خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2010, 03:34 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على

    تعيش النخب الشمالية السودانية هذه الأيام أصعب لحظات النفس: انتظار الكارثة التي تقترب مع العجز الكامل عن الفعل، وتفادي الحدث الذي صار قدرا بسبب اللا مبالاة وسوء التقدير. وهي تبكي على وطن موحد، بدموع العجز، لأنها لم تحمه بعقول وبصيرة وتضحيات المواطنين الصادقين والغيورين. فقد اصبح انفصال الجنوب أقرب إلينا من حبل الوريد، وصار تقرير المصير بخيار الانفصال يحسب بالأيام وليس الاعوام. ونحن نتساءل حياري: هل صار الانفصال حتمية تاريخية لا مرد لها؟ الحتميات التاريخية في مثل هذه الحالة السالبة، هي صناعة بشرية بحتة، حين أعطانا التاريخ فرصاً عديدة لحلول أفضل، ولكن أضعناها بسذاجة صحبها زهو زائف. فقد كان السودان، بامتياز بلد الفرص الضائعة. وكان لا بد للتاريخ أن يلجأ الى دهائه، والقدر الى سخريته. وقد كان الصحافي انتوني مان محقاً حين عنون كتابه عن السودان بعد زيارته عام 1954م، والسودان- حينذآك- يستعد للحكم الذاتي: Sudan: Where God Laughed
    هذا ليس حديث الغضب أو الفزع، ولكن ظللنا لا ننظر للمشكلة في عمقها، أو لا نكمل الحديث عنها حين نبدأه، أو نخفي عمداً بعض ما نعتبره جوانب حساسة. وهذا وقت المصارحة وقول كل، بغض النظر عن حديث الجدوى وأسئلة الحلول. وهذه محاولة للفهم والمحاسبة وليس التلاوم، لا أظن أنها أتت متأخرة، فهي ضرورية في كل الاحوال والظروف. وقد تكون أقرب الى المراجعات التي تتكاثر هذه الآونة.
    جذر المشكلة:
    كل شعب من الشعوب تكون له قضية محورية أو مركزية تشغل الجميع، المؤيدين والمعارضين لها، سمها قضية قومية، أو قضية وجود، أو استراتيجية، أو ثوابت أمة. ومثل هذه القضية، هي التي تمثل الدافع والمسبب والموجه لكل حركة الجماعة وتفاعلاتها وصراعاتها. وقد تكون: روح الأمة(ethos)، وفي السودان كانت القضية هي: الهوية الثقافية أو الذاتية، وأحيانا الهوية الوطنية أو القومية. وهذا اختلاف شكلي، لأن المهم هو أن الجميع يطرح السؤال: من نحن؟ هل نحن عرب أم أفارقة أم مستعربون أفارقة؟ ومن الوضح أن السودانيين وقعوا منذ البداية في فخ سؤال بلا إجابة، ومفتوح لكل الاحتمالات والتفسيرات، ثم بعد ذلك الاختلافات والصراعات. فالهوية مفهوم شديد التجريد، وجوهراني، وثابت، وأقرب الى الميتافيزيقيا حين يستخدم في وصف الجماعات والنظم وحتي الثقافة. ورغم ذلك ربط السودانيون مهمة بناء الدولة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية، بتحديد هويتهم. ودخلوا في مناقشات تضاهي الجدل البيزنطي، اعاقتهم في عملية رسم السياسات. إذ لم يكن من الممكن اتخاذ قرار لا يستهدي بمكونات الهوية. وهذا يفسر لماذا اهتم السياسيون السودانيون أكثر بمتطلبات وضع دستور دائم للبلاد، قائم على ثوابت الأمة وهويتها؟ وفي نفس الوقت أُهمل وضع الخطط للتنمية ثم العمل على تنفيذها.
    يضع د. فرانسيس دينق، الاكاديمي والدبلوماسي الجنوبي المرموق، والمكتوي بالمشكلة مباشرة، القضية بكثير من الدقة، حين يكتب:
    «هل الحرب الأهلية في السودان نزاع بين هوية عربية- إسلامية في مواجهة هوية إفريقية- مسيحية- وثنية؟ ما هي الهوية الحقيقية للبلاد؟ ما هي الأسس التي تحدد مثل هذه الهوية؟ ما مدى تمثيل التعريف الرسمي الراهن للهوية للتركيبة الداخلية للبلاد؟ وإذا لم تكن ممثلة، ما هي الهوية الأكثر تمثيلاً للسودان؟ وما هي العقبات؟ وعلى من تقع مسؤوليات عرقلة تصحيح وتبني هوية موحّدة؟ ما إذا كان ممكنا تخطي تلك العقبات لدعم الإحساس بهوية تكون للبلاد بكل مكوناتها؟ إذا كانت الردود بالايجاب، ما هي الاستراتيجيات الممكن اتخاذها للتغلب على العقبات؟» «كتاب: صراع الرؤى- نزاع الهويات في السودان. ترجمة د. عوض حسن، مركز الدراسات السودانية، 2001، ص401».
    ويطالب «دينق» بكل وضوح بتحديد الهوية الموحدة لكي نبني عليها كل الاشياء الاخرى. وهذا مطلب يبدو في شكله الخارجي سهلاً، ولكنه صعب يصل حد الاستحالة واقعيا. وذلك ببساطة، لأن الهوية ليست معطى موجودا هناك، علينا أن نبحث عنه وحين نجده تحل كل العقد. ولكن الهوية في معناها وشكلها الجوهراني والثابت، هي وهم في أحسن الفروض. ففي الحقيقة، الهوية مكوّنة اجتماعيا أي تحدد كل جماعة أو ثقافة ما تسميه هويتها من خلال قناعات -غالبا ذاتية- وقد تدعم أو لا تدعم، بمعطيات ومؤشرات موضوعية. فحين أقول نحن السودانيين أشجع أو أكرم الناس، هذه صورتنا لأنفسنا وكفى. ولكن قد نسعى للبحث عن أمثلة تؤكد وجود هذا الكرم أو الشجاعة، قد لا تكون النماذج متكررة وعامة. وهنا مكمن أزمة «الهوية السودانية» من الذي يحددها؟ وبأي معايير؟ ومن المعروف أن السودان دولة تتسم بتنوع هائل وبالتمايزات الاثنية والثقافية. وهذا وضع طبيعي، بل وايجابي لو تم توظيفه بعقلانية. فالتمايز حقيقة وواقع ولا يسبب في حد ذاته خللا أو تناقضا. ولكن المشكلة تأتي حين يحوَّل هذا التمايز بآليات معينة الى امتياز ويصبح أداة للتفضيل والامتيازات، ولتراتب اجتماعي وسياسي. وللأسف، هذا ما حدث في السودان المعاصر. ويصف د. عبد السلام نور الدين، عن حق، الهوية السودانية، بقوله: «إنها من صنع الصفوة السياسية وليست ظاهرة وطنية شعبية». ويضيف: «تحول الهوية السودانية على أيدي خاطفيها من الطائفيين والذين آل اليهم الحكم في السودان، بالوراثة أو القوة العسكرية، الى ايديولوجية قومية ودينية» «حوار أجراه صلاح شعيب، نشر في موقع سودانيز أونلاين وصحيفة الاحداث السودانية».
    المكون المفترض الأول للهوية: العروبة
    كان من الواضح، أن الفئات والقوى الاجتماعية النيلية الوسطية، وهي عربية أو مستعربة واسلامية، هي القادرة لاسباب تاريخية واقتصادية- اجتماعية، فهي الأكثر تطورا، على فرض هوية معينة على البلاد. وكان الخيار الطبيعي هو العروبة والاسلام، ولم تكن مصادفة أن يتصدر نشيد المؤتمر أي مؤتمر الخريجين، طليعة الحركة الوطنية، هذا البيت لوصف الأمة السودانية:
    أمة أصلها العرب ٭٭ دينها خير دين يحب
    وواجهت عروبة السودان صعوبات في التعريف والتوصيف، بسبب عقبات النسب «الدم» واللون. وسارع الكثيرون الى القول، بأن العروبة لا تقوم على العرق ولكن على الثقافة أو بصورة أدق اللغة: انما العربية لسان، فمن تحدث العربية فهو عربي. ولكن الكثيرين من السودانيين لم يقتنعوا أو يكتفوا بعامل اللغة أو الثقافة فقط، اذ كان لا بد من اكمال ذلك الشرط، خاصة الناس العاديين والذين يتحدثون العامية السودانية، بتأكيد «مادي» أكثر للنسب العروبي. خاصة أن لفكرة العروبة والاسلام جذورها التاريخية البعيدة لدى السودانيين. إذ تروي المصادر، أن السلطان سليم بعد أن أخضع ساحل البحر الأحمر، ودخل الحبشة بقصد الزحف على سنار، فخاطب ملكها عمارة دنقس «1505-1534» يدعوه الى الطاعة، فأجابه: «إني لا أعلم ما الذي يحملك على حربي، وامتلاك بلادي، فإن كان لأجل تأييد دين الإسلام، فإني أنا وأهل مملكتي عرب مسلمون ندين بدين رسول الله». وأرسل له مع الكتاب كتاب أنساب قبائل العرب الذين في مملكته. وكان قد جمعه له الامام السمرقندي أحد علماء سنار. فلما وصل الكتابان الى السلطان سليم أعجبه ما فيهما وعدّل عن حرب سنار. وقيل إنه أخذ كتاب الأنساب معه الى الآستانة، ووضع في خزانة كتبها. «نعوم شقير- تاريخ السودان - بيروت، دار الجيل، 1981، ص 100». هذا وقد انتشرت فكرة شجرة النسب بين المستعربين السودانيين، وغالبا ما يوصلون نسبهم الى العباس أو بني أمية أو إلى هارون الرشيد. وهذا مجال واسع مثير للسخرية. فعلي سبيل المثال فقط، نأخذ الرشايدة أو الزبيدية. إذ تقول المصادر: يفخر الرشايدة بانتسابهم الى العباسيين والي هارون الرشيد وزوجته زبيدة بالذات. وهم يقولون إن تسميتهم بالرشايدة والزبيدية إنما جاءت بسبب هذا الانتساب، ويقول في ذلك أحد أفراد هذه القبيلة من ديوان «المدائح البهية في مدح خير البرية» تأليف الفقير الى ربه نفاع بركات غويتم الرشيدي أصلا والنجدي موطنا:
    أنا نفاع بن بركات بين وموصول بهارون الرشيد
    أنا في موطن السودان قاطن وأصلي نجد والشرق السعيد
    «السني بانقا ومصطفى علي أحمد: الرشايدة، ب. ن. ب. ت. ص7».
    ويحاول الجعليون، وهم من القبائل الكبيرة في الشمال، الاستفراد بالنسب الى العباس أو بني هاشم. وتسرد بعض رواياتهم الشعبية: «ونقول في نسب العرب التي اشتهرت بجعل ونسلهم. هم أصحاب الدولة في بلاد السودان، ولهم الصولة من مكانتهم من بني هاشم. أما سبب خروجهم إلى بلاد السودان، تشاجر وقع بين بني أمية وبني هاشم، وخرجت طائفة من بني هاشم الى المغرب ثم عادوا الى دنقلا وتغلبوا على أهلها» «محمد سعيد معروف ومحمود محمد علي نمر: الجعليون-الخرطوم- دار البلد ب. ن. ص 8».
    وللفونج قصة مشابهة، تقول: «إن العباسيين لما تغلبوا على الأمويين في الشام ونزعوا الملك من ايديهم سنة 132هجرية 750م، أخذ من بقي من الأمويين ومن والاهم في الفرار، فتفرقوا في أنحاء العالم، فذهبت جماعة منهم الى اسبانيا فأسسوا مملكة الاندلس على ما هو مشهور، وذهب آخرون الى السودان فأسسوا مملكة سنار». «نعوم شقير، مصدر سابق، ص97».
    هذه هي الهوية- الايديولوجيا التي اخترعتها النخب الشمالية العربية المسلمة، ولكنها لم تكن محكمة ومقنعة خاصة حين اعتمدت على العرق أو الدم. فقد حدث تمازج أضاع بعض السمات الفيزيقية العربية مثل اللون. وهذا ما جعل سودانيا ينتمي إلى أسرة «العباسي» يندهش، يبحث عن الاعذار، حين خذله لونه، فقد صدته فتاة عربية «بيضاء»، إذ يبدو أنه أبدى الإعجاب أو أراد التقرب، فقال في انكسار:
    ألأن السواد يغمرني ليس لي فيه يا فتاة يد..!!
    والشاعر صلاح أحمد ابراهيم، الذي كتب في احدى المقالات: «نحن عرب العرب». وقد بيّن ذلك حين يقول بأن السوداني عربي، بل هو- حسب رأيه- أقرب من البداوة والفطرة الصحراوية التي تمثل الوجه الحقيقي للعربي بما تعكسه اللغة والأخلاق والروح القومية. «جريدة الصحافة 6/11/1967م، أورده عبد الهادي الصديق في أصول الشعر السوداني- الخرطوم- دار جامعة الخرطوم للنشر- 1989م، ص162».
    ولكن شاعرنا يواجه تجربة تجبره على موقف مختلف، ليقول:
    أنا من إفريقيا حرارتها الكبرى وخط الاستواء
    ويقول في قصيدة بعنوان «فكر معي ملوال» «اسم شائع بين الجنوبيين»:
    كذّاب الذي يقول في السودان إنني الصريح، إنني النقي العرق، إنني المحض ...أجل كذّاب.
    وتُواجه الهوية العربية بعدد من المشكلات والاشكاليات في حالة التحديد الدقيق، إذ تظهر ثنائيات عديدة، على رأسها العروبة عند العامة، وهي تكتفي بعروبة القبيلة المستندة على النسب والأصل، مقابل عروبة المثقفين والنخب، وهي سياسية «تتمثل في أحزاب البعث والناصريين والقوميين العرب»، وثقافية وتظهر في نقاشات وحوارات الأدباء والكتاب. وفي كثير من الأحيان يتقاطع الموقفان ويستخدم المثقفون مقولات العامة لدعم قضاياهم، خاصة تلك التي تحتاج الى سند شعبي. وقد ترسخت «عنصرية عروبية وقبلية» في الوجدان السوداني، وللأسف لازم ذلك الشعور العنصري والموقف غير المتسامح الحركة الوطنية منذ بدايتها، ثم سارت على نفس الطريق الأحزاب السياسية منذ نشأتها الأولى. ومع الزمن أصبحت العنصرية السافرة أو المبطنة، جزءا اصيلا من السياسة ونظام الحكم حتى اليوم.
    وكانت أول انتفاضة وطنية ذات توجه قومي منظمة ضد الاستعمار، قد تمثلت في هبة أو ثورة 1924م بقيادة علي عبد اللطيف. ولكنها أُخمدت سريعاً، لوقوف زعماء القبائل العربية والطرق الصوفية ضدهم. وقد أفصح عن الموقف العنصري المعبر عنه قبليا الصحافي حسين شريف، بقوله: «إن البلاد قد أُهينت لما تظاهر أصغر وأوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع. وأن الزوبعة التي أثارها الدهماء، قد أزعجت التجار ورجال الأعمال». ودعا الى استئصال شأفة أولاد الشوارع: «ذلك أن الشعب السوداني ينقسم الى قبائل وبطون وعشائر ولكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ، وهؤلاء هم أصحاب الحق في الحديث عن البلاد. من هو علي عبد اللطيف الذي أصبح مشهوراً حديثاً وإلى قبيلة ينتمي؟ «صحيفة الحضارة 25/6/1924م».
    ورغم أن علي عبد اللطيف سوداني من قبيلة الدينكا، ولكن لأنها غير عربية، لم يعترف بها الكاتب كقبيلة. ومثل هذا الحديث ليس تاريخا، بل استمر حتى اليوم. فحين يكتب الطيب مصطفى صاحب صحيفة «الانتباهة» عن باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، يقول نفس الكلام ضمناً وتلميحاً، لأن الظروف لم تعد تسمح له بنفس الصراحة السابقة. ويظل الموقف والشعور كما هو لم يتغير. وذلك لأن المجتمع السوداني راكد، ولم تتغير كثيراً علاقاته الانتاجية، ولا وسائله الانتاجية، خاصة في الريف والبوادي.
    وفي تلك الفترة المبكرة من تاريخ الحركة الوطنية، كان يتم التعبير عن العروبة، من خلال العلاقة والموقف مع مصر. وظهرت حينئذٍ دعوات الوحدة أو الاتحاد مع مصر. وكانت هذه دعوة متقدمة في ميدان الفكر والسياسة والأدب في ذلك الوقت. ولكن لا يسمح الحيز المتاح والمقام، بمتابعتها في إسهاب. ولكن الحركة الوطنية وبالذات الاتحاديين، تطلعوا شمالا وأهملوا الجنوب المختلف والمعوق. وكأني بهم، يريدون أولاً إثبات عروبتهم، ثم يلتفتون بعد ذلك الى التنوع والاختلاف في وطنهم. ولكن الشماليين لم يلتفتوا الى الجنوب، الى أن حمل السلاح وتمرد بعنف. وبدأ التنوع الثقافي يفرض نفسه بوضوح، وتقدم موضوع الهوية مجدداً. ولكن في أجواء التوتر والنزاع والخصومات الحادة. ووسط الحرب الأهلية انشغل السودانيون بتعريف أنفسهم وتساءلوا من نحن؟ وهو سؤال في عمقه يدل على أن السودان بالفعل هو تعبير جغرافي، باعتبار أن السودان لم يعرف خلال تاريخه-وهذا موضوع شائك وطويل- الدولة المركزية ولا المجتمع الموحد ولا الثقافة الشاملة الجامعة.
    وبرز موقف يقبل التعدد الثقافي نتيجة صدمة الحرب، وفي نفس الوقت لا يخجل من صفة الهجين أو الخليط أو الخلاسية في وصف الشماليين المستعربين. ويمكن التأرخة لهذا الاتجاه بكتابات المحجوب المبكرة ومعارك محمد محمد علي حول قومية الأدب السوداني. ثم تجيء مدرسة «الغابة والصحراء» في ستينيات القرن الماضي، باعتبارها محاولة أصيلة ولكنها قصيرة العمر. وللمفارقة لم يطورها أصحابها، بل أنكرها بعضهم. وكانت لبعض روادها ومضات وإشراقات في تحديد الهوية، أهمها وأعمقها قصيدة «سنار» للدكتور محمد عبد الحي، في قوله:
    «افتحوا للعائد التائه أبواب المدينة
    - بدوي أنت؟
    - لا
    - من بلادي الزنج؟
    -لا
    أنا منكم كافرا تهت- تغربت سنينا
    مستعيرا لي قناعا وعيونا
    وضلالا ويقينا وجنونا
    أتغني بلسان- وأصلي بلسان.
    بين حانات الموانئ».
    وبالفعل هذا هو الإنسان السوداني، ليس عربياً كاملاً ولا زنجياً خالصاً، فهو يغني باللسان الإفريقي ويصلي بلسان عربي فصيح ما أمكن.
                  

04-16-2010, 03:38 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    هذا هو وضع الإنسان الشمالي المستعرب على مستوى الفكر والنظر، ولكن في منتصف سبعينيات القرن الماضي مع الفورة النفطية والأزمة الاقتصادية في السودان، تعرض السودانيون الى تجربة هجرة واسعة للخليج والجزيرة العربية. وكان في هذه الهجرة، الاختبار الحقيقي لـ»أصالة»عروبتهم، من خلال الاحتكاك المباشر ببقية العرب. اذ اكتشف السودانيون المستعربون الشماليون، أنهم هناك في نفس موقع الجنوبي والنوباوي والغرباوي في سلم الترتيب العرقي،الذي يطبقونه داخل السودان. وأربكته،مثلا، صدمة أن صفة»عبد»التي يطلقها ببساطة في بلاده يمكن أن تطلق عليه بنفس السهولة في المهاجر. ورغم أن المغتربين العاديين لم يسجلوا انطباعتهم كتابة، ولكنهم قالوها وعاشوها. ولكن فعل ذلك بعض المثقفين السودانيين.وأورد هنا،مثالا لمثقف،واكاديمي مرموق، سجل بعضا من تجربته، حيث يقول في استبيان منشور: «ذهبت الى السعودية ورفضت كعربي من الوهلة الاولى. كان يقال لي دائما: أنت افريقي، برغم تحدثك العربية. أعلن اسلامك واذهب الى الجامع. ومازلت . . . افريقيا». (مرجع سابق: صراع الرؤى، ص406)وفي نفس الاستبيان يقول اكاديمي آخر: «يدرك السودانيون اكثر واكثر بأنهم يختلفون عن العرب، خاصة من ذهب الى الخليج من امثالنا. يعود السودانيون مدركين جدا بأنهم مختلفون. بالطبع يستفيدون من، ويرغبون في الانتماء للعرب، لأنه بدون ذلك ربما لا يسمح لهم بالاقامة، ولكن في داخلهم يشعرون بأنهم مختلفون(. . . . )ويجدون، بأنهم مختلفون تماما عنهم، ليس فقط عرقيا بل ثقافيا واجتماعيا. ولدى عودتهم للسودان لا اعتقد بأنهم سوف يرغبون في الانتماء للعرب». (ص406). ووضح الجنوبي السوداني ،سايمون الذي عمل ايضا في الخليج:»قضيت اربع سنوات في الخليج وتجولت فيه.نحن السودانيين في الخليج لا نعتبر عربا.فكيف يجوز لنا العودة للبلاد والتظاهر بأننا عرب؟» وضمن العام الذي يشبه الخاص،احكي لابد أن احكي. اذ على المستوى الشخصي، ورغم اندماجي العروبي الصادق، فكرا وفعلا، مررت بتجارب تعيسة للغاية وعلى مستوى النخبة العربية. ففي عام 98/1999 تم اختياري كأمين عام للجمعية العربية لعلم الاجتماع، ونزل الأمر كالصاعقة على اصدقاء من دولة شقيقة جدا. وهم اصدقاء حقيقيون ليّ ولكن لم يستطعوا بلع الفكرة،واضطررت للاستقالة في نفس العام، فاقدا الموقع والاصدقاء معا. ولديّ قائمة سوداء ببعض الدول العربية، ارفض زيارتها .فقد عملت في بعض جامعاتها لمدة اربعة أو خمسة شهور مع أن العقد لسنوات. باختصار، تجارب السودانيين في الدول العربية عموما محزنة، ولا تصدقوا المجاملات والابتسامات.
    وقد ادرك الجنوبيون هذا المأزق العروبي الذي يعيشه الشماليون، لذلك يطالبونهم بالواقعية وعدم
    التعالي، ومحاولة الهيمنة عليهم. ويقول الزعيم جون قرنق، في خطاب له في اجتماع بكوكادام في مارس 1986: «ان قضيتنا الرئيسية تتمثل في أن السودان ظل ومازال يبحث عن ذاته، وعن هويته الحقيقية. ولفشلهم في معرفة ذاتهم يلجأ السودانيون الى العروبة، وبفشلهم في ذلك ايضا يلجأون الى الاسلام كعامل جامع وموحّد. ويصاب الآخرون بالاحباط وخيبة الأمل لدى فشلهم في فهم أن يتحولوا الى العرب. بينما اراد لهم الخالق غيرذلك، وعندها يلجأون الى الانفصال. وداخل كل هذا يسود كثير من الغموض والتحريف لخدمة مصالح طائفية متباينة. ليس هناك وضوح قاطع في أمر هويتنا،نحتاج الى التخلص من التشرذم والنظر بعمق داخل بلادنا. «
    وهناك شبه اجماع بين الجنوبيين وبعض الشماليين، حول التحريف والتشويه الذي حدث للهوية التي تم تركيبها بحيث تكون هوية مهيمنة تعمل على فرض نفسها على بقية السودانيين من خلال آليات بعينها. فاللغة العربية تم تسييسها، فهناك جنوبيون يجيدون اللغة العربية ولكنهم يتجنبون التحدث بها لكي لا يتماهون مع «المضطهد العربي». وقد أورد (دينق) قصة زعيم الدينكا والقائد الروحي ماكوي بيلكوي، الذي زعم أن الاله قد أمر بعدم تعلمها، لأن تعلمها يجعل منه شخصا سيئا. (ص415) ومن المعروف أن معرفة اللغة العربية من شروط الالتحاق بأي عمل في أغلب الحالات.كما ارتبطت الهوية العربية بممارسة هيمنة سياسية واقتصادية يعاد انتاجها من خلال الوراثة أو التحالفات القبلية والعشائرية. وفي هذه العملية يتم تثبيت أفضلية العرب من بين السودانيين، رغم أنهم في الحقيقة هجين نتيجة عمليات التزاوج والتلاقح بين المجموعات المحلية والهجرات العربية. ويجتهد الشماليون من أجل التبرؤ من أي أصول افريقية أو زنجية.
    كيف يمكن تفسير هذا الاصرار على الابتعاد عن الانتماء الافريقي؟ يعود السبب الى تاريخ مخجل سادت فيه تجارة الرقيق التي مارسها العرب وبقية الاجانب المغامرين في افريقيا. وقد الغيت تجارة الرقيق-رسميا-في السودان، بعد الحرب العالمية الاولى عام1919 . وقد وقعت عمليات صيد الرقيق في السودان اكثر على المجموعات الزنجية وداكنة اللون وذات الشعر المجعد. كما اشتهرت بعض القبائل النيلية الوسطية المستعربة، بأنها كانت نشطة في هذه التجارة. وكانت القبائل الضعيفة عموما عرضة للقنص البشري، لذلك لجأت القبائل المستعربة بالذات الى استخدام الشلوخ على الوجه أي الفصود والعلامات على الخدين، لتمييز كل قبيلة. وقد ساد الخوف وعدم الامان بين القبائل. ولذلك ضخمت من البحث عن خصائص لتصنيف من هو «العبد» أو»الحر». واهتم السودانيون بهذا التصنيف كثيرا في تحديد علاقاتهم الاجتماعية وتراتبهم الاجتماعي ومكانتهم. ودرج الشماليون على تصنيف الجنوبيين، بلا تردد، في موقع»العبيد»مما يترتب عليه من تعال معلن أو مضمر. وهذا ايضا ليس من التاريخ، فالكلمة مستعملة عاديا ومما يدهشني أن الاجيال الشابة تستخدمها دون حرج كبير. وتقدم روايتيّ : (طائر الشوم)لفرانسيس دينق، و(الحنق) لشوقي بدري، وصفا حيا لهذه الوضعية. فمن الملاحظ أنه قد تم الغاء مؤسسة الرق قانونيا ورسميا ولكنها استمرت كثقافة حية يصعب انهاؤها بالقانون أو بالقوة. وغالبا ما يتخذ التزاوج بين المجموعات المختلفة ،كمعيار جيد ودقيق لتحديد المكانة. وظلت تثير اهتمامي منذ مدة، قضية عرضت على المحاكم في منتصف سبعينيات القرن الماضي أي قبل أربعة عقود. فقد حكمت المحكمة الابتدائية بالخرطوم،بعدم شرعية زواج شاب بفتاة، لأن في «دمه»بقايا رق أو عبودية. ويقال في العامية السودانية لمثل هذه الحالة «فيه عرق». وقد برر القاضي حكمه بعدم الكفاءة بين الطرفين. وفيما يلي، نموذج للغة المستخدمة في الحكم من قبل محامي أهل الفتاة: «...الاحرار الذين لم يجر الرق في أصلهم فهم أكفاء لبعضهم ان استووا في النسب، والموالي من جرى في أصلهم رق. فمن جرى في أصله رق ليس كفئا لمن جرى في أصله الثاني رق وأصله الأول حر، اذن الموالي أنفسهم ليسوا أكفاء لبعضهم بعضا ناهيك أن يكونوا أكفاء للأحرار، وموكلته تطالب بالزواج لمن جرى في أصله الأول رق وهو مولى من أهالي نوري مركز مروي، وهي من أصل حر أما وأبا، فاذن ليس كفئا لها، والشريعة تأبى هذا الزواج» (قرار النقض نمرة 41/1973 الصادر يوم السبت 24 شعبان 1393 الموافق22/9/1973). هل نصدق أن هذا نقاش في محكمة سودانية في نهاية القرن العشرين؟ وفي بلد يمكن أن يكون موحدا وديمقراطيا؟
    المكون المفترض الثاني للهوية: الإسلام
    شغل الاهتمام بالهوية الجميع بعد خروج المستعمر، خاصة وقد رفع آباء الاستقلال شعار: تحرير لا تعمير. ويقع ضمن التحرير أو التحرر، التخلص من القوانين التي وضعها المستعمر. ولذلك،كان من أهم مظاهر تأكيد الهوية، وضع دستور اسلامي يكمل الوجه العربي لهويتنا. فهناك تلازم بين الاسلام والعروبة، ويصعب على السودانيين العاديين ادراك وجود عربي غير مسلم أو مسيحي عربي، حتى الاقليات المسيحية السودانية ،هم جنوبيون، أو نوبة، أو اقباط والذين يطلق عليهم اسم :النقادة .وليس من المعتاد وصفهم بالعرب مثل السعوديين أو حتى الشوام الذين يتفردون في التصنيف السوداني.
    بادرت مجموعة صغيرة من المتعلمين المتأثرين -بطريقة أو اخرى- بتنظيم الاخوان المسلمين المصريين، بربط الاستقلال منذ الوهلة الاولى بـ»معركة»الدستور الاسلامي، فقد تزامنت تماما ودون أي فارق زمني حملة الدعوة للدستور الاسلامي مع الاعلان الرسمي للاستقلال. ففي10-11/12/1955 وجه الاخوان المسلمون و»جماعة التبشير الاسلامي والاصلاح» الدعوة الى الهيئات الاسلامية في السودان، لاجتماع للنظر»في أمر الدستور حتى يجئ متفقا مع ارادة الشعب السوداني المسلم ومستندا الى كتاب الله وسنة رسوله(ص)». وقد استجاب الى هذه الدعوة العاطفية والتي لعبت على اوتار العواطف الدينية، اعدادا كبيرة من اعضاء الاحزاب السياسسية والجمعيات الخيرية والطوعية والاندية والجماعات الثقافية. وتكونت جبهة الدستور الاسلامي، وبينت أهدافها كما وردت في المذكرة التي صاغها الشيخ حسن مدثر، قاضي قضاة السودان في 18/11/1956، كما يلي: -» ان القوانين التي سنها المستعمرون - وهم ليسوا بمسلمين- أباحت ضروبا من المعاصي التي حرمّها الاسلام، وقد فرضوها بما لهم من سلطان وقتئذٍ وهي قوانين لا ترعى عقيدة الأمة وتقاليدها، ولئن اكره الناس على الاذعان لها في الماضي، فليس ثمة ما يسوغ قبولها بعد زوال الحكم الاجنبي ويتعين على أهل السودان - وسوادهم الأعظم يدين بالاسلام- أن يضعوا دستورا اسلاميا وأن يتخذوا القوانين التي تحمي عقيدتهم وتقاليدهم العربية الاصيلة».
    واصبحت هذه المذكرة هي»مانيفستو»الاحزاب الطائفية المهيمنة والحركة الاسلاموية منذ الاستقلال وحتى اليوم. وقد حملت في احشائها كل بذور الشقاق والنزاعات التي ابتلي بها الوطن. فهي قد حددت «الهوية» في العروبة الاصيلة والاسلام الذي يدين به سواد السودانيين الاعظم. وهنا مقتل هذه الآيديولوجية: فأين موقع من هم خارج هذا «السواد الاعظم»من المواطنين مهما كان عددهم ووزنهم السكاني؟ ومن هنا كانت بداية التهميش والاقصاء التي عانت منها قطاعات كبيرة من الشعب السوداني. فقد أبعد أهل المذكرة حق المواطنة، وحلت محله العقيدة الدينية والتقاليد «العربية الاصيلة». وادخلت الحركة الاسلاموية كل العمل السياسي السوداني في نفق مظلم وحصرت كل الاهتمام في قضية الدستور الاسلامي: ما بين مؤيد ومعارض ومحايد وتوفيقي. وحتى الحزب الشيوعي لم يكن استثناءا في هذا المأزق، لذلك كان على القيادي الشيوعي الرشيد نايل المحامي أن يدبج كراسة بعنوان: الدستور الاسلامي. ولم يجد البرلمان المنتخب الوقت لكي يناقش حفر الآبار في مناطق العطش في غرب السودان، ولا الامراض الاستوائية المستوطنة في الجنوب، ولا المجاعات الموسمية في الشرق. ورغم أن الاسلامويين لم يكونوا أغلبية في البرلمان ولكن مثلوا قوة ضغط بطرحهم للموضوع الذي يخاطب العاطفة الجماهيرية ويلبي شوق النخبة الباحثة عن ذاتها. وكانت الاحزاب الطائفية التقليدية قد تبنت فكرة الدستور الاسلامي بعد أن أجبرتها حملة الدعوة للدستور على ذلك.بل لقد اعطتها مسودة برنامج،وهي التي دخلت السياسة معتمدة على الولاء والطاعة. ومن الواضح ان النخبة السودانية لم تحسن اختيار اولويات سودان ما بعد الاستقلال. كما أن السودان حديث الاستقلال،قد سلك طريقا خاطئا.فهو لم يتجه نحو التنمية والوحدة الوطنية، بل غرق في جدل اسلامية الدولة والدستور الاسلامي. وهذه قضية غير شعبية في حقيقتها ،أي لا يفهم فيها المواطن العادي كثيرا،ولكن تزييف الوعي يفعل فعله. ولا يراد له أن يفهم،اذ يكفي حشد الجماهير لمواكب ترفع شعار: تطبيق شرع الله.
    ومن أهم وأخطر تطورات الاسلام السوداني المتميز بغلبة الطابع الصوفي المتسامح، تسرب التعصب والعنف الذي يميز الاسلام السياسي ممثلا في الاخوان المسلمين، الى الحياة السياسية السودانية. ويعود ذلك الى صراع جماعات الاسلام السياسي المحموم حول السلطة السياسية، واستخدام كل الاساليب للوصول اليها سلميا أو الاستيلاء عليها بالقوة. وعرف السودان حديث الاستقلال، الانقسامية والتشرذم والانشقاق، خلافا للوحدة الوطنية التي عرفها خلال مقاومة الاستعمار. ومن مظاهر التعصب التي فاقمت الصراع، قرار حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه الاحد عشر من البرلمان عام1965، بعد أن هندس الاخوان المسلمون حادثة طالب معهد المعلمين تحت دعوى الاساءة لنساء النبي. ورغم عدم دستورية القرار وعدم منطقيته ديمقراطيا. لأن نوابا يطردون من البرلمان ،نوابا مثلهم لم ينتخبوهم لكي يسحبوا الثقة منهم. وتربص الحزب الشيوعي بالبرلمان والاحزاب،حتى أطاح بالجميع في انقلاب25 مايو/آيار1969 . ومن ناحية اخرى،كان الاخوان المسلمون خلف ملاحقة الاستاذ محمود محمد طه بتهمة الرّدة منذ عام1968، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الحملة من محاكم تفتيش نصبها بعض اساتذة الجامعة الاسلامية ورجال الانتهاء، حتى اكتملت باقناع الرئيس جعفر النميري باعدام الاستاذ محمود في18 كانون الثاني/يناير1985، ويعد الحدثان: حل الحزب الشيوعي السوداني واعدام الاستاذ محمود محمد طه، من أخطر حلقات التآمر على الديمقراطية والوحدة الوطنية في السودان. وللمفارقة تعتبر الحركة الاسلاموية السودانية، هذين الحدثين أهم انجازين في تاريخ الحركة. باعتبار أن الأول ازال أكبر عقبة سياسية وشعبية في طريق مشروع الدستور الاسلامي. أما الثاني، فقد خلصهم من العقبة الفكرية، فقد كان الاستاذ محمود ناقدا عميقا وقادرا على فضح المشروع من داخل الفكر الاسلامي نفسه.
    وبعد أربع سنوات من هذه المؤامرة الكبرى الاخيرة، كان الطريق قد تمهد لاستيلاء الاسلامويين على السلطة بالقوة عن طريق الانقلاب، معلنين رسميا شهادة وفاة لمشروع قيام سودان ديمقراطي، موحد، ومتعدد الثقافات، يسع للجميع: مسلمون وغير مسلمين. وأعلن الاسلامويون عما أسموه: المشروع الحضاري الاسلامي، والذي تم تدشينه أو تعميده بالدم: اعلان الجهاد ضد الجنوبيين المتمردين. وفتح الاسلامويون ابواب الجنان لـ»شهدائهم» في الجنوب، حيث كان يقام عرس الشهيد ويبرم الشيخ حسن الترابي شخصيا عقود قران الشهداء مع بنات الحور في الجنة!ولكن الجهاد اوصلهم الى نيفاشا وليس الى الجنة، حيث عقدت اتفاقية السلام الشامل، تحت ضغوط خارجية، أقوى من الارادة الوطنية السودانية . وتعامل الاسلامويون مع الاتفاقية باعتبارها محاولة خبيثة لتفكيك النظام سلميا. ولذلك، تعاملوا ضد روح الاتفاقية: تحقيق السلام . وحاولوا الاستفادة من الفترة الانتقالية لتحقيق المزيد من المكاسب الحزبية أو حسب لغتهم: التمكين . ودخل الشريك الاكبر -حزب المؤتمر الوطني، مصفي ووريث الحركة الاسلاموية، في مسلسل المناورات والتآمر والتسويف، لتعطيل نفس الاتفاق الذي وقعه امام العالم. وهكذا اوصلنا نقض العهود ومحاولة توظيف الاتفاقية من أجل مزيد من التمكين،الى حافة الهاوية أوالوضع الخطرالذي يعيشه السودان الآن. وباختصار، يتحمل الاسلامويون وحلفاؤهم من دعاة الدستور الاسلامي وكل سدنة المشروع الحضاري الاسلامي - بما في ذلك المنقسمون عنهم -المسؤولية التاريخية والاخلاقية ،لانفصال الجنوب القادم. فقد فرضوا على السودان منذ الاستقلال الدخول في نفق مظلم ليبحثوا عن قطة سوداء. وهكذا اضاعوا علينا أكثر من نصف قرن من عمر الاستقلال، شاغلين الناس بقضية هامشية: الدستور الاسلامي. لأن هذه القضية، لا تصيب الهدف المركزي والمصيري للاستقلال: التنمية الشاملة، المستقلة، والعادلة، والمحققة للوحدة والتنوع في وطن واحد.
    كشف حكم الاسلامويين عجزهم عن ايجاد حل سلمي لمشكلة التنوع الاثني في السودان. ولكن الفشل-الفضيحة، كان في سفورتفرقتهم العنصرية من خلال العودة للقبلية واثننة الصراع السياسي،وظهر ذلك جليا في ازمة دارفور.حين سلكوا طريق ثقافة العامة في التمييز بين «أولاد العرب» والزرقة،تقرأ العبيد. في البداية، ظهرت،داخل الحركة الاسلامية، صعوبة التزاوج بين «العرب» واولاد الغرب مثلا، رغم كسبهم الديني والحزبي. وقد تدخلت القيادة في حالات كثيرة، لفرض زيجات «مختلطة». هذا وقد واجه المسلمون -تاريخيا- معضلة القدرةعلى مساواة المسلمين غير العرب. رغم ان الاسلام كنص وموعظة اخلاقية، كان واضحا: لافضل لعربي على عجمي الا بالتقوى. ولكن الواقع والممارسة، خالفت تعاليم الاسلام . ففي حديث رواه ابن عساكر: «جاء قيس بن مطاطية الى حلقة فيها سليمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي. فقال: اما هذا الحي من قريش فانه لايستغرب أن يناصروا هذا الرجل (يعني النبي)، وأم هؤلاء فماذا يفعلون؟ (يعني العجم). فسمع ذلك معاذ بن جبل فأخذ بتلابيب قيس، ثم جاء يخبر رسول الله(ص). فأمر رسول الله أن ينادي للصلاة جامعة، ولما اجتمع الناس وقف خطيبا، فقال: «ايها الناس ان أباكم واحد وان ربكم واحد وليست العربية لأحد منكم بأب ولا ام، انما هي اللسان. «وفي رواية: انما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي. «
                  

04-16-2010, 03:40 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    من المعلوم، أن الاسلام لم يلغ الرق تماما، واكتفى بتجفيف منابعه من خلال العتق. كما اوصى بحسن المعاملة. ولم تتعب الحركة الاسلاموية السودانية نفسها، وتجتهد في ايجاد حلول للسودان. وذلك، لأن رواسب العبودية موجودة وحية تظهر عند الضرورة في منتهى قوتها. وهنا يخضع الاسلامويون والشيوعيون لقواعد الثقافة الشعبية التي استبقت العبودية في علاقاتها. فهناك، مقولة يرددها الشيوعيون كطرفة، ولكنها في حقيقتها موقف ونظرة: العبد عبد، والمرأة مرأة! فهذه ثوابت اجتماعية سودانية تتحدى كل تحليل طبقي أو حركة تاريخ أو دين مساواتي. وقد جاء الاجتهاد الوحيد عن الرق، من الاستاذ محمود محمد طه ولكنه لم يزد عن رفع شعار: - الرق ليس اصلا في الاسلام. (كتاب : الرسالة الثانية من الاسلام. الطبعة السادسة، 1986، ص124). ولم يذهب بعيدا حين قال: «لم يكن من الممكن أن يبطل التشريع نظام الرق، بجرة قلم، تمشيا مع الأصل المطلوب في الدين، وانما تقتضي حاجة الأفراد المسترقين، ثم حاجة المجتمع، الاجتماعية، والاقتصادية، بالابقاء على هذا النظام،مع العمل المستمر على تطويره، حتى يخرج كل مسترق، من ربقة الرق، الى باحة الحرية». (ص4-125). وفي النهاية، يكتفي بضرورة حسن المعاملة. ومن الظاهر، أن كل محاولات التجديد والاجتهاد، لم تصمد امام ثقل الواقع السوداني،والاسلامي عموما، المتمسك بثقافة العبودية،سواءا في عقله الباطن، أو في علاقاته الاجتماعية الجادة والمؤثرة. وحاول (عون الشريف) الاسلامي المستقل، تجاوز هذا المأزق بالحديث عن «قومية اسلامية» وليس ديناً اسلامياً فقط، والفكرة تقوم على عملية التذويب للعناصر أو تعايشها حسب اسلامها المشترك،اذ يقول:- «ومن هنا يصح الحديث عن القومية الاسلامية التي تحقق للمجموعة المحلية، التوحد في اطار مواصفاتها الجغرافية والثقافية والبشرية، فتكتسب الوحدة الوطنية في اطار اسلامها. ومعنى ذلك، أن الاسلام لا يلغي شخصيات الشعوب ولا يحارب موروثها الانساني ومعطيات تاريخها وحضارتها، الا حين يصادم ذلك تعاليمه الاساسية في وحدانية الله ووحدة البشر وكرامة الانسان». (مجلة الثقافة السودانية، اغسطس، 1995، ص36).
    عبّر علي الحاج، وهو قيادي اسلامي بارز، ولكنه ينتمي الى مجموعة لا تعول كثيرا على ادعاء العروبة الخالصة، عن البحث عن الحل في الجمع بين الانتماءوالتباين في علاقة جدلية، حين قال: «اذا ما قال أحد بأن السودان اسلامي أو عربي، نعتقد أن ذلك لا يمثل الوصف الصحيح لهويتنا في واقع الامر، نحن أفارقة في السودان، ولكنّا لا نشبه الافريقيين الآخرين، لسنا أفارقة في غرب أو شرق افريقيا، نختلف عنهم ولكنّا افريقيون. نعم يتحدث بعضنا العربية ولكن نختلف عن العرب. ونحن ايضا، بعضنا مسلمون، ولكنّا لا نشابه المسلمين الآخرين. وحتى اذا ما نظرنا الى الدول العربية الاخرى أو الدول الاسلامية، نجد أن سلوك السودانيين يختلف، واعتقد أن ذلك ناتج من هوية تكونت عبر التاريخ». (صراع الرؤى، مرجع سابق، 405)فهو ، رغم أنه ملتزم ومنظم في حزب اسلامي،مسلم مختلف،وايضا عربي مختلف، وافريقي مختلف. وهنا يمكن أن نفهم، لماذا رفض الترابي الانضمام للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين؟ فقد تغلبت سودانيته، رغم حديثه المعلن عن الامة الاسلامية، على اسلاميته. وكان يرى سيطرة مصرية على التنظيم. ومن ناحية اخرى ،يمكن أن نفهم ، لماذا حارب الاسلاموي النشط ،الفوراوي، يحي بولاد، ثم خليل ابراهيم، النظام الاسلامي الذي شاركوا في قيامه؟فالنظام الاسلامي،همّش الزغاوة والفور،ولم يغفر لهم تمسكهم بالاسلام والحركة الاسلاموية.فقد تغلبت العصبية القبلية وثقافة العبودية.
    حصاد الهشيم
    واخيرا، بعد أن طلى الغراب نفسه باللون الابيض، لم يعرف الى أي سرب يذهب؟ هذا هو حال السودان، فقد فرّط في وحدته الوطنية، ولم ينجح في الانتماء الى هوية مستعصية:عربية أو اسلامية. وفي السنوات الاخيرة، تعالت اصوات تقول: هل من الممكن أن نقول اننا سودانيون وكفى؟ أليس هذا تعريفا كاملا وشاملا أو جامعا مانعا، يحتوي على كل مكوناتنا،ولا يحتاج لانتساب عروبي و لا افريقي ؟ وكانت البداية في الثقافة والفن، حين صكّ احمد الطيب زين العابدين ورفاقه، مفهوم :»السودانوية»، وهي نسخة ليست توفيقية لفكرة الغابة والصحراء. ولكنها واجهت حملة نقد، تقول بأننا نتنازل أو نخجل من هويتنا «العربية-الاسلامية» تملقا للجنوبيين. مع أن فكرة»السودانوية» هي في الواقع، اجتهاد ثقافي لتعديل خطأ تاريخي وانحيازثقافي ،سادا في الواقع السوداني. أما على المستوى السياسي، فقد جاء تأكيد الشك من الخارج، حين وقف العرب والمسلمون يتفرجون على السودان،خاصة وهو يغرق في مستنقع دارفور. فقد انحاز كثيرون الى جانب النظام وفضلوا مبدأ: انصر اخاك ظالما أو مظلوما. ولا يمكن أن ننسى الموقف البائس، للدكتور محمد سليم العوا، الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حين زار دارفور قبل ثلاث سنوات. ثم عاد ليشرح، ماذا تعني كلمة غصب واغتصب في اللغة، لكي يقول في النهاية :ان الذي حدث في دارفور ليس هو الاغتصاب الذي نعرفه! اما دليل الاهمال والتجاهل ،فيظهر في الجانب العون الانساني،اذ تدفقت المنظمات الانسانية الاجنبية ،الى دارفور من بلاد «النصارى».بينما تكاد تغيب تماما ،المنظمات الاسلامية والعربية، عدا استثناءات ضئيلة متفرقة. ويتكرر نفس الشئ في الجنوب، حيث يتهدد الموت جوعا حوالي 4 ملايين والنصف مليون مواطن،ولا يحرك الاشقاء الاغنياء ساكنا.
    غاب العرب عن وساطات حل مشكلة الجنوب ثم دارفور. فقد كانت مصر هي الأجدر والأقدر على استضافة محادثات للسلام بدلا من كينيا. حيث كانت كل المعارضة تقيم في القاهرة، كما أن زيارات قرنق لا تنقطع لمصر. والنظام السوداني كان يلهث لتحسين علاقته مع مصر، لكي يغسل آثار محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك. ولكن مصر توقفت عند ورود عبارة تقرير المصير، وقرأتها الانفصال، وبالتالي نفضت يدها عن كل شئ، بدعوى أنها لا تريد أن تكون شاهدا أو راعيا لانفصال السودان. ولم تعد مصر تهتم كثيرا بالسودان الا في حالات اشتداد الازمات، وبالتالي يضعف الدور المصري المميز تدريجيا،ولكن بسرعة. ويصف(صاغيّة) هذه التطورات:- « ...فاذا انفصل جنوب السودان في وقت لاحق، فالمؤكد أنه سيجد ترتيبه الخاص في افريقيا ومعها. أما في حالة استمرار الوحدة السودانية بشروط ديمقراطية وتعددية جديدة، فالواضح أن مصر لم تعد تملك الجاذب الآيديولوجي والاقتصادي الذي يبقي السودانيين في نطاقها على ما كانت الحال تقليديا. يعزز هذا التوقع ضعف الروابط التي تشد العالم العربي، من خلال مصر، الى السودان». (حازم صاغيّة: وداع العروبة. بيروت، دار الساقي، 1999، ص168). وفي الأزمة الحالية، هناك دول عربية تتوسط، وفي نفس الوقت تقدم السلاح للمتقاتلين. ودولة اخرى، تتوسط من أجل البحث عن دور، وهي تستعرض نفسها اكثر من حرصها على انقاذ السودان. ومن ناحية اخرى، لا تمثل المساعدات الاقتصادية وقروض الصناديق العربية الافريقية شيئا يذكر فيما يخص السودان. وكأنني بالسودانيين يرددون مع المتنبي: شر البلاد بلاد لا صديق بها. وبالفعل، السودانيون يعيشون في وسط بلا اصدقاء صادقين، وقد بينت في موقع سابق، وضعيتهم على مستوى العلاقات والتفاعل.وحتى الآن لا يهتم العرب بمستقبل السودان،بينما في الغرب لاتنقطع المؤتمرات،وكتابة التقارير عن السودان،ولا تتوقف الوفود وارسال المبعوثين الرسميين ،ومنظمات المجتمع المدني.
    تراجعت الحركات والاحزاب القومية والعروبية بشكل واضح وسط الاجيال الشابة. ورغم أن هذا الانحسار عام في المنطقة، الا أن اوضاع الحركات في القطر السوداني، تشي باندثار كامل وقريب. ولم استغرب حين اصر حزب البعث العربي على اضافة صفة سوداني الى اسمه، لأن عربي ليست كافية للتعبير عن خصوصيته. وقد عانى حزب البعث من عدد من الانقسامات ،لهذا السبب - الديقراطية بالاضافة للموقف من الديمقراطية. وتتبلور داخل الحزب رؤية جديدة أكثر محلية وقطرية، اذ يقول أحد القياديين البارزين: - «. . . في الفكر القومي لا توجد قضية قومية وأخرى غير قومية، وانما توجد معالجة قومية لقضايا واقع الاقطار العربية المختلفة. . الخ. وعلى هذا، فان كل القضايا هي من منظور القوميين (قومية) بالدرجة نفسها، وبالتالي لا تستمد الحركة القومية صفتها من كونها تعطي أفضلية للقومي على القطري». (عبدالعزيز حسين الصاوي، في كتاب: حزب البعث في السودان، تحرير محمد علي جادين، الخرطوم، مركز الدراسات السودانية، 2008، ص 8-169) ورغم استعداد القوميين للتضحية - حسب قوله -في قضايا تخص فلسطين أو العراق مثلا، الا أن هذا لا يتم على حساب فعاليتهم تجاه قضايا القطر الذي ينتمون اليه. ولكن القيمة الفعلية لهذا الاستعداد ترتفع» بنسبة ادراك القوميين لأهمية صياغة وتطبيق الخط القومي الصحيح في معالجة قضايا قطرهم، لأنهم حينها سيكونون على اصطحاب الرأي العام المثقف، وكذلك الوعي والحركة الشعبيين، . . في اتجاههم. بدون ذلك ستتضاءل القيمة الفعلية لجهودهم فوق- القطرية أو العربية»(ص169).
    دخل السودان ،الآن،في عزلة بيّنة ،أوتفكك في علاقاته على كافة المستويات: الرسمي، والشعبي، والحزبي، ومع محيطه الاقليمي والعالمي. ويضاف الى ذلك، وجود دولة فاشلة فقدت سيطرتها على كامل ترابها الوطني. فقد سمح النظام بنشر قوات أجنبية، مهما كانت تسميتها، فهي غير سودانية.ومن الجدير بالذكر،أن عددها اضعاف الجيوش التي تم اجلاؤها عند خروج البريطانيين من السودان. وعلى مستوى السياسات واتخاذ القرار، صار المبعوث الامريكي يمثل دور المندوب السامي. وأصبح أمرا عاديا أن تستدعي واشنطن الشريكين الحاكمين،الى الولايات المتحدة، للتشاور عند بروز أي خلافات. ولم يعد النظام مهتما بتوفير الخدمات ،وتلبية الحاجات الاساسية لمواطنيه،. وذلك،لأن جلّ الاموال العامة تذهب للأمن والمفاوضات والعلاقات العامة. أما الاحزاب السياسة ،فهي في حالة تشرذم وانقسامات لا تنتهي. فالاحزاب، تعيش ضعفا واضحا، وفقرا في الموارد يمنعها حتى من اصدار صحف خاصة بالحزب. كذلك، وقع المجتمع المدني في نفس العيوب التقليدية للعمل العام. فقد سادت في تكوينه وحركته، الشللية، والصفوية، والاسترزاق، ولم يمتد الى الريف والهوامش. وهذا يعني غياب ارادة وطنية تمكن السودانيين من ايجاد حلول ذاتية ومبادرات داخلية.اما الفرد السوداني،فقد اخضع لعملية «حيونة» ممنهجة،تهدف للعودة به الى مرحلة جمع أو تدبير الطعام.كما يحرم من كل وسائل الترفيه والسعادة وتقوية الروح. وهكذا، اصبح السودان غير قادر، وعاجزا ذاتيا ، وفي نفس الوقت لا يجد من يساعده من اصدقاء،هم اصحاب «الهويات»التي انحاز السودانيون اليها،وحاولوا أن يجدوا انفسهم فيها،بلا جدوى،عند الشدّة.
                  

