احتمالات الحرب في السودان ومستقبل الأوضاع في الصومال.. رؤية إسرائيلية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2010, 10:37 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احتمالات الحرب في السودان ومستقبل الأوضاع في الصومال.. رؤية إسرائيلية


    Published on جريدة الرؤية (http://www.arrouiah.com)
    مصلحة تل أبيب إشعال صراعات جديدة في المنطقة
احتمالات الحرب في السودان ومستقبل الأوضاع في الصومال.. رؤية إسرائيلية

    الأحد, 2 مايو 2010
    القاهرة ـ أحمد الغريب
    نشرت دورية «سيكور ميموقاد» الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون السياسية والإستراتيجية دراسة أعدها خبيرا شؤون الإستراتيجية ألون لوين ويوفال بستان، حملت عنوان «الكتلة المسيحية الأفريقية واحتمالات الصدام مع السودان ـ الحرب الباردة الثانية في القارة السوداء» وتطرقا فيها لمناقشة تفاصيل احتمال اندلاع حرب جديدة في منطقة القرن الأفريقي والتوقعات والتداعيات المحتملة بشأن تلك الحرب.

    المحور الأول: السودان والصومال

    قاعدة للإرهاب

    تطرق كاتبا الدراسة في مستهل حديثهما إلى حقيقة أن السودان والصومال يشكلان في واقع الأمر أرض خصبة منذ سنوات عدة لتصدير الإرهاب إلى الدول الأخرى في منطقة شرق القارة الأفريقية ليس ذلك فحسب ولكن إلى أنحاء أخرى من القارة الأفريقية.وأشارا إلي أن ضحايا هذا الإرهاب هي الدول المسيحية وعلى وجه الخصوص إثيوبيا وكينيا وأوغندا، بالإضافة إلى كل من رواندا وبوروندي، وأكدا على أن هذه الدول معنية بإحداث تغيير في الوضع الراهن القائم الآن في السودان والصومال، وقالا إنه يجب بذل المزيد من الجهد لتحقيق الاستقرار في الصومال بالإضافة إلى تمكين الجنوبيين في السودان من تحقيق حلم إقامة دولة جديدة في جنوب السودان.

    وبحسب كاتبي الدراسة فإن الصراع الدائر منذ فترة بين التكتلات المختلفة في القارة الأفريقية بات الآن على شفا الانفجار منذراً باندلاع مواجهات جديدة بين تكتل الدول المسيحية الموالية للغرب وبين الدول الداعمة للإرهاب وهي الدول الإسلامية بصفة أساسية. وأشارا إلى أن مجموعة الدول المسيحية في منطقة شرق ووسط أفريقيا وهي المجموعة التي تتكون من إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وهي الدول التي تجاور السودان من غربه وشماله وإلى الشرق من الصومال.

    كما ذكرا أن مسألة كون كل من السودان والصومال من الدول الفاشلة الغارقة في حروب أهلية دموية، وكذلك حقيقة أن الأمر يتعلق بدولتين إسلاميتين، حيث تنشط فيهما حركات دينية متطرفة جدّا، أموراً من شأنها أن تدفع دول الكتلة المسحية إلى تكثيف جهودها وقواتها من أجل مواجهة نفوذ السودان والميليشيات الإسلامية في الصومال.ثم تطرق كاتبا الدراسة للحديث عن الأوضاع في الصومال والسودان تفصيلاً, حيث أشارا إلى أن الوضع الآن يتمثل في قيام دول التكتل المسيحي تدعم الحكومة الصومالية الموالية للغرب برئاسة شيخ شريف أحمد، ووصل الأمر بها إلى حد مد يد العون والمساعدة للقوات الحكومية الصومالية في قتالها ضد الميليشيات الإسلامية وذلك طيلة الأربع سنوات الأخيرة الماضية.

