|
جورج كيشوت محارب أشباح الإرهاب
|
فوجيء الكثيرون ودهشوا عندما أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش خطته الأمنية الجديدة في العراق وأصر على تنفيذها رغم اعتراض الجهموريين ورفض الديمقراطيين أصحاب الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. ومصدر الدهشة هو أن الجميع كانوا يعتقدون أن الحكومة الأمريكية قد وعت الدرس في العراق بهزيمتها وفقدها مجموعة كبيرة من جنودها في حرب لا ناقة لهم فيها ولا بعير . وظلت الحكومة الأمريكية تجد معارضة كبيرة من الرأي العام الأمريكي والإعلام الأمريكي والعالمي ومن وأسر الجنود الذي قتلوا في العراق ولكنها كانت تواصل مسيرتها دون اكتراث بما تجده من معارضة، حيث سخرت إعلامها وضخمت للإرهاب الذي ستتعرض لها أمريكا، وفي النهاية أدرك الجميع أن الإدارة الأمريكية استغلت موضوع الإرهاب لكي تبرر للتدخل في شؤون بعض الدول وغزوها مثل أفغانستان والعراق وأخيراً الصومال بعد أن مهدت لذلك بالإيعاز لأثيوبيا بغزو الصومال ثم تدخلت هي فيما بعد بدعوى ملاحقة فلول تنظيم القاعدة، في مسرحية سيئة الإعداد والتمثيل والإخراج. واعتقد الجميع أن الحكومة الأمريكية ستقوم بتقليص عدد جنودها في العراق نسبة للاعتراض الكبير الذي تواجهه ، بالإضافة إلى سحب الدول الحليفة لجنودها من العراق عندما تبين لها كذب الإدارة الأمريكية في مسألة الخطر الذي سيسببه العراق للعالم لامتلاكه أسلحة دمار شامل، هذا من ناحية، ومن الناحية الثانية وجدت الجيوش الغازية مقاومة شرسة من العراقيين وفقدت أعداداً كبيرة من جنودها، الأمر الذي أدى إلى تنامي المعارضة الداخلية من مواطني تلك الدول مما عرضها لضغوط قوية وأخيراً اضطرت لسحب أو تقليص عدد جنودها. وفي المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقده الرئيس جورج بوش وألمح فيه إلى هزيمتهم في العراق واعترف بالأخطاء التي ارتكبت، وتوقع الناس أن يتم تقليص الجنود الأمريكان في العراق، ولكن المفاجأة الكبيرة كانت أن أصدر الرئيس بوش بإرسال 21500 من الجنود الإضافيين إلى البلد المنكوب، وأصبح حاله أشبه بالمقامر الذي خسر جل ماله في طاولة القمار وبدلاً من أن ينسحب بما تبقى له مال يصر على الاستمرار في اللعب.
|
|
|
|
|
|