|
|
 الفونج ... ملوك السودان ... بناة الوطن وامل المستقبل ...في كتاب طريق النهضة ...فترقبوه !!!
|
العماريين ( الفونج ) الأمويين
ملوك السودان
بناة الوطن وأمل المستقبل
طريق النهضة
مسلم عماريون فونجاوي أنت فاحمد الله على كريم فضله وافتخر
أن الله فضل الخلق بعضهم على بعض وجعل ميزان الإيمان والتقوى هو خير الموازيين لتفضيل الناس بعضهم على بعض, و من الفضل والتفاضل بين الناس ما هو مباح لحكمة الله يعلمها كجنس ذكر محاسن الناس أحياء كانوا أم اموات للاقتداء بسيرتهم والسير على نهجهم ما كانوا على الصراط المستقيم, ومنه ما هو مباح لجلب منفعة أو لدفع مفسدة كقول جدكم الأموي حبيب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين عثمان ابن عفان (رضي الله عنه), وهو يدفع المفسدين أهل الفتنة عن نفسه يذكرهم بفضله ومناقبه على أمة محمد عساهم يكفوا بأسهم وشرهم عن المسلمين. وما سوى ذلك من التفاضل بين الناس مما لم تبحه النصوص والسنن فهو باطل يرد على صاحبه والله ورسوله أعلم.
واعلموا أن الله شرفكم بين العالمين بشرف وفضل من عنده وشرفكم سبحانه وتعالى في السودان بشرف ومجد لم يكن لأحد غيركم فصرتم السادة وصرتم الملوك وأنتم على شرف ومجد لم يبلغه أحد غيركم إلى يومكم هذا فاحمدوا الله واشكروه.
وإن سألتم عن أي شرف ومجد لكم فارفعوا رؤوسكم إلى العليا وليقل أدناكم وهو عند غيركم عظيم من مثلي له ما لي من شرف فأن المسلم وأنا الملك أبن الملك أبن الملك أبن الملك حفيد فاتح السودان ديار للإسلام محرر الرقاب من عبودية الصليب إلى وحدانية الواحد القهار.
ولمن أراد أن يستزيد, فأعلموا أولا أنكم من بني آدم ممن كرمهم الله على سائر خلقه وحملهم في البر والبحر وذلك من فضل الله آتاه لبني آدم عمن سواهم من خلقه فالحمد و الشكر لله ومن ذلك فاكرموا أبناء آدم أينما كانوا ما كانوا على الصواب لأن الله كرمهم فكونوا عادلين منصفين تعاملون الناس بالحق والميزان.
ومن ثم فأنتم مسلمين لم يعرف لكم دين في أرض السودان سوى الإسلام منذ أن وطأت قدما جدكم الأمير الأموي القرشي سليمان بن الامير عمرو بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم ارض السودن وأي نعمة هي خير من نعمة الإسلام دين فضله الله على سائر الأديان فالحمد والشكر لله, ولم يكن الإسلام مجرد شعار عند اجدادكم الملوك بل قيمة في القلب وجهاد بالسيف واللسان ففتح اجدادكم ديار السودان دار للإسلام وكانوا هم الملوك والسادة والقادة شرف لكم ولأجدادكم فيه نصيب الريادة والأسد شارككم فيه اخوانكم القواسمة العبداللاب انتم الملوك وهم الوزراء ولا ننسى فضل غيرهم ممن لم تذكرهم كتب الناس يعلمهم الله وهو خير العالميين فيوفيهم اجورهم يوم الحساب وهو خير العادليين فاكرموا أخوانكم أهل البلاد ممن أختلطت دمائهم بدمائكم في ساحات الجهاد.
ومن ثم فأنتم من نسب أموي قرشي شريف وأعلموا أن نسبكم حفظه الله بفضل من عنده فهو خير الحافظين وأعلموا أن لنسبكم شرف على شرف لم يؤتا لأحد غيركم فاحمدوا الله واشكروه وكونوا له من العابدين فنسبكم كتبه علامة زمانه عالم اسمه السمرقندي بأمر من ملك هو الملك عمارة ابن الملك عدلان الملقب بدنقس والذي دنقست أي انحنت له رؤوس الممالك والامارات تمجيدا له لأنه فاتح ديار السودان دار للإسلام والملقب أيضا بملك الشمس والظل, وأن هذا النسب أرسل لخليفة المسلمين العثماني الملك سليم الأول فانظر كيف شرفه الله بحفظ من عنده فجعل كاتبه عالم وآمره ملك ومستلمه ملك فمن للعالمين قاطبة أو لأحببنا اهل السودان شرف كهذا نسب يكتبه علامة زمانه ويرسله ملك ويستلمه ملك فهذا فضل من الله يؤتيه لمن يشاء من عباده, بل أن من شرفكم وفضلكم ما انداح بنوره وكريم فضله على غيركم والله أكبر والحمد لله فأكثر قبائل السودان العربي ما حفظ نسبها الا بفضل هذا الكتاب بعد فضل الله فمرجعهم الوحيد لانسابهم هو كتاب السمرقندي الذي أمر جدكم الملك عمارة بكتابته ومن هذا فأعلموا بأن الشريف ابن الشريف خيره لا يقف عنده فحسب بل هو للناس اجمعين ما كان له في ذلك من الله العزيمة والتوفيق.
وأعلموا أن جدتكم الأولى هي فنجة أبنة الملك بودي ملك البرون من قبائل السودان وأن اجدادكم تصاهروا وتناسبوا معهم لمئات السنيين ومع غيرهم من قبائل السودان الافريقي فصارت دمائكم من دمائهم ودمائهم من دمائكم كالعروة الوثقى لانفصام لها فافخروا بأمهاتكم كفخركم بابائكم فاصلابكم من أمية وارحامكم من افارقة السودان, ولا تكونوا كغيركم حين حادوا عن الصواب فأخذوا يصرخون بأعلى صوتهم بأنهم عرب قح فضحك لشكلهم وجهلهم العربي ومن ثم عاد فقال انا افريقي فنبذه الافريقي فصاروا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ضائعين بجهلهم بل قولوا نحن كما نحن عماريون فونج أمويون سودانيون والحمد لله, عرب أفارقة أفارقة عرب فهذا قدر الله وحكمته فيكم فأي شرف أعلى من أن تخضعوا لحكمة الله وقدره وتكونوا له عبيداً طائعيين في سائر شأنكم, وهو سبحانه وتعالى ادرا بنا منا فنحمدك ونشكرك يا الله على ما نحن فيه من هذا النعيم, ومن هذا فعليكم أن تكونوا وسطيين بين أهل السودان فكلهم اخوانكم وكلهم منكم وفيكم وإليكم.
وأعلموا بأنكم ملوك أبناء ملوك أبناء ملوك أبناء ملوك فأنتم ملوك ما دامت رؤسكم لم تخضع لملك بعدكم وما دامت روح الملوك فيكم وخير شيمهم العطاء لكل الناس فكونوا كريمين معطاءين, وأنتم ايضا ابناء ملوك وملك دام لاكثر من ثلاثمائة عام فصرتم الملوك لأهل السودان منذ الملك عمارة ابن الملك عدلان إلى الملك بادي السادس فلم تعرف البلاد منذ ان فتحها جدكم دار للإسلام ملوك غيركم (والله أكبر) فحكمتم أكثر أرض السودان الحالي في مساحة تزيد عن مساحة فرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية مجتمعتان تحت راية الإسلام أنتم الملوك وسواكم الوزراء والرعية وهذا فضل لم يأتا حتى الآن لأحد سواكم من أهل السودان, وأنتم ايضا ابناء ملوك وملك بناه أجدادكم الأمويين خلفاء المسلمين ملوك من اقصى الشرق في الهند إلى بلاد الاندلس ملوك يسوسون الناس بالحق وينشرون الإسلام, وأنتم ايضا ابناء ملوك وملك اتاه الله لقريش على سائر العرب بفضل من عنده, فعلمتم الآن لماذا يحق لأدناكم وهو عند غيركم عظيم أن يقول أنا ملك ابن ملك ابن ملك ابن ملك, ومن هذا فأعلموا بأن الملك فضل من الله ليمتحن به العباد يعطيه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء, ومن هذا تدبروا بان الإيمان والتسليم بالقدر حق وأن التواضع لله وللناس من دين الإسلام و من شيم الابرار فكل الممالك إلى زوال إلى ملك الواحد القهار.
وأعلموا أن من مفاخركم أن اجدادكم أدوا الأمانة بأحسن وجه لها فالملك امتحان يكرم المرء فيه أو يهان فكرم الله وجوه أجدادكم واجتازوا الامتحان فلقد أدوا الامانة باحسن وجه لها, فكسوا الكعبة واكرموها وشرفوها ومهدوا الطرق وحرسوها لزوارها وجعلوا لهم اوقاف في مكة والمدينة وجعلوا لهم رواق علم عظيم في الازهر سمي على عاصمتهم رواق السنارية ونشروا القرآن وبنوا المساجد وعمروا الخلاوي واكرموا العلماء وجلبوهم من سائر بلاد المسلمين ليعلموا الناس امور دينهم واقطعوا لهم الاقطاعيات واعطوهم الأرض والمال بل أن العديد من القبائل والأسر وإلى يومنا هذا ما ملكوا الأرض إلا بعد أن اكرمهم بها اجدادكم فكانت عطية منهم أو كانت اقرار منهم بحيازتها وفي ذلك صنفت المصنفات وكتبت الكتب وحفظتها الوثائق وصدور الصادقين من الرجال فكانوا كرماء و فضلهم وخيرهم لهم ولغيرهم يعطون ولا يأخدون همهم أن يثبتوا أركان الإسلام في البلاد وأن يحيوا بواعث الإيمان في القلوب حتى صار للإسلام في زمانهم مكانة والحمد لله, ولم زال ملكهم رثتهم القبائل وكتبت في رثائهم القصائد, ومن هذا فاجعلوا الإسلام أكبر همكم ومقصد حياتكم عليه تحيون وعليه تموتون.
وأعلموا بأنه لما كان اجدادكم ملوك سعت كل القبائل بأن تنال شرف مصاهرتها فزوجت جداتكم للعديد من زعماء القبائل وتزوج اجدادكم الملوك العديد من بنات زعماء القبائل والعشائر وهذا معلوم في كتب التاريخ وما حفظ من المخطوطات, فصارت دمائكم ودمائهم تجري فيها روح واحدة ومن ثم انتشرتم في بقاع السودان وأعلموا بأنكم كثر حاضرين في بقاع شتى من هذا الوطن الحبيب في النيل الازرق وفي ولاية سنار في الجزيرة الخضراء وفي النيل الأبيض في الشمالية وفي الشرق وفي كردفان في الخرطوم وأم درمان وحتى أيضا في بني شنقول وهي الآن من بلاد الأحباش وفي أريتريا فالتحم كل شبر من هذا الوطن بأبدانكم فالله الله على الوطن والله الله على كل أهل السودان فأي منهم لا محالة لك فيه من المصاهرة والنسب ما يجعله أخ لك على أخوة الإسلام.
واخيرا اعلموا أنه و منذ أن وطئت قدما سليمان ابن مروان الاموي جدكم الاول أرض السودان صار تاريخكم على أربع مراحل فاحفظوا هذا الكلام وتبصروه وتدبروه ففيه زبدة الكلام وخلاصته. المرحلة الأولى و هي تأسيس ملك صغير لكم في جنوب النيل الازرق وأجزاء من الحبشة تعلمون الناس الإسلام وتحافظون على ملككم وسط قوتين مسيحيتن كبيرتين مملكة الحبشة ومملكة علوة تنصرون المظلوم وتحقون الحق في موضعه وهي مرحلة ممتدة لأكثر من سبعمائة عام منذ دخول جدكم سليمان الأموي أرض السودان وإلى أن فتحتم بلاد السودان وأقمتم مملكة الفونج في العام 1504 ومن ثم جائت المرحلة الثانية حيث صرتم فيها ملوك وسادة السادة على أكثر أرض السودان الحالي منذ أن فتحها الملك عمارة دار للإسلام لتكون لكم الشرعية المطلقة والحكم المؤيد من عند الله فلم تغتصبوا ارض لمسلمين ولم تخونوا ولم تنقلبوا على أحد غدرا وخفية ومكيدة دبرت بليل بل جهاد في سبيل الله وفتح الديار ديار للإسلام فحقت لكم الارض وحق لكم الملك بكتاب الله حينما أمركم بالجهاد فجاهدتم في سبيله وفتحتم البلاد, وبسنة نبيه الذي جعل الملك ما امكن في قريش وأنتم من سادات سادات قريش وهذا ما فطنته قبائل العرب في السودان حينما علموا ما بكم من شرف ونسب يعود للدوحة الاموية الشريفة فاقروا وخضعوا لملككم وهم في ذالك راضون و بخيركم مستبشرون قلوبهم مطمئنة بأنكم خير من يحكم البلاد وخير من يكون سادة على العباد فكنتم عند حسن ظن رعيتكم واعلموا أنه من عظيم شأنكم أنه لم يكن بعد شرعية ملككم شرعية مطلقة لا يشوبها شائبة مؤيدة من عند الله في ارض السودان كشرعيتكم حين صرتم السادة والملوك على أهل السودان وهذه المرحلة ممتدة حتى زوال ملككم في العام 1821 ومن ثم جاءت المرحلة الثالثة حينما زال ملككم فسلمتم الأمر لله ورضيتم بالقدر وصار حالكم كحال سائر الرعية تحمدون والله وتشكروه تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا تعتدون, و حتى وأنه ومن حسن شيمكم أنكم لم تفاخروا بفضلكم على العباد في أمور دينهم ودنياهم لأنكم علمت بأن المنة لله والفضل كله يعود إليه واكتفيتم بما يذكره عنكم اخوانكم من اهل السودان بالخير فأنتم من بلد طيب أهله كرام يردون الفضل لأهله يذكرونكم دوما بخيرا ويعلمون أنكم انتم من فتحتم البلاد تنشرون الإسلام وتعلمون العباد وتهبون الأرض فمدحوكم واكرموكم وذكروكم بالخير في كل مكان وهم كثر والحمد لله ولكن لم ترضى فئة قليلة معدومة وهم اقزام نكرات مبتورين لا أصل لهم يحاولون ان ينالوا منكم ويشوهوا تاريخكم باكاذيب وأباطيل لم ينزل الله بها من سلطان وليس لهم فيها وجه حق يحرفون الكلام عن موضعه إما ليصنعوا لهم مجد باطل لم يكن لهم ويجعلوا لهم تاريخ من العدم ليضاهوكم به فأنا لهم ذلك ومن المؤسف أن لهم من النفوذ وإن كانوا على قلتهم ما مكنهم من أن يشوهوا مناهج التعليم وأن يحرموا البلاد من أسماء شواهد تحمل آثار ساداتهم وملوكهم ليمنحوها لمن هم أقل منهم قامة وتاريخ وآثارا, ويعمدون على تزوير الوثائق وتدمير الآثار فحسبنا الله ونعم الوكيل وما هذا إلى لحسد منهم فلم يرضوا بقدر الله ولم يرضوا بحكمته فتنكروا لساداتهم وملوكهم وصاروا من الخسة ما فاقو فيه صنيع بعض قوم موسى لسيدهم وهم في دهشة من أمرهم كيف كانوا هم الرعية وكيف كنتم أنتم السادة و الملوك ولو أنهم رضوا بقدر الله وسلموا لكان خير لهم ولو أنهم سئلوا أنفسهم كيف كان لكم الملك لعلموا بأنه جهاد في سبيل الله وتوفيق وفضل من عنده ورفع لراية التوحيد فكيف كان سيكون حال البلاد والعباد والله خير العالمين لو نجحت علوة في أن تعيد قوتها وتبني مجدها وترفع الصليب من جديد فلقد صار والعياذ بالله لظلامات حسد الشيطان مكانة في قلوبهم أكبر من نور فضل الله ان قيض لهم ملك عادل ينتشلهم من ملك ظلام الطاغوت إلى ملك عدل الإسلام فأيهما خير يا أولي الألباب وهؤلاء المبتورين إن لم ينتهوا فقولوا لهم إن لم تحترموا من كانوا يوما ملوككم و سادات سادتكم فكفوا السنتكم عنهم والله حسبنا ونعم الوكيل وأعلموا أنا لو شئنا لوضعنا النقاط على الحروف ولذكرنا بالتفصيل أسماء ملوك القبائل ورؤساء العشائر وسادات الطرق ممن خضعت وانحنت رؤسهم لساداتهم اجدادنا الملوك في سنار وما خضعنا قط ولكن هذه ليست من شيمنا وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم والله يأتي فضله لمن يشاء فحسبنا الله ونعم الوكيل وهذه المرحلة ممتدة منذ سقوط ملككم وإلى العام 2010 ومن ثم جائت المرحلة الرابعة والتي بدأت منذ العام 2010 الميلادي لنجتمع فيها من جديد وتكن لنا كلمة واحدة وهي الحمد لله الذي جعلنا مسلمين والحمد لله الذي شرفنا فيما نحن فيه من نسب ومن مجد خطته كتب التاريخ فصار حديث تناقلته الأمم والشعوب ومن ثم فالنقل جميعا كفى كبوة امتدت 190 سنة فالأسد القرشي الأصيل قد يمرض ولكنه لا يموت, لنبحث في ذاتنا وعن ذاتنا ونعش واقعنا وأوله نحن في زمان صار الناس فيه كأسنان المشط سواسية لا نعلوا فيه على أحد ولا يعلى علينا من أحد, لنا ما لهم من حقوق وعلينا ما عليهم من واجبات تحت راية واحدة هي الإسلام ووطن واحد كلنا له فداء نضم صفوفنا ونوحد كلمتنا أولا ومن ثم نضع أيدينا في أيدي اخواننا من أهل السودان قاطبة الأقرب فالأقرب نضع أيدينا معهم وكلنا أمل في أن نبني بلادنا أرض السودان ونكن جزء أصيل في نهضته, فكلنا نحن وأخواننا من سائر قبائل السودان المختلفة أمل الوطن وأمل المستقبل, فابشروا يا أهل السودان وانعموا فلن ترو إلا كل خير من أخوانكم العماريين الفونج أبناء السادة وأبناء الملوك.
طريق النهضة
وهي المقدمة لكتاب: العماريين (الفونج) الأمويين ملوك السودان بناة الوطن وأمل المستقبل
كتبها في 22 مارس 2010
العبد الفقير لله: حاتم ابن موسى ابن عبدالعزيز
للمزيد عن الكتاب
[email protected]
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفونج ... ملوك السودان ... بناة الوطن وامل المستقبل ...في كتاب طريق النهضة ...فترقبوه !!! (Re: ياسر المك)
|
قائمة ملوك مملكة الفونج (السلطنة الزرقاء) او المملكة السنارية
قائمة ملوك مملكة الفونج او السلطنة الزرقاء او المملكة السنارية
الملك عمارة بن الملك عدلان ( دنقس )------ 1504 وحتى 1534 مؤسس المملكة فى سنار وكانوا يقولون له ملك الشمس والظل
الملك عبد القادر ود عمارة ------ 1534 وحتى 1544
الملك نايل ود عمارة 1544 ----- 1555
الملك عمارة ابو سكاكين 1555 ----- 1563 في عهده توفى الشيخ عبدالله جماع وخلفه ابنه الشيخ عجيب المانجلك ويسمى بسيد العادات وانشأ نظام حكم الدواويين والقضاء اذ عين الشيخ عبدالله العركى بن مؤسس الطريقة القادرية واصبح اول شخص مسئول عن القضاء .
الملك دكين العادل ود نايل1563 ----- 1578
الملك طبل --------------1578 ----- 1589
الملك عبد القادر الثانى 1589 ----- 1599
الملك اونسه 1599 ----- 1509
الملك عدلان 1605 ----- 1612 فى عهده حدث خلاف بين الفونج حيث خرج عجيب المانجلك على سلطة الدولة المركزية مما اضطر حكومة سنار لمقابلته فى معركة بين العيلة فونج (العيلفون حاليا) والحلفايا وتحديدا كركوج بالقرب من الجريف قتل فيها الشيخ عجيب المانجلك وفر ولديه الامير العجيل لدنقلا والامير عثمان الى البجا، ويقال ان العثمن من ذريته ،ولما راى الملك عدلان اضطراب حبل الامن فى مملكته جاء للولى الكامل الشيخ ادريس ود الارباب ويقال انه يمت بصلة للشيخ عجيب بامه وحلف له الملك اليمين اذا رجع الامير العجيل ان ينزل منزل والده فذهب الشيخ ادريس الا دنقلا واحضر الامير العجيل وتم الصلح واستمر الحلف.
الملك بادى سيد القوم 1612 ----- 1615
الملك رباط ود بادى سيد القوم 1615 ---- 1643
الملك بادى ابو دقن بن رباط 1643 ---- 1678 وهو من اولياء الله الصالحين وحضر ديوان الشيخ عبد القادر الجيلانى وفى عهده حدث توسع فى المملكة وغزا بلاد الشلك و جبال تقلى واشتهر بالجود واحضر العلماء من المغرب والحجاز والازهر وبنى مسجد سنار العتيق وقصره من خمس طوابق واسس مخازن السلاح ومدحه الشخ عمر المغربى بقصيدة .
الملك اونسه الثانى ود ناصر 1678 ---- 1689
الملك بادى الاحمر بن اونسه 1689 ---- 1715 قامت ثوره ضده تحالف فيها الفونج والقواسمة ونصبوا ملك غيره اسمه اوكل لكن بدل باونسه الثالث ونفى لدنقلا (فونج دنقلا )وقصره بدنقلا.
الملك اونسه الثالث بن بادى الاحمر 1715 ---- 1718 ويقال لنسله الاونساب لانه اخر ملك من نسل عماره ويقال كان منهمك فى اللعب واللهو وعزل وجئ بالملك نول بدلا عنه.
الملك نول 1718 ---- 1724 اطلق علىه لقب النوم لانه كان يسهر من اجل رعيته وراحتهم واطمئنانهم لحكمه لهم.
الملك بادى ابو شلوخ ود نول 1724 ---- 1762 اشهر ملوك سنار حيث انتصر على اياسوس ملك الحبشة واخضع حكم المسبعات لحكمه وكان وزيره وعديله زعيمالهمج ابولكيلك ورغم نجاحاته نفى الى كسلا (فونج كسلا) وهى بداية ضعف ملوك الفونج وبداية نفوذ الهمج.
الملك ناصر ود بادى ابو شلوخ 1762 ---- 1769 انقلب عليه وزراؤه ( اولاد ابولكيلك ) وقتل وجاء من بعده باسماعيل اخوه.
الملك اسماعيل ود ناصر 1769 ---- 1778 نفى لسواكن ( فونج سواكن)
الملك عدلان الثانى 1778 ---- 1789 وزيره بادى ود رجب الذى خلف ابولكيلك واخذ يدير الحكم بقوة لكنه دخل في خلاف مع مشايخ قرى فتازر معهم الفونج ضده 1780 وخلفه الشيخ رجب وحاول الملك عدلان انهاء سيطرة الهمج وشن عليهم حملة هزم فيها وقويت شوكة الهمج وضعف ملوك سنار مما شجع محمد على لغزو السودان .
الملك اوكل 1789 ----- 1789 حكم شهرا واحد
الملك طبل 1789 ---- 1789 حكم شهر واحد
الملك بادى الشامى 1789---- 1789 حكم شهر واحد
الملك حسب ربه 1790 ---- 1790 حكم مدة شهر واحد
الملك نوار 1790 ---- 1790 شهر واحد
الملك بادى السادس بن طبل 1791 ---- 1821 حكم 29 سنة وهو اخر ملوك الفونج وبدا فى عهده الفتح والذى شهد اضطرابات قادها الجعليين وملوك البطاحين والشكرية قتل فيها عوض الكريم ابوسن زعيم الشكرية فتم الصلح وتزوج زعيم الشكرية من ستنا بنت المك عدلان (توجد وثيقة ) وتم اعطائهم ارض هدية، وزيره محمد ود عدلان ود بادى ود رجب صاحب القولة المشهورة فى رده للخديوى محمد على باشا( لا يغرنك مالقيت من الجعليين والشايقية نحن الملوك وهم الرعية ويكن معلومك ان سنار محمية بجرد ادهمية وصوارم هندية ورجال يوالون القتال بكرة و عشية ) وهو مدفون فى رونقا ( عاصمة مشيخة خشم البحر) وهى قرية بريفى السوكى ولا زالت مقبرته واضحة المعالم.
المصدر /مخطوطات المك عمر عدلان المك حفيد الاسرة من متحف الاسرة
بواسطة ياسر المك
(عدل بواسطة ياسر المك on 07-09-2009, 05:47 م)
(عدل بواسطة ياسر المك on 09-09
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفونج ... ملوك السودان ... بناة الوطن وامل المستقبل ...في كتاب طريق النهضة ...فترقبوه !!! (Re: ياسر المك)
|
الأخ ياسر
السلام عليكم ورحمة وبركاته ...نتابع معكم وأرجو إنزال وثيقة السمرقندي في هذا البوست أو إرسال نسخة منها على إيميلي [email protected]
كتب الأخ محمد عثمان العبدلابي عن الأمير حيدر الرفاعي الجهني في شبكة الرفاعيين الجهنية ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم تنزيله: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"،،
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين، قائد الغر المحجلين، المبعوث للخلق و العالمين، و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين..
حديثنا اليوم إخوتي الأعزاء يتناول شخصية ندر ذكرها في المجالس، بل انعدم، و غفل عنها الخطباء و الأدباء و العلماء، و سقط اسمها من ديوان الفرسان و الشجعان، و صارت نسياً منسياً،،،
و لعل طول الزمان، و ما أتى على البلاد من أحداث جسام، على مدى مئات السنين، قد عجل بطمر تلك الشخصية الفذة تحت كثبان النسيان، كغيرها من المعالم الشامخة في تاريخنا العظيم... فصارت أثراً بعد عين،،،
تلك شخصية جمعت الصفوف، و خاضت الحروب، و أعلت الرايات، و أرعبت الأعداء، و تكللت جهودها بنصر من الله و فتح قريب،،،
نتكلم اليوم عن شخصية من عرب رفاعة السودان، ظهرت على مسرح الأحداث، قبل الملك عمارة دونقس، و قبل الشيخ عبد الله جماع،،،
بل كانت ممهدة لظهورهما و من خلفهما من قادة و فرسان ألهبوا ميدان الشجاعة و الفروسية،،،
إنه أمير الأمراء، ناصر الدين و المسلمين، الأمير حيدر بن أحمد الرفاعي الجهني –رحمه الله-.
لقد عانيت إخوتي في محاولة جمع سيرة هذا البطل الرفاعي، إذ أن المصادر التي تفصل في أحداث و شخصيات تلك الفترة المبكرة في حياة سلطنة سنار و ما قبلها، شحيحة للغاية، و ندر أن يجد المرء نصاً تاريخياً يشفي غليل المعرفة، و نهم الدراسة، و لكنا و بعون الله سنحاول في هذه الفرصة أن نُعَرِّف بتلك الشخصية، على أمل أن نستكمل البحث مع أصحاب الضمائر الحية، في لم ما أمكن من تراث يحفظ لهذا القائد مكانته في صدور الرجال، و نفوس الحفاظ...
فنقول و الله المستعان...
أن بلاد النوبة، و السودان المعاصر، قد شهدت هجرات عربية منذ ما بعد الفتح الإسلامي لمصر، و تدرجت تلك الهجرات إلى أن بلغت أوجها في عهد المماليك، الذين استبدوا بحكم مصر و ما جاورها من الشام و الحجاز، و ذلك في منتصف القرن السابع الهجري الموافق لمنتصف القرن الثالث عشر الميلادي. و كانت سياسيتهم تتسم بكثير من الشدة و البطش في تعاملهم مع القبائل العربية، ما أدى لنزوح كثير منها لبلاد السودان، و أهم تلك القبائل و أعظمها كانت قبيلة جهينة القضاعية القحطانية، و التي استشرى خطرها ببلاد السودان، و عظمت مكانتها حتى فرقت ممالك النصارى، و شتتت جمعهم، أو كما يقول ابن خلدون -المتوفى سنة 808هـ/1406م- في تاريخه:
"ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم واستوطنوها وملأوها عيثاً وفساداً. وذهب ملوك النوبة إلى مدافعتهم فعجزوا. ثم ساروا إلى مصانعتهم بالصهر فافترق ملكهم، وصار لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم، واستولى أعراب جهينة على بلادهم ، و ليس في طريقه شيء من السياسة الملوكية للآفة التي تمنع من انقياد بعضهم إلى بعض، فصاروا شيعاً لهذا العهد. ولم يبق لبلادهم رسم للملك، وإنما هم الآن رجالة بادية يتبعون مواقع القطر شأن بوادي الأعراب. ولم يبق في بلادهم رسم للملك لما أحلته صبغة البداوة العربية من صبغتهم بالخلطة والالتحام ، والله غالب على أمره، والله تعالى ينصر من يشاء من عباده".
ا.هـ.
فكان ذلك أقدم النصوص التاريخية و أوضحها على الإطلاق في وصف الحالة التي سادت بلاد النوبة أواخر القرن الرابع عشر الميلادي و الخامس عشر.
وصف آخر ينقله لنا المؤرخ القدير مكي شبيكة في "السودان عبر القرون" ص56:
"و عندما نقارن الصورة التي رسمها لنا ابن سليم في أوائل العهد الفاطمي بمصر بصورة أخرى رسمها فرنسيسكو الفاريز البرتغالي في أوائل القرن السادس عشر يتضح لنا ما آلت إليه حالة الكنسية المسيحية في علوة.
يقول الفاريز:
"إن أولئك النوبيين يجهلون دينهم فلا هم بالمسيحيين و لا هم بالمسلمين أو اليهود، و ياقل أنهم كانوا على النصرانية، غير أنهم فقدوا دينهم و لم تبق لهم عقيدة و يأملون أن يكونوا مسيحيين"."
ا.هـ.
ثم أضاف شبيكة نقلاً عن الفاريز:
"و أضاف الفاريز رواية سمعها من بعض الأحباش أنه منذ وفاة أسقف علوة من زمن بعيد لم يجدوا من يخلفه بسبب الحروب من القبائل العربية في النوبة الشمالية، و بذلك تركت كنائسهم بدون رعاية و نسوا نتيجة لذلك كل شيء عن المسيحية".
ا.هـ.
فهنا نستطيع أن نعلم مدى ما بلغته القبائل العربية من بطش، مزق أركان دولة علوة، و أدى ذلك إلى حالة الإهمال في العقيدة التي كان رافدها الأساسي الكنيسة القبطية في مصر، فقد كانت تبعث بالأساقفة و الرهبان من طرفها، فقطعت تلك القبائل الطريق، و جففت روافد الدين النصراني لأولئك العلويين، و كان ذلك أحد مظاهر تضعضع و انهيار مملكتهم التي سقطت نهائياً سنة 910 هـ/ 1504م، أي في ظرف قرن واحد تقريباً منذ وفاة ابن خلدون، الذي أرخ لمرحلة مهمة من تاريخ بلاد النوبة و تغلغل القبائل العربية فيها، و خصوصاً قبائل جهينة.
و من هنا نعرف تماماً أن انهيار مملكة علوة، و سقوط عاصمتها النهائي عام 910هـ/1504م، لم يكن حدثاً فجائياً تم في يوم و ليلة، بل كان حدثاً مفصلياً، و الضربة القاضية النهائية بعد سلسلة من الضربات، و أعقب ذلك قيام دولة الفونج و عليها عمارة دونقس، و بمعاونة الشيخ عبد الله القرين الرفاعي، الملقب بجماع.
فماذا نعرف عن قواد تلك الفترة ما قبل سقوط سوبا؟؟
بالطبع فإننا لا نعرف الكثير، عدا ما سنتناوله في هذه النبذة الوجيزة عن فارسنا الهمام الأمير حيدر بن أحمد الرفاعي الجهني.
و قبل أن نمضي قدماً مع سيرة الأمير حيدر، أذكر أنني و في رحلتي التوثيقية الثانية، في بداية هذا العام (2010م)، فقد قضيت فترة جميلة مع معشر القواسمة الرفاعيين، في قرية القواسمة، بضيافة الشيخ صلاح بن محمد علي القاسمي، و تناولنا خلال نقاشنا مختلف الشخصيات القاسمية و أولها شخصية عبد الله القرين الملقب بجماع، و مناقبه و مآثره، و قد كان يلح علي منذ فترة اسم وجدته بأحد المصادر، و هو تاريخ العرب للشيخ الفحل، يقول بأنه قد وُجِد قائد آخر قبل عبد الله القرين، رأس قبائل قحطان ببلاد السودان، و اسمه الأمير حيدر، و قد سألت عنه مختلف المهتمين بتاريخ و أنساب قبيلة رفاعة السودان، و لم أجد لدى أحدهم شيئاً يذكر، بل منهم من أنكر وجود علم رفاعي اسمه حيدر.
و ساورتني الشكوك حول صحة أقوال الشيخ الفحل، بوجود قائد اسمه حيدر، حتى وصلت رحلتي التوثيقية لأرض رفاعة، و تحديداً القواسمة، و في أثناء تلك المذاكرة الرائعة مع الشيخ صلاح القاسمي، تذكرت الأمير حيدر، و سألته: يا حضرة الشيخ، هل سمعت بزعيم رفاعي اسمه حيدر؟
فأجابني: يكون هذا جد الحيدراب، و هم فرع من القواسمة أيضاً.
فقلت: و هل سمعت بسيرته أو متى عاش؟
فقال: كلا، و لكن الحيدراب يفتخرون بأن جدهم حيدر هذا كان زعيماً و فارساً هماماً.
فقلت: و هل يوجد فرع ظاهر منكم يسمى بالحيدراب؟
فقال: نعم، يوجد،،، ثم عين لي مواقعهم و أرضهم التي يعيشون فيها و هي بنواحي نهر الرهد على ما أظن.
فأطرقت هنيهة، و استخرجت بعض المذكرات من حقيبتي المعبأة بالأوراق و نسخ المخطوطات التي طافت معي في كل مراحل رحلتي التي دامت 40 يوماً. و بحثت عما دونه الفحل عن الأمير حيدر، و وجدت تلك النبذة الوحيدة التي تناولت شيئاً عن هذا الفارس، و قلت للشيخ صلاح: يا شيخ صلاح، لدي معلومة تقول بأن حيدر كان زعيماً لقبائل قحطان بأرض السودان، و أنه كان ممن غزا بلاد علوة، و لما توفي خلفه ابن عمه عبد الله جماع.
فأحدق بي الشيخ صلاح، و سألني: أين وجدت ذلك؟!
قلت: إنه مدون بكتاب تاريخ و أصول العرب في السودان للفحل بن الفقيه الطاهر.
فقال: آلان و قد عرفت من هو حيدر، و لطالما تحدث عنه الحيدراب دون أن نعرف متى عاش و ماذا فعل لأجل كل هذه المفاخرة.
و طلب مني نسخة من تلك المذكرات، و بالفعل، فعدما توجهنا لود مدني في اليوم التالي كان حريصاً أن ينسخ جميع تلك النسخ التي كانت بحوزتي، ليضمها لما حازه من أوراق تاريخية تخص تاريخ رفاعة و القواسمة على وجه الخصوص.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفونج ... ملوك السودان ... بناة الوطن وامل المستقبل ...في كتاب طريق النهضة ...فترقبوه !!! (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
|
نعود لسيرة بطلنا الهمام، الصنديد المقدام، الأمير حيدر بن أحمد، و وجدت نبذة مقتضبة عنه بموسوعة القبائل و الأنساب للبروفيسور عون الشريف قاسم 2/724:
"اشتهر حيدر بن أحمد بن حمد بن رافع.
و قيل أن حيدر هذا كان رئيس عموم قحطان و حارب العنج مع الجعليين بقيادة حميدان بن صبح".
ا.هـ.
و لنتناول تفصيلاً أكبر، و هذه المرة من تاريخ الفحل، و الذي جاء به لدى حديثه عن سيرة الأمير صبح بن مسمار الجعلي، و كيف كانت بداية ظهور الأمير حيدر على مسرح الأحداث ببلاد النوبة، يقول الشيخ الفحل:
"الأمير صبح بن الأمير مسمار بن السلطان حسن كردم الفوار ورث الملك بعد والده مسمار فأسس المساجد وأظهر أعلام الدين وكان ناسكاً عابداً. شاهدنا في جبل العرشكول غاره الذي كان يتعبد فيه. كما أخبرنا الشيخ الوسيلة السماني الشيخ برير نقلاً عن أسلافه وكان قوي الشكيمة جاداً في سياسة الملك وقوي جنده وملك النيل الأبيض شرقه وغربه. وهذا هو الداعي لبني جعل لأن تتوق نفوسهم حتى يستولوا على النيل لآخر بلاد البديرية والحاكماب وإلى جزيرة بدين أو بادن. وما تم لهم ما كانوا يتوقون إليه لأن النوبة والعنج لهم مملكة قوية في إثيوبيا المسماة سوبا اليوم شرق الخرطوم. ولهم في النوبة العليا والنوبة السفلى ممالك ذات قوة ونفوذ.
فأصبح الأمير صبح يدبر كيف يستولي على البلاد. وكان يكاتب أمراء قبائل قحطان والمشايخ في شرق النيل الأزرق وغربه ويجتمع بهم ويدبر كيف يتخلصون من العنج والنوبة ويحتلون البلاد. وكان آنذاك يرأس قبائل قحطان رجل قوي الشكيمة شجاع مدبر شديد البأس نافذ الأمر وهو الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن حمد بن رافع بن الأمير عامر وابن عمه الأمير عبد الله القرين ولد فرج ولد حمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر، وكان عبد الله القرين قائد الخيل وفارس الميدان البطل الشجاع والد المانجلك.
وبعد أن تم الاتفاق بينهم توفي الأمير صبح ودفن بسفح جبل العرشكول مدته في الملك ثمانية عشر سنة. وترك من الولد حميدان".
ا.هـ.
و يمضي الشيخ الفحل مع سيرة الأمير حميدان بن صبح و ما تم بعد ذلك بتحالفه مع الأمير حيدر و الأمير عبد الله القرين، فيقول:
" وأرسل لأمراء ومشايخ قبائل قحطان فجاءوا إليه بأجمعهم والقائد الأكبر الأمير حيدر بن الأمير أحمد بن الأمير حمد بن الأمير رافع بن الأمير عامر. فاتفقوا وتعاقدوا على زمن معين في صيف سنة ثمانمائة و إحدى وثمانين.
وقطع الأمير حميدان البحر الأبيض وجيوشه بمخادة أبو زيد في حذر وتكتم وهنالك قابله الأمراء من قحطان وضموا جيوشهم وأخذ الأدلاء في تعدية الجيوش بالمخادات وهناك تم لهم ما أرادوا، فالتقوا مع العنج والنوبة في حرب ضروس دامت أياماً ونصر الله العرب، فقتلوا المقاتلة، وحرقوا المساكن لحد المربعات، وسبوا النساء والأطفال، وكان الأمير عبد الله القرين جد العبدلاب اليد العليا، لأنه كان قائد الخيل وصاحب تدبير الحرب. وتم النصر على يده للعرب فأصبحت علوة خراباً بلاقع، وقتلوا ملكها عفايق بعد الأسر ومن أسر معه. وصفت البلاد إلى العرب من شوكة قوية اللهم إلا من استكان وصار عبداً مملوكاً، وهرب البطريك بجيشه.
وهنالك جلس الأمير حيدر، والأمير حميدان، والأمير عبد الله القرين، و وزعوا الغنائم والسبي بين الناس واحترموا الكنائس، وكانت ثلاثة كنائس: كنيسة البحر وأثرها موجود، والكنيسة التي وجد الشيخ عبد السلام ود كبيدي في طابقها السفلي باب الذهب، وكنيسة جنوب أم دوم قدام التميد. واتفقوا أن يكون النيل الأزرق إلى الأمير عبد الله القرين وحيدر وقومهم. ويسمى البحر الجهني. والنيل من كركوج بحري الخرطوم وأمام بحري يسمى بحر الجعليين. وفي الواقعة هرب البطريق ديرين وجمع جيوشاً من الأحباش و البجة وعاد بعد موت الأمير حيدر إلى سوبا وطرد العرب. وكانت عنده مدخرات الكنيسة فجمع له الأمير عبد الله والملك عمارة دنقس فقتلاه وجيشه وتم خراب سوبا المؤبد وهو الخراب الثاني بعد الأول."
ا.هـ.
و تاريخ هذه الأحداث الهامة كانت في سنة 881هـ، الموافق لـ 1477م، أي قبل حوالي ثلاثين عاماً من سقوط سوبا النهائي عام 910هـ/1504م.
أما مخادة أبو زيد، فهي في الأصل مخاضة بالنيل الأبيض، و سميت كذلك لأنه قديماً و في موسم انحسار مياه النيل كان يمكن خوضه و عبوره دون الحاجة لقوارب، و قد حققت في موقع تلك المخاضة، و كانت تقع عند مدينة كوستي الحالية، و التي تقابلها ربك من الناحية الشرقية للنيل الأبيض.
أما موضع كركوج المذكورة، فهناك عدة أماكن باسم كركوج، و الغالب أن المقصودة هنا تقع بمحاذاة الخرطوم الحالية، و لا أدري إن كانت منطقة الجريف الحالية شرق الخرطوم أم لا.
و أما عن وفاة الأمير حيدر، فيقول الشيخ الفحل في تاريخه:
"وفي سنة 890 هـ توفي قائد القبائل القحطانية الأمير حيدر بن الأمير حمد بن أحمد بن الأمير رافع بن الأمير عامر، فخلفه في رئاسة القبائل الأمير عبد الله القرين ولد فرج ولد حمد العليت ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر، وكان الأمير عبد الله القرين قوي الشكيمة رجلا شجاعا طموحاً".
ا.هـ.
و التاريخ 890هـ يوافق 1485م، و قد كانت وفاة الأمير حيدر بن أحمد بعد حوالي 9 سنوات من أحداث سقوط سوبا الأول التي أشار إليها الشيخ الفحل، و أعقب وفاته تجرؤ بطريك النوبة العنج باسترجاع سوبا، كما ذكر الفحل، ثم يفصل في الأحداث التالية قائلاً:
"وفي هذه المدة قوي أمر علوة واتخذوا ملكاً والبطريك ديرين هو الكل في الكل والمدبر لأمر الملك والكنائس. واتخذ البطريك جيشاً قوياً من النوبة والأحباش والبجا. وكانت عنده ذخائر الكنائس ينفق فيها. وفي سنة 915هـ جرد الملك عمارة دونقس جيشاً كثير العدة والعدد. وجمع الأمير عبد الله كل القبائل العرب وقصدوا مملكة علوة إلى سوبا فقام البطريك يحرض أصحابه ويغريهم أن المسيح وعدهم بالنصر.
و كانت الحرب باسم الدين فلولا حسن قيادة الأمير عبد الله القرين ومعرفته الحربية وشجاعته الزائدة لتم نصر النوبة وأهلكوا العرب. والله قدر نصر العرب بأسباب منها حصر النوبة وقطع المؤونة عنهم. والثاني أن الخيل كرت على البطريك وقتل، ففت ذلك في عضد النوبة فانهزموا وتبعتهم العرب قتلاً وأسراً وبذلك تم خراب سوبا المؤبد.
فحرق العرب البلد والكنائس وقتلوا وسبوا النساء ونهبوا الأموال وذلك خراب سوبا المؤبد الذي لم يشهد التاريخ خراباً مثله لأنها أيام قلائل وأصبحت البلد حرائق بعد العمار وخلو من كل ساكن، وحيطان تصيح فيها البوم."
ا.هـ.
و من هنا جاء المثل الشعبي السائد لدى السودانيين حتى هذا اليوم، فيقولون: "فلان خرب خراب سوبا"!
و أما أبناء الأمير حيدر و حالهم بعد ذلك، فلم أجد تفصيلاً في ذلك، غير أن هناك فرعاً من القواسمة من رفاعة السودان يسمون بالحيدراب.
و يذكر عون الشريف في موسوعته 2/725:
"حيدراب: فرع من جهينة من رفاعة."
ا.هـ.
أما الفحل فقد كان أكثر تفيصلاً في شأنهم، فقال:
" فرع الحيدراب أولاد الأمير حيدر ولد الأمير أحمد ولد الأمير حمد ولد الأمير رافع ولد الأمير عامر.
هذا البيت من رفاعة كان له شأن عظيم لأن الأمير حيدر كان رئيس عموم قبائل قحطان و حارب العنج و النوبة في سوبا مع الأمير حميدان ولد الأمير صبح، و أزال العنج و أحرق الكنائس، و كان ملكاً لا ينقصه سوى التاج .
و الحيدراب أفناهم الزمن، منهم أقلية في الرهد في جهات الحواتة."
ا.هـ.
و بعد هذه السيرة المختصرة، و النبذة العطرة، و الحياة النضرة للفارس الهمام الأمير حيدر بن أحمد، لا نستغرب إن أعجب بنوه الذين تداولت شفاه المعمرين سيرته و إلى الآن، و إن لم يدركوا تفاصيل كل تلك الصولات و الجولات التي خاضها جدهم ضد نصارى النوبة، و ألحق بهم هزائم فادحة، لم ينهضوا بعدها حتى وافته المنية، فكان لهم بالمرصاد فارس آخر من فرسان رفاعة و هو عبد الله القرين الملقب بجماع.
ألا رحم الله الأمير حيدر، و أدخله جنات الخلد،،،، آمين...
المصدر :http://www.arroufaiyeen.com/fourm/showthread.php?t=381
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ياسر المك
عبدالرحمن الحلاوي
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست