|
|
 الاتحاديون يضعون الملح علي كل جراحات الماضي
|
الميرغني يطالب بالتناول الحر والديمقراطي للنقاش بالجلسات:
والنقاشات الجادة تخرج قرارات مسئولة لمصلحة الوطن
صلاح الباشا/القاهرة - القناطر الخيرية
[email protected]
بروح عالية من التفاؤل .. وبكامل المسؤولية والجدية في الطرح .. وإثر دعوة السيد رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي في الجلسة الثانية من أمسية الخميس الماضي حيث كانت الجلسة مغلقة .. قام سيادته بتوجيه كل أعضاء المكتب السياسي بمختلف لجانه التي تشكلت ، بأن تناقش كافة الموضوعات وبكامل الحرية والشفافية الممزوجة بديمقراطية الأداء الفكري والسياسي وصولاً إلي توصيات تستصحب الإشكاليات التي ظلت تلازم أداء الحزب بكافة أماناته المتخصصة ، وصولاً إلي قرارات تاريخية جادة تعمل علي تفعيل أدوار الحزب الإتحادي خلال الفترة القادمة من عمر البلاد .
ولقد صرح لنا العديد من أعضاء المكتب السياسي ومن خبرائه وكفاءاته الأكاديمية والمهنية والسياسية بأن هذه الجلسات تعتبر وبكافة مقاييس الأداء الحزبي للحركة السياسية في بلادنا عامة وفي سجل التراث السياسي للحزب الإتحادي العريق علي وجه الخصوص .. تعتبر تحولاً جذرياً في حركة الأداء الحزبي والسياسي ، حيث أذابت مفاصل الجلسات المكثفة التي إنعقدت صباحاً ومساءً كل جبال الإحتقان التي كانت تظلل خصوصية العمل السياسي لكوادر الحزب ، بمثلما أتاحت فرص النقاش الديمقرطي المفتوح بحرية كاملة حسب ماصدر من توجيهات أن تخرج التوصيات وما يتبعها من قرارات لتضع ملحاً نظيفاً علي جراحات الماضي ولتضع الحزب بكامل أجهزته القيادية والوسيطة أمام مسوؤلياتهم التاريخية لتأسيس واقع جديد يعمل علي دفع مسيرة التحول الديمقراطي المنشود ، حتي تودع بلادنا ثقافة الأحادية والإقصاء والفهم الشمولي الذي أضاع الكثير من المكتسبات التي ظل الإتحاديون يعملون كثيراً عبر نضالاتهم المتواصلة للحفاظ عليها .
وصحيحٌُُُ جداً أن موضوع المشاركة في السلطة أو الإنسحاب منها قد أخذ وقتاً وجهداً وشداً متواصلاً إرتفعت فيه الأصوات كثيراً ، وظللت حركة الشد مفاصل النقاش ، وتبادل الجميع هذا الأمر بأطروحات تعزز وجهات النظر المختلفة لكل مجموعة ، إلا أن الجميع قد إتفقوا داخل لجنة المشاركة في السلطة علي أن تتضمن التوصية المرفوعة للمكتب السياسي خيارين : إما أن تقوم السلطة بتنفيذ كامل نصوص إتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة شهور أو تقوم بتنفيذ ذات النصوص علي مدي مفتوح تقرره قيادة التجمع .. وبذلك يصبح أمام قادة التجمع الفصل في الأمر مع كافة الجهات الوسيطة والمنفذة والراعية لتلك الإتفاقية .
ومما يجدر ذكره هنا .. أن الحزب الإتحادي كحزب لم يسبق له التوقيع علي أي نصوص إتفاقيات مع المؤتمر الحاكم للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية ، وحتي هذه المشاركة الحالية أتت عبر كيان التجمع الوطني كحزب ذو ثقل مؤثر في تكوين التجمع.
ومن إيجابيات مداولات المكتب السياسي ولجانه المفتوحة أصبح المكتب وبالتشاور مع السيد رئيس الحزب هو الذي يوصي بإعادة النظر في هيكلة الحزب وفي تنشيط التنظيم وفي إختيارات الكفاءات التي يمكنها أن تتصدر مهام العمل الجماهيري خلال السنوات القادمة بالبلاد ، مما يعطي مؤشراً لإتجاهات جادة وسط العديد من عضوية المكتب السياسي بتبني رؤية متسعة لتوسيع مواعين المشاركة القادمة داخل أجهزة الحزب ، بمعني أن يستكمل المكتب السياسي عمله في زيادة عدد مقاعد العضوية لتصل إلي مائة وسبعين عضواً فاعلاً غير أنه قد تم تقليصها لاحقاً إلي مائة وخمسين عضواً بدلا عن المائة وأربعة عشر الحالية بسبب العديد من المتغيرات .. وأيضاً التوصية بزيادة عضوية المكتب القيادي التنفيذي الذي يتولي المهام اليومية لتصل عضويته إلي ثلاث وعشرين كادراً بدلاً عن الثلاثة عشر الحالية ، وقد تأجلت الخطوة هذه لبحث كل جوانبها وتقييم تجربتها بتمهل حيث تزداد الآن فرص التشاور بين القيادات حولها .
