دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط (د. جعفر كرار أحمد )000
|
في أعياد الميلاد المجيد
انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط د. جعفر كرار أحمد
جمهورية الصين الشعبية [email protected] دقت في سماوات الدنيا أجراس الكنائس احتفالاً بأعيــاد الميلاد المجيد ... ودقت داخلي أجراس قديمة لكنائس الوطن عندما كان ذلك الوطن وطننا وكنا في زمن جميل وصديق.
ولدنا في تلك المدينة الموهوبة عطبرة حيث تختلط في آذان الأطفال عند ساعة الولادة أصوات المؤذنين وأجراس الكنائس كما تختلط في طفولتنا الأعياد ، الكريسماس ، عيد الفطر ، شم النسيم ، عيد الأضحى . وتمتلئ جيوبنا الصغيرة بالنقود والحلوى تدسها في جيوبنا أيادي الجيران مسلمين ومسيحيين ... فقد منحتنا تلك المدينة لغة واحدة ولون واحد هو لون الوطن .
اليوم أزف التهاني لكل السودانيين الأقباط الذين شاركوني طفولتي الشقية في الأحياء المتداخلة وفي المدرسة وفي سنوات النضال ضد الدكتاتورية العسكرية الثانية .
لكنني اليوم انحني انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط لأسباب سآتي على ذكرها ولأسباب لا أذكرها .
Flash Back
التاريخ : 1990
المكان : دولة الإمارات العربية المتحدة .
في تلك الأيام المشؤومة من عام 1990 عندما أحكمت الفاشية الجديدة في السودان السيطرة على كل شئ في بلادنا وأمتلئ الجو بفحيح التعصب الديني والعرقي وغرزت المسامير في جماجم المناضلين ، وقسمت رموز الفاشية في وطننا الناس على أساس الدين والجنس والعرق والانتماء الفكري .. وخرجت الخفافيش من أوكارها لتدوس على قيم التسامح في وطننا التي ورثناها منذ أن وجد الإنسان على هذا الوطن . فخرج الناس في وطني أفواجاً أفواجا هاربين بكرامتهم وإنسانيتهم والبعض بدينهم مسلمين ومسيحيين إلى مجهول قد يكون أرحم .. وكان من بين هذه الأفواج السودانيون الأقباط بحثاً عن ملجأ آمن ..
كنت في ذلك الوقت سكرتيراً ثانياً في سفارة السودان في أبوظبي .. وكنت شاهداً على الخروج الجماعي لأعدادٍ غير قليلة من السودانيين الأقباط . وكانوا قد قصدوا دولة الإمارات العربية المتحدة للتمكن من بيع بعض ممتلكاتهم بالعملة الصعبة ليستعينوا بها في رحلتهم إلى المجهول بعض أن ضاق بهم الحال في الوطن ... أن أكثر ما يؤلم الدبلوماسي أن يرى شعبه هارباً من ويلات نظام يفترض أنه يمثله .
أذكر جيّد تلك الليلة التي التقيت فيها بدبلوماسي غربي في حفل استقبال السفارة المصرية بعيد ثورة 23 يوليو المصرية .
بادرني بالسؤال وربما شده لوني الأسود فقد كان دبلوماسياً أسوداً أيضاً .. من أي بلد أنت ؟
من السودان
هز رأسه ولم يتحدث بعدها كثيراً ، ثم واصل تجواله وسط المدعوين .. لكننا تصادفنا مرة أخرى فابتسم لي وابتسمت وقال ماذا تفعل في أبوظبي ؟
أنا سكرتير ثاني بسفارة السودان في أبوظبي .
هل أنت من الجنوب أم من الشمال ؟
قلت من الشمال .
هل أنت مسيحي أم مسلم ؟
قلت مسلم .
تردد قليلاً ثم سأل ما رأيك في الأقباط في السودان ؟
قلت مصححاً السودانيين الأقباط .
آهـ نعم .
قلت أنهم لحمنا ودمنا .
استغرب قليلاً ثم قال لحمكم ودمكم.
رددت أنهم لحمنا ودمنا our blood and our flesh .
ولكنكم في السودان تعاملونهم معاملة سيئة أنهم يصلون الآن إلى أبوظبي بمجموعات غير صغيرة أنهم يخرجون من بلاد بقوا فيها لعقود طويلة .
قلت له إن السودانيين المسلمين أيضاً يخرجون بأعداد كبيرة وإن السودانيين الأقباط يتعرضون لما يتعرض له مواطنوهم الآخرون أيضاً .. الجميع يتعرض لذلك إلا فئة ضالة ركبها الشيطان فاستباحت أموال الناس وحرياتهم ودينهـــم وإنسانيتهم .
حدثته عن أصدقاء أسرتي من السودانيين الأقباط عن طفولتنا وأصدقاء أخي الأكبر .. عن طفولتي التي اختلطت شقاوتها بشقاوات أطفال المسيحيين الوسيمين .. وبالنضال المشترك من أجل حياة أفضل لشعبنا .. حدثته عن مساهمات السودانيين الأقباط العظيمة في قطاعات التعليم والهندسة والزراعة والصحة والمحاسبة والخدمة المدنية والتجارة الخارجية وغيرها ..
كان يستمع باندهاش لكنني أحسب أنه أحس بنبرات الصدق في حديثي .. ثم أطرق قليلاً وقال .. لقد فهمت الآن .. لقد فهمت .. ثم هم بالانصراف .
لكنني لاحقته ، بالله عليك ماذا فهمت ؟ نظر إلىّ ملياً وسرد ما يلي ..
(لاحظنا في سفارتنا وفي سفارات غربية أخرى توافد أعداد من الأقباط من السودان إلى أبوظبي وسرعان ما تقدموا بجوازاتهم إلى السفارات الغربية في أبوظبي بحثاً عن لجوء سياسي أو هجرة أو استيطان جديد . فقمنا بتكوين لجنة لفحص هذه الطلبات وتّم التنسيق بين السفارات الغربية للنظر في إمكانية مساعدة من يستحق منهم المساعدة . وأضاف لا أخفي عليك أن هناك تعاطفاً في الدوائر السياسية في بلادنا مع مشكلة الأقباط في السودان ونحن نعرف أنهم يمرون بأوقات عصيبة هناك . ومضى يقول كنا نتوقع أن تمضي الأمور في مثل هذه الظروف بشكل سلس إلا إننا وجدنا صعوبات شديدة من الأقباط القادمين من السودان ، حيث لاحظنا أنهم لم يذكروا أي شئ في بيانات الهجرة واللجوء التي أكملوا ملئها ورفضوا وتحفظوا على عبارات تعتبرها دوائر الهجرة في الغرب هامة جداً في قرارات حق اللجوء أو الهجرة وذلك مثل الإحساس بالخطر في المجتمعات التي جاء منها طالبو اللجوء . فقد نفى الأقباط القادمون من السودان أن تكون حياتهم في المجتمع السوداني كانت مهددة بالخطر بسبب الدين أو أنهم يتعرضون لاضطهاد ديني في المجتمع الذي عاشوا بين جوانبه بل أكدوا لنا أنهم لم يكونوا يشعرون بأي تمييز في مجتمعات السودان المتعددة اللغات والأديان والأعراق ، بسبب الدين أو العرق أو غيره لأنهم جزء أصيل من السودان مشيرين إلى أن كل ما في الأمر أن هناك نظاماً جديداً غير متسامح مع المسيحيين وأنهم يشعرون بمضايقات في دينهم ومالهم وحقوقهم السياسية والثقافية من المجموعة الحاكمة في الخرطوم .
استطرد الدبلوماسي الغربي (قلنا لهم أن مثل هذه الإفادات لن تساعدكم . ومرة أخرى أصروا أنهم لا يستطيعون أن يدلوا بإفادات غير هذه .
سألناهم هل أنت خائفون حتى وأنتم خلف هذه الجدران المحمية ؟
قالوا لا لكنها الحقيقة فقد عشنا وسط أهلنا وشعبنا لقرون طويلة ولم يكن ليخطر في ذهننا في يوم من الأيام هذا الخروج الحزين .
ومضى الدبلوماسي الغربي يقول .. (أمام هذا الوضع عدنا لنستفسر من الإدارات الأخرى خارج أبوظبي وكانت الإجابة متشابه فمعظم الأقباط القادمين من السودان والذين اتصلوا بسفارات غربية في مصر وغيرها كان موقفهم مشابه .
وعندما شعر أحد الناشطين الأقباط في أبوظبي بأننا غير مقتنعين بهذه الإفادات اقترح أن أذهب معه غداً إلى مطار أبوظبي لأن هناك دفعة جديدة من الأقباط سوف تصل إلى أبوظبي وسأرى أن معظم الذين سوف يستقبلونهم والذين ساعدوهم في الحصول على تأشيرة دخول إلى أبوظبي هم من السودانيين المسلمين وليس أقباط فقط) ومضى المسئول الغربي يقول (قررت أن أذهب معه لأرى بنفسي . وبالفعل ذهبت في اليوم الثاني مع هذا الناشط ورأيت بالفعل سودانيين مسلمين بسماتهم المميزة الجلابية والعمامة والوجوه السمراء وهم يلوحون للقادمين الجدد وينادون بصوت عالي شنودة أنا هنا أنا هنا . حلمي تعال بهذا الباب وديع وجرجس .... ألخ ورأيتهم يتعانقون بود لا نعرفه في الغرب ... قلت في نفسي هذا شعب غريب ... وانصرفت .) . انتهى حديث المسئول الغربي .
Flash Back Again
المكان : مدينة عطبرة
الزمان : النصف الأول من الستينيات . يتكرر ذات المنظر في النصف الأول من السبعينيات .
كان السودان في ذلك الوقت ومن ضمنه مدينة عطبرة يموج بالنضال ضد النظام العسكري الأول وكانت حملة الاعتقالات في أوجها . وكانت كوامر (سيارات) البوليس المكشوفة تكتظ بالمناضلين الذين اعتقلتهم الأجهزة القمعية في طريقهم إلى السجون حيث كانت مداهمة البيوت وأخذ الرجال والنساء إلى المعتقلات أمراً مألوفاً .
وكنا صغاراً طفوليين نتسلل بين خوذات وأحذية العسكر الثقيلة داخل البيوت لنرغب عمليات التفتيش والاعتقال وشحن المعتقلين في الكوامر المفتوحة ... وكنا نجر أقدامنا الصغيرة من منزل إلى منزل وعيوننا الصغيرة غاضبة وصدورنا مليئة بالفخر تجاه هؤلاء الرجال الذين لا يهابون العسكر ببنادقهم الطويلة .. وأحياناً كان الكومر يمر بحينا في الداخلة بعد أن جمع ضيوفه ، فتلفتنا إليه هتافات المناضلين على سطوح الكوامر .. عاش نضال الشعب السوداني . عاش نضال الشعب السوداني . فنتفرس في الوجوه التي تمر أمامنا ونردد أحياناً هتافاتهم دون معرفة كنهها ... أنظر أنظر هذا عمي عبد الله محي الدين ، ذلك أحمد البدوي ، هذا جارنا سائق القطار ، أنظر أستاذ التاريخ ، أنظر هذا جرجس صاحب عبد الله محي الدين أمس كان معه في البيت .. أنظر ذاك ....
إذن كانوا هناك وسط المعتقلين بوجوههم الوسيمة وشعرهم المميز وسواعدهم القوية يشاركون شعبهم آماله وهتافه عاش نضال الشعب السوداني ويتحملون مسئوليتهم بذات الحماس عاش نضال الشعب السوداني ... وتغيب الوجوه والأسماء جرجس وعبد الله محي الدين ... وتبقى هتافاتهم وسحناتهم محفورة في وجداننا ما حيينا عاش نضال الشعب السوداني .
يتكرر هذا المشهد مرة أخرى في أحيــاء مدينة عطبرة في السبعينيات ... لكننا هذه المرة كنا قد كبرنا بضعة سنوات ولم نندهش لوجود الوجوه البيضاء جرجس وغيره من المناضلين السودانيين الأقباط .. لحمنا ودمنا .
المجد لله في الأعالي
وبالناس المسرة
وعلى الوطن السلام . www.sudaneseonline.com[/B]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط (د. جعفر كرار أحمد )000 (Re: معتز تروتسكى)
|
تروتسكى كل سنة وانت طيب و كل الاخوة المسيحيين بخير و سلام
على ذكر عطبرة و الاقباط اذكر انه فى مدينة عطبرة العتيقة كان لى صديق قبطى صاحب حلوانى شهير مقابل موقف الباصات بالسوق لا اتذكر اسمه الان كان يحكى لى بالم انه يعشق السودان كثيرا و لكن ضاق الخناق عليه بعد مجئ الانقاذ و اصبح مطاردا فى اكل عيشه و كرامته و انسانيته كان يرفض فكرة الهجرة و اللجؤ الى اى بلد اوروبى رغم المعاناة كما فعل الكثير من اقاربه الاقباط فى عطبرة و حكى لى ان 90% من اقباط عطبرة تم تهجيرهم قسرا بسبب المطاردات و التنكيل بهم بسبب دينهم و ذهبوا الى استراليا و امريكا كنت اشعر بالاسى العميق كيف يمكن لمليون ميل مربع ان لا يحتضن ابنائه بسبب دينهم اعتقد ان صديقى هذا لجأ اخيرا و انضم الى اسرته الكبيرة باستراليا متى ينتهى كل هذا بربك؟ الهجرة بسبب الدين و السياسة
احى كل مسيحيى بلادى فهم حتما يعانون الامرين و كل عام وهم بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط (د. جعفر كرار أحمد )000 (Re: معتز تروتسكى)
|
الأخ معتز شكرا على هذه المداخلة .. كل ما قلته هو حقيقة وليس ضربا من ضروب المجاملة - أننى كواحد من أقباط السودان - كان والدى يعمل كمدرس بوزارة التربية والتعليم - علم أو درس بمدينة عطبرة فى ألأربعينيات من القرن المنصرم - وفى أوائل الخمسينات انتقل الى جبال النوبة فى القرى النائية والتى يصعب على أبناء السودانين الأصليين المعيشة فيها أذكر بعضا من تلك القرى دلامى وكودة وكجة وسلارا وعبرى - كانت تلك المناطق تحوى مدرسة أولية وبها داخلية للطلبة القادمين من الجبال - كانت المدرسة تتكفل بملابسهم وتعليمهم اللغة العربية - وبالطبع لابد من وجود مدرس يعرف اللغة النوباوية والعربية فى آن واحد - ثم الوجبات الثلاث - والجدير بالذكر فى المساء كانت تحضر لهم " كوتة " من الفول والبلح - كانت تكوم على هيئة أكوام - كان الطالب يفرش ذيل " عراقى " الدمورية لأخذ نصيبه من الفول والبلح - أذكر فى قرية عبرى مثلا كان طاقم المدرسين يتكون من ثلاث مدرسين والناظر - وكان على الناظر اطلاق صفارة النوم - على ما أذكر كانت الساعة الثامنة. كانت القرية خالية تماما من السكان - لا دكان ولا شفخانة - كان أقرب مركز لها هى دلامى وهى تبعد كثيرا عن عبرى - عاش والدى فى هذه المناطق ثمانية عشرة عاما - لم يكل أو يمل .. حقيقة عندما أفكر فى نوعية " بشر " ناس زمان ، أعجب لطريقة تفكيرهم وصبرهم .. هذه فقط عينة من عينات أقباط السودان .. وشكرا أخى معتز .. ودمتم .. عمك العجوز أرنست أرجانوس جبران
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط (د. جعفر كرار أحمد )000 (Re: Sudany Agouz)
|
عمنا العجوز انت وين ؟ كل سنه وانت طيب والسنه دى زى ماداير قبل الجايه 00 ياريت لو تجى تحكى لينا المزيد ود اخوك الايام دى بجى وردودو سريعه خالص 00 نخلى ليك البوست ده ونملكو ليك مافى مشكله بس انت تعال00 المهم كيف انت وصحتك واخبارك وتحية لى كل الاسره والاهل ياعجوز00
وعبرك خالص الامنيات لصديق الروح صديق القلب (بنيوتى) دفعتى وحبيبى 00 ليه كل التهانى وللاسره الى لقياء قريبه يابنيوتى00
ولمن نجى نسرد كثير عنه وعن كل السودانين الاقباط 00 لك كل حبى وودى يا أرنست أرجانوس جبران
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في أعياد الميلاد المجيد انحناءة خاصة للسودانيين الأقباط (د. جعفر كرار أحمد )000 (Re: معتز تروتسكى)
|
ألصديق / معتز
لك التحية و عاطر ألأشواق
تلقيت تعليمى المتوسط فى مدرسة ألأنجيلة بامدرمان
لا ذلت اتذكر مدير المررسة فى تلك الفترة وهو ألأستاذ
بطرس هذا الشخص يمتلك من الشفافية و الحكمة و ألأدب
مما يؤهلانه ليكون وزيرا للتربية يعامل الكل بحيادية
بغض النظر عن الدين و العرق ... عبر هذا البوست
انحنى احتراما و تقديرا لهذا الرجل المعطاء و ازف
التهنئة لك المسيحيين و ألأقباط باعياد الميلاد المجيد
و لك التحية اخى معتز
| |
|
|
|
|
|
|
|