الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثامنةم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2010, 01:17 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثامنةم

    يقيم النادي الأدبي بالرياض
    بالاشتراك مع


    جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية

    و

    الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون،


    أمسية شعرية

    للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور
    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين المنتخب


    و

    الشاعر السعودي حمد العسعوس

    الزمان : مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010 م الموافق 13 جمادى
    الأولى 1431هـ الساعة الثامنة

    المكان: النادي الأدبي بالرياض - حي الملز


    وتأتي هذه الأمسية ضمن نشاط الأسبوع الثقافي لنادي الرياض الأدبي
    والمبادرات الرصينة لرئيسه الشاعر الدكتور عبد الله الوشمي واهتمامه
    بعملية التواصل الثقافي بين المبدعين السودانيين والسعوديين .

    من جانبه أشاد الأستاذ إسماعيل محمد علي الأمين العام لجمعية
    الصحفيين السودانيين بهذه الخطوة الرائدة حيال العلاقات المتميزة
    بين النادي الأدبي والمبدعين السودانيين بالمملكة العربية السعودية.

    كما أكد الشاعر نصار الحاج عضو الجمعية السودانية للثقافة والآداب
    والفنون على جدوى الشعر السوداني كعلامة أصيلة من علامات التواصل في
    المحيط الثقافي بين السودان والسعودية.

    والدعوة عامة
                  

04-24-2010, 01:18 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    من قصيدته
    عالم عباس
    (في انتظار الكتابة) :

    في انتظار الكتابة
    جلستُ على خنجرٍ صَدِئٍ ،
    سَمّمَتْه الكآبةْ .
    حديد القصيد
    لا يفلُّ القصيدَ الحديدُ ، ولا النارُ
    إنَّ القصيدَ عنيد !
    شمسُ الكلام
    ما يفلُ القصيدَ إلا الصمت ،
    لا الموتُ ،
    فأشْرِق بشمسِ الكلام ،
    وإما اكتويتَ بجمر التجاهُل
    غرِّدْ ،
    وإما احترقتَ بجمر الحروف العصيَّة
    أورِقْ
    وإما انفجرتَ فأبرِقْ ،
    وإن طرتَ حَلِّقْ
                  

04-24-2010, 01:20 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    من قصيدة ( استَمْطِرُ الشعر)

    عالم عباس


    استَمْطِرُ الشعر ، لا يستجيب سوى الدمع ،
    يسقي السهوب اليباب .
    استَقْطِرُ الدمع لا يستجيب سوى الشِّعْر ،
    يروي سطور الغياب .
    استَنْطِقُ اللفظ ، لا يستجيب سوى الصمت ،
    صمتٌ يُشَتِّتُ شمل القصيد ،
    يبعثر من دمه في كتاب !
    وما الشعرُ إن رَقَّ ،
    كالشعر إن عَقَّ ،
    هل يستوي الصخرُ ، صخرٌ هوى فوق صخرِ،
    و ماءٌ ترقرقَ ، كالطلِّ سال ، وكالثلجِ ذابْ؟
                  

04-24-2010, 01:22 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ومن قصيدة
    ( ...لكني أعرف أنثى) ... : عالم عباس

    .. لكني أعرف أنثى ،
    ألغت كل الحواءات بذاكرتي ،
    وأقامت في قلبي
    محرقةً كُبرى ،
    ألقت فيها كل الليلاوات ،
    اللبناوات ،
    الميّات ،
    البلقسيات
    الخنساوات ،
    صلبت " كليوباترا " في الطرقات
    أشعلت النيران وألقت فيها
    وتخَلَّتْ
    كل نساء التاريخ .
    كل نساء الأرض ،
    الشمس ،
    القمر ،
    وكل نساء المريخ .
    واندفعت تضحكُ في هستيريا ،
    بين الأطلال .
    أنثى كانت ابنة " نيرون "
    إبّان طفولتها ،
    كانت تحمل حطب النار
    إلى والدها ، وتصب الزيتْ.
    وحين احترقت روما ،
    كانت تطرق باب النسوة ،
    بيتاً بيتا .
                  

04-24-2010, 01:24 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لعلّ الحريق الذي شَبَّ في جسدي ،
    لم يكن جذوةً من فؤادي ،
    وليس الرمادُ الذي قد تَبقّى ،
    رمادي ،
    لعل اللهبْ ،
    نفحة من غضبْ!
    وهذا الدخان الذي تسامق كالرمح ،
    سارت به الريح عاريةً في السُحُبْ ،
    مناراً و ناراً ،
    عموداً من الضوء ،
    ساريةً للشُّهُبْ ،
    لعل الجياد الشَموسة ،
    والتي تركض الآن في الأفق ،
    حقاً جيادي ،
    وأنَّ البلاد ، بلادي !
                  

04-24-2010, 01:29 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتب الزميل عبدالحليم خالد التلب (ليمو)

    أخي العزيز / محمد
    تحياتي ،


    استَمْطِرُ الشعر ، لا يستجيب سوى الدمع ،
    يسقي السهوب اليباب .
    استَقْطِرُ الدمع لا يستجيب سوى الشِّعْر ،
    يروي سطور الغياب .
    استَنْطِقُ اللفظ ، لا يستجيب سوى الصمت ،
    صمتٌ يُشَتِّتُ شمل القصيد ،
    يبعثر من دمه في كتاب !
    وما الشعرُ إن رَقَّ ،
    كالشعر إن عَقَّ ،
    هل يستوي الصخرُ ، صخرٌ هوى فوق صخرِ،
    و ماءٌ ترقرقَ ، كالطلِّ سال ، وكالثلجِ ذابْ؟


    آه .. كم تمنيت .. وآه لو يجدي التمني ؟!
    كم كنت أتمنى أن أكون حاضراً معكم لاستمتع بمثل
    هذا الشعر البديع من القامة الشعرية السامقة
    والأديب الشاعر الأريب عالم عباس ، لكن ظروف العمل
    أبت إلا أن تحرمني من هذه المتعة ، فألفيت نفسي
    منذ نهار أمس الجمعة في مدينة جدة ، وبيني وبين
    العودة من هذه الغربة المزدوجة إسبوع تمام ؟!


    لها الشكر والتقدير ، جمعية الصحفيين السودانيين
    ولربانها الماهر الأخ الأستاذ حسين حسن حسين ومعه
    إسماعيل محمد علي وبقية الكوكبة المضيئة من زملائه في الجمعية
    ممن آلوا على نفوسهم أن يساهموا في أن تكون ليالي الرياض دوماً
    مشرقة ومضيئة بما لذا وطاب من موائد الأدب والشعر والثقافة والفنون ،
    فشكراً لهم مثنى وثلاث ورباع .. ولهم التجلة والتقدير ، ولك معهم أخي محمد.


    مودتي ،


    ( ليمو )


    عبدالحليم تحياتي لك، ومعذرة فقد أضطررت
    لنقل هذا الخيط بسبب خطأ في العنوان وقمت
    بنقل مداخلتك إلى هنا حيث سيكون هذا الخيط هو
    المعتمد.. وأبقى قريب حتى نلتقي الشاعر
    عالم عباس مساء الثلاثاء بمشيئة الله
                  

04-25-2010, 07:19 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    (1)
    هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ.
    هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى
    المِرْآةُ، المَرْأةْ.
    مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ,
    تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ
    عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ
    رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ
    بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ.
    امتَزَجَا، اخْتَلَجَا،
    هاجا، ماجا،
    في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ،
    الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ,
    سِرّ الله الأعظَمِ,
    هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!

    (2)
    يا آدمَ هذا العَصْر،
    مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ
    يا جبّارَ النَّشْوَةِ,
    يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ,
    يا وَقَّادَ الجُرْأةِ,
    يا آدمَ هذا العصْر,
    مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.
                  

