|
Re: اين نقابة الصحفين من الصحفين المحتجزين فى دنقلا بسبب مجزرة كجبار (Re: nabielo)
|
حديث المدينة
اعتقالات.. واستقالات..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2007-06-17 بريد إلكتروني: [email protected]
قضيتان كبيرتان دفعت بهما أحداث سد كجبار الأخيرة.. بعد أن حصد الرصاص الأرواح البريئة التي لا حملت سلاحاً ولا دمَّرت ولا اغتصبت ولا شرَّدت ولا زرعت الألغام.. فأسرع للمنطقة أربعة من الصحافيين يمثلون أربع صحف هي السوداني- الأيام- ألوان- رأي الشعب.. فاعتقلتهم السلطات في دنقلا واحتجزتهم لأربعة أيام حتى ساعة كتابة هذه السطور.. صحافيون مهتمهم كشف المعلومات للشعب صاحب ملكية هذا الوطن.. سلطة رابعة مثلها وأي سلطة أخرى.. ومع ذلك قبض عليهم ومنعوا من الذهاب إلى المنطقة.. لا يمكن تفسير هذا المسلك إلا أن ما حدث في سد كجبار أمر لا يصح في حقه إلا التستر.. منع الشعب من معرفة الحقيقة.. يقتل الأبرياء العزَّل.. ويحرمون حتى من مجرَّد سماع الشعب لحقيقة ما جرى هنا.. جريمة مركَّبة.. القتل والتستر..!! أما القضية الثانية.. أدب الاستقالة.. الذي تفضَّل بتقديم القدوة فيه الأستاذ عبد الرحمن محمد عثمان فقيري نائب والي الولاية الشمالية.. الذي أعلن استقالته عن منصبه.. احتجاجاً على ما يحدث في سد كجبار، حيث تحوَّلت التنمية إلى محرقة للإنسان بعد قتل (4) مواطنين عزَّل.. والوزير المستقيل من الحزب الاتحادي الديمقراطي.. نفس مجموعة الأستاذ علي محمود حسنين الذي استقال قبله أيضاً احتجاجاً على (ديكورية) العمل النيابي في البرلمان. وفي الأخبار -أيضاً- أن الأستاذ عصام الدين ميرغني معتمد وادي حلفا -مؤتمر وطني- قدَّم استقالته احتجاجاً على ذات الأحداث منذ مراحلها الأولى.. وربما حتى قبيل نشر خبر استقالة نائب والي الشمالية، لم يكن كثيرٌ من السودانيين يعلمون من هو والي الشمالية نفسه فضلاً عن نائبه.. لكن الاستقالة ستحمل الوزير إلى سجلات التاريخ في زمن قلَّ فيه الإحساس بأمانة التكليف العام.. التي تقتضي إما تصالحاً مع الضمير أو الاستقالة إذا تعارض الأمر الواقع مع القيم.. كم وزير خدره المنصب العام ولم يفق إلا يوم اقالته.. ومضى في قوائم المجهول.. خرج كما دخل..!! وفي تاريخنا السياسي.. نسي الناس كل عُهدة نظام مايو بكل طوابير الوزراء الذين شاركوا فيها وتذكروا اسماً واحداً.. البروفيسور محمد هاشم عوض.. ليس لأنه شيَّد مصنعاً أو مطاراً أو خزاناً.. لكن لأنه استقال.. في زمن يأتي فيه الوزراء إلى السلطة عبر خبر في الإذاعة في نشرة الساعة الثالثة بعد الظهر.. ويقالون بنفس الطريقة.. لا يؤذي نفوسهم أن يُختاروا بتلك الطريقة.. ويبكون على الوظيفة المصادرة عنهم ولا يبكون على ذل وإهانة الطريقة التي يقالون بها.. مثل هذا النهج يرفع من مفهوم العمل العام.. فالاستقالة ليست مجرَّد خطاب لترك الوظيفة أو الانتقال منها إلى موقع آخر.. هي أدب رفيع يعني أن كرسي الوظيفة العامة ليس ملكاً لشخص أو حزب بل للشعب وأن الإقامة في المنصب عابرة بقدر القدرة على الأداء والانسجام مع الضمير.. وليست منحة من حزب أو شخص.. وليت الوزراء الذين ينتظر الشعب استقالتهم أن يفعلوا ذلك ليدركوا آخر رمق من وقار الخدمة العامة.. للمرة العاشرة بعد الألف.. تنجح الحكومة في صناعة أزمة من رحم لا أزمة.. مشروع تنمية يتحوَّل إلى مأتم.. وقريباً سيصبح قضية دولية ربما تنتهي إلى محطة قوات أجنبية لحماية المواطنين من حكومتهم..!!
http://www.alsudani.info/index.php?t...col_id=69&bk=1
| |
|
|
|
|