دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع..
_انت انسانة ما طبيعية _الحمد لله الذى لم يجعلنى من زمرة الطبيعيين أمثالك, الذين لا لذة لهم الا افقاد الآخرين صوابهم. _لا فائدة من الكلام _طريقتك المعتادة فى الهرب!! تنحسر خطوات جدران الغرفة الواسعة ذات اللون الازرق رويدا رويدا بعد أن كادت تطبق على أنفاس السرير وتحطم أضلعه, يبتسم لاهثا أثاث الغرفة الأبيض ذو الطراز الفرنسي الفاخروكأنه أضحى فى مأمن بعد مطاردة ضارية, نمد فى وقت واحد وبآلية مملة أيدينا الى جانب السرير كل ليطفىء ضوء الأباجورة فى جانبه , ينزلق الضوء كثوب حريرى عن جسد المرايا القائمة بطول الحائط فى الجهة المقابة للسرير.ولا يتبقى منها الا لمعة حالكة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
إن كان هذا اوله فحتما آخرة مدرار.. وعلى الرغم من اتساع (شبحة الخطو) .. وانتقالاته السريعة ما بين الجسد وحافة العقل.. كمن يستعجل بلوغ محطة الوصول.. لم تفقد تحكمها في في ضبط إيقاعا ت أنفاسي.. ذهني الآن يبدوا أكثر توهجا ونشاطا وأستعدادا لمزيد من الحقن .. .. جلوس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: وانتقالاته السريعة ما بين الجسد وحافة العقل.. كمن يستعجل بلوغ محطة الوصول.. |
العزيز محمد على طه الملك ..|الف مرحب بخطو ذهنك المتقد وأتمنى أن تكون المسافة هنا أقصر من التى بين الجسد وهاوية العقل وأكثر اتساعا من التى بين الجسد والجنون
تقديري ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع
غربة من فوقها غربة من تحتها غربة, ان أبصرتُ الركام داخلى ..ظننتنى لا أنتمى اليَ. أما شقيقي علاء فقد أصبح هو الآخركومة متحركة من الركام, ركام لم يستطع أن يحتويه بداخله كما فعلت لزمن طويل خلت كل ثانية فيه عمرا, وما أقسى أن تشهد بذرة عمر تتفتق بين يديك طفلا غرا تنظر ضحكاته وحبوه ومشيه وشبابه ثم تمتد يد من المجهول لتدهسه بمرض لعين أو عاهة لا ينفك منها, الفرق الوحيد بينى وعلاء أنى تأخرت قليلا فى الالتحاق بموكب الركام , لعل النساء تظن أنهن يمتلكن صبرا و مهارة أكبر على التجمل, ولا يدرين أنهن مهما أخفين تجاعيد بؤسهن بمساحيق الكلمات المنمقة والضحكات المفتعلة الهشة , فلن يصمدن الى الأبد وهاهى ورقة التوت أحيلها وبكامل اختيارى ورقا مصقولا يقرأه الجميع ويقرأؤن ما وراءه من حقائق غير مصقولة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
Quote: وهاهى ورقة التوت أحيلها وبكامل اختيارى ورقا مصقولا يقرأه الجميع ويقرأؤن ما وراءه من حقائق غير مصقولة. |
إذا هو الطوفان .. وعلينا إعداد زوارق النجاة .. قالها العقاد من قبل .. خذوا دنياكم هذى ... وأغرقنا في عبقرياته..
صدقيني .. إن لم يكن في دنيانا ما يعكر صفوها .. ويبعثر مشاعرنا.. ويحبط آمالنا .. ويدعو لحيرتنا.. وتخبطنا.. ويأسنا .. وحزننا.. وبأسنا .. وغدرنا .. لما كانت لك في الأصل حاجة لورقة التوت.. فمسالب الدنيا هي التي حببت إلينا إيجابياتها .. وإيجابياتها هي التي غرست فينا حب المقاومة.. لنُفضَل البقاء علي الفناء.. متلذذين بهذه المقاومة .. نجحنا ام لم ننجح.. لأنها تشعرنا الى حد معقول بإمتلاكنا لذواتنا.. .. إنه خط الإستواء .. لولاه لما ارعدَت السماء.. ولما فاض نهر بالحياة .. ولما اخضوضرت شجرة التوت بعد يباس. فامطري أين وكيف تشائين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: محمد على طه الملك)
|
يا سلام يا روزمين. وأنت تدلفين إلينا بخطى يراعك الشامخ المليئ بالكبرياء و الأنيق.
أهطلي علينا...
تواقون نحن لغيمك المدرار... الذي لا يحده إلا حيز الفضاء الذي حوله..
سااامق يولج منه زلال صادق..
محبتي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: متلذذين بهذه المقاومة .. نجحنا ام لم ننجح.. لأنها تشعرنا الى حد معقول بإمتلاكنا لذواتنا.. |
الله عليك هى تلك.. اللذة فى المقاومة , اللذة فى الألم, اللذة فى أن تكتب وان اتبعت فعل الكتابة بحريق يلتهم عصارة روحك أو كما اعتقدت اللذة ان ترقص وأن تدور حتى تسقط وان لم تتلقفك أحضان الارض _من لا يسطتيعون اكتسابها- يعدون فقراء من نوع آخر (ربنا يغنينا..لم نقنط من رحمته قط) شكرا لتزيين البوست بالكتابة العميقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع...
اتصل بى علاء قبل أسبوع ,رغم فرحى بسماع صوته , الا أن صوتى قد بدا محبطا باهتا رغم تحميلى له كل الشوق واللهفة التى تراكمت حيال غيابه الطويل , لا أستطيع أن أكذب على من أحب لأعتقادي أن من نحبهم قادرون على رصد دواخلنا تماما والتنبؤ بالطقس الذى ستسفر عنه ردود أفعالنا غيما,رعدا, برقا ,أو حتى ريحا لا تبقى ولا تذر, لذا الكذب عليهم مخاطرة نتائجها معلومة مسبقا. لم يقنعه تحججي بأنى مرهقة من العمل وكنت (نبطشية) الليلة السابقة ولم أعد الا فجر اليوم. -أنت غير سعيدة -وهل أنت سعيد؟ وهل هم سعداء؟ هل من أحد على ظهر هذه الأرض سعيد, أكاد أجزم انه لا وجود لسعيد عدا الذين يحملونه اسما على الأوراق الرسمية. رغم مرور عشرة أعوام على زواجي, الا أنه ما زال يعد نفسه المسؤول الأول عن تعاستى, ويرى أنه لم يكن لى أبا عوضا عن أبي الذى لم يلعب دور الأب فى حياته. فطفقت أبحث عن ذاك المفقود...
(عدل بواسطة rosemen osman on 08-16-2009, 02:21 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع
أتذكر عندما كنت صغيرة وأمى تدفعنى وعلاء أن ننام باكرا, كنا ندرى أنها تحاول تجنيبنا رؤية أبى عندما يأتى ثملا متسخا , ملطخة قدماه والجزء الأسفل من بنطاله بالطين والوحل, تفوح منه رائحة العرقى التى تبقى عالقة فى كل مكان حتى صباح اليوم التالى وكأنها تأبى أن ترحل قبل أن تحفر فى ذاكرتنا رائحة كالوشم. فور دخوله تحاول أمى سحبه وسحب الضجيج المصاحب لدخوله الى داخل غرفتهما, يعلوصوتيهما ثم تستدرك أمى الأمر وتحاول تهدئته بعد أن يكون قد شتمها وأخوالى وأى فرد من أهلها ثم يبدأ بالبكاء أو هكذا خيل اليَ حينها.. - ما علشاني أنا, علاء وهالة كبروا حرام يشوفوا كل يوم أبوهم بالمنظر دا -000أمك و000أمهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: Ishraga Mustafa)
|
من هو المطر ؟؟؟ اليغسل المسافات ووجه الاصيل من عتمة ظلال الافق البعيد... لن يسكن الماضي الا انية الحاضر ..وعلي اعتاب ابواب الحروف..يلبس المستقبل معاطف الفصول كلها ..وينتظر.. من الذي ...يحس بدوران الارض حول نفسها ..بسرعة ١٦٦٧.٨ كلم في الساعة ....ما زلت ابحث في جنون عن صوت الهدير ورزاز تلك السحب...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: salah ismail)
|
يا صلاح
الساعة الآن أوان المطر.. أوان الفرح والغيمات البتفارق الورق وتسكن سموات أوسع وتروي عشب الروح سعيدة جدا بأزمنة الرحيل..الف مبروك ياخي ولو وصلتك النسخ ..يا ريت ترسل لى نسخة مع كوجان الشين-
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع..
تمضى السنون بأنانية قاسية بعد أن تأخذ فى حقائبها أى شىء عدا الحزن والذكريات المؤلمة فالحزن طاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم وانما تتغير كيفا لتتخذ أنماطا مغايرة تتناسب وكل مرحلة. لم تكتف أمى بترجيه والتوسل اليه فقط فكلما طرق مسامعها صيت شيخ أو فقير ,ذهبت اليه وكنت مرافقتها, أحيانا تكون رحلتنا قصيرة اذا كان الشيخ فى نفس المدينة وأحيانا نضطر الى السفر خارجها والعودة فى نفس اليوم بالمواصلات المتاحة حينها , البوكس ,البنطون أوالمركب, تتضرع أمي للشيخ وتقبل يده وتشكو اليه حال أبى وكيف أن كل نقوده يصرفها على الشراب وستات العرقى وأمنيتها فى الحياة أن يهديه الله بفضل دعوات أوليائه الصالحين, ونعود آخر النهارمحملتين بدعاء الشيخ وبركاته و( البخرات والحجابات وقناني المحايات), وعشب الحيرة يتكاثر..يتكاثر.. فى ذهني : لم لم تسلك تلك الدعوات طريقها الى السماء بدلا عن مرافقة كل ملحقات الشيخ برائحتها التى لم أكن أحب الى بيتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع
على الطائرة المتجهة الى باريس,القيت بحقيبتى فى المكان المخصص لها أعلى الكراسي, وبجسدي على الكرسي المجاور النافذة, وبالهدوء الذى كنت أنتظر ورائي, فقد جلست جواري سيدة تبدو فى بداية الثلاثينات وطفليها الجميلين المشاغبين, غدوت أفكر فى (الكورس) المكثق الذى سألتحق به في مدينة استرابيرج , وبدأ نمل القلق والملل عمله الدوؤب داخلى أعرف جيدا نوعية تلك الكورسات,فقد سبق وأن التحقت بآخر منذ عامين بانجلترا, صحيح أن مدته لم تتجاوز الأربعة أيام, الا أنها بدت كأربعين يوم, تبدأ المحاضرات منذ الثامنة صباحا وتمتد حتى الخامسة لا يتخللها الا فترتي استراحة قصيرتين احداهما للشاي والقهوة وأخرى للغداء,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
يتبع
فى قاعة المحاضرات والتى ضمت ثلاثون جراحا من مختلف البلاد أتيت متأخرة كعادتي فجلست فى الصف الخلفى وبدأت بالقاء نظرة سريعة ..على الحاضرين عليً المح وجها أسمر أو شعر مجعد هنا أوهناك هذا الأسمر هندي وتلك افريقية لكنها ليست بسودانية وذاك يبدو برازيلي وفجأة..فى آخر الصف الذى أجلس فيه جهة اليمين لاح لى وجه أحفظه كما وجهي تماما كان مصطفى هناك ..لم أصدق عيني ربما..أحد يشبهه ..فأنا لا أري الا جانب من وجهه لا..لا يمكن أن يكون الشبه الى تلك الدرجة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
Quote: جسد على حافة العقل... |
عنوان....يختصر....ما حكيتى و ما سوف تحكين...
أستمتع...به..وحدى....كالجسد المترهل على حقائق ....العقل....الذى... لايتعب...الا أن يتِعب...بيته...المسكون..
الزمان..أصبح يمضى...بلا عنوان....
ديماجوجيته....
و انسانيته.....
و تعبه...ليست جسداً....بل....مسكون...بذلك العقل "الراجح"
*************
حكى متفرد.....
واصلى يا زولة...
صديق - الدوحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: Siddig A. Omer)
|
يتبع
_لم تتغيري كثيرا, كيف أفلتى من قبلة الزمن التي تترك على كل الوجوه آثار شفاهها -ربما لأني أتوكأ على عصا أوراقي كلما أثقلت ظهري الأحزان, وأهش بها على شياطيني ولي فيها مآرب أخرى _أشتاقك جدا يا ست الناس _ست الناس؟؟-أما زلت تذكر ..الآن أيقنت أنك لم تتغير أبدا _وهل ينسى ابن آدم الجنة التى كانت ستكون مقامه الأبدي, أود ان أعرف أخبارك وماذا فعلت بك الحياة , , وما فعلته بها -وهل نملك من أمرنا شيئا حتى نملك من أمرها _أين تقيمين؟ _هنا فى ريجنت كونتيدس هوتيل ,ليس ببعيد عن الجامعة _اذن سأمر عليك عند الثامنة والنصف مساء, هل يناسب؟ _سأكون بانتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: Siddig A. Omer)
|
صديق (القاعد بعيد ) مش كدة شفتا صور الناس الجميلة بالدوحة فى البوست المعنى.. وأمنيتى أن أتشرف بملاقاتهم يوما ما..
الف شكر على المتابعة والمداخلة الجميلة وكل سنة والجميع بخير سلام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
Quote: ترسل لى نسخة مع كوجان الشين- |
THANKS.......
BEAUTY AND THE BEAST !!!
TO FOLLOW
يتبع ...
وكمان عايزاني ارسل ليك الكتاب ؟؟؟؟؟؟؟
سمح ورمضان كريم.....
_______________ الله في....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: حبيب نورة)
|
سلامات كوجان :) الكتب وعليها اثنين ثلاثة هدية كمان ..
حبيب الكل ..شكرا للمرور رغم مسولياتك الجسيمة فى رابطة المعجبين :) يا حليلك والله بقيت وود الموج فى سرج واحد ( المكسرين)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
Quote: الفصل الأول:
يعبرني كقطار لا يعنيه من أمر المحطات شيئٌ, يعانق القضبان بمزيج من الحنو والصلادة لا تصدر عنه الا همهمة متتابعة رتيبة لا يتغير نسقها مهما تآمرت عليها. لا أدرى لم أشبهه بالقطار أو أشبه القطار به , لكني طالما تخيلت القطار مرتديا نظارة كتلك التى له, تتستر على اختلاجات عينيه ويقرأ بها صفحات من كتاب قبل أن ينام ويتوسد محطته الأخيرة , كثيرا ما تخيلت القطار رجلا فوق الستين متزنا حد التزمت .. يضرب بسياط نظراته المتذمرة من تتعالى قهقهاتهم على ظهره أو من يتبادلون النكات البذيئة واللمسات غير البريئة , كثيرا ما تخيلته قاسيا ..أنانيا فى انضباطه ومواعيده ومسيره من غير توقف .. يوجه ناظريه للأمام دوما ولا يلتفت ليدرك كم الأجساد التى مر عليها ولم يترك منها الا رائحة جلد تتنشقه الأرض عله يرتق ثوب حزنها
_انت انسانة ما طبيعية _الحمد لله الذى لم يجعلنى من زمرة الطبيعيين أمثالك, الذين لا لذة لهم الا افقاد الآخرين صوابهم. _لا فائدة من الكلام _طريقتك المعتادة فى الهرب!!
تنحسر خطوات جدران الغرفة الواسعة ذات اللون الازرق رويدا رويدا بعد أن كادت تطبق على أنفاس السرير وتحطم أضلعه, يبتسم لاهثا أثاث الغرفة الأبيض ذو الطراز الفرنسي الفاخروكأنه أضحى فى مأمن بعد مطاردة ضارية, نمد فى وقت واحد وبآلية مملة أيدينا الى جانب السرير كل ليطفىء ضوء الأباجورة فى جانبه , ينزلق الضوء كثوب حريرى عن جسد المرايا القائمة بطول الحائط فى الجهة المقابة للسرير.ولا يتبقى منها الا لمعة حالكة. يعطى كلانا ظهره للآخر, أبتسم بكبرياء المهزوم الذى رغم ترهل فمه بابتسامة مرسومة , الا أن عينيه تفضحانه بالدموع وشفاهه بارتعاشة سريعة ,أردد فى سري أبياتاً لمايا آنجليو...
قد تذكر فى صفحات التاريخ أننى مجرد نكرة بسخريتك وحيلك الملفقة قد تطأنى بقدميك تأففا لكني تماما مثل الغبار سأظل أصعد , أظل أسمو ............... الم يعجبك استعراضي الجنسي (كل ما هنالك أننى كالمفاجأة أرقص وكأن أحجار الماس ترصع ما بين فخذي)
غربة من فوقها غربة من تحتها غربة, ان أبصرتُ الركام داخلى ..ظننتنى لا أنتمى اليَ. أما شقيقي علاء فقد أصبح هو الآخركومة متحركة من الركام, ركام لم يستطع أن يحتويه بداخله كما فعلت لزمن طويل خلت كل ثانية فيه عمرا, وما أقسى أن تشهد بذرة عمر تتفتق بين يديك طفلا غرا تنظر ضحكاته وحبوه ومشيه وشبابه ثم تمتد يد من المجهول لتدهسه بمرض لعين أو عاهة لا ينفك منها, الفرق الوحيد بينى وعلاء أنى تأخرت قليلا فى الالتحاق بموكب الركام , لعل النساء تظن أنهن يمتلكن صبرا و مهارة أكبر على التجمل, ولا يدرين أنهن مهما أخفين تجاعيد بؤسهن بمساحيق الكلمات المنمقة والضحكات المفتعلة الهشة , فلن يصمدن الى الأبد وهاهى ورقة التوت أحيلها وبكامل اختيارى ورقا مصقولا يقرأه الجميع ويقرأؤن ما وراءه من حقائق غير مصقولة. اتصل بى علاء قبل أسبوع ,رغم فرحى بسماع صوته , الا أن صوتى قد بدا محبطا باهتا رغم تحميلى له كل الشوق واللهفة التى تراكمت حيال غيابه الطويل , لا أستطيع أن أكذب على من أحب لأعتقادي أن من نحبهم قادرون على رصد دواخلنا تماما والتنبؤ بالطقس الذى ستسفر عنه ردود أفعالنا غيما,رعدا, برقا ,أو حتى ريحا لا تبقى ولا تذر, لذا الكذب عليهم مخاطرة نتائجها معلومة مسبقا. لم يقنعه تحججي بأنى مرهقة من العمل وكنت (نبطشية) الليلة السابقة ولم أعد الا فجر اليوم. -أنت غير سعيدة -وهل أنت سعيد؟ وهل هم سعداء؟ هل من أحد على ظهر هذه الأرض سعيد, أكاد أجزم انه لا وجود لسعيد عدا الذين يحملونه اسما على الأوراق الرسمية. رغم مرور عشرة أعوام على زواجي, الا أنه ما زال يعد نفسه المسؤول الأول عن تعاستى, ويرى أنه لم يكن لى أبا عوضا عن أبي الذى لم يلعب دور الأب فى حياته. فطفقت أبحث عن ذاك المفقود... أتذكر عندما كنت صغيرة وأمى تدفعنى وعلاء أن ننام باكرا, كنا ندرى أنها تحاول تجنيبنا رؤية أبى عندما يأتى ثملا متسخا , ملطخة قدماه والجزء الأسفل من بنطاله بالطين والوحل, تفوح منه رائحة العرقى التى تبقى عالقة فى كل مكان حتى صباح اليوم التالى وكأنها تأبى أن ترحل قبل أن تحفر فى ذاكرتنا رائحة كالوشم. فور دخوله تحاول أمى سحبه وسحب الضجيج المصاحب لدخوله الى داخل غرفتهما, يعلوصوتيهما ثم تستدرك أمى الأمر وتحاول تهدئته بعد أن يكون قد شتمها وأخوالى وأى فرد من أهلها ثم يبدأ بالبكاء أو هكذا خيل اليَ حينها..
- ما علشاني أنا, علاء وهالة كبروا حرام يشوفوا كل يوم أبوهم بالمنظر دا -000أمك و000أمهم
بيتنا يتكون من غرفة وصالة فى الفناء الخلفى لبيت جدي لأبى, كنت وعلاء ننام فى الصالة التى تحوى سريرين وكرسيين ومنضدة خشبية عريضة وجها يبدو كوجه مجرم لا يخلو سنتمتر منه من ندب أو أثر جرح غائر. لم يكن لدينا مطبخ ولا حمام منفصل وفى كل مرة نحتاج الى الحمام كان لا بد من عبور زقاق ضيق يفضى الى الحمام الموجود فى الفناء الأمامى المشترك لكل أفراد العائلة المكونة من عمى وعماتى الثلاث وجدى وكذلك فى وقت تناول الوجبات كنا نعبر نفس الزقاق. فى غرفة نوم أمى كان يوجد رفان خشبيان صنعهما النجار الموجود فى الحى وثبتهما على الحائط بمسامير استشرى فى جلدها الصدأ كطفح جلدي, حالها حال كل الاشياء حولى والتى لم تنج من آفة ما , على الرفين وضعت أمى بعض الأوانى البسيطة وعلى منضدة حديدية كان يوجد البوتجاز ذو العين الواحدة لتسخين اللبن وعمل الشاي وبجانب المنضدة أنبوبة الغاز اللعينة التى تفجرت فى وجه حاضرنا ومستقبلنا ولم تبق لنا الا مسخاً مشوهاً نلمحه خلف الزجاج القاسي الذى يسكن محجر عيون الآخرين و فى زجاج المرايا التى تصرخ فى وجوهنا كلما رأتنا: - أمكم انتحرت ولم يكن موتها حادثا . |
أختي الحبيبة روز قريت لحدوت هنا هذا النص يقرأ من عدة زوايا ، وحسب إنعطافات النفسية ويخضع لمزاجية القارئ التي تحدِّد هي فقط جنسهُ الأدبي مع أنني أجدني متواطئ معك في حقيقة الأمر ، لم تشغلني اللغة كثيراً هذه المرة و أنا أتسكع فيه ، بقدرِ ما شغلتني التلقائية في السرد والتي أقتفيت أثرها بحرفية قارئ وليست مهنية ناقد تلكزني نفسية محبة وعاشقة ومدركة لبواطن الجمال . الشئ الذي لاحظته هو أن هذا النص لا يوجد به سيناريو محسوس لقارئ عادي ، أنا شخصياً قد أشيد و أبني السيناريو الخاص الذي أحسهُ من خلال إحساسي بالنص أو من تنبُّؤي بإنثناءات البنية السرية لهً.. السيناريو الذي ألمح ظلالهُ هنا شديد الذكاء ذلك النوع من الذكاء الذي يتغابي علي كل محاولة تقليدية للسرد
قد اكون خرمجت بفعل الصيام الذي أنا برلوم فيه ولا تتعدّي خبرتي فيه بضعة رشفات حلو مر.. ولكن حتماً سأعود مرةً أخري !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: حبيب نورة)
|
Quote: قد اكون خرمجت بفعل الصيام الذي أنا برلوم فيه ولا تتعدّي خبرتي فيه بضعة رشفات حلو مر.. ولكن حتماً سأعود مرةً أخري ! |
يا شيخنا يس رضي الله عنك دى حالتها خرمجة صيام .. شكرا يا صديقي على القراءة .. فخرمجة الكتابة أعلاه لا يستقيم نسقها الا بالقراءة والنقد والنقد والنقد... وهو ما نفتقد هنا .. سعيدة بك يا صديقي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: وجن)
|
(يتبع)
مصطفى ذلك المعجون من طين ونور , انساني كما يجب أن نكون وملائكي كما نتخيل الملائكة ,وهل كل الملائكة طيبون؟لا أدرى..لكنى أجزم أنه من فئة الطيبين منهم . التحاقى بالجامعة وايداعي خزانة احدى الداخليات الحكومية التى تحمل اسم أحد الشهداء رغم أن أحد الشيوخ قد أسقط صفة الشهادة عن قتلى حرب الجنوب , على بوابة الداخلية كما على بوابة الجامعة جعلوا بضع من السيدات ,خريجات المشروع الأسلاموى الحضارى.. يطلق عليهن بالمرابطات ولعله مشتق من المرابطات فى سبيل الله ..فكل المسميات والهتافات أصبحت مستوحاة من ثقافة الحرب والجهاد, وكنا نسميهن تندرا الرباطيات لشدة ما يبرعن فى الأيقاع بنا واذلالنا ... مازلن يلاحقنني فى نومي كقطط سوداء مسعورة تنوء استدراة عيونها بحمل ما كانت تحمله عيونهن من غل وتسلط . وسكنا سجنا لا بل ودفعنا ثمن الأقامة فيه.. أن تكون نزيلا فى غرفة تحوى ثمان من الانفس أو أكثر بكل افرازاتها المادية والمعنوية واختلافاتها البيولوجية والفكرية... أن نتراكم يوميا قبل أن ننام لنوقع فى دفتر الحضور... ونتراكم مرة أخرى لندفع سعر وجبة ردئية غارقة فى الدهون فى صحن المونيوم صغير مطرق الجوانب يبدأ بالتراقص بمجرد وضعه فى الطاولة و قد ينكفئ بما فيه أثناء الأكل ان لم تحسن الأمساك بجوانبه. كان يومي الخميس والجمعة بمثابة العيد لكل الطالبات حيث يؤذن لنا بالمبيت خارجا مع أسر أقربائنا فى العاصمة.. وكان عيدي الأجمل بالمبيت فى منزل حاجة علوية خالة والدي وأم الدكتور مصطفى كما كانت والدته تحب أن تناديه , لمصطفى أخت واحدة (منال) متزوجة ومقيمة معهم فى المنزل, وأخ أكبر منه يعمل بالخليج منذ تخرجه. لم نكن نلتقى وأسرة مصطفى الا لقاء عابرا فى المناسبات العائلية الكبيرة, لكن بزياراتي المتكررة أدركت أن مصطفى ليس بغريبا أو بعيدا كما تخيلته وأنه لم يكن الا بحيرة تفجرت عينها من هنا من عقلى لتغسل عنه جدبه وسكونه المميت ولتغسل عن جسدى حزنه ووحدته, يعرفنى عليه ,يكشف لى عن أسراره ومخابئه السرية وطرقه المتعرجة وكأنه عرف الطريق الي وسكننى منذ الاف السنين, وهأنا أعيد النظر فى هذا الجسد الجديد الذى تلبسني وودعت القديم الذى أعرف أو حسبتني أعرف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
Quote: يكشف لى عن أسراره ومخابئه السرية وطرقه المتعرجة وكأنه عرف الطريق الي وسكننى منذ الاف السنين, وهأنا أعيد النظر فى هذا الجسد الجديد الذى تلبسني وودعت القديم الذى أعرف أو حسبتني أعرف.
|
روزه يا حبيبه سلامات ومشتاقين
واصلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
العزيزة: روزمين تحيّة طيّبة
قرأت النص الآن فقط، وبدأتُ الاستمتاع به، ولا أكاد أصدّق أنها التجربة السردية الأولى لكِ. إن محاولة نقد النصوص غير المُكتملة يبدو كتشذيب اللبلاب (كما تقول الأستاذة منى أحمد)، ولكن شدّني إلى هذا النص السردي أنه يهزأ كثيراً بفضاء الزمان والمكان، أو فلنقل أنه يتفنن في الانتقال بينهما، فاللقطة الأولى من النص سرد سريالي لمعشوق أناني أحسنتِ تشبيهه بالقطر، ثم انتقال تدريجي موفق لأنه غير مُربك إلى صورة (علاء) وبالتالي الانتقال إلى مستوى آخر من أشكال العلائق الإنسانية، وهذا الانتقال غير مُربك بفضل القرينة المعنوية (إحساس علاء بعدم سعادة البطلة) وعلاقة هذا الشعور بوصف البطلة للمعشوق الأناني ورتابة العلاقة بينهما. تظل هنالك حلقة مفقودة عنوة بوشائج التشويق السردي، وهو تكنيك جيّد ومحترف، ثم الانتقال من هذا المشهد إلى مشهد استرجاعي Flashback لحكاية الأب السكّير وهو انتقال سردي مهم جداً، لأنه يترك للقارئ متعة لملمة أطراف الحكاية غير المشاهدة، وبالتالي محاولة بناء سايكولوجية شخصيات الرواية، ثم في النهاية مشهد سينمائي توصيفي للمنزل وما يرتبط به من مظاهر مادية تُعطي للقارئ انطباعاً مقصوداً بالحالة الاقتصادية العامة للمنزل وسُكانه، ثم العودة مرّة أخرى إلى مشاهد الأب السكّير ومحاولات الأم وسعيها الحثيث لإخراجه مما هو فيه بالذهاب إلى المشائخ والأولياء، وهو مشهد إنساني جميل يُدلل برفق على قضية الثقافة الشعبية والاعتقاد بالشيوخ وأولياء الله الصالحين، ثم الانتقال إلى مشهد آخر وهو السفر إلى باريس ثم الالتقاء بالمعشوق (مصطفى) وأخيراً إفراد مساحة خاصة لهذه الشخصية وتناولها في محاولة لربط القارئ بهذه الشخصية وعلاقتها بالبطلة.
إن تكنيك الانتقال بين المشاهد داخل الرواية هو تكنيك احترافي وجميل، يُخلّص القارئ من سطوة السرد الحكائي المستمر المتواصل، ولكنه –في الوقت ذاته- ينطوي على مخاطرة كبيرة جداً، لأن مسألة الربط الموضوعي المستمر بين هذه المشاهد وحتى نهاية الرواية أمر ليس باليسير، وهو مدخل كبير من مداخل الانفلات الروائي، وهو ما يقع فيه كثير من الروائيين (حتى المحترفين منهم)، فهو يُعتبر امتحاناً حقيقياً لقدرة الروائي على الإمساك بخيوط الرواية والمشاهد والشخصيات، وبالتالي الالتزام –حدّ الصرامة- بالحبكة الروائية، وهنا أعني تماماً اتساق الشخصيات بالأُطر النفسية والشكلية في كل مشهد، وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق؛ إذ أنه من المتعذر على الكثيرين الإيفاء بشروط كل شخصية من الناحية النفسية والاجتماعية.
هنا بالتحديد تظهر قدرة الروائي المتيقظ في امتلاك زمام كل شخصية وبالتالي السيطرة على مواقفه وانفعالاته داخل كل مشهد، لأن القارئ يتناول هذه الشخصيات على حدا، في حين أن الروائي يتعامل مع النص الروائي ككتلة واحدة، ينظر فيها إلى الشخصيات كأدوات يُحركها نحو هدف مُحدد، وفي سبيل ذلك قد يُخفق في تجسّد كل شخصية، أو قد يُخفق في تفعيل كل شخصية بما يتناسب ومكوناتها النفسية حسبما يُتاح في كل مشهد أو على الأقل في أيّ مشهد من المشاهد.
وكثيراً ما ينجرف الروائي وراء السردية فيُسقط وراءه خيوطاً لم يُكمل نسجها بما يتوافق مع شهوة القارئ للمعرفة عن كل شخصية ودورها في النص الروائي، أو قد يُضطر إلى اختراع شخصيات تدخل المشاهد ولكنها لا تخدم النص الروائي ككل.
أجد أن اللغة الروائية المستخدمة في هذه الرواية جيّد جداً رغم الأخطاء الإملائية وبعض الأخطاء النحوية الواردة فيه، إلا أنني هنا أود أن أُشير إلى بعض النواحي المتعلقة باللغة والخيال الروائي.
يبدو أن تأثر الكاتبة بنسق الخطاب القرآني واضحاً، وهي تُوظفه داخل النص بشكل جيّد فنراها تقول مثلاً: + (غربة من فوقها غربة من تحتها غربة) + (أو حتى ريحا لا تبقى ولا تذر) + (وأهش بها على شياطيني ولي فيها مآرب أخرى)
الاستفادة من الخطاب القرآني، والتأثر به واضح جداً لدى الكاتبة، وأعتقد أن بقية النص به العديد من الأمثلة المشابهة، والحقيقة أنّ هنالك عدداً لا بأس به من الكُتاب الذين يحاولون الاقتباس من الخطاب القرآني والإفادة منه، وهو يدل على تمكّن الكاتب من اللغة، وتشبّعه بالحس الدلالي بشكل يخوّله من صياغة اقتباساته بصورة ناجحة ومفيدة للنص.
كذلك فالنص احتوى على تصاوير ذهنية فائق الدقة، تُشعرك بسينمائية المشهد كقولها مثلاً:
+ (ينزلق الضوء كثوب حريرى عن جسد المرايا القائمة بطول الحائط فى الجهة المقابة للسرير.ولا يتبقى منها الا لمعة حالكة)
+ (ومنضدة خشبية عريضة وجها يبدو كوجه مجرم لا يخلو سنتمتر منه من ندب أو أثر جرح غائر.)
+ (وثبتهما على الحائط بمسامير استشرى فى جلدها الصدأ كطفح جلدي)
فلو أخذنا الجُملة الأولى مثلاً، لوجدنا الكاتبة تحاول تصوير مشهد إطفاء الإنارة في غرفة النوم، وتأثير زوال مصدر الإضاءة على الغرفة أو على مرآة الغرفة بالتحديد، وكأن الضوء قطعة قماش حريرية تنزلق، والانزلاق هنا كبديل مادي للتلاشي، وربما اختارت الكاتبة الحرير لأنه مادة ناعمة متناسبة تماماً مع فعل الانزلاق، فهي بذلك تقدّم لنا صورة سينمائية لمشهد تلاشي الضوء على المرآة بتقنية بصرية جميلة ومدهشة بالفعل.
وكذلك في الجُملة الثانية، فهي تحاول وصف المنضدة وبؤسها، فهي ليست كالمناضد الأنيقة المصقولة بعناية، ولكنها منضدة مشوّهة بالثقوب وشبّهت لنا ذلك بوجه المجرم المليء بالندوب وآثار الجروح، وهو تشبيه رائع في الحقيقة. ذكرني هذا التشبيه بمقولتنا الشعبية الساخرة (وشو عامل زي طربيزة اللحام) وكذلك الجُملة الأخيرة الذي أتقنت فيه الكاتبة استخدام أسلوب التشبيه؛ إذ صدأ المسامير بالطفح الجلدي.
هنالك بعض الملاحظات الطفيفة التي أرجو أن تنتبه إليها الكاتبة (لا أن تُفسّرها لنا) وهي ملاحظات قد لا تكون على جانب من الأهمية مقارنة بالمشروع الروائي ككل، ولكنني كقارئ مهتم بالرواية بشكل خاص، يهمني الإشارة إلى هذه الملاحظات حتى لا أكون قارئاً مهملاً أو مُقصّراً؛ ففي إحدى الفقرات تقول الكاتبة:
+ (لا تصدر عنه الا همهمة متتابعة رتيبة) وتوقفتُ عند هذه الجملة وحاولتُ قراءتها على هذا النحو: ( تصدر عنه همهمة متتابعة رتيبة) وتساءلت عن معنى أو دلالات استخدام لا النافية هنا وبالتالي الاضطرار إلى استخدام الاستثناء (إلاّ)، فما هو الفارق بين الجملتين: (لا تصدر عنه إلا همهمة متتابعة) (تصدر عنه همهمة متتابعة)
أرى أن الأولى تحاول نفي صدور أيّ شيء عن الشخص إلا الهمهمة، وبالتالي محاولة الإيحاء بجو نفسي مُحدد تُريد الكاتبة إسقاطه على الشخصية (المعشوق الأناني) وهو المعنى الواضح، ولكن ما أريد الإشارة إليه هنا أنّ الجملة الأولى (باستخدام علامة النفي) تتجاوز الزمان فتجعل فعل الهمهمة فعلاً مصدرياً إلى ما لا نهاية، وكأن هذا المعشوق الأناني لا يصدر عنه (على الدوام) إلا تلك الهمهمة المتتابعة، لا أن يكون ذلك حالة مزاجية مؤقتة وحسب. هذا الإرباك يزول تماماً إذا أسقطنا هذه الهمهمة على القطار وليس على الشخص (المعشوق الأناني) وبالتالي فإن حالة الشخص لحظة وصف المشهد تُشابه حالة القطار (الدائمة) من حيث أنه لا يصدر عنه (دوماً) إلا صوت الهمهمة المتتابعة.
وكذلك نقرأها تقول:
+ (لا أدرى لم أشبهه بالقطار أو أشبه القطار به)
لا أدري؛ ولكنني أحسستُ بمباشرة الخطاب في هذه الجُملة، وهو ما جعلني أشعر بنوع من القطيعة بيني وبين النص لفترة مؤقتة، أو فلنقل فصل بيني وبين كون قارئاً وجعلني مستمعاً. إنّ النص الروائي رغم أنه سرد لأحداث، إلا أنه لا يُخاطب شخصاً مُحدداً بعينه، ويُنصح دائماً الابتعاد عن المخاطبات المُباشرة في الرواية كهذه الجُملة أو أنساق من أشباهها مثل قولنا (مثلاً):
+ هل أطلتُ عليكم في الحديث؟ + هل أرقكم هذا الوصف؟ + هل تراني أبالغ إن قلتُ كذا وكذا + لا أعرف لماذا أقول كذا وكذا
إلى آخر هذه الأنساق من الخطاب المباشر داخل النص الروائي
ونقرأ كذلك هذه الجملة:
+ (اتصل بى علاء قبل أسبوع ,رغم فرحى بسماع صوته , الا أن صوتى قد بدا محبطا باهتا رغم تحميلى له كل الشوق واللهفة)
هذه الجُملة من نوعية الجُمل المُركّبة المتداخلة، وهي محتوية على كلمة مُكررة (رغم) فهي (البطلة) أو الراوية تُريد أن تقول أن علاءً اتصل بها ورغم فرحها بمساع صوته إلا أن صوتها بدا محبطاً رغم محاولتها إخفاء التعاسة وإبداء اللهفة والشوق، ولكن استخدام (رغم) مرتين في الجملة الواحدة أضعفها كثيراً، كما أن الجُملة بحاجة إلى إعادة صياغة فجملة:
+ (اتصل بي علاء قبل أسبوع، رغم فرحي بسماع صوته)
هي جُملة معكوسة في الحقيقة، لأن (رغم) هذه تدل على فعل أسبق من الفعل الآخر في الجُملة، فلو قلنا (قرأتُ الكتاب رغم أنني .... ) فإن الفعل الذي يأتي بعد (رغم) يكون أسبق على فعل القراءة الوارد في الجُملة الأولى كأن نقول (فرحت بقراءة الكتاب رغم أنني لا أعرف المؤلف) فهو أولاً لا يعرف المؤلف ثم قرأ الكتاب ثانياً، وعليه فإن علاء اتصل بها أولاً ثم فرحت بسماع صوته. ولو أنها قالت (مثلاً):
+ (اتصل بي علاء قبل أسبوع، ورغم تحميلي له كل الشوق واللهفة إلا أن صوتي قد بدا محبطاً باهتاً)
لكان أفضل وأكثر إقناعاً، ففرح الراوية بسماع صوت علاء يُعادل في الحقيقة تحميلها له كل الشوق واللهفة.
ونجدها تقول:
+ (وبالهدوء الذى كنت أنتظر ورائي, فقد جلست جواري سيدة)
فهي جُملة غير مفهومة، وبمقارنتها بالجُملة السابقة عليها، نعلم أن الهدوء صفة متناسبة للجلوس، ولكن ربطها لهذه الجملة بجملة جلوس السيدة إلى جوارها بواسطة (فقد) فإن الجُملة تُصبح مُبهمة وغير مفهوم على الإطلاق، وأغلب الظن أن الكاتبة نسيت سرد شيء ما في هذه الجُملة وسقطت منها سهواً.
على العموم هي بداية جيّدة وجميلة، ورواية تبدو مشوّقة ولكِ عزيزتي روزمين أن تسعدي بحضور ثلّة من القراء والكُتاب المتمكنين من أمثال: حبيب نوره وتاج السر الملك وكمال علي الزين وميسون النجومي وثروت همت وعبد الغني كرم الله والبقية التي جاءت هنا متابعة لهذا النص، وأظن أنهم سوف لن يبخلوا عليكِ بالملاحظات الجيّدة والمفيدة
تحياتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: سارة علي)
|
Quote: روزمين.. استوقفتني هذة الاسئلة عن السعادة وعن من يمتلكونها... اعرف بعض الاشخاص بدون عمل والبعض منهم مرضي.. هؤلاء.. تشع منهم السعادة.. تحيط بهم هالة من السرور اراها في وجوههم..
|
عزيزتي سارة.. علها القناعة والرضا ما نفتقد لو جلسنا فقط وعددنا ما نملك من النعم لكننا لم ولن نزل نلهث نحو الأبعد بعد ان ننال الأقرب فالأقرب (هنالك من الفقراء والمرضى من لم يتنزل عليهم يقين الرضا وهو مثلنا يلهثون)
Quote: اقول لكم وعن دراية يوجد سعداء.. في ليل حزنكم الحالك الظلام عندما يشع ضوء ..تيقنوا تماما ان مصدره شخص سعيد يحاول ان يدلكم علي طريق السعادة.. وانا ما زلت انتظر هذا الضوء |
ربما يا سارة .. وربما كان موجودا قنديل الضوء لكننا لا نفتآ نبحث عن مصباح كهربائي وربما سحري ونلعن حظنا والظلام ونصاب بسلسة من التعاسات عقب كل هدف لم ننله ولم نكن.. دعينا ننظر معك الضوء اليقين والحمد لله من قبل ومن بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: هشام آدم)
|
الصديق العزيز هشام... علك بخير شكرا للقراءة الوافية ,رغم المساحة الضيقة المتاحة من النص...
Quote: هنالك بعض الملاحظات الطفيفة التي أرجو أن تنتبه إليها الكاتبة (لا أن تُفسّرها لنا) |
سأعلق فقك على نقاط معينة وشكرا مرة أخرى يا عزيزي على الوقت الذى منحته للقراءة ,Quote: (وبالهدوء الذى كنت أنتظر ورائي, فقد جلست جواري سيدة)
فهي جُملة غير مفهومة، وبمقارنتها بالجُملة السابقة عليها، نعلم أن الهدوء صفة متناسبة للجلوس، ولكن ربطها لهذه الجملة بجملة جلوس السيدة إلى جوارها بواسطة (فقد) فإن الجُملة تُصبح مُبهمة وغير مفهوم على الإطلاق، وأغلب الظن أن الكاتبة نسيت سرد شيء ما في هذه الجُملة وسقطت منها سهواً. |
الأطفال هنا يا هشام ,ستدرك يوما ما يفعلون :) الفقرة كاملة كما يلي..وهي ثلاث جمل تعتمد على فعل الالقاء أو طرح الشئ
على الطائرة المتجهة الى باريس,القيت بحقيبتى فى المكان المخصص لها أعلى الكراسي, وبجسدي على الكرسي المجاور النافذة, وبالهدوء الذى كنت أنتظر ورائي, فقد جلست جواري سيدة تبدو فى بداية الثلاثينات وطفليها الجميلين المشاغبين
Quote: (اتصل بي علاء قبل أسبوع، ورغم تحميلي له كل الشوق واللهفة إلا أن صوتي قد بدا محبطاً باهتاً)
لكان أفضل وأكثر إقناعاً، ففرح الراوية بسماع صوت علاء يُعادل في الحقيقة تحميلها له كل الشوق واللهفة. |
أتفق معك تماما هناQuote: + هل أطلتُ عليكم في الحديث؟ + هل أرقكم هذا الوصف؟ + هل تراني أبالغ إن قلتُ كذا وكذا + لا أعرف لماذا أقول كذا وكذا |
:) .. شكرا على الأبتسامة العريضة التى أهديتني
Quote: ولكِ عزيزتي روزمين أن تسعدي بحضور ثلّة من القراء والكُتاب المتمكنين من أمثال: حبيب نوره وتاج السر الملك وكمال علي الزين وميسون النجومي وثروت همت وعبد الغني كرم الله والبقية التي جاءت هنا متابعة لهذا النص |
أجمل الناس ..أحسد نفسي جدا عليهم -:) ربنا يحفظكم جميعا ويسعدكم ويسعدنا بوجودكم فى حياتنا..
تقديري ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: عبدالغني كرم الله)
|
شكرا يا غني للقراءة .. كثيرا ما أفكر هل نحن من نحس بالنص أم أن النص هو من يفعل.. للنص روح ولون وعينان وكفان وصوت ورائحة هو من يختار قارئيه ..يتلمسهم ويمسك بتلابيب روحهم .. يجذبها الي عالم سكنته وقت ما, أو تنتظر الولوج اليه النص هو الفاعل الآمر الناهي.. هو النار التي تهوى بقلبها الفراشات ..
دمت بخير يا صديقي أسعدني أن النص حاز على احساسك وتجاوز فعل القراءة احترامي ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
رجوعا الى سارة
عند ايكهارت..شرط تحقيق القوة والثراء الروحي هو الا يملك الانسان شيئا , وأن يجعل نفسه منفتحة خالية وألا يدع ذاته تقع عقبة فى طريقه
وعند بوذا..أنه لا يجب ان نشتهي ملكية شيئ
لكن أين نحن ؟؟؟ وما زلنا نبحث عن السعادة!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جسد على حافة العقل... (Re: rosemen osman)
|
Quote: لكن أين نحن ؟؟؟ وما زلنا نبحث عن السعادة!! |
حد يشعر بالسعاده يمشي يختار البعاد اختنا روزمين الان اصبحت ملك جمهورك وزمان كنا بنقرا بس والان اصبحنا اساسيين.يعني ما من حقك تختفي على كيفك . بالله ماتوقفي كتابة ونحن بس بنعاين بعيونا صراحة انت والاستاذ ناهد ام (هبه) الابداع يهطل مطرا غزير منكما
| |
|
|
|
|
|
|
|