|
الاحتلال مقابل السلام 000!!
|
* رفض القوات الدولية لم يكن رفضا مبدئيا للحفاظ على السيادة الوطنية وابعاد الوصايا الاجنبية عن ارادة القرار الوطني.. وكل المسيرات التي صنعتها الحكومة في مصنع «الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن» لم تنطلق في شوارع الخرطوم لرفض التدخل الاجنبي رفضا مبدئيا.. وكذلك كتائب الدفاع الشعبي التي تبخترت في تلك الظهيرة لم تفعل ذلك الا في اطار «الخم».. وذر الرماد على العيون..!! * وكل ضوضاء الاسابيع السابقة التي ازعجت المارة والسيارة والنيام بهياج رفض القوات الدولية والصياح بطرد المنظمات والتهديد بقطع الرؤوس وتحويل دارفور مقبرة للغزاة والقسم المغلظ و«الطلاق بالتلاتة» و... و... كل هذا الازعاج لم تكن له ارضية وطنية ثابتة مبدأها الرفض القاطع لتدخل اي اجنبي في مصير بلادي..!! * كل ما حدث.. وما سيحدث لاحقا مراد به فقط كسب الوقت لتمرير اجندة سياسية تتعارض تماما مع مباديء وقناعات وشعارات المسيرات السابقة.. وتتفق تماما مع الواقع السياسي المنهار والوضع السيادي المعوج.. وما هي الا حلقة جديدة في طوق القوات الدولية والوصايا الاجنبية تريد حكومة الوحدة الوطنية ـ رغبة او رهبة ـ فرضها على الناس في بلادي لتتحول ارضنا وعرضنا ونفطنا وارادتنا الوطنية الى مستعمرة امريكية جديدة يحكمها النظام العالمي الجديد!! * وان كنت مخطئا في تحليلي.. كيف تفسر ـ عزيزي القارئ ـ الاشارات الواضحة التي ارسلها السيد نائب رئيس الجمهورية من بروكسل للامم المتحدة والمجتمع الدولي ـ وكلاهما اميركا ـ بأن الحكومة سوف تدرس نشر القوات الدولية في دارفور بعد توقيع السلام في ابوجا!! * ولأن التجارب الحكومية مع عبارة «سوف تدرس» علمتنا بأنها تعني «سوف توافق».. نكتشف بأن الحكومة الآن طوعا أو مكرهاً - رغم الرفض الشعبي - تطرح على اميركا خيار «السلام مقابل القوات».. وامريكا ليست ساذجة لترفض هذه الهدية المقدمة من حكومة جمهورية السودان دون ان يوكلها او يكلفها الشعب بهذا الامر..!! * وهي ذات الهدية التي اهدتها نيفاشا لامريكا ـ لو تذكرون - وان كان ظاهرها الآن حفظا للسلام في الجنوب او جبال النوبة - الا ان باطنها الذي سوف يتجلى قريبا جدا هو استحالة وصول القرار الوطني الى تلك الامكنة الوطنية الا بعد تصديق رئاسة البعثات الدولية وفق رغباتها واجندتها..!! * وما لم يعد سرا هو ان الجنوب الذي تحفظ سلامه القوات الدولية اقرب الى اميركا سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا اكثر من قربه لرئاسة الجمهورية أو «الذات السيادية» كما يصفها البعض..!! * وكأن لدغة ذاك الجحر لا تكفي لعودة الوعي لحكومتنا.. ها هي تمد يدها لجحر آخر عندما تقبل بنشر القوات الدولية في دارفور بعد السلام.. بل وتذهب الى عقر دار الدولة الطامعة في ثرواتها ـ بروكسل ـ وتقدم لها هدية «القوات مقابل السلام» على طبق من ذهب..!! * والاسئلة الصعبة التي تواجه الحكومة اليوم هي لماذا رفضت القوات قبل السلام ولماذا تقبلها بعد السلام.. وما الفرق في انتهاك السيادة الوطنية قبل او بعد السلام.. وما الفرق بين انواع الغزو الاجنبي ـ كما اسميتموه ـ الذي يتم قبل او بعد السلام..؟؟؟ * كلها اسئلة تواجه الاشارات التي ارسلها السيد نائب رئيس الجمهورية للمجتمع الدولي ـ اسم الدلع لاميركا ـ في بروكسل قبل «24» ساعة فقط من اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي..!! * وتخطئ الحكومة إن هي ظنت أن السلام المرتجى في الجنوب والغرب والشرق هو السلام المصاحب للاستسلام للقوات الدولية والوصايا الاجنبية..!! * لأن الشعب السوداني سوف يكتشف يوما ما بأن المهرجانات التي كانت تعقب التوقيعات لم تكن الا حفل عشاء خاص بمناسبة بيع الوطن بالقطاعي..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الاحتلال مقابل السلام 000!! (Re: الطاهر ساتي)
|
Quote: الحكومة سوف تدرس نشر القوات الدولية في دارفور بعد توقيع السلام في ابوجا!!
|
النهاية المنطقية لكل (الهتافات والمظاهرات) ... وما تفعله الجبهة الاسلامية وما سمكنها فعله لاحقا اصبح واضح جدا ... واظن ان مقالك القي عليه الضوء بصورة ممتازة. فالسيناريو دائما هو بعض الوقت (من خلال الهتافات) حتي يتم التنازل المطلوب (تحت الطاولة) ولكن ربما بعد حين او ربما من اجل الخروج باقل تنازلات ممكنة ...
اذن الخطاب الهتافي اصلا موجه نحو الداخل وليس نحو الخارج ... فالخارج ليسوا طلاب مدارس يمكن للحكومة من خلال هتافها تزوير انتخاباتهم.
لامخرج للحكومة الا بالمزيد من التنازلات ... حتي تكف عن اثارة الفتن في كل مكان فهي الان تحصد ما زرعته طوال الاعوام السابقة تنازلات ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاحتلال مقابل السلام 000!! (Re: الطاهر ساتي)
|
الاخ / الطاهر ساتي سعيد انا بتواجدك عضوا بهذا الموقع اتيح لي ان انشر لك مقالا هنا من قبل وقد حرضت الزملاء للقراءة لهذا الطاهر ساتي. قلمك يتميز بالموضوعية والسلاسة والطرق المباشر على النقاط الحساسة.
لك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاحتلال مقابل السلام 000!! (Re: Zoal Wahid)
|
الأخ الطاهر تحليل جيد. عودتنا الإنقاذ على "سوء بالغ في ادارة الأزمات". مسألة دارفور هذه برمتها هي العنوان الأبرز لادارة الأزمة حين تناط بمجموعة لا ترى أبعد من أرنبة أنفها. الله يكون في عون الوطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاحتلال مقابل السلام 000!! (Re: الطاهر ساتي)
|
الاخ جعفر شكرا على المداخلة والاضافة والقضية برمتها فى تقديرى بحاجة لقيادات وطنية واعية تتجاوز الصراعات الحزبية والسلطوية من اجل وطن قاب قوسين او ادنى من الفناء الاخ زول واحد لك التحية والتقدير والف شكر على المتابعة ونامل ان نلتقى دائما فى مائدة الحوار هذه وكما تعلم ازمة النخبة السياسية فى بلادنا هى ازمة حوار وعدم الاعتراف بالاخر الاخ عويس كمبو كقر 00 وبعد 00نعم تقديراتنا السياسية معظمها خاطئة - الحكومة والحركات والمعارضة - ومن الخطا ان يراهن البعض على الحل الاجنبى فى القضايا الوطنية وليتنا نتعظ من العراق حيث المقتول لايعرف قاتله ولا اسباب القتل 00 وليست للفوضى قوانين
| |
|
|
|
|
|
|
|