وحيث أن المال يعتبر هو عصب الحياة لأي عمل ، فإن قرارات المكتب لم تغفل هذا الجانب ، حيث أفردت لجنة خاصة لدعم موارد الحزب وهي موارد عديدة تعمل جميعها علي توفير التمويل المتواصل والمتجدد الذي تتطلبه أعمال الحزب ميدانياً وفكرياً داخل البلاد .
أما موضوع عودة السيد محمد عثمان الميرغني فقد مارست اللجنة المختصة بمشروع العودة وضع خططها الجادة في أهمية توفير متطلبات هذه العودة من كافة جوانبها التنظيمية والمالية واللوجستية أيضاً حتي تليق بقامة شخصية كالسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب ورئيس التجمع بعد أن بذل اضخم الجهود السياسية والتنظيمية في تاريخ الحياة السياسية بالسودان من أجل عودة كامل مكتسبات الجماهير من حرية وديمقراطية وعدالة فاعلة ترد المظالم إلي أهلها وتضع البلاد أمام مشارف سلام مستدام لا مراوغة فيه ولا تراجع مهما كان ثمن التضحيات المتوقعة في هذا الشأن ، ولايزال السيد الميرغني بوصفه رئيساً للتجمع يضع أمامه العديد من الملفات للعديد من القضايا الوطنية الساخنة التي تؤثر علي كل مستقبل البلاد وتحفظه من شبح التدخلات العسكرية الأجنبية ، وتأتي مسألة دارفور من أهمها
وقضايا الشرق تتصدر جدول أعماله دوماً ، كما لاينسي مسائل التعويض للمتضررين من أهل أمري والمناصير... وحتي السياسة الخارجية جري تقديم ورقة حولها ، وأيضاً تفعيل قيادة الحزب لأدوار التجمع القومية القادمة .
ونحن حين نستعرض هذا الملمح العام عن تقاطعات إجتماعات المكتب السياسي بالقناطر الخيرية بضاحية القاهرة ، تلك البقعة التي يكسوها الإخضرار وتغطيها ظلال أشجار البستنة بأحدث الطريق العلمية الزراعية وهي تعتبر من أهم مراكز البحث العلمي والتدريب العملي الزراعي في العالم العربي ، فإننا لن ننسي هذا الكرم الفياض والخالص الذي قدمته حكومة مصر الشقيقة وزعيمها الأكثر وفاءً لشعب السودان الرئيس محمد حسني مبارك ، تقديراً لعمق العلاقة المستقرة والمتجددة مع شعب السودان ومع الإرث النضالي الوحدوي بين الشعبين الشقيقين .
ومن النتائج الإيجابية لهذا التجمع الإتحادي الضخم .. هو أنه قد جمع شتات القادة الفاعلين من كافة أرجاء الوطن ومن شتي دول العالم وقد إزداد التواصل وإنتشرت الروح الحميمية بأنفاسها الطيبة بين الأعضاء وتناقش الشباب مع الكبار وإنداحت شلالات الخبرات وأمواج الأكاديميين و المهنيين والإعلاميين والقانونيين ، بل وغطت ذكريات النضال والسجون وعظمة الأموات الشوامخ من الأجيال الإتحادية التي صعدت أرواحها إلي الرفيق الأعلي وقد كانت تقبض علي جمر القضية الوطنية ومفاهيم الحريات التي يعشقها شعبنا تماماً .. لو فهم الآخرون المتسلطون بين الفينة والأخري علي حياة شعبنا إجتماعياً ومهنياً وسياسياً حتي نزفت بلادنا أجمل وأرقي وأكفأ الخبرات التي صرف عليها شعبنا كثيراً لتأهيلها ، وقد قامت بتشتيتها قوي الظلم الظلام إلي كافة أرجاء الكون ... ولنا عودة في أعدادنا القادمة لنستعرض آراء وإنفعالات وتصورات وأيضاً ماضي الذكريات لأجيال وأجيال جمعها إجتماع المكتب السياسي بالقناطر الخيرية ، وكيف لنا أن ننسي المرأة الإتحادية واللائي تحدثن بكل الصراحة في محاوراتنا معهن .. وكيف لنا أن نغفل أيضاً الجهد الإتحادي بكافة تخصصاته في تنظيم هذا الحدث بالقاهرة في مؤسسة رئاسة الحزب العملاق.. وجهد الإعلام وجهد المستشارين وجهد السكرتارية .. وإشراف قيادة الحزب علي كل ترتيبات الإعداد لهذه الفعاليات التي أتيحت لها كافة وسائل الراحة ووسائل الإتصال ووثائق العمل ومخرجاته ... حيث أصبح من أهم القرارات أن تنتقل فوراً إجتماعات المكتب السياسي القادمات إلي داخل الوطن .. إلي خرطوم الصمود وقلعة النضال الجماهيري المتجدد .
ولنا عودة قريباً لنستعرض في عدة حلقات قادمة آراء العديد من الرموز الإتحادية التي شاركت في هذه الإجتماعات بمختلف رؤاها التي تنصب في مصلحة الحزب وتطوير أدائه في الفترة القادمة ،،،،
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
 
|
|
|
|
Abulbasha
gamal elsadig
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست