|
|
 كنت اتحدث عن الشرنقة التي توْأمتْ حرفينا
|
( قطرة المطر .. هي نتاج تزاوج سحابة مترعة مع نسمة عابرة .. فلما طال غياب أسباب إندلاقها .. بعثتْ بهذه الرسالة )
***
يا سيدي
عظيمٌ هذا المساء
حين قررتَ ان تعصر بعض الغيمات
وان تجعل بعض الرعود تسْرح
و أن تفسح للبروق مساحةً لترسم لوحاتها المتسارعة
و أن تأذن للهواء أن يعانق السحاب
..
أقف شكرا لمجرد إحتمال ردك على رسالتي
لمجرد الإحتمال : هل تتصور هذا ؟
و التي لم ادري كيف واتتني الشجاعة لأرسلها
هي ليست شجاعة ، و لكن الشوق يجعل الإقدام ممكنا
شيء أكبر من الشجاعة دفعني دفعاً للكتابة ، له فعل السحر
فقد طالعتني صورة لك في مكان ما على حين فجأة من تدبيري
فلم ادرِ الا وقد تلبسني الأزرق ، و غُصْتُ فيه و قام بتلوين لحظتي
وصرعني الاهتياج بالكتابة اليك ، صرعني تماما
دون محاولة منى لالجامه .. ( وافصح هنا عن سعادتي الآن لأني لم أفعل )
..
يا سيدي
انا لا أدري ما أصابنا
لا أدري ، فقد إنقلب العتاب الهاديْ إلى حروف قاسية نلطم بها وجوهنا
بل أقول صادقة
اننا كنا نلطخ بها واجهة قلبينا
ودائما نكون اكثر ايلاما عندما يتعلق الأمر بنا
..
كنت اتحدث عن الشرنقة التي توْأمتْ حرفينا
ولم أتحدث عن التئام الحرف
فهذا حديث لن ينتهي ابدا ...
..
لم يسْر النبض الأزرق في عصب الحرف الا بايحاء منك
مجرد مرورك بواجهة الخيال يدلق الكلمات دونما توقف
ولو كان مجرد اسمك قرأته في مكان ما
وأنا كنت قد خاصمت الحرف نبضا ورؤية
كنت استرق القراءة لما تكتب كما كنت قبلا
كتلميذ أعادوه الى الصف الأول بعد سنوات عدة
ووطنتُ روحي على الاكتفاء بهذا القرب
ان أقرأ .. فقط
لكن لم يك الأمر بهذه السهولة
وجدتني .. قسرا .. أجارى نبضك
تكتب أنت ، فتسْري دماء حارة في عروقي
أقرأ ما تكتب ، فأحس أن لي نبضا
وابحث عن زمن تقاسمناه ودفء لن يُنسى
و أحلق في سماوات كانت مرسومة بفرشاة أحلامنا
ثم وجدتني أغوص من جديد
وأمد يدي أتلمس الحرف على سطح شاشة باردة حينا
وحينا تغري بالتوغل فيها كالرمال المتحركة
تزاوغ الحرف عني وأنا أراوده بالبقاء تحت اناملي .. أتحسسه و أتنفسه
..
يا سيدي
ها انت تبنى جسري للكتابة من جديد
وانا حرمتها على يدي
هل لي ان أعود مرة أخرى ؟
اعود لأواصل الكتابة هنا لأكمل ما بدات
فما يصيبني الان صار يخيفني جدا فالحرف لا يكف عن اغرائي
واصابعي جائعة جدا لاغترافه
هل لي؟.
|
|
  
|
|
|
|
ابو جهينة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست