دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة
|
مدخل إلى النسيج : غريب هو نسيج هذه الأمة ... أسباب توحدها تفجر كوامن خامدة كما تتفجر ركام البراكين دون سابق إنذار ترمي بحممها في كل إتجاه .. و أسباب تشتتها تجعل هذه الأمة تتسارع بلهفة و جزع نحو الإلتحام .. لتعود ليعتلج هذا و ذاك في بوتقة تجعل نسيج هذه الأمة يبدو دون رتْق أو نتوءات في جسدها .. ثم تعود ليبدو كساءها الخارجي مرقعا كما ثياب الدراويش .. بأكثر من رقعة و أكثر من لون و بخيوط متنوعة .. بوتقة عجيبة لا أظن أن هناك أمة بهذا السبكة الفريدة .. و لكن الحذر ثم الحذر من حشرات مجهرية و زواحف قملية تنخر عباب هذا النسيج و ترتع بين خيوطه ، فإن لم تقض عليه .. ستمتص رحيق الجسد الواهن.
مشاهدات من أيام الأحزان :
الحكومة و بعد أن قامت بحسابات عديدة .. قامت بالترقب بعد إعلان مقتل أو موت قرنق. ففي الترقب و الإنتظار دون أن تقوم بالتحسب لأي رد فعل عنيف يمكن أن تصطاد به عدة عصافير بحجر واحد :
1. إمتصاص غضبة الجماهير ( بشقيها الجنوبي و الشمالي حيث أن المظاهرات في بدايتها كانت جنوبية شمالية ). 2. درء أي تهمة بأن لها يد في الحادث ( حيث أن التحسب و نشر قوات الأمن يعني أنها تضع نفسها في موضع المدافع عن نفسه عن جرم إرتكبه ) . 3. الغضب الآتي من الجنوبيين و ردة فعلهم سيجعل العالم يجزم بأن الجنوبيين هم ضد الإستقرار. 4. معرفة نتيجة إرهاصات كثيرة كان مفادها بأن حزام الفقر يعد العدة للقيام بعمل ما في الخرطوم عند أول إحتكاك ( حيث أن الجنوبيين بعد توقيع الإتفاقية و عودة قرنق للخرطوم كانوا يطلقون عبارات تنم عن إنتقام قادم ) . 5. معرفة ردة فعل غير الجنوبيين .. و من ثم التدخل كطرف ثالث يهمه أمر العباد و البلاد ( و هذا ما حدث بعد ردة الفعل العنيفة للغاية ضد الجنوبيين كإفراز طبيعي لما حدث يوم الإثنين الأغبر ) .
كعادة الدهماء و الغوغاء و الصيادين في الماء العكر ، فإن اللصوص قاموا بالتستر وراء رد الفعل بالسلب و النهب و هو ما حدث عند موت كثير من زعماء العالم المهتمين بقضايا شعوبهم ، و هو كالذي حدث عند موت مارتن لوثر كنج في أمريكا ، و أيضا عند موت المهاتما غاندي و غيرهم كثر .. شاهدت بأم عيني تقاسم المسروقات من المواد الغذائية في عرض الشارع ( ليس كلهم جنوبيين ) .. ليس كل حوادث القتل يوم الإثنين حوادث عشوائية ، و لكن هناك حوادث حدثتْ عن سبق إصرار و ترصد نتيجة عداوات شخصية في بعض الأحياء بإستغلال هذه الفوضى حتى يضيع الدم بين قبيلة الفوضى و الغضب الذي تم إفراغه في الحزانى على موت قرنق فكان الألم مضاعفاً و تركيبته و كيمياؤه أصعب من أن يتم فك طلاسمه أو التعبير عنه.
