مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2010, 06:48 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم
                  

04-03-2010, 06:49 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: الامام الهادي … بقلم: د. حامد البشير إبراهيم طباعة أرسل لصديقك
    السبت, 28 مارس 2009 18:38

    [مارس [1970
    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
    فى زيارة للسودان خلال شهر مارس الحالي وبدعوة كريمة من اخوات واخوة اجلاء: الاستاذ نصر الدين الهادي المهدي، الاستاذ عبدالجليل حسن عبدالجليل والاستاذة بخيتة الهادي المهدي قمت بزيارة فى الصباح الباكر من يوم 9مارس 2009م الى كلية الامام الهادي الوليدة التى اتخذت من مدينة ود نوباوي بام درمان مقرا لها وقد تصادف ان يكون المقر بجوار مسجد الامام عبدالرحمن العتيق بود نوباوي. لقد كانت رمزيتا المشهد والحدث صخبا دراميا وعاطفيا فى مخيلتي وذاكرتي اعاد بي شريط الذكريات الى مارس من العام1970م حينما كنا يافعين لكن كان حجم الحدث وعمق الجرح اكبر من ان يفلت من ذاكرة رضيع ناهيك عمن كان فوق سن العاشرة.
    ثلاثة احداث تنافست وتلاطمت على ذاكرتي بلا رحمة او اشفاق:
    (1) ديكتاتورية مايو وجيشها الهمام يضرب بالدبابات مئات المصلين فى مسجد ود نوباوي فى نهار يوم حار من ايام الجمعة حيث تساقط فى الحال المئات حتى اختلط العرق بماء الوضوء وبدماء المصلين فى باحة المسجد العتيق فسالت الدماء قانية حمراء تظللها فى السماء حمم حمراء من جحيم القاذفات التى تلتهم الارواح قبل الاجساد.
    وحصدت ذات الحمم وتلك الرصاصات الاطفال الدارسين والحيران فى خلوة المسجد وعشرات منهم من حفظة القرآن، وكذلك افواج من عشرات الاطفال ممن احبوا ذلك المسجد وزاروه مع امهاتهم واقرانهم لاداء صلاة الجمعة وهم يرتدون ازياءهم الزاهية البيضاء وصلاً بتاريخ كان ناصعا كبياض سرائرهم وعمائمهم الصغيرة المربوطة على رؤوسهم والموصولة بتاريخ اجدادهم وامتارها تكفى لتكون كفنا لشهيد. وحصد ذات الموت )الغادر) الشيوخ والنساء وذوي الحاجات الخاصة ممن تباطأت بهم قدراتهم وتأبت نفوسهم على الفرار حيث قد اختاروا خيار الاصرار. وقد تبارى القاتلون –بدم بارد- فى مهارات التصويب فى الراس ام فى القلب ام فى الخاصرة (او الخاطر) وهم يلاحقون (ركلا) لتكملة اجراءات الموت للذين سقطوا او انهاروا من هول الرصاصات القاتلة (اثناء الصلاة) ومن ازيز الدبابات حتى ليظن من يظن انها كانت بحق جيوش تحرير غاضبة تخوض حرب تحرير ضارية لجزء عزيز من الوطن مثل (حلايب) او (الفشقة) او غيرها مما يستحق التحرير او الاقتلاع. لكن لقد كان طيش القيادة قد اختار ان تكون (ارض القتل) هى بقعة مسجد ود نوباوي فى (البقعة) ام درمان-- مسكينة هذه المدينة التى اصبح قدرها المحتوم هو الموت والتقتيل على يد كتشنر وكتشنر آخر.
    (2) بعد ابادة ود نوباوي كانت ذات الجيوش قد توجهت لتقصف الانصار براميات اللهب بطائرات سودانية (وقيل اجنبية ايضا) فى الجزيرة ابا فى وسط السودان، وكانت تحصدهم حصدا ويدفن بعضهم احياء فى مقابر جماعية بلا شواهد وبلا عنوان، لتسجل بذلك احدى اسوأ خيبات الديكتاتوريات الحديثة فى القارة الافريقية وابشع صور الديكتاتورية التى شهدتها بلادنا فى القرن العشرين وتليها بالطبع ديكتاتورية الانقاذ والتى ايضا ضربت كثيرا من اجزاء الوطن وحصدت مواطنيها بالراجمات والطائرات لثورات واحتجاجات داخلية محلية كان آخرها مجزرة الدولة فى دارفور التى اصمت الآذان وازكمت الانوف وصعب امرها على الاجاويد وعلى (الجنجويد ( ولكن ضحاياها لم يتعدوا (العشرة آلاف فقط لا غير).
    ان مجزرة الجزيرة ابا فى مارس (1970م ستظل حنظلا مرا فى ذاكرة الشعب السوداني و ستظل (كربلاء) فى الذاكرة الجمعية للانصار الذين فقدوا فى احداث و دنوباوي والجزيرة ابا اكثر من عشرة الاف من الشهداء جميعهم قتلوا بدم بارد وبعضهم كان اثناء تأدية الصلاة وبعضهم اطفال خلاوي كانوا يتلون: "الحمد لله الذى خلق السموات والارض ثم الذين كفروا بربهم يعدلون..." فحصدهم الموت وهم فى (حضرة) قرآن الفجر ولم تشفع لهم طفولتهم اليانعة.
    (3) وفى يوم الثلاثاء 31 مارس 1970م توج النظام المايوي مشروع الابادة الجماعية للانصار بان اغتالت رصاصاته الغادرة امام الانصار، الامام الهادي عبدالرحمن المهدي وصاحبيه محمد احمد مصطفي و سيف الدين الناجي قاصدا بذلك ان موت الرمزية الدينية يعني موت الهمة وكسر الخاطر.
    لقد كان جورا وظلما عظيما ارتكبته الدولة الشمولية فى عهد جعفر النميري والذى يجسد بقاؤه الآن فى السودان حرا طليقا وبلا محاكمة عادلة لما اقترفه، يمثل خدشا فى جدية القضاء وفى الولاء للعدالة وفى ضمير الوطنيين المحبين لاحقاق الحق ولتأكيد سمو مكانة حقوق الانسان اينما كانت وكيفما كانت إذ لا يبج أن يفلت المجرمون من العقاب بالتقادم او بتواتر السنين. صحيح ان نظام مايو وقائده جعفر النميري قد حاكمه شعبه فى ابريل- رجب 1985م وقد حاكمه مجتمعه الذى وضع كل مقتنيات الماضي خلال عهده فى ثلاجة احزانه المتراكمة وسجلها فى دفتر خيباته وفشله القومي المتعاظم والتى توجت فوق ذلك بلعنة الاتقياء لهم فى الصلوات وفى الخلوات وفى آناء الليل واطراف النهار وبدعوات الارامل واليتامى و(محروقي الحشا) ممن نخر الجرح عميقا فى قلوبهم ونفوسهم وخواطرهم.
    لقد قتل الامام الهادي ظلما وغدرا وجورا وقد كان قتلا مسنودا بالاعلام الغاشم كأداة تقتيل معنوي فى يد كل الديكتاتوريات تصوبها نحو الشرفاء ونحو الرموز . ولكن حقيقة لقد مات الجناة ولم يمت الامام حيث قد اتي من صلبه ومن محبيه بعد اربعة عقود من يقول ان الامام حي فى قاعات الدراسة وفى المكتبة وباحة الكلية وفى همة الطلاب وفى شموخ الاساتذة والمعلمين الاجلاء وفى تجرد الاداريين والموظفين والذين يخدمون باخلاص وتفاني اكثر من 4500 طالبة وطالب ينخرطون فى كلية الامام الهادي فى ودنوباوي بام درمان بجوار ذات المسجد الذى سقط فيه المئات من الشهداء والاطفال فى عام1970م.
    انا على يقين ان الرئيس (المخلوع) الذى ربما يقيم فى ودنوباوي او يزورها احيانا يكون قد شاهد جموع الطلاب جيئة وذهابا ناحية ذات المسجد بود نوباوي الذى قصفته دباباته وآلياته اثناء الصلاة فى عام1970م وكأن المصلين فيه كانوا (يهودا) اتوا من كوكب المريخ.
    ان الطغاة يقتلون شعوبهم مرة واحدة لكنهم انفسهم يموتون مئات المرات فى كل يوم وفى كل لحظة خاصة حينما يمد الله فى اعمارهم وكأنه يمد لهم فى عذاباتهم ليروا نجاحات الضحايا ويروا بعثهم للحياة التى حاولوا قتلها وللضوء الذى حاولوا اخماده وللنار التى حاولوا اطفاءها وهم حولها كالفراش يكونون اول ضحاياها.
    ان قاتلى الشرفاء فى اوطانهم لو يدرون انما صنعوا لهؤلاء الشرفاء حياة ابدية فى الدنيا وجنانا سرمدية فى الآخرة حيث يظل هؤلاء الشهداء ابطالا فى قلوب وفى عقول شعوبهم وحتما يمنهم الله الخلود من خلال الذرية الصالحة من البنات والبنين.
    ان كلية الامام الهادي هى تجسيد لعرفان الابناء والانصار والمحبين الذين ابوا الا وان يقدموا شهادة وفاة للجلادين وللقتلة وشهادة حياة للشرفاء وللشهداء وللامام الهادي.
    ان هذه الكلية ماهى الا ومضة وشعاع ضوء فى آخر نفق طويل، مبشرة بفجر قادم وبصبح ابلج يمسح احزان اربعة عقود من (عدم التوفيق) ومن الاحباط.
    التحية والتقدير والثناء للاخت المناضلة ذات الهمة العالية الاستاذة بخيتة الهادي المهدي التى قادت مشوار تأسيس هذه الكلية باصرار معاند اختزنته منذ احداث وفاجعة مارس1970م وهى دون سن العاشرة.
    والتحية والعرفان للاستاذ عبدالجليل حسن عبدالجليل لفكره العميق الصائب ولعمله الشاق الذى لا يعرف الانقطاع حتى اضحت الكلية بين رصيفاتها كائنا حيا يبعث على الفخر والاعزاز. والثناء اجزله للاخ والصديق السيد نصر الدين الهادي المهدي وهو الذى وضع كل امكانات قلبه وعقله ورأس ماله الاجتماعي فى تثبيت هذه الكلية وفى تنفيذ مشروع الجامعة الوليدة فى مقتبل الايام والتى تبشر بان هذا الكيان كطائر العنقاء لاتموت فيه الحياة ولا يموت فيه الامل ولا تموت فيه الهمة انه روح الشعب السوداني و(جبارته) ايضا.
    التحية والتقدير والاجلال لاساتذة الجامعة الاجلاء ولطلابها النجباء الذين استضافوني فى رحاب جامعتهم وكليتهم فى صباح يوم عليل تجاذبتني فيه واجتاحتني معه ذكريات الاحداث الاليمة لمارس1970م.
    والتحية لطاقم الاداريين الاكفاء وللاخ سيد احمد (مسجل الكلية (وللعمال، ونقول لهم: انتم الآن تصنعون التاريخ وتعيدون كتابته لو تدرون.
    ان الامام الهادي المهدي قد خلدت ذكراه بملحمة الجزيرة ابا وبهذه الجامعة الوليدة التى تشرئب برأسها فى مدينة ام درمان لتدرس الآلاف من ابناء وبنات الوطن وكأنها تقول للطغاة: نحن ندرسهم القانون (الذى فلتم منه) وندرسهم التاريخ (الذى سقطتم فيه) والاجتماع (الذي جهلتم) والدعوة الاسلامية (التى شوهتم) وحقوق الانسان (التى حتما ستطالكم وان طال افلاتكم من العقاب).
    الهزيمة واحدة لكن للنصر الف صورة
    الموت واحد ولكن تتعدد ملامح الحياة...
    مع مودتي
    نقلا عن صحيفة السوداني
                  

04-03-2010, 06:50 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: عادل سيد أحمد يجتر أنياب وأظافر التأريخ، ويوثق لـ «أبا وودنباوي»
    د. الصادق الهادي المهدي في حديث المشاهدة المخيفة، والمعايشة الرهيبة، والرواية الدقيقة
    مجزرة كانت فظيعة... ومواجـهات كانت دامية... أشلاء متناثرة... وإبادة جماعية
    الرصاص يحصد الأرواح... انفجارات.. صراخ جرحى وزفرات قتلى
    الدكتور الصادق الهادي المهدي سرد مشاهداته ومعايشته لأحداث الجزيرة أبا..
    كما استند واستمع، في روايته هذه لمشاهدات مشاركين في تلك الأحداث الدامية.. حيث كان خالد محمد إبراهيم وسعد عباس توفيق، من الأنصار الذين شاركوا.. بينما كان محجوب برير محمد نور أحد ضباط القوات المسلحة حيث ألف كتاباً حول «مجزرة الجزيرة أبا»
    إلى الحلقة الثانية:
    * كيف ومتى بدأت مجزرة الجزيرة أبا؟؟
    بزغت شمس الجمعة 27 مارس 1970 على الجزيرة أبا كما فعلت ذلك ملايين المرات من قبل، ومرت الساعات الأولى من النهار بلا نذير شر أو خطر.
    قرابة الساعة العاشرة صباحاً أبلغت نقطة المراقبة خارج الجزيرة عن ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل، فقد لاحظ المراقبون شيئاً غير عادي في حركة المرور من وإلى ربك وكوستي، فمنذ الصباح لم تخرج منها أي عربة أو لوري كما إن جميع السيارات التي تدخلها لا تخرج مرة أخرى عائدة!.. وكان التفسير الوحيد لهذه المعلومة أن هناك نشاطاً ما حول كوستي وربك على درجة عالية من الأهمية ويتطلب قدراً كبيراً من السرية مما يتطلب حظر الخروج من المدينتين حتى لا تتسرب أنباء ما يجري هناك.
    فطلب من نقطة المراقبة في «حجر عسلاية» إرسال مجموعة استطلاع لمدينة ربك لإستجلاء الحقيقة، وصدرت التعليمات لقوات الأنصار بأداء صلاة الجمعة في مواقعها، وأدى الإمام صلاة الجمعة في الساحة المواجهة للسراي من الناحية الغربية.
    في الثانية والأربعين دقيقة وصلت إشارة من نقطة الرصد بحجر عسلاية تفيد بأن قوة مدرعة قد تحركت في إتجاه الجزيرة...
    صدرت التعليمات للأنصار المرابطين شرق الجاسر والمكونة من 10 أفراد بالدخول إلى الجزيرة حتى لا تتعرض للإبادة، ونقل إحتياطي المدافع الخارقة للدروع والذخيرة إلى الموقع.
    في الثالثة والخمس والعشرين دقيقة ظهرت أول مدرعة أمام الجاسر، بينما احتمت بقية القوة «7 مدرعات» خلف تل يقع جنوب شرق الجاسر، توقفت المدرعة للحظة ثم بدأت في إطلاق نيران مكثفة من مدفعها على الجزيرة ، فصدر على الفور أمر للمجاهدين بالإحتماء داخل الخنادق وخلف السواتر وعدم الرد على النيران، فلقد كانت المدرعة على مسافة تزيد على ألف و 500 متر ، أي خارج مدى نيراننا، هذا بجانب أن الرد على نيران المدرعة سيجعلها تكتشف المواقع ومن ثم تدميرها.
    تقدمت مجموعة من المجاهدين من الجاسر وسط أفراد قلائل وبدأوا في إطلاق النار على المدرعة من مدافع «البرن» ورغم عدم جدوى ذلك فإن الهدف كــان في الأساس إبعاد نظر المدرعة عن الكمين الذي نصب لها.
    فلقد تم تجهيز وتوجيه مجموعتين من مجموعات البازوكا والـ «آر. بي.جي» بالتقدم إلى شرق الجاسر حيث المدرعة لتدميرها.
    سكاي هوك
    وفي نفس اللحظة كانت هناك طائرتان من طراز «سكاي هوك» تحلقان على الجزيرة وتقصفانها، فردت عليها مدفعية المجاهدين بنيران كثيفة، وحلقت طائرتان فوق السراي وقامتا بقصفه فتهاوت المنازل وأعمدة الكهرباء من حولها.
    وبينما الكل يقف على الجاسر يتابع كل ذلك فجأة قام أحد الأنصار ممتطياً صهوة جواده يسابق الريح بهجمة استشهادية على المدرعات.
    لحظات مرت كالخيال، فارس بحربة وسيف ومدرعة بمدفع رهيب والفارس مندفع يهاجم جبل الحديد!
    أمتار قليلة قطعها الفارس بفرسه، ثم وصل إلى هدفه «الله أكبر تعالت ثم الشهادة في سبيل الله».
    في هذه اللحظة وصلت مجموعة الـ«آر. بي. جي» إلى الضفة الشرقية للنهر، وأخذت موقعها داخل الغابة في وضع الإستعداد لإطلاق النار ثم انطلقت القذيفة الخارقة، وبدلاً من أن تدمر المدرعة دمرت إستراحة خلف المدرعة، إنه ضعف التدريب على هذا السلاح الحديث!.
    وكان لابد أن تكتشف المدرعة موقع المقاتلين؛ وجهت مدفعها الثقيل ورشاشها المتوسط في إتجاه الغابة..
    وفي هذه اللحظة- تماماً- تقدمت مجموعة البازوكا دون إنتباه من المدرعة وأصابتها إصابة مباشرة فسكتت حركتها وتوقفت عن إطلاق النيران، فتقدمت بقية القوة المدرعة مطلقة وابلاً من نيران قذائفها على منازل الجزيرة ومنطقة السراي ، بينما قام جنود سلاح المهندسين بسحب المدرعة خارج أرض المعركة.
    أصابت قوات المجاهدين إحدى الطائرتين فإنطلقت شمالاً تتبعها سحابة كثيفة من دخان أسود.
    ازدادت المعركة ضراوة بعد إصابة المدرعة والطائرة فإنضمت الطائرتان اللتان كانتا تقصفان وسط الجزيرة والسراي إلى رفيقتهما الثالثة ليشارك الجميع في قصف جموع الأنصار بغرب الجاسر، بينما سرية كاملة من المدرعات تدك الأرض دكاً بمدفعيتها الثقيلة.
    مواقع الأنصار ما تزال ساكنة تنفيذاً للأوامر، فلم تشترك في المعركة حتى الآن غير مجموعات بعينها.
    لقد كان بعد المسافة بين الأنصار والقوات المدرعة هو الحائل الوحيد دون مشاركتهم بفاعلية في المعركة.
    وكان الحل الوحيد هو التقدم والإلتحام بالمدرعات.. ولكن كيف الوصول؟
    إن أية محاولة لعبور الجاسر انتحار مؤكد، فعبور مسافة ألف و 500 متر في خط مستقيم على جسر مكشوف وفي مواجهة سبع مدرعات وثلاث طائرات نفاثة هو المستحيل بعينه!.
    لم يكن الوصول يحتاج إلى شجاعة هي في رجال الأنصار، بل وفي نسائهم هبة من السماء.
