|
قدسية... " نيفاشا "... والترف الفكري
|
كانت التهمة الملازمة لأبناء المدن والعواصم أيام صبانا (الستينات) ترفع بعض ألأهل وذوي المكانة الاجتماعية في التعامل مع العامة .. وكنا نرى أن هنالك فرق شاسع في أسلوب التعامل مع القضايا المطروحة فهنالك فئات تولي بعض الأمور جل اهتمامها بينما الآخرون يولون جانب آخر من مناحي الحياة اليومية اهتماما اكبر . وكان ما يزعج العامة هو تطرق بعض الشخصيات والقيادات من أبناء المنطقة المتبوئين بعض المناصب والمراكز في السلطة إلى قضايا كانت أشبه للعامة انه نوع من أنواع الترف الفكري .. واليوم بأطر الكثيرون اتفاقية " نيفاشا " بإطار مقدس ويصور للجميع عدم جواز التحدث فيه او المساس من قدسيته .. والواقع المعاش يرفض تأطير" نيفاشا" بتلك القدسية بدليل ما تم من اتفاقيات جديدة أتت بعد " نيفاشا " فلو كانت كذلك بتلك القدسية ما أتت بعدها تلك الاتفاقيات اللاحقة لتحدد لأهل المطالب والمظالم مطالبهم فكانت " ابوجا " ثم اتفاقية أهل الشرق .. واتفاقية " جدة " وكم كبير من اللقاءات والاجتماعات والاتفاقيات المتتالية . ثم جاء الحراك السياسي من قبل الأحزاب السياسية في الساحة السودانية مع بروز قانون الأحزاب وتلامسه مع بعض الاتفاقيات .. هل ما نحن فيه اليوم هو من ذاك الترف الفكري الذي يتشدق ببعض كلماتها وعباراتها الغير مفهومة للعامة الساسة والقادة بغية تحريك العامة في ساحات العمل السياسي .. وكل مناطقنا (مناطق العامة ) تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة ... الكل أحوج إلى تنمية حقيقية لمناطقهم ... وأحزابنا السياسية وقياداتها أحوج إلى تقويم بناء فكري وتنمية حقيقة لكوادرها ....
|
|
|
|
|
|