|
الطالح العام
|
كثيرة هي مظالم الشعب السوداني الغلبان المغلوب على أمره. كل نظام يأتي بنظرية يطبقها ، و يعرف عدم جدواها بعد سنوات ، ثم يأتي بنظرية أخرى ، و إلى أن يكتشف فشلها يكون الوقت قد فات و أتى نظام آخر ، يبدأ بنظرية مختلفة 360 درجة ، و تبدأ تنازلات و مقايضات و أشياء في تحت جنح الظلام و أخرى في وضح النهار.
ما يهمني الآن هو الذين أحالوهم للمعاش بدعوى الصالح العام ، ما هو الصلاح و الفلاح الذي إستفاده (العام ) المقصود به الشعب من إحالة صلاح عبد الشكور العامل البسيط للصالح العام و الذي ما زال يعول ( كوم لحم ) من البنات و البنات ؟ و ظل المسكين يجرب كل ما لديه من مقدرة على كسب العيش حتى يحفظ ماء وجهه ، و يوفر اللقمة الكريمة و الحد الأدنى من التعليم لأبناءه ؟حتى أن بعض أبناءه الذكور إكتفوا من التعليم بالثانوي ، فإستلم أحدهم ركشة و هو الذي كان يحلم بكلية الطب ، و يتحسر يوميا كلما ركب معه أحد زملاءه الذين دخلوا الطب أو الهندسة. و أحد أبناءه رغم معارضة الأسرة الشرسة ، يقود عربة كارو ، و هو الموسيقي الموهوب ، و البنت الكبيرة ، الوحيدة التي دخلت الجامعة ، و الأمل معقود عليها ، تأتيهم أحيانا في بداية الفترة منكسة الرأس لأنها لم يسمح لها بالدخول لعدم دفع القسط الفلاني.
من سنحاسب على هذا العبث ؟ من سنحاسب على هذه المذلة التي تكبدها هذا و كثيرين مثله ؟ دفاتر المحاسبة مليئة حتى الثمالة ، و لكن هذا هو العبث بعينه. و الأمثلة كثيرة
|
|
|
|
|
|