|
شريان الشمال ..... أو فراق الطريفي لجمله
|
رددت في سري وأنا أحشر نفسي في المقعد المخصص لي ( ولله في بصاته شؤون) كان البص ياسادتي هجيناً بين اللوري والبص ليفقد بذلك الاثنين ملامحهمامقتفين بذلك أثر الكثير من الاشياء التي فقدت ملامحها . قلت للاصدقاء الذين كانو في وداعي بأن الخرطوم أصبحت طاردة . سأذهب الي هناك علني التمس بعضاً من الراحة والتي كنت في حوجة ماسة لها . جاورني في المقعد المخصص لي أحدهم كان تأثير معركة الحياة واضحة علي جسده النحيل وبالتالي كان غبار الحياة كلها عالقة بذراتها علي جسده . تونسنا ونسة طاعمة فقط كانت تنقصها القليل من التفاصيل المريحة . ماعلينا ياصحابي . حدثته حديث العارف بالله بأننا الوحيدون في العالم الذين لاذلنا نتعاطي الصبر في ترحالنا بإستخدامنا لهذه الالة العجيبة . وافقني بإيماءة ثم واصل يحكي عن الكثير من المخاطر التي راح ضحيتها العديد من الانفس . هكذا يتنزل نقص الانفس في مواطننا . تأملت في جولة ذهنية حال البلاد والعباد في هذا الوطن . فرددت بصوت مسموع ماعلينا . وأنا أراقب آخر أنوار مدينة أمدرمان (لكم أحبها هذه الغجرية) . بدأ الظلام يأتي بجيوشه من كل صوب كان شبيها بالجهل الذي يلف معصم هذا الوطن بغيضاً كما الجوع الكافر في ليلة شتوية ومن حركة العربة أيقنت بأننا بدأنا رحلتنا ( الصحي صحي) . أدركت ذلك والعربة تتحايل وتتمايل ذات اليمين وذات الشمال هرباً من الحفر والمطبات فأيقنت بأننا أصبحنا فيماتبقي من طريق إنتهي قبيل إفتتاحه هو ذات الطريق الذي ضل طريقه وبدلاً أن يصبح أهم رابط حيوي بين الشمال ومركز البلاد تحول الي طريق مهموم بحصد الارواح وماتبقي في جيوب الاحياء منهم عبر جباناتها الكثيرة . أجل ياسادتي ضل هذا الطريق (دربه) عندما فارقت النزاهة والامانة والاخلاق صدور حكامنا وولاة أمرنا (فراق الطريفي لجمله) .
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شريان الشمال ..... أو فراق الطريفي لجمله (Re: خضر حسين خليل)
|
أبناء الولاية الشمالية وبالذات نحن النوبيون هم أكثر من استخدموا طريق أم درمان دنقلا المحس السكوت حلفا ويرتبط فتح هذا الطريق في الماضي بأسماء سائقين من المنطقة النوبية مثل السائقين سليمان علي خيري المشهور بسليمان جنني وعبداللطيف قدو وسعيد ابوحواء وكان ذلك في بداية القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت كان أمل مواطني المنطقة تعبيد هذا الطريق وذلك لوعورته وصعوبة اختراق المنطقة الصحراوية لتحرك الرمال والزحف الصحراوي فكانت مناشدة السلطات المتعاقبة لتعبيد هذا الطريق ، فأتت حكومة الإنقاذ بمشروع شريان الشمال لعمل الإسفلت من أم درمان إلى دنقلا ومن ثم إلى منطقة المحس والسكوت إلى أن يصل حلفا فكان تكلفة إقامة الطريق بالعون الذاتي وكما هو معروف أبدع أهل الإنقاذ في جمع المال من أبناء المنطقة فتم وضع مبلغ معين على المغتربين في دول المهجر تجمع بواسطة القنصليات من جميع مواليد الولاية الشمالية فزاد العبء على المغترب مع مسميات الجبايات الأخرى وكذلك فرض على كل من يسلك هذا الطريق جباية وكذلك المزارعين والمعاملات التي تتم في المحليات والمحافظات في الولاية الشمالية لا بد من تسديد مبلغ شريان الشمال فدفع المواطنون لأن الطريق كان ضمن أحلامهم ، فتم تشييد الجزء الصحراوي من الطريق وعندما بدأ استخدام الطريق ظهرت العيوب أولها ضيق الطريق حتى علق احد السائقين الظرفاء فقال ( انتظرناها عملوها لينا ذي سير المروحة ) عدم جودة نوع الإسفلت المستخدم وهشاشتها والدليل كثرت الحفر مع العلم الطريق لم يكتمل بعد وعدم استقامة الطريق وهذا يؤدي إلى عدم تمكن السائق الرؤية الكاملة عند المنعطفات والتجاوز ، فأصبح هذا الطريق هاجساً من ناحية السلامة لمستخدميه فكثرت الحوادث وأصبح طريق الموت فعندما يودع الأهل المسافر ينتابهم الشعور بهلاكه لكثرت حوادث هذا الطريق الضيق ، فكما نزف هذا الشريان أموال أبناء المنطقة المغتربين وأهلنا الساعين والكادحين لتوفير لقمة العيش لا بناءهم في قرى وجزر الولاية الذين استقطعوا قيمة إنشاء هذا الطريق فأصبح لهم مرعباً وقاتلاً لفلذات أكبادهم . فألي متي سيظل هذا الشريان نازفاً وقاتلاً لأحلام أهلنا النوبيين فأصبحنا نسمع بأن فلان سافر بهذا الطريق ولم يعد ، فصار الحلم كابوساً فنزف أموالنا وأرواح أهلنا ( فهل من مستمع )
| |
|
|
|
|
|
|
|