|
إلى والي الخرطوم : (مريم) و(مستورة) وأُخريات أو (خطيئتنا الدنيوية)...!!!
|
إلى والي الخرطوم : (مريم) و(مستورة) وأُخريات أو (خطيئتنا الدنيوية)...!!!
(مريم) ...(مستورة) وأُخريات يهربن من ذُل الرذيلة إلى شرف الفضيلة ويبحثن عن طرائق مختلفة للعيش فتواجههُنّْ القوانين ,اللوائح ,المنشورات والاوامر المحلية , (مريم) إمرأة سودانية خالصة تأثرت كأخواتها بالظرف الإقتصادي والسياسي وفقد زوجها الطاعن في السن فرص التكسب فخرجت إلى الأسواق تبيع الطعام بسوق محطة (8) بإمتداد البراري لتعيله وأبناءها وتحميهم ذلك سؤال الناس أعطوهم أو منعوهم , (مريم) مريضة بداء الفشل الكلوي تدخل المستشفى مراراً وتكراراً للغسيل لتقاوم المرض حتى لا تتخطفها يد المنون وأبناءها بمفترق طرق تحرسها في ذلك عناية الواحد الديّان ...تضطر إلى العمل وقتاً إضافياً لتعويض سويعات وأيام الغسيل وسداد قيمته مع مصاريف دراسة الأبناء وإيجار المنزل وعلاج زوجها وتحمدالله أن وفر لها فرصة العمل ولا تلوم حكومتها التي لم توفر لها فرصة عمل شريفة لظنها أن الحكومة (فيها المكفيها) من إلتزامات داخلية وخارجية وإستهداف تسمع به بالإذاعة ... وتقاوم خوف العِوَز بشجاعة الغريزة الأمومية وتغفر للدولة (خطيئة) تركها وزوجها بلا عمل ولا تغفر لها الدولة (فضيلة) عثورها العفيف على فرصتها الخاصة ببيع الطعام لشراء الطعام لإبنائها ومحاولة تعويضهم (نعمة) العلم التي فقدتها هي وأخواتها لتعفيهم حر الهجير ومهن هامشية تحاربها الدولة بكل الاوقات لتواجهها السلطات المحلية بمنع بيع الطعام بالأسواق ليُسقط في يدها (أين المفر؟؟؟) وصاحب البيت ومعينات الغسيل الطبية وجوع أبناءها والمدارس تحاصرها بكل الإتجاهات (أين المفر؟؟) تحيل (مريم) إلى عملاق جبهوي مصادم يقرر السجن ولا الموت ...وتصرح (حأشتغل وخليهم يسجنوني) لتجلب أداوتها وتنتظر عربة ما تقودها إلى السجن بدلاً من ان تقودها إلى حضن أبناءها وزوجها ,تأتي وشعر بالتحدي يزيدها قوةً إلى قُوة وحديثكم بوقف (كشات بائعات الشاي) يمنحها الأمل والحيرة فلمن يتبع أولئك الذين يمنعونها ما صرحت لهن به ؟؟؟ من أتى هؤلاء؟؟؟ وتنتظر رحمة السماء وحمايتها وحفظها هي و(مستورة) جارتها والتي تبيع الطعام أيضاً حتى أسقطتها (جلطة) فدفعت بإبنتها لتحل محلها فإحتياجات المنزل لا تتوقف ولا تترك لهن فرصة العلاج أو الإستجمام فوقت الرزق لا ينتظر مثل أنباء قناة الجزيرة الفضائية بل وأشد عجلة منها ... (مستورة) مواجهة بنفس مصير (مريم) لا تشفع لها الحاجة ولا يقوم المرض مبرر لإعفائها من الأوامر المحلية ولسان حالهن يتسائل ماذا أجرمنا بحق حكومتنا المحلية لنذوق طعم الحرمان منها ؟؟؟ وماذا أخطأنا لنصححه فنحن مستعدات للتصحيح والتعديل والقيام بكل مايرضي حكومتنا المحلية فقط أتركوا لنا أبواب الرزق الإلهي مفتوحة ...والوظيفة هي إلتزام سيدي الوالي على الدولة تجاه مواطنيها تنجح أحياناً في القيام بها وتفشل في أحايين أُخرى لا يلومها المواطن إلا من بعض (نقنقة) مواطنية معهودة تنتهي سراعاً ليبحث عن بدائله التوظيفية الخاصة , ويبقى على الدولة في مستواها القومي أو الولائي أو المحلي أولاً الإعتذار له عن ذلك التقصير والبحث معه عن أفضل طرق لتسهيل بدائله التي وفقه الله فيها , والفقر قدر الله في العباد ... والفقر مسئولية وزارة الرعاية الإجتماعية تنجح أحياناً وتفشل أحياناً في محاربته بحسب إمكانياتها المتوفرة التي لا تنفصل من القدرات الكُلية للدولة القومية ولكن أيضاً يبقى عليها إلتزام بمتابعة مثل هذه الحالات وغيرها ودراستها وإعانتها وإن فشلت فحمايتها من أجهزة الحكم الأخرى لتأمن لها أمان كسب الرزق حتى لا توسع من ثقب الرذيلة الإجتماعي وتلقي بإلتزامات كبيرة على المسئولين حين تضع ذات الحمل حملها وترى الناس سُكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ... (مريم/ مستورة) وأخريات هن خطيئتنا الحقيقية وفشلنا الإداري الذي يحاولن (هُنّ) أن يحطنه بجدار من السرية لتغطية عوارتنا ونأبى إلا أن نأكل من شجرتنا الملعونة ونبحث بعدها عما يواري سوءاتنا من ورق الدنيا , وننسى أو نتناسى بزحمة دولاب الحياة أن الولاية درجة من درجات العبادة وان الحكم لله وأن العدل أساس الحكم وأن محاربة مثل (مريم) و(مستورة) يرفعهن درجات عن الله عز وجل لصبرهن وجلدهن ويحط بنا درجات ودرجات لظلمهن وقهرهن ... أخي الوالي برنامجكم الإنتخابي يمر عبرهن ودربك إلى الولاية يمر بهن وبدعائهن لك أو عليك فلو أخطأ عامل بمحلية يسألك الله به وعنه لِم لَم تحاسبة وتراقبه وتطور من آليات الرقابة لتمنعهم الظلم والجور وتمنع نفسك دعاء مظلومات عقب صلاة تحمله الملائكة وهي ترتجف كيف ترفعه للمولى عزّ وجل وهو يعلم ويراقب ويسجل كتبته صغائر الأمور وكبائرها (... اللهم لك الحمد أن باعدت بيننا والوظيفة العامة ...) والله المستعان
أحمد موسى عمر ــ المحامي
[email protected]
|
|
|
|
|
|