|
|
 محجوب حسين يعلن تكوين منظمة إرهابية في السودان
|
على أساليب إيتا الاسبانية
حركة دارفورية جديدة تهدد الخرطوم!!
تقرير: عوض الله جاد السيد
من عاصمة الضباب لندن تخرج حركة دارفورية جديدة لتعلن عن نفسها وتحدد العاصمة القومية الخرطوم مسرحاً لانشطتها القتالية ذات الاساليب المستحدثة!!
ايادٍ كثيرة من اماكن مختلفة تمتد في محاولات مستميتة لتتلاقى بعد القطيعة، وتباعد المسافات بين حكومة الوحدة الوطنية والحركة الموقعة على اتفاق ابوجا والحركات المنشقة عنها، واولئك الرافضين.. والمجتمع الدولي «راعي المصالحات» يسعى بينهم.. ومن الخرطوم اعلن حاكم ولاية نيومكسيكو الامريكية بيل ريتشارد سون التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار لمدة شهرين تمهيداً لقمة سلام في فترة اقصاها منتصف مارس المقبل..
وفي الاثناء تسعى الحكومة والمجتمع الدولي لجمع القادة الميدانيين من رافضي ابوجا وصولاً لصيغ جامعة.. وتزامناً مع هذه التطورات وسير اغلب القوى المتصارعة مع المراقبين للوصول الى حلول سياسية لقضية اقليم دارفور الذي تتفاقم اوضاعه.. اتجه الاستاذ محجوب حسين الناطق الرسمي باسم رئاسة حركة جيش تحرير السودان جناح مني اركو مناوي «المستقيل» ومن معه اتجاهاً آخر لتخرج صحف الخميس بالحديث عن توقعات بتحقيق اتفاق كامل وسلام شامل، ويطل هو عبر شاشات قناة الجزيرة بتصريحات عنيفة عن الاتجاه لمواصلة النضال المسلح باساليب حديثة ومبتكرة لكل المهمشين بكل الادوات المتاحة في كل السودان بل وفي العمق الشمالي وتكوين حركة عسكرية سياسية جديدة تقوم بعمل عسكري نوعي
صراعات داخلية
ولعل تصريحات الاستاذ محجوب كانت صاعقة لكل من سمع بها، لولا انها جاءت عبر قناة عالمية معروفة.. فهل تفعلها الحركة الجديدة؟ ولماذا تخرج على الجميع؟ واسئلة اخرى كثيرة يفجرها هذا الميلاد المفاجيء لحركة مسلحة اخرى رغم ان اغلب من حمل السلاح في دارفور وحتى من يناوئون الاتفاق حالياً في خارج البلاد لم يكونوا يرفضون الحلول السلمية ولا اتفاق ابوجا؟.. الكثير من القراءات والمحللين يرون في هذا الاعلان عصبية وملامح خلاف ويعللون لهذه النتيجة بالاصطدام بواقع لم يكن في الحسبان بعد اتفاق ابوجا، فرغم الكثير من الاشكالات التي حدثت بين محجوب حسين ومن معه وبين عضوية الحركة وقياداتها لم يقدهم الى الخروج عن خط الحركة او الانشقاق عنها - ربما انتظاراً لما بعد ابوجا - وفعلا كان محجوب في وفد المقدمة مبشراً بالاتفاقية في كل الانحاء ، ولكن - وكما يقول اللصيقون بالحركة - فان صراعات من نوع او آخر وجدت طريقها الى داخل جسد الحركة كانوا اطرافاً فيها وبالتالي نتيجة للموازنات لم تنشأ الوضعية المطلوبة لهم داخل الحركة، ولكن هذا الرأي والتحليل لا يجد الكثير من الرواج اذا قارناه برأي مصادر اخرى عليمة بالحركة ترى ان الخلاف لم ينتج عن الوضعية من ناحية السلطة او الثروة وانما عن خلافات حول الاهداف والسياسات التي طرأت على شكل الحركة بعد الاتفاق.
واياً كان فان للسيد ابراهيم احمد ابراهيم المستشار السياسي لمناوي وابرز رافضي اتفاق ابوجا رأياً في قيام حركة جديدة. وألمح لذلك في حديث لـ«الرأي العام» بقوله:« اعتقد ان هذا مزاج لا يلبي طموحات الشعب السوداني». غير انه اراد كأغلب القيادات التي تأسى لتبعثر جهود رفقاء العمل - خاصة القياديين - ارد ان يترك الباب موارباً حين ابدى استعداداً للتعامل مع اجسام كاملة قائلا:« لكن في كل الاحوال نحن على استعداد للتعاون في اطار وحدة مع فصائل وليس مع افراد..» وان لم يخف ابراهيم دهشته بعد كل ذلك لعدم حدوث تنسيق بينه وبين المجموعة الجديدة رغم وجود الكثيرين من الرافضين لابوجا.
وكذلك ذهب السيد أيتم قرنق عضو الحركة الشعبية - نائب رئيس المجلس الوطني الى تسمية الاعلان عن حركة جديدة بأنه حديث للاستهلاك الاعلامي، مؤكداً ان الاساليب المعلن عنها لنضالها جرائم وليست نضالاً سياسياً مسلحاً، مشيراً كذلك الى ان محجوب حسين عندما وقع الاتفاقية لم يكن مجبراً.. وقال« لكن الاتفاقية كانت اساساً جيداً لاية اضافات اخرى او اية مباحثات وملاحق اخرى وكان من المفترض التمسك بها».
وفي سياق التفسير القائل بأن ميلاد الحركة الجديدة جاء على جناح الاصطدام بالواقع بعد الاتفاقية يسمى العميد «م» حسن بيومي الخبير الامني ذلك بعملية تفريخ المليشيات ، فيقول:« بحسب تجربتنا فان هذه العملية هي عملية تفريخ المليشيات حيث لا يجد الشخص الموقع الذي كان يتخيله، ولذلك فهو يبدأ في عمل لوحده، لان الموقع الذي هو فيه لم يعطه كفايته، وقس على الفصائل في تشاد مثلاً، وهذه ظاهرة معروفة لدينا في المنطقة، ثم يضع الشخص السلاح ليتفاوض ثم يأتي في مركز او مستوى ليترجم طموحاته الشخصية».
غير مجدية
وفي ظل وجود عدد من الفصائل التي تحمل اسم حركة تحرير السودان فهناك فصيل مني اركو وفصيل عبد الواحد محمد نور وفصيل احمد عبد الشافي والجناح الرافض لابوجا ابراهيم احمد ابراهيم وعصام الحاج والقيادة الميدانية آدم بخيت ومجموعة الـ«19» برئاسة خميس ابكر نائب عبد الواحد السابق. في ظل وجود كل هذه الفصائل ماهي حظوظ الحركة الجديدة في البقاء والسير نحو اهدافها المعلنة والمستترة؟ قراءة من مصدر مقرب من الحركة تقول ان لشخص محجوب حسين وحده على رأس هذه الحركة تأثيراً كبيراً فهو يمتلك قاعدة عريضة وباعتباره احد الذين ما زالوا يحافظون على منهج وفكر الحركة واهدافها.
لكن هناك قراءات اخرى تعطي الحركة الجديدة صفراً في محاولة البناء على اعتبار انها ان أتت بجديد فسيكون في هيكلها الاداري ليس الا!! وفي هذا يقول السيد أتيم قرنق:« على الفصائل ان تتوحد وتقول لحكومة الوحدة الوطنية ان الاتفاق لم يعجبها، فالحرب ضد الحكومة المركزية ستكون صعبة، والسودان لن يقبل بهذا.. لو كان محجوب انضم لجبهة الخلاص لكان افضل له.. ان اي نضال يجب ان يكون مصبوغاً بثقافة الناس.. هو لا يستطيع تغيير الاستراتيجية ، فالشعب السوداني لن يقبل».
وفي نبرة مندهشة آسفة قال السيد ابراهيم احمد ابراهيم:« من المؤسف انه في الوقت الذي تحاول فيه حركة التحرير التوحد تحت قيادة موحدة يظهر فصيل جديد وحركة تعلن عن نفسها في هذا الوقت»، واشار ابراهيم الى انه مهما كان فلن يكون هناك جديد في البرنامج ولا في الدستور لان اصول الحركة واحدة.
شطحات
وعند التساؤل عن امكانية قيام الحركة بما اعلن عنه من عمليات مسلحة ومدى كسبها المتوقع، يؤكد العميد بيومي انه غير ممكن فيقول:« هو لا يستطيع القيام باي شئ فالكل سيتكتل ضده، هذه شطحات وهو لا يعرف امكانيات النظام، فالخرطوم قادرة ومتمكنة من الناحية الامنية.. والوضع في الميدان تغيير تغيراً كبيراً.. وهذا ليس في مصلحته». وكذلك ذهب السيد قرنق للقول:« ان الاسلوب الذي اعلن عنه لن يتبعه فيه اشخاص كثيرون، فليس هناك شخص سوداني يستطيع او يقبل ذلك.. وكل الذي سمعناه هو حديث اعلامي فلم نر بعد برنامجهم مكتوباً او نرى من معهم، وعندما نعلم يمكن ان نرى».
وعلى هذا النحو فان ما لم يختلف عليه كثيرون هو عدم امكانية حصول حركة جديدة على فرص تفاوض ومزيد من المكاسب وكذلك التصريحات بما فيها الحكومية اشارت الى ان عاقبة الحركة لن تكون في مصلحتها.. ولكن ما لم يختلف عليه اكثرهم ايضاً ان في زعامة الحركة محجوب حسين وهو شخص معروف بالذكاء والكفاءة التنظيمية مما يجعل الانظار متعلقة بهذه الحركة تترقب فعلها المتوقع في الغد القريب
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست