|
عن حتف وأشلاء ودموع سرية للمدعو (المجني عليه),بقلم:عبد الخالق محمد عمر
|
عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية
للمدعو " المجنى عليه "
بقلم : عبدالخالق محمد عمر
عفـــــــــــــــــــــــــــــــــواً
بصيصٌ من العتمة يولج السم عارياً دون نكوص ..
لا تفّند قيمة الأشياء بتزلف الكلم والرؤى المتعرجة حسبما لحظة الإنتفاخ والتكور ... فالإقصاء المتواتر وشيك الإنشطار، مشبوب بالصلف ، هو لغة تزج بالعزلة قطرة فقطرة وغربة فغربة ..
أىّ قامةٍ تنصب وجهها لكف الريح لتصفعها ثم تدّخر نصيباً للباقين وعمرها أخضر رغم نتانة الطقس وحفاوة الجراح .. وسنابلك تسجد ملء حزنها .... تفتح أنفاسها للطين والسماء ..
كم فكرت وتدبرت .. كم أعلنت حبك وكم شقيت وكم قطعت لحمك خبزاً رخيصاً ...
دعنى أفيق أولاً ..
فالحزن وابله مطير ، وقصاصاتى مبعثرة وأنا مسطح .. لا تستوى الأوراق النائمة على صدرى ولا المفردات الحاذقة فى ذهنى ولا الأفكار المترفة فى خاطرى ولكنى إستهجيت ...
( لولا المحبة فى جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا )
ثّم أدركت الخصائص والطعم وجنون اللحن فى الإيقاع .. وكيف الرقص عند الذبح وشكل الأسئلة عند القدح ..
آهٍـ لو تعلم الشام كيف كنت " ناطوراً " ؟ كيف كنت مفكراً ؟ كيف كنت إنسانا ؟ .. حلماً يلاحقه الظلم كظله , آهٍـ لو يعرف ( المقدوس ) طعم الدموع من عينى أم زهرة وأم عامر شارة الرحيل وسيمياء الدم ..
كيف كان المخيم كائناً ينفث الحنين وصدره حامياً للطيف الزائر راحلا .. والدمع يزهد فى الرموش .. كم كنت إنساناً
وإنسان .. آهـ يافدوى طوقان ( صيرّى الحزن ابن مئات السنين ) ودموعى تجاوزت سراديب الحنين ودونما ظمأ يتصدع الخاطر ويقهقه الأسى موارباً ..
( أكذا نموت كما ولدنا عارين من البكاء ؟ )
ما أصعب أن يغتالوك غدراً وأنت فى غياهب الإغتياب والجراح مطوية فى ركن قصى ترتاد الإبتسام ..
تجنح عصافيرك إلى السماء تغازل السلام بضياء وأمان ..
كنت فى أيامك المدبرة تمارس برد اليقين وتعانى ألم الجحود وأهوال التجنى .. ولزمت نسيان الذات كما كنت تماماً وغفلت عن حظك ..
والذاكرة معبأة كما الفيضان بصور الماضى وسوالف الأحداث ..
لا ينضب معينك ولا ينقطع مداه وشسوعه عميق عمق الأزل ..
بعيد بعد الأبدية ..
كنت أفهم شعور الأصفاد والأساور الكاذبة الملساء ،وطبيعة الأحوال والظروف ومكابدة النزيف .. ولكن روحك مازلت جريئة تبعث فينا التحليق ما أمكن بعناد وإصرار وكان (مايرهولد ) شىء من الصدق طاف بخاطرى نحو المصير وإكتشاف الذات وإعتناق الفكرة طريقاً..
هكذا نحيد عن الطرقات والأزقة كيفما كان الإيمان مبدءاً وفعلاً ومسلكا ..
لا قرارٌ ولا إستقرار وإنما تجدّد وتحول .. فالصدق حتماً يقودك إلى التهلكة وليس الإفقار والحصار ...
عفواً إننى أهذى .............
الأشرعة تجادل التيار وقتامة النهر...
الأشرعة حالة من السريان القسرى نحو الغياب المر ..
الأشرعة مبدأها الإنقياد إلى الموت أو البر ...
ياحبيبى قدر التوازن مرهون .. فالأصداء البعيدة .. تلون صوتها والمواعيد ثكلى .. والغروب يلتاع ...
وأنا فى كمون حارق....!!
|
|
|
|
|
|