    وفيما يتعلق بالسودان، أشار كاتبا الدراسة إلى أن السودان الآن يعد بمثابة دولة تواجه خطر استئناف الحرب بين الشمال العربي المسلم وبين الجنوب المسيحي، وهو الأمر الذي يتوقع أن ينجم عنه قيام دول الكتلة المسيحية بتقديم الدعم إلى جنوب السودان لينفصل عن الشمال، وأشارا بقولهما إلى أن هذا الصراع الدائر الآن يرجع إلى وجود مصالح سياسية لدى هذا الطرف أو ذاك.

    كما أشارا إلى أن هناك دولة مهمة في المنطقة ترتبط ارتبطا وثيقاً بما يحدث في السودان والصومال وهي دولة إريتريا، وقالا إن هذه الدولة التي يعد نصف سكانها من المسيحيين وكذلك النخبة السياسية الحاكمة فيها تدعم الميليشيات الإسلامية في الصومال التي تقاتل حكومة الشيخ شريف أحمد، وذلك نظرا لأنها على خلاف طويل مع إثيوبيا منذ أن انفصلت عنها.

    أما دولة جيبوتي الإسلامية وفي مقابل ذلك تعزز من ارتباطها بكتلة الدول المسيحية الموالية للغرب وعلاقاتها مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وطيدة للغاية.

    وأشارا إلى أن استمرار الحرب الأهلية في الصومال والسودان يخلق مشكلة سياسية صعبة في أوغندا وكينيا والعديد من الدول الأخرى، بالإضافة إلى وجود العديد من معسكرات اللاجئين داخل تلك الدول يتواجد فيها الآلاف من الهاربين من السودان والصومال، هناك كذلك خطر دائم من قيام أعضاء المنظمات الإرهابية وحرب العصابات بالتسلل إلى داخل الدول المجاورة للسودان والصومال وهو الأمر الذي يعرض الأمن والاستقرار في هذه الدول للخطر.

    المحور الثاني: الدور الكيني الأوغندي في الصراع

    في القسم الثاني من الدراسة تطرق خبيرا شؤون الإستراتيجية ألون لوين ويوفال بستان للحديث عن الدور الذي تلعبه دولتا كينيا وأوغندا في الوقت الراهن في الأحداث الدائرة داخل السودان والصومال. حيث أشارا إلى أن كينيا من جانبها قامت بالتكثيف من تواجد قواتها على الحدود مع أوغندا والسودان وإثيوبيا كجزء من الحملة لمصادرة الأسلحة غير المشروعة في الدولة، وقالا إن الحديث يدور في هذا المقام بشأن حملة استمرت أربعة أسابيع وهو الأمر الذي تبعه الكثير من ردود الأفعال في الدول المجاورة، كما أشارا إلى القوات الكينية قامت من جانبها بهذه الخطوة بعد أن كثر في المناطق الحدودية التي يتخذها الرعاة مناطق للرعي، قيام الرعاة في الدول المجاورة باستغلالها لصالحهم، وأشارا إلى أن القوات الكينية وجدت نفسها مضطرة للقيام بإغلاق المنطقة الحدودية وهو الأمر الذي حال دون تمكن الرعاة الذين تعودوا على حدود مفتوحة من العودة إليها مجدداً.وفي معرض حديثهما على ما قامت به القوات الكينية أشارا إلى أن تلك الحملة الأمنية الموسعة جرت بالتعاون مع أوغندا التي تواجه هي الأخرى مشكلات مماثلة للمشكلات الكينية، خاصة فيما يتعلق بالسلاح غير المشروع والذي يتم تهريبه بين الدول المختلفة ومن ثم يجد طريقه إلى المنظمات المتمردة والمنظمات الإرهابية داخل أوغندا، وهو الأمر الذي يعرضها للخطر ويهدد استقرار النظام الحاكم فيها بالإضافة إلي تهديده لحياة المدنيين، وقالا إن هناك هدف آخر لدى كلا من كينيا وأوغندا لتنظيف المنطقة من عمليات تهريب الأسلحة مرتبط بمشروع لتحسين الوضع الاقتصادي على الحدود المشتركة كجزء من توطيد العلاقات بين كينيا وأوغندا.كما أشارا إلى أن حكومة أوغندا تعمل منذ فترة على مصادرة الأسلحة غير المرخصة منذ عام 2001، ونجحت حتى الآن في الاستيلاء على نحو 27 ألف قطعة سلاح، أما كينيا فقد انضمت هي الأخرى إلى الحملة في أعقاب ما تعرضت له من ضغوط من جانب أوغندا التي قالت من جانبها أن جارتها لا تقوم بالجهود المطلوبة لمحاربة هذه الظاهرة. كما أشارا إلى أن حكومة أوغندا تخوض مواجهة منذ نحو ربع قرن مع منظمة جيش الرب، وهي منظمة مسيحية مقاتلة تعمل على إقامة دولة مسيحية تعتمد على الوصايا العشر وشريعة الرب وهي مجموعة أثنية في شمال أوغندا. وذكرا أن جيش الرب يقف من وراء عدد كبير من المذابح التي جرت داخل الدولة الأوغندية ، وذلك عبر تبنيها نمط عمل مخيف ومرعب يتضمن شن غارات على القرى وقتل السكان البالغين واختطاف الأطفال من أجل إعدادهم كجنود في صفوف المنظمة، وأشارا إلى أنه وطبقا للتقديرات الواردة من تلك المنطقة، فإن جيش الرب الذي صنف من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، قامت حتى الآن باختطاف عشرة آلاف طفل وطفلة وأن نشاطها في تصاعد خلال العامين الماضيين، وقالا إن الحكومة الأوغندية من جانبها نجحت في دفع هذه المنظمة للانسحاب من مناطق عملها التقليدية ومعظم أفرادها ينشطون في الوقت الحاضر من داخل أراضي الدول المجاورة. وأشارا إلى أنه وفي الوقت الذي تواجه فيه أوغندا ودول أخرى حرب عصابات وإرهاب والتي يقودها مواطنون فيها، فإن دول كثيرة في شرق إفريقيا تعاني من الإرهاب مصدره الدول الأخرى، حيث قاما بتوجيه الاتهام إلى السودان وإيران وليبيا ودول أخرى بأنها دول تقف من وراء تصدير هذا الإرهاب، وقالا إن هذا الأمر يدفع مما هذه الدول التي وقعت ضحية لهذا الإرهاب وعلى الأخص الإرهاب الإسلامي إلى توطيد علاقات التعاون الأمني فيما بينها من أجل مواجهة هذه المشكلة.

    من وراء الكواليس

    وأشارا إلى أنه وفي غضون الستة أشهر الماضية قامت الحكومة الصومالية برئاسة الشيخ شريف أحمد بإرسال آلاف الشبان إلى جيبوتي وأوغندا وكينيا لتلقي التدريب من أجل شن هجوم على قوات جماعة الشباب المسلم، وذلك بهدف إنهاء الوضع الراهن في الدولة المجزأة منذ عام 1991، وهناك قرابة سبعة آلاف جندي أوغندي وبوروندي يدعمون الحكومة الصومالية في هذا الصراع، كما أن قوات من الجيش الإثيوبي تشارك بين الحين والآخر في شن غارات عسكرية على قوات شباب المجاهدين. وتطرق كاتبا الدراسة للحديث عن الدور الأميركي في هذا الشأن وقالا إنه ومن وراء الكواليس يعمل الأميركان منذ سنوات على دعم الحكومة الصومالية، وذلك بهدف إعادة النظام والاستقرار للدولة، والعمل قدر الإمكان على أن تكون الحكومة الصومالية حكومة علمانية، وأشارا إلى أن واشنطن تراهن على هذه المسألة والقيام بها في أسرع وقت. ثم أشارا إلى أن الصومال تحول الآن وخلال العقد الأخير إلى ملجأ لعناصر تنظيم القاعدة وخلال العام الأخير، وذلك في أعقاب سيطرة عناصر القاعدة على موقع دائم في اليمن الواقعة على الجانب الآخر من البحر الأحمر واتخذه مقرا دائما لها، وهو الأمر الذي جعل من التهديد الإرهابي للخطوط التجارية الرئيسية أمرا حقيقيا وملموسا، وقالا إن انتقال عناصر القاعدة من اليمن إلى الصومال والعكس، أمر اعتبره مسؤول صومالي رفيع المستوى بخطة تبادل لتنظيم القاعدة. وتحدث كاتبا الدراسة عن نشاط القراصنة الصوماليين في البحر الأحمر المرتبطين بتنظيمات إرهابية أخرى، وقالا إن هذا النشاط أدى إلى فقدان حياة الكثير من البشر وإلحاق أضرار بمليارات الدولارات، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الدول إلى الإعلان عن رغبتها في العمل ضد القراصنة. والذي يقود القوات الحكومية الصومالية الآن هو الجنرال (جالا) الذي سبق له أن قام بأداء الخدمة العسكرية في صفوف الجيش التابع للجنرال زياد بري الديكتاتور الذي سيطر على الدولة حتى عام 1991 والذي اعتبر أحد أفضل الضباط في تاريخ الصومال.

    وبحسب كاتبي الدراسة فإن الهدف الأميركي وعلى غرار الخطة الجاري تنفيذها في أفغانستان هو تحقيق انتصار حاسم على الميلشيات الإسلامية المتعددة في الصومال من أجل فرض سيطرة الحكومة الموالية للغرب على جميع أراضي الدولة الصومالية. ثم أشارا إلى أن المشكلة الآن التي تواجه الصومال هي رغبة بعض الأطراف الداخلية في الانفصال عن الدولة الأم، حيث أشارا إلى أن الأقاليم الشمالية على غرار صومالى لاند تقيم بنجاح نسبي حكم ذاتي وتسعى للانفصال بشكل رسمي عن الدولة الأم.

    تردي الوضع في الصومال

    كما أشارا إلى الصعوبة الكبرى في تحقيق هذه المهمة إضافة إلى الحاجة إلى هزيمة المنظمات المدفوعة بأيديولوجية دينية متطرفة لا تتورع عن التضحية بآلاف البشر، تتمثل في مسألة التحدي في تحويل مجتمع قبلي إلى حد كبير لمجتمع يؤمن بالتعددية. وتحدث كاتبا الدراسة عن أن الرئيس الصومالي السابق زياد بري نجح إلى حد كبير في أن يفعل ذلك، لكنه وفي سبيل هذا لم يتورع عن استخدام الديكتاتورية المتعسفة ضد مواطنيه لكن بعد عشرين سنة من الغضب الصومالي من الجائز أن مثل هذه المهمة ستكون ممكنة تحت نظام ديمقراطي. وقالا أنه وفيما يتعلق بالدول المسيحية، فإن هذه المعركة لا يمكن أن تسمح لنفسها بخسارتها لأن استمرار الوضع المتردي في الصومال وتمركز قوات القاعدة يعرض أمنها للخطر، وأشارا إلى أن الحرب الإثيوبية ضد الميليشيات الإسلامية في الصومال 2007 كانت مثمرة إلى حد كبير وكذلك كانت ناجحة، حيث أدت إلى القضاء على المنظمات التي سيطرت على الصومال وإقامة نظام سلطوي وقد تسربت إلى هذا النظام منظمات جديدة، لكن ولعدة أسباب اضطر الإثيوبيين إلى مغادرة الصومال بعد عامين دون إحداث تغيير حقيقي على وضع الدولة.

    كما أشارا إلى أنه وعلى أرض الواقع، فإنه مادام تدخل الدول والمنظمات الإرهابية الدولية في شؤون الصومال مستمرا فسيكون من الصعب على أي حكومة تحقيق الاستقرار في الوضع الأمني.