04-25-2010, 07:35 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وهّلا ابتكرت لنل كدأبك عند بأس اليأس
    معجزة تخلصنا بها
    وبها تطهر ارضنا من رجسها
    كي تصالحنا السماء وتزدهي الارض الموات
    علمتنا يا ايها الوطن الصباح
    فن النهوض من الجراح
                  

04-25-2010, 08:10 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كلمة لابد ان تقال
    بركة الركود هذه
    لا غير هزة عنيفة
    تخلخل الجبال
    تحرر الاثقال
    في كومة الرماد هذه
    لابد من زلزال
    لابد من زلزال
                  

04-25-2010, 09:28 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أزوم

    أزوم يا أزوم

    يا شاطئا رسا عليه زورق الغيوم

    تسح ما تسح من دموعها الثقال

    على ( الحراز ) و( الهشاب ) و( الخروب ) و( السيال)

    كأنما الندى عليه باقة من النجوم

    على إنتداد ما رأت عيناى من رؤى

    والغابة العذراء مثل موكب نــــأى

    كأن زرقة السماء ثوب عـــــــرس

    طرزت أطرافه رقائق النسيــــم
                  

04-25-2010, 10:55 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وطنٌ يُبَاعُ ويُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّاً

    كانت تنامُ على وسائدِ شَوْكِهَا
    والقهْرُ يوخِزُها
    فتوقِظُها الهواجسُ
    والكوابيسُ التي تطفُو كمثلِ الطفحِ في وجهٍ جميلْ
    و مضَتْ تُكَتِّمُ في مَشِيمَةِ حُزْنِها الدَّامِي
    جنيِنَاً أرّقَتْهُ الفاجعاتُ وأجْهضَتْهُ
    وفي تصبُّرِهَا العنيدِ أتَتْ بهِ تَحْمِله
    وانتبذَتْ به ركْنَاً قصيّا
    مرّةً أخرَى، وثالثةً
    وكان الخوفُ أنْ يصلوا
    ولمّا ينقضي الليلُ الطويلْ
    كدأْبِهَا انتظرَتْ فأثمرَتِ الْمَخاوفُ عن رجال (الأمن)
    دسّوا في المشيمةِ
    (ميكرفونا) هامِسَاً
    وبَقَوْا هنالك راصدين وحاقدين يسجِّلون
    حياتَهُ
    حركاتِه
    سكناتِهِ
    والحزنَ والنبضَ الضَّئِيلْ
    في حبْله السُرِيِّ أجْهِزةُ التنَصُّتِ
    كالشرايين التي انتَشَرتْ
    فَأضْحَتْ كالنَّواشِرِ فوق
    ظهر المِعْصَمِ المَعْروقِ
    في الجسد الهزيلْ
    حتّى إذا مدَّتْ ذِراعاً أبيض للنيلِ
    كان النيلُ في الرمقِ الأخيرِ
    يُصَارعُ المَجْرَى
    الذي
    قد صار قَبْراً بالذي يجري
    وليس الماءُ ما يجرِي
    لهذا صار هذا النيلُ
    قبراً أزْرق يتوسَّطُ المجرى فينتحبُ النّخيلْ
    وتسلّلوا كالنّمْلِ فوق الرَّمْلِ
    صار النيلُ يبصقُ ضفَّتَيْهِ تِقَيُّأً
    في المقرن المجدور
    والخرطومُ ترفلُ في تهتُّكِها الرخيصِ دعارة
    وبَدَتْ لها سوْآتُها الكُبْرَى
    وليس ثمّةَ
    مِنْ حياءٍ ما يوارِي سَوْأَةَ الوطنِ القتيلْ
    وتجسَّمتْ في الليل أشْبَاحٌ بدتْ فيهم ملامِحُنَا
    فهم أشْباهُنَا
    وحصادُ ما اكتسَبَتْ أيادينا
    وهُمْ أوْزارُنا
    فاحتْ نتانَتُهَا
    فأغْرَتْ مِن ضواري الليل والآفات
    من كل
    النفايات التي يأتي بها ليلاً غُثَاءُ السَّيْلْ
    ألا
    مِنْ أيّ أْركانِ الظَّلام أَتَوْا
    وكانوا أوّل الفجرِ الّذي لم نَنْسَ مقدِمَهُمْ
    بدَوْا
    مُتَجَمِّلين
    على الوجوه براءةٌ
    حتى ظنّنّاهم ملائكةً
    وقدّيسين أطْهاراً
    وما كَلّوا عن التسْبيحِ والترتيلْ
    وأنْشدْنَا جميعاً خلفَهُم قُدّاسَ عيدِ المجدِ والبُشْرى
    تُرَى ما بالُنا حَلّتْ عليهم
    أو علينا لعنةٌ
    صاروا وحوشاً واسْتبَاحوا لحْمَها
    شربوُا دِماها قَبْلَ قُرْصِ الشمسِ تنْزِعُ
    للأفولْ!
    من أين جاءت هذه الديدانُ ناهشةً
    لناخرِ عظْمِها أو ما تَبَقّى مِنْه
    ما اكْتَنزَتْهُ يوم
    اليُسر للعُسْر الذي يمتدُّ جيلاً بعد جيلْ
    إرْثَاً من الأخلاقِ
    والنُّبْلِ المُضَاعَفِ نسْجُهُ
    وحلاوةِ الإيثارِ
    نَجْدةَِ مُسْتَغيثِ الليل
    والمُسْتصْرِخِ الملهوفِ
    سِتْرِ نسائنا
    وحمايةِ الجار البعيدْ
    تبّاً لهُمْ
    تبّاً لنا
    من أيّ لعناتِ السماءِ وسخْطِها حَلّتْ بنا ؟
    صار الفخارَ العارُ
    صار العارُ غاراً
    ثم أُبْدِلَتِ المَكارِمُ خِّسةً
    أضحى التّنافسُ جُرْأةً
    في هتكِ عِرْضِ الجارِ أقْربُ ما يكونُ
    وأكْلُ مالَ السُحْتِ
    مِن أفواهِ أطفالٍ تَهَاوَوْا في
    المجاعات التي تمّتْ مُتاجَرَةٌ بها
    مُتَسَوِّلٌ يَفْتَنُّ في إبرازِ عاهَتِهِ ليَسْتَجْدِي الفضولْ
    أَ ذَا هُوَ الوطَنُ ؟
    أم ذا هو الكَفَنُ ؟؟
    جعلوك قبراً للنفايات التي يوماً
    ستقْبُرُنا
    وتُهْلِكُ نَسْلَنا وتنالُ مِنَّا
    يا أيُّهَا الوطنُ الذي اغتالوكَ سِرّاً
    يا أيها الوطنُ المُبَاعُ المُشْتَرَى وهَلُمَّ جَرَّأً
    من أيّ أصقاعِ الجحيم تلوحُ صاعقةُ العذابِ الهُونِ عاصفةً حُسُوما ؟
    ليس فينا قومُ عادٍ
    لا
    وما كُنّا ثموداً
    نحنُ لم نعْقِر النّاقةَ يا قومُ
    ولا الوادي إرَمْ
    لكنّما هيهاتَ أنْ يجدِي الندمْ!
    أ ذا هو الوطنُ الذي في ساعةٍ
    (كرري) يُقدِّمُ مَهْرَهُ الدّمويّ في رأْدِ الضُّحى
    عشرةَ آلافٍ من الفرسان
    يَنْشَقّون في ساحاتِ عُرْسِ المجد
    نِيلاً أحمر في موْجِه
    يَتَأَصّلُ الوطن الأصيلْ
    أ ذا هو الوطنُ؟
    أودتْ بهِ الإِحَنُ!
    وهُوَ الذي كان (الخليفةُ) في المُصَلّى رابِضَا كالّليثِ
    مُؤْتَزِراً وِشاحَ الصّبْرِ
    والإيمانِ يَفْنَى صامِدَاً في الذَّوْدِ عنهُ
    يمينُهُ ألقُ الفداءِ
    وفي شمائِلِهِ الجَّسارةُ والشهادةْ!
    إنْ كان ذا الوطنُ
    فما هو الثمنُ ؟
    أَ هُوَ الذي (دينارُ) وَطّنَ نفْسَهُ في الجانبِ الغربيِّ مِنْهُ
    ليستعيدَ بمؤمنينَ تَدَرّعُوا
    عزْماً وصبراً في البلاءِ
    وأقْسَمُوا يردُوا المنونَ حياضَها
    أو يدْرِكونَ الثّأْرَ لليومِ
    الجليلْ
    أم ذلك الوطنُ الذي (عثمانُ) في شَرْقِيِّهِ أسداً يُزَمْجِرُ فاتِكَاً فيَدُكّ صرحَ البَغْيِ
    حِصْناً بعد حصنٍ، خلْفُهُ
    " الله أكْبَرُ "
    صرخةٌ تَعْلُو فيرْتدُّ الصّدَى حِمَمَاً تُدَمّرُ سطوةَ
    البَاغي الدخيلْ
    كأنْ لمْ يأْتِ للوطنِ المُبَاعِ سبيّةً
    زمنٌ مِنَ التاريخِ كانتْ رايةٌ زرقاءُ خافقةً على
    (سنّار)
    خيلُ العِزِّ تركضُ في مرابعها
    ومنْ فرسانها (بادي) بكلِّ شموخِهِ
    و(شلوخِهِ)
    وجسارةُ (الزاكي)
    ونصرُ (عمارة الفونجِ) العريقِ
    ومَكْرُماتِ الموتِ
    في شرَفِ القَبيلْ
    عجباً
    ولكِنْ كيف هانَ وكيف هُنّا!
    والأمسُ ذاك
    فكيف كُنّا؟
    إذاً هو الكفنُ؟
    أم ذا هو الوطنُ ؟
    في جوفه تتلاقحُ المِحَنُ!
    وما هو الثمنُ؟
    من قبلُ يا وطنَ الشّموخِ المُشْرَئِبِّ سماحةً
    تنداحُ من كفّيك معجزةٌ
    فتعتشبُ
    الروابي معجزاتْ
    هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ
    معجزةً تطهّرُنا بها
    وبها تُخَلِّصُ أرضَنا
    من رجْسِها
    حتى تصالحَنا السماءُ
    وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
    علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
    فنّ النّهوضِ من الجراحْ
    تقشّعتْ ظلماتُ هذا اللّيلِ
    اخْرِجْ كفَّكَ البيضاءَ يا وطني
    وأسْكِرنَا بمعجزةٍ تعيدُ لنا
    الحياةَ ويستفيقُ الروحُ في الجسد العليلْ
    كانت تئنُ على وسائدِ شوكها والقهرُ يوخزُها
    ويُقْعِدُها التوجُّسُ
    هلْ ستُوْقِظُها طبولُ العِزّ بعدَ سُبَاتِها زمَناً
    وما نامَتْ
    وهاهِيَ ذِي تُجَددُ معجزاتٍ
    طالَمَا عُرِفَتْ بِهَا دوماً
    لِتَنْهَضَ من جديدْ


    مارس/ ابريل 1985
                  

04-25-2010, 01:13 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    يا صديقي،
    و" فكة ريقي "
    و من فكَّ ضيقي
    ومن بَلَّ شوقي و توقي
    و صاحبني في طريقي،
    و كان رفيقي،
    رفيقي الحقيقي.
    ألا ما أحَرَّ اشتياقي
    إليك،
    ألا ما أمَرَّ افتراقي
    عنك،
    و يا لوعتي واحتراقي،
    وقدْ غَصَّتِ الأرضُ بالأخسرين،
    و ذلّتْ رقابُ.
    و جاعت سباعٌ، وهَرّتْ كلابُ
    و ضاقت على الأكرمين
    الرحابُ.
    و ساد "الكماكلةُ"المُدَّعونَ
    فما ثَمَّ عابُ!
    فأمرٌ عُجابٌ، وقولٌ كِذابُ
    فكُلٌ هَبَابٌ
    تبابٌ تبابُ!!
                  

04-25-2010, 01:19 PM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    شكرا لهذا البوست الجميل
    يسعدنا أن نكون حضور

    تحياتي
                  

04-25-2010, 02:03 PM

مجاهد عيسى ادم
<aمجاهد عيسى ادم
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: علي الكرار هاشم)

    Quote: للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور
    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين المنتخب



    المنتخب هذا التعبير يشعرني باطمئنان فوق العادة ..كم انتم سعداء بهذا وهي فرصة الحديث عن عالم عباس في جل كتاباته الشعرية كانت تنتابني رغبة في رؤية ذلك الشخص الذي يحمل عدة اجناس ابداعية واكثرها هما هما الشعر ثم كانت مثاقفة توقفك على اطراف اصابعك ما بين الدكتورين تاج السر الحسن والبنا وكلاهم غني عن التعريف لكن كان كلامها شيقا وذهاء الساعة كان الحديث عن عالم عباس ..الرجل الذي حمل الارض على اكتافه وقتا غير قليل ..
    وهذا ما تلاحظه عالم عن كتابته عن الكمكلي الحريف في الكلكة ستى شخوصا واحداث وقرى تمشى على ساقين ..راين كل ذلك في كل سطر يخطته عالم ..الرجل لم ينتهي دوره ها هناك فهو من اول المنظرين لمعادة المركز والهامش ونرى جيدا اهمية هذه المدرسة في صياغة الهوية السودانية وفق شروط عادلة لاقصى ما يمكن ..
    ملاحظة اخرى عالم ليس ككثير من شعراءنا تلتصق بهم حالة النرجسية فهو من اسهم كثيرا في مدي يد العون للشعراء الشباب وانا منهم خاطر الرجل بقلمه وهو يناضل في سبيل ريادة الاتحاد العام للكتاب السوداني يخاطر عالم بكتابة مقدمه ديواني الاول وفي هذا مافيه من شجاعة منقطعة النظير ..
    شكرا وسعدا لكم وانتم تستقبلون هذا الرجل الاستثناء ..
                  

04-26-2010, 08:09 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: مجاهد عيسى ادم)

    كتب الشاعر : مجاهد عيسى آدم:

    المنتخب هذا التعبير يشعرني باطمئنان فوق العادة ..كم انتم سعداء بهذا وهي فرصة الحديث عن عالم عباس في جل كتاباته الشعرية كانت تنتابني رغبة في رؤية ذلك الشخص الذي يحمل عدة اجناس ابداعية واكثرها هما هما الشعر ثم كانت مثاقفة توقفك على اطراف اصابعك ما بين الدكتورين تاج السر الحسن والبنا وكلاهم غني عن التعريف لكن كان كلامها شيقا وذهاء الساعة كان الحديث عن عالم عباس ..الرجل الذي حمل الارض على اكتافه وقتا غير قليل ..
    وهذا ما تلاحظه عالم عن كتابته عن الكمكلي الحريف في الكلكة ستى شخوصا واحداث وقرى تمشى على ساقين ..راين كل ذلك في كل سطر يخطته عالم ..الرجل لم ينتهي دوره ها هناك فهو من اول المنظرين لمعادة المركز والهامش ونرى جيدا اهمية هذه المدرسة في صياغة الهوية السودانية وفق شروط عادلة لاقصى ما يمكن ..
    ملاحظة اخرى عالم ليس ككثير من شعراءنا تلتصق بهم حالة النرجسية فهو من اسهم كثيرا في مدي يد العون للشعراء الشباب وانا منهم خاطر الرجل بقلمه وهو يناضل في سبيل ريادة الاتحاد العام للكتاب السوداني يخاطر عالم بكتابة مقدمه ديواني الاول وفي هذا مافيه من شجاعة منقطعة النظير ..
    شكرا وسعدا لكم وانتم تستقبلون هذا الرجل الاستثناء ..

    الاخ - مجاهد .. تحياتي،

    بينما كانت الجمعية السودانية للثقافة تعمل جاهدة لنرد بعض دين
    رحابة النادي الأدبي بالرياض عبر التحضير لأعمال ثقافية (رواية/شعر/قصة/
    فن تشكيلي) إذ بليلة شعرية من عالم عباس تشرق عليها وعلى نادي
    الرياض الأدبي وتعيد كل شيء إلى نصابه جميل.
                  

