|
تشابهت علينا .. ( الكوارث ) ........!!
|
** الارهاب لم يعد عيباعلى الدول التي يمارس فيها وكذلك لم يعد عارا على حكوماتها ، أمريكا ، بريطانيا ، فرنسا و المانيا وغيرها من الدول ذات الاجهزة الامنية و الاستخباراتية المشهود لها بالدقة و الكفاءة وقوة التلصص والتجسس ، اضحت مرتعا خصبا للعمليات الارهابية ، تفجيرا للمباني و خطفا للطائرات و تدميرا للقاطرات ..!! ** اذن كل الدول - المتحضرة والتي تحتضر- سواسية في عدم قدرتها على منع الارهاب و تعريض حياة الأبرياء للمخاطر .. وعليه ما حدث بالأمس من خطف لاحدى طائرات شركة الغرب و تحويل مسارها من الفاشر الي انجمينا ، ارهاب طبيعي يحدث في أرقى الدول و بغفلة أقوى الحكومات .. ولكن .. و ( هنا المحك ) ..!! ** تلك الدول الراقية وحكوماتها القوية - تختلف عن دولتناوحكومتنا- بانها تبدأ مكافحة الارهاب - لحظة الحدث - بمكافحة المسؤولين الذين ساعدوا الارهابين في عملياتهم بالاهمال واللامبالاة و التسيب وربما بالتواطؤ و التآمر ، هكذا تكافح دول الغرب اعداءها و ارهابهم ، ولكن نحن - اصحاب اليمين - نكافح ارهاب الاعداء لابريائنا فقط باصدار البيانات وشتم الارهابيين و المطالبة بمحاكمتهم ، ونجهل أو نتجاهل محاكمة أو محاسبة اصحاب الاعين التي غفلت عن الرقابة ، لانحاسبهم ابدا ،بل كثيرا ما يجدون ترقية أو مناصب أفضل و أثرى نظير اهمالهم و غفلتهم ..!! ** و لو كنا دولة ذات مؤسسات رقابية و محاسبية لحملت صحف و اذاعات و فضائيات اليوم في صدر أخبارها عناوينا من شاكلة .. ( استقالة مدير عام الطيران المدني و مدير امن المطار و اقالة مدير مطار الخرطوم أثر اختطاف طائرة تابعة لشركة الغرب ) ..!! ** ولكن لا تحلموا - أحبابي - باخبار كهذه في صحف اليوم و لا الايام التالية .. ربما تقرأ - في أضعف الايمان بالمحاسبة - خبرا هزيلا مفاده أن مدير الطيران و مدير امنه و مدير المطار قرروا تشكيل لجنة تحقيق لمساءلة و محاسبة ( عمال الورديات ، السواقين ، عمال الشحن ، صبيان عربات الحقائب ، ستات الشاي ) وغيرهم من ( الضعفاء الصغار )..!! ** وينتهي الحدث في أقل من أسبوع ليعود ( الشرفاء الكبار) لمباشرة ( الاعباء الجسيمة ) و ( الادوار الوطنية ) و ( المسؤوليات العظيمة ) و ..و ... غيرها من الاسماء التي تتناقض مع جوهر المسميات و عظمة المسؤولية ..!! ** قبل شهر اصطدم قطاران بمصر ( القريبة ) ، فاستقال مدير السكك الحديدية ولا يزال البرلمان يطالب باقالة وزير النقل .. و لم يتحدث أحد عن ( السائقين و المحولجية ) الذين - بحيائهم - اما انتحروا أو تركوا حتى مجرد اتخاذ القطار وسيلة في اسفارهم ..!! ** هذا نموذج للمسؤولية و الرقابة و المحاسبة في سكك حديد دولة جارة تبعدنا عنها مسافة ( فركة كعب ) ، ولكن نموذجنا السوداني في طيراننا المدنى - وغيره من مؤسسات الدولة - هو استمرار( الشرفاء الكبار ) في ادارة ( أخطائهم الكبيرة ) و ( محاسبة الصغار ) ..!! ** و اختطاف طائرة الامس هو الثاني في هذا البلد ذى الشعب المسالم ، حيث شهد خواتيم التسعينات عملية الاختطاف الاولي عندما اختطف ( عريس ) احدى طائراتنا وحول مسارها من دنقلا الي الاراضي المصرية ، ثم عاد - العريس - الي البلاد قبل نصف عام ، لا بالانتربول لمحاكمته على جريمته ، بل عاد ( قياديا بارزا ) مع احدى الفصائل العائدة باحدى اتفاقيات سلام ، و تحاوره ( الصحف الرائدة ) و ينتظر الان منصبا يليق بعظمة ( جريمته ) ، ربما يصبح وزيرا أو واليا ، الله أعلم .. !! ** هكذا تسير الأمور ، غياب القانون أتى بقانون الغابة ، فتقزمت ( هيبة الدولة ) الي ما دون ( حجم الشولة ) .. فتشابهت علينا الأشياء باختفاء كل الخطوط الحمراء التي كانت تفصل بين ( الشئ ) و (ضده ) ... لك الله ثم دعاء شعبك ودموع الصالحين يا بلدي ...!!
|
|
|
|
|
|