طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام»

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2010, 09:24 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام»

    عن حريدة الشرق الاوسط
    العدد : الاربعـاء 30 محـرم 1427 هـ 1 مارس 2006 العدد

    Quote: حفيدة الكواكبي تبحث عن جذور مربية جدها في مدينة سنار السودانية
    طفلة سودانية صغيرة ألهمته كتابه «الرق فى الإسلام»
    الخرطوم: شذى مصطفى
    الفتاة السودانية الصغيرة التي جاء بها عبد الرحمن الكواكبي إلى بيته في حلب وأعتقها، ووعدها أن يعيدها الى أهلها في السودان، ثم خطفه الموت قبل أن يفي بوعده. هذه الفتاة كان لها اثر كبير في حياته هو، حيث ألهمته كتابه الشهير «الرق في الإسلام»، وفي حياة عائلته لأنها ربت الأولاد والأحفاد. أحد هؤلاء الأحفاد، سيصدر قريبا كتاباً عنها، في ما حفيدة أخرى، من الجيل الثالث، هي ألما العنتبلي زارت السودان مؤخراً، وعقدت ندوة هناك، طالبت خلالها، بمساعدتها للوصول إلى من تبقى من أهل هذه الفتاة. «الشرق الأوسط» حاورت ألما العنتبلي، واستمعت منها لهذه القصة الإنسانية المؤثرة.
    كما دفعت حكايا الجدات الكاتب الأمبركي ألكس هالى للبحث عن جذور أجداده الأوائل بأفريقيا في عقد الستينات من القرن الماضي، كذلك كانت حكايا الجد ومدوناته حافزا للشابة «ألما» حفيدة المفكر عبد الرحمن الكواكبي للبحث عن أسرة مربية جدها السودانية الأصل والتى تم خطفها واسترقاقها وهي في السادسة من عمرها إبان العهد التركي من مدينة سنار، ليتم ترحيلها الى جدة ثم بيعت الى تاجر في حلب حيث ماتت ودفنت، فهي لم تنجب ذرية لتبحث لها عن جذورها بل تركت وراءها حكايات وآهات وحنين لبلدها وأهلها، وذكرى طيبة لمن عاشرها...
    التقينا الشابة السورية ألما العنتبلي، حفيدة المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي فى الخرطوم، تحمل معها صورا وحكايات وأماني، ولها رغبة قوية في زيارة مدينة سنار، ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» لها، عن دوافع الزيارة؟ أجابت قائلة:
    سمعت حكاية من جدي لأمي سعد زغلول الكواكبي عن طفلةٍ سودانية اسمها «حجاب النور» خُطفتْ من سنار إلى جدة فى القرن التاسع عشر، وبيعت في موسم الحج لتاجر من حلب، ثم أعتقها الكواكبي وضمها الى أسرته. وكانت هذه الطفلة هى الملهم لكتابه المعروف «الرق في الإسلام»، حيث قام بسببها بالتحقيق في أحوال الرق فزار الصومال وجيبوتي، وكشف عن أعمال القرصنة والإتجار بالزنج الذين يخطفون من أفريقيا، حيث يهيئ التجار الإنكليز وسائل النقل إلى جدة ويودعونهم لدى مقاولين عرب لبيعهم في موسم الحج. ومن المهم أن نذكر هنا أن جدي عبد الرحمن الكواكبي كان يوقع كتاباته باسم «الرحالة ك».. وهو ما توثقه الطبعاتُ الأولى لكل من كتابيه «طبائع الاستبداد» و«أم القرى». صفة «الرحالة» أرادها الكواكبي لنفسه ولازمت اسمَه خلال حياته، ثم أخلت مكانها لصفةٍ أعمَ وأشملَ هي صفةُ المفكر المصلح والثائر.
    وتواصل ألما حديثها: أما قصة جدي الكواكبي مع هذه الطفلة، فقد طَرق بابه يوماً رجلٌ من حي باب النيرب بحلب فخرج إليه، فأخبره بأن جاراً يعذِّب خادمتَه الزنجية أشدّ العذاب، ورجاه أن يردعه عن غيّه، فبعث بزوجته إلى زوجة الرجل لتنصحها وزوجها في أمر الجارية. ولكن الرجل عاد إلى غيّه، فأعاد القوم الشكوى إلى «السيد» فذهب بنفسه إليه وأنبه فاحتجَّ هذا بأنه تكلف لشرائها مائة ليرة عثمانية ذهباً وهي لا تنفع في الخدمة. فسأله أن يتخلى عنها على أن يسدد له ما تكلف في شأنها، فرضي الرجل، فأوفد الكواكبي يستدعي ابنه البكر كاظم الذي جاءه بمائة ليرة نقدها الرجل وأخرج الطفلة من بيته قائلاً لها: اذهبي فأنت حرة، فأعلمته أنها لا تعرف أحداً في المدينة، وأنها خطفت من قريتها «سنار» وبيعت لهذا الحاج في مدينة «جدة» فجاء بها
                  

05-04-2010, 09:26 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: ماضي ابو العزائم)

    Quote: إلى حلب. سألها الكواكبي عما إذا كانت ترغب في أن تلجأ إلى بيته ريثما تتهيأ له إعادتها إلى أهلها فهو سيرحل إلى مصر ومنها يوصلها إلى السودان، فوافقت الطفلة وهي تكاد لا تصدق، وجاء بها إلى زوجته وأولاده قائلاً لهم: «هذه أخت جديدة لكم ترعاكم وترعونها، وسترافقكم إلى مصر يوم أستدعيكم للّحاق بي لأوصلها إلى أهلها بالسودان».
    الرحلة الأخيرة
    وتضيف ألما قائلة: غادر جدي الكواكبي أهله ومدينته في رحلة امتدت من الإسكندرونة إلى اسطنبول إلى بيروت، ومن ثم دمشق فيافا فالقدس فالإسكندرية فالقاهرة فالحديدة فصنعاء فعمان فجيبوتي فالصومال فبومباي، ثم انعطف إلى الجزيرة العربية وتوغل في الربع الخالي على ظهور الجمال إلى الخليج العربي فالكويت والبصرة، ثم انعطف إلى مكة فمصر. ولما نفِد ماله عاد سراً إلى حلب لمدة شهر رهن خلاله بيته الجديد لدى رجل من آل هنانو بخمسماية ليرة عثمانية ذهباً ورجع إلى مصر مخبراً زوجته بأنه سيرسل لها برقية ليوافوه إلى مصر مع الفتاة الزنجية. وبدلاً من أن ترد برقية من مصر تحدد موعد التحاق الأسرة بربها عبد الرحمن وردت برقية بنعيه، وكانت وفاته مسموماً في 13 يونيو (حَزِيران) 1902.
    قصة حجاب النور
    وتستطرد ألما: كتب جدي القاضي سعد زغلول (الذي سمي هكذا تيمناً بالزعيم المصري)، وهو حفيد الكواكبي كتابا باسم «حجاب النور» سينشر قريبا، الكتاب يتناول قصة هذه الفتاة لشدة حبه لها وتأثره بها منذ طفولته، ويحكي فيه كيف فتح عينيه هو وإخوته على الداده «سعيدة» التي لم تكن إلا تلك الفتاة المسترقة حجاب النور. ويذكر كيف أقنعتهم بأنها صارت سوداء لأنها شربت القهوة. مرة أخرجته من المطبخ غاضبة عندما رأته يلعق بقايا فناجين القهوة ليصبح لونه كلونها! ويقول سعد زغلول: لا أنسى يوم أقسمت لي حجاب النور بأن حليب ثدييها ليس أسود، وأنا لا أصدقها، وهي عاجزة عن إتيان البرهان!
    ويكتب سعد زغلول الكواكبي في كتابه الذي لم يصدر بعد: «عدت مرة إلى بيتي في إحدى أمسيات الصيف، وكان خالياً إلا من «الدادا سعيدة» التي كانت متربعة فوق سجادتها الممدودة على المصطبة، فإذا هي تبكي وتمسح دموع عينيها، فدهشت كثيراً وأدركني الخوف والفزع من مكروه حاصل، فسألتها الخبر فصمتت، وأصررت عليها فقالت، تذكرت جدك عبد الرحمن الذي استشهد في مصر ولم نتمكن من اللحاق به فبكيت. وهنا يسألها جدي:
    ـ أولم تتذكري أباك وأمك؟
    ـ أكاد لا أعرفهما.
    أقسمت عليها أن تحدثني بالحقيقة. وبعد إطراق وتنهد، فتحت لي في صدرها بئراً عميقة غاصت وغصت معها فيها إلى القرار، قالت:
    أنا يا حبيبي من بلاد السودان، وبلدي اسمها «سنّار». والدي كان شيخاً في مسجد البلد، يعلم الأطفال قراءة القرآن واسمي «حجاب النور». كنا نخرج لجمع الخضار والفواكه من غابة قريبة بسبب فقرنا لنعود بها ونأكلها في البيت مع إخوتي الصغار وتبيع أمي منها. وفي إحدى الجولات، وبينما كنا في طريق الغابة، عند مطلع الشمس، انتأيت مكاناً قصياً لقضاء حاجة خلف شجرة، مبتعدة عن ركب أهلي، فإذا بكف قوية من خلفي تطبق على فمي، وبأيد كثيرة تطوقني، فأُحمل بعيداً، وهناك يُكمُّ فمي بشريط وتُعصب عيناي وأُحمل على دابة أمام رجل يمتطيها. إلى أن ترجلنا على مسافة بعيدة. ولما فكوا العُصابة عن عيني وجدت نفسي بين مجموعة من الأطفال، عرفت واحداً منهم فقط من أهل بلدتنا. جلست مثلهم على الأرض موثوقة اليدين مكمومة الفم، ثم وزعونا على أماكن أخرى.
                  

05-04-2010, 09:32 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: ماضي ابو العزائم)
                  

05-04-2010, 09:37 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: ماضي ابو العزائم)

    http://jidar.net/jed//modules.php?name=News&file=article&sid=878

    هنا أيضا ورد :-

    Quote: حكايات عنصريتنا:من حجاب النور إلى أم جعفر إلى تجارة السريلنكيات: صقر ابو فخر


    Quote: الرق، وهو أبشع نظام للاستغلال في تاريخ البشرية، لم يكن، ويا للعجب، من صنع الانسان الهمجي، بل من ابتكار الانسان المتحضر. فالمجتمعات البدائية الأولى لم تعرف الاسترقاق قط. أما المجتمعات المدينية التي مارست الحرب فهي التي طوّرت للأسرى نظاما شنيعا للرق، واتخذته وسيلة لاستعباد هؤلاء الأسرى وتشغيلهم.
    لعل من الأمور الجديرة بالتأمل كيف ان فقهاء الاسلام الذين دعوا الى اجتناب الخمر بحسب القرآن لم يدعوا الى اجتناب الرق، مع ان تحرير الانسان من عبودية الانسان أولى من اجتناب شرب الخمر.
    تحتضن المصادر التاريخية آلاف الحكايات المأساوية عمن عثر بهم الدهر فصاروا أرقاء. وقد وقعت على حكايتين تختزلان الألم الانساني في ذروة استغاثته، او في لحظة البوح المريرة التي تسبق وجل الموت والنهاية: حكاية <حجاب النور> وعبد الرحمن الكواكبي، وحكاية أم جعفر والعلامة محسن الأمين. انهما حكايتان باكيتان فيهما من اللوعة والفظاظة والعبرات ما يفيض على مجرى الأحزان القديمة.
    1 حجاب النور
    اختطفت وهي طفلة من بين اخوتها وأترابها في السودان، ونُقلت الى مكة في موسم الحج. وهناك بيعت من تاجر حلبي حملها معه الى حي باب النيرب في حلب. وكان هذا الحاج يعذبها أشد العذاب. وعندما وصلت شكواها الى عبد الرحمن الكواكبي انبرى الى تخليصها، فاشتراها من مالكها. لما كانت لا تعرف أحدا في حلب فقد دعاها الكواكبي الى الاقامة في منزله ريثما تتسنى له إعادتها الى أهلها في السودان. لكنه توفي مسموما في القاهرة في 13/6/1902 قبل ان يعيد حجاب النور الى أهلها.
    تقص حجاب النور حكايتها على سعد زغلول الكواكبي، حفيد عبد الرحمن الكواكبي على النحو التالي: <أنا يا حبيبي من بلاد السودان، وبلدي اسمها سنار . والدي كان شيخا في مسجد البلدة، يُعلّم الأطفال قراءة القرآن، واسمي حجاب النور.
    <كنا نخرج لجمع الخضار والفواكه من غابة قريبة بسبب فقرنا، لنعود بها ونأكلها في البيت مع اخوتي الصغار. وفي احدى الجولات، وبينما كنا في طريق الغابة عند مطلع الشمس، انتحيت مكانا قصيا خلف شجرة لقضاء الحاجة. فإذا بكف قوية من خلفي تطبق على فمي، وبأيد كثيرة تطوقني، فأُحمل بعيدا. وهناك يُكمُّ فمي بشريط وتُعصب عيناي وأُحمل على دابة أمام رجل يمتطيها الى ان ترجلنا على مسافة بعيدة. ولما فكوا العصابة عن عيني وجدت نفسي بين مجموعة من الأطفال عرفت واحدا منهم فقط من أهل بلدتنا.