04-25-2010, 02:04 PM

مجاهد عيسى ادم
<aمجاهد عيسى ادم
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: علي الكرار هاشم)

    Quote: للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور
    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين المنتخب



    المنتخب هذا التعبير يشعرني باطمئنان فوق العادة ..كم انتم سعداء بهذا وهي فرصة الحديث عن عالم عباس في جل كتاباته الشعرية كانت تنتابني رغبة في رؤية ذلك الشخص الذي يحمل عدة اجناس ابداعية واكثرها هما هما الشعر ثم كانت مثاقفة توقفك على اطراف اصابعك ما بين الدكتورين تاج السر الحسن والبنا وكلاهم غني عن التعريف لكن كان كلامها شيقا وذهاء الساعة كان الحديث عن عالم عباس ..الرجل الذي حمل الارض على اكتافه وقتا غير قليل ..
    وهذا ما تلاحظه عالم عن كتابته عن الكمكلي الحريف في الكلكة سترا شخوصا واحداث وقرى تمشى على ساقين ..راين كل ذلك في كل سطر يخطته عالم ..الرجل لم ينتهي دوره ها هناك فهو من اول المنظرين لمعادة المركز والهامش ونرى جيدا اهمية هذه المدرسة في صياغة الهوية السودانية وفق شروط عادلة لاقصى ما يمكن ..
    ملاحظة اخرى عالم ليس ككثير من شعراءنا تلتصق بهم حالة النرجسية فهو من اسهم كثيرا في مدي يد العون للشعراء الشباب وانا منهم خاطر الرجل بقلمه وهو يناضل في سبيل ريادة الاتحاد العام للكتاب السوداني يخاطر عالم بكتابة مقدمه ديواني الاول وفي هذا مافيه من شجاعة منقطعة النظير ..
    شكرا وسعدا لكم وانتم تستقبلون هذا الرجل الاستثناء ..
                  

04-25-2010, 05:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: مجاهد عيسى ادم)

    Butchart-Gardens-Sunken-Garden-01sudan20sudan3sudansudan640x480sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    يا بُستان الشِعر أين ريحك ؟





    كلمة الشاعر شوقي أبي شقرا في أمسية يقدم فيها :
    الشاعر عالم عباس محمد نور

    بيروت 3/12/2008

    الشاعر الذي نحتفي به في هذه الأمسية يحمل قصيدته الليّنة القوام والنار معها وإذ يفعل وإذ يلعب بالنار يتشكّل عنده الرمز والدور ويقترب هكذا من شخص آخر، من رمز آخر له عبئه وله ناره وهو حامل الهوى الذي صوّره وميّزه الشعر العربي باكراً، وكلاهما كائنان في الانبهار الدائم والحرقة الكاوية وكلاهما يسبحان في ارتفاع عن سطح الواقع وكذلك عن سطح العادات والتقاليد أو أكثر.
    وكلاهما في جسد يهزل أو يسمن أو ينوء ويتوكأ على الحلم والمشاعر الملتهبة. وفيما الفارق مع الأول أنه يستخفه الطرب فيطرب في دنيا أوراقه وفي معانيه وفي ذاته على الأقل، فإن الثاني يتعب، فهو تعب، ويكاد ينهدم في برديه من فرط الشوق والحنين إلى النقطة والهدف، إلى حيث يلمع ويتهاوى في لحظة الانفعال أو يتماسك في لحظة الوعي. ولا شك في كل حال، أن حال كلا الحاملين هي القريض والحب وأن هذين هما ما ينفع المرء وأيضاً صناعة الشعر إياها التي تشمل غيرها من الصناعات، جلّى وناعمة وفاتنة.
    وهو ذا عالم نور الشاعر الأصيل بالصفتين وسائر الملامح الفنية والإنسانية قادماً من السودان بحبره وأدواته وقصائده في ديوان جديد له صدر عن دار نلسن في بيروت. هذا الديوان ترحب به وتأنس المدينة، ترحب بالأسلوب المتين لدى صاحبه، حيث كل شيء يتلاقى في إطار صارم من البيان والبلاغة وحيث الشاعر يرحل إلى جهات عدة وإلى أغراض مثيرة له وترافقه الغنائية والإيقاع الخاص واللغة التي في طوع له تنساب موزونة في أغلب الأحيان. وينتفض الشاعر في هذه الأثناء ليكون رسولاً إلى القارىء ومَن حواليه، رسول غايات تزهو بأبعادها، قائمة على نصوص في جلبابها الثمين وعلى ما يزول وعلى ما يبقى، فالشاعر يأسف ويغضب ويرثي ويحزن ويشقى ويقلق ويشتاق، وكل ذلك في بوتقة الفصاحة، وفي إطلالة على منبع تراثي. ولا يغيب الكشف فهي قصائد تنداح على مساحتها وتغرق في نوع من الروحانية التي تعشش في الثنايا وتمضي قُدماً، وإذا القصائد من عالم نور، طريفة، هادرة متناغمة السياق والسرد المتوافر، عاملة على النزول من عليائها إلى ما يختبىء في الكيان من تساؤلات ومن معالم مفتوحة على الوحي ويحيط به القلم، ولا سيما شعراً وإختراقاً لأي ظرف ولأي ليل حالك.
    وعالم نور يتقدم في وطنه في بيئة من الأهل والأصحاب والأصدقاء والشعراء والأدباء، والآن في بيئة لبنانية تعوّدت أن تحضن التجارب جمعاء، وأن تكون مرتاحة حيثما تكون، في منابرها في بيوتها، في أبراجها المتاحة لمن يرغب. ولذلك نجد هذه المدينة لأنها جرّبت ما جرّبت وصنعت ما صنعت في الشعر والنثر، تطالع عالم نور من باب الإلفة والشاعر هنا له أن يكون من يكون وأن يكون شكله شديد الصلة بالقواعد وحيث الحرية في وسعها أن تجري حرة كلياً، فلا يستطيع أن يكون إلا كما هو، وإلا أن يكون في ملء عباءته، ذلك القدير على أن يفرحنا في هيئته الشائقة، في بلادنا أولاً إذ هنا يحلو التجوال في التراث وخارجه وأن يبحث عن لون في أملاكه. وأقول إن عالم نور أصالة وأصناف وأنه لمن سعادتي أن أكون ممهداً له وأن يطربنا دائماً عبر قصيدته التي تكرج في مجالها سليمة، كما يكرج الحجل، والعبرة أنه عميق وحالم وأنه في أي من خطواته، يسحب أرنب الشعر من وكره، ويرينا أن اللعبة تتم بأصولها معه، وأن الحمامة ليست في القبعة وأن الحقيقي يكمن في ما يفعل وما يكتب وما ينظم، وأن القيمة متداخلة فيه. ويرينا أيضاً أنه يفلت العصفور من القفص من عقاله، وأيضاً أنه يسكن مرتبة عالية في الشعر العربي، وأن السودان راقية الكلمة، وأن هناك شعراً وشعراء وهم حاضرون في بلاطهم ومطارحهم وفي أمكنتهم الطيبة بادىء بدء، وأنهم على غرار عالم نور يعكفون على الجديد وعلى إطلاق ما في أنفسهم من القوة والثورة والطراوة والأفاس الحرّى.
    ومن ثم هناك موجة مرتبطة بما قبل، وبما بعد، ومن يقرأ عالم نور يبصر أولئك من خلاله، من حركاته وسكناته، وكيف يجوز للشاعر ما يجوز من البقاء داخل القيود، أو أن يتركها بعيداً ولا يقربها إلا للحاجة الطاعنة فيه أو للتغيير التعبيري المتطلب الخيار، في لآخر الحكاية.
    وعالم نور نموذج آت متفقاً مع الجميع وله نتاج سابق، والجميل في ما نقول أنه ينتعش في تجربته وأنه يسوقها راضية مرضية، وأنه يملك التقنية البيانية، وأنه يملك السليقة وهذه تدوم وتجاور الشاعر في كل يوم وكل وقت، وأنه يملك النغم الذي يحيي والذي يسرّ، وهو ضيفنا في هذه الساعة ونحن في فوران ثقافي وحملة نار وحيث الشعلة في الهواء تهبّ من مرقد العنزة. وأخيراً يملك في متاعه سحراً سودانياً هو جدير به، وهذا السحر كما يتبين لنا لا ينقلب أبداً على الساحر.

    شـوقي أبي شقرا
    بيروت في 3/12/2008


    *
    الأحباء :
    هذا يوم ستنعمون فيها برحيق الشعر العربي الجزل ،
    ولا تنسوا أن الشاعر الرقيق : عالم عباس فلم يزل مُنكسر الفؤاد
    من حزن فراق شقيقته عظم المولى أجر الصبر .


    *


    ( عَبقْ البقيع ) للشاعر عالم عباس : فتحٌ في المديح النبوي


    إنها فتحٌ في شِعر المديح النبوي .
    يقولون لا نعرف أنفُسنا ، ولا نعرف شُعراءنا وهم يرتقون المَجد في العلا و إلى القمم . بسلاسة يقودون اللغة وقد استعصت على الأعاجم والمُستعربين والمستشرقين من فخامة قاموسها وفتنة جرسها وهو يراوح جوَّالاً بين الأمصار والأرياف والبوادي والحَضر. جَلَستْ اللغة عندهم وتشكلت بساتينها ، وتقاطر الندى يلعق أكمام وردها .كل الذي تعوّد الناس عليه تجده يجاور الغريب بلا نشاز. غطس الحصى في الرمل وتشققت الحجارة و نَبع الينابيع يصيحُ تَفَجُراً :

    هُنا السنابل مُذهبة الألوان بقمحها ترقُص من فرحٍ فمنْ يصنعُ لنا اليوم وليمة ؟

    دعانا الشاعر ( عالِم عباس ) لرحلة صفاء لفحته نسائمها وهو على راحلةٍ مأمون سرجها ، معروف مآلها . تهتز هيَّ ثم تستقر أنى تشاء . الشهر كان شهر صوم منذ عامٍ مضى . على مزامير الزمن الماضي طرِب النبي داؤود وأطْرَب. في الماضي الوسيط لبِس الشعر لغة الموسيقى وشاحاً وأسفرت المعاني عن الجِيد المُرصع بالنعيم . قيثارة الزمن الماضي طوت الشعر في حضنها، ومن الصدور خرج هو صداحاً من ثِقل أحمال الوجدان و دفق العواطف .
    في دروب السيرة النبوية وقفات مع الشعر ونحن نقول بخلاف ما يُعْرَف :
    أبلغ الشِعر أصدقه محبةً .
    ذاك كعب بن زهير بن أبي سلمى، شققنا صدره وأنطقناه فقال:
    عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا ،
    حيثُ النبي وأصحابه . طرقتُ وأُذن لي ودخلت مُتلثماً أطلب الأمان فأمِنت. استقبلتني الطلعة النورانية ،ولو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً و هادياً . بدأتُ أنشد :
    بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ
    وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ
    هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ
    تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ
    شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ
    .........................................................
    ثم اتكأتُ على مِسند الشِعر حتى دنوت :

    إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ
    فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا
    زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ
    ......................................................
    وما أن بلغت : إن الرسول لنور يستضاءُ به ... ، حتى نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبَسَنِيها عفوا وسماحاً، فسُميتْ قصيدتي من ساعتها : البُردة .
    للتاريخ رنينٌ يأتيك من حفريات الزمن الماضي . أسفار أبطاله كُتبت بمحبة وأحرُف من نورِ أفعالهم . ( عبق البقيع ) : بوح من الطيب يأتيك من مراقد من استحلبوا الحليب من ضُروع العُسرة . نصروا الرسالة فخَلُدتْ ، وأغدق ربُهم على أرواحهم المنَّ والسلوى .
    جاء الشاعر ( عالم عباس ) و مشت عينيه فسيح المكان بأرض البقيع . ومن عَبقه سرى وجدانه بقشعريرة أنبتت لطائفها شِعراً . طرق المصطفى باب محبته الواجِدة ومن سُحبه المُكتَنـِزة أمطر. فكَّت خاطرة الشِعر ضفائرها عند مجلسه وتبخترت لُغة باهرة في المديح النبوي هزت عُروش ممالك الشِعر القديم وفاحت رياحينها. و بُردة النبي ، ومن عبق مِسك صاحبها الأصيل تمايلت أعطافها نشوى حين كتب الشاعر :
    عبق البقيع

    مِنْ نحْوِ طابَةَ كُلُّ الريحِ ريحُ صَبَا ...
    وكلُّ نَشْرِ خُزاماهَا زَهَا و رَبَا
    و رَفّ في الضوءِ مِنْ عطرٍ يَضُوعُ بِه..
    عِطْراً مضيئاً كَأنْفاس الرُّبَى رَطِبَا
    كُلُّ النواضِرِ منْ زهرائِها انْكَسفَتْ...
    كل البدور توارَى نورُهَا و خََبا
    فذا العقيقُ عقيقٌ من سَنَا شُهُبٍ..
    منْ مَِّنةِ الله، قدْ أعْطى وقد وهبا
    فالتُّرْبُ مِْسكٌ ومن عَبَقِِ البَّقيعِ نَدَىً ...
    و النخلُ يَرْشَحُ طِيباً من أريجِ قُبَا
    سما بروحيَ مِنْ ريحانها سببٌ...
    إلى المعارج لَمَّا عَزَّ مُنْسَرَبَا
    هنا الأرضُ من نفحاتِ الله عابقةٌ ...
    هنا السماواتُ قَدْ مَدَّتْ لنا طُنُبَا
    تسري السكينةُ في أوصالنا بَرَدا ...
    ويخفقُ القلبُ من جّرائِها خَبَبَا
    .....................................
    أو حين يقول :

    صَلّى عليكَ إلَهِي قَدْرَ ما وسِعْت ...
    آيُ الكتابِ معانٍ أثْقَلَتْ كُتُبَا
    يا ربِّ صَلِّ على المحبوبِ سيِّدِنَا...
    كما تكونُ صلاة، غَيْدَقَاً سَكِبَا
    سَحّاً سَكُوباً، دوَاماً دُلَّحَاً غَدِقَاً...
    غَيْثَاً غِيَاثَاً، مديداً، دَيْمَةً سُحُبَا
    ..........................
    للقلب أن يطرُق الأضلُعِ من فرحٍ فهُنالكَ من ضاقت نفسه وما وسعتها رغوة كؤوس الصفاء وقد طفحت شعراً ، عميقة جذوره في بطون الأمم . لله درُك أيها الشاعر الذي رقصت أنجُمه مُتلألئة في سماء العتمة وهو المُتيمُ جالس في طيب الثرى ، نَحَرَ الفؤادَ فَعَظُمتْ الذبائح في بهو البقيع الذي تَعرُشه السماء وتَفرُش بساطه الأرض ، وإنك لنازعتَ كعباً بُردته .

    عبدالله الشقليني
    17/05/2007 م

    *
                  

04-26-2010, 07:18 AM

إدريس محمد إبراهيم
<aإدريس محمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 03-13-2006
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: عبدالله الشقليني)

    محمد عبدالجليل ...
    تحية ملؤها الحب والتقدير ...

    حضور بعون الله لنستقى من هذا النبع البهاء ...

    مع خالص حبي وتقديري ؛؛؛
                  

04-26-2010, 11:35 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: إدريس محمد إبراهيم)

    الاخ - إدريس - تحياتي، تعال وأجلس على أطراف قلبك
    فالوقت للشعر والرؤى .. إن الحقيقة تؤلم
                  

04-26-2010, 10:48 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الأستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي،

    قبل يومين كنت أبحث عن ما كتب عالم .. وما كتب عنه
    استوقفتني طويلا كلمة شوقي شقرا .. وكلمتك عن كلمة شقرا
    عندما قلت:

    حريٌّ بمملكة الشِعر العربي أن تحتفي بالشاعر عالم عباس محمد نور ،
    كما احتفت به دار نلسُن للنشر ببيروت حين نشرت ديوانه الشعري
    ( في انتظار الكتابة).
    أي كتاب رفعت به سيدي لُغتك إلى أرجوحة الشِعر المُعلقة أطرافها
    في بروج الكون تنظر أستار الكعبة منذ المُعلقات ؟. قد لا نُحسن نحن
    معرفة قدر ما لدينا من الشعراء ، وقد نمجدهم أيما تمجيد ونتعالى إلى
    سماء الشِعر العربي وأفراس راكبيه والصهيل الذي يضرب الآفاق
    ويملأ السماء ، لكن شاعراً مخضرماً مثل ( شوقي أبو شقرا ) لن يمُر
    عليه الأمر كما نحسب . قرأ الباهر دواوينه ، وفي غُرتها ما دلفت به
    ( دار نلسُن ) وهو ديوان عالم عباس الأخير . جلس الشاعر الفخم
    ( أبوشقرا ) لمنضدة المنصة وهو يقدم شاعرنا الباسق / عالم عباس
    محمد نور في ليلة الشعر حين توقيع ديوانه الشعري ضمن فعاليات
    معرض بيروت للكتاب ( 25) في لثالث من ديسمبر 2008 م .
    ===========================================================
    أخذت كلمة شقرا وكلمتك إلى أحد المنتديات للإعلان عن الليلة الشعرية
    وأبقيت في نفسي أن آتي بها إلى هذا الخيط حتى سعدت بأن وجدتك
    تأتي بها والجديد .. التحية لك أستاذنا الشقليني ولرسوخ الرهان
    على مجدالكلمة
                  

04-26-2010, 07:43 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: علي الكرار هاشم)

    الاخ - علي - تحياتي،

    مرحباً بك والمعاك .. نريد أن تكتظ قاعات أدبي
    الرياض التي درجت على إستقبال الفعاليات السودانية
    والاحتفاء بمبدعي السودان .. وهي إذ تستقبل عالماً
    فنحن غاية السعادة أن يكون السودان حاضراً في هذا
    الصرح الثقافي الضخم الفعال وعبر من؟ عالم عباس
    محمد نور .. فقل لوسائظ الثقافة استعدي.
                  

04-26-2010, 01:16 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أ يا توأم الروح، يا صاحبي
    يا صَفَيِّي "الكَلَسْ"
    ألا يا أُخَيّْ،
    و إن ساءك اليوم
    بؤسُ العشير،
    وفقرُ الضميرِ،
    و غَدْرُ النصيرْ،
    و إنْ حَزَّ في النفْسِ
    بغْيُ الغَوِيّْ.
    فليسَتْ سِوَى
    عَكْرَةٍ ثُمَّ تصْفُو،
    و ليسَتْ سِوَى
    غَمْرَةٍ تَنْجَلِي،
    وإنْ كانَ جلمودَ صخرٍ
    هَوَى مِنْ علِ،
    وإن سامها المفلسون،
    وإنْ نَطّ في رأسِها
    كَمْكَلِي...
                  

04-26-2010, 01:44 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وتسلّلوا كالنّمْلِ فوق الرَّمْلِ
    صار النيلُ يبصقُ ضفَّتَيْهِ تِقَيُّأً
    في المقرن المجدور
    والخرطومُ ترفلُ في تهتُّكِها الرخيصِ دعارة
    وبَدَتْ لها سوْآتُها الكُبْرَى
    وليس ثمّةَ
    مِنْ حياءٍ ما يوارِي سَوْأَةَ الوطنِ القتيلْ
    وتجسَّمتْ في الليل أشْبَاحٌ بدتْ فيهم ملامِحُنَا
    فهم أشْباهُنَا
    وحصادُ ما اكتسَبَتْ أيادينا
    وهُمْ أوْزارُنا
    فاحتْ نتانَتُهَا
    فأغْرَتْ مِن ضواري الليل والآفات
    من كل
    النفايات التي يأتي بها ليلاً غُثَاءُ السَّيْلْ
    ألا
    مِنْ أيّ أْركانِ الظَّلام أَتَوْا
    وكانوا أوّل الفجرِ الّذي لم نَنْسَ مقدِمَهُمْ
    بدَوْا
    مُتَجَمِّلين
    على الوجوه براءةٌ
    حتى ظنّنّاهم ملائكةً
    وقدّيسين أطْهاراً
    وما كَلّوا عن التسْبيحِ والترتيلْ
    وأنْشدْنَا جميعاً خلفَهُم قُدّاسَ عيدِ المجدِ والبُشْرى
    تُرَى ما بالُنا حَلّتْ عليهم
    أو علينا لعنةٌ
    صاروا وحوشاً واسْتبَاحوا لحْمَها
    شربوُا دِماها قَبْلَ قُرْصِ الشمسِ تنْزِعُ
    للأفولْ!
                  

04-27-2010, 07:33 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أمسية شعرية

    للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور
    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين المنتخب

    و

    الشاعر السعودي حمد العسعوس

    الزمان : مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010 م الموافق 13 جمادى
    الأولى 1431هـ الساعة الثامنة

    المكان: النادي الأدبي بالرياض - حي الملز


    الدعوة عامة
                  

04-27-2010, 10:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لعل الجياد الشَموسة ،
    والتي تركض الآن في الأفق ،
    حقاً جيادي ،
    وأنَّ البلاد ، بلادي !
                  

04-27-2010, 12:14 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أمسية شعرية

    للشاعر السوداني عالم عباس محمد نور

    رئيس اتحاد الكتاب السودانيين المنتخب

    و

    الشاعر السعودي حمد العسعوس


    الزمان : مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010
    م
    الموافق 13 جمادى
    الأولى 1431هـ الساعة الثامنة

    المكان: النادي الأدبي بالرياض - حي الملز


    الدعوة عامة
                  

04-27-2010, 01:49 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وإن رقّ أهلُ المكارم
    راقوا،
    وإذ ما أفاقوا
    لطافٌ، رِقاقٌ
    رهافٌ مُلُسْ.
    و فيهم جمالٌ، وفيهم قُدُسْ.
    كطلعة "فلاّتيةٍ"
    أتْلَعَتْ من " تُلُسْ"
    بَرَزَتْ بُرْهَةً، فاسْتَوَتْ
    ثُمَّ غابتْ على رِسْلِها
    في الظِّبَاءِ الكُنُسْ.
                  

04-28-2010, 08:24 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    التحية للشاعر عالم عباس محمد نور
    التحية لجمعياتكم المثابرة
    والمجتمع الثقافي الحي للسودانيين بالرياض
    أتمنى أن تكونوا سعدتم بأمسية إبداعية جذابة
    تحياتي لكم
                  

04-28-2010, 09:11 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Bushra Elfadil)

    اخي والصديق العزيز
    محمد
    لك التحيات والاحترام
    الرجاء يا اخي ان تنقل تعازي الحارة وسلامي للأستاذ عالم
    مع الامنيات لكم بليلة عامرة بالمعلرفة والمتعة
    مودتي ومحبتي
                  

04-28-2010, 10:35 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: محمد سنى دفع الله)

    منقولة كما هي من مكتبة (عادل عبدالعاطي):

    أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس
    (كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة)

    شعر: عالم عباس محمد نور

    فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"!
    قلتُ: "لي دينِ".
    قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا..
    فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟"
    عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ!
    فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"!
    قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!"
    فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب!
    نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب!
    واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا،
    نسَخْنَا،
    وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد!
    وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!".
    "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم،
    ولاَ في القريتينِ عظيم"!
    وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ "
    إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"!
    قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"!
    قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟
    نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!

    غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا،
    فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر،
    وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ،
    فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!

    فما قُلْتُ ذلك حتى انْبَرَوا، آخذينَ خناقي،
    فشدّوا وَثاقي، وكانوا يقولون:
    " نحنُ الذين تنادَوا، ومَنْ "قيصرُوا" اللهَ نحنُ، ونحنُ نُؤلِّه قيصرَ كيف نشاءُ وأكثر!
    فما كان لله يمضي لقيصر!
    حَكَمْنا.
    وإنّا ، على ما نشاءُ تصير الأمور"!
    فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟
    فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"!

    قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ".
    قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"!
    قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟
    فليكُنْ!
    فماذا فعلتم بهذا الوطن؟
    وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً.
    وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً،
    كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً!
    صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير.
    والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا،
    ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا،
    وقود المعارك، والجند، والهالكين!
    ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها،
    يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال!
    وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ،
    صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال.
    والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!

    فما بالكم هؤلاء نكَصْتُمْ،
    وآثَرْتُم الظلمَ، والحَيْفَ، جُرْتم؟
    ما عقَدْتُمْ، نَقَضْتُمْ
    ما رَتَقْتُم، فَتَقْتُمْ!
    وها ما بنيْتُم هدمْتُمْ، وما زِلْتُمُ تفعلون:!!

    بَني أُمَّ،
    هذه الأرضُ، كتفاً بكتفٍ،
    وكفّاً بكَفٍّ، شقَقْنا ثَراها، لنصنَعَ هذا الوطنْ.
    سقَيْنا عُروقَ الرِّمالِ العَرَقْ،
    سكبْنا الدموعَ، ليالي الأرَقْ!
    صَبَغْنا النّجوعَ النَّجيعَ،
    وسالت دمانا على كلِّ شقٍ، نشُقُّ الطُّرقْ،
    فَكُنّا بنيها بِحقّْ!
    فها أيْنَعَتْ،
    وحان القِطافْ،
    فما بالكم تفْترون علينا، وعن حقنا تمنعونا،
    ونُمنَعَ حتى الكفاف؟
    ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم،
    وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف!
    ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟
    هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ،
    ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟
    سهِرنا عليكم زماناً،
    وما ضَرَّنا لو تناموا ونصحو!
    وقفنا الهجيرَ، نُظَللُّكم كي تسوسوا،
    وذقْنا المراراتِ، كي تنعُموا بالعَسَلْ.
    رعيناكمُ في المُقَلْ.
    فكيف بني أُمَّ هُنَّا عليكم فأقصيتمونا،
    وآذيتمونا،
    فما بالكم تكْفرونَ العشير؟
    وبالأمس كُنّا لكم إخوةً، قبل هذي الفِتَنْ!
    وكنتم زعمْتُم أبانا أباكم،
    ومن ثديِ أمٍّ رضعْنا،
    نذرنا نموتُ وفاءً لهذا التُرابْ!
    لماذا عبثتُم بأحلامنا
    فغَدَتْ في السراب؟

    لِمَ الآنَ صِرْتُم علينا؟
    وصار لكم انتماءٌ جديدٌ،وعِرْقٌ، وسِنْخٌ،
    سِوى ما عهِدْنا؟
    أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ،
    جئتُمْ، كما النيل أبيضُ،
    ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ،
    وامتزاجٍ أصيل؟
    ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً،
    واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ،
    هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ،
    ذاتُه فيهِ،
    نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ،
    ماءٌ وليس بماءْ!
    فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ،
    وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ،
    كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ،
    فيصبح ماءً، مجرّد ماء!
    ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ،
    فيغدو هباءً،
    وأن يتعَرَّى،
    ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟
    أتسمحُ كيف بهذا الهُراء!
    وأيُّ الغرورُ اعتراكَ،
    فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ،
    صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ،
    تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا،
    وتفرّق بين الخليل وبين الخليل.

    آ الآن تطلب مني أدافعُ عنكَ،
    أصُدُّ الغُزاةَ وأفنى لتبقى!
    وها أنت كالسوس تنْخرُ في سامقات الشجر؟
    ودأبكَ الدهْرَ تمضي،
    تقَتِّلُ فينا، وتذبحُ منا،
    وتسحلُ، تنهبُ، تسبي وتهتِكُ عِرْضَ أخيك!

    آ الآن صرْتُ ابنَ شدّاد،
    والأمسَ كنتَ تعيّرني باسم أمي،
    فتصرخُ يا ابن زبيبةْ)!
    آ الآن يا عَبْسُ، صرتم تنادوا عليَّ،
    وقد كنتُ أُطْرَدُ، تُلْقى عليّ َفتاتَ الموائدْ!
    أما زلتُمُ آلُ عبْسٍ تظنون أن العصا
    والقيودَ تُطوِّعني لأُواجِهَ أعداءكم،
    فَأَكِرَّ عليهم، كما تشتهون؟

    بَنِي أُمَّ، لا.
    واجهوا من دعوتم،
    بأقوالكم، وبأفعالكم، وأكاذيبكم،
    فهذا حصاد الذي تزرعون!
    وإني ليعجبني أن تذوقوا من السم ما تطبخون،
    وأن تصطلوا بالجحيم التي توقدون!

    فإنْ كان لابد أن اتْبَعَكْ!
    فسأمضي معك!
    وأرقُبُ كيف تسير إلى مصرعكْ،
    وأشْمَتُ فيك، إذا حاصروك، وساقوك قسْراً،
    إلى حيثُ يُقْضَى عليك،
    ومن خاض تلك الخطايا معك،
    إلى مضجعك!
    وأرصد كيف التكبُّرُ والعنجهيّة والغطرسةْ،
    وكل الضّغائنِ والحقدِ، تلك التي وسمَتْ عهدكم،
    والهوان الذي سُمْتُمونا،
    ومُرَّ المآسي ونار الكوارث،
    ثُمّ نرى، كيف تُسْقَوْنَ منها، جزاءً وفاقا،
    وكأساً بكأسٍ،
    وقسطاً بقسطٍ،
    وعدلاً بعدل!

    كُنَّا لكم شجراً في الهجير،
    فكنتم فؤوساً!
    وكُنّا لكم حضن أمٍّ رءومٍ،
    فلمّا ملكتُم قطعتُمْ رؤوسا،
    رعيناكُمُ صبْيَةً،
    ثُمَّ لما شَبَبْتُم عن الطوقِ،
    كبَّلْتمونا!
    وكُنّا نجوع لنطعِمَكم،
    فلمّا بشمْتُم، بصَقْتُم علينا.

    قُضِيَ الأمرُ،
    لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ،
    أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ،
    بعد الخروج!
    ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ،
    ليس بوُسْع أحد،
    أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق،
    ما من أحد،
    يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ،
    بعد نبْضِ القسيِّ،
    وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ!
    وهل مِنْ أحدْ،
    يستعيد الحياة لمن قد قتلْتُم،
    وأحرقْتُمُ ودفنتُمْ؟
    انتهى للأبد،
    فليس بوُسع أحدْ،
    بعد جُرْحِ الكلام،
    أن يعيدَ لنا الابتسام.
    كذبتُم، وخُنتم، وما زلتُمُ تكذبون!
    جرحتُمْ،
    وأوغَلْتُمُ في الجراح، فليس بوسْع أحد،
    أن يُعلِّمَنا كيف ننْسى!
    غفرنا، وقد نغفر الآن،
    أمّا لننْسى، فهذا محالٌ،
    - فيا للأسى- ليس ننسى!!

    وَجَبَ الآن أن نتوقّفَ حتى تَرَوا،
    أيَّ جُرْمٍ جرمْتُم،
    وما تُجْرِمون!
    وكيف اسْتَلَلْتُمْ سكاكينَكم، في برودٍ مخيفٍ،
    تحُزّوُنَ أوصال هذا الوطنْ!
    تفنَّنْتُمُ في البشاعة والموبقات،
    وصِرْتُم تُديرون فَنَّ الفظائعِ، بالحَمْدِ والبَسْمَلَةْ!
    تأكلون الحرام،
    تُحِلُّون مال اليتيم، وتغتصبون،
    كما تسفكون الدماء، وما فوق ذلك،
    بالحمد والبسملة!
    وبالهمْهَماتِ، وبالتمْتَماتِ،
    وبالسَّبْحَلاتِ، وبالحَوْقََلةْ!
    أيُّ شعْبٍ تظنُّونه غارِقاً في البَلّهْ!
    أيُّ ربٍّ تخونون،
    مَنْ تخدعون؟
    وأيَّ إلَهٍ تظنُّونَه غافِلا.!

    قُضِيَ الأمْرُ،
    حلَّ عِقابُ الإله الصمد!
    فليس بوُسْع أحدْ،
    أن يعلِّمَنا كيف ننسى!
    أثرُ الفأس، في الرأس،
    والدم ما زال طَلاًّ،
    وما زِلْتُ مثلَ المُهَلْهِلِ، مثلَ أبي، صارخاًُ:
    (لا صُلح حتى تردوا كليباً)!!

    وينهضُ شيخٌ يثورُ على الحلْمِ، يُلقي زَكانَتَهُ جانِباً، ثُمَّ يمضي إلى السيف، بالرغم عنه، ويهذي:
    ( كل شيءٍ مصيره للزوال،/قد تجنّبْتُ وائلاً كي يفيقوا/، لا صلحَ حتى نملأُ البيد من رؤوس الرجال،/ أبى وائلٌ عليَّ اعتزالي/، ليس قولي يراد، لكن فعالي/شاب رأسي وأنكرتني العوالي/، طال ليلي على الليالي الطوال/، لم أكن من جناتها، علم الله وإني بحرِّها اليوم صال)!

