|
أيـــــن البـلبــل ... " البـــلبــلـة " هــاديـــة طلـــــــــــسم ؟؟؟!!!!!!!.
|
البلابل ظاهرة فنية عبرت سماء الفن السودانى و غزت ساحاته ، و تمددّن أيضاً حتى بلغن العالم العربى والأفريقى ، بل و الأوروبى و الأمريكى حتى و إستحققن و بجدارة حب الجماهير والمكانة التى وصلن إليها. جعفر النميرى ، و برغم منتهاه الغريب فى أحضان أخوان السوء و الشيطان ، إلآ أنه قد كانت له إشراقاته فى حقل الإبداع ، على الأقل الرجل لم يحارب الفن و الفنون و الفنانين إلآ فى سنواته الأخيرة ، ففى عهده شيد قصر الشباب و الأطفال ،تلك البوتقة التى صقلت المواهب وخرّجت الكثير من المبدعين ،و فى شتى ضروب الفنون و الإبداع ، و فى عهده أيضاً تم تدريب أول فرقة أكروبات فى المنطقة العربية و الأفريفية و كانوا مفخرة لنا إذ بهروا الدنيا بأدائهم الفذ و المتقن ، أذكر أنه كثيراً ما كان يصحبهم فى زياراته لدول الأخرى ، وفى عهده أيضاً ظهرت البلابل و عطرن سماواتنا بالفن و بالغناء الجميل و الراقى ، إلآ أن هذا المناخ المواتى قد تغير فجأة ، على صعيد الدولة و على صعيد مزاج و ذوق الجماهير ، بل و حتى ذوق و نمط الحياة نفسها ، فأنفرط ذلك العقد النضيد الجميل و تفرقن أيدى سبأ ، إلآ أن هادية ، تلك البنية المشبّعة ( بالغنا ) لم تتوقف عن الإنتاج و كانت لها أعمالها حتى و هى فى غربتها البعيدة و الأليمة تلك ، لكن فجأة إنقطع ( حسها ) ، و منذ فترة طويلة و لم نعد نسمع لها صوتاً ، أتمنى أن تكون هادية ، نبع الغنا و منهل الفن العذب الحميم بخير ، طمنينا عليك يا ... هادية و حادية قافلة الفن و الإبداع ، و طمنونا عليها يا بورداب الشتات الأعجمى و بلاد العم سام . دامت و دمتم بألف خير
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيـــــن البـلبــل ... " البـــلبــلـة " هــاديـــة طلـــــــــــسم ؟؟؟!!!! (Re: altahir_2)
|
Quote: سوف يعدن إن شاء الله ولو كن ثنائى دى معلومات مؤكدة وقريبة |
.
الأخ الطاهر. ربنا يطمّنك ، و حقيقى ما أحوجنا لنفحة من الزمن النبيل ، و الفن الجميل ، كما ذكرت البلابل مثّلن فترة ذاخرة باجمال و مليئة بالأمل ، تلك الأيام كان السودان دولة تهتم بالآداب و الفنون ، و كان هناك مصلحة ثقافة ، و مجلس لرعاية الآداب و الفنون ، و برغم عدم رضا الكثيرين عن دورهم و أداءهم وقتها ، إلآ أنهم ، و مقارنة بوقتنا الحالى قد كانوا رحمة. لكن الأهم الأهم .... كان هناك فنانين ، و مبدعين حقيقييين و موهوبين ، لا موهومين و أدعياء كما نشاهد و نرى الان.
دمت يا الطاهر ، و شكراً مرورك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيـــــن البـلبــل ... " البـــلبــلـة " هــاديـــة طلـــــــــــسم ؟؟؟!!!! (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
Quote: أيام خريفية فى واشنطن الطيب صالح الحلقة 365 من سلسلة نحو أفق بعيد مجلة المجلة العدد 632 بتاريخ 22/1/1996م
تفرقت البلابل, وهاجر بشير عباس الملحن الموهوب الذى قدمهنَّ للجمهور السودانى أوائل السبعينات. كنَّ صغيرات وجميلات وأصواتهن مثل شقشقة العصافير عند الفجر, أغانيهن خفيفة, مريحة, جديدة ولكن فيها روح القديم. غزلة, ولكنه غزل صاف عفيف خال من أية إيحاءات جنسية. أخذن العذوبة والشجن من منطقة النوبة العريقة أقصى شمال السودان, بتراكماتها الحضارية, التى أخذ منها محمد وردى أيضاً فنه العبقرى. ربما أكثر من أى ظاهرة أخرى, كان غناء البلابل تلك الأيام, يعبر عن روح السودان. عن ثقته فى نفسه وتفاؤله فى المستقبل, وإقباله على الحياة. ولما إنفرط عقدهن, كأنما السودان نفسه فقد حيويته وأخلد إلى الكآبة والركود.
والدهن الأستاذ محمد عبدالمجيد طلسم رحمه الله, كان من الرجال الرواد أصحاب النظر البعيد من طراز المرحوم بابكر بدرى الذى آمن بتعليم البنات فى السودان أول القرن فى وجه مقاومة إجتماعية عظيمة, وقد أسعدنى الحظ أننى تتلمذت على يدى المرحوم طلسم فترة فى جامعة الخرطوم, حين كان محاضراً فى كلية العلوم, أذكر مرحه وطيبته وأبوته الغامرة. كان رجلاً شجاعاً شجاعة بالغة, ففى وقت كان فيه الشعب السودانى ينظر إلى الفن, وخاصة التمثيل والغناء, بريبة وحذر وغير قليل من الإحتقار سمح لبناته السبع أن يدخلن المعهد العالى للموسيقى والمسرح, ويعملن بعد تخرجهن فى ميدان التمثيل والغناء, وكن من المؤسسات فى الفرقة القومية للفنون الشعبية, وهى فرقة سرعان ما حصلت على شهرة عالمية واسعة. فى أواخر عام 1971, إنطلقت فرقة (البلابل) المكونة من ثلاثة أخوات هن هادية وآمال وحياة, ويعزى أكبر الفضل فى إنطلاقتهن ونجاحهن إلى الموسيقى الموهوب بشير عباس وهو أيضاً من أسرة عريقة من (حلفاية الملوك) فى الخرطوم بحرى.
لقيت هادية أول مرة فى زيارتى لواشنطن فى ربيع عام 94, مع زوجها الدكتور عبدالعزيز بطران, أستاذ التاريخ فى جامعة (هوارد), عرفنى بهما الفاتح إبراهيم أحمد وكان معنا الدكتور محمد إبراهيم الشوش, وأسامة الذى يسكن قريباً من الفاتح, وهو مهندس معمارى, أضطرته الظروف أن يعمل فى النقل, صوته جميل فى الغناء, وكذلك الفاتح, فكانا لها بمثابة الكورس,وأحياناً يغنيان معها . قضينا فى دارهم, وفى دار الفاتح, أمسيات لا تنسى, نستمع إلى ذلك الصوت الساحر. تعيد إلى الحياة بصوتها العربى النوبى, ووجهها الفرعونى, وإستغراقها حين تغنى كأنها تصلى – عالماً كاملاًً ضاع أو كاد يضيع, غنت تلك الأغنية القديمة التى لا أمل سماعها:
يجلى النظر يا صاح منظر الإنسان, الطرفه نايم وصاح
وغنت تلك الأغنية البديعة للمطرب الكبير أحمد المصطفى
زاهى فى خدره ما تألم إلا يوم كلموه تكلم حن قلبه ودمعه سال هف بى الشوق قال وقال
وغنت للمرحوم إبراهيم الكاشف
أنا يا طير بشوفك محل ما تطير بشوفك
غنت من القديم ومن الجديد, من أغانيها وأغانى غيرها, بالعربية وبالنوبية, فجعلت الناس يغرقون فى سبحات سودان آخر, فى زمان آخر.
فى زيارتى هذه المرة, صادفت بشيرعباس أيضاً, وهو بالإضافة إلى موهبته الكبيرة فى التلحين, عازف لا يجارى فى العود, وله صوت جميل فى الغناء, فسمعنا منها عجباً.
لاحظت كيف إنها توزع بين همها بين فنها وطفليها, تكون مستغرقة فى الغناء, وفى الوقت نفسه, منتبهة إلى تحركات طفليها فى أرجاء الدار. ولاحظت كيف أن زوجها الدكتور بطران, هذا الإنسان المهذب المتحضر, يرعى موهبتها الكبيرة بحنو وعطف عظيم.
صوتها غدا أكثر نضجاً, تلبسته أشجان بعيدة الغور, كأنما الصوت مرآة للتحولات العميقة التى تجتاح السودان نفسه.
ذلك الزمان زمان الظبى المكنون فى خدره لن يعود بطبيعة الحال, ولكن الزمان الجديد, الذى يتشكل بوحى من أصوات المغنين والشعراء والكتاب والحداة, لعله يأتى فى صورة مدهشة لم تخطر فى خيال أحد. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيـــــن البـلبــل ... " البـــلبــلـة " هــاديـــة طلـــــــــــسم ؟؟؟!!!! (Re: jini)
|
و منذ الأمد ، كانت الطبول سمة الحرب و الهمجية يا جنى ، و حين تسامى حس الفن فى الإنسان ، إبتدع الوتر و آلات النفخ ، وكلما رقّ و إستدقّ الشعور ، كلما إقترب الإنسان من الملكوت الصافى ، أو هو الصوفى يا جنى ؟؟؟!!1. كلما آخت أمة ما الفيولين ، كلما تصاعد وهج فنها ، و كلما دفقت ألقاً لا يضاهى .
دمت يا جنى ، و دام فينا تداعينا للحب الإنسانى الأصيل ، حب الفن و الجمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيـــــن البـلبــل ... " البـــلبــلـة " هــاديـــة طلـــــــــــسم ؟؟؟!!!! (Re: tmbis)
|
جزيل الشكر لك يا تمبس .
الحقيقة أن مايو كما ذكرت ، و مقارنة بالوضع و النظام الحالى قد قدمت و ساندت الفن و الإبداع ، ربما لأن المناخ العام كان مواتياً ، و التربة كانت صالحة لأى بَذّر ، لذا فقد نمت الكثير من المواهب و ترعرت حتى صار بعضها أشجاراً باسقة ، و يكفى ما خرّجته مهرجانات المبدعين الشباب. أنتظر مساهمتك الثرّة بلا شك يا تمبس ، و أنتظر مساهمات الإخوة البورداب ، و المختصين منهم على الأخص ، من يدرى فقد نوفق فى عمل " أنطلوجيا " للفن و الإبداع السودانى فى حقبة نميرى .
دمت يا جميل
| |
|
|
|
|
|
|
|