دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إلى كل الأمهات و الأخوات
|
تحقيق الدلال لا يصنع رجلا دع إبنك يصوم .. فلن يموت منه أمهات يضعن برامج أسرية خلال شهر رمضان كتبت: المحررة:أمل الذييب أظلنا شهر رمضان، شهر الغفران والعتق من النيران، قال عليه الصلاة والسلام (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)). إن لرمضان خصائص وفضائل ورد ذكرها في القرآن الكريم والحديث الشريف ومن هذا قوله تعالى:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }[البقرة:185] وقال غليه الصلاة والسلام: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين )) وقال: ((كل عمل ابن آدم له ،الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )). إن شهر رمضان بمثابة المدرسة للأجيال: فيه ومنه يتعلم المسلم جملة من الدروس النافعة: صبر وتحمل وبذل وعطاء ومجاهدة واجتهاد وجد.. وغير ذلك من الدروس، وهو مدرسة ليس للكبار فحسب، بل هو أيضاً للصغار، نعم للصغار، فمتى ما عرف الوالدان كيفية استغلاله وأدركا أهمية ذلك سعيا جاهدين لتحقيق الغاية المنشودة بإذن الله تعالى.. وفي تحقيقنا هذا نتعرف على عدد من الطرق التربوية والوسائل التعليمية التي يمكن الاستعانة بها في توجيه الأولاد في الشهر الكريم، ولأن الأم أكثر التصاقاً بالأولاد فهي تقضي معهم جل وقتها وتبذل الكثير من جهدها في تربيتهم وتعليمهم فقد جعلتها نقطة الأساس في هذا التحقيق، حيث قمت بتوجيه هذا السؤال لعدد من الأمهات: كيف تستغلين هذه الفرصة الثمينة ((شهر رمضان)) في تعليم الأبناء أمور الدين وتشجيعهم على أداء العبادات وفعل الطاعات حتى إذا انسلخ الشهر رأيت أثره الطيب الواضح عليهم، وإليكم جملة من التجارب الناجحة طرحتها لنا عدد من الأمهات الفاضلات: تجربة ناجحة منيرة بنت علي الزيدان: كان أبي- حفظه الله- يشجعني ويعاملني معاملة خاصة إذا صمت شهر رمضان وأنا في سن مبكرة جداً، وكنت أشعر أن لي قيمة عظيمة في ذلك الشهر لما ألقاه من اهتمام بالغ من والدي. فأحببت أن أنقل تلك التجربة إلى أبنائي لأشعرهم بما كنت أشعر به، فأخذت أوقظهم للسحور مع حداثة سنهم- لاستشعار الروحانية في ذلك الوقت الخاص- ثم أدعوهم لأداء صلاة الفجر فيشعرون بسعادة غامرة كنت قد عشتها من قبل- ثم إني أشجعهم على إتمام الصيام بشتى الطرق من ثناء ومدح ومكافأة عند الفطر مع حثهم على الصلاة في وقتها وتشجيعهم على الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح مع الالتزام بكامل الهدوء واحترام المصلين. إن هؤلاء الناشئة بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم للقيام بالطاعات، وأن نعود أطفالنا على قراءة ما تيسر من القرآن مما حفظوه إن كانوا صغاراً أو مما درسوه في المدرسة مع ذكر فضل قراءة القرآن والأجر العظيم لقارئه. وعندما يرى الطفل والديه يكثران من الدعاء وخاصة عند الفطر فإنه سيتعود على الدعاء ورفع أكف الضراعة إلى الله في كل حين.. وهذا الطفل حينما تعطيه أمه فطوراً قد أعدته للصائمين وتطلب منه إيصاله إلى المسجد أو إعطاءه من يستحقه من المسلمين فيشعر بفضل وأهمية الصدقة وتفطير الصائمين، ولا سيما وهو يرى فرحة إخوانه من