دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
محـبة مُختبئة في بطـن آيـة
|
محبة مُختبئة في بطن آية
(1) هبطت المحبة المأذون بها من فوق سبع سماوات ، ترفل في حُلل البهاء عليها أردية مغسولة بالروائح . نـزلت تشفُّ عما حولها . مشت مُتبخترةً بين كثبان الرمل حتى لمحت المضارب . اقتربت من المسجد النبوي .نظرت البيت الأول ثم الثاني تبحث عن مرقدها إذ هي مأمورة بقرب الحبيب ، حتى بهرها نور النبوءة فدخلت عليه . وجدته يأتزر بثوب العفاف ، يُخاطب ربه في خلوة . احمرَّت منها الوجنتان وانتظرت حتى فرغ . دلفت لصدره الكريم ونفذت لقلبه وتناثرت فرحاً .
(2)
من يصارع المحبة وقد أخفت نفسها في قلب النبوءة ؟ . لقد نفثها الخالق مُبهرجةً و ملوَّنة في صدره ، سابقة موعدها و إلى المآل تداعت ، وعند لسان النبوءة تدثرت خشيةً من نقاء سريرته . كأن النبي يخشى الناس من بوح لؤلؤة إلهية استوطنت و وَقرت نفسه حتى اضطربت من ثِقل ما بها . خاطب النبي الكريم الصحابي زيد ابن حارثة حين اشتكى : ـ امسك عليكَ زوجَكَ .
(3)
استل المُستقبَل سيفه ولمع عند الحَضرة البهية وتلألأ . جاء الغيم يحجُب طيف محبة إنسانية تبدَّت وها هي الآن تطل برأسٍ عليه تاج مُزهر بقلنسوة العلن ، فكان عتاب الظواهر عند بلوغ مرامي دُنيا البواطن وجلال المكتوب في الأزل حين يهبُط تباعاً.
(4)
نهضت غرائب الكنوز المعرفية ، ودلالات الحسِّي و زُخرف المعاني التي احتملتها الآية الكريمة في بطنها وتبدَّت . لمن يريد أن يكتنـز من الأسرار أن يفتح وريقات قلبه ويُطهرها من غبش الخطايا ويقرأ وجهاً من أوجه الرؤى والمحبة وعلائقها بالنبوءة وبالمولى جلّت عزَّته عند الستر و عند الحَيرة وعند الكشف والإفصاح على الملأ . حين قذف المولى خواطره في النفس الشريفة ، وهي في انزواء ومنأى عن الرغائب الغامضة ، هبطت هيَّ من عوالم الغيب لأشرف بُقعة بيضاء غسلتها الملائكة منذ طفولة الجسد النبوي الشريف .
(5)
مسَّ النص القرآني العواطف الإنسانية و أثار عواصفها التي تبدت رغماً عنها تُسابق التشريع فسبقته . أجلست النبوءة مجلس الحَيرة ومن ثمَّ العِتاب الإلهي. سكنت المحبة تنتظر من خلف سدُفُ الغيب فبرقَ الخاطر :
أيا ربي إنها مشيئتَك . اتخذتُ لنفسي مركِباً وأبحرتْ . تركت الريح من حولي تضرب الموج وأنتَ يا مالك مُهجتي ألزمتني أن أتيقظ عند كل رجفة تهُزّ بيت السكينة التي وَهبتها الخلائق فقد ائتمنتني لأُصلِح ذات البين وقد فعلت . ما كُنتُ إلا أن أخفي ما بنفسي علَّ الخير يطَّوَف لمن بعثتني لأُطيب خواطرهم . اللهُم اغفر لي و ألهمني السير من بوابة رضاكَ ، فما كُنت لأتطاول على أسرار حِكمتَكْ ، اللهُم أعفو عن زلتي في حضرة مقامك البهي. (6)
أنزل المولى عتابه على نغم لُغة مُترفة : فخشية الناس تبدت والله أحق أن يُخشى . أفصح المولى بالمَخبوء ليظهر شمس المحبة في العلن . ركِبت المحبة المأذون بها سفائن العصور وأفواه حَفظة الذكر الحكيم وأفصحت عن نفسها نضَّاحةً بالانشراح . تتكئ على أرائك الموسيقى القُرآنية ، تُهرول سكرى من ثقل ما حملته بين الصَفا والمَروة . تختال بين الحجيج في موسم العيد الأكبر ، تدلُف بينهم كنسمة ريح فاتنة .
(7)
قالت أمّنا زينب تُفاخر أمهاتنا الأوائل : ( زوجكُنَّ أهاليكُنَّ وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . ) كتب ابن جرير أن أمنا زينب كانت تقول لأكرم الخلق : إني لأدلي عليكَ بثلاث، وما من نسائكَ امرأة تدلي بهنَّ : إن جدي وجدكَ واحد ، وإني أنكحنيكَ الله عز وجل من السماء ، وإن السفير جبريل عليه الصلاة والسلام .
(8)
ذكر ابن الإمام الجليل الحافظ إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي في سفره ( تفسير القرآن العظيم ): المجلد الثالث ص : 496 : قال ابن جرير : حدثنا إسحاق بن شاهين ، حدثني خالد عن داود عن عامر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لو كتم محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أوحى إليه من كتاب الله تعالى لكتم : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) ، وكان الذي وليَّ تزويجها منه هو الله عز و جل بمعنى أنه أوحى إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا عقد ولا مهر ولا شهود من البشر .
عبد الله الشقليني 17/12/2006 م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محـبة مُختبئة في بطـن آيـة (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: لمن يريد أن يكتنـز من الأسرار أن يفتح وريقات قلبه ويُطهرها من غبش الخطايا ويقرأ وجهاً من أوجه الرؤى والمحبة وعلائقها بالنبوءة وبالمولى جلّت عزَّته عند الستر و عند الحَيرة وعند الكشف والإفصاح على الملأ |
يا بيكاسو أنّا لنا من شروط اكتناز السر
وأنّا لنا من المحبة طاهرة - مبطنّة أو مكشوفة-
وأنّا لنا من شفافية روجك و نقاء سريرتك
و مداد يراعك الجريء
يجيء السؤال هل لنا أن نعشق أخريات مرتبطات بآخرين ( ولو عشقا) أم هو استثناء نبوى ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محـبة مُختبئة في بطـن آيـة (Re: معتصم الطاهر)
|
حبيبنا الشاعر معتصم الطاهر :
إن بوابة المحبة أوسع الأبواب إلى المكنوز من الدُرر البهية ، نُقل عنه أفضل السلام عليه إذ قال :
( المرء مع من أحب )
عندها تنفتح مغاليق الظاهر والكشوف والمُبطن .
أما إن سألت الكريم ، يهب لكَ بإذنه من فيوضه الربانية مايُفرح الصدور ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محـبة مُختبئة في بطـن آيـة (Re: عبدالله الشقليني)
|
RED]
نص الآية (37 ) من سورة الأحزاب :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محـبة مُختبئة في بطـن آيـة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الحبيب شقيق الحبيب رأفت تحية لك وأمنياتنا بأعياد ثرية في الميلاد المجيد .
كان النص خاطراً دلف إلينا من بوابة محبة ..
في دُنيا المصطفى سحر للوجدان ، وأسرك بالقول أنني لم أزل في حُلم
أن تُمكننا التكنولوجيا من سماع صوته الكريم
ولا تعجب .
| |
|
|
|
|
|
|
|