غليان البوتقة :
هناك مشاهد و حكاوي لا تعد و لا تحصى ، سيعلنها الناس بعد أن يجف الدم و بعد أن يلعق الناس جراحهم و يطوي الزمن هذا اليوم الحالك السواد. كنت أقود عربة كورية الصنع صغيرة الحجم ( Atos ) بمنطقة الجريف غرب ثاني أيام الحوادث ، يوم الثلاثاء و معي إبنتي لنطمئن على أسرة شقيقي ، فإنغرزت السيارة بلساتكها الأربع في الوحل. شاهدت ستة جنوبيين قادمين نحونا فتوجست خيفة شديدة ، بل أصابني الرعب رغم أنني كنت مستعدا للدفاع عن نفسي و إبنتي ، إلا أن أحدهم نقر على زجاج السيارة و قال : أنزل عشان نلز العربية. قاموا بحمل السيارة حملا و وضعوها على الجانب الجاف من الطريق. خجلت من شكوكي .. و لكن أليس معي حق بأن أشك و أخاف و أستعد ؟ هل رأيتم ماذا كانت نتيجة ما حدث ؟ إختلط حابل هذا بنابل ذاك .. يقول المصريون في مثل هذه المواقف : أولاد الحرام ما خلوش حاجة لأولاد الحلال.. و المشكلة عندنا أن أولاد الحلال و أولاد الحرام كان لهم يومئذ نفس الملامح و الشبه ، يمشون بيننا في الأسواق ، و يتقاسمون معنا الملح و الملاح ، و يلقون عليك تحية الصباح و يشاركونك أفراحك و أتراحك. هنا تكمن غرابة هذا النسيج الذي لا بد من علاج تراكماته و إزاحة طبقات الغبن عنه حتى يعود ناصع البياض لا غبار عليه. جاري ضابط جنوبي يقيم مع أسرته و يعول أسرة شقيه المتوفي .. ظل يوم الإثنين الأغبر يتصل بنا فرداً فرداً على مدار الساعة و ينصحنا بعدم الخروج. و في الليل ظل مع بقية الجيران يتناوب الحراسة حتى تباشير الفجر. رغم هذا كان هناك توجس منه من بعض الجيران .. من الذي جعل هؤلاء البعض يرى الوفاء و مراعاة حقوق الجار الذي مارسه هذا الجنوبي عبارة عن خنجر مدسوس وراء الظهر ؟ التباكي على ما حدث لن يقدم و لن يفيد بمثقال خردلة .. التحقيق في الذي حدث يجب أن يتم بشفافية حتى يأخذ كل من أجرم جزاءه الرادع .. فربما عرفنا من هو المحرض و ما هي غاياته .. يجب أن يعرف كل الشعب كيف و لماذا ؟ و أهم من كل هذا و ذاك .. يجب تحليل كل ملابسات موت قرنق أو مقتله .. ليعرف الكل من هو المستفيد من هذا الذي حدث .
هناك من يقول أن ما حدث يعتبر ( رب ضارة نافعة ) .. بمعنى أن الجنوبيين قد إنكسر شيء في دواخلهم لسببين : 1. فقدانهم للزعيم الشعبي قرنق و الذي كان معقودا عليه آمال عراض حتى بالنسبة للشماليين ) 2. ردة الفعل الأعنف التي أعقبتْ الإثنين الأغبر جعلت من الجنوبيين مهيضي جناح مكسوري الخاطر .
و أنا أقول أن ما حدث كان ( رب ضارةٍ ضارة ) ... لأن الآن وقع طبول الإنفصال أكثر زخماً. حتى و إن لم يقلها رجل الشارع البسيط ، و لكنها صارت أمنية تختلج في الدواخل كنار خابية تحت الرماد .. و ما الإستفتاء ببعيد. أقول رب ضارة ضارة .. و بذرة الثقة تتضاءل بين الحكومة و الحركة .. الحركة التي قال على لسانها سلفاكير ( بأن الإتفاقية ما زالت حبرا على ورق ) فكأن الذي بينهما طلاق (عرفي) ينتظر أن يتم إعلانه على الملأ ، و لكن يحجم الطرفان عن الإعلان عنه خوف الشماتة ، و خوف محاذير كثيرة أقلها إنفلات مسبحة هذا الوطن ليصير أوطاناً شتى.
و أقول فقط ( رب ضارة نافعة ) في حال عرف أهل الشمال و الجنوب على حد سواء بأن الوحدة أمر ضروري على ضوء الذي حدث و أن المصير واحد.. ليس الوحدة الجغرافية ، بل وحدة النسيج الإجتماعي و دفن الضغائن و تناسي الإحن. و إلا .. فإن الوطن موعود بتشرذم تجعل منه ألف وطن.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
الاستاذ ابو جهينة - اول نقول ليك حمدالله على السلامة
اما الحصل ده فإفرازات لخلافات الإنقاذ على حساب الشعب السودانى ، كل طرف فيه عشان يخرج التانى يشعل فتنة ودى تكون النتيجة ولا اشك فى إنو فى ناس فيهم نقلوا الناس دييل بى عربات لمواقع التخريب، يعنى أيادى متمرسة لعبت هذا الدور القذر وإنشاء الله لو فى فعلا تحقيق الناس تعرف الحاصل شنو لانو فى ناس لاعبين لعب كبير فى الشغلانية دى همهم تفتييت السودان وربما لفت الشعب إلى قضاياهم الخاصة المتهالكة بعد ان إلتف كل الشعب السودانى حول هذه الوحدة وعقد الشماليين على الجنوبيين آمالهم فى قرنق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ترهاقا)
|
إبن الخال ساطور
مشتاقون حد الترنح
Quote: اما الحصل ده فإفرازات لخلافات الإنقاذ على حساب الشعب السودانى ، كل طرف فيه عشان يخرج التانى يشعل فتنة ودى تكون النتيجة ولا اشك فى إنو فى ناس فيهم نقلوا الناس دييل بى عربات لمواقع التخريب، يعنى أيادى متمرسة لعبت هذا الدور القذر وإنشاء الله لو فى فعلا تحقيق الناس تعرف الحاصل شنو لانو فى ناس لاعبين لعب كبير فى الشغلانية دى همهم تفتييت السودان وربما لفت الشعب إلى قضاياهم الخاصة المتهالكة بعد ان إلتف كل الشعب السودانى حول هذه الوحدة وعقد الشماليين على الجنوبيين آمالهم فى قرنق |
لا فض فوك... ما تنسى تجيب معاك العسل حسب الإتفاق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
الأخ الأستاذ أبو جهينة أولا أثني هذا التحليل المعقول الذي بينته رغم الاختصار.
وأعرج إلى نقطة ذكرها الأخ ترهاقا وهي في نظري نقطة هامة تجاهلها الناس أو جهلوها في تحليلهم لما جرى يوم الاثنين (الأغبر). فقد قال ترهاقا:
Quote: لانو فى ناس لاعبين لعب كبير فى الشغلانية دى همهم تفتييت السودان وربما لفت الشعب إلى قضاياهم الخاصة المتهالكة بعد ان إلتف كل الشعب السودانى حول هذه الوحدة وعقد الشماليين على الجنوبيين آمالهم فى قرنق |
فالجنوبيون الذين حاربو حكومة الشمال لسنين طويلة، ظلت حربهم على الدوام (باستثناء أحداث لا تذكر) ظلت حربهم ضد الحكومة، الحكومة فقط. وما حدث من قتال في الجنوب كان دائما بين جيش وجيش، جيش الحكومة مع جيش منظم ومدرّب، وطوال العشرين سنة التي قاتلت فيها حركة قرنق الحكومة لم يذكر أن هناك اعتداء ذو طابع (شعبي) غير منظم قد وقع في الجنوب ضد الشماليين أو في الشمال ضد الجنوبيين أو العكس. ورغم أن أحداث الاثنين كانت لها إرهاصات كما قلت أخي أبو جهينة تثملت في أحداث استقبال قرنق أو ماسبقه من بعض الاعتداءات الفردية التي وقعت من الجنوبيين تجاه بعض الشماليين. ولكن هذه الأحداث (الاثنين) بالفعل تشير إلى أن هناك أطراف/طرف (ثالث) لديه أجندة معروفة للجميع ولديه هدف مصرح به وهو نقل المعركة إلى الخرطوم، كما أن هناك أطراف أيدلوجية تضررت من موت قرنق أكثر مما تضرر الجنوبيين، وهذه أيضا لها مصلحة في تضخيم هذه الأحداث. وقد أشارت بعض الأقلام الجريئة إلى هذين الطرفين المتمثلين في: - حزب الترابي وخاصة جناحه المتمرد في دارفور، مع عدم استبعادها الطرف الآخر في التمرد - الحزب الشيوعي الذي بنى تطلعاته وآماله على طرح قرنق لثقافة (السودان الجديد). والتي رآها الحزب مطية يسهل امتطاءها مع ضياع المشروع الأساسي للحزب وتهافت الآيدولوجيا التي يرتكز عليها. وقد ذكرت كما ذكر الكثيرون أن المظاهرات التي خرجت لم تكن في بدايتها تسلك هذا المسلك بل كانت مكونة من جنوبيين وشماليين. وقد انعطفت ناحية التخريب في وقت لاحق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: Abdulla Ageed)
|
عزيزي عبدالله
تحايا ماكنة و سلام متين و راسخ
أنا سعيد جدا [ان تكون بيننا هنا في البورد و في الرياض .. فقد كسبناك مكسبا كبيرا ..