04-16-2010, 03:45 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: واخيرا، بعد أن طلى الغراب نفسه باللون الابيض، لم يعرف الى أي سرب يذهب؟ هذا هو حال السودان، فقد فرّط في وحدته الوطنية، ولم ينجح في الانتماء الى هوية مستعصية:عربية أو اسلامية
                  

04-16-2010, 03:47 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    التعليقات

    Quote: 2010-04-15 02:23:43،بواسطة:tariq

    المؤتمرالوطني مابهتم لوبقى السودان هوالخرطوم فقط المهم هويحكم حتى لو مات كل الشعب
                  

04-16-2010, 03:49 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-14 16:06:31،بواسطة:Ali Jammaa Abdalla

    الاستاذ الكريم دكتور حيدر أتابع منذ وقت طويل كل ما تكتب وأجد فيه بجانب متعة الاسلوب دقة وعمق في التحليل والجهد الذي يحترم المتلقي . لكتاباتك طعم خاص جداً و قيمة خاصة كذلك . السبب في اعتقادي يكمن بجانب تجربتك الانسانية منذ التشكيل في عطبرة ( وهذه مدينة ليست ككل المدن ) إلى عمق أوروبا ثم إختيار السوسيولوجيا الاجتماعية تخصصاً ... كل ذلك أعطى التحليل السياسي بعداً لا يتوفر لأخرين مهما بذلو . ولذلك ظللنا ننتظر كتاباتك مثل مولد الهلال . نجد فيها السلوى والتعبير عن النفس . المقدمة طالت ولكن لطالما شكرنا مبدعينا بعد فوات الأوان ! المقالات كانت ثلاثة فقط وككل غالي ( ما يكملش ) كما يقول إخوة الوادي ! تمنيت يا دكتور لو تستمر في هذه المرافعه العظيمة والتي طرقت كل أبواب المسكوت عنه في تاريخنا ، سياستنا ، اجتماعنا،انتماؤنا المنقوص أو المشوه ، هويتنا المسروقة وحتى تديننا ذو النزعة الخاصة . لقد أجبت على تساولات كثيرة وأكثرها دقةً محاولات الجيل الأول الذي أعطى نفسه حق تزييف إرادة كل هذا البلد الكبير الفسيفساء ، والمؤلم أن تغييب الارادة لا يزال مستمراً !! اتمنى عليك يا دكتور حيدر أن تستمر في هذا الطرح بشكل أوسع وأشمل في مجالاته المختلفة : الدينية ، والسياسية ، والاجتماعية، والتاريخية مما كان مسكوتاً عنه زمناً طويلاً حتى كلفنا اليوم ضياع ثلث الوطن ! لا زال ملوك الطوائف يتقاتلون على جثة أندلس نهايته يناير القادم ٢٠١١ !! شيئ عجيب ! علي جماع عبدالله نائب الممثل المقيم - برنامج الامم المتحدة الانمائي العراق- عمان - الأردن
                  

04-16-2010, 03:50 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-14 15:32:52،بواسطة:افريقي

    الاسلام لم يلغي الرق بل افاض في وصف مؤسسة الرق وشرح كيفية تنظيمها وحقوق وواجبات العبيد التي تختلف عن الاحرار وكل الدول الاسلاميه لم تلغي الرق الا بعد تم الغاؤه وتحريمه بواسطه الغرب .يدعي البعض ضرورة انفصال الجنوب لان الجنوبيين غير مسلمين وثقافتهم مختلفة.. وذلك لان الاسلام يرفض الاخر المختلف ويكفره..اعيش في امريكا بلد شعبه مهاجرين من كل العالم استمتع بتنوع واختلاف ثقافاته..العلمانيه هي الحل..ابعاد الدين من السياسه وابعاد الدين من التعليم وتدريس الاطفال مبادئ حقوق الانسان لتاتي اجيال سودانيه جديدة ..التخريب العقلي الذي اصاب عقول هذا الجيل يستحيل اصلاحه
                  

04-16-2010, 03:51 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-14 13:31:44،بواسطة:ود ام رهابة

    تحليل سليم لواقع السودان اليوم وما سيحدث للبلد مستقبلا من انفصال وحقيقة هذه هي السياسة الامريكية المرسومة يتم تطبيقها بواسطة ابناء البلد من دون عناء للولايات المتحدة لخدمة مصالحها ومصالح اسرائيل ومن ثم ان العرب الذين اختارهم السودان هم نفسهم ينفذوا في سياسات امريكا سواء كانو مكرهين اوطائعين فالمعلوم ان اللعبة كبيرة تجاه الكل وتجري السياسات لصالح من خططوا لها وربنا يجعل كيدهم في نحرهم أأأأأأأأمين.
                  

04-16-2010, 03:57 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: فمن الملاحظ أنه قد تم الغاء مؤسسة الرق قانونيا ورسميا ولكنها استمرت كثقافة حية يصعب انهاؤها بالقانون أو بالقوة. وغالبا ما يتخذ التزاوج بين المجموعات المختلفة ،كمعيار جيد ودقيق لتحديد المكانة. وظلت تثير اهتمامي منذ مدة، قضية عرضت على المحاكم في منتصف سبعينيات القرن الماضي أي قبل أربعة عقود. فقد حكمت المحكمة الابتدائية بالخرطوم،بعدم شرعية زواج شاب بفتاة، لأن في «دمه»بقايا رق أو عبودية. ويقال في العامية السودانية لمثل هذه الحالة «فيه عرق». وقد برر القاضي حكمه بعدم الكفاءة بين الطرفين. وفيما يلي، نموذج للغة المستخدمة في الحكم من قبل محامي أهل الفتاة: «...الاحرار الذين لم يجر الرق في أصلهم فهم أكفاء لبعضهم ان استووا في النسب، والموالي من جرى في أصلهم رق. فمن جرى في أصله رق ليس كفئا لمن جرى في أصله الثاني رق وأصله الأول حر، اذن الموالي أنفسهم ليسوا أكفاء لبعضهم بعضا ناهيك أن يكونوا أكفاء للأحرار، وموكلته تطالب بالزواج لمن جرى في أصله الأول رق وهو مولى من أهالي نوري مركز مروي، وهي من أصل حر أما وأبا، فاذن ليس كفئا لها، والشريعة تأبى هذا الزواج» (قرار النقض نمرة 41/1973 الصادر يوم السبت 24 شعبان 1393 الموافق22/9/1973). هل نصدق أن هذا نقاش في محكمة سودانية في نهاية القرن العشرين؟ وفي بلد يمكن أن يكون موحدا وديمقراطيا؟
                  

04-16-2010, 03:59 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    التعليقات

    Quote: 2010-04-14 10:35:26،بواسطة:محمد المصطفى عبد الرحمن

    شكرا على المقالات الضافيه ولكن لم تتكرم وتتعرض بذكر الشق الثانى من مقولة السودانين المترادفه حيث انك اغفلت كلمه تقال ايضا لبياضى البشره وهى كلمة يا حلبى اذ ان هذه الكلمه فى حد ذاتها تعنى الغجر وهم شعوب يحب الترحال وينتشرون فى مشارق الارض ومغاربها وهم احط مله فى البشر ويعيشون على الكفاف والتسول ومنبوذين فى اى دوله من دول العالم وهى اهانه ما بعدها اهانه لبياضى البشره من السودانين حيث لا يخفى عليكم ان جميع الرسل والانبياء كانت بشرتهم ييضاء والله اعلم
                  

04-16-2010, 04:00 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 22:41:04،بواسطة:ابراهيم اسماعيل

    يا دكتور بمقالك هذا انحسبت على النخب السودانية التى تبحث عن اذمات وعقد تثير بها الفتن والطرح المتخلف مسألة الهوية محسومة وخير دليل اللغة والاستناد على آراء الخليجيين فى السودانيين معروف هدفها .الوطن يحتاج الى تفكير جاد يخرج اهله من خطر التشرزم لا النبش فى ثقافات فارغة المحتوى.
                  

04-16-2010, 04:01 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:55:44،بواسطة:علم الدين

    انا اعلق ليس من باب الاسفاف والتشظي ولاكن الحق يقال والساكت عن الحق شيطان اخرس (اي دين ادمقراطية اسلامية تبيح وتكفل حق المواطنة والعمل لعربي علي غرباوي او نوبي)؟؟ انا من جبال النوبة لي اخي شقيقي ذهب لاحدي معاينات الكلية الحربية لتتأكدو مدي الازدراء والعنجعيهة اللونية سأله ضابط المعاينة (بالله من جبال النوبة بقيتوا تصلوا المحلات ده) !! لانو ربنا اداه الرتبه ده بأمتياز للونه الباهي دون مواطلن جبال النوبه ذو اللون الاسود اللذي لا يطاق !ده مستوي الاستعراب والدلاه في التعرب انا في انجلترا الخواجه بيقوليك سيدي لمن يقدم ليك خدمه (عشان انته انسان فقط) ما اكثر, عقده الالوان هي اشباه الشعوب المتخلفة ذي السودان.
                  

04-16-2010, 04:02 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:43:13،بواسطة:عادل عبد القادر / ليبيا / بنغازى

    بما أننى لست ملماً بمادة التاريخ / إلا أننا إذا نظرنا لتاريخ الحركة الوطنية الحديثة فى السودان لوجدنا أسماء /إسماعيل الأزهرى ومحمد أحمد المحجوب ومبارك زروق وجيل ورواد نادى الخريجين الأوائل وبعض المناضلين من جنوب السودان فقد كان همهم الأول والأخير هو (السودان) دون أى نعرات دينية أو إثنية لعلمهم التام بأنهم كلهم أولاً وأخيرا سودانيون يجمعهم وطن واحد ولا يوجد مركب نقص فيهم حتى نال هذا الوطن إستقلاله وتحرر / وبعدها جائتنا الطامة الكبرى / تكملة /
                  

04-16-2010, 04:02 PM

Elsheikh Mohd Aboidris

تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    الشماليون فى الجنوب.. بين نارين

    ياريت نشوف رايك شنو في الكلام دا

    يعيش المئات من الشماليين خاصة التجار منهم ببعض مدن الجنوب وتحديداً فى ولاية غرب بحر الغزال بمدينة واو الذين يعملون بها فى مختلف المهن قبل وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، ظروفاً سياسية واقتصادية مأساوية حقيقية. حيث كثرت المضايقات العلنية تجاههم من قبل افراد الجيش الشعبى الذين يحرسون الاسواق فى المدينة وفى ظل صمت واضح من قيادات الحركة الشعبية والمحاكم المدنية والجنائية بالولاية طوال فترة الأعوام الخمسة التى مرت على عمر نيفاشا كما يقول التجار أنفسهم وأضافوا أنهم عندما يقومون برفع الشكاوى لمجلس تشريعى الجنوب عن التجاوزات المضبوطة بشهادة اهل الولاية نفسها او عند فتح بلاغات جنائية فى مراكز الشرطة فانها تذهب ادراج الرياح لتدخل الجيش الشعبى حاليا فى عمل المجلس وسيطرته على القضاء فى الولاية
    ----
    واضافوا ان المضايقات لم يجدوا لها مبررات سوى انهم شماليون يختلفون عنهم فى اللون والعرق والدين وذكروا أن المحسوبين على الطبقة المتعلمة فى المنطقة يقولون لنا (ان لونك ودينك فى البلد دى مشكلة) ، فى وقت تكرر فيه قيادات الحركة الشعبية فى الشمال ان الجنوب يسع اهل السودان كافة بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، اى ان الجنوب منطقة ديمقراطية يحق للجميع ان يعمل فيها ويتمتع بخيراتها، وظلت هذه التصريحات لقيادة الحركة (موضوعة فى علبة ومقفول عليها بالضبة والمفتاح) الى ان تكشفت الحقائق اخيرا مع العملية الانتخابية التى رغم انها يمكن ان تكون قاب قوسين او ادنى من الفشل بغرب بحر الغزال إلا أنها أتاحت على الاقل للصحفيين فرصة للالتقاء بالشماليين بالولاية والتعرف على اوضاع التجار منهم، الذين جاءت افادات الاغلبية منهم صراحة بانهم سيتركون العمل بالولاية عقب الانتخابات فى حال نفدوا بجلدهم وان كانوا يؤكدون ان العمل بالجنوب افضل حالا من الشمال باعتباره يحقق قدرا من الربحية.
    «الرأي العام» قامت اثناء تغطيتها للعملية الانتخابية بجولة واسعة فى مدينة واو التقت خلالها بالعديد من الشماليين تجارا ومواطنين واستطلعتهم حول فرص العمل بالجنوب والوضع الامنى بالولاية وطبيعة المضايقات التى يواجهونها اثناء تجوالهم فى طرقات وشوارع الولاية ليلا وفى أية درجة يصنف المواطن الشمالى، فخرجنا بحصيلة من الافادات رسمت صورة قاتمة للاوضاع عامة بالجنوب ومصيراً مجهولاً لكل ماهو شمالى فى الاقليم، وفضلوا فى حديثهم للصحيفة (تسارع الزمن لحلول موعد الاستفتاء للاتيان بانفصال الجنوب لكى يعرف كل واحد مصيره ووزنه فى السودان).
    وكانت بدايتنا بالتجار فى سوق الجو بواو الذين وجدناهم وقد كست الحسرة وجوههم على الظروف التى قذفت بهم الى عالم المجهول بالولاية وجعلتهم فريسة سهلة الاصطياد لمنسوبى الجيش الشعبى، وكان بداية اللقاء بالتاجر محمد على الكباشى (53) عاماً من ابناء منطقة الدويم ويعمل مع شقيقه حسن فى محل تجارى لمواد البناء بالسوق سألناه عن فترة مكوثه بالولاية والوضع الامنى بالولاية قبل وبعد نيفاشا وتوفرفرص العمل، فاجاب والحسرة تكاد تفطر قلبه بانه ظل يعمل بها لفترة (20) عاماً رأى فيها ظلم (الحسن والحسين) (والنجوم فى عز النهار) من قبل منسوبى الجيش الشعبى، واضاف ان محله التجارى المجاور لمحل شقيقه ظل مغلقا لاكثر من ثلاثة اشهر اى فى ينايرمن العام الجارى رغم تسديده لجميع الرسوم المفروضة على المحل من ايجارات شهرية بنظام الدفع المقدم، علاوة على الرخص والتصاديق والضرائب والنفايات باسعارها المضاعفة مقارنة بالشمال، مؤكداً أن زملاءهم فى العمل من الجنوبيين يدفعون فقط النصف، واضاف ان هذا ان دل على شىء انما يدل على تمييز واضح بين ابناء السودان شماله وجنوبه، وذكر وجود (فيتو) رائج ومسلم به اجبارا عم سوق (الجو) منذ ثلاثة اعوام وانتقلت عدواه تدريجيا الى بقية الاسواق و يقول(إنه اذا جاءك اى فرد من الذين ينتسبون للجيش الشعبى وقال لك اغلق محلك التجارى فانه قرار نهائى ولا خيار ثالث امامك سوى الاذعان له اوان تتحمل ما يصيبك من ما يخرج من فوهة البندقية او فى الحالات المخففة الاعتقال والذهاب عنوة الى مايطلق عليه (بسجن الشوك) الذى زاره الكثيرون من التجار شماليين وجنوبيين ووجدوا فيه ممارسات فاقت التى سمعنا عنها فى سجن ابوغريب، وتابع الكباشى الغريب فى الامر ان هذا (الفيتو) حصري على الشماليين وبعض التجار الجنوبيين من المغضوب عليهم، مشيرا الى ان فتح محله مرهون بقرار الفرد الذى امر باغلاقه متى مارضى عنك، موضحا ان اتخاذ القرار قد يتجاوز الشهور والسنوات وأحياناً يوماً واحداً واضاف انه من عجائب الامور ان الشخص الذى اغلق محلى يمر على يومياً صباحاً اثناء تواجدى مع شقيقى بمحله ويلقى على التحية ويبتسم فى استفزاز صريح، وختم قوله بان مستقبل عمله وكسب عيشه اصبح مربوطا بهذا الشخص، حتى ان اسرته فى الشمال( الدويم) المكونة من عشرة اشخاص اضحت تعتمد فى تسيير امورها المالية على شقيقى، فاصبحنا أنا والاسرة عالة عليه.
    د. طارق عثمان صاحب صيدلية بسوق الجو من منطقة المتمة لايختلف فى حديثه كثيراً عن الكباشى حيث يقول انه جاء للجنوب عقب توقيع اتفاقية السلام بعد ضيق فرص العمل بالشمال، واضاف ان الامر فى العامين الاولين من عمر الاتفاقية مرت على الشماليين بسلام ولكن الاوضاع تدهورت تدريجياً الى السوء بعد قيامنا باستيراد الادوية والامصال من الشمال وقفل الباب امام البضاعة اليوغندية التى كانت تعم الاسواق لعدم مطابقتها للمواصفات وتسجيلها فى وزارة الصحة الاتحادية، مؤكدا ان قفل هذا الباب فتح عليهم نارجهنم حيث يزورنا عساكر من الجيش الشعبى ويقولون لنا ان الادوية اليوغندية ارخص سعرا من التى تستوردونها من الخرطوم ، كما ان الاستيراد فى يوغندا سهل نسبة لقربها من الجنوب، وتابع: بعد تفاقم الامور كونا لجنة من اصحاب الصيدليات بالسوق خرجت بأن نتبع طريقاً ثالثاً واتفقنا معهم على استيراد الادوية من جوبا، وبدأنا فى الاستيراد لكننا اكتشفنا ان البعض منها غيرمطابق للمواصفات وليس مسجلا فى وزارة الصحة.
    ومهما يكن من امر فان الوضع الحالى الذى يعيشه الشماليون بالجنوب سواء كانوا تجاراً أو مواطنين عاديين يفند ما يذكره قادة الحركة الشعبية فى وسائل الاعلام المختلفة من وجود حريات فى الاقليم، ويشي بانه قابل لمزيد من الانفجار فى اى وقت، مالم تصحو الحركة الشعبية من نومها العميق، وتعترف بوجود تجاوزات لمنسوبيها من الجيش الشعبى ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من تجاوزات بحق اخوانهم الشماليين.

    تقرير: عمار آدم
    صحيفة الراي العام

    (عدل بواسطة Elsheikh Mohd Aboidris on 04-16-2010, 04:03 PM)

                  

04-16-2010, 04:04 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Elsheikh Mohd Aboidris)

    Quote: الشماليون فى الجنوب.. بين نارين

    ياريت نشوف رايك شنو في الكلام دا



    ما وريتنا النارين ديل شنو عشان نقول رأينا!


    -----------------------

    وبما انك قد قمت بالتعديل واوردت المقال (بين نارين) فأني سأعلق عليه لاحقا بعد الأطلاع عليه ...

    (عدل بواسطة مجدى محمد مصطفى on 04-16-2010, 04:15 PM)

                  

04-16-2010, 04:09 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:38:13،بواسطة:افريقي

    مايحز في نفسي تمسك السودانيين الشماليين بالهويه العربيه والامه العربيه تشهد افلاسا وانحطاطا علميا وفكريا وثقافيا وفي كل مناحي الحياة ..اري ان السودان بلد متعدد الاعراق والثقافات ولكي تعايش تلك الاعراق والثقافات يجب ان يحكم السوان بدوله مدنيه علمانيه اولا..ثانيا ابعاد الدين من المدارس وتدريس مبادئ حقوق الانسان لتأتي اجيال جديده فمن الصعب ان لم يكن من المستحيل اصلاح هذه الاجيال
                  

04-16-2010, 04:10 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:31:27،بواسطة:عادل عبد القادر / ليبيا / بنغازى

    دكتور حيدر /تحية طيبة / التعصب الدينى وعدم وجود الإنفتاح الفكرى لفهم ثقافة الآخرين / يعنى أنانية ونقص / مثال أن أغلب الإسلاميين فى السودان جاؤا من الريف أو القرى النائية ولم يولدوا ويعيشوا فى المدن الكبيرة وعندما دخلوها كانوا يشعرون بالنقص (منبوذين متسلقين) ولكى يملاؤا هذا الفراغ لم يكن يملكون غير (ديانتهم) التى جاءت بميلادهم أى أن البيئة التى ولدوا وعاشوا فيها هى التى أفرزت لنا ذلك (التعصب الخفى والنقص الظاهر) فأواسط السودان توجد بها الكنيسة بجوار المسجد وتجد العربى المسلم والعربى المسيحى (سواء كان من شمال السودان أو من الدول العربية المجاورة) وتجد الهندوسى والبوذى والسودانى المسلم والمسيحى ذلك النسيج (الجميل) لكن وعندما تم تسيس (الدين) وإستغلاله لمآرب الحركة الإسلامية فى السودان وتكفير البعض بدأ الإنشقاق والحروب وتفتيت البلاد ثم أن المضى فى هذا الطريق سيجعلنا نرى الكثير فى المستقل / الدين لله والوطن للجميع (شمالى مسلم بالميلاد) .
                  

04-16-2010, 04:11 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:28:35،بواسطة:النور

    مقال في غاية الصراحة والشجاعة.حقيقة ربط الهوية بالقبيلة فقط ,عادة جاهلية وتنم عن التخلف .ولكم هذا المثال الطريف. هناك قبيلة الفلاني الامبرور يعتبرون كل البشرية عبيد الا الامبرورو شأنا ام ابينا.وعند التعرف علي قبيلتك يقول لك هل انت امبروراي ام عبد؟ وهما اثنان لا ثالث لهما. علي اي حال يمكن ان نجدلهم العذر لانهم يعترفون بأنه اهل بادية وهذا مبلغ علمهم ولكن هل يمكن ان نجدالعذر لمن يعتبر نفسه من اهل الحضر؟
                  

04-16-2010, 04:12 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 19:23:37،بواسطة:علي بابكر الهدي

    أستاذي الدكتور حيدر لقد أصبت عين الحقيقة وقلت كل المسكوت عنه. في جلسة جمعتني ببعض المثقفين قلت بأن الوقت قد حان لكي نعيد النظر في المفاهيم والمسلمات فيما يتعلق بالاستعلاء العرقي ونظرتنا الدونية لمن هم غير عرب وأن تجربة السفر إلى الخليج والاضطهاد الواضح يجب أن يجعلنا ندرك فداحة ما يقوم به البعض في السودان من اضطهاد للجنوبيين وأبناء الغرب وقلت كلاماً كثيراً عن الاستفادة من تجربة الغربة لتصحيح مفاهيمنا، فإذا بأحد الحاضرين يقول بأنه عاش لسنوات طويلة في إحدى الدول الأوربية وكان له صديق من غرب السودان ولم يكن يحس بالاضطهاد كما يحسه صديقه هذا. ومعنى الكلام أنه في قرارة نفسه يحس بأنه عربي قح ولا يهمه الاضطهاد وتأسفت على أنني قلت ما قلته فقد أحسست بأن بعض المتعلمين والمثقفين لا يتعلمون من السفر والدراسة
                  

04-16-2010, 04:18 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 16:53:11،بواسطة:mahmood

    يادكتؤرلؤ كان اهلنا فئ الشمال لديهم فهم لاصلهم لكان السؤدان افضل حال .ؤلكن للاسف هم مجهلؤا الهؤيه ؤ النسب ان كانؤ عر با فل يهاجرؤ الئ الجزيرة العربية فاعتقد انهم عبيدا للعرب كماقلت انت ؤكما قاله التاريح .لم ؤلن تتم هجرات للعرب الئ افريقيا لافئ عهد احد حكام بنئ اميه عند امر العرب بتحرير عبيدهم حين قال ايها العرب عليكم بتحرير عبيدكم ؤ نفيهم الئ جنؤب مصر حتئ لا تحتلط انسا بكم بانسابهم ؤافتكر جنؤب مصر ليسؤا غرابة اؤ جنؤبيؤن بل هم اهلنا الشماليؤن
                  

04-16-2010, 04:19 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 16:48:51،بواسطة:د.عبدالماجد عبد الرحمن الحبوب

    طرح قوي وجريء ومفيد جداً لمشكلة سياسية-ثقافية-اجتماعية عويصة و مزمنة . ثمة ملاحظات: 1. هل السودان وحده الذي عانى ويعاني من قضية الهوية - بغض النظر عن كونها وعياً زائفااو حقيقاً ؟؟ ألم تثر وتثار في دول عربية عدة هذه المشكلة ؟ ماذا عن دعاة الهوية الفرعونية في مصر وماذا عن كتابات مثقفي مصر من أمثال (لويس عوض وسلامة موسى وغيرهم ) ألا يوجد في مصر حتى الآن من يدعو أو يؤمن بالهوية الفرعونية لمصر ؟؟ ماذا عن المغرب ومشكلة الامازيقية وماذا عن بلا الشام والعرق ؟؟ 2. التميز العرقي ومشكلاته الاجتماعية والسياسية : أيضاً لا نبدو منفردين في هذا: في دول أفريقية قامت وتقوم حروب طاحنة (راوند-- المجزرة الشهيرة بين الهوتو والتوتسا) - في بعض البلاد العربية توجد تمايزات تصل حد عدم التزاوج بين بعض القبائل . بل المثال الذي ذكره الدكتور عن تطليق امراة لعدم الكفاءة الذي حصل في السبعينات ) موجود الآن في بعض البلاد العربية وحدثت حالات في السعودية والأردن خلال السنوات القليلة الماضية وقد قرأت بعض المقالات في الصحف السعودية تناقش هذه المشلكة وتتحاور حول شرعيتها(التطليق بسبب عدم الكفاءة الاجتماعية) !! 3. انفصال الجنوب القادم يتحمل الاسلامويون مسئولته التاريخية بنسبة 95% (في تقديري)ولا يمكن أن تساوي بين من يحملون فكراًاسلاميا مستنيراً وديمقراطياً وغيرهم من الاسلامويون !لا بد من الانصاف للثقافة الشعبية الاسلامية الوسطية والتيار الاسلامي المستنير العصري .. هذا من باب الأمانة الفكرية والتاريخية !!
                  

04-16-2010, 04:20 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-13 13:58:19،بواسطة:محمد الهادي محمد جباره

    سيدي الدكتور مقالك لوكان مصرحا لي أن أمنحك درجه على الدكتوراه اللي معك لمنحتك موضوعك يلامس دواخل كل السودانيين الذين يعون العروبه ويسئون لاخوانهم في السودان بتلك الكلمه انت عبد وياليت الاخوه السودانيون يقعدوا في الجابره ويقلعوا فروة أنا ود عرب ( محبك / محمد الهادي محمد )الجزيره الحلاوين - ابوفروع مقيم في المملكة منذ 22 سنه للاتصال ت:0506494512 ودمت لكلمة الحق وأسال الله أن يحق بها يوم القيامه في جناته
                  

04-16-2010, 04:21 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-15 14:19:27،بواسطة:idel hg;fhad

    هذا المقال لايعبر عن حقيقة الوضع السوداني وبالتاكيد تحليل خاطي ياتتي من الذين يريدون تحويل السودان الي دوله علمانيه
                  

04-16-2010, 04:22 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-12 21:46:24،بواسطة:ع. صادفابى

    الهوية لاتستدعى توترا مع الاخر المغاير وانما ترفد لتجاذب ايجابي لمجتمعات منفتحة ومبدعة ومتجاوزة للاثنية والعقائدية(كارل بوبر، امارتيا صن) ارتفاع مستوى الوعى سيولة الاقكار وتدفقها الثورة الاتصالية الكبرى سمات توسم وتصيغ كل المجتمعات البشرية من تايلاند، هايتى ،جنوب السودان ووسط اسيا جمعيها تتشكل وتتبدد ملامحها القومية
                  

04-16-2010, 04:24 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-12 15:40:33،بواسطة:omergaber

    thank you for your great topic ali abdulateif is from nuba tripe from his fatherest side and Dinka from the othere side
                  

04-16-2010, 04:34 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-12 15:32:01،بواسطة:نصر موسي ---- سوداني

    د. حيدر انت رجل مثقف وتعرف الابعاد التاريخية للسودان فعلا هذا المقال يشخص الحالة السودانيه فمزيدا من التشخيص واحترم رايك الحر ولك مني الشكر
                  

04-16-2010, 04:34 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-12 15:07:15،بواسطة:osman bulok

    this man who called tyeb mostafa is very sick and he think he is more arabian than (bno hashim)them selves
                  

04-16-2010, 04:36 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: 2010-04-12 14:46:29،بواسطة:ahmedMOM

    حول مايدور في الساحه لا املك ما اقول سوى رحم الله السودانى الحق د/جون عاش وهو يقاتل من اجل قضيته وكنا نكرهه لانه بين قضيته بكل الصدق نعم ليس كغيره ممن يسمون انفسهم تحت عبارات والله اتحداهم لو يعرفوا معنيها ناهيك عن سواها لدى راى او بالاصح سؤال 00000000000000000000(فل يحتفظ الجميع باصواتهم هل بتقوم القيامه فل تقم
                  

04-16-2010, 04:54 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    جهد راقي ومقدر ويستحق النقاش
    شوية شوية المثقفين السودانيين بقوا بتكلموا في المسكوت عنه
    برجع بعد إعادة قراءة
                  

04-16-2010, 06:13 PM

Elsheikh Mohd Aboidris

تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Nasr)
                  

04-16-2010, 11:44 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Elsheikh Mohd Aboidris)

    Quote: مالك ما بتعرف تقراء ما تقراء البوست كامل علشان تعرف النار دي وين


    بعرف بقرأ بالحيل , بس انت في البدايه ما نزلت المقال وكتبت

    Quote: Quote: الشماليون فى الجنوب.. بين نارين

    ياريت نشوف رايك شنو في الكلام دا


    ومن بعد اجريت تعديل و أضفت المقال وكنت انا حينها قد رددت عليك .

    وبالتالي مافي داعي للقطامه .

    هذا البوست بيناقش وجهه نظر محترمه عن خسراننا للجنوب وعدم كسبنا للعرب الذين لن نكسبهم ولو أوقدنا اصابعنا شمعا لهم , عايز تتناقش عن وضع الشماليين في الجنوب افتح ليك بوست واطرح وجهه نظرك

    هذا ما لزم توضيحه وشكرا
                  

04-16-2010, 11:49 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Nasr)

    الأخ Nasr

    السلام عليكم ورحمه الله

    Quote: شوية شوية المثقفين السودانيين بقوا بتكلموا في المسكوت عنه


    صحيح بدأ الأن بعض المثقفين يطرقون المحرمات التي لم يعتاد الناس على مناقشتها , والدكتور حيدر ابراهيم تناول موضوع حساس للغايه ولكني اخشى ان يكون تناول الصفوه لهذا الامر جاء بعد فوات الاوان .


    Quote: برجع بعد إعادة قراءة


    في انتظار طلتك

                  

04-17-2010, 11:28 AM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    فوق
                  

04-18-2010, 07:08 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    يا مجدي
    ليس في الأمر فوات أوان ولا نحزن ولا تحزن
    التوقيت مناسب جدا
    ومعركتنا الآنية جدا والملحة خالص هي وحدة السودان
    وطريقنا الوحيد لأن نكسب الوطن شماله وجنوبه هو دولة المواطنة الديمقراطية التي يفصل فيها الدين عن الدولة
    دولة لمن يقول بأنه عربي ومسلم ودولة لمن يقول بأنه أفريقي ويؤمن بالإله نيال أو لا يؤمن بأي إله
    المواطنون فيها متساوون أمام القانون، من وجد في هذه الأرض منذ ملايين السنين أو من أتي إليها هاربا من قهر بني جلدته °° فأوته هذه الأرض وأطعمته، ثم لم يجد بدا إلا إحتقار أبناءها لسواد جلدتهم، ولو كان يدري فإنه لم يحتقر إلا نفسه

    رغم ترحيبي بل وإعجابي البالغ بما يقوله حيدر هنا أن مبلغ إختلافي معه يبدأ من هذا المقطع
    Quote: كل شعب من الشعوب تكون له قضية محورية أو مركزية تشغل الجميع، المؤيدين والمعارضين لها، سمها قضية قومية، أو قضية وجود، أو استراتيجية، أو ثوابت أمة. ومثل هذه القضية، هي التي تمثل الدافع والمسبب والموجه لكل حركة الجماعة وتفاعلاتها وصراعاتها. وقد تكون: روح الأمة(ethos)، وفي السودان كانت القضية هي: الهوية الثقافية أو الذاتية، وأحيانا الهوية الوطنية أو القومية. وهذا اختلاف شكلي، لأن المهم هو أن الجميع يطرح السؤال: من نحن؟ هل نحن عرب أم أفارقة أم مستعربون أفارقة؟ ومن الوضح أن السودانيين وقعوا منذ البداية في فخ سؤال بلا إجابة، ومفتوح لكل الاحتمالات والتفسيرات، ثم بعد ذلك الاختلافات والصراعات. فالهوية مفهوم شديد التجريد، وجوهراني، وثابت، وأقرب الى الميتافيزيقيا حين يستخدم في وصف الجماعات والنظم وحتي الثقافة. ورغم ذلك ربط السودانيون مهمة بناء الدولة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية والتنمية، بتحديد هويتهم. ودخلوا في مناقشات تضاهي الجدل البيزنطي، اعاقتهم في عملية رسم السياسات. إذ لم يكن من الممكن اتخاذ قرار لا يستهدي بمكونات الهوية. وهذا يفسر لماذا اهتم السياسيون السودانيون أكثر بمتطلبات وضع دستور دائم للبلاد، قائم على ثوابت الأمة وهويتها؟ وفي نفس الوقت أُهمل وضع الخطط للتنمية ثم العمل على تنفيذها.


    مصدر الإختلاف أن قضية الهوية لم تك قضية شعب، ولكنها كانت قضية نخبة. هذه النخبة هي طبقات إجتماعية بعينها من بقايا مالكي الرقيق والإقطاعيين وزعماء العشائر والطوائف. في مقابلهم كان الشعب السوداني من بقايا رقيق وفلاحين ومعدمين وعمال. ولو كانت حركات التمرد في سنة ألف وتسعمائة وأريع وعشرين تعبر عن الشعب السوداني فإن الذين سخروا من الثوار هؤلاء هم ممثلو النخبة المعنية والتي درج بعض الباحثين علي تسميتهم بالمؤسسة السودانية °° راجع كتاب تيم بيبلوك القوي والطبقة في السودان°°

    العروبة وخلافا لكل مزاعم البعثيين والقوميين العرب لم تك إلا إيديولوجية قهر إجتماعي وسياسي وتجلي هذا واضحا أول معارك الدستور وكما أشار حيدر في
    Quote: بادرت مجموعة صغيرة من المتعلمين المتأثرين -بطريقة أو اخرى- بتنظيم الاخوان المسلمين المصريين، بربط الاستقلال منذ الوهلة الاولى بـ»معركة»الدستور الاسلامي، فقد تزامنت تماما ودون أي فارق زمني حملة الدعوة للدستور الاسلامي مع الاعلان الرسمي للاستقلال. ففي10-11/12/1955 وجه الاخوان المسلمون و»جماعة التبشير الاسلامي والاصلاح» الدعوة الى الهيئات الاسلامية في السودان، لاجتماع للنظر»في أمر الدستور حتى يجئ متفقا مع ارادة الشعب السوداني المسلم ومستندا الى كتاب الله وسنة رسوله(ص)». وقد استجاب الى هذه الدعوة العاطفية والتي لعبت على اوتار العواطف الدينية، اعدادا كبيرة من اعضاء الاحزاب السياسسية والجمعيات الخيرية والطوعية والاندية والجماعات الثقافية. وتكونت جبهة الدستور الاسلامي، وبينت أهدافها كما وردت في المذكرة التي صاغها الشيخ حسن مدثر، قاضي قضاة السودان في 18/11/1956، كما يلي: -» ان القوانين التي سنها المستعمرون - وهم ليسوا بمسلمين- أباحت ضروبا من المعاصي التي حرمّها الاسلام، وقد فرضوها بما لهم من سلطان وقتئذٍ وهي قوانين لا ترعى عقيدة الأمة وتقاليدها، ولئن اكره الناس على الاذعان لها في الماضي، فليس ثمة ما يسوغ قبولها بعد زوال الحكم الاجنبي ويتعين على أهل السودان - وسوادهم الأعظم يدين بالاسلام- أن يضعوا دستورا اسلاميا وأن يتخذوا القوانين التي تحمي عقيدتهم وتقاليدهم العربية الاصيلة».


    ورغم أن حيدر يورد رأي عبد السلام نور الدين والذي يقول
    Quote: الهوية السودانية، بقوله: «إنها من صنع الصفوة السياسية وليست ظاهرة وطنية شعبية». ويضيف: «تحول الهوية السودانية على أيدي خاطفيها من الطائفيين والذين آل اليهم الحكم في السودان، بالوراثة أو القوة العسكرية، الى ايديولوجية قومية ودينية


    إلا إن حيدر يلجأ لقدر من التعميم في تعريف هذه النخبة مما أوحي لي أنا علي الأقل وكأنما أن هذه النخب إنما تصدر عن غالب رأي الشعب
    أنظر لهذا المقطع
    Quote: كان من الواضح، أن الفئات والقوى الاجتماعية النيلية الوسطية، وهي عربية أو مستعربة واسلامية، هي القادرة لاسباب تاريخية واقتصادية- اجتماعية، فهي الأكثر تطورا، على فرض هوية معينة على البلاد. وكان الخيار الطبيعي هو العروبة والاسلام، ولم تكن مصادفة أن يتصدر نشيد المؤتمر أي مؤتمر الخريجين، طليعة الحركة الوطنية، هذا البيت لوصف الأمة السودانية:
    أمة أصلها العرب ٭٭ دينها خير دين يحب

    الفئات والقوي الإجتماعية النيلية الوسطية تخليط ولا يشير إلي فئات وطبقات بعينها وسط النيلين في وسط السودان وتصير القضية جهة ومنطقة وربما قبيلة وقبائل وليست طبقة
    وهذا هو الخطر في تناول هذا الموضوع

    وعندما يقول أنها عربية أو مستعربة يقع في تخليط آخري أتمني أن لا يكون مقصودا
    ليست هناك من صفوة أو نخبة أو مجموعة عربية في السودان، نقطة سطر جديد
    هناك زنوج مواهيم عروبة وحيدر نفسه يقول هذا المعني في سياقات أخر وبكلمات تختلف قليلا


    Quote: وواجهت عروبة السودان صعوبات في التعريف والتوصيف، بسبب عقبات النسب «الدم» واللون


    وهكذا فإن هذه الوحلة في جدل من هو العربي مقصودة تماما وحيلة أيديولوجية قصد بها صرف النظر عن الأساسي في الصراع الإجتماعي. ولنقل أن الأساسي في الصراع الإجتماعي حينها هو تحرير الرقيق، ولكن هذا من وجهة نظر الرقيق، أما النخبة المالكة للرقيق فقد إعترضت علي هذا الأمر تماما، ولذلك كانت العروبة بمشاكل تعريفها الكامنة فيها، هي إيديولوجية إبقاء هؤلاء العبيد عبيد فهم بالكامل أفارقة غير مستعربين وحتي لو أرادوا أن يصيروا عربا فما هي العروبة، فهاهم الجنوبيين وناس كردفان ودارفور وحتي بعد أن تعلموا العربية وتأسلم عدد كبير منهم، ما زالوا عبيدا

    وحنواصل
                  

04-19-2010, 04:59 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Nasr)

    قصة حقيقية وقعت أحداثها في دولة أوربية
    طالب دراسات عليا سوداني يرتاد أحد النوادي الليلية
    وذات ليلة دخل النادي فوجد فيه عددا من جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)
    وكان من بينهم أفريكان أمريكان
    فظن الطالب السوداني أن أقرب رواد النادي إليه هم هؤلاء الأمريكان من أصول أفريقية فجعل ينادي أحدهم :
    My brother ! My brother !X
    فرد عليه الأمريكي من أصول أفريقية
    I am not your brother
    Your brothers are in the jungle
    (:
    (:
    طرائف سودانيز أون لاين وما جاورها : فرع جدل الهوية
    _______
    B back in Arabic
    Tq
                  

04-19-2010, 06:31 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Mohamed E. Seliaman)

    الأخ مجدي تحياتي
    هذا المقال الذي تحتفي به تدوير ركيك لتلك الدراسة البائسة التي انتشرت باسم د. الباقر عفيف!
    سأعود لاحقا للتعقيب عليها وعلى بؤس دراسة الباقر عفيف.
    إلى ذلك الحين دعني أطرق فقط هذا الجزء من كلام الدكتور :
    (( فحين يكتب الطيب مصطفى صاحب صحيفة «الانتباهة» عن باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية،
    يقول نفس الكلام ضمناً وتلميحاً، لأن الظروف لم تعد تسمح له بنفس الصراحة السابقة. ويظل الموقف والشعور كما هو لم يتغير.
    وذلك لأن المجتمع السوداني راكد، ولم تتغير كثيراً علاقاته الانتاجية، ولا وسائله الانتاجية، خاصة في الريف والبوادي. ))).
    ما هذا يا أيها الدكتور .حيدر ابراهيم على؟
    الأمانة العلمية تقتضي أن تذكر كلام الطيب مصطفى موثقا ! مثل هذا الاستشهاد السائب لا يليق بباحث أكاديمي !
    أنت مطالب أن تنقل كلام الطيب مصطفى عن باقان أموم وأن تحيل القارئ إلى موضع الكلام .
    لكن إلقاء الكلام على عواهنه بهذه الطريقة وفي أمر خطير مثل الذي يتناوله مقالك ، ليس من العلمية ولا المهنية الأكاديمية في شيء.
                  

04-19-2010, 09:09 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Mohamed E. Seliaman)

    Quote: .اما الفرد السوداني،فقد اخضع لعملية «حيونة» ممنهجة،تهدف للعودة به الى مرحلة جمع أو تدبير الطعام.كما يحرم من كل وسائل الترفيه والسعادة وتقوية الروح. وهكذا، اصبح السودان غير قادر، وعاجزا ذاتيا ، وفي نفس الوقت لا يجد من يساعده من اصدقاء،هم اصحاب «الهويات»التي انحاز السودانيون اليها،وحاولوا أن يجدوا انفسهم فيها،بلا جدوى،عند الشدّة..


    قراءة تاريخيه ثاقبه للدكتور حدير ابراهيم
    حيث اننا ابتلينا بوطن جل متعلميه مكون من مجموعة من مغسلوين الدماغ، مبرمجين
    سذج، ضعيفي النفوس، لعبوا ويلعبون دور الوكيل (العروبى الاسلامى) بجدارة فى السودان.

    الان بفضل غبائهم التاريخى المحكم يكتبون اخر فصول هذا البله فى السودان ويشرعون فى تفتيت
    اوصاله وينظرون له ايضا (مثلث حمدى).

    كتاب ومثقفين من امثال حيدر يجب ان يعلنوا موقفهم التاريخى عن الذى سوف يحدث السنة القادمه بشكل موحد
    يحمل نفس المضامين اعلاه.
                  

04-20-2010, 08:06 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Mohamed E. Seliaman)

    الاخ Mohamed E. Seliaman

    اجدني لا اتفق معك على أن مقال الدكتور حيدر تدوير ركيك , قد اختلف معه في بعض الجزئيات ولكن على العموم اجده مقال موضوعي يتناول المسكوت عنه في في المجتمع السوداني الذي يتمزق بفعل العنصريه بشجاعه بقتقدها كثيرون وبموضوعيه يفتقدها تقييمك له .

    كما أن موقفك في ما ذكره الدكتور عن الطيب مصطفى وكتاباته عن ناقان أموم موقف (مغرض) وغير موضوعي الا في اطار التشكيك في كل ما يدعونا للنظر في مسأله الهويه العربيه والاسلاميه للدوله ورغبه النخب المستفيده من استمرار ذلك , ولا اعتقد ان عدم ايراد حديث الطيب مصطفى يقدح في موضوعيه المقال وجرأته فكتابات الطيب مصطفى منتشره واصله وبأموال الدوله! .

    فالطيب مصطفى مثال صارخ للمثقف الشمالي المستعلي ,الذى لا حياء له لتوجيه أقذع الألفاظ العنصريه لمن يفترض أنهم مواطنين مثله لهم نفس الحقوق في بلدهم , ولعل الدكتور استشهد مكتابات الطيب مصطفى لينبه الى مدي الانحطاط الذي بلغته الدوله والمجتمع بسماحهم لتلك الكتابات التي تعتمد الكراهيه والبغضاء و ستجعل كل جنوبي له ذه من الكرامه في داخله لأن يختار الأنفصال .

    لا اعتقد أن جدل الهويه يطرح بتلك السطحيه التي وردت في مداخلتك الأخرى بشأن السوداني والأمريكي الأسود , وفي اعتقادي ان الوقت قد حان للأمانه والموضوعيه والواقعيه في طرح موضوع الهويه .

    وفي تقديري أن تلك الأمانه ستجعلك تصل الى حقيقه واحده وهي أن زمن الكذب والنفاق والتلاعب بالكلمات قد ولى والى غير رجعه , وان الهويه العربيه والاسلاميه لجمهوريه السودان احد اكبر اكاذيب الخمسين عام الماضيه , واننا امام تحديات حقيقه قد تفتت السودان, من اهمها على الأطلاق امتلاك شجاعه الدكتور حيدر وطرع مسأله من نحن بأمانه وموضوعيه.
                  

04-20-2010, 07:43 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Nasr)

    الاخ Nasr

    مرحب بالعوده

    Quote: ليس في الأمر فوات أوان ولا نحزن ولا تحزن
    التوقيت مناسب جدا
    ومعركتنا الآنية جدا والملحة خالص هي وحدة السودان
    وطريقنا الوحيد لأن نكسب الوطن شماله وجنوبه هو دولة المواطنة الديمقراطية التي يفصل فيها الدين عن الدولة
    دولة لمن يقول بأنه عربي ومسلم ودولة لمن يقول بأنه أفريقي ويؤمن بالإله نيال أو لا يؤمن بأي إله


    أتفق معك تماما في ذلك ولكني أيضا لا استطيع تجاهل التيار العريض الذي تغذيه الدوله المسيطر عليها من قبل العنصريين الشماليين الذين لا يقبلون بذلك ويستخدمون التحريض وويروجون للكراهيه على اسس دينيه وعرقيه وزرع الفتن لأبقاء سيطرتهم على الدوله .

    اتفق معك اجمالا لما اوردته في مداخلتك القيمه وفي انتظار المزيد



                  

04-20-2010, 08:08 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    الاخ احمد امين

    تحياتي

    Quote: قراءة تاريخيه ثاقبه للدكتور حدير ابراهيم
    حيث اننا ابتلينا بوطن جل متعلميه مكون من مجموعة من مغسلوين الدماغ، مبرمجين
    سذج، ضعيفي النفوس، لعبوا ويلعبون دور الوكيل (العروبى الاسلامى) بجدارة فى السودان.


    الان بفضل غبائهم التاريخى المحكم يكتبون اخر فصول هذا البله فى السودان ويشرعون فى تفتيت
    اوصاله وينظرون له ايضا (مثلث حمدى).

    كتاب ومثقفين من امثال حيدر يجب ان يعلنوا موقفهم التاريخى عن الذى سوف يحدث السنة القادمه بشكل موحد
    يحمل نفس المضامين اعلاه.


    وشكرا للمرور
                  

04-20-2010, 08:14 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    الكاتبه الصحفيه أمال عباس تعقب على مقال الدكتور حيدر

    Quote: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب؟؟!!«1»


    ٭ دكتور حيدر إبراهيم.. كعادته في التناول العميق والأصيل لقضايا المجتمع السوداني المفصلية.. طرح يوم الإثنين الثاني عشر من أبريل وعلى مدى ثلاثة أيام بصحيفة الصحافة.. قضية الهوية السودانية تحت عنوان واقعي وحقيقي ومؤلم في نفس الوقت وهو (خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب) وهى الحقيقة التي نتجاهلها ونتجاوزها على جميع الاصعدة سواء أكان في المجال الادبي أو الاجتماعي او السياسي.
    ٭ دكتور حيدر في الوقت المناسب جداً تناول الواقع بمبضع جراح ماهر في تشخيص الداء الذي يرمي بظلال آلامه على الكل.. والدائر في محاور ثلاثة لا يخرج منها الحديث والمواقف أو ( اللت والعجن) كما ألمح دكتور حيدر.. العرب.. الزنوج.. الاسلام.. اللغة.
    وانا مع اعجابي بالطريقة التي عالج بها دكتور حيدر مسألة الهوية السودانية.. والصراحة التي تناول بها دعاة النقاء العرقي وضحايا تجاهل العرب لتشبثنا بالعروبة.. رأيت نفسي منساقة الى الموضوع بكفاءة متواضعة وإهتمام كبير داعية الكل لاخذ هذه المسألة بالجرأة التي جاءت في مقالات دكتور حيدر.. ومحاولة ان نكون سودانيين نضم الجنوب ونحترم العرب مثلما نحترم أى جنس في العالم.. أو نكون عرب اللغة مثلما قال سيد البشر عليه افضل الصلاة والسلام.
    ٭ بعد قراءات للمقالات الثلاث بالنشوة والطرب رجعت الى العودة الى سنار للشاعر محمد عبد الحي ورجعت الى ديوان النور عثمان ابكر صحو الكلمات المنسية.. ورجعت الى ديوان امتي لمحمد المكي ابراهيم.. ورجعت لكتابات دكتور فرانسيس دينق.. صراع الرؤى.. لكن رجعت اكثر لرواية طائر الشؤم وتذكرت مناقشة تمت بيني وبين الشاعر مصطفى عوض الله بشارة عام 6991 عقب إفادة قالها لاحد الصحافيين واستفزتني وعلقت على الإفادة في صحيفة اخبار المجتمع.. اود ان أعيد ما قلت في حضرة ما جاء في مقالات دكتور حيدر..
    ٭(هو رواية «طائر الشؤم» تأليف الدكتور فرانسيس دينق وهو عبارة عن شحنة مشاعر وخواطر ضارة من شأنها تعميق روح الكراهية والحقد في نفوس أبناء الوطن الواحد.. خاصة وتباشير الوحدة قد اضحت الآن قاب قوسين أو ادنى ليقف السودان شماله وجنوبه صفاً واحداً في وجه الأعداء ودعاة الفرقة والشتات).
    ٭ هذه كانت اجابة الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة على سؤال وجهه اليه الصحفي انس عبد الباقي عن آخر كتاب اطلع عليه.
    ٭ الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة شاعر وناقد تعرفه ساحة الادب في السودان.. لكن الطريقة التي عبر بها عن رأيه في رواية الدكتور فرانسيس (طائر الشؤم) استوقفتني وازعجتني كثيراً.. وطرحت امامي تساؤلات كثيرة حول واقع الحركة الادبية والثقافية بصورة عامة وواقع الحركة النقدية على وجه الخصوص. ٭ النقد الأدبي ملكة خاصة تقوم على استعداد طبيعي عند الناقد تجعله يتجاوز مرحلة التلقي العادي والتذوق الى مرحلة متقدمة هى التعامل والتفكير فيها بقراءة تفكيراً وتأملاً.. يقودانه الى حد التجاوب الايجابي وهو الإمساك بالقلم للتعبير عن ما وجد خلف التأمل والتفكير.. في العمل الادبي او الفني الذي فرغ من قراءته.
    ٭ ومقولة أن الناقد اديب أو مبدع فاشل هى تعبير عن سوء فهم لطبيعة النقد.. او حكم متعجل.. وعرضي اطلقه البعض ليعمقوا ازمة العلاقة ما بين المبدع والمتلقي.. أما ان يكون قارئاً متذوقاً يحتفظ بما يثيره العمل الادبي او الفني في عقله ووجدانه واما ان يكون قارئاً متذوقاً ومتأملاً ينقل ما يثيره العمل الفني في عقله ووجدانه إلى الآخرين بأمانة الإبداع ومسؤولية المثقف.
    أواصل مع تحياتي وشكري
                  

04-20-2010, 08:19 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    امال عباس تكتب

    Quote:
    خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب؟؟!!«2»

    ٭ من خلال مقالات دكتور حيدر ابراهيم في (الصحافة) بالعنوان أعلاه وجدت نفسي احلق في عوالم محببة الى نفسي وهو محاولتنا الجادة لمعرفة ذواتنا كسودانيين وحسب وبالأمس بدأت في إعادة مناقشة لي حول رأى للاستاذ مصطفى عوض الله بشارة عن رواية (طائر الشؤم) للدكتور فرانسيس دينق واليوم اواصل:
    ٭ ولكن هذا الفهم تعرض لكثير من التشويش والمغالطات شأن مفهومات كثيرة في الحياة لمفهوم حرية الفنان والتزامه وحرية النقاد ومدارس التعبير القصصي والروائي وقضية الادب وادب القضية.. وأشياء كثيرة تشغل بال الناس بدرجات متفاوتة وتقصر وتطول اسقاطاتها على واقع الحياة الثقافي والاجتماعي والسياسي.
    ٭ لا أريد ان اتحدث عن ازمة النقد في هذا الاطار ولا عن ازمة الثقافة او ثقافة الازمة ولكن الكلمات التي قالها الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة عن رواية طائر الشؤم جعلت أمر تجاوزها مستحيلاً وذلك لاسباب كثيرة على رأسها اني قرأت هذه الرواية أكثر من اربع مرات وكل مرة كانت تكثر امامي محطات التأمل وتتعمق في وجداني وتنداح أمامي دوائر التمازج العرقي والثقافي اللامتناهية في مكونات الشخصية السودانية الفريدة المتميزة في واقع ينفرد به السودان دون بقية دول العالم قاطبة.
    ٭ لا ادعي الفعالية الايجابية التي تضعني في مصاف النقاد سواء أكان في مجال القصة او الرواية أو الشعر ولكن لا اخرج نفسي من دائرة المتلقي بدرجة من التذوق والتأمل ولا استطيع ترك اهتمامي بشأن الثقافة السودانية ومستقبل هذه الثقافة وأنا اطالع أي نتاج أدبي لكاتب او قاص سوداني.
    ٭ احاول ان اقول ما اثارته في ذهني رواية طائر الشؤم التي لا اعتقد انها عمقت مفاهيم ضارة.
    ٭ شركة (ميدلاين المحدودة) التي نشرت رواية طائر الشؤم باللغة العربية قالت (تتميز هذه الرواية أي طائر الشؤم) بالجمع الاوفق بين عناصر الحبكة القصصية المثيرة والمعالجة الرصينة لادق وأعمق القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية في السودان وفيها يجد القاريء وصفاً ممتعاً لثقافة قبائل الدينكا في جنوب السودان وتماذجها مع ثقافات سودانية اخرى ثم تحليلاً موزوناً لمعضلات العلاقة بين الافريقي والعربي المسلم وغير المسلم في الذاتية السودانية المعاصرة.
    ٭ كل ذلك في قالب قصصي مشوق يعج بالشخوص الحية والتجارب المعاشة من حياة المجتمع السوداني.. فمن خلال ميلاد ونشأة الياس في الجنوب وتعليمه وحياته في الشمال ثم ارتباطه بفتاة شمالية مسلمة يثير المؤلف ادق مسائل التعددية الثقافية والتميز العرقي والديني في حياة المجتمع السوداني.. ومن خلال عمل الياس بالقوات المسلحة وتفاعله مع القوى السياسية في غرب وجنوب وشمال البلاد ينفذ المؤلف الى جوهر قضايا الوحدة الوطنية والحرية والمشاركة السياسية.
    ٭ والمؤلف من أبناء قبيلة الدينكا الذين تترجم حياتهم وسلوكهم وفكرهم كل قيم الجمال والحكمة التي تعكسها شخوص واحداث الرواية.. فقد ولد وترعرع الدكتور فرانسيس في جنوب السودان حيث مر بالمراحل الاولى من التعليم ثم تعلم وعاش في الشمال وقدم لبلاده اجل الخدمات في العطاء الفكري والتمثيل الدبلوماسي والخدمة العامة فبعد تخرجه في كلية القانون بجامعة الخرطوم تلقى الدراسات العليا في بريطانيا والولايات المتحدة حيث عمل استاذاً بجامعتي بريل وكلومبيا ونشر العديد من الكتب حول ثقافة الدينكا ومقومات الذاتية السودانية ثم مثل بلاده سفيراً لدى الدول الاسكندنافية والولايات المتحدة وكندا كما عمل وزير دولة للشؤون الخارجية.
    ٭ نقل هذه الرواية من اللغة الانجليزية الى اللغة العربية الدكتور عبد الله أحمد النعيم وهو من أبناء شمال السودان واستاذ سابق للقانون بجامعة الخرطوم عمل أيضاً بتدريس القانون في الولايات المتحدة وكندا.
    ٭ وفي تعاون المؤلف والمترجم على إيصال هذه الرواية الى القاريء العربي نموذج واضح لروح الاخاء والاحترام المتبادل التي تجسدها الرواية ويحتاجها السودان لتحقيق الاستقرار والحرية والرفاهية.
    ٭ هذه كانت تقدمة الشركة الناشرة لرواية طائر الشؤم وقد صدرت هذه الترجمة في عام 2991 ولم تحظ بالاهتمام اللائق بها على الصعيد الاجتماعي والثقافي والادبي بل الذي لاقته جاء في دائرة مظلة تحيطها مفهومات مسبقة عن معنى الوحدة الوطنية او النماذج الثقافية وكثرت حولها الآراء المشوشة والمتعنصرة.
    أواصل مع تحياتي وشكري
                  

04-20-2010, 08:17 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: مجدى محمد مصطفى)

    Quote: قصة حقيقية وقعت أحداثها في دولة أوربية
    طالب دراسات عليا سوداني يرتاد أحد النوادي الليلية
    وذات ليلة دخل النادي فوجد فيه عددا من جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)
    وكان من بينهم أفريكان أمريكان
    فظن الطالب السوداني أن أقرب رواد النادي إليه هم هؤلاء الأمريكان من أصول أفريقية فجعل ينادي أحدهم :
    My brother ! My brother !X
    فرد عليه الأمريكي من أصول أفريقية
    I am not your brother
    Your brothers are in the jungle
    (:

    Your obsession with the methodology of text analysis and the redaction format appears like that of an unpublished grad student longing for peers’ approval, and it looks really bad on you Mr. E. See, before immersing in the research stylistics, any aspiring scholar has to fully grasp the principles of polemical disputation and this requires schooling and arduous academic training.

    The anecdote that you provide here does vindicate both Dr. Afifi and professor Hayder. Both men are miles away from your little world. In any slave-based system, the identity of the slave vanishes and slave’s master replaces it with his. This process is called dehumanization. Dehumanization of everything in the slave’s past and what comes out of the dehumanized slave is an acculturated or assimilated soul. This soul is empty and will disassociates himself from his past and adopts the master’s culture and identity. This happened sometimes back in Northern Sudanese societies and it happened to the African Diaspora. What do you make of the anecdote smarty E?
                  

04-21-2010, 01:48 PM

مجدى محمد مصطفى
<aمجدى محمد مصطفى
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 1700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب1-3 د.حيدر ابراهيم على (Re: Zakaria Joseph)

    امال عباس تكتب
    .
    Quote: صدي


    خسرنا الجنوب ولم نكسب العرب؟؟!! «3»

    ٭ قال دكتور عبد الله أحمد النعيم في تقديمه لترجمة رواية طائر الشؤم للدكتور فرانسيس دينق.. ومن أهم القضايا التي يعالجها الدكتور فرانسيس على الصعيدين النظري والعملي مسائل التعددية الثقافية والعرقية في اطار الوحدة الوطنية.. ومع تقديري العظيم لجهوده تلك إلا اني وجدت ان معالجته لهذه المسائل في القالب القصصي مؤثرة ونفاذة للغاية فكما ذكرت في خطابي له الذي نشر كتقديم لاصل الرواية المنشورة باللغة الانجليزية لعل النهج الروائي يكون هو الاجدى في النفاذ الى وجدان المجتمع.
    ٭ وجاءت بالفعل رواية طائر الشؤم تصويراً حقيقياً لما يدور في مجتمع كالمجتمع السوداني قاري المساحة متعدد المناخات الجغرافية.. نعيش فيه التعدد العرقي والمعتقدي والثقافي ونبحث بدرجات متفاوتة عن البوتقة الكبيرة التي تستوعب كل هذا في شجاعة وموضوعية وتجرد وصدق ليأتي السودان المتفرد المتميز الحقيقي السودان اللاعربي واللا افريقي اللا مسلم واللا مسيحي ولكنه السودان كل هذا.. السودان اللوحة الجميلة المتعددة الالوان والخطوط والزوايا والاشكال.
    ٭ يقول دكتور عبد الله احمد النعيم (كنت اتوهم اني قد نجحت في تجاوز دواعي التعصب الثقافي والعرقي الشائع عند امثالي من ابناء شمال واواسط السودان وبخاصة عند قبيلة الجعليين التي انتمي اليها إلا ان هذه الرواية قد اقنعتني بإعادة النظر في ذلك الوهم وبعثت في نفسي خواطر دفينة ما كنت اعي وجودها ولا اقدر اثرها على معتقداتي وسلوكي وللفائدة التي وجدتها في نفسي من خلال هذه التجربة.. اقترحت على المؤلف ترجمة الرواية الى اللغة العربية ونشرها بصورة تيسر اطلاع السودانيين عليها. ولشيوع الامية في قطاعات كبرى من المجتمع السوداني فاني اقترح السعي لاشاعة التجربة بالوسائل المرئية والمسموعة مثل الاخراج الاذاعي والسينمائي.
    ٭ اتمنى ان يعيد الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة قراءة طائر الشؤم في اطار فهم كلمات دكتور عبد الله احمد النعيم ذلك لأن القومية عند معظم الناس شعور عاطفي نبيل يعبر عن ما يربط الفرد بوطنه من قيم نفسية واجتماعية كثيرة، ودكتور فرانسيس عالج هذا الهم الوطني الشائك بشحنة من الاحساس بقدسية الإنتماء للوطن الواحد.. لا بمشاعر وخواطر ضارة من شأنها تعميق روح الكراهية والحقد في نفوس أبناء الوطن الواحد.
    ٭ وتباشير الوحدة التي اشار اليها الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة تخلقها مثل هذه الاعمال الادبية كما قال دكتور عبد الله تخلقها معالجات التداخل والتمازج بالنفس الهادي والتحليل المنطقي والتشخيص الواقعي.. هذا هو السودان.. وكل ما جاء في رواية طائر الشؤم واقع سعى ويسعى بيننا الآن.
    ٭ وكما قلت لا اريد ان اقدم دراسة نقدية للرواية ولكني احاول وضع إطار لمناقشة الهم السوداني الثقافي من خلال إعادة قراءة طائر الشؤم.. علها تحرك موات الساحة الادبية التي كادت ان تغرق في لجج الادب الهتافي الذي يتناثر في مساحة الهواء ما بين المكرفون وشفائف صاحبه.
    اواصل مع تحياتي وشكري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de