آمنت بالحسن لما الحاده فيك صلي - أبو آمنه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 08:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2007, 10:36 PM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آمنت بالحسن لما الحاده فيك صلي - أبو آمنه


    آمنت بالحسن لما الحاده فيك صلي - أبو آمنه

    أبو آمنه شاعر رقيق وبسيط وخجول ولماح ، يمتاز بسرعة بديهة وطرفة تلازمه وعلاقتي معه متجذرة منذ ثلاثة وثلاثين عاماً .
    سأله مرة شخص في احد المجالس :"يا أستاذ انت عندك بت اسمها آمنه ولا كيف يعني يكون اسمك أبو آمنه" ؟ فرد عليه : " يعني ما ممكن أكون أنا مارق من (بطن أمي) وأتزوج وأجيب بت اسمها آمنه يقوموا يسموني أنا أبو آمنه" .
    " هوشه" الموت في حياته مرتين: مرة في القاهرة ومره في الخرطوم . في القاهرة كان ملحقاً ثقافياً في السفارة السودانية ولكن القلق كشأن كل الشعراء فقدم استقالته علي أن يلتحق بالجامعة لدراسة الإعلام وتقدم وصار طالباً من سنة أولي وله طرائف عديدة أثناء دراسته أجدر من يحكيها صديقه وصديقي د. كمال عبد المحمود أو أخيه محمد الحسن.
    هناك في القاهرة كان من اعز أصدقائه المرحوم الفنان صالح الضي والأخير رحمه الله كان يحب اللحمة كثيراً فكلما ينزل أبو آمنه من الشقة يقول له "بالله وانت طالع جيب معاك فرخه" ، " باالله يا أبو آمنه لمن ترجع ما تنسي اللحمه" بالطريقه دي وبعد شهر من الصرف فاجأه أبو آمنه وقال له " ياخي والله الهلتون ارخص من النزول معاك في شقتك" !!.
    وكان يقول لنا دوماً إن هناك ثلاثة أشخاص في مصر ياكلون لحمه يومياً :أنور السادات وعثمان احمد عثمان "المقاولون العرب" و صالح الضي.
    نفد من الموت في المرة الأولي عندما تسمم الفنانان صالح الضي والتجاني مختار وتوفيا معاً من بعد وكان صديقهما ولكن شاءت الأقدار أن لا يكون معهما تلك الليلة وياكل من كبدة الحاشي تلك.
    المرة الثانية وأنا في بحري أثناء عشاءنا مع الأستاذ يوسف محمد خير بمناسبة شراءه بيت جديد فاجأني نسيبي الأستاذ الزين عثمان ب" البركه فيكم" في منو؟ " في أبو آمنه حامد" قالوا اتوفي اليوم.القال ليك منو؟ " والله اليوم منشور في الجريده في الصفحة الأولي وتحديداً كاتبين في ذمة الله ابو آمنه حامد"" الله يرحمه" ثاني يوم الصبح بدري لبست العمه فقال لي الوالد رحمه الله " علي وين؟" قلت ماشي أشيل الفاتحه في أبو آمنه فقال" أبو آمنه ما مات!!" آآآآآآآه ه !! كيف الكلام ده ؟ " والله جابوه شخصياً أمبارح في التلفزيون وقال عشان ناس الشرق ما يكسروا عليهو أحسن يظهر في التلفزيون عشان يثبتهم" وكانت تلك أشاعه لم يعرف من أطلقها ولكن يبدو انه احد الصحفيين.
    المهم برضو قررت الذهاب له عشان أحمدللو السلامه وفعلاً طرقت الباب ومن بعيد ظهر الراس الرمادي الشعر " ينقز" طلوعاً وهبوطاً.وفتح الباب.
    " ياخي هسع الواحد يقول ليك البركه فيكم ولا حمد الله علي السلامه" فاشتكي من انو الاشاعه كلفته كثيراً لانو الثلج الصرفو من أمبارح كأنما بيت بكا وكل الناس كاسره عليهو.
    وبذلك صار اول انسان يحضر بيت بكاههُ ويعرف مقداره عند الناس.
    علي غير اتجاه أهل الشرق عامة الختمية المأصلين كان والد أبو آمنه أنصارياً واتي به من هيا إلي الخرطوم وسلمه إلي البك عبد الله خليل وتحت رعايته وبعد امتحان الشهادة تم إلحاقه بكلية الشرطة ولسوء حظه تم ضمه إلي قوات الطوارئ ومكافحة الشغب في طريق الكلاكله . لم يستمر طويلاً لاعتقاده انه رجل مرهف ومحب للجمال والشعر وهذه الميول لا تتفق مع "البنبان" والمظاهرات والشغب وخلافه فترك الشرطه.
    اشهر ما كتب ابو آمنه وهو طالب بالثانوي :
    سال من شعرها الذهب
    فتدلي وما انسكب
    كلما عبثت به نسمة
    ماج واضطرب....
    النسيمات والخصل
    في عناق وفي غزل
    نسجت حوله القبل
    موكباً يغزل الطرب.....
    فيه من سمرة الأصيل
    شعرها المذهب النبيل
    ثغرها اليانع البليل
    كرزة حفها العنب...
    رقص الورد والزهر
    مهرجاناً علي النهر
    سال في الشط وانهمر
    عطرها الحلو وانسرب...
    يا حبيبي كلما
    قلبي المفعم احتمي
    بك وانزاح ملهما
    عاد كأساً بلا حبب...
    وهو في الثانوي كتب أيضاً القصيدة التي كان يفتخر بأنه الشاعر الوحيد الذي وقف وصفق له العقيد معمر القذافي وهي قصيدة " ناصر" والتي يقول فيها:
    والتقت نهضتنا بالعربي
    يوم صافحنا جمال العربي
    أنت يا ناصر في ارضي هنا
    لست بالضيف ولا المغترب
    وهو من شدة حبه لعبد الناصر سمي ابنه البكر "جمال عبد الناصر حسين خليل" وبعد ذاك يجي أبو آمنه حامد.
    من أجمل الملح التي كنت طرفاً فيها وحكاها الفنان محمد الأمين في لقاء له بالتلفزيون دون ذكر أي أسماء.ففي احدي الجلسات تلي علينا ابو آمنه احدي قصائده الجديدة والتي تقول في احد أبياتها:
    لما الأصيل يسكب جلالو علي البلد
    تبقي البلد أحد أحد
    ويختتمها بقوله " ما اصلو يا وطن الحنان البرتقال فيك برتكان"
    بعد سماعي للقصيدة أحسست بأنها مفصلة علي أبو الأمين فسألته فقال انه أعطاها للفنان المرحوم هاشم ميرغني فقلت له والله القصيدة دي بتشبه أبو اللمين فقال لي" عشان لمن يغنيها يقولوا كلمات المرحوم أبو آمنه حامد؟". حكيت هذه القصة لصديقي د. وجدي كامل الذي نقلها مباشرة لأبو اللمين واذكر حينها لم يقبل ذلك وقال أن اغنيته "بهجه" التي مطلعها " جانا الخبر شايلو النسيم" قام بتلحينها في اربعة ايام.
    يوم الجمعة الماضي كنا نتحدث في المنتدى الفني بالرياض عن إبداعات أبو آمنه وقال لي زميلي محمد الرفيق إن قصائد أبو آمنه بها فلسفة وموضوع وليست ككل القصائد الغزلية مثلاً "سال من شعرها الذهب" فالأبداع مش في انو الذهب سال ولكن في "فتدلي وما انسكب".
    ومطلع كل قصيده من قصائده عباره عن ملحمة فنية رائعة وبديعة وفيها تعبير جديد.
    كان يختار عناوين لقصائده غاية في الروعة اذكر منها" محاوله جاده لقراءة وجه جميل"
    انظر إلي:
    الحب ليس قضيتي لكن عيون الناس
    في موطني اخشي علي قلبي من الإحساس
    بدسك من عيون الناس
    وفضاح ألهوي وهماس
    باضن بالسر وأكون بالغت
    حتى علي نجي الكاس...
    وتمعن:
    ماذا إذا ذهب الجمال وتجعد الخد النضر
    وهوت تماثيل الشباب الحلو وانزاح الأثر
    وبقيت وحدك في الطريق بلا صديق مدخر.....

    أو:
    بنيه هدندويه من الشرق مليانه "خاسا"
    دهب لون السنابل في خدودا الحلوه ماسه.....
    أو:
    ما بتنشتل ألزهره في الأرض اليباب
    ما كل نجمه تضوي ليل
    ولا كل سحابه بتنهمر....
    وتلك بعد ما سمعها احد الخبثاء قال له "إن الله رايد لها في راسك تقوم"
    واستمع أيضاً إلي :
    وشوشني العبير فانتشيت
    وساقني الهوى فما ابيت
    يد الحرير ارتعشت
    بكيت من رعشتها بكيت...
    تمعن معي في تعبير " وشوشني العبير"
    ومن إبداعاته أيضاً:
    جانا الخبر شايلو النسيم
    في الليل يوشوش في الخمايل
    هش الزهر بكت الورود
    سالت مشاعر الناس جداول
    رجع البلد بعد السنين المره
    يا دوب العيون سهرن هجد...
    في عيونو فاض شوق انهتن
    لي حبو للناس لي الوطن
    ما غيرت ريتدو السنين
    وما بدا احساسو الزمن
    وشفنا المشاعر الحلوه
    في ساحاتا بالآمال بكن
    يا حليلو ما رجع البلد
    وعيونا ما سهرن هجد...
    في احدي ليالي 1987 م دعيناه الي ليلة شعرية أقمناها بقاعة عدلان بكلية الزراعة جامعة الخرطوم وليلتها القي العديد من القصائد الجديدة من كراسة لا أزال اذكرها وكانت الكتابة عليها بقلم الرصاص ولسوء الحظ فقد تلك الكراسة ليلتها وحتى وقت قريب كان يتحسر علي ضياعها لأنه لا يملك صور من تلك القصائد وأتمنى مِن مَن وجدها إن وصلته هذه المعلومة أن يعلم ذلك ويقوم بنشر تلكم القصائد للناس.
    ما نسيناك....
    جاي تعمل ايه معانا بعد ما بدلتنا
    ما سقيناك احلي ما في عمرنا
    من عواطف وما لقيناك....
    الرهيف قلبو عايش
    في شكو اكتر من يقينو
    تستبيهو نظره جارحه
    و...في الحب سنينو
    جاي تعمل ايه...
    قلبي غافر ليك ذنوبك
    سيبو ما تفتح جراحو
    والنعيم العاش لحبك
    بتّ تسخر من نواحو...
    كان صديقي محمد الحسن عبد المحمود في جلساتنا الخاصة مع أبو آمنه وحين يشطح في الشعر ينظر إليّ فنغنى"جاري وأنا جارو" قاصدين أن مستواها الشعري ركيك مقارنةً مع ما كتبه من قصائد فينظر الينا نظرة "الماعارف يقول شنو؟" ثم يبتسم أو يضحك ضحكته الواحدة ك"الكحه" .
    أجمل ما كتب علي الإطلاق حسب تصوري قصيدة لم يسمع بها الكثيرون يقول فيها:
    تفتح الزهر حلوٌ
    لكن ثغرك احلي
    والبان عالٍ شموخٌ
    لكن جبينك اعلي
    بعضي لبعضك كلٌ
    هل يعشق البعض كلاّ
    آمنت بالحسن لما إلحاده فيك صلي
    يا ضاحك المقلتين
    والليل وهج وضئُ
    فكيف ارتحالك عنا أمراً
    وكيف المجيء
    يا عذب أهمي ضياءاً
    فكلنا مستضيء
    أو فاصطلينا عذاباً
    يا رحمةً لا تفيء
    فأنت طفلٌ مهذبٌ
    مشاكسٌ وبريءُ.....
    تأمل عزيزي البيت " آمنت بالحسن لما إلحاده فيك صلي" فهو من البلاغة ما يجعلني أتجرأ وأقارنه مع بيت جماع " أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا" كما اعتبر كأبلغ بيت في الشعر الحديث فلا يقل عنه حسناً.
    أعزائي لقد عاش أبو آمنه فقيراً ومات فقيراً وكان غنياً فقط بمعارفه وأصدقائه وأحبائه ومن منا لا يعرفه في أي موقع يلقاه. ومن قبل سأله احد المتفلسفين : من هو أبو آمنه؟ فأجابه:واحد هدندوي جاي يتفلسف علي ناس الخرطوم.
    كان بمعارفه يحصل علي الكثير من الفرص الاستثمارية والتصديقات من طلمبات بنزين وخلافه وأعمال تجارية ولكن الشقي لا يسعد وتمتلئ شنطته بتلك التصديقات شأن من لا يعرف أي شغلة غير قلمه.
    في احدي المرات عام 1978 م كما ذاهبين مع صديقنا إمام عبده " الشعبية" أيام زواجه إلي مدني لحجز فندق لقضاء شهر العسل فذهب معنا لان لديه بعض الأمور يود أن يقضيها في بنك الادخار هناك ، المهم صباح ذاك اليوم وفي الطريق رأي قرية العيكوره وهي في مدخلها تمتاز بكمية من الأشجار الظليلة والمتشابكة فأصر عند رجوعنا لازم ناخد لينا قعده فيها وقد كان فمن مدني حملنا كل ما لذ وطاب من الأجبان والزيتون وخلافه ونزلنا فرشات العربيه وقضينا يوم لا ينسي. ولنا عوده.
                  

01-25-2007, 08:06 AM

Kamal Karrar
<aKamal Karrar
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنت بالحسن لما الحاده فيك صلي - أبو آمنه (Re: طارق ميرغني)

    أخي طارق..

    طبعاالفنانين والأدباء ديل مجالك.. يعني نحن ما لينا في الإبداع نصيب.. ودي غلطة تربوية.. فقد ولدت أديبا.. وكراساتي الممهورة بشرح الأستاذ/ أحمد خوجلي، وعبارة (ينشر في جريدة الفصل) تشهد بذلك.. ولكن..مستقبل الإنسان نتاج الكثير من التفاعلات والبيئات التي يعيش بها..

    عودة للشاعر أبو آمنة.. فقد زرته مع محمد الحسن عبد المحمود في شقته في القاهرة وكانت إيده اليمنى في الجبس بعد أن وقع على السلم وهو نازل من عند الفنان صالح الضي على ما أذكر... وأذكر أني لقيت معه نسيبه علي مصطفى وقد كان وأخوه إبراهيم مصطفى معانا في مدرسة الدناقلة الأولية.. وفعلا أبو آمنة شاعر يستنطق الصخر العصي.. ويا حبذا لو أوردت لنا الكثير من الذكريات معه وياريت محمد الحسن عبد المحمود(الدخري) يلقى طريقة يدلو بدولوه فقد عاشر آبو آمنة نيفا من الزمن...

    بس بالله قصص الجبنة المضفرة والزيتون دي أوعاك منها..
                  

01-27-2007, 11:28 AM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آمنت بالحسن لما الحاده فيك صلي - أبو آمنه (Re: طارق ميرغني)

    لابو امنة حامد عليه رحمه الله ديوانين مطبوعين (سال من شعرها الذهب) و (ناصر) و من المؤكد ان المئات من قصائده لم تجد طريقها للنشر..و بعضها على اوراق أو كراسات .. و بعضها حفظها و يتداولها اصدقاؤه.. كم اتمنى أن يجمع اصدقاؤه كل أو بعض مما كتب الراحل هنا .. و ليبدأ المهندس طارق ميرغنى فهو بلا شك يملك و يحفظ الكثير..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de