|
ظواهر موجعة (2) إغتصاب الأطفال -سناء جعفر ( نقلا عن الاحداث الاثنين 15 فبراير)
|
ثــرثــرة حمــيمـــة ظواهر موجعة (2) إغتصاب الأطفال سنـــاء جعفــر شيماء .. مرام .. حمادة ..أسمار .. طفلة حي جبرة .. طفلة حي مايو .. وما خُفي كان أعظم ... براعم صغيرة سُحِقت بقسوة قبل أن تتفتح .. عقول بريئة لم تكن مهيأة لاستيعاب الفعل القبيح الذي فُعِل بها ساعة توحش من إنسان تنصل عن صفته التي كرمه بها الله وتحول إلى حيوان يتبع غريزته الدنيئة التي يحركها جوع مريض.. أجساد غضة أُنتهكت بغدر ليس له مبرر .. حوادث تكررت بصورة غريبة مريبة نقلتها من ضيق الفردية إلى اتساع الظاهرة بعد أن أصبح خبر اغتصاب طفل أو طفلة من الأخبار الدارجة على صفحات الجرائد .. ويا له من خبر !! خبر يهزنا .. يشعرنا بالحزن .. بالقرف .. بالقلق .. بالخوف على فلذات أكبادنا .. وعلى كل الأطفال في بلد استهان قانونها بهذه الجريمة إلى حد انه خفف عقوبتها بصورة محيرة ولا يقبلها المنطق .. ما الذي يحدث في السودان ؟! كيف ومتى حدث هذا التحول المتطرف في الأخلاق؟! كيف ومتى انحدرت قيم البعض إلى هذه الدرجة المخيفة التي تجبرنا على دق كل نواقيس الخطر ؟! منذ زمن ليس ببعيد كنا أطفال تحتضننا بيوت الجيران بكل طمأنينة .. ونرتع في الشوارع القريبة والبعيدة من بيوتنا بكل أمان .. كانت طفولتنا محمية من الغريب والقريب .. كانت حصننا الذي نمارس فيه شقاوتنا البريئة .. وكانت دموعنا هي شفيعنا الذي يجنبنا العقاب إن أخطانا.. ما الذي تغيرا لآن وجعل الأطفال هم الهدف السهل للمتحرشين والمرضى النفسيين ؟! لماذا لم تعد براءتهم حصناً لهم ؟! ولماذا لم تشفع لهم دموعهم وتوقف المعتدي من مواصلة فعلته القبيحة؟! وما هذا التبلد الغريب الذي يتقبل به مجتمعنا هذه الظاهرة المقززة ؟! هل نخرتنا سوسة التعود حتى بات هذا الخبر برغم فظاعته يمر مرور الكرام ؟! هل هذا هو ما يشجع المجرمين على ممارسة فعلتهم مرة تلو الأخرى ؟! .. أظن أننا البلد الوحيد الذي يملك فيه المغتصب ضمانات ومحفزات تساعده على ممارسة هوايته بلا خوف .. الضمان الأول هو التساهل القانوني وسهولة العقاب مقابل فظاعة الجرم .. ( كم شهر سجن ؟! شنو يعني الأيام بتجري زي الهوا .. وممكن يكون محظوظ ويلقى قاضي ساهي ويطلع بالضمان.. العقوبة كم جلدة ؟! شنو يعني .. جلدة تفوت ولا حد يموت ) .. وقد يعود المغتصب إلى نفس حيه ويمارس حياته كأن شيئاً لم يكن وسط أسر بها أطفال معرضون لخطره .. يعود وهو أكثر توحشاً وتوقاً إلى اللحم الصغير غير المحمي .. لست ضليعة بالقانون ولم أدرسه .. لكن حسب علمي البسيط أن القوانين تُوضع كي تنظم حركة المجتمع ويجب أن تجاري التطورات التي تحدث فيه وإلا فقدت معناها وفاعليتها وقدرتها على الردع .. أين قانون حماية الطفل السوداني ؟! لماذا لم ير النور حتى الآن ؟! ولماذا لا يتم تغيير العقوبة ( الهايفة ) الموجودة حالياً لجريمة الاغتصاب بعقوبة رادعة تجعل المغتصب يفكر ألف مرة قبل شروعه في فعلته؟! لقد تمّ تغيير القوانين الخاصة بتجارة المخدرات لتصل العقوبة إلى الإعدام .. كما تمّ تعديل عقوبة ممارسة الدعارة لتصل إلى حد مصادرة البيوت التي تُمارس فيها .. لذلك يجب أن يتم تغيير عقوبة اغتصاب الأطفال من السجن والجلد إلى الإعدام في ميدان عام ليصبح المغتصب عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب نفس الجريمة .. الضمان الثاني للمغتصبين في مجتمعنا هو البرود والنسيان الذي تقابل به هذه الجريمة .. فكل أسرة لم يطلها هذا الأذى بشكل شخصي تظن أنها بعيدة عن الشر وبالتالي تتعامل مع خبر اغتصاب طفل آخر ببرود مغيظ .. قد يفجعنا في لحظته الأولى فقط .. (فنمطط ) الشفاه حسرة .. وقد ننطق بكلمة مواساة لن تعيد البسمة والأمان إلى نفس طفل إنتُهِك وإستُخدِم كمستودع لنفايات مجرم مريض .. وسرعان ما ينسى المجتمع هذه الجريمة باعتبارها حدثت وانتهت ويمعن في تبلده وبروده حتى يهزه خبر آخر .. إلى متى سيظل مجتمعنا غارق في سلبيته تجاه الأمور التي تستحق الوقوف عندها ؟! ..إن ما يحدث الآن يحتاج إلى وقفة جادة من علماء النفس والتربية والاجتماع والآباء والأمهات وكل الفئات .. يحتاج إلى توعية ويحتاج إلى نشر قدر معقول من الثقافة التي تشرح للطفل بلغة بسيطة وسهلة معنى مصطلح ( الإساءة الجنسية ) حتى يدركها إذا ما تعرض لها من قريب أو غريب .. قد يتحجج البعض بالحرج وكلمة ( العيب ) الفضفاضة لرفض التعاطي مع الموضوع .. لكن في يقيني أن الحرج المؤقت خير من الجهل الذي قد يؤدي إلى الاغتصاب أو الموت .. وانه لا عيب في تعليم الأطفال كيفية التمييز بين التعامل الودي العادي والتعامل المشبوه من البالغين.. فالمعرفة تزرع الثقة بالنفس .. وتكسر حاجز الخوف الذي قد يكمم أفواه بعض الأطفال ويمنعهم من إخبار ذويهم بإرهاصات تحرش جنسي قد يتحول إلى اغتصاب كامل وقد يكون من اقرب الأقربين .. ففي هذا الزمن العجيب لم يعد الغريب فقط هو مصدر الشر .. أحياناً يأتي الشر ممن ائتمناه وجعلناه حارساً .. حتى الأهل يحتاجون إلى تثقيف وتوعية بحقوقهم وحقوق أطفالهم التي يهدرونها عندما يقررون إخفاء جريمة الاغتصاب التي ارتكبت بحق أطفالهم بدعوى حمايتهم من غمز ولمز المجتمع إذا ما انكشف الأمر .. فيكتمون ما حدث و يهيلون عليه تراب النسيان عن تعمد جاهل لا يستطيع أن يدرك أن إخفاء وتجاهل جريمة الاغتصاب يزيد من عمقها في نفسية الطفل الصغير الذي يشب وهو يحمل مصيبته وعاره كمرض مزمن لا علاج له وقد يحوله إلى ذئب بشري آخر عندما يكبُر .. دعونا لا ندفن رؤوسنا في الرمال أكثر من هذا .. دعونا نعترف بان مجتمعنا أصبح مختلفاً بعد أن اجتاحته ظواهر شاذة وموجعة تحتاج إلى قوانين رادعة و معالجة حقيقية ووقفة جادة بعيدة عن التنظير ( والكلام الكتير الما بودي ولا بجيب ) .. فلنعمل بجد لننقذ أطفالنا .. أطفالكم .. أطفال السودان من المتحرشين والمرضى النفسيين المهووسين باغتيال البراءة ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ظواهر موجعة (2) إغتصاب الأطفال -سناء جعفر ( نقلا عن الاحداث الاثنين 15 فبراير) (Re: abubakr)
|
ما الذي يحدث في السودان ؟! كيف ومتى حدث هذا التحول المتطرف في الأخلاق؟! كيف ومتى انحدرت قيم البعض إلى هذه الدرجة المخيفة التي تجبرنا على دق كل نواقيس الخطر ؟! منذ زمن ليس ببعيد كنا أطفال تحتضننا بيوت الجيران بكل طمأنينة .. ونرتع في الشوارع القريبة والبعيدة من بيوتنا بكل أمان .. كانت طفولتنا محمية من الغريب والقريب .. كانت حصننا الذي نمارس فيه شقاوتنا البريئة .. وكانت دموعنا هي شفيعنا الذي يجنبنا العقاب إن أخطانا.. ما الذي تغيرا لآن وجعل الأطفال هم الهدف السهل للمتحرشين والمرضى النفسيين ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ظواهر موجعة (2) إغتصاب الأطفال -سناء جعفر ( نقلا عن الاحداث الاثنين 15 فبراير) (Re: abubakr)
|
Quote: ما الذي تغيرا لآن وجعل الأطفال هم الهدف السهل للمتحرشين والمرضى النفسيين ؟! |
ادارت سيئة للبلاد ومن اجل السلطة وبقاءها لم تعدل واستغلت اهم ما يضبط ايقاع تصرفات البشر وهو الدين لتلونه كيفما شاءت لتحقيق رغباتها فاختل التوازن الاجتماعي وصارت المسلمات من قيم وتصرفات انسانية تغيب عن تصرفات كثير من الفالتيين في غياب عقاب يوازي جرمهم ..اغتصاب الاطفال احد اسوء ما افرزته الانظمة الفاسدة بالاضافة الي خنق اصوات البشر وازهاق ارواح البشر التي حرم الله من اجل سلطة وسلطان ...انها الفاجعة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|