Quote: ولكن هذه الأحداث (الاثنين) بالفعل تشير إلى أن هناك أطراف/طرف (ثالث) لديه أجندة معروفة للجميع ولديه هدف مصرح به وهو نقل المعركة إلى الخرطوم، كما أن هناك أطراف أيدلوجية تضررت من موت قرنق أكثر مما تضرر الجنوبيين، وهذه أيضا لها مصلحة في تضخيم هذه الأحداث. |
عليه يجب أن تكشف الحكومة كل الأوراق بدلا من الإحتفاظ بها و إستعمالها لصالحها. تشكر و لنا لقاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
Quote: عليه يجب أن تكشف الحكومة كل الأوراق بدلا من الإحتفاظ بها و إستعمالها لصالحها |
الأخ أبوجهينة
الحكومة ستشير إلى أبناء دارفور دون تردد تماماً كمتداخليك الذين
قاموا بسرعة البرق بزج دارفور و أحدهما أشار للحزب الشيوعى " دى جديدة لنج " ....
كل ما فى الأمر تصفية حسابات ليس إلا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: حيدر حماد)
|
Quote: كمتداخليك الذين
قاموا بسرعة البرق بزج دارفور |
الاخ حيدر حماد
ارجو ان لا تعمم فهنالك فى دارفور وغير دارفور من لهم مصلحة فى إشعال الفتنة وكما اوردت فى حديثى ،(الإنقاذ والمنشقين من الإنقاذ) فياترى هل هنالك إنقاذيون ومنشقون من الإنقاذ فى دارفور؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
الاخ ابوجهينة مسكاقمي الف حمد الله على السلامة ما حدث يوم الاثنين الدامي له عبر وفوائد مع انه احدث جرحاً غايراً في اجسادنا كانت هناك معاملة بحساسية مع الاخوة الجنوبيين لان كان هناك شعور بالذنب لدى بعض الشماليين تجاه الاخوة الجنوبيين ولكن ما حدث يوم الاثنين كسر هذا الحاجز ، مع ان الجنوبيين يقولون لا تعمموا فاصبح الشماليون يقولون أيضاً لا تعمموا هنالك شئ في النفوس لا بد من تصفيتها لدى الطرفين ومن ثم بذر ثقافة التعايش السلمي لكي ينمو . ولايجاد هذه البذرة لا بد من تحديد الموقف من يوم الاثنين الدامي ودور كل من : ـ 1 ـ الجنوبيين ( هم الذين بدأوا بالتعدي ) 2 ـ الحكومة ( غضت الطرف وتركت الحبل على الغارب واغفلت دورها ومهمتها ) 3 ـ الشماليين ( حاولوا حماية انفسهم بانفسهم )
ويكون هناك شفافية ومصارحة ووضوح لتحديد الداء ومن ثم الدواء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: حمزاوي)
|
إبن عمي حمزاوي
تحية كبيرة و سلام
Quote: ما حدث يوم الاثنين الدامي له عبر وفوائد مع انه احدث جرحاً غايراً في اجسادنا كانت هناك معاملة بحساسية مع الاخوة الجنوبيين لان كان هناك شعور بالذنب لدى بعض الشماليين تجاه الاخوة الجنوبيين ولكن ما حدث يوم الاثنين كسر هذا الحاجز ، مع ان الجنوبيين يقولون لا تعمموا فاصبح الشماليون يقولون أيضاً لا تعمموا هنالك شئ في النفوس لا بد من تصفيتها لدى الطرفين ومن ثم بذر ثقافة التعايش السلمي لكي ينمو . ولايجاد هذه البذرة لا بد من تحديد الموقف من يوم الاثنين الدامي ودور كل من : ـ 1 ـ الجنوبيين ( هم الذين بدأوا بالتعدي ) 2 ـ الحكومة ( غضت الطرف وتركت الحبل على الغارب واغفلت دورها ومهمتها ) 3 ـ الشماليين ( حاولوا حماية انفسهم بانفسهم )
