هزليات في زمن القحط (فخر الدين كرار)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2010, 11:39 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هزليات في زمن القحط (فخر الدين كرار)

    هزليات في زمن القحط
    فخرالدين كرار

    لله در صديقنا وزميلنا أكيلا ملوط الذي غادرنا نهائياً قبل نحو عامين كي يستقر به المقام في جوبا بجنوب السودان، يومئذ بذلنا الجهد مع ألخ مايوم ألير لنقنعه بالبقاء لفترة قصيرة ريثما تنجلي الأمور، لكنه أصر وعاد تاركاً وراءه دعة الحياة ورغد العيش والرفاه في أبوظبي، مفضلاً عليها شظف العيش في جوبا، وأحراش الجنوب. قال أكيلا إنه عائد كي يكون موجود هناك عندما يأتي القوم بالقدح الكبير من بلاد المندكورو، ولأنه لا يريد أن تفوته متعة طيبات هذا القدح الذي يأمل ألا يجري فيه ما جرى لقدح نيفاشا الذي خطفه قوم المؤتمر الوطني ولم يدعوا فيه اعتباراً لأعراف إكرام الضيوف القادمين من الغابة. تلك القصة كانت إحدى الدعابات التي رواها زميلنا القائد باقان أموم أكويج، حيث شبه تعامل جماعة "المؤتمر الوطني" مع اتفاقية السلام الشاملة بأنه مثل جماعة جلسوا ليأكلوا بأدب وتحضر باستخدام الملعقة والشوكة من طبق واحد يكفي الجميع، فإذا بالمجموعة التي يُفترض أنها تراعي حقوق الضيف تضع المعالق والشوكة لتبدأ الأكل باليد "لقمة كبيرة أو لغف أو لتخ كما يقول السودانيون"، ثم لما عنّ لهم، وحدثتهم أنفسهم باستسهال ظلم الآخرين، اختطفوا القدح كله أو "الصحن زاتو) كما قال باقان، ولم يعودوا به أبداً. وكان أكيلا يموت ضحكاً ذكرته بحكاية باقان عن صحن الأكل مع جماعة المؤتمر الوطني، الذين خطفوا الصحن وفروا به.
    قصة أخرى حكاها لي زميل الدراسة والسكن في جامعة الخرطوم منوا أليقو دونقا، والذي كان رئيساً لكتلة الحركة الشعبية البرلمانية في المجلس الوطني ثم ألغت الحركة عضويته بعد أن انشق عنها، لأنه مال كثيراً نحو الجماعة الذين خطفوا الصحن. حكى لي منوا عندما كنا طلاباً ونقيم في غرفة واحدة مع زميلنا السابق أسكوباس لوبورو كينجي، وهو من القادة الميدانيين البارزين في الحركة الشعبية، وقد رحل من هول الفاجعة حين سمع نبأ الرحيل الفاجع للزعيم السوداني التاريخي الدكتور جون قرنق دي مبيور، وكان أسكوباس من أبناء كاجوكاجي في الجنوب رحمه الله. قال منوا إنه دخل فيلما سينمائياً يدور حول قصة رجل مطارد في الغرب القديم، وأن الشريف الذي كان يطارده وضع ثمناً مجزياً لمن يأتي به حياً، فتفرغ أحدهم وطارده حتى قبض عليه وسلمه للسلطة، التي قررت إعدامه، غير أن الرجل النابه كان قد عقد صفقة سرية مع مطارده بعد أن قبض عليه ليستفيد من خدماته إن أبقاه حياً، واتفق معه على تسليمه والحصول على الغنيمة أو الجائزة الكبرى، كما اتفق معه أن يأتي يوم إعدامه، ويصوب بندقيته من على البعد كي يقطع حبل المشنقة وفي خضم الجلبة التي ستسود المكان، يأتي ليصحبه إلى بر الأمان بحصانه حتى يفلت من حتفه ومكر أعدائه، وجرت الأمور على هوى الرجل الطريد، وكان له ما أراد، فأخذه صاحبه إلى خارج المدينة حيث تم اقتسام الغنيمة أو جائزة القبض عليه "بالتساوي" كما اتفقا في الأصل. غير أن الذي تولى القسمة هو صائد الجوائز الماهر، الذي بدأ القسمة بشكل عادل، حيث فتح كيس قطع الذهب وبدأ يقسم على كومين بالقسط، يقول هذا لي (This is for me)، وهذا لك (This is for you)، وعين الرجل الطريد تتابع هذه الحركة المتناغمة بينما تمضي القسمة بالتكافؤ والعدل. غير أن الرجل الذي يقسم بدأ فجأة يكرر وضع قطع النقود الذهبية فوق كومه واحدة ويقول (هذا لي، هذا لي، هذا لي This is for me, this is for me, this is for me) فاحتج الطريد على هذه القسمة الضيزى، وقال توقف عندك، فرد عليه الرجل ما بالك؟ فقال الطريد ماذا تفعل، ما هذا الظلم، لماذا تعطي لنفسك أكثر مني؟ تذكر إنها رقبتي أنا التي كانت على محك حبل تلك المشنقة، (It was my neck)، فرد صائد الغنائم قائلاً، ولكن يا هذا تذكر، لنفترض أنني لم أُصوّب جيداً وأخطأت الرمي، فما الذي كان سيحدث لك (Suppose I missed that rope)! وهكذا رضي صاحبنا بالقسمة الضيزى، أو رضي من الغنيمة بالإياب كما يقولون.
    سردت هاتين القصتين الطريفتين وأنا أتابع مشاهد الانتخابات الحالية التي تتم باسم نيفاشا الغائبة عنها، واسمنا نحن كذلك "الشعب السوداني البطل!"، وأنا أتساءل هل هي انتخابات أصلا؟ أم هي انتخابات شيخم بيخم، وسرجي مرجي، ولا يهم إنت حكيم ولا تمرجي، كما قال شاعر الشعب محجوب شريف متعه الله بالعافية. ينطبق عليها حسبما أرى المثل السوداني القائل: "دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلّية"، (بكسر اللام وتشديدها)، أو شيل ليك فيها شيلا، أو شيلة ربما، مع الاعتذار لسيد الاسم، وعاشت الأسماء يا جميل يا رشا كما كان يغني فنان كردفان الصداح، إبراهيم موسى أبّا عليه رحمة الله، وعاش أبو هاشم، وعاش أحمد عرابي، ومحمد علي باشا، ومحمد الكحلاوي، وتحيا الوحدة الطوعية وكمان الجاذبية، وأطلب بهذه المناسبة أغنية فنان الريس، الفنان قيقم التي يقول فيها: "عزة السودان نحن فراسها نادوا لي ناسا"، حاشية: نكتة أخطر من نكتة شامبيون
    لخص الشعب السوداني المدهش هذه الانتخابات في نكتة مشروب شامبيون الذي يروج له الفنان جمال فرفور، وهي النكتة التي سرت كما تسري النار في الهشيم فعمت أرجاء الدنيا عبر أثير تقنيات الاتصال، وتفوقت بذلك على مقال أديبنا العالمي الطيب صالح طيب الله ثراه "من أين أتى هؤلاء؟"، وتقول النكتة إن مسطولا سألوه عمن سيفوز بكرسي الرئاسة، فرد والله حسب الشايفو من الإعلانات في الشوارع، والغاغة الفي التلفزيونات والروادي حيفوز واحد من اتنين يا شامبيون يا عمر البشير" أو كما قال، وعلى قدر ما أضحكتني هذه النكتة، فقد أرسل لي صديق من أبناء البجا "أدروب يعني" نكتة فطرت قلبي ضحكاً، قال لي يا أخي أنا مفلس اليومين ديل وداير مساعدة، وقال لي أنا سامع أنو اليومين ديل الانتخابات دي فيها شراء ذمم، وقال لي "والله الواحد لو عندو ذمة ذاتا كان باعها لكن ما عندي والله"، قلت له أنا سأرسل لك هذه الوريقة التي سلمونا لها عند التسجيل، وهي مكتوبة بقلم حبر ناشف، وممكن تشتري ليك مقص من السوق وتجيب أكياس نايلون، وتكتب وتبيع وكدا، شغلانة أمرها ساهل، وخذ ثمن وريقتي دي إذا وجت من يشتريها لأني مستغني عنها!
    وختاماً، العاقبة عندكم في المسرات، أو في مُقبل الانتخابات، وسلامتكم كما يقول بدو الخليج في مجالس شعرهم النبطي.

    دبلوماسي سابق

    http://www.sudaneseonline.com/ar1/publish/article_7219.shtml
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de