المسلمين. وبتلك الأمور كلها يتربى النشء على الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وقراءة للقرآن ودعاء وتكون ديدنهم ومنهجهم في رمضان وغيره من الشهور.. الغرس المبكر (( أم أسامة)): إن أبنائي ولله الحمد لهم مقدرة على فهم بعض المعاني ومنها مثلاً فهم أجر الصائم لأني كنت أحاول غرسها فيهم منذ الصغر، فمرة بالترغيب والأجر ومرة عن طريق إعطاء بعض الهدايا، وكنت دائماً أناقشهم في أهمية الصيام بأنه يعود الصبر ولذلك تجد فلاناً يصوم، لذلك هو يستطيع أن يحكم نفسه ولا تحكمه، كما أني أذكي فيهم الحماس عندما يأتي أولادي من الحلقة ومعهم سؤال فقهي فأقرب لهم الكتاب الذي يوجد فيه الجواب الصحيح وأحثهم على قراءته ثم كتابته بأيديهم وهذه مهمة إذا كانت الأم تريد غرس حب العلم وتثبيته في قلوب الأبناء، كما أني أشجعهم على الصلاة في المسجد ((صلاة التراويح)) وأعتبرها نوعاً من المكافأة لهم على ما بذلوه من صيام مع حثهم على آداب المسجد، كما أني أشركهم أثناء صيامهم في تجهيز الإفطار معي حتى يحسوا بروح الجماعة ومدى قيمة ما يفعلون، وأشجعهم على الصدقة من وقت لآخر كما أنهم يفرحون إذا كلفتهم بتوزيع إفطار على الناس أو مشاركتهم لتفطير الصائمين في المساجد وكل هذا تحت ملاحظة والدهم، وأما بالنسبة للقرآن فأوضح لهم فضله وأن رمضان شهر القرآن وأذكي بينهم وبين أبناء الجيران والأقارب جذوة التسابق على قراءته وختمه قدر استطاعتهم مع الحرص على وجود قدوة لهم في ذلك، مع عدم إغفال الدعاء المستمر لهم ومناقشة بعض الأمور وتحليلها والرجوع إلى كتب قد تفيد في النقاش لتعزز معارفهم ولا نغفل أبداً أهمية الجلسات الأسرية التي يكون فيها قراءة لكتاب أو سماع لشريط أو حتى تحاور أسري هادئ مع بعض الأسئلة لمعرفة ما لدى الأطفال من ثقافة اكتسبت مثلاً في هذه الفترة وإعدادهم نفسياً من أشهر سابقة لمثل هذا الحدث العظيم، أسأل الله أن يبارك لنا في شعبان ويبلغنا رمضان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. المنكرات عوائق ((أم عبد الرحمن)) يقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183] إذاً كانت ثمرة الصيام هي التقوى وهي الغاية التي شرع لأجلها الصيام فإن الصيام نفسه هو القاعدة الأساسية التي تنطلق منها الأم لبناء تجربة ناجحة مع أبنائها في رمضان، ثم تأتي بعد ذلك باقي الأعمال تبعاً له، لذا كان لا بد من أن يصوم الطفل شهر رمضان، فإذا صام كانت له قاعدة راسخة يقوى معها على أداء الأعمال الأخرى - بإذن الله- ومع الإخلاص لله والصدق والجد والاجتهاد من قبل الوالدين والمربين وقد يبدو صعباً على كثير من الأهالي أن يصوم أولادهم الصغار ومع برد الشتاء وحر الصيف، ولكي يسهل ذلك لا بد أن تسبق الشهر خطوة ضرورية واجبة في كل وقت عامة وفي رمضان خاصة ثم تعقبها خطوات العمل بالنوافل وخطوات البذل والجود الرمضاني وهذه هي: 1- الاستغفار والتوبة والتزام الأبناء بأداء الفرائض والمحافظة على أداء الصلوات في المساجد وتطهير المنزل من المنكرات والمعاصي التي استفحلت باسم الترفيه والتسلية للأولاد، فإذا لم يكن الأمر كذلك فلن يقوى الطفل على الصيام، بل لن يجد من يعينه ويصبره لأن المعصية تعمل عملها في محق الحسنات وجلب السيئات وتنهك القلب والجسد فلا يقويان معها على حمل الطاعة، وهو أمر مشاهد في البيوت. إن الله سبحانه وتعالى قد كتب علينا الصيام لأجل التقوى وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفحل أوامره واجتناب نواهيه، فالطفل هنا ليس أهلاً للصوم المؤدي إلى التقوى، حيث إنها افتقدت شرطها وهو فعل الأوامر والواجبات وترك المحرمات والمنهيات. 