دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
طماية ... نصف تمثال من البرونز
|
تتشابك أحداث القرية و رتابتها في عنادٍ ، ملتصقة ببعضها البعض و بمجريات أخرى كأشواك ( الحَسْكَنِيت ) .. فالنيل يطبق بضفتيه المعربدتين على أنفاس الجروف .. ثم يُخلي سبيلها في رتابة تموسقها الأمواج المتكسرة على الجانبين في لهوٍ مستمر . شمس المغيب تنشر لون الشفق الأحمر القاني على قمم الأشجار و النخيل في إحتفالية صامتة يكسر صمتها أصوات الطيور تذعن إلى أوكارها. الجبال تلقي بظلالها من جهة الغرب .. فتزيد من الهدوء المخيم أوقات القيلولة و عند إنبلاج الفجر. المعبد القديم يُلْقي مهابة ترقد في مخيلة كل من يمر بأعمدته الضخمة الراقدة على جانبي الطريق تحكي قصة قوم عمروا الأرض ثم إندثروا تحت ثراها. عندما أتتْ ( عالمة الآثار ) الأجنبية بعربة ( اللاندروفر ) .. تجمَّع الأهالي للفرجة على هذه السحنة القرمزية و العربة التي تحمل الخيام و أمتعة أخرى . بإبتسامتها الودودة .. إستطاعت ( الخواجية ) أن تكسب وُد الجميع في فترة وجيزة . تعلمتْ بعض كلمات لهجة أهل القرية .. و ذاقت طعامهم .. و رقصتْ في أفراحهم .. وثقوا بها و أدخلوها بيوتهم في كل مناسباتهم. تكلفهم بأعمال تنفحهم أحياناً عنها أجراً .. و أحياناً تكتفي بإتسامتها الودودة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
حتى أنها عندما وجدتْ نصف تمثال مصنوع من البرونز مدفوناً بين تلال الرمال وسط المعبد ... إنطلق الكل للبحث عن نصف التمثال الآخر في كل أرجاء القرية بحماس دافعه خدمة هذه الغريبة التي جاءت من ( آخر الدنيا ) بحثاً عن إرث الأجداد. نقبوا كل شبر من المعبد ... عندما إنتابها اليأس ، أعلنتْ عن جائزة قيمة لمن يجد نصف التمثال .. ( محمود ) .. أستاذ القرية .. ألحَّ عليها ليعرف أهمية التمثال .. قالت له : كما ترى فإن التمثال غير مكسور .. معنى ذلك بأن النصف المفقود قد تم نحته بطريقة لولبية ، أىْ يمكن فكُّه و تركيبه .. و نحن نعتقد بأن النصف المفقود به تجويف قد يحتوي على شيفرة تحل لنا ألغازاً أثرية في غاية الأهمية.
أطلق الأستاذ هذه المعلومة ، فإزدادت شعلة نشاط أهل القرية و حماستهم. لكن دون طائل. بحثوا في عمق أطراف النيل .. و طال البحث حتى تخوم الجبال .. و المنازل القديمة المتهدمة و الخرابات العتيقة. عندما تأكدتْ ( الخواجية ) من فشلها في العثور على النصف الثاني .. قامت ببناء غرفة طينية صغيرة و وضعتْ فيه النصف الذي وجدته و أغلقتْ عليه باباً و أوكلتْ حراسته إلى شاب من القرية إلى حين عودتها مرة أخرى... فهي على ثقة بأن نصف التمثال لا يزال يقبع في مكان ما بالقرية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
في طرف القرية الجنوبي ... يقبع بيت ( طماية ) .. الأرملة ذات الثلاثين ربيعاً .. و التي تتمتع بجمال هاديء .. و عينين يفيضان بسحر غامض... قليلة الكلام .. يكسو محياها حزن يزيدها غموضاً ... فقدتْ زوجها الذي غرق بمركبه في خضم عاصفة ( أمشيرية ) عارمة .. رفضتْ كل دعوات أهلها للرجوع إلى بيت الأسرة و كنفها .. و أسكنتْ معها شقيقها ( صابر ) الأبكم و الأصم .. (صابر ) يحبها لدرجة الطاعة العمياء .. فهي الوحيدة التي تفهم لغة إشاراته و ما يوميء به. لم تنجب بعد أن فقدتْ جنينها الأول يوم زفوا إليها خبر موت زوجها .. إنتابتها هستيرية عنيفة .. ثم نزفتْ حتى فقدت حملها .. شاركت أهل القرية في البحث عن نصف التمثال المفقود .. و جعلتْ شقيقها ( صابر ) يشارك و هو يرمقها بإستغراب طوال أيام البحث. فقد كان متأكداً بأن نصف التمثال الذي تبحث عنه القرية يقبع في بيت ( طماية ) شقيقته منذ فترة طويلة .. تستعمله كطرف آخر يسند لوحاً خشبياً يقوم مقام الرف لتضع عليه بعض حاجياتها. عندما أشار إليها ذات ليلة و هو يستفسر عن سبب إشتراكها في البحث و هي تدري أن الذي يبحثون عنه موجود في بيتها .. أخرسته بنظرة يعرف مغزاها تماماً ... تتذكر عندما أتى زوجها بنصف التمثال هذا يجره بحبل مربوط بحمارته ( الداراوية ) .. لم تمض أيام قليلة حتى وافت زوجها المنية .. إنهمك ( صابر ) هو الآخر يبحث بجدية أكثر و كأنه يُبْعِد عنه و عن شقيقته تهمة إخفاء هذا الشيء الهام. عندما غادرت ( الخواجية ) القرية .. كانت آخر عيون ترمق غبار العربة المنطلقة جنوباً هي عيون ( طماية ) و ( صابر ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
إزدرد ( صابر ) الخبز المفتوت في ( كورية ) الحليب .. ثم مسح أطراف فمه بكُم جلبابه المتسخ .. و كرع ( كوزاً ) من ماء ( الزير ) المحاط بجوال قديم.. و تمدد على ( البرش ) الملقى على ( عنقريب ) الحبل. سرعان ما علا شخيره .. وقفتْ قربه لتتأكد من نومه .. ثم تسللتْ ( طماية ) إلى حيث التمثال .. أزاحت اللوح الخشبي و أنزلته ببطء على الأرض. ثم بمنجل قديم .. راحت تزيح طبقة متراكمة من الطين اليابس أعلى نصف التمثال .. كان الطين اليابس أصلب من كتلة أسمنت .. إنزاحت الطبقة بعد جهد و عناء .. و بدا التمثال و كأنه يدعوها إلى الحفر إلى تجويفه .. صارت تعمل المنجل فيتداعى الطين الجاف تراباً باهت اللون فتغرفه بيديها إلى الخارج .. حتى إصطدم نصل المنجل بشيء صلب .. فأدخلت النصل بين الجسم الصلب و حافة التمثال و أخرجتْ شيئاً أشبه ( بعشميق ) النخيل .. لكنه كان متماسكاً .. و تفوح منه رائحة معتقة .. وضعته على الأرض و بحذر شديد بدأتْ بقطع هذه الألياف ذات اللون الأرجواني الغامق .. عندما إنزاحت طبقة خفيفة منه .. إنبثق غبار كثيف دفعة واحدة غمر وجهها.. صارت تسعل و تفرك عينيها .. هرعتْ إلى الجردل و غرفت الماء بكفيها .. فغسلتْ وجهها .. أفاق ( صابر ) قليلاً ثم عاود النوم .. تكاد تجزم بأن هناك من يشاطرها المكان .. أحستْ بثقل يجثم على صدرها و كأن هناك مَن يحاول أن يجعلها تستلقي على ظهرها . كلما حاولت أن تقاوم هذه القوة الغامضة .. إزداد الدفع .. و رائحة الغبار تكتم أنفاسها .. ثم طغت عليها غشاوة و إرتمتْ رغماً عنها على أرضية الحوش المغطاة بالطين الممزوج بروث البهائم.. حاولت أن تنادي ( صابر ) .. و لكنها تذكرتْ عاهته .. أحستْ بأن جسداً يتمدد فوقها .. و يغمرها بالكامل من جبهتها حتى أخمص قدميها .. حتى أصاب الشلل أصابع يديها و رجليها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
أفاقت عند الفجر .. و هي على سريرها شبه عارية.. فسحبتْ الغطاء عليها .. بينما كانت كل ملابسها ملقاة في نفس المكان بالقرب من التمثال النصفي.... بينما إختفتْ اللفافة .. شخصتْ جزعة ببصرها إلى حيث يرقد ( صابر ) فوجدته مستغرقاً في النوم ... جسدها مبلل بالعرق .. و بأشياء أخرى إحتارت في كنْهها .. و مصدرها .. و في حلقها طعم الغبار المنبثق من اللفافة .. و أحشاؤها تتحدث عن جسد مازجها طوال الليل. عندما عادت من ( زريبة ) الغنم .. تأكدتْ من إحساسها المخيف .. بحثتْ عن اللفافة طويلاً في كل أرجاء البيت و ما حوله دون جدوى. دلفتْ إلى الحوش و هي متهالكة .. و مضعضعة النفس .. حانت منها إلتفاتة إلى حيث التمثال .. فندتْ عنها صرخة مكتومة .. فقد وجدت التمثال قد عاد كما كان يسند لوح الخشب .. تقدمتْ منه بحذر و وجل .. أزاحت اللوح .. فوجدت طبقة الطين قد عادت إليه كما كان من ذي قبل .. جحظتْ عيناها و فغرت فمها لفترة لا تعلم مداها .. و تسللتْ متراجعة إلى غرفتها ... خوف مشوب بشعور لا تدري مغزاه .. أشار إليها ( صابر ) يستفسر عن شحوب وجهها .. أشارت إليه بما يطمئنه و هي تضع إبتسامة متكلفة .. كعادته .. تناول ( صابر ) طعامه المفضل .. ثم إنحشر بين طيات مرقده. ظلت ( طماية ) تنقل بصرها بين مكان التمثال و مكان حادثة الليل .. و ما يشبه رائحة الغبار يدعوها إلى إستنشاقه مرة أخرى .. يدعوها بقوة و كأنه صوت يستحثها لتفعل ذلك .. سدَّتْ أنفها بيدها و لكن نداء الرائحة كان كشيء أدمنته منذ وقت طويل ... و كالمخدرة وجدتْ نفسها تقوم بحفر طبقة الطين الذي كان هشاً هذه المرة فوصلتْ إلى اللفافة في وقت وجيز .. و إنبثق الغبار .. يغمر وجهها .. و يدفعها شيء للخلف فتراخت له طواعية .. يكبلها تماماً و تروح في غيبوبة لا تستيقظ منها إلا عند الفجر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
راحت ( طماية ) تستعجل ساعات النهار ليأتي الليل لتستنشق رائحة الغبار و من ثَمَّ ذلك الشعور الذي طاب لها. تراقب التمثال في غدوها و رواحها ... غمرتها حميمية تجاهه ... تغلغل شعور بالإنتماء لهذا النصف البرونزي و كأنه مخلوق له روح يراقبها بينما هي تكنس بهو البيت .. و تجلس أمام أثافي الطبخ و ( العواسة ) .. أحستْ بأنه ثالثهما ، هي و ( صابر ) .. فأضمرتْ في نفسها بأن تسحبه إلى مكان أكثر أماناً حتى لا تعود ( الخواجية ) و تبحث عنه و تجده. ذلك اليوم .. عنَا لها أن تمارس نهاراً ما تمارسه ليلاً ... لكن شقيقها ( صابر ) كان بالبيت .. يلهو مع جروه الصغير .. طلبتْ منه أن يذهب للعب خارج البيت .. نظر إليها مندهشاً .. فالوقت منتصف النهار .. و حرارة الشمس لافحة .. أشارت إليه بأن يخرج بوجه صارم ينضح برغبتها المجنونة العارمة .. و ما أن خرج حتى بدأتْ مشوارها التي لا تدري هي سره .. كيف بدأ و أين ينتهي .. غبار ... ثم فقدان سيطرتها على نفسها .. السباحة في عالم من الخدر الذي إستعذبته ... و ما أن بدأتْ رحلة الضياع في عالمها السحري .. أحستْ بأن الجسم يتراخى من فوقها ... ثم سمعتْ إرتطام جسم قريب منها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
رأت ( صابر ) يرتفع عن الأرض ثم يهوي إليه مرة أخرى كمن كان هناك شيء يمسكه من رجليه و يدك به أرضية الحوش.. يرتفع ( صابر ) جاحظ العينين .. يئن كمن يستنجد بشقيقته .. ثم يهوي برأسه على الأرض .. مرتين أو ثلاثة .. ثم سكنتْ حركته .. و إنبثق الدم من أنفة و فمه و أذنيه .. إنتفض جسده النحيل كالمذبوح .. ثم تراخى .. إقتربت منه .. فوجدته قد فارق الحياة و هو لا زال ممسكاً ( بكوز الماء ) بيده اليمنى .. لعِق الجرو وجه ( صابر ) و وقف يصدر صوتاً و كأنه يستحثه على مواصلة اللعب .. هبتْ ( طماية ) كالممسوسة .. و أخذتْ ( الطورية ) و إنهالت على التمثال .. حتى إنكسرت العصا ..و طارت يد ( الطورية ) بعيداً و هوتْ بالقرب من الجرو .. فهرول مذعوراً إلى الخارج .. حشرتْ كمية من الخشب داخل تجويف التمثال و حوله ... و أضرمتْ النار .. تطايرت ألسنة اللهب .. سمعتْ حشرجة كصوت حيوان يئن ألماً ... هرولتْ إلى شقيقها .. و إحتضنته و هي مذهولة تشاهد النيران تعلو حتى سقف ( تعريشة ) البرندة ... لتمتد إلى بقية الغرف فيزيدها جريد النخل الجاف و جذوعه ضراوة .. إختلطت طقطقة الخشب بفعل النيران مع الصوت الصادر من تجويف التمثال .. عندما شاهد أهل القرية الدخان يتصاعد من منزل الأرملة .. هرعوا يتنادون نحو البيت المحترق .. قاوموا النيران ( بصفائح ) الماء و ( الجرادل ) يغترفون الماء من جدول ( المشروع ) غير البعيد .. و لكن النيران كانت أسرع .. فقد أتت على الأخضر و اليابس بالبيت .. و تصاعدت رائحة إحتراق عدة أشياء صادرة من البيت من بين ألسنة النار و الدخان .. دخل الأهالي إلى البيت المحترق بحذر .. كانت بقايا ( طماية ) المحترقة تحتضن بقايا شقيقها ( صابر ) .. قطع حبل السكون المهيمن على الجميع صراخ أحدهم : ( شوفوا نص التمثال .. ياهو دة هنا ) ... و باتت القرية تتناحر في أحقية الجائزة و لمن تؤول ... و طال جدالهم في إنتظار ( الخواجية ) .. و يجزمون بأن أصوات ( طماية ) و ( صابر ) و صوت كفحيح الأفاعي ينطلق كل ليلة من بقايا البيت الذي أتتْ عليه النيران.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
أستاذنا أبوجهينة .. لوحة بالكلمات .. طماية نصف تمثال من البرونز .. جاء بالخواجية من آخر الدنيا تفتش شجرة الخلد وفرح لا يبلى .. حازته طماية .. لتقتلها العجلة .. مثل جدتها حــواء ذهبت طمايه وصابر الأطرش الضحية .. وبقي أهــل القرية يتقاتلون من كل هذا العالم السحري على دريهمات تقيم أصلابهم .. إنها لوحة موحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي الأستاذ محمد عبدالجليل
سلام
مرورك يغري بالإسترسال في الحكي و السرد
ففي قرية بشمال السودان .. وجدت أن هناك عشران الحفر محفورة في جبال جرانيتية بطريقة غريبة .. ففتحات هذه الحفر معمولة بطيقة زجاجات العطور ( قلاووز ) .. و لكن أغطية الحفر غير موجودة .. فلما سألت مرافقي من سكان القرية قال أن بعثة آثار أتت هنا و قالت أنهم من الخرطوم و فتحوا الحفر و أخذوا ما بداخلها ( ملفوفة بعناية ) و إنطلقوا شمالاً ..
أليس في هذا ما يغري بالتدفق كتابة بعدة أساطير كما تمثال طماية ؟؟؟؟؟
دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
Quote: فلما سألت مرافقي من سكان القرية قال أن بعثة آثار أتت هنا و قالت أنهم من الخرطوم و فتحوا الحفر و أخذوا ما بداخلها ( ملفوفة بعناية ) و إنطلقوا شمالاً .. |
تصدق يا أبوجهينة .. هذا يحدث دائماً .. وقد حدث في قريتنا .. جاءوا وحفروا وأخذوا أشياء ملفوفة تكون مصيبة لو كان يراودهم حلم الخواجية .. والرائحة التي أودت بطماية .. ولو كان الأمر غير ذلك .. فقد أخذوا الكنز من تحت جدارنا .. واصل .. واصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
محمد عبدالجليل
تحياتي
Quote: تصدق يا أبوجهينة .. هذا يحدث دائماً .. وقد حدث في قريتنا .. جاءوا وحفروا وأخذوا أشياء ملفوفة تكون مصيبة لو كان يراودهم حلم الخواجية .. والرائحة التي أودت بطماية .. ولو كان الأمر غير ذلك .. فقد أخذوا الكنز من تحت جدارنا .. |
لو لاحظت مداخلات الإخوة هنا تجد أن سرقة آثارنا كانت و لا زالت تسير على قدم و كرعين. الفرق في الأحلام التي تراودهم
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
سلام يا قريبى
سرحت مع طماية ونصف تمثالها .. وصابر الابكم.. الذى لا يدرى بما يدور حوله.. ذكرنى بحال النوبيين لا يعرفون هؤلاء الغرباء الذين يأتون اليهم وينقبون ويحملون معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه ويختفون... يقال ان حرامية الآثار مازالوا نشطين فى مناطقنا... السرد مشوق للغاية وكأنى ارى الشخوص امامى.. لك الحب واطلب منك الاسترسال يا ابا مرتضى..
نورالدين منان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: Mannan)
|
نوري جليلة سلام أخي العزيز لك و للأسرة الكريمة فردا فردا
Quote: ذكرنى بحال النوبيين لا يعرفون هؤلاء الغرباء الذين يأتون اليهم وينقبون ويحملون معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه ويختفون... يقال ان حرامية الآثار مازالوا نشطين فى مناطقنا |
نعم لا زالوا. تصدق يا نوري .. في الثمانينات من القرن الماضي .. زرتُ أنا وواحد من ناس أمدرمان ... زرنا في باريس منزل عالم آثار فرنسي .. عندو في بيتو Basement به متحف متكامل .. ذُهلت و أنا أشاهد قطع من آثارنا النوبية مكتوب عليها مناطق جلبها : كرمة البلد دفوفة صلب جزيرة صاي
وقفت مذهولاً و هو يتحدث عن هذه الأماكن و هو يعتقد بأننا لا نعرفها. عندما خرجنا من عنده .. قلت لصديقي : هل تصدق أن كل الأماكن التي ذكرها هذا العالم .. أعرفها بيتاً بيتاً .. فهي منطقتي و أهلي.
كان الله في العون
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: ابو جهينة)
|
شيئئن هنا يا قرايبي
الاول : تماية ... يبدو لي وحتي اتي باليقيين ان التاء هي الاصل وليس الطاء وهو غير شائع ولا احد الحروف النوبية وتماية ليس اسما عربيا ...
الثاني: الاشياء الملفوفة .. عرفت عبكة بالخزف النوبي العبكاوي منذ الاف السنيين ولذا كانت متحفا للاثار النوبية وفي صغرنا وقبل ان نهاجر شاهدنا عشرات المجموعات الاجنبية ( اثارية او باحثة عن الذهب) تاتي اليها وتحمل كثير من "الملفوف" وكانت جبال عبكة بها مداخل منحوتة في الصخر وبداخلها ما اتي بهؤلاء .. مناطقنا كانت بعيدة عن الحكومة المركزية وما زالت فلذا سهل نهبها ... ويبدو ان في كثير من قرانا وجدت تماية شيئا ملفوفا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طماية ... نصف تمثال من البرونز (Re: abubakr)
|
أبوبكر
تحياتي
Quote: الاول : تماية ... يبدو لي وحتي اتي باليقيين ان التاء هي الاصل وليس الطاء وهو غير شائع ولا احد الحروف النوبية وتماية ليس اسما عربيا ... |
بالفعل و كما تفضلت أنت فإن الإسم هو في الأصل بالتاء. و معنى الإسم ( الذي هو صفة ) و هو مشتق من الفعل Tami و الذي يعني ( المهاتاة ) بالعربية تماية هي الهاتاية .. أيْ التي تتحدث عن الشيء بشكل مستمر .. و هي حالة تتقمص العاشقين عند الهجْر أو الفراق
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|