(25) مايو ذات صيف ، و (30) يونيو ذات صيف . تجد أصحاب المكر دوماً تتفتت قرائحهم في الصيف . ربما هي سحابة صيف .
تجمد البنان الذي به نكتُب عندما لفحتنا رياح ( تسونامي ) عالي الموج ، ضرب من المُحيط إلى المَخيط ، وكشفت الأنفس قناديل واستوت على سوقها تُعجب الناظرين !.
أي مارد من مردة الخروج عن المألوف قد أغوى ، فتذوق الجميع من فاكهة غريبة الطعم .ترغب أنت أن تدور حول الكون في نـزهة ، فتجد أنكَ تشتطُ فتخرج عن الكون ونواميسه . تبدأ السوءة من الرواية الدينية القديمة ..وطفق الجميع يخصفون على أنفسهم من ورق الجحيم للاحتماء بنيرانه من زمهرير أن تكون حوتاً في بطن الجليد :
حيث الصمت ! .
أعلم أن الصمت حديثٌ مبهمٌ لكن الأحداث تتلاحق بسرعة العصر . كنتُ في ذعر حقيقي : ماذا جرى ولِمَ الصراع يتصاعد إلى عُروش العُنف و الكره المُر بين المبدعين ؟
قلت لنفسي : كنتُ آمل في المنتديات أن تستبصر بالفِكَر ، وتستعين بما يسرته لنا دُنيانا أن نصنع به الخير حتى لو كان بالتمني وأن تنفتح الأبواب لعرض النصوص التي يكتبها الأحباء هُنا أو هناك ، ويتقدم صاحب كل نص ليفتح بيته لرؤى الآخرين !. نعرف الصراع الذي يُنتج إبداعاً ، لا الصراع المُدمر . لا حاجة لنا لانطباع كسول ينـزلق بلا صبر .
تلك مما أراه المنهاج الذي يتعين أن يتبعه المُبدعون
كنتُ دون مشقة أجد نفسي أذكر الكاتب المُبدع الطيب صالح عندما أجاب الراحلة ( ليلى المغربي ) في لقاء إذاعي في أواخر السبعينات ،وهو يذكر بالخير كل رفقة أصدقائه الذين يلتقي بهم كل أسبوع . يطرحون على بعضهم نصوصهم الإبداعية للقراءة وبث الرؤى حولها أو ما يشبه النقد ، فقفز النثر الشاعر عنده ، وظهرت وفق ما نرى حرفته كحاذق في معمارية البناء اللغوي وزُخرُف اللغة . وكيف يُمسك بمفاصل النص و يتحكم في أمواج القص .
تحدث الطيب صالح وأبان أن تلك الرؤى أحدثت الخطوة المُتسعة التي يرى القُراء أنه قد خطاها في دُنيا الرواية وهم يقرءون ما يكتُب منذ الستينات . مِن هؤلاء الأصدقاء : الفنان التشكيلي والشاعر والمُعلق الرياضي ومنهم الصحافي والقاص ... و شرح الكاتب الكبير كيف تيسر له رؤية دُنيا القص بعيون أصحاب المواهب الذين يتطور الإبداع بعيونهم المُبصرة .
ثم نصمت ...
إن في الصمت كلام ... مُبهمٌ وسباحته في بحرٍ ماؤه مُظلمٌ . وليس الصمت يحفُر كالصوت وكالكتابة ، فقد كتب أبو حيان التوحيدي منذ زمان :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة