الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق !!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2010, 05:18 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق !!!!

    هل تحتاج الحكومة السودانية لأصوات المواطنين المصريين في الانتخابات ؟

    أم سيسألها ربّها عن المصريين ؟

    أم أنها مسئولة عن المصريين ؟


    ..................................


    منطقة الدلتا المصرية مهددة بالغرق وتحتاج لتدخل سريع لإنقاذها وهذا الإنقاذ يتمثل في تخفيض المياه في بحيرة النوبة ويتم ذلك بإنشاء سدود في الأراضي السودانية تغرق الأراضي السودانية وتشرد أهلها من أجل سواد عيون أهل مصر

    Quote: صرخة تحذير اطلقها بقوة البنك الدولي‏,‏ تقول‏:‏ حذار أيها المصريون‏..‏ بلدكم سيكون الأكثر تضررا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية‏,‏ وأوضح التقرير الصادر عن البنك أن زيادة الحرارة ستؤدي إلي ارتفاع مستوي المياه في البحار والمحيطات‏,‏ بما يهدد بإغراق مساحات شاسعة من المناطق الساحلية‏,‏ كالإسكندرية‏,‏ ومن ثم هجرة ملايين المصريين من أراضيهم‏,‏ وتأثر إنتاج المحاصيل الزراعية‏.‏


    و في تقرير نشرته صحيفة «يو اس توداي» ذكر إنّ مصر تواجه سيناريوهات خطيرة «كارثية» على علاقة بالاحتباس الحراري حيث أنّ الوضع يبدو «خطيرا حاليا ويتطلب اهتماما عاجلا» إن مياه البحر الأبيض المتوسط ارتفعت صعودا بمعدل 0.8 بوصة سنويا خلال العقد الماضى بأنه بحلول 2100 فإن ارتفاع منسوب البحر سيدمر كل الشواطئ الرملية فى كل الشواطئ المصرية، كما سيعرض الآثار الغارقة أمام شواطئ الإسكندرية للخطر الفعلي .


    تقارير عالمية تصدر و اراء و تحذيرات من خبراء دوليين مصريين و اجانب و مؤسسات و مراكز بحوث كبري ، كل هؤلاء يحذرون من نتائج التغيرات المناخية و تداعيات ارتفاع الحرارة و ذوبان الجليد في القطبين الشمالي و الجنوبي ، و ارتفاع سطح مياه البحر مما سيؤدي الي غرق مناطق كثيرة في العالم من بينها سواحل مصر و الدلتا ، ...

    و لانني قد اطلعت علي تقارير للبنك الدولي ، و كثير من التقارير الدولية الاخري ، و تابعت باهتمام رأي خبراء عالميين مصريين و اجانب ، و رأي وزارات البيئة و الري و معهد الصحراء و كلية علوم الاسكندرية و المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، واشارت معظم الاراء الي ارتفاع منسوب البحر المتوسط من 30 الي 40 سم مما سيؤدي الي غرق ربع الدلتا علي الاقل .


    واطلعت ايضا علي بعض الاراء القليلة و الخافتة للغاية التي تؤكد ان مناخ الارض يتجه نحو البرودة و ليس الحرارة ، ابرز تلك الاراء ماجاء في حلقة نقاش نظمتها مؤسسة المربع الذكي بالولايات المتحدة و اجريت في مارس 2007 ، و جاء راي الدكتور ميشيل كرشتون استاذ الارصاد الجوية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا و هو اكبر معهد تكنولوجيا في العالم ، و دعمه بالرأي الدكتور فيليب ستوت استاذ الجغرافيا الحيوية بجامعة لندن مؤكدا ان كثير من التحذيرات الحالية قائمة علي تجاهل ما هو عادي للطقس و المناخ .. و لكل ذلك سعيت للاطلاع علي رأي الهيئة العامة للارصاد الجوية


    والتقيت بالاستاذ الدكتور محمد محمود عيسي رئيس الادارة المركزية لبحوث الارصاد الجوية و المناخ بالهيئة العامة للارصاد الجوية ، و هيئة الارصاد المصرية هيئة علمية عريقة و تحظي باحترام دولي و مكانة مرموقة ، و الدكتور محمد عيسي من خبراء الارصاد و المناخ الذي أعد سبعين بحثا واشرف علي نحو 60 رسالة ماجستير ودكنوراه في مجال المناخ و تطبيقاته علي الزراعة و الري و صحة الانسان و القوات المسلحة و الطيران ، وقام بالتدريس بمختلف الكليات العلمية كأستاذ لعلوم الأرصاد الجوية والمناخ وتطبيقاته فى كلية زراعة الأزهر والإقتصاد المنزلى وعلوم دمياط وأستاذا لعلوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات بعلوم الحاسب بالزقازيق وجامعة اكتوبر و شارك في عديد من المؤتمرات العلمية العالمية و حاضر في عديد من المراكز العلمية و البحثية في مصر و الخارج .


    ما رأي سيادتكم فى قضية التغيرات المناخية؟
    فى واقع الأمر يمكن تقسيم التغيرات التى تحدث فى الغلاف الجوى إلي قسمين : تغيرات لها طبيعة منتظمة وتغيرات ذات طبيعة غير منتظمة . التغيرات المنتظمة Regular variations وهى التغيرات التي تحدث فى الغلاف الجوى بصورة دورية بحيث انه يمكن تحديد مقدارها ووقت حدوثها مثال ذلك اذا اخذنا التغير فى درجة حرارة الغلاف الجوى نجد ان درجة الحرارة لها نهاية عظمى اثناء النهار ونهاية صغري اثناء الليل أى انه يوجد تغير يومى فى درجة الحرارة يمكن تحديد قيمته وميعاد حدوثه كذلك ارتفاع درجة الحرارة اثناء فصل الصيف وانخفاضها اثناء الشتاء اى انه يوجد تغير فصلى فى درجة الحرارة يمكن معرفة قيمته وزمن حدوثه .


    امثلة هذه التغيرات كثيرة فى الغلاف الجوى ومعروفه من حيث اسباب حدوثها ومقدارها وأوقات حدوثها. فعلى سبيل المثال التغير اليومى أوالفصلى فى درجة الحرارة وبعضها معروف مقداره وأوقات حدوثه لكن اسباب حدوثه لا زالت غير اكيدة مثل التغير نصف اليومى فى الضغط الجوي والتغير الذى مدته تقريبا سنتين Quasi biennial فى بعض العناصر. كذلك يوجد بعض التغيرات التى اكتشفت حديثا في اواخر الثمانينات الذى مدته من 10 الى 12 سنه الذي يأخذ شكل الذبذبات اى انها لا تدخل فى ما يسمى بالتغيرات المناخية ويمكن التنبؤ بها وفصلها .


    التغيرات غير المنتظمة Irregular وهي التغيرات تحدث فى الغلاف الجوى ولكن من العسير تحديد مقدارها وأوقات وأماكن حدوثها مثال ذلك ممكن ان ترتفع درجة الحرارة فى فصل الصيف أو الشتاء عن معدلاتها لفترة زمنية ثم تعود لطبيعتها وهكذا وسوف نقوم بتقسيم هذا النوع الى قسمين : تغيرات طبيعية غير منتظمة Natural وهى التى حتى الآن لم يصل أحد إلي معرفة التغير الزمني لإنتظامها ومن الذبذبات الطبيعية التى لها تأثير على تغيرية المناخ ولكن حتى الفترة السابقة لم يتم التعرف على محصلة تأثيرها التى استنتجها الفلكى ميلتين ميلانكوفيتش من عام 1879 حتى عام 1958 .

    وماهي علاقات الارض بالشمس طبقا لذلك ؟
    علاقات الأرض بالشمس هي كالتالى :

    1- تغير شكل المدار التى تدور فيه الأرض حول الشمس

    2- ذبذبة محور الأرض على مستوى مدار دوران الأرض حول الشمس .

    3- Precession دقة تغير حركة المحور بالنسبة الى المدار لحركة الأرض حول الشمس ويؤدى هذا الى تغيرية طويلة المدى.

    ولولا ميل محور دوران الأرض على مستوى دوران الأرض حول الشمس ما كانت الفصول الأربعة وكان طول النهار مساويا طول

    الليل طوال السنة وكانت كمية الأشعاع الشمسى الواصلة الى نقطة ما على الأرض تكون ثابتة خلال السنة لكن ميل محور الأرض بزاوية متوسطة قدرها 23.5° يحدث الصيف فى نصف الكرة الشمالى يبدأ فى يونيو حيث يستقبل نصف الكرة الشمالى اشعة شمسية اكبر من نصف الكرة الجنوبى ويكون النهار اطول من الليل وذبذبة محور الأرض فى مدى 22.1 ° حتى 24.5° ويكون طول دورة التغير 41 الف سنة وعندما يكون المحور اقل زاوية يكون الصيف ابرد والشتاء معتدل وعندما يكون المحور اكبر عند اكبر زاوية تكون الفصول اكثر عنفاً ويؤثر ذلك فى تغيرية المناخ كالآتى.عندما يكون الشتاء معتدلا فإن مناطق الجليد يحدث لها اذابة وتبتعد بعيدة عن خط الأستواء وعندما يكون الصيف ابرد فان جبال الجليد لا تذوب ويتم بناءها من جديد .


    والمقارنة بين الماء والأرض والثلج فإنهم يعكسون اشعاع شمسى للفضاء بنسب مختلفة وتزيد بالترتيب ومع ذلك نقص درجة الحرارة يحدث تبريد اضافى مما يزيد من تنامى الجبال الجليدية وياذن ببدأ عصر جليدى فى التكون : 1- عدم انتظام مدار الأرض حول الشمس حيث انه ليس دائريا وعلى ذلك فان بعد الأرض عن الشمس يختلف خلال ايام السنة ولكن شكل المدار يتغير من سنه الى اخرى فى ذبذبة طولها من 90 الى 100 الف سنه . وعندما يكون الشتاء دافئأ تكون الفصول غير عنيفة فى نصف الكرة الشمالى بينما تكون الفصول عنيفة فى نصف الكرة الجنوبى اكثر اذا كان مدار الأرض حول الشمس دائريا Precession يوجد تعقيدا آخر وهو ذبذبة لمحور الأرض كالمغزل ولها ذبذبة كل 22 الف سنة وهذه تحدث ازاحة للفصول ببطء خلال السنة وكل 11 الف سنة يحدث تبادل الصيف مع الشتاء وبعد 11 الف سنة اخرى يعود كل الى اصله اى ان يحدث ازاحة فصلية يوم كل 60 عام . وهذه المؤثرات الثلاثة تقوى احداهما الأخرى احيانا ويضعفها احيانا حتى ان تأثير الـ Precession لم يلاحظ من قبل وان كان يحدث فى بعض سنوات .


    - تغيرات غير منتظمة غير طبيعية Unnatural وهى فى هذه الحالة يمكن ان تكون ناتجة من نشاط الأنسان وإذا ما استمر هذا التغير الغير منتظم لفترات طويلة تتعدى المائة عام وعلى مساحة كبيرة لا تقل عن نصف مساحة الكرة الارضية وامكن التأكد من فصل هذا التغير عن التغيرات الطبيعية يسمى بالتغيرات المناخية .


    هل تؤدي الانشطة البشرية الي تغيرات في الغلاف الجوي ؟
    يؤدي النشاط البشري الى تغيرات غير منتظمة فى الغلاف الجوى نتيجة زيادة نسبة تركيز غاز ثانى اكسيد الكربون فىالغلاف الجوى كما ذكرنا سابقا ان زيادة نسبة تركيزهذا الغاز سوف تؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة فى الغلاف الجوى وذوبان الجليد فى الأقطاب وارتفاع فى مستوى سطح البحر وسوف يؤدى ذلك الى تغيرات اكثر تعقيدا مستقبلا وهو أحد غازات الصوبة الدفيئة وهي قوة لا يستهان بها برغم نسبتها الضئيلة في الغلاف الجوي لكن لولا هذه النسبة الضئيلة لكانت درجة حرارة الارض حاليا 18 درجة تحت الصفر و لكن نظرا لوجود غازات الصوبة الدفيئة التي تعمل علي تخزين الحرارة و بثها مرة اخري الي الغلاف الجوي مما يؤدي الي وصول متوسط درجة حرارة الارض الي 14 درجة مئوية .

    و من هنا بدأ الخيال العلمي بان زيادة تركيز نسبة هذه الغازات سوف يؤدي الي ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الارض بالإضافة إلي انه من المعروف ان سطح الأرض يعكس جزء لابأس به من الإشعاع الشمسى الساقط عليه وهو ما يعرف بالألبيدو وان كمية الأشعاع المنعكس تعتمد على نوع السطح ( سطح صحراوى - زراعى - اكبر انعكاس جليدى 00 الخ ) من ايضا ان إنعكاس يحدث بواسطة الأسطح الجليدية فإذا حدث ذوبان للجليد فإن الألبيدو سوف يقل مما سوف يزيد من الخلل فى الاتزان الإشعاعى للنظام .


    زيادة نسبة تركيز بعض مركبات الكلور والبروم فى الغلاف الجوى تستخدم هذه المركبات بكثرة فى الصناعة فى الوقت الحاضر وقد اثبتت الابحاث ان عمر بعض هذه المركبات فى الغلاف الجوى يصل الى عشرات السنين وان هذه المركبات بعد انطلاقها فى الغلاف الجوى تصل الى طبقة الأوزون وفى ظل ظروف جوية معينة تتفاعل مع غاز الأوزون وتؤدى الى تأكل هذه الطبقة الى تحمى الحياه على سطح الكرة الأرضية من الأشعة الشمسية الضارة UVB اضافة الى ذلك فإن تآكل طبقة الأوزون سوف يؤدى الى تغيرات اكثر تعقيدا فكما ذكرنا سابقا ان غاز الأوزون له نطاق امتصاص فى مدى الاشعاع الأرضى وبناء على ذلك فإن اى تغير فى نسبة تركيز هذا الغاز سوف تؤدى الى خلل فى الأتزان الإشعاعى للنظام .


    تغير طبقة السطح كما ذكرنا سابقا ان الألبيدو يعتمد على طبيعة السطح وبناء على ذلك فان تغير طبيعة السطح بشكل واسع سوف يؤدى الى خلل فى الأتزان الإشعاعى للنظام تعتمد الدراسات الحالية لتغير المناخ على دراسه التغيرات غير المنتظمة غير الطبيعية فى الغلاف الجوى من حيث اسباب حدوثها ومقدارها وامكانية التحكم فيها وحتى يمكن ذلك فانه من الضرورى أولا فصل التغيرات المنتظمة والتغيرات غير المنتظمة الطبيعية من القياسات الخاصة بعناصر الأرصاد الجوية على سبيل المثال عند دراسة المتغيرات المنتظمة مثل التغير اليومى التغير الفصلى والتغير نصف السنوى 00 الخ من القياسات الخاصة بدرجة الحرارة . ويمكن فصل هذه الذبذبات بالطرق الإحصائية المعروفة حيث ان مدة الذبذبة وزمن حدوث نهايتها العظمى Phase معروفه والمشكلة فى هذا النوع من المتغيرات هى احتمال وجود ذبذبات طويلة الزمن لم تكتشف حتى الأن .


    يمكن دراسة هذه التغيرات وما اذا كان هناك ميل للارتفاع فى درجة الحرارة وميل مستمر للأنخفاض فى درجة الحرارة ويمكن البحث بعد ذلك فى اسباب هذا التغير مع مراعاة انه ناتج من انشطة بشرية وليست طبيعية كذلك البحث فى امكانية الحد من هذا التغير عن طريق التحكم فى الأسباب المؤدية اليه .


    هل بدأ الأنسان فعلا فى تغيير المناخ ؟
    الاعتقاد السائد ان بعض الغازات من مكونات الغلاف الجوى لها نشاط اشعاعى فى مدى الأطوال الموجية للأشعاع الشمسى والاشعاع الأرضى وان اى تغير فى نسبة تركيز هذه الغازات فى الغلاف الجوى سوف يؤدى الى خلل فى الاتزان الاشعاعى لنظام الأرض - الغلاف الجوى مما سوف يؤدى بالقطع الى تغيرات مناخية وكذلك ان نسبة تركيز هذه الغازات فى الغلاف الجوى فى ازدياد مستمر منذ عصر النهضة الصناعية فهل بدأ الأنسان فعلا فى تغيير المناخ .


    من الدراسات السابقة هو حدوث تسخين حقيقى يزيد على نطاق الكرة الأرضية يتراوح بين 3ر و 6ر درجة مئوية خلال القرن الاخير يزيد بمقدار 0.05 درجة مئوية بالمناطق المأهولة بالسكان .بالإضافة الى ذلك لوحظ وجود تسخين مماثل عام 1900 فى ثلاث مجموعات منفصلة من القياسات واحدة مأخوذة فوق سطح الأرض والاخرتان مأخوذتان فوق المحيطات ان معظم التسخين منذ عام 1900 قد تركز فى فترتين زمنيتين الأولى بين عام 1910 و 1940 والثانية عام 1975 واسخن سنوات فى هذا التسجيل يلاحظ فى هذه القياسات التى بنى عليها هذا الشكل ان نصف الكرة الشمالى تعرض للتبريد بين عامى 1940 وبداية 1970 فى حين ان متوسط درجة الحرارة فى نصف الكرة الجنوبى خلال هذه الفترة الزمنية فى حالة ثبات تقريباً .


    لقد بنى الاستنتاج الخاص بأن درجة حرارة الكرة الأرضية فى ارتفاع على ما هو ملحوظ من تراجع معظم الجبال الجليدية فى العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر وعلى ان متوسط مستوى سطح البحر قد ارتفع خلال نفس الفترة بمعدل 1 الى 2 مم فى العام وان الدراسات التى تمت للتمدد الحرارى للمحيطات وزيادة انصهار الجبال الجليدية فى جرينلاند فى القرن الماضى واضحت ان الجزء الأكبر من هذا الارتفاع فى متوسط مستوى سطح البحر يعود الى التسخين العالمى وهذا الأرتباط هو ما جعل العلماء يعتقدون ان التسخين فى المستقبل سوف يعجل من ارتفاع مستوى سطح البحر مع هذا فإن بعض الابحاث باستخدام النماذج العددية قد اوضحت ان هذه الزيادة فى التغيرات طبيعية وعلى ذلك فأنها يمكن ان تكون متغيرات طبيعية. كذلك فإن متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية غير كافى بمفرده كمؤشر للتغيرات المناخية الناتجة من غازات الصوب الزجاجية .


    كما ان التعرف على اسباب اى تغير عالمى فى متوسط درجة الحرارة يتطلب دراسة الاوجه الاخرى لتغير المناخ خاصة الخواص الزمنية والمساحة حيث ان بعض انماط تغير المناخ والتى اظهرتها النماذج العددية لم تلاحظ فى البيانات المسجلة ولكن من المتوقع ان الزيادة فى درجة الحرارة على المستوى العالمى ستكون فى حدود 0.012 وحتى 0026 درجة سلسيوس كل عقد وفى جميع الأحوال سيكون معدل الزيادة المتواصلة فى درجة الحرارة أكبرعلى الأرجح من اى معدل لوحظ فى العشرة ألاف سنة الماضية .


    والتغيرات الأقليمية واضحة ايضا وعلى سبيل المثال فان الزيادة فى التسخين التى حدثت مؤخرا بلغت اشدها فوق قارات منطقة خطوط العروض الوسطى فى الشتاء والربيع مع حدوث تبريد فى مناطق قليلة مثل منطقة شمال الأطلسى وزاد الهطول فوق اليابسة فى منطقة خطوط العروض العليا لنصف الكرة الأرضية الشمالى وخاصة خلال الفصل البارد ( اكتوبر - مايو ) .ومن المتوقع حدوث ارتفاع فى متوسط سطح البحر نتيجة للتمدد الحرارى للمحيطات وذوبان الجليد والأغطية الجليدية ومع الأخذ فى الاعتبار تأثير التغيرات المستقبلية فى تركيزات غازات الاحتباس الحرارى والهباء الجوى فإن النماذج تتوقع حدوث ارتفاع مستوى سطح البحر مقداره 50سم فيما بين الوقت الحاضر وعام 2100 .


    ما رأي سيادتكم فى هذا الإعتقاد السائد السابق وفي سيناريو غرق ربع الدلتا و سواحل مصر و هجرة الملايين ؟
    الدراسات المبني عليها سيناريو ارتفاع درجة حرارة الارض بمايؤدي الي ذوبان الجليد في القطب الشمالي و القطب الجنوبي مما يؤدي الي ارتفاع مستوي سطح البحر و بالتالي يؤدي الي غرق الاماكن المنخفضة عن مستوي سطح البحر و من اهمها الدلتا المصرية


    و هذه السيناريوهات مبنية علي النماذج العددية التي لا تصلح الا لمدة عشرة ايام فقط و بعد ذلك تحدث اخطاء كثيرة في السيناريو مما يؤدي الي تراكم هذه الاخطاء في المستقبل .. و جميع خبراء المناخ . و في جميع المراجع المناخية بان الاسلوب الاحصائي هو الاسلوب الاكثر دقة للتنبؤ طويل المدي للمناخ و الظواهر المختلفة . و لكن اهملت هذه السيناريوهات مبدأ ان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار و مضاد في الاتجاه لكي يحدث التوازن و علي سبيل المثال اذا زاد تركيز هذه الغازات فانها ترفع درجة الحرارة و بالتالي يزداد البخر الذي يعمل علي انخفاض الحرارة ، و كذلك زيادة نسبة الغبار الجوي و هو ايضا عامل تبريد و الامثلة كثيرة ...اما عملية اذابة الجليد فانها دورة طبيعية تتم اذابة الجليد فيها مع المنحني الصاعد لموجة التغير ويتم تكونه مرة اخري مع المنحني الهابط بموجة تغير درجة حرارة الارض

    هل قامت هيئة الارصاد باعداد دراسة باتباع الاسلوب الاحصائي ؟
    قمت بدراسة احصائية لدرجة حرارة الارض معتمدة علي الاسلوب الاحصائي فقط مع مقارنة النتائج بالتغيرات الفلكية و كذلك بحسابات درجات حرارة الارض المستنتجة من طبقات جليد القطب الشمالي ، و اكدت هذه الدراسة الاحصائية الي ان التغير الذي حدث في المائة عام السابقة اي القرن العشرين ما هي الا تغيرات طبيعية تعتمد علي بعض التغيرات الفلكية و التي تؤثر علي كمية الاشعاع الشمسي الواصل بسطح الغلاف الجوي ، و ان قمة التغير كانت في الفترة من 1998 الي 2001 ثم بدأت حرارة الارض في الانخفاض متذبدبة من عام الي اخر .و لكن الاتجاه العام للتغير خلال القرن الحادي و العشرين يشير الي انخفاض درجة حرارة الارض خلال القرن الواحد و العشرين و ليس ارتفاع درجة حرارتها .

    ذكرتم ان هناك انواع من التنبؤات الجوية فما هي انواع التنبؤات ؟
    يوجد تنبوء قصير المدي و الذي يصل مداه الي عشرة ايام ، و تصل دقته في اليوم الاول 95 % ثم تقل درجة الدقة يوميا بمعدل 10 % . و لذلك تستحدث التنبؤات يوميا ، لكن نظرا لاهمية بعض المجالات مثل الطيران فانه يتم اعداد تنبؤ كل ثلاث ساعات لمدة 24 ساعة و يستحدث كل ثلاث ساعات كما ذكرت .


    والنوع الاخر هو التنبؤ الفصلي و تنبؤ بمناخ الفصول وإذا وصلت دقته الى 40% يعتبر نجاحا كبيرا و قد استحدثت الهيئة العامة للارصاد هذا العلم بالتعاون مع كوريا الجنوبية منذ بداية عام 2007 و جاري اعداد بعض الدراسات الخاصة بفيضان النيل و الضباب و العواصف الرملية و الترابية التي تؤثر علي حركة الطيران .


    والنوع الاخير و هو التنبؤات طويلة المدي و هي تعتمد بالدرجة الاولي علي الاحصاء و توجد مجموعة من الدراسات التي تمت في هذا المجال خاصة التنبؤ طويل المدي الخاص بالامطار علي معظم مناطق مصر ، و كذلك توقع السحابة السوداء و هذه البحوث قد اجريتها و تم نشرها في نشرة بحوث الارصاد الجوية و هي نشرة محكمة و موثقة دوليا .
    وأخيرا هل توجد تغيرات مناخية ؟


    وبناء علي ما سبق تناوله ؛ تم إعداد بحث لدرجة حرارة الأرض وفي هذا البحث تم التوصل الي ان درجتي التغيير اللتان في البحث طولهما يساوي رقم ثابت مضروبا في طول الموجة التغير لدوران محور الارض( وسوف يوضح ذلك فى ملخص البحث باللغة العربية ) ؛ و هذا يدل علي ان التغير الذي حدث في المناخ الفترة الماضية ما هو الا تغير طبيعي و ليس نتيجة فعل الانسان .اما التغيرات المناخية climate change فهي اثر الانسان في احداث تغيير للمناخ بواسطة بعض الانشطة مثل النشاط الصناعي الذي يؤثر علي زيادة تركيز غازات الصوبة الدفيئة و ازالة الغابات و غيرها ، و التي لم يثبت حتي الان فصل هذه المتغيرات عن التغير الطبيعي للمناخ .
    الجزء أعلاه منقول من:
    http : // articles . alzoa . com / view .php? id= 405
                  

04-08-2010, 05:27 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: فى هذا الجزء ساقوم بنقل المشاريع المائيه التى خططت مصر لاقامتها فى السودان منذ القرن الماضى
    مايلى خلاصه ما كتبه الكاتب عبد التواب عبد الحى ( النيل والمستقبل )
    الصفحات 235 و254 و255


    وهى عدد 3 مشاريع فى السودان ومشروع رابع فى اثيوبيا
    ولنبداء اولا بمشاريع السودان

    المشروع الاول

    قناة جونقلى
    يتم العمل فيه على مرحلتين
    المرحله الاولى توفر 4 مليار متر مكعب من المياه
    المرحله الثانيه توفر 3.5 مليار متر مكعب
    المجموع 7.5 مليار متر مكعب

    المشروع الثانى

    تقليل الفاقد فى مستنقعات مشار وحوض السوباط
    يوفر 4 مليار متر مكعب من المياه

    المشروع الثالث

    انقاذ الفاقد فى مستنقعات بحر الغزال
    يوفر 7 مليار متر مكعب من المياه

    اجمالى الامتار المكعبه من المياه
    18.5 مليار متر مكعب

    كل هذه الكميه المتوفره تخطط مصر لتقاسمها مع السودان ....!!!
    اليس فى امكان السودان تنفيذ هذه المشاريع لوحده والاستفاده من المياه التى تعادل فى كميتها حصه السودان من مياه النيل وبذلك ترفع حصتها الى 37 مليار متر مكعب سنويا
    علما ان تكلفه تنفيذ هذه المشاريع اقل من تكلفه اقامه سد واحد
    والعائد من هذه المشاريع هو 18.5 مليار متر مكعب من المياه قيمتها حسب سعر المتر المكعب حاليا
    ( حوالى دولار للمتر الكعب )
    اكثر من 18 مليار دولار ( وهذا السعر سيرتفع كثيرا بسبب ندرة المياه فى العالم وربما يصل سعر المتر الكعب من المياه الى اكثر من 10 دولار للمتر المكعب فى السنوات القادمه )
    قيمة هذه المياه اكبر من قيمه الكهرباء المنتجه فى كل السدود باكثر من اربعه اضعاف

    للتوضيح قام الكاتب بحساب تكلفه هذه المشاريع فى وقت اصدار الكتاب
    ( الاسعار حسبت فى الاعوام بين 1977 و1988ميلاديه)


    مشروع قناه جونقلى بمرحلتيه 770 مليون جنيه مصرى

    مشروع مشار 80 مليون جنيه
    مشروع بحر الغزال 180 مليون جنيه

    المجموع 1.030 مليون جنيه ( حوالى مليار)

    كما ورد فى الكتاب مشروع رابع يقام فى اثيوبيا
    سانقل النص المكتوب بالكامل




    ( لاحظتم ان الكاتب ذكر تميز مناخ اثيوبيا بقله البخر وهذا السبب الذى دفع مصر للتخطيط لاقامه سدود بها لتخزين الجزء الاكبر من مياه السد العالى فى اثيوبيا - حوالى 70% - من مخزون السد العالى )

    تخريمه مصريه

    ستكتشفون ان مصر كانت تخطط من القرن الماضى لمقايضه انتاج الكهرباء بالاستفاده من المياه مع كل من السودان واثيوبيا
    والان نحن امام مخطط جديد هو اقامه مصالح ومنشاءات مائيه فى كل من السودان واثيوبيا
    (سدود لاعادة تخزين مياه بحيرة ناصر )
    تمهيدا لهدم السد العالى
    يمكنك مشاهد الرابط التالى الذى سيساعدكم فى فهم هذا المخطط
    ( لماذا ستهدم مصر السد العالى )

    http://www.nubian-forum.com/vb/showt...E1%DA%C7%E1%EC

    تخريمه ظالمه
    مصر تريد ان تخرج رابحه فى كل المعادلات مع السودان
    المشاريع الموضحه اعلاه السودان سيتقاسم التكلفه مع مصر والمياه اصلا مياه سودانيه
    ما من سبب منطقى يجعل السودان يوافق على اقتسام المياه التى يملكها مع دوله اخرى لانها ستساهم فقط فى دفع نصف تكاليف المشروعات المائيه ....!!!!
    حتى هذه المشاريع لاتمتلك مصر الخبره والتكنولوجيا لتنفيذها لكى نعتبرها شريك فنى يمتلك تقنيه نادره فى العالم لايمتلكها غيره
    كمثال مشروع قناة جونقلى الشركه المنفذه شركه فرنسيه
    هل قدر السودان ان يجبر على تقاسم ثروته مع الاخرين ....!!!
    هل كانت مصر سترضى بان نتقاسم معها ثرواتها ( الغاز الطبيعى والبترول ودخل قناة السويس والسياحه )
    وهل كانت ستسمح لنا بالزراعه فى اراضيها وباستخدام متر مكعب واحد من حصتها فى مياه النيل
    الم تضن علينا بالكهرباء للشماليه بعد قيام السد العالى على حساب استقرار اهلنا فى محافظه حلفا وهى تقوم بتصدير الكهرباء لاسرائيل والاردن وغيرها من دول الجوار
    الى متى نسكت على التفريط فى الارض وفى الثروه من قبل حكامنا الانبطحايين ...!!!
    الاخطر ياخوانى من مشاريع السدود حيازه دول الجوار على الاراضى الزراعيه فى السودان باسم الاستثمار
    ( الولايه الشماليه وحدها تمتلك 14 مليون فدان صالحه للزراعه ) تروى من مياه ( الحوض الجاف ) وكميتها تقدر ب 5700 مليار متر مكعب متجدده
    وهذه المياه بكمياتها الضخمه لاتوجد فى اى مكان فى العالم سوى فى المنطقه الشماليه وغرب السودان ( تتشارك فيها بجزء صغير كل من تشاد وليبيا ومصر )
    كل هذه الثروه... الارض الزراعيه والمياه ( السلعه الاندر فى العالم ) سيتمتع بها الاخرين ....!!!!
    هذه الاراضى الزراعيه ( امن قومى للسودان)
    اين هى الان ....؟؟؟؟
    ولمن تم منحها ....؟؟؟؟
    اين حقوق اهلنا ابناء المنطقه والاجيال القادمه .........؟؟
    اسئله واستفسارات تبحث عن الاجابه ....!!!!


    تخريمة حسابيه
    حصة مصر من مياه النيل هى 55.5 مليار متر مكعب والمصادر المصريه تقدر احتياجات مصر من المياه ب 70 مليار متر مكعب سنويا ....!!
    اذا مصر لاتتملك فائضا من المياه يسمح لها بانشاء سدود فى كل من السودان واثيوبيا
    وفى حال حدوث ذلك سيكون الامر مخطط احلال ...!!
    اى ان مصر ستقوم بعمل سدود فى اثيوبيا والسودان خصما على مخزونها فى بحيره ناصر
    وهذا يعنى استغناء مصر عن السد العالى ( تحرير شهاده وفاه)
    وعدم الاعلان عن هذا الامر له دوافعه
    وليحسب على انا اننى قلت وبالصوت العالى ان مصر ستهدم السد العالى فور الانتهاء من انشاء السدود فى كل من اثيوبيا والسودان
    ولفهم هذا الامر فقط تابعوا مخزون السد العالى بعد اكتمال سد مروى ستجدون ان مخزون السد العالى سيتناقص بقدر الطاقه التخزينيه لسد مروى ( 12 مليار متر مكعب )
    انتظروا انى معكم من المنتظرين

    منقول من :

    http : // www . nubian-forum . com / vb / showthread.php? p=36990

    لكم مودتى
                  

04-08-2010, 05:33 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: بدأت ماساة النوبيين مع السدود منذ مطلع القرن العشرين، ففي العام 1902م شيد خزان أسوان وتمت تعليته لمرتين في الأعوام 1912، 1932م ثم كانت الطامة الكبرى ببناء السد العالي ، بإغراق كل المنطقة في العام 1963م في مصر ، إضافة للمنطقة من الحدود السودانية جنوباً إلى منطقة الشلال الثاني ( مشيخة دال ) داخل الحدود السودانية لأكثر من مائتي كيلومتر.

    وببناء سدي دال وكجبار تستمر مأساة الشعب النوبي لأكثر من قرن كامل. والتاريخ لم يذكر شعباً واحداً مورس ضده التهجير القسري في أية رقعة من القارات الست حسب علمنا لأكثر من ست مرات . لقد أصبح تهجير النوبيين ظاهرة بحكم تواليها وتكرارها، وإزاءها لم تعد الظاهرة عشوائية بل تتعدى ذلك لتكون هدفاً مخططاً بدقة وتآمراً واضحاً لإخلاء المنطقة للمحتل القادم . وهذا المخطط لن تصمد أمامه كل مبررات التنمية وتوليد الكهرباء وغيرها من التبريرات الجوفاء والتي لم تعد ولن تقنع أحداً من النوبيين .

    ولوضوح المخطط لإخلاء المنطقة ولمعاناة المهجرين من قبل ولازالوا.. فلم يبق أمام الشعب النوبي إلا التكاتف والوقوف صفاً واحداً أمام هذا المخطط، فما أقسى أن نرقص غداً على أطلال ما بناه الأجداد والأباء.

    مأساة المهجرين من وادي حلفا وقراها عام 1963م
    إن المأساة الكبرى والتي ظل جرحها غائراً لا يندمل حتى اليوم هي تهجير الأهل من تلك المنطقة الغالية إلى منطقة لا قبل لهم بها أرضاً ومناخاً ومجتمعاً، وإمعاناً في طمس الهوية والثقافة وبترها من عقول الأجيال اللاحقة كانت تسمية القرى بالأرقام !! ثم توالت المأساة بالفشل الذريع لكل المشاريع لأن.خزان خشم القربة فقد من طاقته التخزينية ما يقدر 60% بسبب الأطماء المتراكمة، وبالأهمال المتعمد من الحكومات المتعاقبة ولعدم بناء خزان ستيت الذي كان مقرراً بناؤه . لذلك أصبحت هذه المياه لا تكفي حتى مزرعة مصنع السكر بخشم القربة دع عنك المساحات المزروعة والتي تقلصت في مناطق الإسكان ( قرى النوبيين) إلى حوالي 14-18% من جملة المساحات المخصصة لهم وانخفضت المساحة المزروعة من 120 الف فدان في موسم 1969-1970م إلى أربعة ألف فدان فقط في عام 2004-2005 م . والمدهش أنه في الوقت نفسه أرتفعت رسوم المياه والأراضي والإدارة من 490جنيه في موسم 1985-1986م إلى 210 ألف جنيه في موسم 2001-2002م .( 1) ((1) بحث علمي قدم بواسطة القطاع النوبي في جبهة الشرق للمفاوضات مع الحكومة في نوفمبر 2005م)

    هذا فضلاً عن الإنهيار التام لمطاحن الدقيق باستيلاء الدولة عليها على عهد المدعو محمد الأمين خليفة في الوقت الذي كان عراب الاقتصاد الإنقاذي عبد الرحيم حمدي يطبق بقسوة سياسة التحرير الإقتصادي ! وتبع ذلك الإفشال المتعمد لأتحاد أصحاب اللواري تلك التجربة الناجحة. فضلاً عن تفشي أمراض المياه المتوطنة مثل البولهارسيا ، الفشل الكلوي ، الملاريا وأخيراً السرطانات الناجمة عن مادة الاسبستوس والتي ظهرت في الجيل الثاني من النوبيين المهجرين هناك.( )
    كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها أدى إلى الهجرة العكسية للنوبيين من حلفا الجديدة إلى أطراف العاصمة والمدن والأخرى والعودة مرة ثانية لوادي حلفا .
    وهنا لابد لنا والحال هكذا ان نتذكر جيداً أن الخيارات التي كانت مطروحة لتهجير الأهل من وادي حلفا وقراها كانت لخمس خيارت وهي :

    1] الإسكان حول البحيرة حسب اجماع الأهالي
    2] وادي الخوي بدنقلا .
    3] شمال الخرطوم .
    4] جنوب الخرطوم .
    5] وأخيراً خشم القربة .

    والمتأمل جيداً لتلك الخيارات سيدرك من الوهلة الأولى أن الخيار الأول والثاني كانا هما الخيارين المناسبين للتهجير وإعادة التوطين لكثير من الأسباب المعلومة، ويجئ السؤال المشروع لماذا تم فرض الخيار الأخير والأسوأ ؟ وما الذي حال دون بقاء النوبيين حول البحيرة؟

    وإذا كانت الحكومة المصرية فشلت في تسويق بناء السد في ظل الحكومات الديمقراطية في السودان إلا أنها نجحت كعادتها في فرضه على حكومة الفريق عبود الديكتاتورية والمعزولة عن شعبها. وهكذا يعيد التاريخ نفسه اليوم وتتكرر المأساة في ظل حكومة الإنقاذ الحالية ولكن هذه المرة لإخلاء وافراغ كامل المنطقة النوبية من سكانها. فما أشبه الليلة بالبارحة!!

    لقد تعددت أوجه التعدي على الأرض النوبية في بيع 1،6 مليون فدان بمنطقة أرقين للحكومة المصرية و 400 ألف فدان للحكومة الليبية غرب دنقلا (2) (نوبية سر الختم صالح ، جريدة الصحافة السودانية 19 مارس 2007م العدد 4944) .

    ولعل ما زاد من ضعف الحكومة السودانية أمام المصرية وطاعة الأولى الكاملة للأخيرة هو ذلك الملف الذي بحوزة الحكومة المصرية والخاص بمحاولة اغتيال حسني مبارك بأديس ابابا في 1995م .

    هذا نقلاً من :

    http : / / www . kowika . com / vb / showthread . php? t = 911


                  

04-08-2010, 05:37 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: د. خالد عودة في أخطر حوار عن غرق الدلتا

    [19:54مكة المكرمة ] [21/12/2008]

    - أبحاثي جرس إنذار ومسئولونا ليس لديهم علم بهذا الخطر

    - اختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية من أبرز شواهد غرق الدلتا والسواحل

    - 62% من الدلتا معرَّضة للغرق لأن ارتفاعها أقل من 5 أمتار من سطح البحر

    - الإسكندرية القديمة آمنة والخوف على التوسعات على حساب بحيرة مريوط

    - 40% من سكان مصر و80% من مصانعها مهدَّدة بالانهيار

    - مَصبُّ النيل سيتحوَّل إلى مدينة فوَّه بدلاً من رشيد إن لم يتم إنقاذه

    - الحوائط البحرية الإسمنتية حلٌّ مؤقتٌ في حال ارتفاع سطح البحر مترين

    - السد العالي منع الطمي عن الدلتا والحلُّ في نهرٍ جديدٍ بين البحيرة والخزان

    - الكثبان الرملية الصناعية بين السواحل في الشمال وشاطئ البحيرات حلٌّ عاجلٌ

    - خليج أبو قير والبرلس أخطر مناطق تسرب ذوبان المياه للمنطقة



    حوار- أحمد عبد الفتاح:

    يستعد الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط خلال الأسابيع القادمة لتقديم أخطر تقرير علمي؛ لعرضه على القيادة السياسية حول إنقاذ مصر من التغيرات المناخية وحماية منطقة الدلتا ومدينة الإسكندرية من الغرق شبه التام على مدار الـ100 عام المقبلة.



    (إخوان أون لاين) سارع إلى لقاء الدكتور عودة في مكتبه بقسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط فور انتهائه من إعداد التقرير؛ لمعرفة أهم ملامح التقرير المقرر تقديمه إلى القيادة السياسية والنتائج المترتبة على تلك التغيُّرات المناخية والحلول التي حدَّدها التقرير الذي أُعِدَّ جزءٌ كبيرٌ منه خلال شهور اعتقاله على ذمة القضية العسكرية الملفَّقة لقيادات الإخوان المسلمين.. فإلى نص الحوار:



    * بدايةً.. ماذا عن التغيرات المناخية وأسباب حدوثها وتأثيرها في المنطقة؟

    ** التغيرات المناخية تغيُّراتٌ أحدثها الإنسان، ونحن تعوَّدنا عليها كجيولوجيين في التاريخ الجيولوجي، ونحن ندرِّس لأبنائنا وتلاميذنا أن هناك تغيراتٍ مناخيةً على مدى الزمن وعلى مدى العصور كلها، وأحيانًا تسبِّب هذه التغيرات انقراض الحياة على الأرض، وحدث مثل هذا الأمر كثيرًا في الزمن الجيولوجي، وآخر مرة حدثت فيها مثل تلك التغيرات التي أدَّت إلى انقراض الحياة كانت منذ 55 مليون سنة، وتم اكتشاف قطاع الدببية في جنوب الأقصر الذي وصف لنا ما حدث في هذا الوقت، وكان لي الشرف أن أكون رئيس الفريق الدولي المسئول عن هذا الكشف المهم.


    خالد عودة: التغيرات المناخية تغيُّرات أحدثها الإنسان




    وأسباب التغيرات المناخية في الماضي في معظمها ارتفاع درجة الحرارة، حتى لو كانت أسباب الارتفاع أسبابًا أخرى غير الأسباب التي تحدث الآن (انبعاث الكربون)؛ فدرجة الحرارة عندما ترتفع تسبِّب قتل الحياة.



    ومصدر الحرارة على مرِّ العصور هو الكربون، والثابت علميًّا- وعبر العصور- أن انبعاث الكربون هو ما يسبِّب ارتفاع درجة الحرارة؛ فالكربون قادرٌ على امتصاص الأشعة المنطلقة من الأرض وتخزينها في الأرض؛ ولذلك نسمِّيه حابسًا للحرارة.



    ما حدث في العصور الماضية كان بسبب زيادة نسبة الكربون، لكن أسباب انبعاث الكربون اختلفت؛ ففي الماضي كان الانبعاث بسبب البراكين التي كانت تملأ الأرض؛ حيث كان الكربون ينبعث منها ويملأ الجو على حساب الأكسجين، ثم ينتقل من الجو إلى البحار أو العكس؛ حيث يخرج الكربون من البراكين في قيعان البحار وينتشر في المياه على حساب الأكسجين الموجود في المياه، ثم ينطلق من مياه المحيطات إلى الهواء؛ لأن الدورة واحدة من الهواء إلى الماء والعكس.



    الجديد في الأمر- وهو ما حدث في العصر الحاليِّ والزمن الحاليِّ- أن الإنسان هو من عجَّل بهذه الدورة وعجَّل بتغيير المناخ؛ لأن المناخ- إن عاجلاً أو آجلاً- كان سيتغير، ولكن الإنسان عجَّل بهذا التغير عدة الآلاف من السنين.



    والثابت علميًّا أن هذا الكربون المنبعث سببُه الرئيسي الفحم والبترول وبعض الزراعات، ولكن الغازات الخارجة من البترول ومشتقَّاته والفحم أكبر بكثير من الانبعاثات الناتجة من هذه الزراعات.



    غرق مصر

    * نشرتم سلسلةً من المقالات أثناء وجودكم بالسجن على ذمة القضية العسكرية لقيادات الإخوان المسلمين؛ تحدَّثتم فيها عن غرق مصر.. كيف اكتشفتم ذلك التهديد المحدق بمصر؟

    ** البداية كانت من تقرير الأمم المتحدة الثالث الصادر في عام 2001م حول التغيُّرات المناخية، والمُسمَّى تقرير الهيئة الحكومية الدولية، ثم أعقب هذا التقريرَ المهمَّ والخطير عدةُ تقاريرٌ عن الأمم المتحدة، خاصة بارتفاع مستوى سطح البحر في العالم، ثم بدأ بعض الجيولوجيين في مصر- منهم الأستاذ الدكتور محمد الراعي في الإسكندرية- في التنبيه على مسألة ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط، وأجرى بالفعل بعض الأبحاث التي أثبتت أن تأثير المياه في الإسكندرية سيكون كبيرًا.


    البداية كانت من تقرير الأمم المتحدة الثالث الصادر في عام 2001م




    في نفس الوقت أبدى البنك الدولي قلقه من هذا الأمر، وشكَّل فريقًا بحثيًّا بناءً على تقارير الأمم المتحدة، وكان الغرض من وراء تشكيل هذا الفريق هو البحث وراء النتائج التي ستُصيب البلاد النامية من جرَّاء التغيُّرات المناخية، وبالفعل أصدر هذا الفريق البحثي الدولي تقريره المهم والخطير في عام 2007م، والذي اعتمدتُ عليه في أبحاثي بعد ذلك، وكنتُ حينها في السجن.



    وهذا التقرير بالذات كان أخطر من كل التقارير السابقة؛ فنحن تحدَّثنا قبل ذلك وكتبنا وتناقشنا، ولكننا لم نكن نتصوَّر أن الأثر من الممكن أن يكون بهذا السوء وبهذه الخطورة، ويكفي أن نعرف أن اللجنة التي كتبت هذا التقرير حصلت على جائزة نوبل في عام 2007م بسبب الجهد المبذول في هذا التقرير وخطورته.



    * ما أهم النتائج التي توصَّل إليها هذا التقرير؟

    ** التقرير أكد أن مستوى سطح البحر سوف يرتفع خلال هذا القرن بحدٍّ أدني 30 سم، وبحدٍّ أعلى 67 سم، ولكن اللجنة عادت وحذَّرت في تقريرها من أنها لم تضع في الحسبان وقت وضع التقرير المعدلات العالية لذوبان الجليد في القطبين؛ حيث فوجئت بعد وضعها التقرير بأن هناك كتلةً جليديةً في القطب الجنوبي المتجمِّد تسمَّى "الكتلة الغربية"، وهي كتلة كبيرة ارتفاعها نحو 1000 متر بدأت في الذوبان، بالرغم من أن درجة حرارة هذه الكتلة أقل من 40 درجة تحت الصفر، والأخطر أنهم اكتشفوا أن هذا الذوبان يدفع الكتلة إلى الاندفاع ناحية البحر، وهو ما سيتسبَّب في كارثةٍ مناخيةٍ عالميةٍ؛ حيث سيتسبَّب ذوبان هذه الكتلة- في حالة ارتطامها بمياه المحيط- في رفع مستوى سطح البحر بنحو 5 أمتار دفعةً واحدةً.



    * وما تأثير ارتفاع منسوب سطح المياه بنحو 5 أمتار في مصر؟

    ** لك أن تتخيَّل أنني عندما نظرت إلى الدلتا وجدت أن أقصى ارتفاع لها عن مستوى سطح البحر موجودٌ في القليوبية عند المنطقة التي يتفرَّع فيها النيل إلى فرعين، ويبلغ هذا الارتفاع نحو 20 مترًا، ثم تبدأ الدلتا في الانخفاض في اتجاه البحر بشكلٍ مروحي في جميع الاتجاهات حتى تصل إلى صفر وناقص 8 أمتار عن سطح البحر!.



    أبحاث السجن

    * علمنا أنكم أثناء اعتقالكم على ذمة القضية العسكرية الملفَّقة أجريتم بعض الأبحاث حول تأثير التغيرات المناخية في مصر.. فما الذي دفعكم إلى الخوض في مثل هذا الأمر وأنتم في هذه المحنة؟

    ** أنا أحبُّ أن أعمل على إجراء أبحاثٍ تخدم البلد والناس، والذي أطمع أن أجد فيه ثوابي وجزائي عند الله، ولا ننظر إلى أي مقابل دنيوي؛ فمن المعروف في وسط العلماء أن من يُجري أبحاثًا بعد حصوله على درجة الأستاذية يُجريها من أجل البحث العملي فقط؛ لأنه لن يحصل على درجةٍ أعلى أو ترقيةٍ، ولا أنتظر حتى تكريمًا من الدولة؛ لأننا ننتمي لدعوة الإخوان، وهذا سببٌ كفيلٌ بحرمانك من أي تكريم من قِبل الدولة.


    عودة: فوجئت بأنه لا يوجد أي مسئول في البلاد لديه علم بالخطر المحدق بنا!




    وفوق كل هذا فقد فوجئت بأنه لا يوجد أي مسئول في البلاد لديه علم بالخطر المحدق بنا؛ فوزير البيئة حضر بعض الاجتماعات، ولكن كان وقتها كل الحديث عن حدِّ الانبعاثات، وهو الموضوع الذي تتحدَّث فيه اتفاقية "كيوتو"، وكان كل تركيزه على جمع أموالٍ من هذه الاجتماعات لعمل مشاريع حفظ الانبعاثات، وهو ما حدث بالفعل، لكنهم لم يحلُّوا المشكلة الكبرى، وهي غرق البلاد، فأردتُ أن تكون أبحاثي هذه كجرس إنذار للمسئولين؛ ليبدءوا في التفكير جديًّا بالخطر المحيط ببلدنا.



    لأن هذا الأمر جدّ خطير؛ فيكفي أن نعرف أن التقرير الرابع الصادر عن الأمم المتحدة أكَّد أنه لو توقَّفت كل انبعاثات الكربون الآن- وهو أمر بالطبع مستحيل- فسوف يستمر ارتفاع منسوب سطح البحر ما بين قرنين وثلاثة بمعدل 60 إلى 110 سم، أما إن فشلنا في وقف الانبعاثات الآن- وهو ما يحدث الآن- وأوقفناها بين عام 2040م إلى 2050م فإن البحر سوف يرتفع بمعدل 150 إلى 250 سم، وهو رقم مفزع.



    * هل هناك دلائل حية موجودة الآن تدلِّل على ارتفاع مياه سطح البحر؟

    ** بالطبع؛ فالتقارير عندما تحدثت عن الزيادة كانت تتحدَّث عن أن الزيادة بالطبع تدريجية؛ لأنه يستحيل أن تزيد المياه بين يوم وليلة، وكل التوقُّعات كانت تتحدَّث عن الزيادة في خلال 100 عام، وتحديدًا على مدار القرن الحادي والعشرين، والذي مرَّ منه نحو 10 أعوام حتى الآن.



    ووَفق أكثر التوقعات تفاؤلاً فإن المياه تزيد بنحو 10 سم كل عام، ولعل أبرز الشواهد التي تدلل على هذه الظاهرة الآن هو اختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية بمناطق الساحل الشمالي؛ فأغلب المياه الجوفية في الساحل الشمالي الآن بها نسبة ملوحة مرتفعة بسبب اختلاط مياه البحر بها، كما يمكننا ملاحظة ظاهرة ردم الشواطئ وبناء مصدَّات الأمواج في مدينة الإسكندرية خوفًا من زيادة منسوب سطح البحر، والمحافظ السابق خصَّص نحو 300 مليون جنيه لهذا الغرض؛ لأنه من الثابت علميًّا أن منسوب سطح البحر ارتفع 18 سم في القرن العشرين.



    من بورسعيد إلى السلُّوم

    * ما أهم النتائج التي توصَّلتم إليها، سواءٌ من أبحاثكم التي أجريتموها داخل السجن أو تلك التي أجريتموها بعد خروجكم قبل تسعة أشهر مضت؟

    ** نتائج كل أبحاثي وضعتها في تقريرٍ عكفت عليه مدة طويلة؛ يشمل باختصار النتائج المترتبة على كل سواحل مصر (3500 كم) في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر، ونظرًا لخطورة الأمر قمتُ بالنظر إلى كل منطقة على حدة، وقمتُ بتقسيم السواحل المصرية كلها إلى مناطق صغيرة للغاية، وبحثتُ في تأثير ارتفاع سطح البحر في كل منطقة على حدة، وشملت أبحاثي كل السواحل المصرية؛ بدءًا من بورسعيد شرقًا إلى السلُّوم غربًا وجنوبًا حتى شواطئ البحر الأحمر.



    ووَفق النتائج التي توصَّلتُ إليها فإن التأثير الأكبر سوف يظهر في منطقة الدلتا، وهي نفس النتائج التي توصَّلتْ إليها تقارير الأمم المتحدة وتقارير البنك الدولي، ولكن هذه التقارير لم تحدِّد بالضبط مكمن الخطورة والآثار المترتبة بالضبط، وكذلك طرق العلاج، وهي الأمور التي انفرد بها التقرير الذي شرفت بوضعه.



    * وما هو مكمن الخطورة والآثار المترتبة على ذلك وفقًا للنتائج التي توصَّلتم إليها؟

    ** هناك أماكن في الدلتا في غاية الخطورة، بل إنه عبر هذه الأماكن وعلى مرِّ التاريخ الجيولوجي كان البحر يزيد ويصل إلى الفيوم، وزاد هذا الأمر في العصر الجيولوجي الأخير، وهو الممتد من 5 ملايين سنة إلى اليوم.


    د. عودة: إن أخطر مكان على مصر جيولوجيًّا هو خليج أبو قير!




    فقد حدث أكثر من مرة عبر التاريخ أن تدخل مياه البحر عبر خليج أبو قير لتصل إلى الفيوم، وأنا أقولها اليوم: إن أخطر مكان على مصر هو خليج أبو قير؛ لأن النتيجة لن تكون فقط غَمْرَ السواحل بالمياه، بل سيصل الأمر إلى غَمْرِ أجزاءٍ كبيرةٍ من مصر بالمياه من الدلتا شمالاً وحتى الفيوم جنوبًا عبر محافظة الجيزة، وهو ما يعني التهديد المباشر للعاصمة.



    وبالإضافة إلى خليج أبو قير هناك منطقة شمال البرلس، وكذلك الحواف المحيطة ببحيرة البرلس، وأيضًا منطقة الميناء الغربي في الإسكندرية.



    وهنا أحب أن أذكِّر بشيء مهم، وهو أنني أجريت أغلب أبحاثي على أن الزيادة المتوقَّعة في حدود المتر، بالرغم من أن تقرير البنك الدولي قال صراحةً في آخر تقاريره إن جميع العلماء اتفقوا على أن هناك زيادةً في مستوى سطح البحر، ولكنهم اختلفوا في قيمة الزيادة؛ لأن هذه القيمة لا يمكن تحديدها إلا بمعرفة التاريخ الذي سوف يتوقف عنده انبعاثات الكربون، ولنا أن نتخيَّل أن الدول العظمى اتفقت في آخر اجتماعٍ لها على محاولة وقف الانبعاثات في عام 2050م، وهو ما يعني أن البحر سوف يزيد على الأقل 3 أمتار، وهذه كارثة كبرى، ولو أنني أجريت حساباتي على نسبة الثلاثة أمتار كنت سأصاب بالاكتئاب؛ لأن النتائج بمنتهى البساطة سوف تكون بهذه الحسابات كارثيةً بصورةٍ لا يمكن تخيُّلها.



    غرق 62% من الدلتا

    * ما المساحة المتوقَّع غرَقُها في منطقة الدلتا بارتفاع مستوى مياه سطح البحر؟

    ** من الثابت علميًّا أن 62% من مساحة الدلتا تقع على ارتفاع أقل من 5 أمتار من مستوى سطح البحر، و25% من مساحة الدلتا تقع على ارتفاع أقل من 3 أمتار من مستوى سطح البحر، أما ما يقع على ارتفاع صفر أو أقل فإن نسبته 17%.



    وفي حالة الزيادة مترًا واحدًا وهو أكثر الأرقام تفاؤلاً كما اتفقنا؛ فسوف تصل مساحة الأراضي التي سوف تُغمَر بالمياه إلى 4977 كم مربعًا، مع ملاحظة أن هذا الرقم يشمل فقط الأراضيَ الجافَّة بعد خصم مساحة البحيرات؛ حتى لا يتهمني البعض أنني أقوم بحساب مساحة البحيرات ضمن مساحات الأراضي التي سوف تُغمَر بالمياه؛ لأن البحيرات فعليًّا مغمورةٌ بالمياه، وفي حالة زيادة مستوى المياه بأي منسوب أقل من متر واحد سوف تغرق حوالي 1780 كم مربعًا.



    * ماذا عن مدينة الإسكندرية ومدى تأثُّرها بهذه الكارثة؟

    ** بالنسبة للإسكندرية فالمدينة القديمة- كما هي- لا خوف عليها، أما كل ما أضيف إلى الإسكندرية حديثًا (جنوب الإسكندرية) على حساب بحيرة مريوط فهو مُعرَّض للغرق، وذُهِلْتُ عندما وجدتُ مدنًا جديدة في الإسكندرية مبنيةً على أراضٍ تقع على ارتفاع أقل من ثمانية أمتار من مستوى سطح البحر.


    د. عودة: النتيجة الحتمية لغرق أجزاء من الدلتا هو المجاعة.




    وأحبُّ هنا أن أنوَّه بأمر أخطر، وهو أن خسارة مصر لن تتوقَّف فقط على خسارة الأراضي؛ لأن معظم النشاط الصناعي موجود في الدلتا، ويكفي أن نعرف أن 80% من مصانع مصر موجودة على السواحل، وأغلب النشاط الزراعي موجودٌ أيضًا في الدلتا، كما أن الدلتا يسكنها نحو 40% من سكان مصر، وأغلبهم مركَّزون في السواحل بسبب وجود المصانع والأراضي الزراعية، وبالنظر إلى كل الأرقام السابقة فسوف نلاحظ أن النتيجة الحتمية لغرق أجزاء من الدلتا هو المجاعة.



    كارثة تجفيف البحيرات

    * كيف ترى عملية تجفيف البحيرات الموجودة على سواحل البحر المتوسط؟

    ** وفق أبحاثي فإني وجدت أن أحد أهم أسباب هذه المشكلة هو تجفيف البحيرات، وهي الظاهرة التي انتشرت في الدلتا في الفترة الأخيرة بأغراض استخراج الملح أو بناء مزارع السمك أو التجفيف بغرض استغلال الأراضي؛ فبحيرة مريوط مثلاً لم يتبقَّ منها إلا 25% من مساحتها الأصلية، وبحيرة إدكو أقل من ربعها، وبحيرة البرلّس تم تجفيف ربع مساحتها تقريبًا.



    أما بحيرة المنزلة- وهي أول بحيرة تُوردها الأمم المتحدة في تقاريرها وتحذِّر من تجفيفها- فكانت قبل عام 1980م تبلغ مساحتها أكثر من 1000 كيلو متر مربع، أما الآن فمساحتها نحو 500 كيلو متر مربع فقط.



    * هناك توسعات عديدة في إنشاء المدن على مستويات أقل بكثيرٍ من مستوى سطح البحر؛ فهل معنى ذلك أن المسئولين في مصر لا يدركون هذه الخطورة على الأجيال القادمة؟

    ** أنا شخصيًّا متعجِّبٌ جدًّا من هذا الأمر؛ حيث إنني لاحظت مثلاً أن الفلاح المصري قبل عشرات السنوات كان أكثر درايةً وحرصًا، وكان حريصًا جدًّا على بناء القرى على ارتفاعات مناسبة عن مستوى سطح البحر، وفوجئت عندما لاحظت أن هذه القرى لن تعانيَ من أي مشاكل، وأن ما سيعاني من مشاكل هي التوسعات التي بُنيت حديثًا حول هذه القرى؛ لأنها بُنيت على أراضٍ منخفضة، بالرغم من أن الفلاح قديمًا لم يكن يملك تقنيات حديثة ولا تقنيات التصوير بالأقمار الصناعية، ويمكننا أن نلاحظ هذه الظاهرة بشكلٍ كبيرٍ في قرى ومدن كفر الدوار وكفر سليم والبيضة والخضرة، وكانت هذه نتيجةً طبيعيةً للتوسع في البناء على حساب الأراضي الزراعية المنخفضة.



    الساحل الشمالي

    * بالانتقال من الدلتا إلى منطقة الساحل الشمالي الممتدّ من الإسكندرية حتى الحدود المصرية الليبية.. ما التوقعات لهذه المنطقة؟

    ** منطقة الساحل الشمالي منطقةٌ ممتازةٌ، ولن يهدِّدها خطرٌ يُذكر ما عدا الشريط الساحلي الضيق المواجه للبحر، وهو شريطٌ يبلغ عرضه من 50 مترًا إلى 250 مترًا، والشيء الوحيد المُعرَّض للخطر هو بعض الشاليهات التي يتم بناؤها على الشاطئ مباشرةً.



    * وماذا عن السواحل الشرقية لمصر؟

    ** السواحل الشرقية أخطرُ جزءٍ بها هو الضفة الغربية من الجزء الشمالي من قناة السويس من قرية طينة إلى مدينة بورسعيد، أما سواحل البحر الأحمر فهي في غاية الأمان؛ بسبب وجود سلسلة جبال البحر الأحمر، وبسبب أن جميع المدن والقرى الموجودة على ساحله على ارتفاع جيد جدًّا عن البحر؛ حتى إن مساحة الشواطئ المُعرَّضة للغرق لا تتعدَّى بضعة سنتيمترات، وكذلك شواطئ سيناء لن تتعرَّض لأي خطر بسب ارتفاعها المثالي.



    نهر النيل

    * وماذا عن نهر النيل؟ هل من خطر يُهدد النهر؟

    ** نهر النيل مُهدَّد في منطقة فرع رشيد فقط، وإن لم يتم إنقاذه فسوف يصبح مصبُّ النيل في فوَّه بدلاً من رشيد؛ فمن فوَّه وحتى رشيد الضفة الشرقية للنهر مهلهلة، وبحيرة المنزلة في حالة زيادتها سوف تغمر هذه المنطقة، ولعل أبرز الأدلة على ما أقول في هذا السياق أن لسان دمياط ورشيد اختفيا تقريبًا، وصور الأقمار الصناعية تؤكد أنه لا يوجد لسان في منطقة رشيد أصلاً.



    * يتبقى سؤال مهم جدًّا وهو كيفية مواجهة وحل هذه المشكلة المحدقة بمصر.

    ** الحلول هي الشيء الذي جعلني أكتب هذا البحث وبعض الحلول، وسوف أعرضها بإيجاز، ولن أفصح عن كل الحلول إلا بعد إطلاع القيادة السياسية والمختصين عليها من خلال التقرير الذي قمت بإعداده.



    والحلول باختصار تنقسم إلى نوعين:

    - نوع تقليدي معروف: مثل وضع الحوائط البحرية الأسمنتية، وهي مفيدة في حالة ارتفاع سطح البحر بمتر ومترين، وتأخذ هذه الحوائط الشكل الهرمي، وهي حلٌّ معروف ومشهور في بلدان كثيرة من العالم، وقد حدَّدت في بحثي الأماكن التي تحتاج إلى هذه الحوائط بشكل عاجل ومواصفات هذه الحوائط البحرية.



    وضمن هذه الحلول التقليدية ردم الشواطئ، وهو أمرٌ سهلٌ ومعروفٌ للجميع، لكن الأمر الصعب هو كيفية حماية البحيرات مثل البرلس والمنزلة والأراضي الواقعة جنوبها؛ لأن المناطق الواقعة شمال هذه البحريات والتي تفصلها عن البحر تهالكت تمامًا.



    - أما النوع الثاني من الحلول هي حلول غير تقليدية تتعلق جميعها بالسد العالي.



    * وما علاقة السد بارتفاع منسوب مياه البحر؟

    ** السد هو السبب الرئيسي في غرق الدلتا؛ لأنه منع الطمي من الوصول إلى الدلتا ووادي النيل؛ فهذا الطمي كان هو الحل المثالي الذي كان من المتوقَّع أن يحميَ الدلتا؛ فالله سبحانه وتعالى خلق الطمي كعاملٍ مُوازنٍ بين البحر واليابسة والنهر؛ فالنهر يحمل الطمي حتى يواجه البحر فيرمي بحمولته من الطمي على الشاطئ ليكوِّن الدلتا، وهذا الاتزان المهم اختل ببناء السد العالي الذي منع الطمي من الوصول إلى الدلتا، ولهذا السبب اقترحت في بحثي أن نبنيَ كثبانًا رملية صناعية بين السواحل في الشمال وشاطئ بحيرات البرلس والمنزلة، وهو أيضًا حلٌّ مسكِّنٌ لن يمنع الغرق، ولكنه مهم، أما الحل الجذري الأهم والأخطر فيتمثَّل في إعادة حمولة النهر من الطمي كما كان قبل بناء السد.



    * هل يعني ذلك الحل إزالة السد العالي؟

    ** بالطبع لا؛ فلا أحد يستطيع أن ينكر فوائد السد العالي الكبيرة، ولكن له مشاكل أيضًا مثل ما أسلفت ذكره عن منع الطمي وتقليل كمية المياه التي كانت تدخل للنهر إلى نحو الربع من الحجم الأصلي من المياه؛ وهو ما أدى إلى انتشار النباتات والقواقع والبلهارسيا بسبب تباطؤ حركة المياه، كما أن الطمي المتراكم في بحيرة السد كوَّن جبالاً ضخمةً في القاع تتجه الآن في اتجاه السودان، وقد تعمل على سد المنبع، وعندما فكَّروا في حل هذه المشكلة خافوا على السد من الضغط خلفه وحفروا مفيض توشكى فأصبحت المياه تتبخَّر في الصحراء وفي الرمال دون أدنى استفادة.



    وأنا اقترحت لحل كل هذه المشاكل ببساطة في التقرير الذي سأقدِّمه إلى القيادة السياسية أن نحفر فرعًا جديدًا للنهر يصل بين بحيرة السد في الجنوب وخزان أسوان في الشمال؛ حيث يحمل هذا الفرع الطمي والمياه من جديد إلى النهر، ووضعت في بحثي تخطيطات وتصميمات لهذه القناة الجديدة، كما أنني وضعت تصورات لاختزال بحيرة ناصر؛ لأنها كبيرة جدًّا دون فائدة، فما فائدة اختزال 165 مليار متر مكعب من المياه في البحيرة؟! فنحن نستخدم سنويًّا 55 مليار متر مكعب فقط، فيكفي أن نخزن 100 مليار متر مكعب فقط وباقي المياه ندخلها النهر لتغسله وتحمل له الطمي من جديد.



    وهذه الحلول الأخيرة المتعلِّقة بالسد العالي هي أهم ما في الأمر؛ لأن كل الحلول الأخرى حلولٌ وقتيةٌ لن تقيَنا أكثر من مائة عام قادمة، أما الحلول المتعلِّقة بالسد فهي الحلول الوحيد التي تستطيع أن تحميَ الأجيال القادمة، كما أن هناك حلاًّ آخر جديدًا غير تقليدي لن أستطيع الكشف عنه حاليًّا؛ لأني منتظر تسجيله كاكتشاف جديد، ومن المتوقَّع لهذا الحل أن يُنقذ الدلتا كلها ويقلِّل من تكلفة باقي الحلول.



    * بعد كل ما توصلتم إليه مما سبق ذكره.. هل أنتم متفائلون؟

    ** نعم.. ما زلت متفائلاً؛ لأنه لا يزال هناك أمل في حالة إن اتبعنا المثل القائل "إدِّي العيش لخبَّازه"؛ فلو لجئنا إلى أهل العلم والعلماء لإنقاذ مصر من التغيرات المناخية فسوف نستطيع أن نحميَ مصر من الخطر المحدق بها، وسنترك للأجيال القادمة ميراثًا حقيقيًّا.



    وللإشارة إلى هذا الأمر وضعت عنوانَ تقريري الذي سوف أرفعه خلال أسابيع إلى القيادة السياسية في مصر: "هل حان دور العلم والعلماء لإنقاذ مصر من التغيرات المناخية؟"؛ فمصر تتمثَّل أهمُّ مشاكلها في الاعتماد على أهل الثقة وعدم الاعتماد على أهل العلم والخبرة طوال فترة الوزارات من وقت الثورة وحتى اليوم.

    منقول من :

    http : // www . ikhwan . net / vb / showthread . php ? t = 71237
                  

04-08-2010, 05:43 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    Quote: * ما مستقبل السد العالى؟
    عندما بدأنا فى بناء السد العالى كنت متخيلا أن الطمى سيملأ الخزان بعد 120 سنة ولكننى اكتشفت عدم صحة توقعاتى لأننى لم أكن ملما وقتها بجميع العوامل المؤثرة، فلم أكن أعرف أن الطمى يتجمع عند وادى حلفا ويتراكم هناك ولا يأتى إلى مصر، كما أن بناء خزان مروى حمى مصر، فالإطماء فى الأراضى السودانية ارتفع إلى20 مترا أما فى مصر فهو أقل كثيرا ولا يمكن التنبؤ فى العلم بأكثر من مائة سنة.



    Quote: العالم الجيولوجى الدكتور رشدى سعيد (88 عاما) يحفظ تضاريس مصر عن ظهر قلب، يستخدم هذه المعرفة كحكيم فرعونى، يقدم لك تفسيرا لعبقرية المكان، وتصورا لكيفية الاستفادة من المواد بما يلاءم الواقع، لكنه كصوت صارخ فى البرية، لا يسمع له أحد فى زمن الفوضى.

    خلال زيارته لمصر حل الدكتور سعيد ضيفا على جريدة «الشروق». اللقاء الذى استمر لقرابة 3 ساعات وتحدث فيه سعيد عن ملايين السنين من عمر أرض مصر مر سريعا. فكعادته كان لديه دائما ما يدهش الحاضرين.

    إذا كانت مصر من وجهة نظر هيردوت هى «هبة النيل» فهى من وجهة نظر سعيد «صدفة جيولوجية» فلولا الصدفة ما كان لمصر وجود، فنهر النيل كان يفترض أن ينتهى فى شمال السودان، لولا أنه وجد له مجرى حفر بواسطة المياه الغزيرة التى هطلت على جبال البحر الأحمر.

    كرر سعيد طرح تصوره بتعمير الصحراء من خلال نقل الكتلة السكانية إلى الساحل الشمالى وتخفيف العبء عن الوادى، وانتقد كالعادة مشروع توشكى وقال: إن فيه إهدارا للموارد المائية، ولا تستفيد منه مصر حيث حصل بضعة مستثمرين أجانب على الأرض، أصبحوا يستهلكون 10% من مياه مصر وفى المقابل لا تستفيد مصر لأنهم يعتمدون فى الزراعة على الميكنة فلا يشغلون عمالة كثيفة.

    * ماذا سيحدث لو ضربت إسرائيل السد العالى بقنبلة نووية خاصة أن وزير الخارجية الإسرائيلى الحالى صرح عن هذه النية منذ فترة؟

    ــ هذا ضرب من الجنون ولا يمكن أن تقدم أى دولة على فعل ذلك لأسباب متعددة، أهمها أن استخدام القنابل الذرية فى الحروب ليس مقبولا عالميا، خصوصا أن ضرب السد العالى يؤدى إلى قتل الأخضر واليابس فى مصر، ولا يمكن أن يكون هدف أى دولة حتى لو كانت إسرائيل قتل كل شىء فى مصر.


    * هل غرق مدن جنوب أوروبا يمنع إسرائيل من الإقدام على ضرب السد العالى؟
    ــ ضرب السد العالى لا يؤدى إلى غرق مدن جنوب أوروبا، وإسرائيل تستطيع الإضرار بنا بطرق آخرى غير ضرب السد العالى، فالحال المتدهور الذى تعانى منه مصر الآن مستمر برضاء إسرائيل، فهى راضية عن واقع مصر الحالى ولا ترغب فى تحسين أوضاع مصر. ولكن هناك مسألة أخرى تتعلق بموقف مصر كدولة طاردة للسكان، وهذا ليس فى صالح أوروبا لأن هذا معناه أن زيادة الهجرة إلى أوروبا بما فيها الهجرة غير الشرعية، مما يتسبب فى نقل بشر غير مستعدين للدخول فى الحضارة الأوروبية، والسؤال هو هل أوروبا ستتقبل هذه الهجرات أم أنها ستلجأ إلى عمل مذبحة؟ لا أحد يعرف الإجابة حتى الآن.


    * ما مستقبل السد العالى؟
    عندما بدأنا فى بناء السد العالى كنت متخيلا أن الطمى سيملأ الخزان بعد 120 سنة ولكننى اكتشفت عدم صحة توقعاتى لأننى لم أكن ملما وقتها بجميع العوامل المؤثرة، فلم أكن أعرف أن الطمى يتجمع عند وادى حلفا ويتراكم هناك ولا يأتى إلى مصر، كما أن بناء خزان مروى حمى مصر، فالإطماء فى الأراضى السودانية ارتفع إلى20 مترا أما فى مصر فهو أقل كثيرا ولا يمكن التنبؤ فى العلم بأكثر من مائة سنة.

    * مصر صدفة جيولوجية
    والحقيقة أن نهر النيل كان الأصول أن ينتهى عند وادى حلفا لولا ظروف جيولوجية معينة أتت بنهر النيل إلى مصر، لذلك أحب أن أسمى مصر «صدفة جيولوجية» من 6 ملايين سنة ارتفع مضيق جبل طارق فانفصل البحر الأبيض المتوسط عن المحيط العالمى، وتجمعت حوله مناطق جافة، فتبخرت مياه البحر حتى أصبح البحر الأبيض المتوسط صحراء من الملح، والدليل أن الآبار التى حفرت فى البحر الأبيض المتوسط كان سمك الواحد منها 2000 متر من الملح فى إطار دراسة ممولة من مؤسسة العلوم الوطنية فى أمريكا فى سبعينيات القرن الماضى، وبعدما تبخرت المياه اتجهت إلى جبال البحر الأحمر التى كان ارتفاعها أكثر من 1500 متر أى أعلى كثيرا مما هى عليه الآن، فنزلت أمطار انحدرت من جبال البحر الأحمر وشقت مجرى النهر حتى وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط، وتسببت فى وجود وديان، فكل الوديان الجافة فى مصر مثل الوادى الأسيوطى حفرت فى ذلك الوقت، هذه المياه حفرت خانقا عظيما جدا وصل عمقه فى شمال الدلتا 2.5 كيلو متر، وعندما جاءت مياه النهر من الجنوب وجدت هذا الخانق فتدفقت حتى وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط وكان ذلك هو ما أطلق عليه «فجر النيل»، وعادت المياه مرة أخرى للبحر الأبيض المتوسط بسبب انكسار فى مضيق جبل طارق فانطلقت فى الخانق وكونت خليجا بحريا وصل حتى أسوان، وظل النهر يصد فى الخليج ويردم الرواسب فيه ويردمه حتى الشمال، وكان ذلك أكبر ردم فى العصر القديم، فقصة نهر النيل طويلة وجميلة جدا، فعمر نهر النيل 12 ألف سنة فقط، فى العصر المطير قبل 7000 سنة كان نهر النيل يحمل 200 مليار متر مكعب، الآن أصبح يحمل 84 مليار متر مكعب فقط.

    * هل يمكن زيادة حصة مصر من المياه دون أن يتعرض جسم السد العالى للخطر؟
    ــ القدرة التخزينية للسد العالى 15 مليار متر مكعب، لذلك أى مياه زائدة نلقيها فى المفيض ولا يمكن تخزينها، والمفترض أن تسخدمها مصر وفقا لاتفاقية 1959 التى تتضمن بندا يسمح لمصر باستخدام ما زاد على المتوسط من المياه لأنه فى هذه الحالة يعتبر ملكا لها، فالتصميم الأصلى للسد العالى كان فيه مفيضا من جنوب أسوان إلى شمال أسوان، حتى ترجع المياه الزائدة إلى مصر لكن الواقع أثبت أنه من الصعب إدخال المياه لمصر بعد بناء السد العالى، لأن السد جعل كمية المياه التى تدخل مصر محدودة بحوالى 275 مليون متر مكعب مياه، وإذا زادت المياه على هذه الكمية تكون خطرا لأنها غير محملة بالطمى، وبالتالى طاقتها عالية يمكن أن تحطم الكبارى والقناطر وتنحت الأرض، لذلك لا يمكن إدخال كميات أكبر من المياه إلى نهر النيل. وبعد بناء سد مروى 12 مليار متر مكعب من مياه مصر ذهبت للسودان وفقا للاتفاقية المبرمة بين مصر والسودان، وبالتالى لا يمكن أن نزيد فى المياه ولكن المهم أن نحافظ على الكمية التى تصلنا. جميع دول حوض النيل غير موافقة على اتفاقية مصر والسودان لأنها ترى أن مصر تأخذ أكثر من حقها من المياه.

    * لماذا ترفض إثيوبيا وأوغندا التوقيع على الاتفاقية الجديدة( مبادرة حوض النيل)؟
    ــ ترفض أثيوبيا وأوغندا الاتفاقية القديمة المتعلقة بنهر النيل رفضا كليا، بريطانيا كانت تنظم هذه المسألة مع دول حوض النيل، فلم يكن من حق أى دولة أفريقية المساس بمياه النيل إلا بعد استئذان مصر، لكن هذه الدولة أعلنت فى الساعة الأولى من استقلالها رفضها التام لهذه الاتفاقية. مع أن الاتحاد الأفريقى كان موافقا على استمرارية الاتفاقيات التى قام بها المستعمر، لأنه كان يدرك أهمية هذه الاتفاقيات خاصة تلك التى تتعلق بتحديد حدود الدول الأفريقية، ومع ذلك أعلنت كينيا وتنزانيا وأوغندا أنها غير ملتزمة بهذه الاتفاقيات وأعلنت أن لها الحق فى استخدام مواردها الطبيعية لكن وقتها لم تفعل أى شىء لأنها لا تملك الأموال اللازمة لاستثمار مواردها.

    * كيف يمكن أن تحافظ مصر على حصتها من مياه نهر النيل؟
    ــ مصر بلد به كثافة سكانية عالية وليس لديه مصادر أخرى للمياه، فلا توجد أمطار ولا أنهار أخرى ولا آبار جوفية، ووزارة الرى فى مصر لديها قسم مختص ببحث ودراسة المصادر المائية الأخرى لدول حوض النيل، فأثيوبيا مثلا لها مصادر مياه أخرى، ولكن لأن نهر النيل ينبع من عندها وصل الأمر إلى أن وزير الخارجية الأثيوبى صرح تصريحا ظريفا جدا هو أن «مصر هبة أثيوبيا» رافضا العبارة الخالدة لهيرودوت «مصر هبة النيل»، إلا أن قيام أثيوبيا بمشروعات ضخمة تؤثر على حصة مصر من المياه أمر يكاد يكون مستحيلا نظرا لطبيعة الهضبة الأثيوبية كما أن المشروعات مكلفة ماديا وزراعة الأراضى الأثيوبية لن تعوض هذه الاستثمارات ولكن يمكن أن تقوم أثيوبيا بإقامة خزانات فى البحيرة، أما منطقة النيل الأزرق فأثيوبيا نفسها ليس لها سيطرة عليها، فلا تزال بعض القبائل والأحراش مسيطرة عليها.

    * العالم الآن يتحدث عن التغيرات المناخية واحتمالات غرق الدلتا، فهل ترى أننا فى مصر اتخذنا اللازم لتقليل الخسائر؟
    ــ الإنسان يكون مغرورا جدا لو تخيل أنه يستطيع تغيير موازين الكون، كل ما استطاع الإنسان فعله هو إفساد البيئة، ففى تاريخ الأرض حدثت تغيرات مناخية عدة مرات، ما بين عام 1000 و2000 قبل الميلاد حدثت حادثتان هما الأشهر فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، الحادثة الأولى هى أن الأرض شهدت فترة دفء وذاب الجليد وارتفع منسوب المياه وغرقت بحيرة المنزلة، فهذه البحيرة عمرها 900 سنة فقط، قبل ذلك كانت منطقة عامرة، ومقر تجارة الشام وتركيا ودول البحر الأبيض المتوسط، أما الحادثة الثانية كانت عام 1850 حيث شهدت الأرض عصر الجليد الصغير لمدة مائة عام، حيث تجمعت المياه وزحفت على الوديان ووصلت إلى سويسرا وانخفض منسوب البحر وكبرت مساحة مصر حيث اكتسبت جزءا من الأرض حتى إن الطوابى التى بناها الأتراك فى ذلك الوقت أصبحت الآن داخل مياه البحر.

    لكن الحديث عن المتغيرات المناخية الآن ليس معناه أن كل التنبؤات ستتحقق لأن العلماء ليس لديهم جميع العوامل المؤثرة فى المناخ، وهذه التنبؤات قابلة للتغيير كلما توافرت معلومات أكثر، ولكن كل ما نعرفه الآن أن منسوب البحر يرتفع، ومن قراءة تاريخ الأرض يمكن توقع حدوث تغيرات مناخية فعلا، لذلك كان أجدادنا لا يشيدون مبانى على شواطئ البحر لأنهم كانوا يدركون أن البحر متقلب فيما عدا الإسكندرية لأنها موجودة على تبة عالية عن البحر، والصيادون كانوا يبنون بيوتهم من البوص على البحر حتى يمكن نقلها. والحقيقة أنه إذا ارتفع منسوب سطح البحر 10 سم فهذا يعنى أن جزءا صغيرا من الدلتا سيغرق، ولو ارتفع المنسوب مترا فهذا يعنى أن 40% من الدلتا سيغرق، ولكن أنا مطمئن على الإسكندرية فهى لن تغرق. والحل هو التوائم مع هذه المتغيرات لأننا لن نستطيع تغيرها لأننا لن نستطيع سد مضيق جبل طارق حتى نمنع غرق الدلتا.

    * ما رأيك فى قرار وزير الرى ببيع المياه للمخالفين فى زراعة الأرز؟
    ــ الزراعة المصرية فى أزمة، واللجوء إلى تسعير المياه معناه قتل الزراعة فى مصر، وأول المتضررين هم صغار الفلاحين الذين يبيعون منتجاتهم بأسعار زهيدة. الحكومة تتحجج بأن استهلاك المياه فى مصر غير رشيد ولابد من تسعير المياه وهذا ليس كلام الحكومة إنما كلام البنك الدولى وبورصة المياه العالمية التى تنادى بخصخصة مياه الأنهار، وهذا الكلام ضد الثقافة والاقتصاد والتاريخ المصرى، يكفى الفلاح المصرى ما يتحمله من أعباء مادية للحصول على التقاوى والأسمدة والطاقة وارتفاع أجور العمالة وإيجارات الأراضى بالإضافة إلى مشكلات التسويق التى يعانى منها الفلاح المصرى، الزراعات الكبيرة مثل دينا هى التى يحصل أصحابها مكاسب كبيرة لأنها تصنع وتنتج وتسوق.

    * هل لك تحفظات على دور البنك الدولى فى التنمية الزراعية فى مصر؟
    ــ أنا من أشد المعارضين لأى تدخل من أى مؤسسة أو دولة من خارج دول حوض النيل، فالتنمية الزراعية يجب أن تتم من قبل دول الحوض فقط، لأن دخول البنك الدولى فى التنمية الزراعية فى مصر شجع باقى دول حوض النيل التى لا تملك قدرة مالية على التعاون مع البنك الدولى مما يعرض حصة مصر من المياه للخطر. الحبشة عندما طلبت من البنك الدولى تمويلا لإقامة سد على أحد أنهار النيل الأزرق تدخلنا ورفضنا لكن بعد قبولنا التمويل من البنك الدولى لا يمكن أن نعارض أى مشروع فى دول حوض النيل. ولكن من عام 1992 غيرت مصر سياستها وقبلت تدخل البنك الدولى فى التنمية الزراعية.

    * هل الجمعيات التعاونية هى الحل لمشكلات الزراعة المصرية؟
    ــ طبعا، التعاونيات هى الحل لإنقاذ الزراعة المصرية لأسباب متعددة أهمها أن الرى فى مصر هو رى بالنوبة، فملاك الحوض الواحد لابد أن يتعاونوا معا للاتفاق على زراعة محصول واحد وتنظيم الرى فيما بينهم لأن الرى يتم مرتين فى الأسبوع ولا يمكن أن يزرع أحدهم محصولا يحتاج للجفاف ومحصولا آخر يحتاج للمياه، وهذا الاتفاق كان شعبيا، ثم أصبحت الحكومة هى التى تحدد محاصيل الدورة الزراعية، حتى جاء يوسف والى وزيرا للزراعة ففك هذه الدورة الزراعية رغم أن فكرة التعاون حتمية فى الزراعة، ففكرة التعاون مع الجار فى التاريخ المصرى كانت معروفة قبل بناء السد العالى حيث كان الفلاحون يتحدون ضد الفيضان لحماية أراضيهم ومن هنا جاءت الوحدة الوطنية.

    * ما رأيك فى مشروع غرب الدلتا الذى يتم بالتعاون بين الحكومة والبنك الدولى؟
    ــ هذا المشروع يمول من البنك الدولى لبناء ترعة غرب النوبارية لرى أرض طريق إسكندرية الصحراوى والمفترض أن تصل الترعة إلى مدينة السلام، والسبب الرئيسى لإقامة هذا المشروع هو التوسع فى استخدام المياه الجوفية وانخفاض منسوب المياه بسبب سوء استخدام المياه لوجود مزارع موز وملاعب جولف وحمامات سباحة وملاعب مائية، فنجح ذوو النفوذ من أصحاب الأراضى على طريق مصر الصحراوى إقناع الحكومة بمشروع ترعة غرب النوبارية التى تأخذ المياه من حصة الفلاحين الفقراء وتمنحها للأثرياء كمكافأة على سوء استخدام الموارد المائية.

    * كيف يمكن إعادة تعمير النوبة؟
    ــ يصعب تصور إيجاد مشروع اقتصادى لتعمير هذه المنطقة لأن منسوب بحيرة ناصر يتفاوت من 178 مترا إلى 135 مترا، وهذا معناه أنه من الصعب وجود زراعة منتظمة فى هذه المنطقة لأنها تحتاج أموالا باهظة لرفع المياه كما يصعب إقامة مشروعات صناعية فيها خوفا على مياه البحيرة من التلوث سواء من الصرف الزراعى أو مخلفات المصانع، كما يفضل عدم إقامة ميناء أبوسمبل هناك لأن تقليل عدد المراكب فى البحيرة مطلب ضرورى للحفاظ عليها من التلوث.

    * هل مخزون مصر من البترول والغاز سينضب فى السنوات المقبلة؟
    ــ مخزون مصر من البترول فى طريقه لأن ينضب لكن مستقبل مصر سيكون فى الغاز، ففى السنوات القادمة ستركز مصر فى إنتاج الغاز.

    * إلى أى حد تلتزم مصر بقانون التعدين؟
    ــ الحكومة لا تطبق قانون التعدين، فهى تمنح بعض المناجم لشركات أجنبية عن طريق نظام المناطق الحرة الذى لا ينطبق عليه قانون التعدين، فمصر بها بعض المعادن النادرة مثل نيوبيوم وتانتالوم، هذه المعادن اكتشفت فى السبعينيات فى مصر على أيدى علماء مصريين كنت أنا واحدا منهم ولكن الحكومة منحتها لشركة استرالية وفقا لنظام المناطق الحرة وهذا يتعارض مع قانون التعدين، لأن الشركة وفقا لهذا النظام تكون معفية من الضرائب والتأمينات الاجتماعية للعمال.

    *هل تمثل قناة البحرين - البحر الأبيض والبحر الميت - التى تعتزم إسرائيل إنشاءها خطورة على مصر؟
    ــ لم أشغل بالى بهذه القناة لأنى متأكد أن إنشاءها أبعد من الخيال، لأنها عديمة الجدوى ويتطلب إنشاؤها استثمارات ضخمة، ومسألة تلويح إسرائيل بإنشائها من حين لآخر مجرد ورقة سياسية تستخدمها لتهديد مصر، ولكن لو حدث وأنشئت فعلا سيؤدى ذلك إلى حدوث زلازل مدمرة فى مصر.

    *هل مازلت تؤمن بأن تنمية مصر لن تتم إلا بتعمير الصحراء بالمصانع؟
    ــ طبعا إنها مسألة حياة أو موت، نحن نحتاج مشروعا قوميا ضخما لنقل المصانع للصحراء أو على الأقل إقامة كل المصانع الجديدة فى الصحراء وليس فى الوادى وفقا لتخطيط جديد يتفادى الأخطاء الموجودة حاليا فى الوادى، وفى نفس الوقت نترك الوادى للزراعة، فلا يعقل أن نترك الوادى لزراعة الصحراء.

    * ما رأيك فى هيكل السكن فى مصر؟
    ــ كل شىء تحسن فى مصر ما عدا السكن، المساكن كانت أفضل فى الماضى، الآن التهمت العشوائية الإسكان فى مصر والمدن الجديدة مثل الشيخ زايد والتجمع الخامس هى للأغنياء وليس لعامة الشعب، فأنا من مواليد حى شبرا الذى كان من أجمل الأحياء، فمنذ 15 سنة قمت بزيارة شبرا لم أستطع السير فى الشوارع فقررت ألا أزورها مرة أخرى، نحن لم نستطع حل مشكلة العشوائية فى السكن مثل اندونيسيا التى تبيع حكومتها الأراضى مسورة حتى تضمن أن تكون المدينة جميلة عند إقامة أى مدينة جديدة.

    * هل مازلت معارضا لمشروع ممر التعمير؟
    ــ نعم، ففى إحدى المرات كنت أتناقش مع فاروق الباز عن المشروع فقلت له «لو افترضنا أننا نفذنا مشروع ممر التعمير وقطر السكة الحديد، فى ماذا سنستخدمه؟ هل لدينا منتجات سننقلها؟» فلم يرد.

    * ما رأيك فى تبنى الحكومة المصرية للطاقة النووية؟
    ــ أنا أتوقع نجاحا هذا التبنى لأننا سنستخدمها فى الاستخدامات السلمية، ولن يحدث معنا كما حدث فى إيران، لأننا لن نصنع شيئا هنا فى مصر، سنستورد كل شىء بما فى ذلك تخصيب اليورانيوم، الأهم الآن هو التوجه نحو استخدام الطاقة الشمسية، فقد رصد أوباما ميزانية قدرها 9 مليارات دولار للأبحاث العلمية المتعلقة بالطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية.

    * هل سيلجأ لوبى البترول إلى المضاربات لخفض أسعار البترول حتى يعطل أبحاث الطاقة الشمسية؟
    ــ من الممكن أن يحدث ذلك لأنه حصل فى بدايات القرن الماضى، ولكن الفارق الآن هو أن الأبحاث العلمية قدمت نتائج مذهلة فى مجال الطاقة الشمسية ولكن تحتاج إلى الاستثمارات للتنفيذ.

    * مشروع توشكى
    تمليك أراضى مشروع توشكى لمستثمرين أجانب المستثمرين، بمثابة إعطاء 10% من المياه المتاحة لمصر لخمس أو ست مستثمرين، وفى ظل الاعتماد على الميكنة الحديثة فلن تستفيد مصر بشىء يذكر من وراء المشروع. وهذا ظلم شديد أن تعطى 10% من أجود المياه فى مصر لعشرة مستثمرين وتترك 90% للشعب المصرى كله. وبعدين مشروع توشكى دا كله خطا فى خطا. الفكرة الأساسية للمشروع التى نشأت فى الستينيات لم تكن زراعة هذه الأرض لكن زراعة أراضى الواحة الخارجة، بمعنى أنك تعمل ترعة من السد العالى إلى الواحة الخارجة. فالمياه الجوفية بالواحات تتناقص ولا تكفى لاستمرار الزراعة، مع أن الأرض هناك جيدة، طبقا لدراسات التربة التى أجريت عليها.
    المصدر: الجغرافيون العرب http : // www . arabgeographers . net / vb / showthread . php? t = 7900
                  

04-08-2010, 05:47 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    لقد كان صمت مصر عن مجموعة السدود شمال السودان مريباً

    فقد عودونا سابقا الإعتراض على إنشاء أصغر جدول ري


    الباقر موسى
                  

04-09-2010, 11:42 AM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Elbagir Osman)

    Quote: لقد كان صمت مصر عن مجموعة السدود شمال السودان مريباً

    فقد عودونا سابقا الإعتراض على إنشاء أصغر جدول ري


    الباقر موسى



    أخي الكريم الباقر/

    جيراننا في الشمال ينظرون إلينا نظرة دونية ، وقد قامو من قبل بتدمير وادي حلفا غرقاً

    ثم قاموا بتدمير الشلالات الطبيعية على النيل مما أدى إلى هلاك العديد من القرى في شمال السودان والتي لم تغرق بسبب السد العالي لكنها جفت بسبب شح المياه وتحول النيل عن العديد من المجاري الموسمية التي كانت تعتمد عليها هذه القرى في الزراعة والشرب

    ثم الآن جاءوا بفكرة السدود وطلبوا من وكيلهم في السودان "المسمى حكومة" أن ينفذ هذه السدود ويغرق أراضي السودان انقاذا للأراضي المصرية من الغرق وإنقاذا للسد العالي من تأثير الإطماء.
                  

04-14-2010, 02:36 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكومة السودانية تنشئ السدود وتغرق الأراضي السودانية من أجل إنقاذ الدلتا المصرية من الغرق (Re: Hani Arabi Mohamed)

    حتى متى يتنازل السودان لمصر عن كل شيء؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de