بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2010, 09:54 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية

    زعيم الجمهوريين في حوار عمره «34» عاماً ..
    صفحات اخر لحظة - حوارات
    السبت, 16 يناير 2010 10:14
    أجراه عام 1976م الراحل حسن ساتي

    أعده للنشر/ محمد أحمد الدويخ

    في العام 1909م ولد محمود محمد طه بقرية الهجيليج قرب مدينة رفاعة، وعندما توفيت والدته الحاجة فاطمة بت محمود عام 1915م ولحق بها والده عام 1920م، انتقل محمود مع إخوته إلى مدينة رفاعة وهو مازال يافعاً يدرس القرآن بالخلوة، فواصل تعليمه الأولي والأوسط برفاعة وأظهر نبوغاً وتفوقاً منذ صغره، مما أهله إلى دراسة الهندسة بكلية غردون التذكارية قسم المساحة التي تخرج فيها عام 1936م، وعمل مهندساً بمصلحة السكة الحديد وانحاز للطبقة الكادحة وصغار الموظفين.. وفي العام 1941م قدم استقالته ليختار العمل في القطاع الحر بعيداً عن إمرة الإدارة البريطانية، وفي يوم الجمعة 26/10/1945م قام بإنشاء الحزب الجمهوري فتم اعتقاله في يونيو 1946م، وأصبح بذلك أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية السودانية ..



    * ظل محمود محمد طه يتعرض للكثير من المضايقات حتى إبان الحكومات الوطنية خاصة بعد إصداره كتاب «الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة»، وعندما تم إصدار قوانين سبتمبر 1983م عارضها من داخل المعتقل، فأصدر منشوره الشهير «هذا أو الطوفان» بعد إطلاق سراحه مباشرة عام 1984م، وطالب فيه بإلغاء قوانين سبتمبر تنقيةً للدين من التشويه فتم اعتقاله مرة أخرى، وفي يوم الاثنين 7 يناير 1985م قدم للمحاكمة مع أربعة من تلاميذه بمحكمة الطوارئ برئاسة حسن إبراهيم المهلاوي، فأعلن الأستاذ محمود محمد طه رفضه التعاون مع المحكمة، وفي يوم الثلاثاء 8 يناير 1985م أصدرت المحكمة حكمها بإعدامه مع أربعة من تلاميذه وأيدت محكمة الاستنئاف برئاسة المكاشفي طه الكباشي ذلك الحكم وصادق عليه الرئيس جعفر نميري، وعند العاشرة من صباح الجمعة 18/1/1985م اتجهت الأنظار نحو مقصلة سجن كوبر، حيث صعد الأستاذ محمود محمد طه درجات السلم إلى حبل المشنقة. وفي أبريل 1985م سقطت سلطة نميري بالانتفاضة المعروفة..

    «آخر لحظة» تعد الحوار الذي أجراه الخبير الإعلامي حسن ساتي مع الأستاذ محمود محمد طه في يوم الثلاثاء 14/9/1976م وتنشره لأول مرة..

    أستاذ محمود.. من المقرر أن يكون هذا اللقاء لقراء مجلة صباح الخير أو روز اليوسف، بذلك أبدأ بسؤال تقليدي وهو تعريف ما اصطلح عليه بالأخوان الجمهوريين، وارتكازات الأخوان الجمهوريين؟

    ـ بسم الله الرحمن الرحيم، نحن اليوم في يوم الثلاثاء الرابع عشر من سبتمبر عام 1976م الذي يوافق العشرين من رمضان عام 1396 في مدينة المهدية، الساعة الآن الثامنة والنصف مساءً تقريباً، ويسرنا أن نلتقي مرة أخرى بابننا حسن ساتي الصحافي المعروف، وهو يهدف أيضاً إلى لقاء في اتجاهه الصحافي، وقد طرح سؤاله عن ما اصطلح عليه من تسمية الجمهوريين بالأخوان الجمهوريين ومرتكزات هذا الاسم.. وتسمية الأخوان الجمهوريين هو تقويم للاسم الذي نشأ منذ بداية الحركة الوطنية اسم الحزب الجمهوري، والحزب الجمهوري كان مجاراة للوضع السائد في الحركة الوطنية في مرحلة الأحزاب، وعندما نشأت الأحزاب في أوائل الأربعينات نشأ الحزب الجمهوري، والحزب الجمهوري دعوته تنبع من مفهوم إسلامي وهو في الحقيقة كحزب ديني إذا صحت العبارة، وكل أفكاره في السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع تنبع من مفهوم الإسلام، وكان يرى دائماً أن الحزب الجمهوري كاسم يضيق عن المحتوى الذي يحمله من الفكر في مناشط الجمهوريين المختلفة، وكانوا يطورون فيه باستمرار ليبلغوا به مرحلة أن يكونوا هم الأخوان، مما قد ينصرف الاسم إلى الأخوان المسلمين.. ونحن عندنا أن الأمة المقبلة، الأمة التي يكون عليها بعث الإسلام هي أمة الأخوان في مقابلة أمة الأصحا، وذلك من الحديث النبوي الشريف المشهور الذي يقول فيه النبي: «وا شوقاه لأخواني الذين لما يأتوا بعد، فيقول الأصحاب: أولسنا إخوانك؟ قال: قوم يجيئون في آخر الزمان للعامل منهم أجر سبعين منكم».. ويرد في حديث آخر ما يشير إلى أن الأخوان هم الذين يكون بيهم بعث الإسلام من جديد.

