سِيرة السرة بت عوض الكريم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2006, 08:59 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سِيرة السرة بت عوض الكريم

    أبطال حميد (2) الُّسرة بِتْ عوض الكريم
    مواصلة لأبطال حميد نستعرض اليوم سيرة: السرة بت عوض الكريم، وهي كما قال الراويمرَاة من قديم...ما فيها علْقَنةَ الرجال...لا فيها دلْقَنْةَ الحريم)
    لا بد للمتتبع لمسيرة حميد الشعرية من ملاحظة افتتانه وتفننه في اختراع مداخل ومخارج خاصة به وحده، انظر معي إلى هذا المدخل المهيب في افتتاحية هذه القصية الرواية: (جات داخلِي ... زيْ مرقة غضبْ من جُوف حليم ... في زمن صعبْ... رمت السلام... زي شنطة من كتف المسافر بي تعب .... زي رُدْخَة ربْ ... الله يا رب).
    ويرسم لنا تفاصيل اللوحة بريشة خيال الشعر وكأنه كاتب سيناريو محترف يصور المشهد وكأنك تراه رأي العيان(قعدت على طرف العِنِْيقرِيب المحاذي ا ...ضايرت التراب...كُسَر العَوِيش الفوقُو شالت بإصبعَها وشختت شخِيت...الله يا رب ...عاينّا فيها نكُوس سبب للكفرنة وفورة الزهج من دروة البال الوهيط ...ما عودتنا تدس عوج تكتم فرح زي حالة الزول البسيط صنقعنا في قعدتنا راجعت الوشوش...دنقرنا عند رفعة وشيها المُتعَب الجاد الرحيم...الطيِّب السمح المعافى رِِهاب رِهاب ينشاف وسيم...إنوهطت فوق العنيقريب القديم ومن تاني ضايرت التراب كُسَر العويش الفوقو شالت بإصبعها وشختت شخيت) ويخرجه في ثوب بديع، فالسرة بت عوض الكريم إمرأة بهية ومهيبة في العقد التاسع من العمر و لا تزال تبدو عليها أثار الجمال (فتَر السنين ؟ ولاَّ الكُبر ؟ دا الما قِِدِر يمْسَح ... سماحة خِلْقتا ؟!) ولا تزال صامدة ومقاتلة.
    تسعين سنة ؟! ويا السُرَّة بت عوض الكريم
    بصرِك بصير ...سمعِك سميع ...نضمِك نضيم
    بالِك محلُّو ... صبي وسليم
    تسعين سنة ؟! وعُودِك أمدَّاً ... ما انحنَى
    شامخ ... بلا البان القديم
    تسعين سنَّة ! ومن فِتنتِك ..استغفر الله العظيم .؟!
    وفي القصيدة تأكيد على التزام /حميد، بخط وخطى الغلابة في هذه القصيدة وغيرها فالسُّرة هي الراوية في هذه القصيدة لحكاية المعاناة والديون التي تثقل كاهل الفقراء وهو المقصد الأساسي من توظيف بطلة هذه القصيدة وهي لتروي لنا عن حكاية المعاناة:
    (قالت تصدِّقوا ؟! يا ولادي...بقيت أبيت الليل
    أفكر في التميرات القُدر فوق رأسَها ما خمّت سبِيط
    غلبَها الجرُورة الفوق ضهرنا تنزِّلَها
    وتطلُق وشينا مع الجماعة ...شِن دهانا ؟! دي كم سنين ؟
    والحال وقف ... قطَّ وحلف ما فيهُو لَو نُقَّاط بسيط)
    مواسم الحصاد التي كانت قمحاً ووعداً وتمنى أصبحت لا تحمل بشريات بالفرح بل وقتاً للهم والغم.
    (كان بوشنا ... في حشَّ التمور ...الليلي دُوشنا ... معَ اللقيط)
    والناس على رغم من قسوة الظروف حامدين وشاكرين لله على نعمه.
    الله ... يا ربَّ العالمين ...الما جحدنا نِعِمْتُو...في الشُوف والسمَع
    راحة الولادي ...ولا قلوبنا عِمَن ... ولا غيَّرنا دين !
    في الجابُو... ما قصَّر حَمُد ...في الشالُو ... ما قلنَّا لُو... وين ماشيبو ؟ وين ؟!
    وتلقي باللوم على الحكومة والأبناء الذين صرف الأهل على تعليمهم وصبروا على شظف العيش من أجل ذلك ولكن لم يثمر ذلك في تغيير الحالة.
    زمناً مو دا الحيكومة ... كانت بت حلال بي حالَها ... بي حرب الجنوب
    بي قِلَّة المال ... في الجيوب كانت ... رخيِّة العيشِة إلاَّ تَرَا العوِين ... الكِبْرُوا ...كِبْرُوا مليَّسِين !؟ عِلِمُن يطير !؟ إن كان هُو ... ما صلَّح عوج
    ما فادنا شي ... ومحَق القبيل ...لمِّينا ... هِينْ في هِين في هِين
    وتصف الزمن بأنه:
    (دا زمن قواسي...زمن ضلالة...أوانطجية...زمن حقارة ... زمن مُهين)
    ثم تلعن الحرب وهذا الخيار الذي أورد الناس المهالك وأورثهم ترمل ويتم وفاقة.
    للحُول قريب ... درب السلامِة ...تخوجُو ... بي درب الحرب !
    غطيي قلب ؟ولاَّ الحرب ... بقرة حلِب..والأرض صين ؟!
    ما كان عمل ...ما كان دا دين !
    ثم تتذكر الطحين ومشاغل الحياة وتنادي:
    هُوي ... يا بِنيِّة وِكتنا راح ...شُوفِيلي ... شافِع بت فطين
    جاء من الطحين ؟! الله !! فترنا من الطحين !!؟
    وتبلغ القصيدة زروتها في هذه المقاطع:
    الناس تقول ... مدقُوقَة طالعِة على الحُقاب
    مفلوقة ... بي حجر الصعاب
    المُرَّة ... نازلِة على البحر مشروقة ... بي موية السراب
    الفرَّ ... مشنوقة عقاب ؟ يا الحُرَّة ... كيف بِقت الرُقاب
    مسْيوقة ... بي قيد السلاب وإنشرَّ ... من نشر الحجاب
    في عروقَه ... أشتدِّي الخراب ؟!
    من بعدِ ... ما انبلج الفرج من ضِْيقتا ... خدعوها بي حيلة كتاب
    رفعوهو فوق سِن الحراب ...ودهت الهزائم
    خِلْقَتا ... فالناس بدَل ...عن نِقَّتا التلقى فكَّة ريقتا
    وبدل القصور ... الفي الخيال التبقى ماهلِة ... كِرِْيرْقَتَا !!
    التزاماً بخط الغلابه تقولأَخَتاها جنِّة معَ الفِقَر ...وأدخُل جحيم المتعَبين) ثم تنتقل بحديثها(وتاقَت حديثَها ...على الخراب ....الشُوفتُو ... ما دايرا لَه عين)
    وتعتقد بأن العدو واضح وتستغرب في من لا يزال يجهله:
    وإتلوَّعت... معقول ! في ناساً ما وِعت؟ لي !لليلِة...بالن بيَن بِْين !!
    وهي مرأه مصادمة لا تخشى في الخق لومة لائم:
    (دي السُرَّة بت عوض الكريم ..مرَاة ... ماب تلاوِز لاب تخاف زي الضفاف
    الماب تهاب ضَنَب التماسيح والكلاب قُومة البحر ولاَّ الجفاف !
    مَرَاة من قديم ... مَرَاة بت قبائل قالوا: لا واختاروا في الحق ...الجحيم
    ومن رِفقة الفَسِل ...الخلاء وكانت نَعم ... تدِّي النعيم
    مرأة من صميم ...ضَهَر الغلابى الماب تنكِّس رأسها غير ساعة الصلاة
    أو ترمي تيراب...في التراب أو تستشِف ... وجهَ الأديم)
    ثم ينتقل بنا الشاعر لصمود هذه المرأة التي وقفت شامخة كالنخلة في وجه الرياح العاتية ولم تستجب للمغريات بعد وفاة زوجها (الحسن) وقد خطب ودها كبار رجالات البلد والمشايخ والعمد و الضباط والشعراء والمغنيين لا بل حتى المفتش الانقليزي أسلم من أجلها:
    جُوكي الرجال ...آ السُرَّة بت عوض الكريم
    مِن وين ... ووين ! لا الكلُّو طين ...أغراكي !
    لا السمِح الوسيم!
    آ السُرَّة ... صددتي المشايخ والعُمد ... مُرسالها ليك
    ضيعتي بي ...أنفه البشارة عليهو ...كيف قلبك صَمَد
    يا بت ...قصاد المغريات والبشروك بالجنِّة من فُقراء البلد
    أسقوكي بالغفلة المحايات ...ما نفَع رُتباً كبار ...قلتِي لها: لا
    شعراء ومغنِّين ختَّ فيك ...دُوداي غناهُن ما شفَع !!؟
    الجان يجن ... والهام يهيم؟!؟
    والإنجليزي ... أسلَم عشان ... خاطر هواك
    ساعة طلعتي ... تجيبي عود السِْيسَبان ... إنصيَّدِك
    يا السُرَّة بت عوض الكريم مرقَنُّو ... كرعين الحصان ؟!