    لكن الوصول كان يحتاج إلى تدبير وتقدير صحيح.
    وفجأة حدث ما قلب الموقف رأساً على عقب ، ظهرت مجموعات كبيرة من أنصار الله المقيمين على الضفة الشرقية من النهر مندفعين وسط أشجار الغابة وانقضوا على المدرعات كالضواري ، عشرات الرجال يهاجمون المدرعات بالحراب والسيوف، يتسلقون أبراجها الفولاذية في محاولة يائسة للوصول لمن هم بداخلها..
    المدرعات من جانبها ترد الهجوم بضراوة متناهية تسحق الرجال تحت إطاراتها..
    ارتفعت سحب الغبار والدخان وإختفى مشهد المأساة عن ناظرينا، وكانت تلك فرصتنا الوحيدة للإلتحام بالعدو، فلقد انشغلت المدرعات بالهجوم المفاجئ وحجبت الأتربة والدخان الرؤية.
    تحركت إثر ذلك مجموعة القنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة بالإندفاع في سرعة لعبور الجاسر قبل أن تفيق المدرعات وتقضي على المهاجمين ولم يشترك في الإندفاع مجموعات المدافع خارقة الدروع رغم الحاجة إليها نظراً لثقل حركتها مما سيعرضها للدمار، فيما وجهت كل القوات المتبقية غرب الجاسر نيرانها الكثيفة على الطائرات لحمايتهم أثناء العبور.
    المعركة بين المدرعات والأسود المجاهدين على أشدها.. وفي ثوان معدودة عبروا الجاسر وإلتحموا بالمدرعات..
    أصوات الرصاص والإنفجارت تصم الآذان وعاصفة من تراب ودخان تعمي الأبصار، صراخ جرحى، زفرات قتلى، هدير محركات، دعاء وتكبير.
    فجأة انسحبت المدرعات، ومن خلفها جنود المورتر، ولكن لم تحاول مدرعة واحدة الإنتظار لثوان قليلة من أجل التقاط رفيق سلاح، فقد تضخمت قلوبهم رعباً وتركوارفاقهم لمصيرهم المحتوم..
    دم ولحم ..!
    مئات الطلقات تلاحق هؤلاء التعساء.. بقايا من دم ولحم ممتزج بحصى الأرض هو كل ما تبقى من رجال كانوا منذ دقائق قليلة حياة وحيوية، غروراً وصلفاً.
    تقهقرت المدرعات تاركة خلفها وحدة المورتر غنيمة للأنصار.. بجانب ناقلة جنود ضخمة بسلاحها..
    تولى العم «تيراب» رئيس الميكانيكية بالجزيرة أبا قيادة الناقلة رغم إصابة إطاراتها بالنيران، فسارت على الجاسر متقدمة نحو الجزيرة وهي محملة بصناديق ذخيرة ورشاشات متوسطة وخفيفة.. وقنابل يدوية وأصابع ديناميت.
    غربت شمس الجمعة 27 مارس 1970 وغربت معها أرواح عشرات الرجال والنساء والأطفال، ومن قوات الأنصار المدربة استشهد ثمانية وجرح واحد وعشرون، ومن سكان الجزيرة وما جاورها استشهد 73 وأكثر من مائة جريح.
    وقتل 11 من قوات الحكومة. إنتهت معركة القوات وبدأنا معركة إنقاذ الجرحى.. الطبيب الوحيد بمستشفى الجزيرة أبا خرج منها هارباً مع بداية القتال ناسياً المبادئ التي تحكم مهنته نسى كل شئ إلا نفسه وترك هؤلاء البؤساء للألم والعذاب والموت.
    الظلام الحالك يغطي كل الجزيرة بعد أن تدمرت خطوط الكهرباء وحرائق هنا وهناك حيث سقطت القنابل وقذائف الدبابات.
    شابة في عمر الزهور ملقاة على الأرض بعد أن أنفصلت ذراعها عن جسمها وتمزقت أحشاؤها.. تمد يدها الباقية طالبة العون، ولا معين غير الله!
    لم يكن أمامنا من سبيل لإنقاذ هؤلاء الجرحى، كانوا يتعذبون وكنا في عذاب أشد، عذاب العاجز الذي وقف يشاهد أحب الناس وأعز الصحاب يصارعون الموت والألم أمام ناظريه ينادونه فلا يجيب!
    قمنا بنقل الجرحى إلى المستشفى الذي لم يكن به في تلك اللحظة غير ممرضين اثنين فقط، نقلنا المصابين بإصابات طفيفة، أما أصحاب الإصابات الخطيرة فلقد احتسبناهم شهداء عند ربهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
    بمعاونة من الأخ محمد محمد صادق الكاروري تمّ تأمين إحدى قذائف الطائرات التي لم تنفجر ونقلناها إلى خارج السرايا بعيداً عن المساكن.
    الإمام المجاهد وسط رجاله يتفقد الدمار يواسي الجرحى لم يغادر السراي رغم تركيز القصف عليه من الطائرات والدبابات، ورغم المحاولات التي بذلها الكثيرون لإقناعه بالخروج.
    قام مجاهدون بمعاونة الشيخ الكاروري بتوزيع مجموعة مدافع المورتر على المواقع بعد تركيبها وشرح طريقة إستخدامها لشباب الأنصار.
    تبادل النيران مستمر طوال تلك الليلة وأطواف الحكومة تنتشر حول الجزيرة، وقام بعض من الرجال من موقع «طيبة» بقصف مطار ربك بمدافع الهاون لمنع الحكومة من تعزيز قواتها بالمنطقة.
    إنتهى اليوم الأول من المعركة بسقوط 83 شهيداً وأكثر من 121 جريح ، وانسحبت مدرعات الحكومة بعيداً، وعاد الأنصار ينظمون صفوفهم ويرعون جرحاهم ويدفنون.
    * المقاومة.. أساليبها.. كيف كانت؟
    حوالى الساعة الثالثة فجراً تحركت مجموعة قتالية مكونة من 35 شاباً مجهزة بخمسة مدافع خارقة للدروع و 15 رشاساً متوسطاً، بالإضافة إلى مجموعة من الرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية، خرجت حتى منطقة «حجر عسلاية» وقامت المجموعة بالإنتشار وسط الصخور في وضع الإستعداد.
    سرية مدرعة
    عند الرابعة والعشر دقائق وصلت سرية مدرعة مكونة من تسع مدرعات وتوقفت في موضع تستطيع أن تطاله نيران المجاهدين الذين أطلقوا النار فوراً وفي الحال أصابوا مدرعتين.
    اندفعت إثر ذلك بقية القوة المدرعة وإلتفت حول موقعهم من الناحية الجنوبية الشرقية وفتحت نيرانها الكثيفة عليهم وبادلوها إطلاق النار بالمقابل فأصبنا مدرعة أخرى.
    في هذه الأثناء تقدمت من ربك مجموعة من الدبابات «ت55» وشاركت سرية المدرعات الهجوم على مواقع الأنصار.
    صدرت الأوامر للقوة بالإنسحاب تجاه النهر حيث الغابة كثيفة والأعشاب عالية، وقد احتسبت القــوة حتى ذلك الوقت ثلاثة شهداء وجرح سبعة .


    نقلاً عن صحيفة الوطن




    http://www.tawtheeg.com/vb/showthread.php?t=3578
                  

04-03-2010, 06:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: صديق البادي
    لقد كانت ابنة الاستاذ الراحل محمد صالح عمر طفلة صغيرة في نحو السابعة من عمرها عندما فقدت اباها في احداث الجزيرة ابا في عام 1970م واضحت يتيمة وبعد اكثر من ثلاثين عاماً اعلنت رسمياً من خلال أجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة انها قد تسامت على جراحها الخاصة ولا تحمل في نفسها مرارات تجاه احد وانها صفحت وعفت لوجه الله سبحانه وتعالى. وبالطبع ان لكل قضية ملابسات وظروف محيطة بها وتحتاج لتحريات دقيقة مع كافة الاطراف اذ لا يمكن اصدار احكام جزافية قطعية بلا ادلة وبراهين وقد قفلت الاستاذة المحترمة هذا الملف رغم ان من حقها ان تطالب بالتحقيق ولا ريب ان تصرفها يدل على اصالة معدنها ونبلها وسمو اخلاقها، وكان مولانا الشيخ الجليل محمد محمد الصادق الكاروري من الذين خرجوا من الجزيرة ابا مع الامام الهادي في طريقهم لاثيوبيا وتم القاء القبض عليه ضمن آخرين هناك وقدم للمحاكمة وقضى سنوات بالسجن حتى افرج عنه عند اسقاط النميري لبقية العقوبة عن كافة المحكومين بالسجن في تلك القضية ولم تترك تلك الاحداث اثراً سيئاً في نفس الشيخ الكاروري وتسامى عليها وهو الآن حمامة سلام ووئام ووفاق بين قيادة الانقاذ وقيادة مايو السابقة وتربطه صداقة متينة بالرئيس الاسبق جعفر نميري وقد طويا على المستوى الشخصي صفحة احداث الجزيرة أبا.
    لقد مضت الآن ستة وثلاثون عاماً بالتمام والكمال على احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وكما قال ابو العلاء المعري «لا تظلموا الموتى وان طال المدى» وقد اضحى الراحلون من الجانبين في رحاب الله سبحانه وتعالى وان عدالة السماء لن تظلم احداً. وبالطبع ان كل راحل عن الدنيا لن يعود اليها ولكن كان على الكيان الطائفي والحزبي الذي ينتمون اليه وضحوا من اجله ان يهتم بالجانب الانساني باقامة جمعيات خيرية للبر والاحسان وتقدم في حدود استطاعتها العون المعنوي والمادي للايتام والارامل الذين خلفهم القتلى من الانصار في تلك الاحداث وهذا بالطبع كان منذ السبعينيات افيد وانقع من رفع شكوى للامم المتحدة بعد ستة وثلاثين عاماً.
    وان فتح تلك الملفات يقتضي نظرة كلية فاحصة لمجمل الاوضاع والظروف والملابسات مع الاخذ بافادات كل الاطراف ومن الظلم الاكتفاء بسماع افادات طرف واحد. وقد اعددت كتاباً عن احداث الجزيرة ابا وود نوباوي اوردت فيه القصة الكاملة بكل تفاصيلها الدقيقة وطبع الكتاب ونشر في عام 1998م وتم توزيع جزء من الكمية المطبوعة ثم جمد توزيع الكمية الباقية وتم اعتقال الكتاب والحقائق والمعلومات التي يحويها اعتقالاً تحفظياً لاسباب غامضة لا زلت اجهلها..
    ولو عاد الزمان القهقري لعام 1970م وهذا من المستحيلات وتمتع الطرفان المتصارعان بقدر من المرونة والاعتدال وسعة الصدر والافق لما وقعت تلك الاحداث المؤسفة ولكن ما جرى هو قدر مقدور وقضاء مسطور مكتوب منذ الازل. وسترد ان شاء الله في كتابي القصة الكاملة للجبهة الوطنية من نقطة البداية حتى محطة النهاية وفيها تفاصيل دقيقة عن التعويضات في احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وغيرها وكيف اخذت من الدولة وكيف صرفت مع فتح ملفات الاحزاب المتعلقة بالتمويل والصراعات والانجازات والاخفاقات وهي الكفة الراجحة».. والخ.
    وتتعدد الاسباب والموت واحد ولكل اجل كتاب وقد رحل الامام الهادي المهدي عن الدنيا في مارس عام 1970م وقد لحقه للرفيق الاعلى زملاؤه الذين درسوا معه بكلية فكتوريا الثانوية بالاسكندرية ممن كانوا في دفعته او الدفعة التي تليه ومنهم السيد اسحق محمد الخليفة شريف والشريف الحسين الهندي والسيد مامون بحيري رحمهم الله جميعاً والموت هو سبيل الاولين والآخرين.
    لقد اعد نصب تذكاري بالجزيرة ابا كتب عليه اسماء القتلى في احداث الجزيرة ابا وود نوباوي وقام السيد الصادق المهدي أخيراً بزيارة للجزيرة ابا واستقبله الانصار بالهتافات الداوية وقد درجوا على ذلك معه طيلة الاربعين سنة الماضية وليس في الامر عجب واصبحت هذه الهتافات الحماسية امراً عادياً ولا ينكر احد ان السيد الصادق كسبه الشخصي الفكري المقدر وما فتئ الرجل يكتب ويبحث ويؤلف وينشر ويحاضر ويعد ويقدم اوراق عمل يأخذ بعضها بخناق بعض في الداخل والخارج وهو نجم متألق في كافة المنتديات والملتقيات الفكرية. وقد اتجه مع الآخرين للنصب التذكاري والقى ممثل الانصار كلمة حماسية طالب فيها بتقديم شكوى للامم المتحدة تتعلق باحداث الجزيرة ابا وود نوباوي وقتلى الانصار ووجد الامام الحبيب نفسه في وضع يحتم عليه ان يتجاوب مع الجو الحماسي المحبوب فاعلن عن تبنيه لهذه الشكوى وحولها لمجلس الحل والعقد لدراستها ونحن نثق ان المجلس الموقر وعلى رأسه الامير المحترم علي يعقوب الحلو سيكبح العاطفة ويحكم صوت العقل ولعل المجلس الموقر قد وقف على نبض الشارع الذي ابدى استغرابه لهذه الشكوى التي تمت المناداة بها بعد ستة وثلاثين عاماً والجميع يتساءلون عن الدافع لذلك في هذا الوقت بالذات ويتساءلون لماذا لم يتقدم بها السيد رئيس الجبهة الوطنية وامام الانصار عندما كان يقيم بلندن في عام 1974م ولماذا لم يتقدم بها منذ عام 1986م عندما كان رئيساً للوزراء؟!
    وان معظم الخدمات التعليمية والصحية والمائية والكهربائية وغيرها قد انجزت داخل الجزيرة ابا في عهد مايو وفي عهد الانقاذ وقد اقيمت جامعة باسم الامام المهدي وهذا العهد لم يحقق فترة التعددية الحزبية الثالثة شيئاً يذكر لسكان الجزيرة ابا. وقد تعاملت الانقاذ سياسياً مع الجزيرة ابا باستخفاف وحسبت ان مجرد حضور مسؤول انقاذي يلبس طاقية طويلة ويخاطب المواطنين ممجداً للثورة المهدية يعتبر في نظر الانقاذيين قد احدث انقلاباً فكريا وسياسياً داخل الجزيرة ابا التي تعاملت معها باستخفاف واعتبرتها مجرد دائرة جغرافية واحدة من دوائر السودان لا اكثر ولا اقل وتناست رمزية الجزيرة ابا التاريخية والروحية وتؤكد كل المؤشرات ان الود القديم لا زال قائماً بين الجزيرة ابا وقيادة الانصار. وفي تقديري ان الكلام لا يجدي والحديث لا يفيد والخطب لا تنفع اذا لم تقترن بالعمل ولذلك لابد ان تحدث هذه الكيانات تغييراً في مناهجها في هذه الظروف وعليها الانغماس في حراك المجتمع اقتصادياً واجتماعياً بالتركيز على الخدمات والتنمية المحلية باستنهاض الهمم واستقطاب السواعد للعمل والبذل والعطاء وشحذ العزائم للبناء والتعمير والسعي لاقامة بنك تنمية شعبية ومنظمات للعمل الطوعي الشعبي وقد عرفت قواعد الانصار بالزهد والنزاهة شأنها في ذلك شأن قواعد الشعب السوداني العريضة السليمة من كل داء ولكن موجة الفساد المصلح لدى القطط السمان وعملية افقار الشعب قد احدثت هزة عنيفة في البنية التحتية، ولكن ستظل الاصول ثابتة ولن يستمر الزلزال وهوج الرياح الى الابد.. وعلى الانصار الا يضيعوا وقتهم بالشكاوى للامم المتحدة وغيرها وعليهم ان يتمثلوا بأبيات الشاعر توفيق صالح جبريل:
    يا نفس عوزي بالذي ابقاك في امن وحرز
    حمداً لمن انجى ضميراً مرهقاً من شر وخز
    ما ضرنا فاضلنا فاذلنا ذهب المعز
    ان العفاف مع التمسك بالمبادئ خير كنز


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147503122
                  

04-03-2010, 08:45 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    بوســت مــؤلــم ...


