الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-17-2010, 07:37 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي

    الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي بقلم محمد جميل أحمد

    التحولات التي ضربت البنية السياسية على مدى عشرين عاما ، بفعل ممارسات الإنقاذ السياسوية الإسلاموية تبدو اليوم كما لو كانت النسق العام للنشاط السياسي ؛ وعلى ضوء هذه الحقيقة ربما أمكننا اليوم التأمل ليس فقط في صورة ما يجري الترويج له كنشاط سياسي ، وإنما في ذلك النسق الخفي لماوراء (الخير والشر) الذي يتجلى في العناوين بحسب الشعارات الحدية التي يروجها طرفا السلطة المتنازعين على سباق الرئاسة في الخرطوم : (المؤتمر الوطني ـ الحركة الشعبية)
    ذلك أن ما يعني المتابع المحايد في هذا السوق الانتخابي ليس فقط الظواهر التي تضخها شعارات الحملة الانتخابية لهذا الفريق أو ذاك ، وإنما تلك القوانين الخفية والشروط التي تجعل من العملية السياسية في هذا البلد أفقا مسدودا للكثير من الأسباب .
    فحين يصرح الرئيس عمر البشير عن عدم الرغبة في أصوات (المخمورين) لا يمكن تفسير ذلك ضمن سباق سياسي دون أن يعكس رؤية طهورية هي خارج سياق السياسة تماما ، وعلى الضد من المعنى الزمني للسياسة بوصفها إدارة سلمية محايدة للشروط الموضوعية للبشر .
    ذلك أن مثل هذه التصورات الطهورية هي في صورة أخرى تقابل إستراتيجية المؤتمر الوطني في إفساد السياسة عبر تغيير أدواتها وبنياتها وآلياتها الموضوعية ـ رغم ما أصابها من وهن ـ وترحيلها إلى الكيانات القبلية والعشائرية . والحال أن هذه الإستراتجية في الحقيقة تنطوي على خطورة بنيوية معيقة لطبيعتها وذات ارتدادات عكسية مدمرة .
    وفي كلا الحالتين حين يتم الحديث عن السياسة بلغة طهورية من ناحية ، وحين يتم تفريغ أدواتها من العناصر الموضوعية من ناحية ثانية ، يصبح إدخال السياسة في القبيلة هو إفساد للقبيلة والسياسة في وقت واحد .
    هكذا تبدو الساحة السياسية عرضة للكثير من التهييج للنزعات البدائية التي تعكس وعيها السياسوي ضمن الإحساس الخام القريب بالقبيلة ، وإحساس كهذا في طبيعته المتصلة بالقبيلة لا يعرف اللون الرمادي ـ الذي هو منطقة السياسة بامتياز ـ بل ينجر في تلوين علاقات السياسة النسبية بعناوين السواد والبياض و الصديق والعدو ضمن الولاء المطلق ؟!!
    ولعل هذا ما يفسر لنا في نهاية المطاف أن الصراع الذي طفا على هامش التسخين على دوائر انتخابات الولاة في بداية الحملة الانتخابية ، في كسلا والنيل الأزرق والمناقل والبحر الأحمر ، كان صراعا داخل المؤتمر الوطني نفسه ، وهذه هي النتيجة والأثر الارتدادي لتعاطي السياسة بأدوات القبيلة والعشيرة والمنطقة . لقد كانت هذه الحال هي المرحلة الأخيرة التي استدعت ظهورها في جسم المؤتمر الوطني نفسه بعد أن أدمن التعاطي معها في صراعاته مع الخصوم سواء مع الأحزاب التقليدية أو مع حركات الهامش (دارفور ـ الشرق) .
    الأخطر من ذلك كله أن هذه النسقية المغلقة لبنية النشاط السياسي هي ما عاد أداة التعريف الحصري للسياسة في وعي الأجيال الجديدة التي نشأت خلال العشرين عاما في ظل حكم الإنقاذ ، بعيدا عن السياسة بمعناها التقليدي . بيد أن العطب أيضا يلحق البنى السياسية للأحزاب التقليدية إذ يفسر بصورة ما ذلك النسق الخفي لطبيعتها الطائفية المسيسة .
    وبالرغم من الحراك والتململ الذي يبدو هلاميا في أوساط الشعب ـ كحركة الشباب الأخيرة (قرفنا) ـ فإن ما يعزز احتمال الانسداد في الأفق السياسي لا يندرج في خانة التشاؤم التي يمكن أن يتصورها البعض في هذه الكتابة ، وإنما يندرج ذلك الانسداد أيضا في أن ثمة قوانين موضوعية تحكم النشاط الإنساني مهما بدا هذا النشاط فوضويا وخارجا عن الضبط في سياقات تختبر شروطه الخفية ، وبالتالي فإن القراءة السياسية بصورة ما ، ليست فقط هي ذلك التحليل السريع للوقائع المتسارعة والأحداث المتحولة ؛ وإنما أيضا ذلك التحديق وراء تلك الوقائع المتناسخة ومحاولة الغوص عميقا في مرجعياتها ودينامياتها التي تعود للكثير من البنى والمنظومات المتغلغة في المجتمع والتاريخ والبيئة ، وهي بلا شك أهم البنى التي ينتجها التخلف وتعيد إنتاجه في نفس الوقت .
    لذلك فإن الحراك النسقي الذي بطبيعته لا يفضي إلى نتائج حاسمة وإيجابية في العملية السياسية كحالة متقدمة من التعاطي السياسي ضمن كيانية وطنية ناجزة ؛ سيظل في خلفية موسيقى الضجيج التي يضخها ذلك السباق المحموم نحو مسافات الفراغ الطويل دون أن يخلف أثرا أو نتيجة إيجابية ؛ أن لم يخلف المزيد من الاحتقان والقابلية للضغوط التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة .
    إن الحراك النسقي بالإضافة إلى كونه من نتائج التاريخ السياسوي للإنقاذ ضمن مسيرة التفتيت والتطييف للبنى السياسية ، بطريقة منظمة ؛ هو أيضا من البنيات التي تتوفر في الواقع الاجتماعي والتاريخي للسودان ، مما يعني أن طرفا من هذا الحراك النسقي يجد تعبيره بصورة ما في الواقع السياسي والاجتماعي لجنوب السودان ، ومن ثم قابلية انعكاسه في الأداء السياسي للحركة الشعبية ؛ وهذا ما سنحاول الحديث عنه في مقال آخر .
    نقلا عن صحيفة الأخبار السودانية الثلاثاء 9/3/2010
                  

03-25-2010, 00:51 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

03-25-2010, 01:03 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي (Re: محمد جميل أحمد)

    محرض علي التفكير

    أستاذنا تحية طيبة
                  

03-25-2010, 03:36 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانتخابات والحراك النسقي للواقع السياسي (Re: حبيب نورة)

    Quote: فحين يصرح الرئيس عمر البشير عن عدم الرغبة في أصوات (المخمورين)
    لا يمكن تفسير ذلك ضمن سباق سياسي دون أن يعكس رؤية طهورية هي خارج سياق السياسة تماما ،
    وعلى الضد من المعنى الزمني للسياسة بوصفها إدارة سلمية محايدة للشروط الموضوعية للبشر .


    العزيز محمد جميل سلام وتحيات زاكيات ، والبركة في الجميع في فقيد نا عمر أحمد عبد الماجد ، قرأت المقال مرة وسأقرأه مرة أخرى
    لضبط دواخلى حتى تستوعب الرؤيا المكثفة داخله ، وبالطبع أحتاج إضاءة للمقتبس أعلاه قبل الشروع في إكمال بقية المقال
    الذي سيتناول الشق الآخر من السلطة ، تحيدا أحتاج تعريف لما طرحته من " رؤية طهورية" التي رسخت في قراءتي العجلى
    على أنها تماثل - إقحام القيمة المستمدة من خافية الذاكرة الدينية في السلطة الزمنية وهي تشئ بطريقة خجولة الي العلمانية
    تحت ستار مصطلح " طهورية" الذي يأتي أقل حدة من تبعات المصطلح المتداول - للعلمانية " فصل السلطة الزمنية عن السلطة الدينية " ..
    المقال جميل من ناحية التناسق والبناء فأتمنى ان تحافظ على ذات المنهج خلال تناولك للشق الثاني من المقال .
    دم بخير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de