|
أنا لست رعديدا
|
لا لن أحيد
أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد وهناك أسراب الضحايا الكادحون العائدون مع الظلام من المصانع والحقول ملئوا الطريق عيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق يتهامسون وسياط جلاد تسوق خطاهم ما تصنعون يجلجل الصوت الرهيب كأنه القدر اللعين تظل تفغر في الدجى المشئوم أفواه السجون ويغمغمون نحن الشعوب الكادحون وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان وبلا دليل عمياء فاقدة المصير تمشى الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون في السفح في دنيا المزا بل والخرائب ينبشون والمترفون الهائمون يقهقهون ويضحكون يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون والجاز ملتهب يضج حياله نهد وجيد موائد خضراء تطفح بالنبيذ والورود لهف من الشهوات يجتاز المعالم والصدور هل يسمعون ؟ صخب الرعود صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود ؟ لا يسمعون !!! إلا شهوات حياتهم وكأنهم صم الصخور وغداً نعود حتماً نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود تزغرد الخالات والأطفال ترقص والصغار والنخل والصفصاف والسيال زاهر الثمار وسنابل القمح المنور بالحقول وبالديار لا لن نحيد عن الكفاح
|
|
|
|
|
|