2- بعد الاستغفار والإقلاع والتوبة وتطهير المنزل يسهل الصيام، فيبدأ الوالدان بتعويد الأبناء عليه منذ اليوم الأول وتصبيرهم وتشجيعهم وتذكيرهم بثواب الله ويؤيده فعل السلف، تقول الربيع- إحدى الصحابيات- تقول لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء كنا نصومه ونصوم صبياننا حتى إذا بكى نعطيه اللعبة من العهن ((القطن )) حتى يكون عند الإفطار، فإذا صام الطفل رمضان أو جله فهي نعمة عظيمة تؤتي بإذن الله ثمرتها من التقوى وتؤدي إلى ثمرات أخرى هي من بركتها ونتاجها.. فتلك تليها الخطوة التالية. 3- أي أن الطفل إذا صام وكان خالياً عن الطعام والشراب يكون بذلك قد شابه أهله في الاستعداد النفسي والروحي وتهيأ لتلقي أعمال الصيام ومحاكاة الوالدين في أعماله.. كتلاوة القرآن وتناول وجبة السحور التعبدية، وكذا الإفطار والدعاء عندها وقد غشيه ما غشي الكبار من آثار الصيام كالسكينة والطمأنينة. ثم انطلاقه مع والديه لأداء صلاة العشاء والتراويح وغيرها من أمور الصيام التي لا يشعر بها الطفل أو الابن الذي لا يصوم. 4- بعد ذلك يتهيأ الطفل لمرحلة زائدة من الأعمال والمشاركات في رمضان، حيث خالج الشهر قلبه الغض ومازجه حتى أحبه فيقوم تلقائياً أو بتوجيه من الوالدين والمربين بالمشاركة في أعمال خيرية، ونوافل زائدة كتفطير صائم وتوزيع قسائمه الخاصة بالصائمين الفقراء خارج البلد.. أو المثابرة على ختم القرآن منافسة لوالديه وبذل الصدقة، بل حتى مساعدة والدته في تحضير وجبة الإفطار حيث يشعر الصائم الصغير بلذة ذلك عكس المفطر لتشوق نفسه مع الصيام إلى ذلك وهكذا عكس الأولاد المفطرين حيث تتهيأ هذه الأعمال مع الصيام بشكل أسهل على نفس الصائم من غيره ولو كان صغيراً أعذره فبادري أيتها الأم بإعانة أبنائك على الصيام ولا تكونين خائرة تشفقين عليهم منه أكثر من شفقتك عليهم من المعاصي وترك الواجبات. قدوة حسنة ((أم الهنوف)) تجربتي مع بناتي برمضان تتلخص فيما يلي: تلاوة القرآن الكريم ومحاولة حفظ بعض السور، وتعويدهن على الصيام تدريجياً بالنسبة لعدد الأيام وتصبيرهن لاستكمال اليوم الذي بدأن صومه مع الحرص على السحور في ذلك اليوم الذي ينوين صيامه وحثهن على التصدق من مالهن الخاص بعد أن أحسسن بالجوع المؤقت الذي يحسه إخوانهن الفقراء طيلة العام وعدم التنويع في أصناف الطعام والاقتصار على صنف واحد أو صنفين كي لا يفقد رمضان قيمته وللصوم فائدته مع لفت انتباههن لذلك واستغلال الوقت فيما ينفع وسرد قصص صغار بعض الصحابة الذين برزوا في الجهاد والصوم والحج وكيف استطاعوا ذلك لاتخاذهم قدوة. تهيئة مبكرة ((ابتسام خان)) بالنسبة لتجربتي مع بناتي في رمضان فأنا أبدأ بتهيئتهن لهذا الشهر قبل قدومه وذلك بالدعاء أمامهن دائماً، اللهم بلغنا رمضان اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتركهن يتساءلن عن هذا الشهر فأشرح لهن على حسب سنهن أهمية هذا الشهر في حياة كل مسلم وأركز على فضل الاجتهاد فيه بالعبادة وأجعلهن في شوق لقدومه، أما في شهر شعبان فأضع بالتعاون معهن جدولاً لقراءة القرآن يضم كل أفراد الأسرة ويتضمن الجدول مراجعة الحفظ السابق وحفظ جديد وتلاوة، والحمد لله تحفظ بنتاي في شهر رمضان جزءاً كاملاً وتراجعان جزأين، كذلك أدربهما على قيام الليل وصلاة التراويح واصطحب معي كل ليلة واحدة منهن والأخرى تبقى لرعاية أخوتها الصغار ولبناتي حصالة نقود عادة ما تفرغ محتوياتها خلال هذا الشهر فهما يأخذان من الحصالة كل يوم بعض النقود ليضعاها في صندوق المسجد ويتعود أبنائي على الصيام في سن مبكرة. مبادئ عظيمة ((أم محمد)) شهر رمضان مدرسة إيمانية كبرى تستطيع الأم إذا أحسنت استغلاله أن تخرج بدروس كثيرة في تربية النفس وتعويدها على طاعة خالقها ومن هذه الدروس: 1- ترك شهوات النفس ورغباتها إذا ما تعارضت مع رضا الله سبحانه وتعالى ويأتي ذلك عن طريق تعويد الأبناء على الصيام الذي هو من أعظم العبادات وعلى كبح جماح النفس وصدها عن شهواتها إذا ما تعارضت مع رضا الله سبحانه، فالطفل يرى ما يحب من مأكل ومشرب ومع ذلك لا يتناوله رغبة في رضا الله سبحانه وعلى الأم تركيز هذا المفهوم كلما حانت الفرصة، فإذا رأت من طفلها رغبة في الفطر قالت له اصبر يا بني ألا تريد رضا الرحمن ألا تريد أن تدخل من باب الريان وتفوز بالجنان ومثل ذلك ما يصبر الصغير ويعينه على إتمام الصيام. 2- مراقبة الله تعالى والعلم بأن الله يراه في كل مكان وإخلاص العمل لله، فالأم تربي ابنها على ذلك فتقول له ((أنت يا بني تصوم لله تعالى وهو يراك في كل مكان فلو اختبأت في مكان مظلم وأكلت ما رآك أحد من البشر ولكن هناك رب في السماء يراك وما تفعل)) وبذلك ينمو هذا الشعور عند الطفل ويكون عاماً في كل أعماله . 3- الصبر على العبادة في أول الأمر يؤدي إلى محبتها وعدم القدرة على تركها، فتبدأ الأم بالتدرج مع الطفل في تعويده على الصيام ومحاولة اشغاله حتى يصوم أكبر قدر ممكن من اليوم. تقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء ((فكنا نصومه بعد ونصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار)). ومع الوقت يعتاد الطفل على الصوم ويحبه وهو في سن مبكرة حتى يطلب منه أحياناً أن يفطر لمرض أو سفر فلا يستجيب، بل بعضهم يصبح حريصاً على صيام التطوع أيضاً ولو وافق أيام الدراسة وشدة الحر وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. 4- الكرم والبذل والسخاء وذلك عن طريق تعويد الطفل على الإنفاق باقتطاع مبلغ من مصروفه والتصدق به وتذكيره بفضل الصدقة وعظم أجرها، كما يمكن تعليمه البذل والعطاء عن طريق إطعام الطعام وتوزيعه على الجيران وتعليمه حديث ((أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )). 5- المبادرة إلى الصلاة وهذا يكون على مدار السنة إلا أنه آكد في رمضان لأن من يحرص على الصيام فلابد أن يحرص على الصلاة من باب أولى لأنها الركن الأول من أركان الدين وعلى الوالدين القيام بتشجيع ابنهما على الحرص على الصف الأول وتكبيرة الإحرام ووضع الجوائز والحوافز على ذلك. 6- زرع مبدأ الشجاعة والقدرة على التحمل والصبر على العبادة وضرب الأمثلة لهم من واقع الصحابة والسلف الصالح فبالرغم من انشغالهم بالعبادة والطاعة فقد حرصوا على التقرب إلى الله بالجهاد في سبيل الله فخاضوا غمار الحروب وحدثت في هذا الشهر الكريم كثير من المعارك الفاصلة مثل بدر وفتح مكة وعين جالوت . ومن الجميل أن تجلس الأم مع أبنائها في هذه الأيام المباركة وتحكي لهم قصص البطولات العظيمة في هذه المعارك وتستخلص منها الدروس والعبر وتذكرهم إذا رأت منهم التعب والمشقة والتآلف من الصيام وخاصة في هذه الأيام التي يتوافق فيها الشهر مع الدراسة والامتحانات بصبر أولئك الأبطال واحتسابهم للأجر والثواب. وهناك بعض الاقتراحات التي تعين على الاستفادة من الوقت بالنسبة للأبناء : 1- بعد العودة من المدرسة يأخذ الأبناء قسطاً من الراحة حتى صلاة العصر وبعد الصلاة يبقى الأولاد في المسجد لتلاوة الورد اليومي من القرآن، وأما البنت فتدخل إلى المطبخ لمساعدة والدتها في إعداد وجبة الإفطار على قدر سنها وتشجع بذكر الأحاديث الدالة على فضل بر الوالدين ومساعدتها وأن ذلك من أفضل الأعمال. 2- عند الإفطار يتعلم الطفل أن السنة تعجيل الفطر وأن يبدأ بأكل رطبات فإن لم يجد فتمرات فإن لم يجد فماء ثم يعلم الدعاء الوارد بعد الإفطار. 3- بعد صلاة العشاء والتراويح يستذكر الأبناء دروسهم وتعد الأم قصة هادفة من قصص السيرة النبوية أو قصص الأنبياء أو المعارك الإسلامية أو سيرة بطل من الأبطال المسلمين وتنوع في كل يوم ويحث الأبناء على الإسراع في الاستذكار حتى يستمعوا إلى القصة وكلما كانت القصة غنية بالمعلومات والأحداث مع الأسلوب الجيد المناسب لأعمار الأبناء كانت القصة مثيرة ومشوقة وبهذه القصص تستفيد الأم فائدتين: الأولى: تثبيت المبادئ العظيمة والسامية كالشجاعة والتضحية والإيثار وقوة الإيمان بالله تعالى. الثانية: إشغال الطفل عن مشاهدة التلفاز والتعلق به. 4- إعداد مسابقة خاصة بالأبناء على قدر عقولهم وثقافتهم وتكون مفيدة بحيث يتعلمون منها حكماً شرعياً أو خلقاً فاضلاً أو شخصية قائد أو عالم أو داعية في الماضي والحاضر وتحدد لهم المراجع التي يبحثون فيها لتسهيل عملية البحث وهذه المسابقة تمرين جيد لتعويد الطفل على عملية البحث واستخراج المعلومات وترصد الأم لها جوائز قيمة وهي مخيرة أن تكون النتائج كل عشرة أيام إذا أحست منهم الملل أو في نهاية الشهر. 5- النصيحة المهمة جداً ألا تغفلي عن دور التلفاز في إضاعة الوقت وتشتيت الذهن وإفساد العقول فاحرصي على إغلاقه أو إخراجه هن البيت بالكلية. 6- وأخيراً تذكري قول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه ثم توجهي إلى الله بالدعاء والتضرع بين يدي الله بأن يبارك لك ولأبنائك الوقت وأن يصلحهم ويهديهم لأحسن الأخلاق. مسابقة القرآن د. منى العواد تعودنا في كل رمضان أن نبين لأبنائنا فضل رمضان وفضل صيامه وقيامه وأن ذلك يجب أن يكون إيماناً واحتساباً لله، كما أننا نشجعهم على المواظبة على الصلاة عموماً وعلى حضور صلاة التراويح وقد اعتدنا في كل رمضان أن نعمل لهم مسابقة في حفظ القرآن الكريم بحيث نعطيهم مكافأة مادية على حفظ كل وجه من القرآن والمتفوق هو من يحفظ أكثر وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه في الدنيا والآخرة . تطبيقات عملية ((أم معاذ)) لا شك أن شهر رمضان المعظم بمثابة المدرسة التي تصلح القول وتربي الأجيال وترشد إلى السبيل القويم ولذلك ختمت آية الصيام بقوله ((لعلكم تتقون )) لذلك ينبغي للأم الصالحة أن تسخر هذا الموسم الكريم ببرنامج واضح المعالم يتناسب مع هذا الحدث، حيث لابد من أن تضع في هذا البرنامج جدولاً لقراءة القرآن وحفظه مع رصد الجوائز لذلك، ثم تكون هناك وقفات مع الأولاد حول الصيام وأحكامه وحكمه بأسلوب جذاب وعائلي، ثم الصدقة وأهميتها وثمارها الكثيرة مع تطبيقات عملية، ثم الصلاة وعلاقتها بالصيام وأهميتها وكيف فرضت ثم صلاة التراويح وقصتها والغرض منها، ثم لابد من قصص حول غزوات رمضان وأحاديث عن الجهاد، ومع ذلك كله لابد من تربية الأولاد على الصيام الشامل الذي لا يكتفي فيه الفرد بالامتناع عن الأكل والشرب، بل يمتنع عن كل محرم سواء كان مما ينطق به اللسان أو تسمعه الأذنان.. والله الهادي إلى سواء السبيل. جلسة أسرية ((أم عبد الرحمن )) في بداية رمضان أقوم بعقد جلسة أسرية مع أبنائي أبين لهم خصائص وفضائل هذا الشهر الكريم وبأي شيء نستقبله وألا نضيع أوقاتنا في اللهو وطول السهر فالعبد الصالح يستقبله بتجديد التوبة والعزيمة الصادقة على اغتنامه وأستحث هممهم للإكثار من قراءة القرآن الكريم والصدقة وإطعام الطعام وأن يحمدوا الله لسبحانه وتعالى أن أمد في أعمارنا لندرك هذا الشهر الكريم فرأس مال المسلم هو عمره، نسأل الله الكريم أن يجعلنا من صوامه وقوامه إنه سميع مجيب. نقطة تغيير أم مشاري الدروس التي نتعلمها ونعلمها لأبنائنا في شهر رمضان المبارك كثيرة فمنها أنني استطعت تعويد أبنائي الذكور صلاة الفجر مع الجماعة بداية من رمضان، حيث تابعتهم يومياً وشجعتهم على أدائها مع الجماعة وبعد رمضان كان الأمر سهلاً ميسراً في إيقاظهم لصلاة الفجر وذهابهم إلى المسجد وهكذا إلى أن كبروا ولله الحمد. أيضاً قمت بتشجيع أبنائي على قراءة القرآن في رمضان، حيث جعلت لهم حلقة وفي نهاية الشهر نوزع عليهم جوائز على مقدار الحفظ لكل واحد وهكذا استمروا على مواصلة تدارس القرآن وحفظه حتى بعد رمضان ليزيد حصيلتهم ولكسب الجائزة الكبرى وهكذا أصبحوا مداومين على صلاة الفجر وحفظ القرآن الكريم. عبادة وصلة ((أم عبد الله الحوالي )) تقول إن لرمضان المباركة ميزة خاصة بين الشهور كما وصفه الله تعالى في كتابه، وكما أخبر بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويسعى الوالدان لتربية الأبناء على قضاء أيامه ولياليه بالصلاة والصدقة وصنائع المعروف والبر بالوالدين والأرحام وكل ما فيه نفع للمسلمين، فأسعى قدر جهدي لحث أبنائي على تمضية أيامه بقراءة القرآن والذكر وقضاء لياليه بالصلاة وقيام الليل وتحري ليلة القدر خاصة والاجتهاد في العشر الأواخر عامة بإحياء الليل كله بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء والذكر والصدقة والبر والصلة. درس يومي ((أم محمد المساعد)) كنت قد عودت أبنائي على صيام بعض الأيام التي ورد فيها الأجر، فإذا جاء رمضان عقدت لهم جلسة أسرية أبين لهم فضائل هذا الشهر وكيفية تنظيم الوقت فيه ويكون لنا في كل ليلة جلسة لنستفيد وأكون قد أعددت مخططاً لذلك يحتوي على حفظ لكتاب الله أو تفسير أو عقيدة أو حتى مسابقة مثمرة، وأحرص على أن أصلي التراويح جماعة في البيت تقوم بالإمامة الأكثر حفظاً وبعد كل صلاة كل واحدة تحضر لنا فائدة تلقيها أمام المجموعة.. كذلك رمضان شهر القرآن فنولي كتاب الله أهمية مراجعة الحفظ ومدارسة لكتاب الله وأحثهم على السؤال عما يشكل عليهم ولابد أن أبين لهم معنى الصوم في الجلسة الأسرية. تنافس محمود ((أم عبد الله )) رمضان مدرسة للمسلم في سائر عمله وهو فرصة ثمينة لغرس ((مراقبة الله)) في السر والعلن قال الله تعالى في الحديث القدسي ((الصوم لي وأنا أجزي به )) حين أعلم أبنائي أن يصوموا لله ليس لشيء آخر فأنا أقوي في قلوبهم جانب المراقبة لله . فمثلاً هم حين يصومون وهم صغار يعطيهم والدهم مكافأة مالية أبين لهم أن والدهم يكافئهم لأنه يريد لهم أن يدخلوا الجنة، وليس فقط من أجل الصيام. أيضاً الأولاد لكي يواظبوا على صلاة التراويح يجب أن يعرفوا قدر الصلاة فأقول له إنك تصلي لنفسك وليس لأحد في صلاتك منفعة والوقت قصير، أياماً معدودات إن تركتها أنت الخسران وإن صليت فالأجر لك وحتى إن فتروا عن الصلاة فلا أحاول أن أضغط عليهم ولا أرغمهم بل أرغبهم وأذكرهم بالأجر وأذكرهم بمراقبة الله لهم، فأنت تستطيع أن تفطر دون أن يدري أحد، تستطيع ألا تتوضأ دون أن يدري أحد ولكن الله سبحانه يراقبك ولا يخفى عليه شيء من عملك فهو دائماً يراك . وفي رمضان أيضاً فرصة لقراءة القرآن وعندما كان أبنائي صغاراً كنت أعمل لهم حلقة في البيت وفي الحقيقة كنت أرغمهم على الجلوس للحلقة وسماع القرآن وقراءته ولكن لما كبروا صاروا يقرؤون القرآن يتنافسون فيه. وعلى كل حال فالمهم هو تقوى الله وزرع مراقبته في نفوسهم ليس في رمضان وحده، بل دائماً، فالمرأة بإمكانها أن تعمل أشياء كثيرة لا ترضي دون أن يعلم عنها زوجها ولكن حين تراقب الله في السر والعلن فإنها تبحث عن رضاه في تعاملها مع زوجها، والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل . اتباع السنة ((أم إبراهيم )) ترغيب الأبناء وتشجيعهم على الصيام يعلمهم أهمية هذا الشهر الكريم عند المسلمين وعند إحساسهم بالجوع والعطش يشعرون بالآخرين من الفقراء والمضطهدين، فيتعلم الأبناء أهمية الشهر الكريم وعظمة الإسلام في مشروعية زكاة الفطر وأيضاً في شهر رمضان يتعلم الأطفال أهمية الصلاة وحرص المسلمين عليها وقيام الليل وقراءة القرآن، فيستمر الأطفال بالاهتمام بالصلاة والصيام حتى إن بعض الأطفال يرغبون في مواصلة الصيام وذلك بصيام ستة أيام من شهر شوال. الدعوة – العدد 1721 - 2رمضان 1420هـ - الموافق 9 ديسمبر 1999 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى كل الأمهات و الأخوات (Re: ابو جهينة)
|
أخي الكريم أبا جهينة جزاك الله خير الجزاء ، الموضوع مفيد وفيه الكثير من الدروس والعبر فالتربية والتنشئة لم تعد صحن فول وسوط نيم ، جميع ما ورد في المقال أخي الكريم ذو قيمة وأحسب أن الأهم من كل هذا هو القدوه هو تأدب الأب والأم قبل الأبناء
| |
|
|
|
|
|
|
|