    وانــا صغير لـم اكـن اعلــم لماذا يريــد عمنــا الانصارى جمعة الجاك الـذهاب الى امدرمان


    الى مكان الاستئصــال والقتــل ,,,


    حتــــى كــان لنــا مــن العقــل الشئ اليسيــر ان الاستشهاد مع اولــئك الاطهار خير من الــف


    حيــاة ..


    اللهم تقبلهــم عنــدك شهــداء ...
                  

04-03-2010, 10:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    اميييييييين

    شكرا بدر علي حضورك واضافتك

    سيف
                  

04-03-2010, 10:43 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    "أبا" و"ودنوباوي" حقا إنهما "كربلاء الأنصار".
    شكرا الحبيب د.حامد البشير على هذا المقال رغم الجراح الكبيرة التي يتركها على كل نفس أبية.
                  

04-04-2010, 08:26 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: خالد عويس)

    لم أنسى هذه الحادثة أبداً وانا عمري ما بين السادسة والسابعة ولم أدخل المدرسة بعد..
    كانت جثث الأنصار ملقاة على الشارع (شارع الخور) ليست ببعيد عن بيتنا بالقرب من جامع الشيخ قريب الله..
    وأتذكر الصوت المدوي لقذيفة الدبابة وهي ترمي مأذنة مسجد السيد عبدالرحمن المهدي.... وصوت تكبير الأنصار والتهليل..
    وحتى عصر اليوم الثاني على ما أتذكر كانت الجثث ملقاة في الشارع..
    كان الانصار ..شجاعة واقدام غريب في التصدي للجيش..
    كنا نعرف الانصار جيداً..كانوا أهل تقوى وأهل دين وقد اشتهروا بالمحجة البيضاء..تماماً كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم..
    لم نكن نعرف الأسباب ..كنا صغاراً..لكننا رأينا بأم أعيننا قيم كل من الطرفين...
    لذا لم استغرب عندما كنت أدخل بعض بيوتات ودنوباوي العريقة واجد صورة الامام الهادي معلقة..كنت ولا زلت أحب هذا الرجل شديداً.
    كان نقياً..بالطبع من خلال ما عرفنا من أقرب الأقربين إليه.. ومن أهله وذويه..الذين كانوا هم أيضاً من ذات المشكاة..
    كان الامام الهادي قوياً..وأتذكر كانت بعض الصحف التي تابعت هذه الاحداث في حينها موجودة لدينا بعد سنوات من الحادثة..كانت المسألة واضحة..
    والروايات كانت حديثة وطازجة من مصادرها..وحتى عندما كبرنا .. كنا نتزود بالمعرفة حول قصة الامام الهادي والانصار.
    من الجميل جدا أن تعاد هذه السيرة..سيما ,ان الامام الهادي في اول رسالة للرئيس نميري..كان يطالب باطلاق كل المعتقلين حتى من الذين يختلفون معه في الرأي.
    كل مطالبه كانت وطنية ليس فيها شيئاً من الدنيا..
    لكن أهم ما عرفت عن الامام الهادي انه كان متديناً حقيقةً..ولم يتاجر بالدين لمصلحة ذاتية او قبلية أو أسرية..
    تغمده مع صحبه في العليين..
                  

04-04-2010, 08:53 AM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: khalid abuahmed)

    شكرا اخي لايراد هذا المقال المهم والتحية للدكتور حامد البشير
    رحم الله الشهيد الامام الهادي واحبابه الميامين الذين ارتوت
    بلادنا بدمائهم النقية.
                  

04-04-2010, 03:32 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: نيازي مصطفى)

    شكرا لكل المتداخلين

    خالد عويس

    خالد ابوأحمد

    نيازي مصطفي

    رحم الله الامام وكل انصاره

    وازاح الله الدكتاتورية عن بلدنا الحبيب


    مودتي

    سيف
                  

04-04-2010, 07:41 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المجد و الخلود لشهدء الانصار فى ابا و ودنوباوى
    الاان المرء يرى ان الوق قد ازف لدراسة متانية لما حدث
    فتوالى الاحداث خلال العقود الماضية يدخل الشك ا الانصار ربماكانو ضحية تامر ماكر و خطير من قبل
    جماعة الاخوان المسلمين من خلال دفعهم و استغلال حماسهم الدينى لمواجهة غير متكافئة البتة مع النظام
    و فى داخل جزيرة معزولة و بعيدة عن مركز الاحداث فى العاصمة. هدف الاخوان هو احداث اكبر قدر من (التدمير) المادى و المعنوى لجماعة سياسية تشكل منافسا لهم فى حكم البلاد عند اللحظة التى يقررون فيها الوثوب للحكم. و مما يجعم هذا الراى هو انعدام الخسائر تقريبا فى جانب الاخوان, ارسالهم من يخاون عليهم من كبارهم الى السعودية و اثيوبيا و ترك الامام الهادى وحيدا على فوهة مدافع الطاغية النميرى.
    و هناك غبار يطال ايضا دور الشريف حسين يوسف الهندى فى تلك الاحداث. لا ادرى كيف غاب عنه و هو السياسى المتمرس خطل مواجهة عسكرية بين عزل و غير مسلحين و بين قوة عسكرية منظمة؟ و لماذا انسحب من منطقة العمليات و هو كان من المحرضين و ترك الامام وحيدا
    الشهيد الامام الهادى لم يكن متمرسافى الاعيب و مكر الساسة, و لهذا ربما وقع فريسة تامر كبير
    و فى النهاية تبى المسئولية الكبرى عل نظام مايو, فهو الذى قتل الجميع بدم بارد
                  

04-08-2010, 10:29 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: عوض محمد احمد)

    Quote: العمل والنضال السياسي
    كان أول بروز للصادق المهدي في ساحات العمل السياسي السوداني في معارضة نظام عبود، وفي أكتوبر 1961م توفي والده الإمام الصديق الذي كان رئيسا للجبهة القومية المتحدة لمعارضة نظام إبراهيم عبود القهري. وقد شارك بفعالية في معارضة نظام عبود واتصل بنشاط الطلبة المعارض، كما كان من أوائل المنادين بضرورة الحل السياسي لمسألة الجنوب، حيث أصدر كتابه "مسألة جنوب السودان" في إبريل 1964م، ونادى فيه بالأفكار التي كانت أساس الاجماع الوطني لاحقا من أن مشكلة الجنوب لا يمكن أن تحل عسكريا. وحينما قامت أحداث 21 أكتوبر 1964م اتجه منذ البداية لاعتبارها نقطة انطلاق لتغيير الأوضاع وسار في الموضوع على النحو الذي أوضحه في البيان الذي نشره بعنوان (رسالة إلى المواطن السوداني) وقد نجحت مساعيه في توحيد جميع الاتجاهات السياسية في السودان وفي جمعها خلف قيادة الأنصار في بيت المهدي وفي جعل بيت المهدي (أي القبة والمسجد الرابع الشهير بمسجد الخليفة) مركز قيادة التحول الجديد. حدث هذا رغم وجود اتجاهات عديدة في بيت المهدي وبعض الأنصار كانت ترى التريث والابتعاد عن الثورة ولكن اتجاه المشاركة كان غالباً فجرّ الجميع في اتجاهه حتى انتصر وقضى على الحكم العسكري وقامت الحكومة الانتقالية القومية وقد قاد موكب التشييع وأم المصلين في جنازة الشهيد القرشي، وكان ذلك هو الموكب الذي فجر الشرارة التي أطاحت بالنظام. كما كتب مسودة ميثاق أكتوبر 1964م الذي أجمعت عليه القوى السياسية.

    [عدل] الديمقراطية الثانية (1964- 1969م)
    انتخب رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964م، وقاد حملة لتطوير العمل السياسي والشعار الإسلامي وإصلاح الحزب في اتجاه الشورى والديمقراطية وتوسيع القاعدة، استغلها البعض لإذكاء الخلاف بينه وبين الإمام الهادي المهدي مما أدى لانشقاق في حزب الأمة وصار رئيسا للوزراء عن حزب الأمة في حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني الاتحادي في 25 يوليو 1966م- خلفا للسيد محمد أحمد محجوب الذي كان رئيسا للوزراء عن حزب الأمة والذي قاد جزءا من عضوية حزب الأمة بالبرلمان للمعارضة. قامت الحكومة الجديدة باجراءات فاعلة في محاصرة الفساد وتحقيق العديد من الإنجازات، ولكن تكون ضدها ائتلاف ثلاثي بين الجناح المنشق من حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي فأسقطها في مايو 1967م. خاض حزب الأمة انتخابات 1968م منشقا ثم التأم مرة أخرى في 1969م، ولكنه لم يستفد من قوته الجديدة بسبب انقلاب 25 مايو 1969م الذي قوض الشرعية الدستورية.

    [عدل] الديكتاتورية الثانية (1969-1985م)
    حينما وقع الانقلاب توجه الصادق المهدي للجزيرة أبا حيث كان هنالك إمام الأنصار عمه الهادي المهدي. أرسل قادة الانقلاب بطلبه للتفاوض وأعطوا الإمام الهادي عهدا بألا يمس بسوء، ثم غدورا بالعهد حيث لم يجر تفاوض بل اعتقل ثم تعرض لمحاولة اغتيال. أبعد السيد الصادق عن الكيان واعتقل في 5 يونيو 1969م في مدينة جبيت بشرق السودان ثم حول لسجن بور تسودان ثم اعتقل بمدينة شندي، ثم نفي إلى مصر ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أرجع لسجن بور تسودان معتقلا حتى مايو 1973م. وفي أثناء ذلك قام النظام الجديد الذي حمل رايات اليسار الشيوعي، بالتنكيل بالأنصار مما أدى لمجزرة الجزيرة أبا وحوادث ودنوباوي قصفت الجزيرة أبا بالطائرات عصر الجمعة 27 مارس 1970م، واستمر القصف حتى الثلاثاء..وحوداث ودنوباوي يوم الأحد 29 مارس 1970، ثم حوادث الكرمك التي استشهد فيها إمام الأنصار.

    أطلق سراحه لعدة أشهر ثم اعتقل بعدها في سجن بورتسودان (من ديسمبر 1973- حتى مايو 1974م) - كتب خلال هذه الفترة: "يسألونك عن المهدية". في 1974م سافر إلى خارج البلاد حيث بدأ جولة في العواصم العربية والغربية والأفريقية كتب خلالها "أحاديث الغربة" وألقى العديد من المحاضرات في جامعات درهام ومانشستر وأوكسفورد ببريطانيا وجامعة كادونا بنيجيريا، داعيا للحل الإسلامي ومبشرا بالصحوة الإسلامية وعطائها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

    تكونت الجبهة الوطنية الديمقراطية المعارضة لمايو بقيادته في المهجر (شملت حزب الأمة، والحزب الاتحادي والأخوان المسلمين). قامت الجبهة بمحاولة تحرير السودان من الاستعمار الداخلي عبر الإنتفاضة المسلحة في يوليو 1976م التي فشلت في إسقاط نظام مايو، ولكنها أقنعت النظام بجدوى وقوة المعارضة وأدى ذلك متضافرا مع عوامل أخرى للمصالحة الوطنية -الاتفاق السياسي بين مايو والجبهة الوطنية في 1977، الذي تعين وفقا له على النظام إجراء إصلاحات ديمقراطية أساسية.

    عاد السيد الصادق المهدي للسودان في 1977م ولكن ما لبث أن تبيّن له الخداع المايوي في ضمان الديمقراطية والإصلاح السياسي، فاعتبر أن المصالحة قد فشلت ولكنه آثر البقاء في السودان لمعارضة النظام المايوي من الداخل.

    في 8 سبتمبر 1983م أعلن النظام المايوي ما أسماه الثورة التشريعية، التي اعتبرها الصادق المهدي أكبر تشويه للشرع الإسلامي، وعقبة في سبيل البعث الإسلامي في العصر الحديث، وجاهر بمعارضتها في خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1403هـ الموافق 18 سبتمبر 1983م، فاعتقله النظام المايوي (في 25 سبتمبر 1983م)في تلك الفترة من الاعتقال كتب: "العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي"، أطلق سراحه في ديسمبر 1984م. فخرج يقود المعارضة للنظام من الداخل ويتناغم مع الغضبة الشعبية التي أثمرت ثورة رجب/إبريل 1985م.

    [عدل] الديمقراطية الثالثة (1985-1989م)
    قامت سنة انتقالية جرت بعدها انتخابات عامة (إبريل 1986) حصل حزب الأمة فيها على الأكثرية، وانتخب السيد الصادق رئيسا للوزراء. تعاقبت عدة حكومات أو ائتلافات -تفاصيلها مسجلة في كتابه: الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة- حتى قام انقلاب 30 يونيو 1989م. وكان من أهم ما قام به في تلك الفترة السعي للتجميع الوطني لحل القضايا الأساسية قوميا، والسعي للتأصيل الإسلامي عبر الإجماع الشعبي وبالوسائل الدستورية.

    [عدل] الديكتاتورية الثالثة (1989م-)
    اعتقل الصادق المهدي في 7/يوليو/1989م وقد كان بصدد تقديم مذكرة لقادة الانقلاب وجدت معه. حبس في سجن كوبر حتى ديسمبر 1990. في 1 أكتوبر 1989م تعرض للتصفية الصورية والتهديد فكتب شهادته عن فترة حكمه: كتابه عن "الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة". وفي أكتوبر 1989م وقع مع قادة القوى السياسية الموجودين داخل السجن "الميثاق الوطني".

    في ديسمبر 1990 حوّل للاعتقال التحفظي في منزل زوج عمته بالرياض (بروفسر الشيخ محجوب جعفر)، حيث سمح لأفراد أسرته بمرافقته. كتب خلال هذه الفترة : "تحديات التسعينيات" متعرضا فيه للوضع العالمي وتحديات العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، و"ضحكنا في ظروف حزينة".

    أطلق سراحه في 30 إبريل 1992 وكان تحت المراقبة اللصيقة من الأمن السوداني ومحدودية الحركة حيث لا يسمح له بمغادرة العاصمة. رفع راية الجهاد المدني ونصح الحكام من على المنابر، وأظهر تلاعبهم بالدين وبالشعار الإسلامي لصالح الكسب الدنيوي وتشويههم له، مما عرضه للتحقيقات المطولة والاعتقالات المتوالية في: 1993، يونيو 1994، واعتقال "المائة يوم ويوم" من مايو إلى سبتمبر 1995 الذي تعرض فيه للتنكيل وارتياد أماكن التعذيب التي أطلق عليها السودانيون بيوت الاشباح. تعرض بعد ذلك لتهديدات السلطة واستئناف المتابعة الأمنية اللصيقة، أقنعه ذلك -علاوة على ما رآه من استخدام النظام له كرهينة- بضرورة الخروج فهاجر سرا في فجر الاثنين التاسع والعشرين من رجب 1417هـ الموافق 9 ديسمبر 1996 قاصدا إرتريا - سميت عملية الهجرة: تهتدون.

    التحق السيد الصادق بالمعارضة السودانية بالخارج، وبدأ أكبر حملة دبلوماسية وسياسية شهدتها تلك المعارضة منذ تكوينها.
    في أول مايو 1999م استجاب لوساطة السيد كامل الطيب إدريس للتفاوض مع النظام فتم لقاء جنيف بينه وبين الدكتور حسن الترابي.
    في 26 نوفمبر 1999م تم لقاء جيبوتي بينه وبين الرئيس عمر البشير وعقد حزب الأمة اتفاق نداء الوطن مع النظام في الخرطوم، وذلك تحت رعاية الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي.
    في 23 نوفمبر 2000 عاد للبلاد في عملية أطلق عليها اسم "تفلحون"، وذلك للقيام بالتعبئة الشعبية والتنظيم الحزبي والتفاوض مع النظام والاستمرار في الاتصالات الدبلوماسية.
    عمل مع هيئة شئون الأنصار على نقل كيان الأنصار الديني نحو المؤسسية، فكان أن اكتمل بناء الهيئة المؤسسي بعقد المؤتمر الأول لهيئة شئون الأنصار في الفترة ما بين 19-21 ديسمبر 2002م وكان أول كيان ديني سوداني يقوم على الشورى والمؤسسية، وقد تم انتخابه إماما للأنصار في ذلك المؤتمر كما تم انتخاب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار، ومجلس الشورى، ومجلس الحل والعقد.
    وفي الفترة ما بين 15-17 أبريل 2003م انعقد المؤتمر العام السادس للحزب الأمة حيث تمت إعادة انتخابه رئيسا للحزب.
    يقود الحملة الآن بتحويل اتفاقية السلام السوداني الثنائية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تم توقيعها في 9 يناير 2005م، إلى اتفاقية قومية تحل كافة وجهات الاحتراب في دارفور والشرق وغيرها، وتشرك جميع الفاعلين في المجتمع السوداني، عبر منبر قومي جامع.
    [عدل] أسرته
    تزوج في 1960م من السيدة حفية مأمون الخليفة شريف، وفي 1962 من السيدة سارة الفاضل محمود عبد الكريم - رحمها الله فقد توفيت في فبراير 2008م -. أنجب منهما: أم سلمة (1961)، رندة (1963)، مريم (1965)، عبد الرحمن (1966)، زينب (1966)، رباح (1967)، صديق (1968)، طاهرة (1969)، محمد أحمد (1974) وبشرى (1978).شقيقته متزوجة من الدكتور حسن الترابي.

    [عدل] هواياته
    تربية وركوب الخيل، ولعبة البولو.
    التنس.
    الاطلاع على الأدب العربي والعالمي خاصة الشعر العربي.
    [عدل] كتابات الصادق المهدي
    1-مسألة جنوب السودان

    2- جهاد من اجل الأستقلال

    3-يسألونك عن المهدية

    4- العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الأسلامي

    5- تحديات التسعينات

    6- الديمقراطية عائدة وراجحة



    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D...85%D9%87%D8%AF%D9%8A
                  

04-08-2010, 10:59 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
                  

04-09-2010, 00:24 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

04-10-2010, 01:37 AM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجزرة ودنوباوي..بقلم: د. حامد البشير إبراهيم (Re: سيف اليزل برعي البدوي)



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    خطبة الجمعة التي ألقاها الأمير: عبدالمحمود أبو بمسجد الهجرة بودنوباوي بتاريخ الجمعة : 9 أبريل 2010م


    الحمد لله القائل: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرلكم وعسى أن تحبوا شيئا وهوشر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون" والصلاة والسلام علي نبي الرحمة القائل :" أمرالمؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر"
    وبعد
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:

    عندما منع أهل مكة رسول الله من أداء العمرة استعد المسلمون لمحاربتهم وبينما بلغ الاستعداد ذروته قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ياويح قريش لقد أكلتها الحرب.ثم قال: لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها" وبعد مفاوضات مضنية وقع رسول الله معهم صلح الحديبية وكان الصلح في ظاهره مجحفا في حق المسلمين وغضب كثيرمن الصحابة وكان من أكثرهم غضبا عمربن الخطاب فجاء إلي رسول الله غاضبا وخاطبه في حدة قائلا:ألست نبي الله حقا ؟ قال بلى قال ألسنا علي الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى . قال فلم نعطي الدنية في دينناإذن؟ قال إني رسول
    الله ولست أعصيه وهو ناصري . قال أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال بلى ، فأخبرتك أنا نلأتيه هذاالعام ؟ قال: لا. قال فإنك آتيه ومطوف به. وصبرالمسلمون فكان النصر حليفهم حيث كان الصلح هو الذي مهد لفتح مكة سلميا وكان عدد المسلمين الذين دخلوا الاسلام في فترة الصلح أكبرمن الذين دخلوا في كل مدة الدعوة في عهد رسول الله . وصدق رسول الله القائل" والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمرحتي يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لايخاف إلا الله والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون".
    والشوري في الاسلام تعتبرفريضة من فرائض الاسلام السياسية وقد مارسها رسول الله في أحلك الظروف : ففي معركة بدر عندما نجت عير قريش وكان المصير أن يلتقي المسلمون بجيش قريش استشار رسول الله أصحابه فأجمعوا علي المواجهة . وقبل نصيحة الخبراء في مكان نزول الجيش واستشارهم بعد نهاية المعركة ماذا يفعل مع الأسري؟ وفي أحد استشار أصحابه فكان رأي كبارالصحابة أن يتحصن في المدينة فإذا جاءهم العدو حاربوه داخل المدينة ولكن رأي الأغلبية – وخاصة الشباب والذين فاتهم شرف الجهاد في بدر- أصروا علي الخروج وملاقاة العدو في الخارج فنزولا عند رغبة
    الأغلبية قبل رسول الله الخروج وفي المعركة حدثت مآس كثيرة حيث قتل حمزة بن عبدالمطلب وخالف الرماة مواقعهم ووقع رسول الله في حفرة وكسرت سنة ودخلت حلقة من الدرع في جبهته فأخرج من الحفرة ودمه ينزف نزل عليه قوله تعالي " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الأمر" وهذا معناه مهما كانت نتيجة الشوري إياك أن تلغيها لأن
    رأي الجماعة لاتشقي البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز:
    لقد عرف عالم اليوم المؤسسات كآلية لممارسة العمل السياسي ولاتخاذ القرارات ولحسم الخلافات وهو أسلوب أفضل من رأي الفرد وتحكم الزعماء. ونحن في كيان الأنصارأسسنا حزب الأمة بالتضامن مع المسلمين السودانيين غيرالأنصاروالمواطنين السودانيين غيرالمسلمين المؤمنين بأفكارحزب الأمة وكان شعارنا السودان للسودانيين – لاشيع ولاطوائف ولا أحزاب ديننا ا لاسلام ووطننا السودان ومنذ عام 1945 ظل الحزب يقوم بواجبه الوطني في مواجهة الاستعماروالتصدي للشمولية وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام دون كلل ولاملل وهدفه من كل ذلك أن يعيش السودان حرا مستقلا
    موحدا ويعيش إنسان السودان عزيزا مكرما أبيا يتمتع بالحرية والعدل والمساواة وقد حقق نجاحات في هذا المجال لاتخطئها إلاعين الأ رمد .
    وعندما أعلنت الانتخابات الحالية قبل حزب الأمة خوضها بشرط أن تكون حرة ونزيهة ومراقبة محليا ودوليا مع بعض الاصلاحات التي يراها الحزب ضرورية لانجاح الانتخابات. وجاء قبول الحزب لعدة أسباب أهمها: أن الخيارات الأخري تدمرالسودان وتمزق أوصاله وقام الحزب بحملة انتخابية واسعة خاصة في الولايات وأثناء الحملة لم تنقطع اتصالات الحزب بالمفوضية والحكومة والقوي السياسية الأخري لانجاح الانتخابات . ومن خلال نشاطه علي مستوى القواعد وجد الوضع كالآتي:
    أولا: الأوضاع المعيشية متردية وبالغة السوء فعين الناظر ترى وجوها شاحبة وبطونا ضامرة وأجسادا ناحلة وهنالك مناطق تفتقد أبسط مقومات الحياة مثل ماء الشرب ولقمة العيش وتجد رب الأسرة يكدح كل اليوم ليحصل علي كيلو واحد من الذرة وآخرون يمشون أربع ساعات بالدواب للحصول علي الماء . والحكومة لاوجود لها إلا في عالم الجباية وإرهاب المواطنين فعندما يحضرالمواطن شيئا ليبيعه في السوق مثل الفحم والعشب لعله يحصل علي شيئ يقدمه طعاما لأهل بيته يفاجأ بموظفي الحكومة يلاحقونه بالرسوم لينفقونها علي موظفي المحليات الذين لاعمل لهم إلاصرف المرتبات
    والقسوة علي المواطنين. أما عن الخدمات الأخري كالصحة والتعليم فذاك تطلع بعيد المنال ! وفي منطقة دارحمر وجدنا أن الآبارالتي تم حفرها في عهد الديمقراطية الثانية بلغت ثمانية وخمسين بئرا والمواطنون يدعون لنائب الدائرة مهدي حسين شريف بالرحمة والمغفرة فقد حل مشكلة المياه لعدد كبيرمن الناس.
    ثانيا: المؤتمرالوطني قدم أسوأ صورة للحكم تقوم علي القهر والبطش والجباية والإعتداء علي المال العام وبعض حملة بطاقات المؤتمر الوطني يعتبرون أنفسهم محصنين من المحاسبة فيتصرفون كأن السودان ضيعتهم وأن المواطنين قطيعهم فعاثوا في الأرض فسادا فأفلحوا في الجباية من المعدمين وأسرفوا في الصرف علي المظاهر وأهملوا الخدمات.
    ثالثا:رغم كل البؤس والبطش إلا أن قواعد الحزب ظلت متمسكة بمبادئها وولائها لحزب الأمة وقالوا نصبر علي الجوع والعطش وقهرالظالمين ولانبيع مبادئنا بعرض من الدنيا قليل ، وحتى أولئك الذين انضموا إلي المؤتمرالوطني ليخدموا أهلهم أعلنوا رجوعهم للحزب والالتزام ببرنامجه الانتخابي ، فسنين الظلم لم تؤثر علي قواعد الحزب في كثيرمن الولايات بل وجدنا حماسا أكثرعند الشباب الذين تربوا في عهد الانقاذ مما يؤكد مقولة الامام المهدي عليه السلام" إن ناري هذه أوقدها ربي وأعدائي حولها كالفراش كلما حاولوا أن يطفئوها أحرقوا بها وصار أمري فاشيا"
    رابعا: لقد بذل المرشحون للدوائروالولايات مجهودا كبيرا في دوائرهم وأنفقوا من أموالهم ومساهمات أصدقائهم مبالغ كبيرة نسأل الله أن يعوضهم ويجعل ذلك في ميزان حسناتهم وماضاع مال أنفق في نصرة المظلوم وإحقاق الحق.
    أما علي مستوي الاتصال بالمفوضية والحكومة فقد وجد الحزب إصرارا واضحا علي الاستمرار في الانتخابات رغم عيوبها الواضحة والعيوب كثيرة أهمها الآتي:
    أولا: السجل الانتخابي لم يستوعب كافة المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع وفي كثير من المناطق تم بصورة انتقائية واستبعدت بعض المناطق قصدا من التسجيل فضلا عن تسجيل القوات النظامية في مكان عملها بدلا من أماكن السكن وفي بعض المناطق كان عدد سكان داخليات الطلاب أكثر من مواطني الحي مما يحرم المواطنين من إختيار من يمثلهم لأن الطلاب ليسوا سكانا دائمين.
    ثانيا: المؤتمرالوطني متحكم علي كل مؤسسات الدولة واستغل إمكانات الدولة للدعاية الانتخابية مما يخل بأسس التنافس العادل. ومع تحكمه علي مقدرات البلاد يتعامل مع القوى السياسية باستعلاء واستخفاف واستحقار لايليق بمناخ التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة.
    ثالثا: تقسيم الدوائر وتحديد مراكز التصويت كانا مجحفين فبعض الدوائر يحتاج الشخص أن يسير ست ساعات بالسيارات السريعة ليصل إلي حدودها ومراكز الاقتراع وضعت بصورة يعجز الناخب عن الوصول إليها.
    رابعا: تنصلت الدولة والمفوضية من ترحيل الناخبين وتركت الأمرللمرشحين وهو أمر يستحيل تنفيذه بقدرات المرشحين لأن الترحيل يحتاج إلي إمكانيات الدولة وليس الأحزاب أو الأفراد.
    خامسا: الانتخابات هذه المرة جاءت معقدة وغريبة علي المواطن السوداني وكان المتوقع أن تقوم المفوضية ببرنامج توعية للمواطنين ولكن ماقامت به في أجهزة الاعلام لايكفي فهنالك مواطنون لايملكون قوت يومهم ناهيك عن أجهزة الاعلام وطالبنا بتمديد الانتخابات ليتمكن المواطن من استيعاب طبيعة الانتخابات المقبلة ولكن الطلب رفض باستخفاف يتنافى مع مبدأ الشراكة الوطنية وروح التحول الديمقراطي.
    خامسا:بعض المسئولين مارسوا أساليب فاسدة في الحملة الانتخابية فاستغلوا إمكانيات الدولة للدعاية الانتخابية وقدموا خدمات مستحقة للمواطنين علي أساس أنها من إنجازات المرشح وهنالك أساليب تهديد ووعيد للمواطنين إذا صوتوا لغيرالمؤتمرالوطني مما يجعل التنافس غيرشريف يجعل المواطنين يصوتون تحت مظلة الاكراه.
    سادسا: الوضع في دارفور يجعل الانتخابات ناقصة فهنالك مناطق لاتزال مسرحا للعمليات العسكرية يستحيل أن يتحرك فيها المواطن من أجل التصويت مما دفع الاتحاد الأوروبي لسحب مراقبيه من دارفور، والصراع في دارفوربين الحكومة والحركات المسلحة لم ينته بعد وفرص السلام ضاقت وهو عامل مهدد للانتخابات أن تجري في مناخ معافى .
    سابعا:بطاقات الاقتراع طبع بعضها في السودان في مطابع ممتلكة للحكومة التي يسيطرعليها حزب المؤتمرالوطني مما يجعل شبهة التوزيرراجحة ومتوقعة .
    لكل هذه العوامل وغيرها رأى المكتب السياسي لحزب الأمة أن المناخ غيرملائم لإجراء الانتخابات وعليه قرر مقاطعة الانتخابات في كل مستوياتها وعدم الاعتراف بنتائجها وأنه لن يشترك في انتخابات مصابة بكل هذه العيوب مع العلم أن حظه في الفوز بعدد معتبرمن الدوائروالولايات راجحا وحتى رئاسة الجمهورية لانستبعد الفوز بها في حال نزاهة الانتخابات ولكن المناخ المأزوم أفسد روح التنافس الشريف ومعلوم شرعا : أن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح.
    الحديث: قال صلى الله عليه وسلم "يخرج في آخر الزمان رجال يختلسون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل : أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن علي أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران"
    أوكماقال يغفرالله لي ولكم وللمسلمين أجمعين

    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة علي سيدنا محمد وآله مع التسليم
    وبعد
    قال تعالى: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" صدق الله العظيم
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    نحن لدينا رسالة نسعى لترسيخ مبادئها في الحياة، وقد قدم سلفنا دماء غالية وتضحيات جساما من أجل أن تظل راية هذه المبادئ عالية وتلك المبادئ تتخلص في الآتي:
    المبدأ الأول : الالتزام الواعي بالاسلام عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاقا على أساس مقولة الامام المهدي عليه السلام " أنا عبد مأموربإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما"
    المبدأ الثاني: التوفيق بين مصالح المسلمين في الالتزام بدينهم وحقوق غيرالمسلمين في دولة تتميز بالتعددية الدينية والثقافية والاثنية مما يجعل الالتزام بالمواطنة كأساس للحقوق والواجبات أمرا شرعيا وهو ما لخصه الامام عبدالرحمن في قولته الشهيرة" لاشيع ولاطوائف ولاأحزاب ديننا الاسلام ووطننا السودان " وهومبدء يؤصل للوحدة في ظل التنوع .
    المبدأ الثالث: الالتزام بالشورى في تداول الشأن العام وبالديمقراطية كآلية للتداول السلمي للسلطة علي حد مقولة الامام الصديق وهو يوصي في فراش الموت " احرصوا علي الديمقراطية وحكم الشورى مهما كلفكم الحرص"
    المبدأ الرابع:عدم التنازل من المبادئ ورفض المساومة فيها مهما كان الثمن وهو الموقف الذي قدم الامام الشهيد الهادي المهدي حياته ثمنا له ومن قبله خليفة المهدي عندما رفض المساومة وقال: "فلتذهب الدولة ولتبقى الدعوة"
    المبدأ الخامس:التواصل مع الآخرالمذهبي والآخرالملي والآخرالحضاري لأن هنالك قيما اسلامية مشتركة بين المذاهب وقيما إيمانية تشترك فيها الأديان السماوية وقيما إنسانية تحتفي بها الحضارات وهومبدأ أصل له الامام الصادق المهدي في نداء المهتدين ونداء الايمانيين وحوارالحضارات.
    إن هذه المبادئ هي التي تقربنا أوتبعدنا من الآخرين وهي التي تحدد مواقفنا وهي التي ننطلق منها في كل أنشطتنا ، والوسائل لانقدمها علي حساب المبادئ ، ولانحتار لأن موقفا ما قد أوذينا منه بل نقول ياربنا" فإن أمورنا بيدك وأنت بنا أعلم وأوصلنا يارب بمختارك من بين الأمم صلي الله عليه وسلم" ونقول فاجعل مطمح قلوبنا إليك ولاتجعل نظرها إلي ماكان من عدم" ونقول: "واجعلنا ممن آثرالتقوى والوفاق والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق وقو نورنا ليهون علينا ذلك" ونقول لكل جباروطاغية:
    حكمنا فكان العفو منا سجية فلما حكمتم سال بالدم أبطح
    وحللتمو قتل الأسارى وطالما غدونا على الأسرى فنعفوا ونصفح
    فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح

    قال تعالى" حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولايرد بأسنا عن القوم المجرمين"
    صدق الله العظيم
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    يقيم حزب الأمة في السابعة والنصف من مساء اليوم ندوة كبري بالمركز العام يتحدث فيها الامام الصادق المهدي عن الوضع السياسي الراهن المخاطروالمآلات والفرص الممكنة فأحرصوا علي الحضوريرحمكم الله.
    تترحم هيئة شئون الأنصارعلي كل من الحاج محمود عسلين الذي توفي بتلس وشقيقة الأستاذ عبدالله الماحي الاعلامي بهيئة شئون الأنصار،وابراهيم أحمد حران أبو خال الحبيب الهادي عبدالله سام عضو هيئة شئون الأنصاربولاية الخرطوم رحمهم الله وأحسن إليهم .
    اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولاتعذبنا فإنك علينا قادر والطف بنا فيما جرت به المقادير، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا اللهم أرم الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de