|
يا ليت قرنق كان حاضرا ..
|
عدد اليوم من بريد السودان على الوصلة http://www.sudanpost.net/107/A.pdf
كلمة اليوم
يا ليت قرنق كان حاضرا
بعد حالة من الفوران تدخل الانتخابات السودانية غدا المرحلة الحاسمة، حيث جاءت ولادتها عسيرة وسط تشكيك من المعارضين ومراقبين في نزاهتها. وبعيدا عن مناقشة فكرة النزاهة، فقد نجح الشريكان بشكل خاص في المضي بالشراكة بينهما إلى حلقة جديدة تجعل كل منهم راضيا عن المرحلة التي وصل إليها. الشريك الشمالي بوصفه يقترب من لبس طاقية الشرعية التي فقدها لعشرين سنة، والشريك الجنوبي بلبس طاقية الحزب السياسي الذي يجهز نفسه لكي يقود "دولة جديدة". وبذا تكون الانتخابات تقرير مصير مبكر لمصير السودان يرسمه طرفان، هما أحدث القوى السياسية على الساحة السياسية السودانية كما قال فرانسيس دينق قبل عدة سنوات وهو يشعر بالنشوة للاتفاق الذي تم بين قرنق والبشير. ومضى قرنق ومضت معه أحلام الوحدة رغم أنه بالأمس نقلت لنا الوكالات الأجنبية عشرات الصور التي تستحضر قرنق في لوحات يرسمها جنوبيون. قرنق هو الغائب تماما. ولنا أن نتخيل مشهدا تجري فيه الانتخابات الراهنة بحضور الغائب، الحاضر، ماذا ستكون الصورة إذن؟ كان قرنق سيكون أقوى المنافسين للبشير، لأنه اكتسب شعبية كبيرة في السودان شمالا وجنوبا ساعة عاد بشجاعة إلى الخرطوم، رغم أنه أكد أنني لم أعد، وأنه ظل حاضرا على الدوام. لكن ما وراء كل ذلك قصة وطن جريح وآلام عظيمة وعشرات المشكلات العالقة التي تتطلب النزاهة قبل كل شيء، وهو للأسف الشرط المفقود في جملة المشهد السوداني، فـ "سياسو السودان" يعيشون في "كوكب آخر"، يعيشون في هواجسهم الذاتية وأحلامهم قصيرة الظل ليبقىالسودان شعبا هو الذي يعاني. ونبقى أمة مرشحة للتمزق والموت السريري.
أسرة التحرير
|
|
|
|
|
|