    <جلست مثلهم على الأرض موثقة اليدين مكمومة الفم، ثم وزعونا على أماكن أخرى. وفي اليوم التالي أعادوا عصب عيني، وشعرت بأنهم أركبونا في قارب. ولم أُبصر إلا حينما أزالوا العصابة عن عيني فإذا نحن على شاطئ بحر لم اعرفه في حياتي. سرنا فيه حتى بلدة قالوا ان اسمها جدة. فأفردوا البنات عن الصبيان، كل نوع في حظيرة. وبعد أيام أمضيتها في البكاء والعويل والضرب المبرح عرضوني على أحد الحجاج الحلبيين فاشتراني، وجاء بي الى حلب، وأطلق عليّ اسم سعيدة. وأمضيت في خدمة هذا الحاج سنتين تقريبا ذقت خلالهما الأمرّين، وكانت اصوات استغاثتي تصل الى الجيران> (شذى مصطفى، <الشرق الأوسط>، 1/3/2006).
    أي ألم أطبق على صدر هذه الفتاة المسكينة التي اقتُلعت من نعيم العائلة الى جحيم الاستعباد! أي كابوس راعب اكتنف حياتها ولم ينفك عنها حتى موتها! وكم تعذبت في رجائها الخائب وحنينها اللاهب الى العودة الى ديارها! وليس غريبا انها، في أيامها الأخيرة، حينما مرضت، راحت تهذي، ثم طلبت ان تسمع من جميع آل الكواكبي كلمة <العتق>. وقال لها سعد زغلول الكواكبي: أنت حرة، وأنت واحدة منا. ولما اشتد عليها المرض قبيل وفاتها في سنة 1946 كانت تردد: <أنا مشتاقة لأمي. آه، مَن يأخذني إليها. اكتبوا لها ان حجاب النور تموت... يمّا> (المصدر السابق نفسه).
    2 أم جعفر
    يروي جعفر بن السيد محسن الأمين مأساته بمرارة ولوعة وسخرية كالتالي: <والدتي افريقية سوداء سرقها عربي مسلم مع مَن سرق بين إناث وذكور من افريقيا الشرقية. لقد ساقهم في قافلة حزينة كما تساق المواشي الى مكة المكرمة. وكانت هذه هي الكأس الأولى من الغصص التي تجرعتها الوالدة. والكأس الثانية كانت في مكة المكرمة حيث يذهب المؤمنون (...). وكان من بين هؤلاء المؤمنين (...) السيد علي محمود الأمين وزوجته المفضلة بين زوجاته السيدة علوية، فعتقا رقبتيهما وغلاّ رقبة إنسانة بريئة، وجراها وراءهما كما تُجرّ الأضاحي الى شقرا ثم قدمتها هدية او باعتها لا أدري الى الوالد الذي كان في شقرا في ذلك الوقت وحيدا وعائلته في دمشق.
    <أثناء اقامة والدتي القصيرة في شقرا حملت من الوالد، ثم استُدعيت الى دمشق فحملتني معها. (وفي دمشق) طُردت من البيت. وكل ما أذكر، بعد ان فُرق ما بيني وبينها، أنني كنت أُستدرج خفية من قبل بعض الجيران فيقودني أحدهم من بيتنا في دخلة الشرفا الى بيت لصق بيتنا لآل الجمال حيث تكون والدتي قد قدمت إليه من سكناها الذي كنت اجهله ولا أزال، فألتقي بها فتضمني الى صدرها وأبكي وتبكي (...).
    <كم هي حرقة وحسرة ان يُفرق بين أم وولدها وهو الذي ليس لها في هذه الدنيا الواسعة من قريب إلا هو، هذا الطفل الذي لا يعرف بدوره معنى القبلة ولا معنى الحنان في هذه الدنيا (...). لقد أُبعدت عنها الى شقرا دون ان تتمكن من وداعي بنظرة او تزودني ولو بقبلة، وأنا وحيدها وفلذة كبدها ومبلسم جراحها. إني اتصورها وقد بلغها خبر إبعادي عنها فراحت تبكي وتنوح وقد اقفلت أمامها أبواب السماوات والأرض وليس أمامها إلا الجدران تناجيها وترفع إليها شكاتها. فيا للقلوب المتحجرة ويا للوحوش الكاسرة (...). وهكذا، بكل بساطة تموت أم ويُيتم طفل دون ان ترف لإنسان عين او يتأثر قلب او تُقرأ فاتحة او تُطلب رحمة. فإن كان هناك مَن مات عطشا فقد ماتت (والدتي) بأشد من ذلك، ماتت مقهورة وعطشى الى كل شيء. وإن كان هناك مَن يُسمى بسيد الشهداء فهي أميرة الشهيدات وقديسة القديسات. لقد قضت وفي قلبها حسرة وفي صدرها غصة، وكم حسرات في نفوس كرام> (انظر: جعفر محسن الأمين، <سيرة وعامليات> إعداد: أكرم جعفر الأمين، بيروت: دار الفارابي، 2004).
    معذرة يا إفريقيا
    لا ريب في أن العبودية كانت واحدة من أكثر مآسي التاريخ البشري بشاعة وانحطاطا. ولا شك في أن تجارة العبيد كانت عاراً لم تنج منه البشرية حتى الآن. وللأسف الشديد فإن بعض العرب جعلوا من المتاجرة بالأفارقة السود مهنة رابحة جدا. وبهذا المعنى أسهموا في هذه المأساة الإنسانية بنصيب وافر.
    ان قصة العبودية، في حد ذاتها، تراجيديا مروّعة جديرة بأن تروى وتُعاد روايتها باستمرار . أما فصولها الأولى فكانت تبدأ من أدغال أفريقيا التي ينتشر في أحضانها الباهرة بشر سود وادعون. وكان التجار المسلحون يطاردون هؤلاء السود فيقتلون من يحاول الهرب، ويلقون القبض على من قلّت حيلته وعثر حظه. وحينما يجمع التجار ما يكفي من هؤلاء الأسرى البائسين (ربما يصل العدد الى ألف) يبدأون رحلة العودة الى زنجبار وهم يسوقون قافلة بشرية لا تنفك باكية متألمة متعثرة، فيُربط <العبيد> في صفوف طويلة، وتُوضع رقابهم في أنيار خشبية، كما توضع السلاسل الحديدية حول كواحل أرجلهم. ولأن تجارة <العبيد> مرتبطة بتجارة العاج، فقد كان على <العبد> حمل قرون العاج على رأسه أو على ضهره في أثناء سيره المنهك الطويل، وكانت النساء يحملن أطفالهن على ضهورهن ويُرغمن، فوق ذلك، على حمل العاج أيضا. فإذا عجزت المرأة عن الاستمرار في حمل الطفل والعاج معاً، يُقتل الطفل أو يترك على الطريق. وإذا عجز <عبد> عن متابعة المسير يُقتل ويترك طعاماً للضباع والنسور. وبعد مسيرة أسابيع، وربما شهور، تصل القوافل الى الساحل. وهناك يجري تحميل <العبيد> في مراكب شراعية طول الواحد منها خمسة وثلاثون مترا فقط. وفي هذا المركب يُحشر ما بين مئتين الى ستمئة أفريقي، فضلا عن البحارة والحراس. ويُحشر السود كلهم في جوف المركب على رفوف من الخيزران لا يرتفع الواحد عن الآخر أكثر من متر واحد. وفي هذه الحال لم يكن ثمة متسع للجلوس أو الركوع أو القرفصاء. وكانت تعطى لهم وجبة واحدة من الطعام في اليوم عبارة عن كمية قليلة من الأرز المسلوق وكوب من المياه غير النظيفة. وفي أثناء الإبحار لا يتورع التجار عن إلقاء كل من يصاب بالمرض في البحر. وبوصول الرقيق الى زنجبار يكون هؤلاء جميعا في حال من الإعياء الشديد والجوع وتشنج الأرجل، ويحتاجون الى أسبوع، بعد النزول الى البر، لمد أرجلهم بشكل مستقيم. وبما أن تجار <العبيد> يدفعون رسوما جمركية للسلطات المحلية، فقد كان التجار يلقون بالعبيد المشكوك في قدرتهم على الحياة في البحر، والذي يبقى منهم أخيرا يباع من أصحاب المزارع في زنجبار وعُمان والجزيرة العربية.
    العبودية الجديدة
    في سنة 1998 قرأ الكثير من اللبنانيين، ودُهش القليل منهم، إعلانات تقول: <عرض خاص: نؤمن لكم خادمة سريلانكية بمبلغ 1111 دولارا بدلا من 2000 دولار> (لوموند دبلوماتيك الطبعة العربية، حزيران 1998). إن السريلانكيات، على سبيل المثال، هن رقيق هذا العصر في لبنان وبعض دول الخليج العربي. وهؤلاء صارت حكاياتهن نموذجية: يأتين بالطائرات ويعدن بالتوابيت. وما بين رحلتي الذهاب والإياب تمر سنون من العذاب الأليم، فيحتجزن في المنازل؛ فلا خروج ولا يوم راحة، ويحرمن من الطعام أحيانا، ويمنع عليهن استخدام الهاتف للاطمئنان عن أهاليهن في أثناء الكوارث، ويعملن ثماني عشرة ساعة على مدار سبعة أيام، وتنام الواحدة منهن فوق أرض المطبخ إذ لا مكان خاصا ولا خصوصية، ويصادر جواز سفرها ويتمرن بها جنسيا ذكور العائلة، وعند سفر العائلة تعار الى الأقارب، وفي نهاية عقدها لا يدفع لها أجرها، أو يدفع لها أجر أقل مما هو متفق عليه، وإذا شكت تتهم بالسرقة.
    نشرت جريدة <صنداي تايمز> في كولومبو عاصمة سريلانكا في 16/6/1996 قصة الخادمة السريلانكية <شارميلا> التي تعرضت للتعذيب ورش المبيدات في عينيها، فهربت. لكن أحد المسؤولين أقنعها بأنه سيعيدها الى بلادها، فاصطحبها الى فندق واغتصبها مرتين ثم أعادها الى غرفته في المركز الذي يعمل فيه، واحتجزها أسبوعا كاملا. وعندما عادت أخيرا الى بلادها كانت تحمل في أحشائها طفلة (النهار الملحق الأدبي، 21/6/1997). وفي تقرير أعده ماري أوديل وكزافييه فافر ونشرته <لوموند دبلوماتيك> (حزيران 1998) ورد أن السريلانكيات في لبنان يتعرضن للاحتقار والشتائم والضرب، ولا يلقين أي عناية طبية، فضلاً عن عمليات اغتصاب متكررة يرتكبها ذكور المنازل، وعندما يجدن أنفسهن حوامل من أسيادهن تضطر الكثيرات من هؤلاء البائسات الى دفع مبالغ طائلة للقيام بعمليات الإجهاض. وتروي خادمة سريلانكية اسمها <لينيكا> أن مخدوميها كانوا يجبرونها على العمل حتى ساعة متأخرة من الليل، وكانوا يقرفون منها بسبب لونها، فيطلبون منها الذهاب الى غرفتها في أثناء تناول الطعام. وقد استبدلوا بها خادمة أخرى وأعادوها الى مكتب الاستخدام. وفي مكتب الاستخدام احتجزت واغتصبت وضربت. أما الخادمة <دفيكا>، وهي سريلانكية أيضا فتقول إن 20? من اللبنانيين قد يكونون طيبين، لكن الثمانين بالمئة الباقين هم أقرب الى الوحوش (النهار، الملحق الأدبي، 21/6/1997). وعن أحد هذه الوحوش تروي إحدى الخادمات ما جرى لها على النحو التالي: كبلني الى كرسي، واحتجزني في الحمام. وبعد ذلك أخرجني ورماني على الأرض وضربني بأنبوب معدني إلى أن انسلخ الجلد عن ساقيّ وظهري. وقص لي شعري بينما كنت أتوسل إليه ألا يفعل لأن الشعر مصدر اعتزاز لنساء سريلانكا، ثم لف شعري المقصوص وحشا به فمي. كنت أتوسل إليه أن يرحمني من أجل ولديّ اللذين تركتهما في سريلانكا وجئت الى لبنان من أجلهما، وأنا لا أريد إلا أن أرى وجهيهما من جديد.
    ? ? ?
    هذه الوحشية هي سليلة الاستعلاء العنصري والادعاء الخرافي بالحضارة الممتدة الى ستة آلاف عام الى الخلف، لأن العنصرية والاستعلاء القومي مرض يتجاور، في معظم الأحيان، مع خرافة التفوق الحضاري على الأقوام المجاورة أو على الجماعات القاطنة بين ظهراني القوم <الأصليين>. وهؤلاء الذين ما انفكوا يعيدون الكلام المبتذل على التفوق الحضاري إنما هم ورثة لجماعات رثة من الزعران الذين برعوا في أمور السمسرة وتهريب المخدرات وصالات القمار والألعاب الممنوعة وتبييض الأموال وإدارة المواخير وتقديم الخدمات للسياح ولمحطات الاستخبارات معاً. وهذه العنصرية لا تظهر على هذه الصورة إلا في مثل هذه الجماعات الهمجية، وهي، في تكوينها، تضمر نوعا من الخسة وروح الاستقواء على الضعفاء واستفراد الغرباء.
    متى، إذن، يُصبح الاسترقاق جريمة سافلة يعاقب عليها القانون؟

    2006/06/02 السفير
                  

05-04-2010, 10:03 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: ماضي ابو العزائم)

    ـــــ
    هذه قصة عاطفية فهل من خلفها شيء؟!

    أظن ذلك..

    لما ظهرت إلينا في السطح في تلك السنين المتأخرة تلك ؟

    لماذا لم يهتموا في نشرها الأجيال الأولي لأحفاد الكواكبي؟


    من هم أسرة الكواكبي ذات نفسه؟

    تحياتي أستاذ ماضي
                  

05-04-2010, 10:09 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: emad altaib)

    إن كان كذالك فنشرها سلاح ذو حدين
    و أكيد ستسقط كل الاقنعة في النهاية

    لك التحايا أخى عماد
                  

05-04-2010, 12:31 PM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: ماضي ابو العزائم)

    عزيزي ،
    الرق في الإسلام؟؟

    هذا الكتاب اختفى من مكتبة والدي عليه السلام في أربعينات القرن الماضي . وجدته ، وقد نقش على ظهره إسم والدي "حسن العطار عثمان ساتي " بماء الذهب : وجدته في سبعينات القرن الماضي في مكتبة أستاذنا .....، عليه الرحمة ، الذي عرفت في ما بعد أنه كان مشهوراً ب"لطش" الكتب . استعرته منه دون أن أشير إلى حقيقة أني من الورؤثة الشرعيين لذلك الكتاب، حيث ان استاذنا لم يكن يعرف " العطار" ، وهو لقب والدي ، ضمن إسمي ؛ قرأته ثم أخذ "صاحبه" يطالبني به فأعدته له مستحياً ، له ، ومنه!!! أسجل هذه الحقيقة لعل بعضاً من أبنائه أو أحفاده يجد تلك النسخة فيعيدها لنا!!!!

    عزيزي ،
    كلنا يعرف قصصاً كثيرة مثل هذه في السودان . في تبوك بالسعودية ، تعرفت على جدة أحد السعوديين حكت لي ، وكانت حينها في ثمانيناتها ، أنها أخذت وعمرها لا يتجاوز الخمس أو الست سنوات من "بابنوسة" وجيء بها إلى رابغ فمكة فإلى وادي الدواسر . سألتها عن إسم عائلتهافقالت أنها لاتذكر شيئاً من ذلك !! لعلها كانت خائفة من أمر ما!!....والله أعلم.

    عزيزي ،
    جاء في النص :

    Quote: وكشف عن أعمال القرصنة والإتجار بالزنج الذين يخطفون من أفريقيا، حيث يهيئ التجار الإنكليز وسائل النقل إلى جدة ويودعونهم لدى مقاولين عرب لبيعهم في موسم الحج



    التجار الإنكليز ؟؟؟؟

    عزيزي ، الرق في شرق إفريقيا الذي يعرف عند العرب والمسلمين بإسم الحبشة أي بلاد الأحباش ، ذوي الحُبْشة ، أي السمرة الكَدِرة، أو بلاد السودان ، ذوي البشرة السوداء- إرتبط الرق في تلك البلاد تاريخياً بالعرب والمسلمين ، وهذه حقيقة لا يجادل فيها إلا مكابر. الإنجليز لم يدخلوا في ذلك إلا بآخرة، وإقلعوا عنه فحاربوه بينما ظل العرب والمسلمون يلغون ، حتى وقت قريب ، ذلك الإطار الآسن !! لماذا لا نقر ، نحن السودانيين ، بأن الرق لم يدخل بلادنا ، على نطاق واسع، إلا بعد حملات إبن أبي السرح ، وانه أخذ بعده الدولي بعد الفتح المصري "الشقيق" للسودان في عهدالباشا محمد علي؟؟ ولماذا ننكر أن الثورة البرجوازية في الدول الغربية ، الإستعمارية ، هي التي أحذت على عاتقهاالنضال من أجل تحرير العبيد في أفريقيابعد أن نجحت في ذلك في بلادها؟؟؟؟

    الأسئلة كثيرة حول هذا الموضوع الذي أخذ الحديث فيه طابع المحرمات Taboo؛ لكن فتحه بالشفافية اللازمة قد يعين على فتح الجراح التي أرمت على صديد استوجب التنظيف والإزالة حتى يتعافى شعبنا ، و تتعافى بلادنا جسداً وروحاً.


    تحياتي
                  

05-04-2010, 12:37 PM

dardiri satti

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 3060

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: dardiri satti)

    Quote: وإقلعوا عنه


    بل :

    وأقلعوا عنه!!!


    تحياتي
                  

05-05-2010, 06:44 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طفلة سودانية صغيرة ألهمت عبدالرحمن الكواكبي كتابه «الرق فى الإسلام» (Re: dardiri satti)

    نعم أستاذ درديرى إنه موضوع ضربت حولة الكثير من المحاذير على المستوى الرسمى و العلنى
    و إن كان يننفس بيننا و تمدد حتى شمل قبائل برمتها و لم ينحصر فى فئة محددة تاريخيا
    و طغت فية العادة على المعتقد حتى أصبح يلاحق حتى الاجيال الحديثة من نسل هؤلاء
    إلى حد كبير مما زاد وقود التعنصر و الجهوية و الامثلة على ذلك حاضرة بيننا تتلون
    و تتشكل لكن نهج الفكر واحد. حتى أصبحنا مسخ مقبول عربيا على مضض و مقبول أفريقيا بمرارة
    ولى عودة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de