ويكون هناك شفافية ومصارحة ووضوح لتحديد الداء ومن ثم الدواء . |
كنت أتوقع أن تكون هناك مسيرة صامتة من كل أفراد الشعب السوداني حتى القصر الجمهوري ثم الإعتصام هناك حتى معرفة سر موت قرنق. و لكن حدث للأسف ما حدث.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
لك الشكر والثناء الجميل أخي أبو جهينة وسأواصل ما بدأته من حديث: فقد ذكر الأخ ترهاقا أن (الشعب السوداني كله التف حول قرنق واستبشر بالاتفاقية) وأصبح استقرار السودان شماله وجنوبه أمرا محتوما. خاصة وأن قرنق أبدى في الأيام القليلة التي عاشها بعد حضوره للخرطوم أبدى رغبة حقيقية في تحقيق هذا الاستقرار واتضح من تصرفاته أنه يعمل على ذلك بكل إخلاص، وقد صدم ذلك الأمر الكثيرين، وجعلهم يتخوفون من هذا الاستقرار. فما كان يصدر عن قرنق خلال الأشهر الستة السابقة من تصريحات وتلميحات مغايرة للاتجاه الإيجابي للاتفاقية كانت تؤشر للبعض بأن قرنق سيعمل على فرض قرارات صعبة على حكومة الإنقاذ خاصة في موضوع التمرد في دارفور مما يضعها في حرج ويجعلها تزعن لهذه القرارات رغبة في استمرار السلام. ولكن ما أبداه قرنق من عزيمة على التمسك بالاتفاقية وتطبيقها كاملة والتعاون مع الحكومة في حل المشاكل في الشرق ودارفور، جعل بعض من كانوا يظنون أنه متعاطف معهم يصابون بالصدمة. ومع ذلك بقي أملهم في أن يستمر حلفهم (الخفي) مع قرنق والذي من الواضح أنه كان حلفا من طرف واحد (طرفهم) فقرنق (النائب الأول) لن يستمر منطقا في التحالف مع (تمرد) ضد حكومته. وقد أشار عضو الحركة مالك عقار في حديث تلفزيوني إلى تعاطف (قرنق) والحركة مع حركات التمرد، ولكن هذا التعاطف ذاب في تصريحات قرنق الذي أصر على (الحل) المباشر وبطرق (واضحة) وهذا ما لا يحتمله المتمردين. إذا كان في موت قرنق مصلحة لهم، من جهة، ولكنه ضار من جهة أخرى حيث يعلم الجميع أن الفريق سلفا كير يصب اهتمامه بالكامل على الجنوب. فهل كان ركوب موجة الأحداث وزيادة إشعالها في مصلحة هذه الجهات، وهل هي فعلا من قامت باستقلال المظاهرات لتتحول إلى قتل وتدمير، بل إلى حرب أهلية في الخرطوم؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطلاق العرفي .. و ثقوب في جسد الأمة (Re: ابو جهينة)
|
ابو جهينة كل التحية والاحترام لك وربنا يحفظ اسرتك وكل السودانيين
ان حديثك يدل على افق كبير ومصداقية حقيقية اتجاه ذاتك ويعكس تربية اصيلة فى لوجدان السودانى ان هذا الوطن يعانى من الكثير ولذلك لابد لنا من التجرد فى تناول الحقائق والاحداث
ان الحابل قد اختلط بالنابل فى الايام الماضية ولكن لابد من قول شئ هو ان سيظل السودان ومجتمعه واحد ومتماسك رغم كيد الاعداء والمتربصيين به ان هذا المواطن البسيط الذى يصارع امواج السياسة وانواءها لا يمكن ان ينزلق الى الاسافل حتى ولو مات الدكتور جون قرنق باسم العنصرية او الجهوية او اى امراض نعانى منها
انشاء الله باقى هذا الوطن وهذا النسيج الاجتماعى
| |
|
|
|
|
|
|
|