جاء في كتاب البلدان لإبن الفقيه ص 76 المجموعات النوبية : الكنوز و الفدجة و الحلفاويين و السكوت و المحس و الدناقلة ( حسب الترتيب التنازلي من الشمال للجنوب ) و المحير في الأمر ، أن الكنوز و الدناقلت تتشابه اللغة التي يتحدثونها لدرجة كبيرة ،، و لكن الكنوز يسكنون في أول منطقة النوبة ثم يليهم الفدجة ثم الحلفاويين في أقصى حدود السودان الشمالية ثم يليهم السكوت و المحس ثم الدناقلة ،، فما الذي أحدث هذا التفريق في السكن و هذا التباين و هذا الإختلاف في اللغة رغم أن الأجداد هم نفس أجداد هؤلاء و هؤلاء و المنطقة واحدة و الحضارة واحدة و العادات و التقاليد تكاد تكون واحدة ؟ في جزير صاى بمنطقة السكوت و التي يمتد طولها داخل النيل حوالى ثمانية عشر كيلومترا و عرضها ستة كيلومترات تقريبا و بها أربعة شياخات ،، في هذه الجزيرة توجد كنيستان من العهد المسيحي ،، و أذكر أن سألت العلامة المرحوم نجم الدين محمد شريف عن وجود كنيستين في هذا الحيز الضيق ،، فشرح لي رحمه الله أن الكنيستين تتبعان لمذهبين مختلفين مما يدل على وجود هذه التيارات منذ الأزل ،، و عندما سألته عن وجود لغتين في النوبة ،، شرح لي رحمه الله بأن اللغة التي يتحدث بها الفدجة و الحلفاويين و السكوت و المحس و هي لغة واحدة ،، كانت هي لغة المملكةالرسمية و التي وجد فريق المرحوم نجم الدين آثارات مختلفة مكتوب عليها بهذه اللغة ،، و على سبيل المثال تلك التي وجدوها في سرقد بمنطقة عبري و التي يتغنى فيها أحد الشعراء بمشروب الدكاى الذي ربما إشتهرت به سرقد ( نيداكني سرقدن دكايقا ) و هذه هي مطلع الأغنية و التي تغنى بها أستاذنا و أديبنا مكي علي إدريس في محاولاته الجادة لإحياء التراث. مما سبق ،، فإن اللغة التي يتحدث بها الكنوز و الدناقلة هي لغة معدلة من اللغة القديمة بعد خلاف في فترة إستنجاد أحد فراعنة مصر بملوك النوبة لنجدته من هجوم الهكسوس المتكرر ،، و عندما وافق الفدجة و الحلفاويين و السكوت و المحس على المساعدة ،، إنفصلت القبيلة ،، و إبتكر عباقرتهم مفرداتاجديدة للغة رغم عدم البعد الكبير في اللغتين و إلتقاءهما في كثير من المفردات و المعاني ،، و رغم أن الخلاف لم يكن كبيرا إلا أن أمراء القبائل إنفردوا بحكم مناطقهم بشكل إنفرادي كل في منطقته مما أسال لعاب أحد الفراعنة المصريين و غزاهم لفترة و هذا مساق آخر. نعود للكنوز ،، من هم الكنوز ؟ ينقسمون إلى مجموعتين : الأولى : تضم قبيلتين هما (أ) قبيلة أولاد السيد ونس بن رحمة إبن الحسن ،، و كان للأمير محمد ونس ستة أولاد ،، ثم مات و دفن في أسوان ،، و أولاده الستة هم : 1. إدريس الأكبر : و هو جد الملك طنبل و الذي عرفت أسرته فيما بعد بإسم ملوك دنقلا. 2. حمدالله : و كان أتباعه قلة و كانت سكناهم عند كلابشة و يعرفون بأسم الونساب و الحمدلاب. 3. أرخى : و و يسمون أفراد أسرته قبيلة الأرخياب و يعيش البعض في إقليم الجزيرة بالسودان. 4. أدهم : و توجد أسرته عند بلدة الخطارة بجوار أسوان و جزيرة أسوان و يوجد لهم فرع بالسودان و لهم فرع آخر يسمون البللاب و المسلماب. 5. عدلان : و يوجد أحفاده عند أسوان و في السودان بين قبائل الشايقية و يعرفون بإسم العندلاب 6. خيرالله : و هم الخيرلاب و يسكنون بمنطقة أسوان و بعضهم في السودان
(ب) القبيلة الثانية هي قبيلة الأشراف الرؤساء و يسمون بأولاد تميم الداري الأنصاري و هم : 1. الأمير شرف الدين و الذي دفن بالقاهرة عند باب النصر ،، و يقال أنه مدفون بالكسنجر بالسودان ،، و له ولدين هما : قذناب : مؤسس قبيلة القذناب و يسكنون أبوهور و بعض مناطق السودان بجو : و هو مؤسس قبيلة البجواب و يسكنون أبو هور و بعض مناطق السودان 2. نصر الدين تميم الدار و كان له إبن يسمى نصرالله و ينتسب إليه قبيلة النصرلاب التي تسكن مع قبائل الشايقية 3. تمام نجم الدين بن تميم الدار ( مات و دفن بالقاهرة و له ثلاثة أولاد هم : مبارك نجم الدين و أتباعه هم الأمباركاب عون الله : و أحفاده هم العونلاب أمير و أحفاده هم أولاد عمران
المجموعة الثانية و تضم 27 قبيلة صغيرة متفرقة منتشرة في السودان و شمال السودان و يضيق المجال لذكرهم لذا فسأكتفي بذكر المراجع للمهتمين : بلاد النوبة للأستاذ عبد المنعم بكر السودان الشمالي و قبائله ( طبعة 1951 ) للأستاذ محمد عوض أسوان في الماضي و الحاضر للدكتور محمد كامل الإسلام و النوبة ( طبعة 1960 ) للأستاذ محمد مصطفى سعد
و أرجو ممن لديه أي مراجع أخرى أن يدلنا عليها للفائدة و له/ لها الشكر و أمامي أكثر من بحث عن قبيلة السكوت و المحس و سأفرد لكل واحدة بوستا منفردا بحول الله و قوته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة