حتى لا ننسى...(الاسلام هو الحل) على الطريقة السودانية..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2010, 09:11 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتى لا ننسى...(الاسلام هو الحل) على الطريقة السودانية..!!

    (الاسلام هو الحل) على الطريقة السودانية..!!

    أجد نفسي أقف طويلا أمام الشعار الذي رفعته جماعة (الإخوان المسلمون) المتمثل في (الإسلام هو الحل) عبر الانتخابات المصرية التي جرت مؤخرا هذا الشعار عندما استمعت إليه في الأيام الماضية وقفت عنده كثيرا وحدقت فيه مليا مستعرضا من خلاله تجربتي الشخصية في الحركة الإسلامية السودانية, وقد كان هذا الشعار مرفوعا في السودان ولكن بمسمى آخر طيلة نصف قرن من الزمان هي عمر الحركة (الإسلامية) في هذا البلد المسلم والذي استقبل الدعاة عبر الهجرات الإسلامية الأولى جاءوا إلى السودان يحملون الكلمة الطيبة وقلوبهم البيضاء دون أسلحة ولا سيوف, جاءوا بالكلمة بالخلق الحسن, واحترام التنوع الذي وجدوه ماثلا في الأرض قبل أن تأتي به الصحائف الربانية.

    وكان المجتمع السوداني قبل مجي الحركة الإسلامية أكثر تكافلا محبة وتلاحما متمسكا بتقاليده الأصيلة وتعاليمه الدين السمحة, وكان ذلك مصدر بحث للكثير من محبي العلم كون الدين الإسلامي جاء إلى هذه الأرض ووجد فيها ما جاء يدعو إليه من مكارم للأخلاق وإكرام للجار وترحيب بالضيف وأمانة في اليد واللسان, يعني أن تقاليد الإسلام هي جزء لا يتجزأ من أخلاق السودانيين منذ آلاف السنين كما تحدثت بذلك المرويات القديمة وما أثبتته المخطوطات التاريخية الضاربة في القدم, وهذا يعني أن هذا البلد لم يكن في حاجة إلى ماجاءت به الحركة الإسلامية بل كان محتاجا للدعاة الحقيقيين الذين يستنبطون من الدين ما يتطور للناس معاشهم وينمي مواهبهم في تلقي العلم الحديث.


    ومن خلال التجربة الاسلاموية السودانية الماثلة في الوقت الحاضر اتضح تماما وبما لايدع مجالا للشك أن شعار الإسلام هو الحل شعار فضفاض للغاية ويجد صعوبة في تحقيقه على أرض الواقع وأكدت ذلك ما جرى في بلادي ويجري الآن, وكما هو معروف ان حركة الإسلام السياسي في السودان هي أم الحركات الإسلامية في العالم .. نعم أصدرت القوانين وأسست المؤسسات المعنية بتنزيل (الشعار) للأرض مثل ديوان الزكاة وهيئة الثراء الحرام وتم صناعة قانون الذمة المالية والمعروف ب( أين لك هذا) ومن بعدها قانون الحسبة وديوان المظالم, كما انتشرت القوات الشرطية بكل أنواعها الظاهر والباطن وانتشرت بين الناس أدبيات الإسلام كما انتشرت المساجد واللحى والمفردات والأناشيد الإسلامية.. ولكن .. و (لكن) هذه هي مربط الفرس ونقطة التمايز ما بين الحقيقة والخيال .. وما بين النظرية والتطبيق.. فغاب جوهر الدين عن الساحة في كافة التعاملات البشرية كما غاب عن النفوس فأصبحت الزكاة مثلا عبئا ثقيلا على المغتربين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني سوداني حيث تؤخذ الزكاة منهم بدون رحمة وبقسوة.

    وانتشرت المحاكم في كل مكان بعد أن أعدت لها كافة الإمكانيات البشرية والمادية ولكنها عجزت أن تحاكم إلا الضعفاء من الناس وأما الذين أثروا من مال الشعب في مأمن من المحاسبة, برغم الحاكمية التي يدعون زورا وبهتانا أنها حاكمية الله.

    والحركة الإسلامية في السودان عملت من أجل الوصول للسلطة على مدى 55 عاما جاهدت بكل قواها وصنعت الكوادر البشرية من كافة دول العالم الغربية والأوربية وجهزتهم لليوم الموعود وأسست في ذلك المنظمات والهيئات الفئوية والاقتصادية من بنوك وشركات عابرة المحيطات وأقامت المؤسسات الإعلامية في الداخل والخارج حتى أصبحت الخرطوم مقرا ومركزا للحركات الإسلامية في عدد كبير من دول العالم فيما سمي بالحركة الإسلامية العالمية الحديثة, والتي حظيت بدعم إسلامي الخليج العربي خاصة والدول العربية عامة وعدد من إسلامي المهجر في الدول الأوربية والغربية.

    وفاز طلابها بكافة الاتحادات الطلابية في العالم حتى في بريطانيا والكثير من الدول الغربية بفضل الإمكانيات المالية الضخمة والتي لم تتوفر للآخرين حتى امتلكت الحركة الإسلامية ناصية الزمان والمكان في تلك البقعة من العالم, وما هي إلا سنوات قليلة حتى استلمت السلطة واستمرت بها للعام الـ 16 وكانت النهاية التي اعترف بها قادتها ومنهم د. حسن الترابي نفسه الذي اعترف في أكثر من مكان بالكلام الواضح والصريح أن الحركة الإسلامية فشلت في تحقيق مشروعها (الحضاري ) كما سماه وأكد علنا أن حركته مثلت أسوء تجربة حكم في السودان..!!

    وإذا جاء الحديث عن المحصلة النهائية لحصاد هذه التجربة بإمكاننا ان نقول بكل الصراحة والوضوح ان المشروع الإسلامي في السودان أفقد المجتمع هناك الكثير والذي لا يمكن أن يعد بالأرقام من خلل كبير في بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلخ.. علاوة على ضعضعة الحس والوجدان الوطني, فضلا عن ما يمكن أن يحصر من خلال الإحصائيات.
    الحرب في جنوب السودان مثلا في عهد حكم (الإسلاميين) ومن خلال إعلان الجهاد فقد السودان أكثر من مليون ونصف المليون قتيل سوداني وشردت هذه الحرب الضروس عشرات الآلاف من البشر نزحوا إلى الدول المجاورة مثل مصر و كينيا ويوغندا وإثيوبيا, هذا علاوة على الأطفال الذين تيتموا والنساء اللائي ترملن والجرحى الذي فقدوا أطرافهم بفعل الألغام الأرضية..

    ومن خلال حرب دارفور تتضارب الأرقام مابين 50 ألاف قتيل إلى 300 ألف قتيل إضافة إلى الذين تشردوا ولازالوا إلى هذه اللحظة يكابدون آلام الحرب والتشريد بين الحدود السودانية التشادية,وما حدث للأهالي من تأثيرات نفسية جراء قصف الطائرات لهم وهدير الدبابات,مسألة لا يمكن ان تتصور حيث لازالت هناك بعض التجاوزات من (الجنجويد) وغيرهم, ويحدث هذا برغم ندم قادة الحركة الإسلامية على ضياع فرص السلام مع الجنوبيين في أوقات سابقة فقدت فرصة توفر الدماء العزيزة التي سالت هناك..!!.
    ومن أكبر مآسي حكم الحركة (الإسلامية) في السودان أن السودانيين الذين اشتهروا بحبهم لبلادهم وارتباطهم بالأرض تركوا السودان وهاجروا إلى دول الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وهولندا وبريطانيا وساير الدول الروبية وكان إحدى المؤسسات العربية قد قدرت حجم الهجرة الدائمة من السودانيين إلي الخارج حوالي 3 مليون نسمة وإذا أضفنا إلي هذا الرقم أعداد المغتربين في الدول العربية والخليجية (2 مليون) والذين راحوا ضحية الحرب في جنوب السودان وفي دارفور حوالي (2 مليون) ولم يكن هذا ليحدث لولا أن حلم جماعة من الناس أرادوا حكم بلد متعدد الأعراق والثقافات من خلال استغلالهم لحب الناس للدين تحت شعار (الإسلام هو الحل)..

    والذين تابعوا تقرير المنظمة العالمية للفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية يدرك أن ترتيب (السودان) بالنسبة للفساد كان الأول على قائمة الدول العربية, وفيما لم تنكر الحركة (الإسلامية) ذلك يبقى للآخرين أن يعرفوا أن نسبة التجاوزات والاختلاسات في المال العام في حكم الإسلاميين كان هي الأكثر على مدى تاريخ السودان الحديث وبدأت في العام الأول 185 % تصاعديا عام بعد عام حتى وصلت مبلغا أثر بشكل مباشر في الأخلاق وفي التمسك بجميل القيم والمبادي في غياب تام لأرث الحركة الإسلامية والذي بلغ كما ذكرنا آنفا أكثر من نصف قرن من الزمان من المجاهدات
    ولا أجد داعيا للاسترسال في فشل تجربة الإسلاميين السودانيين في المجالات الأخرى وقد اعتقدوا أن رفع الشعارات الإسلامية من أجل السلطة يمكنهم من بسط سيطرتهم على البلاد والعباد.. نعم فرضوا سيطرتهم على كل مكان .. ولكنهم أفقدوا السودانيين الثقة في الآخرين, لأن الشعار كان خاويا من الروح الإسلامية الحقة ولم يكن لدى هذه الفئة أي تصور يتم من خلاله تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض الواقع برغم القوانين والقوى البشرى والمالية والسلطان (القوة العسكرية) والوسائل الإعلامية, ولذا فشلوا في أول اختبار وضعوا فيه عندما حاول مجموعة من صغار الضباط الانقلاب على النظام فكان ردة الفعل القبض عليهم وإرسالهم إلى اقرب مكان خالي وتم إعدامهم ودفنهم في مقبرة جماعية واحدة دون أدنى اعتبارات للشعار المرفوع تماما كما فعل الرئيس الأسبق جعفر نميري مع الشيوعيين..!!

    وخلاصة القول أن (الإسلام هو الحل) نعم هو كذلك.. ولكنه مسئولية عظيمة وتاريخية في كيفية تطبيق هذا الشعار الجميل والرائع إلى واقع يمشي على رجلين, وتنبع الخطورة في أن الحكم بغير معرفة مقتضيات هذا الشعار يروح ضحاياه أنفس بريئة وبالتالي يتحول الشعار إلى نقيضه تماما كما حدث في التجربة السودانية الماثلة في الوقت الراهن, والتي للأسف الشديد لم تجد الدراسة من الذين يحاول الوصول إلى كراسي السلطة في دول عربية كثيرة..!!.


    14-12-2005, 08:11 ص
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de