|
الخوف من الموتى أو وداعا ايها الفرعون..ارون جنة تيرا فيام/نوبة اركنين
|
نقلآ من الفيسبوك بقلم نوبة اركنين
ساءني في البدء التشييع الرسمي لوردي وأنا بعض دمه وأقف متفرجاً عملات العسكر والدولة ومماراستهم،كان الدفن واعتقد بقرار جمهوري الساعة الثامنة صباحا.
الثامنة الا ربع كنت في ركن مقابر فاروق الشمال الغربي انتظر واترقب وصول الفرعون الي مثواه الأخير،خواطر كثيرة كانت تدور البال،إكرام الميت دفنه ؟ نعم سيدفن ولكن إن ظل بدون دفن لساعتين فلن يقلل ذلك من الإكرام شيء فقد بقي في المشرحة من الثامنة للثامنة.
طيلة انتظاري لمحطة الفرعون الأخيرة كان في بالي أن يودع في ميدان وردي في الكلاكلة..أن يلقي عليه الشعب في بعض شوراع الخرطوم نظرة أخيرة ويغطيه علم دولة طالما غني لها في سيارة مكشوفة ...ليكن المنظر شاهدا في تصاوير الأطفال قبل الكبار..أن هرما قد رحل
حضر الجثمان رأيت بأم عيني – الدغمسة- الكلفتة- متمثلة استعجال الرتب العسكرية والوزراء ..لأول مرة أعرف معني –دفن الليل أب كراعا برة- ولكن في وضح النهار..ولكن لا غرابة فالعسكر هم أكثر من يجيدون الدفن بأنواعه حتي المقابر الجماعية..فلن تغلبهم مقبرة واحدة.
لا أدري ما رتبت اضابير العسكر مع عبدالوهاب ومظفر ..إن كان اكرام الميت دفنه والاسلام يقول ذلك لماذا تركتموه في المشرحة اكثر من 12 ساعة
تفحصت الوجوه
بعض محبيه من زمن طويل لم يكونوا حاضرين
دكتور فتحي لم يكن حاضرا..فهل كان دكتور فتحي يغلبه حق تذكرة لوداع صديق عمره ويلقي نظرة أخيرة علي الراحل؟؟
الفنان شنان سمع بالخبر باقي الليل وإن فكر ان يأتي من الشمال تلزمه تدبير سيارة اجرة من الشمال سيصل الساعة العاشرة –دا لو ربنا وفقه-
لؤي شمت لو كان في زمن اعتقد كان سيأتي ليلقي نظرة الوداع
محمد عبدالفتاح؟؟صفوت صلاح ؟؟من الحباك يا فرعون وودعك.؟؟
منو بس من اهلك ومحبيك شالك وختاك في شبر الرحيل
منو الإتجرا وهال عليك التراب ومشي دون أن يضع في قبرك بعض زهور بعضها من الجنوب وبعضها من اديس ابابا وغيرها من الشمال والغرب والشرق.
استحلفك يا فرعون كيف تموت وكيف يفعلون بجثمانك ما فعلوه..كيف يخرج بتعليمات وكيف تدفن بتعليمات وكيف يودعوك بتلك السماجة وطول عمرك بتكره بزة العسكر
منو الحضر دفنك ...لو اعطي العسكر بعض زمن وبعض ترتيب لكان وداعك يا محمد في قلب محبيك أجمل ولكن حتي وداع المحبين وقبل الوداع يخشاها العسكر
يا محمد وأنا بعض دمك – ودمنا - موزع علي السودان كله تركتك لمثواك الأخير للعسكر وبعض محبيك الصادقين وما يصبرني ان في وداعك ايضا بعض محبيك الا العسكر والحكومة
رفيقي عبود قلت له انني عائد للبيت وانا لا احتمل اكثر من ذلك..تركته ورغبته وعدت ادراجي للمنزل ، لا مزاج لأي شي حتي العمل
في الطريق اتصلت بي الوالدة تسأل هل انت في المقابر ؟؟ قلت لها انا – قريب من البيت- سالتني هل تم التشييع قلت لها تركت التشييع للحكومة في تعرف ولها خبرة اكثر منا ...غضبت وسألت انت يا ولد ما بتعرف انو انو فاطنة شيخ وامنة شيخ ديل اخوات وانا حفيدة امنة شيخ؟؟
قلت يا أمي الحكومة لا تعرف آمنة شيخ ولا فاطنة شيخ ولا تعرف ولا تعرف دموع المحبين ولا القلوب المكلومة ..الحكومة تعرف فقط كيف تدفن وتفهم كيف تدفن وردي وما بغلبها تدفن وردي في نص البلد..اشطر ناس بقتلوا وبدفنوا ناس الحكومة فما تشيلي هم ,,فوردي صلي عليه الرئيس أدام الله عزه..وأدام ذلك التشريف الرئاسي يا حجة ..لم تقتنع وتواعدنا بإتصال بعد حين.
قل لي يا وردي؟؟من تجرأ وأهال علي التراب..؟؟
لم أري أبو عركي يتقدم الصفوف
لم أري شخصية وطنية تزرف الدموع...حتي جيل الحزب الشيوعي الجديدمن شفيع خضر كمال الجزولي لم نري لهم دموع...ابكاهم الاحباط ام ان دمعهم ضنين
الصادق المهدي..الصحفيين الشرفاء أين كنتم,,,لماذا لم تفجوا الصفوف أم ان حضور العسكر كان أكبر ؟؟
لم أري من رفقاء الكلمة الشريفة دمعا ينزل
حزني عليك كبير يا أبو حافظ..كيف ترحل هكذا وحتي المراسم العسكرية لا تكرم مثواك
حزني عليك كبير يا ابو حافظ ..لماذا سرقوا جثمانك؟؟
كان في بالي أنشد معك بعض اغنياتك
عزة في هواك..
اسمر اللونا
ياخي يا وردي لو غنينا في اللحظة دي مسونكيل فيها شنو؟؟..الود والحزن القديمولو بهمسة ما كتيرة مك لي زول بحبك ..بس بقول وداعا وانا بقول ليك بحبك حي ولا ميت..ووردي هو وردي حي ولا ميت...
نم سالما يا فرعون
إرون جنة تيرا فيام
|
|
|
|
|
|