|
السلام فى السودان بداية لطريق طويل تأخر 15 عشر عاما
|
بلادنا قد حازت فى الفترة الاخيرة على الكثير من صفات التفوق فى صناعة المأساة، والموت، وتكثيف الالم، و صارت تصفها الاجهزة الاعلامية العالمية المختلفة وبشكل اصبح شبه ميكانيكى بأن بها أطول حرب فى أفريقيا وهى حرب اهلية حصدت أرواح 2 مليون وشردت 4 ملايين، السودان دولة ارهابية وترعى الارهاب، السودان به تصفيات عرقية، إغتصاب، ممارسة العبودية. وأخيرا وصفت أحداث دارفور بأنها اسؤ ماساة انسانية معاصرة بواسطة الامم المتحدة . واصبحت كلمة سودان وسودانى/ة مرادف لاسؤ التصنيفات فى عالمنا المعاصر وتشرد أهل السودان فى قارات العالم السبع ولأول مرة فى تاريخهم الحديث. وابتلى أهل السودان بحكومة غريبة الاطوار بذلت كل جهدها لقهر وبطش شعب السودان ولدرجة إنهم أثاروا حتى إستغراب كتابنا العظام من أمثال الطيب صالح حيث وصفهم فى مقال مشهور بمجلة المجلة " من أين جاء هؤلاء".
و رغم هذا التاريخ المرير من العمى السياسى والاخلاقى (وإدمان الفشل) بمستقبل السودان الذى ساهم فيه أبناء السودان بمختلف احزابهم السياسية حتى وصل الى الطريق المسدود الذى مثلت قمته سياسة حكومة الانقاذ اللا اخلاقية تجاه ازمة السودان، من هذا الدرس القاسى يجب أن يتعلم أبناء السودان إنه من أجل سودان مستقر مسالم يتجاوز ابناءه خلافات انهكت البلاد واقعدتها زمن طويل لا يمكن أبدا أبدا مستقبلا أن نلجأ لحل خلافاتنا السياسية بالقوة العسكرية والبطش، ولن ينسى أحد منا ما نقلته أجهزة الاعلام العالمية عن عفوية فرحة الشعب السودانى فى الخرطوم وإبتهاجه بهذا الحدث التاريخى والذى يتمنى له كل حادب على مصلحة البلاد النجاح.
عملية توقيع برتكولات السلام التى شهدتها نيفاشا فى يوم الاربعاء الموافق 26 من مايو 2004 هى فى حد ذاتها تشكل حدث تاريخى هام جدا لمستقبل السودان، و فى مضمونها حدث أنسانى لأنه يؤمن ايقاف الموت والدمار والتشرد، وهى خطوة الى الامام ورغم تشاؤم البعض فإنها لو أراد لها أهل السودان أن تفضى الى سودان أفضل لا بد لذلك السودان أن يتحقق، ولعل الانقاذيون قد تعلموا درسا قاسيا قد كلف بلادنا 15 عشر عاما من العذاب، وإن إتفاق السلام الذي قاموا بإنقلابهم بسببه ضد الشرعية الديمقراطية والذي كان محدد له يوم 4 يوليو 1989 كان سوف يجنب بلادنا الكثير من العذابات ولكن هيهات من يسمع فى ذلك الزمان.
يضاف الى ذلك ومما يدعو للتفاؤل ترحيب معظم القوى السياسية والحزبية السودانية بتوقيع الحكومة و الحركة على بروتوكولات السلام وأعرابها عن أملها فى الإسراع بتوقيع اتفاق سلام نهائى يشمل الجميع، وأهم من ذلك إتفاق جميع الاطراف على أنه لن يكون هناك سلام حقيقى مالم تعالج وبشكل عاجل أزمة دارفور الخطيرة، والبدء فى إعادة حقوق الشعب السودانى الديمقراطية التى سلبت منه فى بونيو 1989 وضرورة الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات ورفع حالة الطوارىء و إطلاق حرية الصحافة .
والفترة القادمة تطلب جهدا كبير من كل السودانيين في أحزابهم ونقاباتهم وفئاتهم المختلفة بإستنفار قدراتهم لصالح قضية دولة السودان لتكون أو لا تكون و هذا يستلزم أن يضطلع الجميع بادوارهم كاملة للمحافظة على السلام والاستقرار ولجعل عامل وحدة البلاد بأسس جديدة أكثر جاذبية من غيره من الخيارات.
|
|
|
|
|
|