    وكيف أن فقدها لأبنها الوحيد (هاشم)الذي قتله الانجليز لم يمتحن صبرها أو يزعزع صمودها وأختارت أن تعيش وحيدة وكل ما تتمناه هو زوال الانجليز.
    يا بت ها .. كيف بعد الحسين ما تاورِك قلبك على زول ...في الأرض ؟!
    ستِّين سنة ! ويا بت بلا النيل ...وحَّّدِك واقفاها ! هُو النيل انحنى !؟!
    ستّين سنة ! وما جهْجَهِك فقْدَ الحسن ؟!لا يفْقَهِك ... فجع الجنا ؟!
    فجع الجنا الوِيحيد تحت خيل ميجر السجم الرماد الإنجليزي
    وكِت مرورُه على العباد وجناكي ناش عين الحصان
    بالنبلة ناش طربوشو ؟ "قِيحَا" العسكري إنحمَّى وحَمَطْ ْْْ بالسوط
    جناك فِطْنَ المِسيمع وما إتلفَت؟ والهاشم الواقف
    وقعوالدم هدرْ ْ ْ ْْ ْ كان زي محمِّر في الكجَر في إيدُه قابض نبلتو
    وفي التاني غامِد للحجر !؟
    جرَت الكَرارِق زي بَرِق لفحت
    من السحَّارة لي هاشم حريرة ..وقرمصيص ؟!؟
    إلى يقول الشاعر عن السره وابنها:
    وكانت دي أوَّل مَرَّة ينبكي في الفريق وبي حُرقة زي كل الرجال
    الخيِّرين درفون .. ضَرَب بالنبلة طربوش إنجليز عوَّر حصان الإنجليز
    ولا إنزحَّّ لا زاغ لا جرى؟! وكانت دي أوّل مرة شافع في الفريق
    وبي حُرقة زي كل الرجال الناس تشقَّ لُو ود لَحَد في مقبَرة
    سبَّلتي ما انقطع الدرب والنِبلة تصبِح منجَنيق أو بندقية معمَّرة ؟!
    ساق نخلة في الطين الطري نازف تفِجَّ المقبرة قصب التواريخ
    ينبري ودمّك عمار المحبرة نشهد على إنّك ولد يركان جسارة ومفخرة
    زي ما شهدنا على أبوك فرسان قبيلتك من وراء
    ويا السرّة بت عوض الكريم إنَّك مَرَة.
    ويصور لنا مشهد مواكب الفرح التي أقامتها السره بت عوض الكريم وقت مروق الانقليز.
    قالت عليها ... نذُر عزيز واقِع عليها ... حَلِف قديم
    إن حيِّة في الدنيا ...ونصيحِة إن كان تشوف ... بي عينَا
    فُوتَّ الإنجليز ؟! إن كان ...تطُق زِغْرِْيدة
    في ضُلَّ العَلَم خلُّوها ...تدخُل للخَتِم حرموها ...يكفيها ...الضريح ؟!؟
    شُوف عين ...تشوف الأزهري ؟!؟ وبي ما يكون !!؟
    وصحَّ النذُر ...ما راح وهَم دمّاعه رقرق ... في العيون
    عن ساعة ... المحجوب ... نَضَم وإنشرَّه ...عند زرُّوق ... بذَم !
    ما كان تكون ... يا قيحي ...حيْ وأنا أفِشّ مغستي ...وأصفِّي دمْ
    من تاني ... يا رَخَم الوَخَم !؟ ما دام حرتناها ... الأرض
    تِْيربنا... بوَّغنا ... ومسَحنا قمحنا ... هسّع في الوَحَم
    هاشم ولا أسفاً عليك وعلي رفاقتك ...لا ندم
    ما دام بقينا ... أسياد أرض ما فُتُّو يوم ...أبداً .. قَسَم
    والفوَّتك ... يا الإنغليز يعقِب ... علي باقي السَجَم
    آفاتُن ... أولاد الحرام أكْتَر ... من آفات العجم
    دي السُرَّة بِت عوض الكريم
    سُرَّة عَقاب ... سُرَّة تواصُل بينَّا ... بين ... رحم التراب
    والجايي ... في الزمن الرحيم مرَاة من قديم
    وهي قصيدة رواية طويلة تزيد عن 30 صفحة يمكن الرجوع إليها وما هذه إلا محاولة لإضاءة لنص مضيء بذاته وهي محاولة لإنصاف هذا الشاعر الذي ظل يكتب الشعر ما يقارب 30 سنة ولم تستضيفه أجهزة الإعلام الرسمية إلا في عام 2006م في تلفزيون السودان وقناة النيل الأزرق فلهما الشكر على ذلك رغم تأخره جداً.
    الطيب الشيخ
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de