبق سوي علي العلاقة القائمة علي القبول و التراضي بين الطرفين كسبيل وحيد لمشروعية العلاقة. وكانت البداية من زمن الخديو اسماعيل في معاهدة مع انجلترا علي منع بيع و شراء الرقيق السوداني، و ابراهام لنكولن الذي أصر علي تحرير الرقيق حتي دخلت الولايات المتحدة أفظع حرب في تاريخها (الأهلية الأمريكية ) و بعدها تم اعتبار الرق وصمة عار في تاريخ البشرية الشرير. و استمر الفقه الاسلامي في تحريم الزني حتي لو تمت العلاقة بالتراضي و القبول من الطرفين، لأنه اعتداء علي فرج يملكه آخر، هو اعتداء علي الملكية، فالمرأة لا تملك نفسها و من ثم لا تملك جسدها لتمنحه أو تمنعه، فالمرأة لابد أن تكون مملوكة لرجل، لأبيها أو لزوجها أو لأخيها او حتي لابنها. و ذلك حفاظاً علي حقوق المالكين الذين كانوا في زمن الفتوحات هم العرب وحدهم فلا أحد يملك شيئاً و لا حتي نفسه اذا كان ضمن المفتوحين، مما أنشأ أزمات جنسية في معظم الامبراطورية العربية، كذلك استمر حد الزني قائماً و مستمراً للترويع و التخويف و الترهيب، بينما استشرت ألوان الجنس اللاسوي كالمثلية و الجماع مع البهائم و الحيوانات المستأنسة لتفريغ طاقاتهم الجنسية، و هي أنواع من الجنس لم تضع له علوم الفقه حدوداً مقررة واضحة متفق عليها بل هي تكاد تكون بلا حدود، كلون من السماح غير المعلن. عشرة قرون من الثبات ورغم كل متغيرات العالم الحديث و المعاصر الذي جرم الرق و السبي أو اعتبار المرأة من الأشياء المملوكة، و ألغي التعدد و جرم هتك العرض وصنفه ضمن أبشع الجرائم ( الاغتصاب ). فان فقهاء الاسلام عند موقفهم لا يريمون حراكاً و لا تغييراً و لا تبديلاً، رغم أن الفضيلة والرذيلة بنت زمانها و ظروفها و مجتمعها الذي أفرزها و توافق عليها، والزمن كله غير الزمن و الناس غير الناس، مما يلزم معه التواضع علي دلالات جديدة لمعني الزني عندما يكون جريمة وفق مقتضيات عصرنا، وهو ما يعني التخلي عن فضائل الأمس التي ربما تكون رذائل اليوم، ففي زماننا و في بلادنا و نتيجة ضيق ذات اليد لملايين المسلمين أفرز الواقع زواج المسيار و العرفي و المؤقت و المتعة و الوهبة و الغفلة، تحايلاً علي تفسير جمده الفقهاء عند القرن الرابع الهجري، حتي قالوا : لم يترك السلف شيئاً للخلف ليجتهدوا فيه !! و لا تجد البنت أو الشاب حرجاً علي أنفسهم أو علي اسلامهم و يقينهم بدينهم و هما يمارسون تلك الزيجات، ان المجتمع يجد حلوله رغم أنف أفراد من الفقهاء يريدون تثبيت الزمان. و ضمن هذا الثبات عند عشرة قرون مضت اضطر الفقهاء للسكوت وليس التنازل عن حق ملكية الرقبة و معاشرة الاماء نتيجة التوافق الدولي علي تجريم الرق و الاغتصاب، فحرمته السعودية في الستينات بعد طول امتناع و تبعتها موريتانيا في الثمانيات، يقفون عند زمن المسلمة الحرة الشريفة الملزمة بلباس يناسب ظروف بيئتها يخمر فجوة الثديين، ليجعلوا منه ما أسموه حجاباً لأن المقصود لم يكن تغطية الرأس، لأن غطاء الرأس كان قائماً بالفعل حرصاً علي الدماغ من الحرارة و الآفات و القذارة. واليوم عندنا السوستة و الحمد لله، و مع الغاء الرق تحولت الصفات التي كانت للجواري الي بنات غير المسلمين باطلاق فهن كالجواري لا يلزمهن حجاب لأنهن لسن من الأحرار، لأنهن سيكونن يوماً جواري للمسلمين لأن فريضة الجهاد لا تتوقف مادام هناك فرد واحد في العالم لم يسلم بعد، رتبتهم هي رتبة الاماء فغير المسلمة غير حرة و بالتالي غير شريفة بالضرورة حسب الموروث العربي، و هي تحت طائلة السبي في أي وقت يتمكن فيه المسلمون من اخضاع الأرض كلها لدين الله الذي لا يقبل بغيره ديناً : الاسلام. لذلك لابد أن تتميز الحرة اليوم ( و هي المسلمة وحدها ) كما كانت تتميز زمن الدعوة، بضرب الخمر لكنهم يأخذون الخمر كله، ما علي الجيب وما علي الرأس ويخترعون له اسماً جديداً هو الحجاب، و هو شأن لم يفرضه القرآن علي نساء المسلمين و لا أشار اليه و لا شرعه و لا قننه، وحتي لو كان فرضاً كما يقولون فهو لتغطية الجيب و لم يتحدث عن الرأس ، فالخمر كان علي الرأس كعادة بيئية صحراوية من الأصل. والعادة قد نأخذ بها أو لا نأخذ بها، و لا ترقي مطلقاً لدرجة الفرض. لقد اخترع الاسلاميون لمسلمات زمننا شيئاً ليس في دينهم اسمه الحجاب، فقط من أجل اثبات وجودهم مع الاصرارعلي طاعة المسلمين لأوامرهم بحسبانهم ممثلي الله في الأرض، لتأكيد السيادة و السيطرة علي المجتمع، ومن أجل تمييز المسلمة و فرزها عن غير المسلمة حتي (يعرفن فلا يؤذين ). و المعني أنه يتم التسليم بأن غير المتحجبة هي العرضة للأذي دون وضع قانون يمنع عنها هذا الأذي فهي غير حرة. لذلك وحسب الخبرة المصرية اليوم فان غير المحجبة في شوارع قاهرة القرن الحادي و العشرين هي الأكثر تعرضاً للأذي من مسلمي الوطن الملتزمين بالتدين. و قد اخترعوا الحجاب تأسيساً علي فهمهم حديث النبي «صلي الله عليه وسلم» " خالفوهم ما استطعتم " فاذا تميزوا هم باطلاق الشعور نخالفهم بالحجاب ، و اذا التزموا هم بالتقدم تميزنا نحن بالتخلف، واذا تميزوا هم بالعلم تميزنا نحن بالجهل، و اذا تميزوا بالقوة تميزنا بالضعف، واذا تميزوا باللطف والوداعة تميزنا بالصرامة والجهامة واذا تميزوا بالجمال تميزنا بالقبح، ولله في خلقة شئون. نقلا عن جريدة القاهرة 20-03-2007 (362) العدد
04-04-2007, 01:17 PM
doma
doma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970
Quote: وهل خروج المرأة عارية دليل على اختلال عقلها ؟ طيب لو خرجت بالبكيني ؟
بالطبع لا ان كان العري شئ طبيعي في مجتمع تلك المراه كبعض القبائل التي ما زالت تعيش حياتها الطبيعيه التي لم تمتد اليها يد الحضارات الخارجيه دينيه او غيرها . حتي البكيني لا يلبس في الشوارع بل في احواض السباحه او الشواطئ البحريه , لكين خروج امراه في مجتمع شرقي عاريه تماما كما قلت انت قطعا لم تكن في كامل قواها العقليه لانه حني في اوربا حيث لا قيود دينيه ولا رجال شرقيين لم اري خواجيه عاريه تماما في الشارع .
04-04-2007, 01:36 PM
Shams eldin Alsanosi
Shams eldin Alsanosi
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 2135
Quote: تخرج النساء في كثير من الدول إلى أماكن عامة (بالبكيني) يعني فقط قطعتان صغيرتان من الملابس !! هل من الحرية الشخصية أن تخرج فتاة سودانية إلى ضفاف النيل (بالبكيني)؟
الواثق بغطي فيها ومحمد اي سليمان بعري فيها!!
يعني لامن تقول بكيني وتشرحوا كمان بـ (قطعتان صغيرتان) وبالدقة دي فده معناه انت قاعد فى حوض سباحة وتتامل. نعم حرية شخصية يا محمد اي سليمان
ظهور العلمانية في الدول الإسلامية لاحق و ليس سابقاً بأي حال .. و ليس أدل على ذلك من دولة الخلافة العثمانية.. العلمانية بدأت بعد انهيار الخلافة و تبلور الدول الإسلامية في شكلها الحالي.. و لكن هذه ليست النقطة المراد بحثها في هذا المقام ، فالمعروف أن العلمانية بدأت في أوربا. و نفس الأمر ينطبق على تصنيفات العلمانية بين من يقول أن الدين أفيون الشعوب و من يدعو إلى دولة المواطنة فهذا مقام حوار جميل يمكن أن يكون في بوست منفصل.
Quote: العلمانية تحكم في اوربا ، هل هناك منطقة تشع بالتسامح الديني مثلها في العالم .فقط انظر الي كم الجوامع الدول الاوربية ؟؟؟ العلمانية محايدة تماما في مسألة الدين
ما موقفك من منع فرنسا للحجاب ؟؟ و ما يحدث في ذات الصدد في دول أوربية أخرى؟؟ و لماذا أصبح الحجاب فجأة من المظاهر الدينية التي يجب أن تمنع؟؟ أليس هذه هي الفوبيا المقصودة؟؟ لماذا تتضايق العلمانية من الحجاب؟؟ لماذا تتضايق الدول العلمانية من الحجاب حتى في العالم الإسلامي كما فعل بورقيبة في تونس؟؟ و لماذا يصرح العلمانيون ضد الحجاب كما جاء على لسان وزير الثقافة المصري؟؟ هذه هي الفوبيا.. فإذا كان الأمر شخصياً فما الدافع لحشر الأنوف فيه و وصفه بالتخلف و الرجعية و منعه بالقانون في حالة تونس و تركيا و فرنسا و غيرها..؟؟؟ أليست هذه هي الفوبيا؟
أبو خالد أشكرك.. الأسئلة المطروحة على العلمانيين هي الآتي : و يبقى السؤال المحير لماذا هذا الاهتمام بالحجاب رغم بعده عن مسألة الحكم و السياسة؟؟ لماذا الحجاب على وجه التحديد؟؟؟ و هل يستطيع العلمانيون قبول الحجة إن قامت عليهم بوجوب حجاب المرأة المسلمة؟؟ إن هذا الموضوع فيه تساؤل يحتاج لإجابة من العلمانيين في هذا البورد...
و لكن موضوع البوست يحتمل أن يكون مفتوحاً للحوار الهادف الذكي البناء حول وجوب و صفة الحجاب الشرعي للعلمانيين و غيرهم ، فإن كانت ثمة شبهة يكون الرد عليها و كونهم ليسوا من أهل التخصص و العلم لا يمنع استماع آرائهم و الرد عليها..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة