العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2007, 06:19 AM

كبسيبة

تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير

    يقول الله تعالى "إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"في هذه الآية يقرر القرآن الكريم حالة اللاوعي واللاشعور وعدم الإدراك على أن هذا الذي يقوم به الناس فساد وضرر. وكذلك يقول سبحانه وتعالى : "وإن تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً". وهذا يدل على صعوبة الانتقال من الضلال المترسخ في اللاوعي الى الهدى الذي لم تتضح بعد معالم نفعه وفائدته. والقرآن يقول: "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتـهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم". في هذه الآية يتحدث القرآن عن الصعوبة في التغيير لا عن الاستحالة لأنه هنا يضع نهاية للعجز عن الإدراك واستمرار العمى والصمم عندما تبلغ النتائج الضارة درجة غير قابلة للاحتمال. هنا يفتح القرآن الباب الذي كان مغلقاً، أي يضطر الإنسان الى التخلي عن الضلال بعد عذابات وخسائر لا تطاق، فيضطر بعضنا و تحت وطأة العواقب غير المحتملة الى تغيير مواقفه.

    قبل أن أدخل في تفسير موسع لمعاني الآيات السابقة دعوني استعرض بعض التعريفات لمعنى كلمة العنصرية

    (العنصرية هي حين تفصل الأعراق غيرها من الأعراق، هذا أشبه بالتفرقة، لا يريد الأشخاص الاختلاط بسبب ألوانهم وهم لا يريدون مشاركة الأشخاص الآخرين لأنهم يظنون أنهم أفضل من الآخرين)

    تعني شعبين منفصلين يعيشان معاًوالحاجز هنا أيضاً اللونين الأبيض والأسود

    هو تصنيف البشر بناء على أعراقهم وألوان بشرتهم وجنسهم وديانتهم.

    هي شكل كريه من أشكال تكسير الحياة وجمالياتها وظاهرة نفسية تتسم بأقسى قدر من انهيار العاطفة السوية وبالسم النفسي والعنصري لا يعي غالبا وضعه كمختل خاصة في مناخ مماثل يعزز هذا الخروج من الطبيعة النظيفة ويضع له مسوغات براقة العنصري يعي أحيانا على شكل ومضة وضعه المختل والمهشم لكن هذا الوعي يُدفع نحو القاع في جو الغبار والكراهية العامة وصراخ الابادة.

    تتعكز دائما خلف فكرة أو أيديولوجيا أو بنية ثقافية وهذه تقوم بوظيفة( التبرير) والتسويغ وتقديم الحجج والبراهين المزيفة والمقبولة لكي تستمر لعبة التنكر( التنكر للجنس وللهوية عامة)

    هي شكل سافر من أشكال القبح والعنصري لا يعي دائما هذا الشكل المزري فيه إلا في مواجهة مجتمع صحي معافى حتى في هذه الحالة تقوم الفكرة المرضية بوظيفتها المعهودة وهي التبرير ومد يد العون النفسي بما يعزز سقوط الإنسان في مستنقع الكراهية للآخر.

    العنصري لا يعرف الآخر أو لا يستطيع وصفه إلا في مفهوم واحد هو العدو وهذا التعريف يجعل الآخر نهبا مشاعا وملكية خاصة للعنصري وحين يكون المختلف عدوا يكون كل شيء فيه مباحا النساء والأطفال والشيوخ والطبيعة والتاريخ والأرض والمُلك.
                  

03-13-2007, 09:06 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير (Re: كبسيبة)

    Quote: هي شكل كريه من أشكال تكسير الحياة وجمالياتها وظاهرة نفسية تتسم بأقسى قدر من انهيار العاطفة السوية وبالسم النفسي والعنصري لا يعي غالبا وضعه كمختل خاصة في مناخ مماثل يعزز هذا الخروج من الطبيعة النظيفة ويضع له مسوغات براقة العنصري يعي أحيانا على شكل ومضة وضعه المختل والمهشم لكن هذا الوعي يُدفع نحو القاع في جو الغبار والكراهية العامة وصراخ الابادة.



    أو هي حالة بشاشا ..


    تعريف وافي أخي كبيسة ..

    التحية والتقدير ..

    ومشتاقين ..


    جاد
                  

03-13-2007, 10:53 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير (Re: JAD)

    Quote: تتعكز دائما خلف فكرة أو أيديولوجيا أو بنية ثقافية وهذه تقوم بوظيفة( التبرير) والتسويغ وتقديم الحجج والبراهين المزيفة والمقبولة لكي تستمر لعبة التنكر( التنكر للجنس وللهوية عامة)


    اللوووول...
    صدق القال
    الغرض مرض
    ..
    ذكرتني حكاية التنكر والتلبس للإيدولوجية دي حكايتين
    الأولى: Re: الجنجويد ..دراسة لمنى خوجلي نشرتها الشرق القطرية .:
    القالت فيهو:
    Quote:
    Quote: الحرب في دارفور في أواخر الثمانينيات كانت أكثر من صراع على الأرض بل كانت الخطوة الأولى في تكوين ايديولوجية عربية في السودان.




    حقيقة لست أدري من وين جابت الأخت مني عوض خوجلي الإيدلوجية العربية ولكن ياهو حكاية التلاعب بالعبارات على أحسن الفروض..
    والذي يبين نقصان فهم معني لمفهوم للايدلوجية..
    أول مرة نسمع بمصطلح الأيدولوجية العربية..
    لم يجرؤ أحد لاستخدام هذا المصطلح من قبل..
    لأنو الايدولوجية بتعني جانب تطبيقي عقلاني في سياسات الإقتصاد والإجتماع..
    بحسب تعريف الفيلسوف الألماني إيمانويل في كتابه المترجم الي اللغة العربية [فلسفة العقل]..
    تفسير مفهوم الإيدلوجية هو أنه "استقراء العقل للواقع..
    ولم نسمع من قبل أن للعرب إيدولوجية عربية..
    الشيء المعروف عن المجتمع العربي الدوغمائي أنه نقيض للأيدولوجية..
    ولا أظن أنه يخفي علي القارئ الكريم أن العرب مجتمع دوغمائي يسيطر الإسلام بتعاليمه علي كل نواحي الحياة فيه..
    فلا توجد أيدولوجية عربية ولا جنجويدية ولا أفريقية في الأصل عشان نكحلها ونلونها..
    إلا لو أن مني خوجلي عندها تعريف لمفهوم الايدلوجية يخفى على القارئ الكريم:
    مثلاً: الديمقراطية والنظام الاستبدادي [نظام العسكر] هو أوروبي
    مني خوجلي تحاول جاهدة أن تجد تفسيراً سياسيا لأنفعالاتها الشخصية..

    فالشخصية الدونية حين تثار لا تشير باللوم علي نفسها لتقصيرها..
    أنما تبحث عن مؤثر خارجي..

    يمكن ان يكون مناسبا و مبررا لنواحي تقصيرها..

    والثانية:
    Re: هل تتفق مع الدكتور الباقر العفيف فى إستنتاجه عن أسباب الأزمة السودانية!

    عليكـ دينكـ يا كبسيبة أرمي بصركـ قدام..
    وعاين شوف الناقصة وتماها الباقر العفيف بمغالطات حتى لثوابت نصوص القرآن القائلة في محكم التنزيل..
    كُلنا عيال آدم بس سبحان الله الجعلنا شعوباً وقبائل عشان نتعارف..

    واصل ولا أسكت الله لك حساً..




    شكراً كبسيبة..
                  

03-13-2007, 10:09 AM

كبسيبة

تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير (Re: كبسيبة)

    الحبيب جاد...يديك العافية ومشتاقين

    Quote: أو هي حالة بشاشا ..


    لا ده حالتو مشتركة ودي بتجي لي قدام
                  

03-13-2007, 02:10 PM

كبسيبة

تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير (Re: كبسيبة)

    رزقة يا جميل أزيك

    حتى اختيارنا للكلمات والحروف التي نكتبها ربما في وصف المخالف في الرأي سوف تكون نوع من أنواع العنصرية فحينها يمكن أن تكون أحد من الظلاميين أو الفاشيين أو الفوشيين أو الفوليين ..الخ المصطلحات البشاشية أو الدينقية.
    فالعجب العجاب من جهال زماننا المنتسبين للإسلام الذين ذهبوا يتابعون اليهود والنصارى في كل صغيرة وكبيرة حتى في اختيار المصلطحات وتلفيق التهم يمنة ويسرى ويزعمون بجهلهم أن التقدم والحضارة يُلتَمسان في متابعة اليهود والنصارى في كل شيء وما ذلك إلا لجهلهم بدينهم حتى سيطر عليهم مركّب النقص والذلّة فغدوا إمّعات (خت ختين تحت إمعات دي ) يلهثون وراءهم ويتابعونهم كالعميان في كل شئ.
    فمنبرنا أصبح مصنعاً لاختيار المصطلحات والكلمات (خوم وصر) كما جاء في بعض البوستات مثل "لوطنة سجيمان"
    وكمية اللحمة الهائلة المتخصصة في الأتنولوجيا.

    والله لا وراك

    وجايك يا رزقة بس لسة في زحمة ما بعد الإجازة

    (عدل بواسطة كبسيبة on 03-13-2007, 02:21 PM)

                  

03-13-2007, 09:56 PM

كبسيبة

تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية وتغيير المواقف ما بين الجلابة والقراقير (Re: كبسيبة)

    اقتباس أهديه لمستشرقين البورد الملونين

    Quote: ارتبط الاستشراق في ذهن القارئ بالعنصرية الأوربية والغربية البيضاء ومساعيها لتبرير سيطرتها على الشرق من خلال وضعه في قوالب فكرية تضفي العقلانية على هذه السيطرة وتصور الطرف الشرقي على أن طرف يستحق السيطرة عليه ويبحث عنها ويرحب بها.

    في المقابل تتناول هذه المقالة نوعا مختلفا من الاستشراق - يندر الحديث عنه في الأوساط الأكاديمية العربية أو الغربية - وهو الاستشراق القادم من بعض فئات الأفارقة الأمريكيين بالولايات المتحدة الأمريكية، والمعروف اصطلاحا باسم "الاستشراق الأسود" لتمييزه عن الاستشراق السائد والنابع من الحضارة الغربية البيضاء.

    هناك علامات استفهام عديدة ومثيرة ترتبط بهذه الفئة من الاستشراق خاصة لكون "الاستشراق الأسود" صادر عن أبناء مجموعة بشرية (الأفارقة الأمريكيين) عانت تاريخيا من الاضطهاد والعبودية على أيدي مناصري المستشرقين البيض، كما يحضرنا سؤال أخر يتعلق بأسباب صعود هذه الظاهرة في الفترة الحالية؟ والأسباب التي دفعت بعض الأقلام الأفريقية الأمريكية للانضمام إلى الحملة المضادة للإسلام والمسلمين في الوقت الراهن، ومغزى هذا كله.

    ميلاد الاستشراق الأسود:

    على مزروعي أستاذ الدراسات الأفريقية ذو الشهرة الدولية والمقيم حاليا بالولايات المتحدة استخدم مصطلح "الاستشراق الأسود" في مقال نشر له في ربيع عام 2000 بدورية تعرف باسم الأستاذ الأسود The Black Scholar في حديثه عن سلسلة حلقات تلفزيونية تسجيلية عن إفريقيا للأكاديمي الأفريقي الأمريكي المعروف هنري لويس جاتس جونيور أستاذ الدراسات الأفريقية الأمريكية بجامعة هارفرد وهي أكبر الجامعات الأمريكية على الإطلاق.

    مزروعي رأي أن حلقات جايتس والتي صدرت بعنوان "عجائب العالم الأفريقي" تضمنت مغالطات فكرية عديدة ولوم غير مبرر للعرب وللأفارقة على حساب التساهل مع أطراف أخرى بما في ذلك الدول الغربية والولايات المتحدة ودور هذه الأطراف في الصعوبات التي تواجهها الشعوب الأفريقية بصفة عامة والأفارقة الأمريكيين بصفة خاصة في الوقت الحالي.

    حيث رأي مزروعي أن حلقات جايتس تميزت بالانتقائية، وامتلأت بغلطات في الترجمة، وبالغت في تصوير دور العرب والأفارقة في تجارة العبيد ومحاولة إعفاء الغرب من مسئوليته بهذا الخصوص، كما أقحمت إسرائيل بشكل غير مفهوم في السلسلة الوثائقية، كما نظرت نظرة سطحية عامة للشعوب الأفريقية تصورها على أنها شعوب شريرة باعت أبنائها في المهجر (الأفريقيين الأمريكيين).

    كل هذه الملاحظات دفعت مزروعي إلى التساؤل حول ما إذا كانت سلسلة جايتس التلفزيونية هي بمثابة لحظة "ميلاد الاستشراق الأسود.

    وما يجعلنا نفتح هذه القضية مرة أخرى وبعد مرور ست سنوات على صدور مقال علي مزروعي هو محتوى كتاب "الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة نحو الإحياء الثالث" لأستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة مشيجان شرمان جاكسون والمشهور في الأوساط المسلمة الأمريكية باسم "عبد الحكيم جاكسون.

    الكتاب المعني بصفة عامة بحاضر ومستقبل الإسلام في الولايات المتحدة ودور الأفارقة أو السود الأمريكيين - كما يسميهم جاكسون - بهذا الخصوص خصص فصلا كاملا - وهو الفصل الثالث - للحديث عن خطر الاستشراق الأسود في مساهمة علمية متميزة لعلها تكون بداية للدراسة الجادة لظاهرة الاستشراق الأسود، دفعتنا لكتابة هذا المقال.

    هدفه وأسباب ظهوره.

    يقول شرمان جاكسون أن "الاستشراق الأسود يسعى إلى تصوير العالم العربي/ الإسلامي على أنه سابق ومقلد للغرب في تاريخ اللاحق (الغرب) المعادي للسواد".

    بمعني أخر يسعى الاستشراق الأسود لتصوير الإسلام والمجتمعات المسلمة والعربية على أنهم معادون للسود عداءا سابقا على عداء العنصرية البيضاء للسود، كما يرى مناصرو هذا الاتجاه أن الإسلام والمسلمين في أمريكا - خاصة الأفارقة الأمريكيين المسلمين - هم ورثة لهذا العداء الإسلامي الدفين (المفترض من قبلهم) ضد السود، وبهذا يقطع هؤلاء الطريق على انتشار الإسلام في أمريكا بصفة عامة وفي أوساط الأفارقة الأمريكيين بصفة خاصة.

    وفي محاولة لتفسير أسباب نشأة وصعود الاستشراق الأسود، يشير جاكسون إلى ثلاثة أسباب، أولها ديني يرتبط بانتشار الإسلام في أمريكا والذي ينظر إليه من قبل بعض الجماعات الدينية الأفريقية الأمريكية غير المسلمة على أن مكسب للإسلام وخسارة لها.

    السبب الثاني ثقافي يرتبط بالصراع بين الأفارقة الأمريكيين المسلمين وغير المسلمين على إصلاح وتطوير الثقافة الأفريقية الأمريكية، وقدرة الأفارقة الأمريكيين المسلمين على إدخال مفاهيم ثقافية جديدة على الثقافة الأفريقية الأمريكية بشكل يقلق منافسيهم.

    السبب الثالث هو انتشار شعور في أوساط الأفارقة الأمريكيين بأن الإسلام الأمريكي لم يخاطب قضاياهم بدرجة كبيرة وذلك نتيجة لعدم توجيه المسلمين الأمريكيين - وخاصة المهاجرين منهم - لقدر كافي من الاهتمام بقضايا الأفارقة الأمريكيين، وخاصة قضايا مكافحة العنصرية وتنمية المجتمعات الأفريقية الأمريكية المحلية وعلاج مشاكلها، هذا إضافة إلى عدم تمكين الأفارقة الأمريكيين المسلمين من البروز كسلطات دينية ذات نفوذ واسع في أوساط المسلمين الأمريكيين مما زاد الشعور في أوساط الأفارقة الأمريكيين بصفة عامة بأن الإسلام الأمريكي لا يخاطب قضاياهم.

    وهنا يتبني شرمان جاكسون نظرة متميزة لأسباب صعود الاستشراق الأسود حيث يرى أن المسلمين أنفسهم ساهموا في صعوده بعدم تركيزهم بشكل كافي على مخاطبة قضايا الأفارقة الأمريكية، وذلك بالطبع دون أن يعفي المستشرقين الأفارقة الأمريكيين من مسئوليتهم في صعود ظاهرة "الاستشراق الأسود" الثقافية السلبية الخطيرة.

    كما يؤكد شرمان جاكسون على طبيعة الاستشراق الأسود السلبية وكيف أنه لا يرتبط بمشروع استعمار كالمشروع الذي ارتبط به الاستشراق الغربي التاريخي، كما يشير إلى أن الاستشراق الغربي ساعد على ظهور الاستشراق الأسود لأنه مهد أمامه البيئة الفكرية المناسبة والتي ساعدت على تصوير الإسلام والمسلمين والعرب بصورة سلبية بالمجتمع الأمريكي.

    ولكنه يقول أن الأفارقة الأمريكيين كانوا ينظرون تاريخيا نظرة إيجابية للمسلمين والعرب بحكم أن بلاد الشرق عانت من الاستعمار كما عاني الأفارقة الأمريكيين من العبودية، ولكن هذه النظرة الإيجابية بدأت تتراجع منذ منتصف عقد الستينات والذي شهد زيادة معدلات هجرة المسلمين والعرب إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ بعض الأفارقة الأمريكيين في تصوير المسلمين والعرب على أنهم شركاء مع الغرب في نظام العبودية بهدف تحدي انتشار أفكار المسلمين السود في الأوساط الأفريقية الأمريكية.

    تعريفه ومصادره/ أنواعه:

    يقول شرمان جاكسون إن نقد المسلمين نقدا موضوعيا ليس عيبا أو أمرا ممنوعا، ولكن مشكلة الاستشراق تكمن في أنه "تخيل، وتحيز، وإيديولوجية" ضد الإسلام والمسلمين، إذ يتعامل الاستشراق الأسود مع الإسلام والحضارة الإسلامية تعاملا انتقائيا يهدف إلى تصوير الإسلام على أنه "خطر مساوي إن لم يكن أكبر" من العنصرية البيضاء، وذلك من خلال تقديم قراءة غير موضوعية للإسلام وللحضارة الإسلامية تدعي بأن الحضارة الإسلامية سبقت الحضارة الغربية في استعباد الأفارقة، بل أن الإسلام هو الذي قام بتصدير العنصرية ضد السود إلى الغرب.

    ويقسم جاكسون مصادر أو أنواع الاستشراق الأسود إلى ثلاثة فئات (قومي، وأكاديمي، وديني).

    بالنسبة للاستشراق القومي، يقول جاكسون أنه يرتبط بالحركات الوطنية الأفريقية المنتشرة في أوساط الأفارقة الأمريكية وهي حركات فكرية تتسم بتمركزها حول الذات الأفريقية وبمحاولتها النظر للعالم بعيون أفريقية ونقد السود المتأثرين بالثقافة الغربية.

    ويقول جاكسون أن بعض كتابات هذا التيار كما تمثلها كتابات موليفي كينتي أسانتي تدعي أن الروح الأفريقية تعارض الإسلام بطبيعتها، وأن العرب هم سبب انهيار الحضارة الأفريقية، كما تدعي أن العرب سيطروا على الإسلام بشكل عنصري وأن الإسلام يتساوى مع العنصرية البيضاء.

    ويقول جاكسون أن الأفكار السابقة تتجاهل كون العربية هوية مفتوحة لاعتمادها على اللسان في مقابل الهوية الغربية وهي هوية مغلقة قائمة على العرق، كما أنها تتجاهل أن الخضوع للإسلام خضوع إرادي تطوعي في مقابل الخضوع للعنصرية البيضاء القسري، كما تتجاهل سيطرة أعراق غير عربية على الإسلام وعلى رأسها الأتراك، وتتجاهل حفاظ العرب على الحضارة الأفريقية كما هو الحال بمصر.

    النوع الثاني هو الاستشراق الأكاديمي، ويمثله كما يرى جاكسون الأكاديمي هنري لويس جايتس جونيور، كما ظهر في سلسلة الحلقات التلفزيونية التي أنتجها بعنوان "عجائب عالم إفريقيا" والتي أشرنا إلى نقد على مزروعي لها في بداية المقال.

    ويقول جاكسون أن جايتس يسعى في حلقاته إلى إعادة صياغة صورة إفريقيا لدى الأفارقة الأمريكيين، إذ يدعي أن العرب هدموا حضارة النوبة عند بناء جمال عبد الناصر للسد العالي، كما يهاجم جيتس الأفارقة المسلمين لأنهم لا يقدمون هويتهم الأفريقية على هويتهم المسلمة، حيث يرى جيتس أنه الواجب على الأفارقة تقديم هويتهم العرقية على هوياتهم الأخرى (كالهويات الدينية والوطنية)، وهنا يستغرب جاكسون من عدم تعرض جيتس لعلاقة الأديان الأخرى بالاستعمار والاستشراق الأبيض.

    النوع الثالث ديني يحاول تصوير العنصرية على أنها مشكلة مسلمة أفريقية قبل أن تكون مسلمة أو مسيحية أمريكية مدعيا أن العنصرية وجدت وسط المسلمين الأفارقة أولا، ويضرب جاكسون مثالا بكتابات ريتشارد برنت تيرنر، ويقول أن تيرنر يحاول تصوير الإسلام على أنه تهديد للعلاقة بين الأعراق في أمريكا، كما يتجاهل مشكلة العنصرية في أمريكا وينظر للإسلام على أنه هو المشكلة، وبذلك يتجاهل تيرنر - كما يرى جاكسون - دور الإسلام الإيجابي في دعم المقاومة الأفريقية للعنصرية البيضاء في أمريكا.

    الخاتمة:

    ختاما يجب التأكيد على هدف هذا المقال الرامي إلى إبراز نوع مغاير من الاستشراق يندر الحديث في الكتابات العربية، وذلك على أمل أن يمثل المقال حافزا للتعمق في دراسة الاستشراق الأسود وغيره من الظواهر والحركات الفكرية وغير الفكرية المؤثرة على صورة الإسلام والمسلمين في أمريكا، كما نود إبراز بعض الخلاصات الفكرية التي من شأنها المساعدة على تحقيق هدف المقال، وهي.

    ضرورة التفرقة بين الاستشراق الأسود كحركة فكرية معادية للمسلمين وجماهير الأفارقة الأمريكيين بالولايات المتحدة، وهي أقلية أمريكية تحتوي على جماعات ومنظمات عديدة مساندة لقضايا المسلمين والعرب بالولايات المتحدة، فالوعي بالاستشراق الأسود لا يعني اتخاذ موقف سلبي تجاه الأفارقة الأمريكيين والذين ينحدر منهم ثلث المسلمين في أمريكا على الأقل.

    علاج الاستشراق الأسود يكون بالتعمق في دراسته وفهمه وفهم دوافعه والرد عليه فكريا وأكاديميا.

    يرى شرمان جاكسون أن إهمال المسلمين والعرب خاصة المهاجرين منهم للولايات المتحدة لقضايا الأفارقة الأمريكيين ولكفاحهم ضد العنصرية البيضاء يعد أحد العوامل المحفزة للاستشراق الأسود بصفة خاصة وأحد العوامل المعيقة لانتشار الإسلام وسط الأفارقة الأمريكيين بصفة عامة وهي قضية هامة يجب تداركها وعلاجها.

    هناك حاجة - يبرزها كتاب جاكسون - إلى مراجعة التراث الفكري الإسلامي المعاصر فيما يتعلق - خاصة الأفارقة الأمريكيين - وذلك للتأكد من خلو هذا التراث من أي تركات سلبية تاريخية وأخرى حديثة قد يكون الاستعمار قد تركها على الفكر العربي والإسلامي المعاصر.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de