|
الكوليرا
|
مناظير إف..!! زهير السراج * الميكروبات والقاذورات تسرح وتمرح في الخرطوم بفعل السلوك المتخلف لعدد كبير من مواطني الخرطوم، مقيمين وزائرين ومارين، لا فرق في ذلك بين (غني) يركب عربة آخر موديل، وفقير يقود عربة كارو أو يمشي على رجليه!! * كثيراً ما يشاهد المرء العبوات البلاستيكية، أو علب السجائر الفارغة، أو قشر الموز، أو مناديل الورق المستخدمة، تلقى في الشارع عبر نوافذ أرقى أنواع العربات وأكثرها رفاهية، بدون أن يطرف لراميها جفن، أو تبدو عليه مسحة خجل من هذا السلوك المتخلف!! * كثيرون يبصقون في أي مكان، ويتمخطون ويمسحون ما يعلق بأيديهم من مخاط على جنبات العربة التي يركبونها، أو الملابس التي يلبسونها.. أو كيس الرغيف الذي يحملونه أو يقومون بتعبئته!! رغيف الخبز والخضروات والأطعمة تباع على أرصفة الشارع، والبعض يتناول الطعام على قارعة الطريق بين الأتربة وبقايا الصعوط المستهلك، ورذاذ الأفواه والأنوف!! * بائعات الكسرة والدكوة والفول والتسالي يمارسن البيع وسط القاذورات والبصاق وجيوش الذباب.. ولا أحد يبدي أدنى درجة من التقزز أو القرف.. بل يتزاحم الجميع على شراء الكسرة والدكوة ويذهب كل منهم ليلتهمها بتلذذ شديد مع أفراد أسرته في طبق واحد.. كل واحد يدخل يده في نفس الطبق ويعجن بأصابعه الكسرة ويخلطها مع المرقة، ثم يحشر يده في فمه ليضع اللقمة، ثم يقوم بلحسها إصبعاً إصبعاً قبل أن يكرر المشهد مرة أخرى.. وتختلط الأيادي والأصابع واللعاب.. والميكروبات التي لا ترى ولا تحس في طبق واحد!! *والبعض يأكل ويتحدث ويتجشأ ويكح ويعطس وينثر اللعاب والميكروبات في كل مكان.. ولا أحد يبدي حتى مجرد انزعاج من هذا السلوك المتخلف.. دعك من الاستهجان والتقزز!! * اثبتت دراستان أجرتهما كلية الصحة جامعة الخرطوم، أن (الكسرة والدكوة) تحتويان على كل الميكروبات التي تسبب الأمراض المرتبطة بالوساخة والقاذورات والصحة العامة، التي تنتقل عن طريق اللعاب والبراز والإفرازات المختلفة. * ماء الشرب يباع في جركانات لا أحد يعرف من يغسلها، وكيف يغسلها، ومن أين يأتي بالماء الذي يبتاعه المارة لإطفاء العطش، ومن يبيعه، ومن يشتريه!! * الكوب الواحد يشرب به عشرات أو مئات الأشخاص، بعضهم قد يكون مريضاً، وبعضهم قد تكون يده متسخة، وبعضهم قد يشرب وفي فمه بقايا أكل أو صعوط تنزل في الكوب.. ثم يدخل الكوب في الجركان ليشرب منه شخص آخر!! * أماكن التجمعات والأسواق وبقالات الأحياء تفتقد لدورات المياه، وإذا وجدت فهي متسخة ووجودها أكثر خطورة على الصحة العامة من وجودها ومنها تنطلق جيوش الذباب لنقل الميكروبات إلى الطعام والشراب! ربما لا يعرف البعض أن الطريقة المفضلة للذباب لتلويث الطعام والشراب.. هي القيء والتبرز في الطعام والشراب.. بالإضافة إلى الميكروبات التي ينقلها بأقدامه وسطح جسمه الخارجي!! *هل سأل أحدكم نفسه أين يقضي الباعة في الأسواق والعاملون في البقالات حاجتهم، ثم حاول معرفة الإجابة؟! * أنا أجيبكم.. إنهم يقضون حاجتهم داخل البقالات أو الكناتين في العبوات والأكياس البلاستيكية.. بالقرب من صفيحة الطحنية أو الجبنة.. ونفس اليد التي استخدمها في التبول أو ما هو أكثر من ذلك، هي التي يزن بها الجبنة أو الطحنية أو يناول بها الرغيف أو الشيكولاتة للزبون!! * وربما لا يصدق البعض أن هذا يحدث في اكبر وأفخم البقالات والمتاجر والكافتريات! *هذه هي الخرطوم.. عاصمة السودان.. بدون نقاب أو حجاب.. أو مساحيق تجميل
|
|
|
|
|
|