    المحور الثالث: الأوضاع بعد الانتخابات السودانية

    وفي القسم الثالث من الدراسة تطرق خبيرا شؤون الإستراتيجية ألون لوين ويوفال بستان للحديث عن الأوضاع في السودان بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت خلال الأيام الماضية، حيث أشارا إلى أن الجماهير السودانية توجّهت يوم 11 أبريل الماضي لانتخاب رئيس للدولة وأعضاء جدد للبرلمان، وقالا إن السودان لم تكن أبداً تعرف الديموقراطية البرلمانية، بل إنه حتى الانتخابات الأخيرة لم توفر ردّا ديموقراطيا للناخب السوداني. كما أشارا إلى أن حركات المعارضة السودانية الكبرى والمهمة أعلنت أنها ستقاطع العملية الانتخابية بسبب ما أسمته بالمخالفات التي يرتكبها النظام السوداني، التي تدل حسب ادعائهم على عدم رغبة حكومة الخرطوم في منح الديموقراطية للمواطنين. وقالا إنه يبدو أن هذه الانتخابات ستشكل إشارة البدء لاستئناف الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال المستمرة مع فترات توقف منذ أن تشكل السودان، حيث اعتبرت تلك الحرب على أنها أكثر الحروب دموية في التاريخ.

    وأشارا إلى أن الساحة الداخلية في السودان شهدت تغييرات كثيرة منذ أن تمّ التوصل إلى تسوية لوقف الحرب بين الأطراف المتصارعة في عام 2005، وفي إطار هذا الاتفاق التزمت الحكومة السودانية بإجراء انتخابات حرة وكذلك إجراء استفتاء من أجل تقرير مصير المواطنين في الجنوب وفي الغرب، حيث يقع إقليم دارفور للاستمرار بالبقاء ضمن السودان. وذكرا أنه يبدو أنّ الحكومة السودانية بزعامة الرئيس عمر البشير لم يكن لديها النية منذ البداية للاستجابة لهذه الوعود، وكانت تريد فقط كسب الوقت والاستعداد لجولة أخرى من القتال مع المعادين لها.وأشارا إلى أنه ومنذ عام 2005 انتقلت بؤرة القتال كما هو معروف من الجنوب إلى الغرب، ووصلت المعركة التي أدارتها حكومة السودان بواسطة ميليشيا الجنجويد في دارفور إلي مستوى إبادة شعب حيث بلغ عدد القتلى حوالي 400 ألف و2.5 مليون لاجئ ودمار كبير لحق بالبنية التحتية والبيئة.

    المحور الرابع: أبعاد الدور الصيني

    في الصراع الدائر في السودان

    أشار كاتبا الدراسة في القسم الرابع منها وفي معرض حديثهما عن دور الصين في الصراع السوداني إلى أنه وخلال هذه السنوات عمقت الصين من تدخلها في السودان، حيث ساعدت الحكومة على إقامة بني تحتية وتطوير جيشها وتطوير حقول النفط ومصافي للنفط وكذلك خطوط لنقله، وقالا إن معظم حقول النفط تقع في الجنوب واستقلال الجنوب السوداني يعني فقدان مصدر الدخل الأساسي للحكومة السودانية ومصدر مهم للطاقة بالنسبة للصين.

    وذكرا أن العلاقة بين الصين والسودان تمثل مصلحة مركزية في صراع النظام السوداني المركزي ضد أي محاولة انفصالية.

    توقعات الحرب القادمة

    كما أشار كاتبا الدراسة إلى أن استئناف الحرب بين الشمال والجنوب سيتميز هذه المرة بمستوى عال من العنف وأكثر من أي وقت مضى، وذلك على ضوء تداخل المصالح الاقتصادية ومصالح الدول الكبرى والسلاح الحديث الذي يتدفق على الساحة، بالنسبة لكتلة الدول المسيحية الأمر يتعلق بمعركة رئيسية، تتمثل في العمل على فصل الجنوب المسيحي عن الشمال الإسلامي وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف حكومة الخرطوم وعلى وجه الخصوص من الناحية الاقتصادية، بحيث تجد صعوبة في دعم منظمات حرب العصابات والإرهاب في أوغندا وإثيوبيا والدول الأخرى.

    وقالا إن الكتلة المسيحية من جانبها تأمل أن تحظى بحليف يمتلك ثروات طبيعية ويمكن أن يتحول إلى ثروة كبيرة، حقيقة أنّ جنوب السودان ليس لديه منفذ إلى البحر وسيضطر السودانيون الجنوبيون في حالة نجاحهم في الانفصال عن الشمال إلى التوصل إلى اتفاق اقتصادي قوي مع كينيا أو جيبوتي لغرض تصدير النفط، وهو اتفاق سيحقق بكل تأكيد فائدة اقتصادية وسياسية لمصلحة الدولتين الأخيرتين.

    كما أشارا إلى وجود العديد من الأدلة على توطيد التعاون بين دول الكتلة المسيحية والجنوبيين في السودان وقالا أنه وخلال السنوات الأخيرة عملت دول الكتلة المسيحية على دعم الجنوب لكي يستعد لاستئناف الحرب، فعلى سبيل المثال التجارة بين جنوب السودان وأوغندا ازدهرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وذكرا أنه وفي أكتوبر 2008 وردت أنباء بشأن قيام السودان باستدعاء سفراء كينيا وإثيوبيا لتقديم احتجاج على الدعم الذي تقدمه إلى جنوب السودان، وقالا إن المقصود هنا شحنات الأسلحة التي وصلت للجنوبيين ومن بينها دبابات، وفي حادثة أخرى جرى نقل طائرة نقل أسلحة من كينيا إلي جنوب السودان أيضا، كما أشارا إلى نجاح جنوب السودان في تخزين أسلحة متطورة من دبابات وغيرها وهي كمية يمكن أن تحطم التوازن بين الجنوب والشمال.

    وذكرا أن مشتريات الأسلحة المكثفة من قبل الجنوب خلال السنوات الأخيرة لا يمكن له أن يتم اعتمادا على الموارد المحلية فقط، حيث أشارا إلى الدور الذي لعبه الدعم الخارجي في هذا الأمر، وقالا»يبدو أن أموالا غربية تقف من وراء هذه المشتريات، كما أن التقديرات بالنسبة لتدخل الأوساط الإسرائيلية لم تكن عبثا.

    المحور الخامس: أبعاد التدخل الغربي ـ الإسرائيلي

    وفي القسم الخامس والأخير من الدراسة أشار كاتبيها خبيرا شؤون الإستراتيجية ألون لوين ويوفال بستان إلى أنه وبعد سنوات ظلت فيها دول الكتلة المسيحية في شرق أفريقيا عرضة للتهديد المتواصل من جانب الإرهاب الخارجي، بات هناك دافع من أجل التعاون بين هذه الدول وذلك عبر الحصول على دعم مكثف وكبير من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى، وذلك من أجل إحداث تغيير إستراتيجي في منظومة القوى في المنطقة. وقالا إن عملية انفصال جنوب السودان واتحاد الصومال تحت حكومة علمانية موالية للغرب وإغلاق الحدود بشكل محكم وزيادة التعاون الاقتصادي والاستخباراتي بين الدول المسيحية المختلفة التي تندرج ضمن قائمة أهداف التكتل المسيحي قد تحدث تغييرا أساسيا على الساحة.

    انعكاسات دعم الكتلة المسيحية

    في شرق أفريقيا على إسرائيل

    أشار كاتبا الدراسة في ختام الدراسة إلى مسألة الاستمرار في دعم كتلة الدول المسيحية في منطقة الشرق الأفريقي من شأنها أن تصب في مصلحة دولة إسرائيل وتعود عليها بالنفع في العديد من المجالات وقالا إن عملية تنظيم التكتل المسيحي في شرق أفريقيا تطرح العديد من الفرص بالنسبة لإسرائيل وهي كالتالي:

    1. سيزيد الصراع ضد الإرهاب وإغلاق فعال للحدود في المستقبل من المصاعب أمام تهريب السلاح من أفريقيا إلى قطاع غزة.

    2. نجاح الصراع ضد الأصولية الإسلامية سيساعد على تنمية إفريقيا وتؤدي إلى وقف تدفق موجة الهجرة.

    3. إضعاف السودان كدولة داعمة للإرهاب ستضر بمكانة إيران في أفريقيا التي تعززت خلال السنوات الأخيرة.

    4. خلق دولة جديدة مسيحية في جنوب السودان والتي سبق لها وأن استعانت في الماضي بإسرائيل، وهي دولة تمتلك ثروات نفطية، بالإضافة إلى كونها منفذ يقع إلى البحر الأحمر سيهيئ بالنسبة لإسرائيل إمكانية أخرى لحل مشكلة النقص في مجال الطاقة.

    توصيات الدراسة:

    وفي ختام الدراسة عرض كاتبيها عدة توصيات خرجا بها من خلال تحليل أبعاد الصراع الدائر في السودان وهي:

    1. أن القوى الخارجية لا تبدي أي اهتمام بما يحدث في السودان وأنه وفيما عدا الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلي الاهتمام من قبل والولايات المتحدة بهدف تعزيز نفوذهما في القارة الأفريقية.

    2. أن كتلة الدول المسيحية التي تؤيد الولايات المتحدة والمدعومة من قبلها تسعى إلى ضرب المصالح الصينية في أفريقيا وتداعيات ذلك واضحة.

    3. أن الأميركان من جانبهم يسعون إلى إضعاف النفوذ الصيني في إفريقيا ونفوذ القاعدة وإيران وسيكون لنتائج هذا الصراع تأثير مباشر على الاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط.

    2008-2009 جميع الحقوق محفوظة لشركة الرؤيه للخدمات الإعلامية ©


    --------------------------------------------------------------------------------

    Source URL (retrieved on 2010/05/02 - 00:32): http://www.arrouiah.com/node/276017
                  

05-01-2010, 11:08 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتمالات الحرب في السودان ومستقبل الأوضاع في الصومال.. رؤية إسرائيلية (Re: عمر صديق)

    Quote: توقعات الحرب القادمة

    كما أشار كاتبا الدراسة إلى أن استئناف الحرب بين الشمال والجنوب سيتميز هذه المرة بمستوى عال من العنف وأكثر من أي وقت مضى، وذلك على ضوء تداخل المصالح الاقتصادية ومصالح الدول الكبرى والسلاح الحديث الذي يتدفق على الساحة، بالنسبة لكتلة الدول المسيحية الأمر يتعلق بمعركة رئيسية، تتمثل في العمل على فصل الجنوب المسيحي عن الشمال الإسلامي وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إضعاف حكومة الخرطوم وعلى وجه الخصوص من الناحية الاقتصادية، بحيث تجد صعوبة في دعم منظمات حرب العصابات والإرهاب في أوغندا وإثيوبيا والدول الأخرى.

    وقالا إن الكتلة المسيحية من جانبها تأمل أن تحظى بحليف يمتلك ثروات طبيعية ويمكن أن يتحول إلى ثروة كبيرة، حقيقة أنّ جنوب السودان ليس لديه منفذ إلى البحر وسيضطر السودانيون الجنوبيون في حالة نجاحهم في الانفصال عن الشمال إلى التوصل إلى اتفاق اقتصادي قوي مع كينيا أو جيبوتي لغرض تصدير النفط، وهو اتفاق سيحقق بكل تأكيد فائدة اقتصادية وسياسية لمصلحة الدولتين الأخيرتين.

    كما أشارا إلى وجود العديد من الأدلة على توطيد التعاون بين دول الكتلة المسيحية والجنوبيين في السودان وقالا أنه وخلال السنوات الأخيرة عملت دول الكتلة المسيحية على دعم الجنوب لكي يستعد لاستئناف الحرب، فعلى سبيل المثال التجارة بين جنوب السودان وأوغندا ازدهرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وذكرا أنه وفي أكتوبر 2008 وردت أنباء بشأن قيام السودان باستدعاء سفراء كينيا وإثيوبيا لتقديم احتجاج على الدعم الذي تقدمه إلى جنوب السودان، وقالا إن المقصود هنا شحنات الأسلحة التي وصلت للجنوبيين ومن بينها دبابات، وفي حادثة أخرى جرى نقل طائرة نقل أسلحة من كينيا إلي جنوب السودان أيضا، كما أشارا إلى نجاح جنوب السودان في تخزين أسلحة متطورة من دبابات وغيرها وهي كمية يمكن أن تحطم التوازن بين الجنوب والشمال.

    وذكرا أن مشتريات الأسلحة المكثفة من قبل الجنوب خلال السنوات الأخيرة لا يمكن له أن يتم اعتمادا على الموارد المحلية فقط، حيث أشارا إلى الدور الذي لعبه الدعم الخارجي في هذا الأمر، وقالا»يبدو أن أموالا غربية تقف من وراء هذه المشتريات، كما أن التقديرات بالنسبة لتدخل الأوساط الإسرائيلية لم تكن عبثا.



    اخشي ان تكون هنالك مخططات صهيونية للحرب القادمة بين الشمال والجنوب وليس توقعات
                  

05-17-2010, 00:29 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتمالات الحرب في السودان ومستقبل الأوضاع في الصومال.. رؤية إسرائيلية (Re: عمر صديق)

    Quote: أشار كاتبا الدراسة في ختام الدراسة إلى مسألة الاستمرار في دعم كتلة الدول المسيحية في منطقة الشرق الأفريقي من شأنها أن تصب في مصلحة دولة إسرائيل وتعود عليها بالنفع في العديد من المجالات وقالا إن عملية تنظيم التكتل المسيحي في شرق أفريقيا تطرح العديد من الفرص بالنسبة لإسرائيل وهي كالتالي:

    1. سيزيد الصراع ضد الإرهاب وإغلاق فعال للحدود في المستقبل من المصاعب أمام تهريب السلاح من أفريقيا إلى قطاع غزة.

    2. نجاح الصراع ضد الأصولية الإسلامية سيساعد على تنمية إفريقيا وتؤدي إلى وقف تدفق موجة الهجرة.

    3. إضعاف السودان كدولة داعمة للإرهاب ستضر بمكانة إيران في أفريقيا التي تعززت خلال السنوات الأخيرة.

    4. خلق دولة جديدة مسيحية في جنوب السودان والتي سبق لها وأن استعانت في الماضي بإسرائيل، وهي دولة تمتلك ثروات نفطية، بالإضافة إلى كونها منفذ يقع إلى البحر الأحمر سيهيئ بالنسبة لإسرائيل إمكانية أخرى لحل مشكلة النقص في مجال الطاقة.

    توصيات الدراسة:

    وفي ختام الدراسة عرض كاتبيها عدة توصيات خرجا بها من خلال تحليل أبعاد الصراع الدائر في السودان وهي:

    1. أن القوى الخارجية لا تبدي أي اهتمام بما يحدث في السودان وأنه وفيما عدا الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلي الاهتمام من قبل والولايات المتحدة بهدف تعزيز نفوذهما في القارة الأفريقية.

    2. أن كتلة الدول المسيحية التي تؤيد الولايات المتحدة والمدعومة من قبلها تسعى إلى ضرب المصالح الصينية في أفريقيا وتداعيات ذلك واضحة.

    3. أن الأميركان من جانبهم يسعون إلى إضعاف النفوذ الصيني في إفريقيا ونفوذ القاعدة وإيران وسيكون لنتائج هذا الصراع تأثير مباشر على الاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de