    عالم عباس/ جدة/سبتمبر2006

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 04-28-2010, 10:44 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 04-28-2010, 10:54 AM)

                  

04-29-2010, 07:44 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: صلاح هاشم السعيد)

    استخدم الانترنت لساعتين
    هذه مواقيتي وهكذا آليت على نفسي واعتدت على ذلك.
    جئت جزلاً أبحث عن مداخلات وعشماً دراسة أو أثنتين .
    (هنا) تحديداً : (لا شيء).. (شيء محزن).

    شيء من :
    (الباء التي أغفلت):
    “كتبت:
    الف..
    لام..
    حاء..

    ثم أغفلت الباء عمداً
    باب: هو الباء باء البهاء وباء البهار وباء البنفسج
    باء هو البحر، بوابة، للبكاء وللبوح، والباذخات من الغيم
    تهمي على باسقات الشجر!
    باء بعيد كما بحة الناي بعد الرحيل إلى بكة الشعر،
    حيث البلاغة تزهو بباء البديع وباء البيان
    وحاء
    يحرك حرية العشق، حاء من الحيرة المستكنة،
    حاء هو الحلم حين تحول من حالة الوهم، حاء الحقيقة والحيرة المصطفاة.
    .”

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 04-29-2010, 08:32 AM)

                  

04-29-2010, 08:38 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: صلاح هاشم السعيد)

    الأعزاء الأساتذة / د. بشرى الفاضل
    محمد السني دفع الله
    صالح هاشم السعيد

    تحياتي،

    ياخوانا إنتو ما شفتو الخيط الجديد عن الليلة
    والله شنو .. وجدت مداخلاتكم في خيط الإعلان عن الأمسية
    الشعرية .. وبالأمس بدأت إنزال الندوة والصور في
    خيط آخر تجدونه على صدر هذا المنتدى .. فآمل
    الانتقال إلى هنالك بمداخلاتكم التي تضيف ويا صلاح
    كلو شيء ولا الباء التي أغفلت ونحن في أشهر الصيف

    نلتقيكم بهناك
                  

04-29-2010, 12:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعر عالم عباس بالنادي الأدبي بالرياض – السعودية مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م الساعة الثا (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: وإن رقّ أهلُ المكارم
    راقوا،
    وإذ ما أفاقوا
    لطافٌ، رِقاقٌ
    رهافٌ مُلُسْ.
    و فيهم جمالٌ، وفيهم قُدُسْ.
    كطلعة "فلاّتيةٍ"
    أتْلَعَتْ من " تُلُسْ"
    بَرَزَتْ بُرْهَةً، فاسْتَوَتْ
    ثُمَّ غابتْ على رِسْلِها
    في الظِّبَاءِ الكُنُسْ.



    الشكر للأستاذ / محمد عبد الجليل
    وشركاء الملف
    لقد أورق العُمر
    قصيد يُطفئ جمرات القلب،
    وتُحدّث الأفلاك بعضها أن الرياض فاحت أزهارها ،
    والرياحين تأبطهن الثمر.
    *
    وليت الشاعر الصدوق أيقظ مارد الشِعر الذي
    نام في ذاكرة الشاعر الروائي :
    الدكتور بُشرى الفاضل

    الشكر الجزيل لكل من كان هناك ،
    تجدون أدناه الشاعر الصادح عالم عباس
    يتحلّق حزنه بأجنحة العقاب :
    Quote:
    نقلا عن رزنامه كمال الجزولى :

    الشاعر عالم عباس يبكى الشاعر النور عثمان أبكر:

    كنّا كأفراخ النسور نتحلق حوله في بواكير السبعينات العامرة، وكان نسراً كامل البهاء يطعمنا المعرفة. كانت داره بالصافية تتلقى أرتالاً منا نحن ناشئة الأدباء، زغب الحواصل، أقلامنا طرية، ومحاولاتنا تنهض وتكبو. كان يرى في البذور براعم مبشِّرة، وفي الزند المتساقط ناراً مقدسة على وشك الاشتعال. حفاوته وإيمانه بالشباب لا يماثله فيهما إلا العرَّاب الأكبر محمد المهدي المجذوب!

    لم نكن شباناً صرفاً، وإن كان أغلبنا، يومئذٍ، بين الثامنة عشر والخامسة والعشرين. وحين كان الكبار يملأون الساحة، كان النور يفرد لنا حيِّزاً معتبراً في الصفحة التي كان يشرف عليها في جريدة الأيام، حيث كانت محاولاتنا تجد مجالاً للنشر والتقويم، يستل منها ما يرى انه لا يستقيم، وينشر منها المفيد، ويعلق عليه، ويحاججك فتقتنع. كنا عجينة من صلصال ثقافاتنا السودانية المتنوعة، رمت بأكثرنا الأقدار في بوتقة العاصمة، ريثما نتشكل في مصهرها العظيم. جمعَنا حوله حبُّ الفن والأدب. ربما ذهبنا برفقة من كان سبقنا إليه، أو أرسلنا لبريده بعض أعمالنا فاحتفى بها ونشرها، فسعينا، بالفرحة، نتعرف عليه.

    في سمته مهابة، طرمَّاحاً مديد القوام في غير نحافة. لونه يغرق في سمرة داكنة لطيفة. يقبل عليك بكليَّاته، مصغياً بجميع حواسه، تشرق عيناه، ويضيء وجهه، فإذا تكلم أبان وأوضح. تخرج كلماته واثقة النبرة بلثغة محببة. حين ينطق (الرَّاء) فكأنما يقضم منها قضمة يملأ بها فمه فتخرج (راءً) ضلت طريقها نحو (اللام)! نسمعه بالعربية فنظنه لا يجيد سواها، والألمانية فلا يخالطها بغيرها. وهو أستاذ اللغة الإنجليزية، يدخل الصفَّ فينسي أية لغة إلاها. روَّض نفسه على انضباط لغوي صارم. وأتعجب أننا نلقم حديثنا عبارات إنجليزية كانت، أول أمرها، تنطعاً وادعاء معرفة، حتى استحكمت فصارت عادة ذميمة لازمتنا إلى اليوم!

    علمنا كيف نصغي، ونتحاور، ونتلمس مواضع الجودة في كتاباتنا، ونحتفي بها، ونصبر على النقد دون تنافس أو حسد أو تباغض!
    كان في الرفقة شمو والزبال وأبو كدوك وابراهيم اسحاق ومهدي بشرى وعثمان الفكي وعيسى الحلو وكمال الجزولي ومبارك بشير وصلاح حسن والسر مكي وسامي سالم وكثيرون يذهبون ويجيئون في داره الدافئة، وكرمه الندي، بين أسرته، وما أدراك ما أسرته، ومكتبته ويا لمكتبة النور! هنالك قرأنا لإليوت وباوند وشوينكا وأشيبي وواثيونق وسنجور ويوسف الخال وأنسي الحاج وأدونيس وسعدي يوسف وريلكه ونيرودا وبودلير وأوزبورن وناظم حكمت. ومن كنوز اسطواناته وتسجيلاته الأثيرة تعلمنا طقوس الاستماع إلى الموسيقى: من بيتهوفن وموزارت وباخ وهولدرلين وأرمسترونق وكولترين وجيمي هندركس وآيزاك هيز وبوب مارلي واستيفي وندر وديانا روس، وإلى المغنيين الشعبيين الذين لا يعرفهم أحد! وفي الأثناء كلبه باسط ذراعيه بالوصيد، يستمع إلى الشعر والموسيقى .. ويشاركنا الشواء النضيد!

    كان يرى في الشباب أعمق مما يرى الآخرون، ولديه الصبر والطاقة للغوص عميقاً في عوالمهم ووجدانهم. كان يشجعهم على الإفصاح والبوح والكتابة في الشعر والرواية والمسرح والموسيقى والرياضة، وفي كلٍّ أسهم بنصيب.
    إنتقل النور إلى نور أكبر في رحاب الرحمن الرحيم، وسنفتقده كثيراً، وسنحزن، لكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
    عالم عباس
    ضاحية الجريف غرب ـ الخرطوم


    نقلاً عن مقال الأستاذ / أحمد أمين في مدونة
    سودان رأي :
    http://www.sudanray.com/Forums/showthread.php?t=1547&page=2


    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de