    وفي الحديث الآخر: «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء. قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها»، فنحن الأخوان بهذا المعنى، بمعنى البعث الإسلامي أي دعوة إحياء السنة بعد اندثارها، فالأخوان الجمهوريون مرحلة نحو كلمة الأخوان التي ستقبل إن شاء الله وتكون هي ربما نهاية المطاف في التطوير أو على الأقل في ما يخص المحلية في السودان، لكن الفكرة هي ماضية لتكون المعنى الإنساني الواضح للإسلام! والمعنى الأوسع من الإسلام يستوعب الناس كلهم.. والشاهد أن مسألة الأخوان الجمهوريين مرحلة في تطور الاسم من الحزب الجمهوري إلى الغاية التي ننشدها بأن يكون محتوى إنساني يدعو إلى مفهوم إنساني وحضارة إنسانية تشمل البشرية كلها، وهي قائمة على الإسلام بمعناه الواسع الذي هو دين الفطرة «التي فطر الله الناس عليها».. وهذه هي مرتكزات الاسم وهذه خليفته.. ومرتكزاته هي الفهم الديني الذي يتعاون عليه الجماعة الذين يسمون في ما مضى بالحزب الجمهوري، يتعاونون على نشره وإذاعته بين الناس والتزامه في حياتهم وفي أنفسهم وهو الإسلام.

    ورد في حديثك كلمة «حزب» في البداية إبان الحركة الوطنية وجاء في حديثك الأخير ورد «الدين».. في تقديرك أين يلتقي الدين بالسياسة؟

    - برضها دي تسوقنا إلى اعتبارات الماضي نفسها لمن كان الحزب الجمهوري إسمو كدا بالصورة دى، بإزاء الأحزاب مثلاً الأمة والحزب الوطني الاتحادي والأحزاب القائمة فكان اسمه الحزب الجمهوري، عملو سياسي لكن كنا بنقول إنو الدين والسياسة شيء واحد، الدين هو سياسة أمور الناس وفق الصدق والحق، مش الفهلوة والشطارة والديبلوماسية، ونحن بنعتقد إنو - وده دائماً رأينا- إنو الدين منهاج لشحذ القوى المودعة في الإنسان في عقله وقلبه، أي النهج الدين هو منهاج تطوير وترقية المواهب الطبيعية والعقل والشعور أساساً، فمن الناحية دي كل تنظيم يجعل الجماعة مؤهلة لأن تهيئ الفرصة المناسبة للفرد لتبرز مواهبه الطبيعية مشحوذة ومهذبة ومؤدبة، إلى أن يصل العقل الصافي والقلب السليم، زي ما بنقول في أوقات كثيرة، المنهاج دا، المنهاج السياسي دا بينبع من الدين، فالدين في الحقيقة هو تنظيم حياة الناس جماعة وأفراداً لأن يكونوا في طريق إنجاب الفرد الكامل الذي هو صافي الذهن وسليم القلب، من هنا الدين والسياسة عندنا نحن من بداية نشأة الحزب حاجة واحدة، مش الدين في منطقة والسياسة هي شطارة وفهلوة وديبلوماسية وغش واحدة.

    جاء في حديثك أيضاً أنه من غايات الدين أو أهدافه شحذ العقل ودا جميل، بيقود العقل إلى المواقف الكلاسيكية للأديان تجاه أي مذاهب عقلية أو أي اجتهاد عقلي، وعلى رأس هذه المذاهب هناك العداء المعروف بين الماركسية كمذهب فلسفي اقتصادي اجتماعي وبين الدين كمفهوم كلاسيكي، أنت كمفكر ديني كيف تنظر للماركسية؟

    - نحن عندنا الدين - ودا طبعاً وارد في القرآن - مهيمن على الأفكار كلها، والدين الإسلامي مهيمن على الأديان وعلى الفلسفات كلها، وعندنا في التوحيد عبارة شاملة هي إنو ما بيدخل في الوجود إلاّ بإرادة الله «وكل ما ورد في الوجود وراءه حكمة، وكل المناشط البشرية في الثقافات المختلفة والعلوم المختلفة إنما هي اتجاهات تبني الحصيلة البشرية والتراث البشري، ليصل التراث دا لإنجاب الفرد الحر، ونحن نعتقد إنو الماركسية فيها شيء خطأ وفيها شيء صواب والدين الإسلامي بينظر إلى تنقية الصواب، مثلاً علاقة الإنسان بالكون في التفكير الماركسي خطأ، والتنظيم الجماعي تنظيم شيء إيجابي، مثلاً العمال وتنظيم المزارعين ليتساندوا لينتزعوا حقوقهم من المضطهدين لهم من الرأسماليين والإقطاعيين.. والاتجاه إلى أن يكون الاقتصاد اشتراكي وأن يكون الناس شركاء في خيرات الأرض بصورة أو أخرى اتجاه سليم، لكن فيهو شوائب بسيطة جاءت من خطأ الفلسفة في التفكير الكوني.. وتفكير علاقة الإنسان بالكون وعلاقة الإنسان بالمجتمع فيهو خطأ دب إلى التنظيم الاقتصادي، لكن التنظيم الاقتصادي في جملته كاتجاه إلى النظام الاشتراكي ليحل محل النظام الرأسمالي ليكون الناس شركاء في خيرات الأرض، منهم واحد غني وواحد فقير، واحد ليهو حق وواحد ليهو صدقة، الاتجاه دا في جملته مقبول عندنا، بنطلع الشوائب فيهو من الخطأ في الفلسفة، خطأ الفلسفة الماركسية في إنكارها للغيب، إنكارها لوجود المطلق، إنكارها لوجود الله، ونصحح الخطأ الدبَّ في الاشتراكية من الفلسفة دي، وبنرفض الفلسفة وبنحل محلها الفكر الديني البيقبل وجود المطلق الذي عقلو أكمل من عقولنا وحواسو أكمل من حواسنا، وتقتصر عقولنا عن إدارك كمالاته ونمشي بأساليب الدين في معرفته وفي محازاة حكمته في تنظيم كونه وتنظيم اقتصادنا واجتماعنا بمحازاة لتنظيمه لخلائقه، فأنا نظرتي للماركسية كنظرة للفلسفة الفيها خير وفيها شر، فيها خطأ وفيها صواب، الصواب يؤخذ وينمى ويوجه في الوجهة العامة البدينا ياها الفكر الإسلامي التوحيدي، والخطأ في- مثلاً- الإلحاد وهو يُرفض ويرد، وتدعى الماركسية نفسها لإعادة النظر من جديد في فلسفتها ومفاهيمها، ليسير الركب البشري متعاوناً ومتسانداً ومستعيناً كله بالتراث الموحد.

    مآخذك على الماركسية كانت في إنكارها المطلق، لكن من الارتكازات الرئيسية بعيداً عن المطلق وعلى أرض الواقع مسألة الصراع الطبقي، كيف ترى هذه المسألة؟

    - أنا بفتكر إنو الماركسية وتنظيمها للصراع الطبقي.. تنظيمها للعمال والمزارعين ليتكتلو ويكون عندهم أساليبهم لانتزاع حقوقهم من الإقطاعيين ومن الرأسماليين، دا من الخير اللي أضافتو الماركسية للتراث البشري، ويجوز يكون المآخذ العليهو بعض الصور من أنه الصراع الطبقي قد يرى في الماركسية إنو مستمر بأساليب العنف، مثلاً زي ما بيرى ماركس إنو القوة والعنف هما الوسيلتان الوحيدتان لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع، نحن بنعتقد إنو القوة هي البتبقى لكن العنف بيخرج من المعادلة دي، العنف ما ضروري، القوة ضرورية، القوة بتقوم على قوة الخلق، قوة الفكر، قوة العزيمة، العنف ما ضروري، فكأنه حتى الصراع الطبقي عند ماركس بيحتاج إلى تصحيح، لكن هو في جملته مقبول ونحن بنعتقد إنو ماركس أضاف ليهو قيمة كبيرة جداً، أضاف بمفهومه دا قيمة كبيرة جداً للتنظيم الاجتماعي ليمشي إلى يوم العدل ويوم الحرية ويوم المساواة، وناس بكسبوا بعرقهم بس، وبفائض إنتاجهم بنموا ثروة أصحاب الطغيان في جانب رأس المال أو جانب الإقطاع.

    * هذا الرأي الذي قلته عن الماركسية على حسب اطلاعي أقول إنه جديد.. جديد بالنسبة لزملاء لك في الفكر الإسلامي في المشرق، فمن أين جاءت نقطة الخلاف بينك وبين المفكرين المسلمين الآخرين على اختلاف مواقعهم؟ بعدين لو سمحت هل في نصوص يعني إنت في مواقفك بتسندك نصوص شرعية؟ يعني أنا أفهم إنو في حديثك خبر فيه كثير من العقلانية.. وفي الخلاف الدائر بين الشرع والعقل، هل إنت في اختلافك مع مفكرين آخرين تسندك نصوص شرعية؟

    - الاعتبار القلناهو أنا أفتكر إنو ملاحظتك حوله إنو هو جديد دي مؤكد صحيحة، وأعتقد إنو المرتكز البيقوم عليهو مرتكز توحيدي يمكن يقال عنه إنه من وراء الشريعة، الناس البتقدم أمورهم على الشريعة فحسب ومن ناحية التوحيد هم ضعاف بيرفضوا الماركسية كلها جملة وتفصيلاً.. وبيعتقدوا كأنها كلها من الشيطان، حتى في الناس اللي بيفتكروا إنو الاشتراكية نفسها كفر، وما يقال بها لأنها ما وردت في الشريعة وإنما ورد في الشريعة تنظيم معين في الإسلام هو نظام الزكاة، وبالصورة دي الإسلام لا هو رأسمالي ولا هو إسلامي ودي عبارة بتسمعها كثير جداً خصوصاً من مفكري الأخوان المسلمين وكل السلفين في الاتجاه ده، والجانب الشرعي بيقيف عند الحد دا فعلاً، لكن إذا كان أنت مشيت إلى إنو وراء الشريعة في مفهوم للدين أكبر، بيهو الدين مستوعب كل المناشط البشرية، ومستوعب وموجه لكل ما دخل في الوجود، بمعنى إنو مثلاً إذا جئت أنت في النص «الله خلقكم وما تعملون» نص الخطاب دا للمسلمين وغيرهم الخطاب دا لكل الناس، الله فاعل وراء كل فاعل مباشر لينا زي «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى» فكأن هناك فاعلين، فاعل مباشر في ظاهر الأمر أو في الشريعة يمكنك أن تقول، وفاعل هو في الحقيقة عبر عنه «وما رميت إذا رميت»، وفي ظاهر الأمر هو النبي، لكن قال ليهو ما رميت إنت في الحقيقة وإنما رميت في ظاهر الأمر في الشريعة لكن في الحقيقة الله هو الرامي.


    كما يمكنكم الاستماع الي الحديث مسجلا هنا:http://www.alfikra.org/talk_view_a.php?talk_id=12
    (منقول عن الصالون)
                  

01-18-2010, 10:22 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: جمال المنصوري)

    سلام منصوري

    وها هو كتيب الماركسية في الميزان للاستاذ محمود أنزله هنا من موقع الفكرة :


                  

01-18-2010, 10:23 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    الماركسية في الميزان


    الطبعة الأولى
    رمضان 1392
    أكتوبر 1973

    الإهــداء

    إلى الذين يطلبــون الحــق ،
    لأنـهم يحبــون الحقيــقة ..


    -------------------------------------------

    بســـم الله الرحمـــن الرحيــم
    (وعد الله لا يخلف الله وعده ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهراً من الحياة الدينا ، وهم عن الآخرة ، هم ، غافلون) ..
    صدق الله العظيم

    المقــدمة

    هذا كتاب (الماركسية في الميزان) ، و هو عبارة عن متن محاضرة ، بهذا العنوان ، ألقيت بدار الجمهوريين ، بمدينة أم درمان ـ حي الموردة ، و ذلك في مساء يوم الأربعاء ، الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 1968 .. و لقد كانت هذه المحاضرة مسجلة على شريط .. و هي ، إنما تظهر اليوم على الورق ، نقلا ً عن هذا الشريط .. و هذا هو السبب في جريانها بلغة (الكلام) ، بدلاً من لغة (الكتابة) كما هو مألوف العادة ..
    لقد كان ماركس فيلسوفاً (عملياً) .. و لقد لجت به (عمليته) هذه حتى أصبح نبتاً أرضياً ، صلته بالسماء واهية ، و فروعه في الأعالي قريبة .. و بذلك فقد أصبحت فلسفته سطحية ، بصورة مؤسفة .. إن ماركس ، إذا ما وضع في إطاره الحقيقي ، و الطبيعي ، كفيلسوف مرحلي ، يصبح مقبولاً ، و محموداً ، فيما أدى من خدمة مرحلية في تطوير المجتمع البشري .. أما إذا وضع كفيلسوف لجميع الأزمنة ، كما يدعي الماركسيون ، فإنه لا ينهض ، و لا يقوم ، إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ..
    هذا و لنا عودة ، إلى تفصيل القول في أمر الماركسية ، قريبة ، إن شاء الله ، و لربما تكون في مقدمة الطبعة الثانية لهذا الكتاب .. أما الآن فإننا نقدم الكتاب للقراء عسى أن يجدوا فيه المتعة المرجوة .. و الله هو المسئول أن يتقبل منا صالح عملنا ، وأن يصلح فاسده .. إنه نعم المولى ، و نعم النصير ..
                  

01-18-2010, 10:24 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    متن المحاضرة

    بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم

    حديثنا ، في هذه الأمسية ، سيكون عن: (الماركسية في الميزان) .. و هذا الحديث يجئ ضمن عملنا ، نحن الأخوان الجمهوريين ، في محاولة توعية الناس في السودان ، في الوقت الحاضر .. التوعية السياسية المطلوبة ، لكي تكون هناك نهضة سياسية ، و نهضة إقتصادية ، ونهضة إجتماعية .. و في الميدان ، في الوقت الحاضر ، هناك فكرتان ـ الفكرة الماركسية ، و الفكرة الإسلامية .. و محاضرة هذه الأمسية إنما هي للتنوير فيما يخص الفكرة الماركسية .. و هي بإسم (الماركسية في الميزان) .. و غداً ستكون هناك ، إن شاء الله ، كلمة أخرى عن تطوير التشريع الإسلامي ، يراد به إلى التنوير فيما يخص الفكر الإسلامي .. و ما أعتقد أن في الميدان ، في الوقت الحاضر ، في السودان ، إلا هاتان الفكرتان ـ الماركسية ، و الإسلام .. ويمكن للإنسان أن يقول ، على إطلاق المسألة ، أن ليس في العالم ، في الوقت الحاضر ، غير هاتين الفكرتين ، و إن كان الإسلام لم يتخذ الصورة الواضحة ليصبح دعوة .. لكن لا يمكن أن يكون في العالم هناك فكرة تنازل الفكرة الماركسية ، و تصححها غير الإسلام .. فإذن نحن في هاتين الليلتين إن شاء الله ، في هذه الليلة ، و في الليلة المقبلة ، سنحاول أن نتخذ وضع واضح من الرأي المواجه للماركسية و الإسلام ..
    ما هـو الميزان

    (الماركسية في الميزان) بتقتضي كلمة عن (الميزان) ، قبل ما نتكلم عن الماركسية .. كان عندنا كتيب ، قبل قليل ، تناول نشاط جبهة الميثاق .. و كان إسمه (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في الميزان: ـ 1) ميزان الإسلام ، 2) ميزان الثقافة الغربية) .. و الموازين ، بطبيعة الحال ، كثيرة ، و تتفاوت في الدقة .. فهناك ميزان بيوزن بيهو الملح ، و ميزان بيوزن بيهو الذهب ، و بيكون هناك إختلاف في (السنج) ، و إختلاف في حساسية الميزان ليستجيب لأبسط فارق في الوزن .. فنحن ، في الوضع الحاضر ، في محاضرتنا عن (الماركسية في الميزان) ، ميزاننا ميزان الإسلام: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، و أنزلنا معهم الكتاب ، و الميزان ، ليقوم الناس بالقسط) هنا يمكنك أن تقول: ميزان (الشريعة الإسلامية) .. و يمكنك أن تقول: ميزان: (لا إله إلا الله) بمعنى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ، و الذي أوحينا إليك) دا معناه: شريعة الكلمة: (لا إله إلا اله) لأن (لا إله إلا الله) هي التي أوحيت للنبيين جميعا: خير ما جئت به أنا و النبيون من قبلي (لا إله إلا الله) .. فميزاننا ، إذن ، اليمكن نزن بيهو الماركسية هو: (لا إله إلا الله) .. هو دقة التوحيد المنتظم الوجود ، في أعلاه ، و في أسفله ..
    و إنطلاقاً من هذا الميزان يجب أن نصحح مفهوم شائع ، هو أن الماركسية ما حقها يتكلم عنها الناس ، خصوصاً إذا كانوا دعاة إسلام ، ذلك لأن الماركسية رجس من عمل الشيطان ، و أنها لا حاجة لنا بها .. أول ما يجب أن يصحح بميزان: (لا إله إلا الله) هو أن ليس هناك باطل مطلق يمكن أن يدخل في الوجود .. كل ما دخل في الوجود إنما دخل بإرادة إلهية .. والإرادة لا يمكن أن تكون باطل مطلق .. و ما نراه نحن باطل في الإرادة ، إنما هو باطل حكم ، باطل شرع ، باطل لمصلحة وجهة نظرنا نحن .. لكن ، من وجهة نظر الحق ، ليس هناك إلا الحق .. و ماركس ما جاء بحاجة ما أوحاها ليهو الله .. حتى الإلحاد الإنتو ما عايزنو في الماركسية ، ما دخل في الوجود إلا بوحي إلهي ، لحكمة إلهية ، يجب أن يتابعها الناس ، حتى تنجلي ليهم .. و من الخطأ أن نرفض أي شئ من التراث البشري بحكمنا عليه أنه باطل مطلق .. و قد يقال إننا نحن ، كدعاة إسلاميين ، عندنا الإسلام ، و نحن مستغنين بالإسلام عن ما عداه .. (الماركسية) ، و في إشتراكيتها ، و في فلسفتها ، فيما يتعلق بالإنسان ، نحن الإسلام بيغنينا عنها .. نحب أن نقول: أن الإسلام هو ، في الحقيقة ، عبارة عن جميع نشاط صور العناصر الفي الوجود .. الإسلام ، كما يقول عنه ربنا في القرآن: (أفغير دين الله يبغون ؟؟ و له أسلم من في السموات و الأرض ، طوعاً ، و كرهاً ، و إليه يرجعون !!) . الإسلام ، بالمعنى دا هو الإسلام العام ، هو الإنقياد للإرادة الإلهية ، طوعاً للبشر المسلمين ، وهم واعين ، و كرهاً لكل العناصر التي تسير إلى الله مقهورة بالإرادة .. فماركس ، و ما جاء به ماركس ، داخل في الإسلام العام ، لكن لما تجي أنت للإسلام الخاص ، الإسلام المطلوب ، الذي هو الإستسلام الراضي ، و الإنقياد الواعي ، المدرك ، بيكون في خطأ في جانب ماركس ، و في حاجة صحيحة في جانبه ..
                  

01-18-2010, 10:25 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    مـا لمـاركس و مـا عليـه

    و نحن ، في الميزان إذن ، عايزين نرى ما ليهو ، و ما عليهو .. النقطة البنبتدئ منها ، هي نقطة عدم الرفض المطلق لماركس ، و نقطة عدم القبول المطلق لماركس .. يجئ هذا من إعتبار أن فكره إنما هو نشاط بشري ، فيهو خطأ ، و فيهو صواب .. و لما نحن نقول إننا سنرى ما ليهو و ما عليهو في الميزان معناه إننا سنضع ، في كفة الحسنات ، حسناته ، و نضع ، في كفة السيئات ، سيئاته .. و المجهود الإسلامي كله له هيمنته ، على النشاط البشري كله .. لما قال ، عن كتابنا: (مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ، و مهيمناً عليه ..) يعني أن كتابنا ، يعني أن ديننا ، مهيمن على الأديان ، و كتابنا مهيمن على الكتب .. الكتب دي مش مجرد الكتب الأربعة المنزلة من السماء .. و إنما كل كتاب ، حتى كتاب (رأس المال) بتاع ماركس ، القرآن مسيطر عليهو ، و مهيمن عليهو ، و يستطيع أن يظهر الخطأ الفيهو ، و يظهر الصواب الفيهو .. من هذا المنطلق نستطيع أن نتكلم عن (الماركسية) ..
    (الماركسية) ، هي فلسفة كارل ماركس ، الرجل المشهور .. ملء السمع ، وملء البصر ، في الوقت الحاضر .. كان كارل ماركس ألماني ، من عنصر يهودي .. ولد في ألمانيا ، في أوائل القرن التاسع عشر .. ولد في سنة 1818 ، و ترعرع في المانيا ، لغاية ما أكمل دراسته الجامعية في جامعة برلين .. تخرج في القوانين ، و التاريخ ، و الفلسفة .. و في المانيا ، كان ماركس ثائراً ، كان ذلك في الأربعينات ـ في أواخر الثلاثينات ، و أوائل الأربيعنات ـ كان ثائراً حتى أن الوضع الموجود يومئذ في ألمانيا ضاق بثورته ، و أخرجه .. مشى لفرنسا .. في فرنسا أقام بعض الوقت .. إلتصق خلاله بالثوار الفرنسيين ، اللي هم أعقاب الثورة الفرنسية المشهورة ، و ثار معاهم ، حتى ضاقت بيهو فرنسا أيضاً .. كان الوقت وقت ثورات .. حصلت ، في أوروبا ، في محلات كثيرة ، منها ألمانيا ، ومنها فرنسا ، في عام 1848 حصلت ثورات .. فما كان من كارل ماركس إلا أن إنتهز فرصة هذه الثورة في ألمانيا ، ثورة سنة 1848 ، و جاء لألمانيا ، و واصل نشاطه الثوري .. في سنة 1849 ضاقوا بيهو مرة أخرى و طردوه من ألمانيا .. مشى لفرنسا .. منعوه الدخول .. مشى لبريطانيا حيث أقام .. تقريباً كل مذهبه خرج من بريطانيا .. كانت إقامته فيها إلى سنة 1883 ، حيث توفى في لندن ..
    مـاركس و ثقافـة عصره

    هنا يحسن أن يقال أن كارل ماركس قد صحب ثلاث حركات كبرى: صحب الفكر الكلاسيكي الألماني في الفلسفة .. تقريباً كان هو معاصر ليهيغل ، الفيلسوف الألماني .. و في فرنسا صحب الحركة الشيوعية الثورية ، التي كانت متأثرة بالثورة الفرنسية .. و في بريطانيا صحب الإقتصاد ، زي مابسمهوه ، السياسي الكلاسكي .. الإقتصاد الرأسمالي النامي بصورة راقية وسريعة .. لقد كانت لماركس في هذه البلاد ثلاث فرص جيدة .. في ألمانيا كانت الفلسفة ، وفي فرنسا الثورة و الشيوعية ، الأفكار الإشتراكية الثورية ، و في بريطانيا الإقتصاد الرأسمالي المزدهر بصورة ما في البلاد الأوربية زيه .. في بريطانيا ، و في فرنسا ، عاصر الإشتراكية ..
                  

01-18-2010, 10:25 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    الإشــتراكية المثــالية
    الإشتراكيين البرييطانيين كانوا أسبق على الفكرة الإشتراكية من سكان القارة الأوربية .. الأمر المشهور هو أنه قد كان في بريطانيا رجل إسمه روبرت أوين ، يقال أنه هو أول من إستعمل كلمة إشتراكية .. روبرت أوين ، إشتراكيته ، في بريطانيا ، باقية حتى الآن .. و هي إشتراكية حزب العمال ، و الجهاز الفلسفي ليها سموه جمعية الفابيين FABIAN SOCIETY .. الإسم بتاعها جائي من قائد روماني قديم إسمه فابيوس .. يقال أن فابيوس ده ، كان عنده من المهارة التكتيكية ما يخليه يهزم العدو بدون ما يواجهه .. هو لا يواجه عدوه أصلا ً ، و لكنه بالكر ، و الفر ، و بالمناورات ، وبالتجسس ، قد كان يقلق راحة ، و نوم العدو ، و بالصورة دي يهزمه .. هم كأنما قالوا إننا نحن إشتراكيين على صورة من عمل فابيوس هذا في التكتيك الحربي .. لنا أسلوب مراوغة نستطيع بيهو أن نهزم الرأسمالية ، و المستغلين ، و أن ننصر الطبقات المستغلة .. السمة الكان عليها روبرت أوين في إشتراكيته ، كانت محاولة تطويرالوضع .. للعمال يسعوا لكسب التشاريع في البرلمان البتديهم حقوق التنظيم ، بعدين ، بنوع من الضغط إلى حد كبير ، قائم على الأوضاع السلمية ، و التنظيم النقابي ، يستطيعون أن يكرهوا أصحاب الأعمال ليحسنوا في حالة العمال ، سواء في ساعات العمل ، أم في زيادة الأجور .. روبرت أوين نفسه كان من أصحاب الأعمال .. و المعروف أن روبرت أوين لما جاء يطبق المسألة لدي ، ليعطي فرصة للعمال ، من دوافع أنسانية ، من عندو ، وليمشي في تطبيق أفكاره ، حاربوه ، حاربه أصحاب الأعمال الكبيرة ، لغاية ما في الآخر أفلس . هنا كارل ماركس عنده نظرة للإشتراكية بتاعة روبرت أوين .. هو بيعتبرها مثالية .. مثالية معناها بتقوم على أفكار حالمة .. إذا كان هناك إنسان مستغلك ، و عندو حقك ، و أنت بتنتظر أن تأخذ منو حقك دا بالتي هي أحسن ، و بالمناورة ، و المداولة ، وبسن التشريع ، و بالإلحاح العام السلمي .. بالصورة دي ما بتكون في عندك فرصة .. و بتكون أنت مثالي .. هذا هو المعنى المقصود ..

    الإشــتراكية العلميــة
    في فرنسا الحركة (الإشتراكية) كانت تسمى (الشيوعية ..) كلمة الشيوعية جاية من أصل لاتيني ، معناه (الملكية العامة لوسائل الإنتاج) .. لكنها بتقوم على العنف .. الشيوعيون هم بقايا من الثورة الفرنسية المعروفة عندكم .. فهم يرون من ثم أن التغيير لازم يكون بالعنف .. فإذا كان العندو حقك ، و هو مستغلك ، و ما ممكن يديك حقك بالتي هي أحسن ، و هذا عندهم أمر طبيعي ، تصبح الحاجة العملية ، و العلمية ، أن شئتم ، هي أنك أنت تقاتله ، و تأخذ منه حقك بالقوة .. و القوة منها الثورة المسلحة ، ومنها دون ذلك ، و أنت بتحاول أن تجيبها بالصور المختلفة التي منها إتحاد الناس المتسغلين .. و المستغلين هم عادةً الطبقة الكبرى ، هم العدد الهائل في كل شعب .. العدد الكبير بيكون المستغَل ، والعدد المستغِل بيكون القليل .. فأنت بالتنظيم يمكنك تجميع ، و توحيد ، المستغلين ليقووا ، حتى يستطيعوا أن يأخذوا حقهم .. ومن ذلك جاء الشعار بتاعهم: (يا عمال العالم إتحدوا !! ليس عندكم ما تفقدونه سوى قيودكم) .. فهنا ، كارك ماركس ، أعجبته الفكرة (الإشتراكية) الفرنسية ، أو قل (الشيوعية) .. و لذلك فقد سمى مذهبه (بالشيوعية) .. فيما بعد ظهر التمييز بين (الإشتراكية) ، و (الشيوعية) ، و لكن ، في الأول ، في الوقت الأولاني ، ما كان في تمييز واضح .. ولكن ، في الآخر ، ظهر أن (الإشتراكية) مرحلة نحو (الشيوعية) .. إذا كنت أنت عايز تكون شيوعي ، في آخر المطاف ، لا بد أن تمر ، من الرأسمالية ، بمرحلة الإشتراكية ، ريثما تصل لمستوى الشيوعية .. هنا النظرة بتاعة كارل ماركس للموضوع دا سميت (الإشتراكية العلمية) .. لما هو سمى (الإشتراكية) بتاعة روبرت أوين (مثالية) سمى إشتراكيته (علمية) .. و علميتها بتجي من نظرته هو للتاريخ ، و للطبيعة .. عنده أن الطبيعة بتطور بإستمرار ، و عندها قوانين بتحكمها في تطورها هذا .. معرفة القوانين دي ، البتخضع ليها الطبيعة ، سواء أكانت في العناصرالصماء ، أم في المجتمع البشري ، أم في الفكر البشري ، معرفة القوانين دي ، كارل ماركس سماها (المادية الديلكتيكية) ـ المادية الجدلية ـ بعض الناس بيقولوا في ترجمتها .. لكن دي ترجمة غلط ، لأن المسألة مش مسألة جدل ، و إنما مسألة تطور .. فكأنما ، عند ماكس ، جدل الطبيعة صراع بين العناصر .. كان كأنما بيري أن الطبيعة بهذا الصراع بتناقض المتناقضات ، بتصفي المتناقضات ، بتطور .. و هي في تطورها ، إنما بتنتقل من الكم إلى الكيف .. فالعبارة دي ، بالصورة دي ، ترجمتها بكلمة (جدلية) لا تكفي .. و كذلك يرى كثير من الجماعة القالوا عليها (بالديلكتيكة).. فأنتم تسمعون عن: (المادية الديلكتيكية) عند ماركس ، و لكن ما هي ؟؟ هي علم القوانين العامة البتحكم الحركة سواء أكانت في العالم الخارجي أم في الفكر .. و الحركة معناها شكل المادة ، عند ماركس .. عنده أصلو ما في مادة بدون حركة ، و لا في حركة بدون مادة .. فإنما هو التطور المستمر ، في العناصر الموجودة في البيئة النحن بنعيش فيها ، و في داخلنا نحن ، و في مجتمعنا .. دا هو ما سماه ماركس (بالمادية الديلكتيكية) .. و ماركس ، زي ما قلنا عن وضعه بالنسبة للإقتصاد الكلاسيكي ، في بريطانيا ، كان ، بالصورة دي من فهمه للديالكتيك ، قد رصد ، و درس كثيراً من حقائق هذا الإقتصاد .. هو ، في الحقيقة ، لم يكن مهتماً بمجرد فكرة روبرت أوين الإشتراكية ، و لكن الرأسمالية نفسها درسها ، ورصدها .. درس حالة العمال ، و المصانع ، و الإستغلال ، والفائض ، و علاقات الإنتاج ، و كتب عنها كثيراً .. كان قد إستفاد من موقفه من فرنسا وإشتراكيتها كما شفناه .. أما عن موقفه من الفلسفة بتاعة هيغل فسنقول قولاً موجزاً .. أنا جبت ليكم كتاب: كتبه أستالين عن (المادية الديلكتيكية) و (المادية التاريخية) يوريكم رأي ماكس في مسألة هيغل .. هو ، في بداية أمره كان من تلاميذ هيغل ، لكن ، في الآخر رأي هيغل فيلسوف مثالي .. مثالي بمعنى أنه بيتكلم عن غير المادة .. بيتكلم عن (الميتافيزيقيا) ـ ما وراء المادة ـ الروح .. هنا قال هو ، ودي عبارة أخذت منه: (أن طريقتي الديلكتيكية لا تختلف عن الطريقة الهيغيلية من حيث الإحساس فحسب ، بل هي ضدها تماماً .. فحركة الفكر ، هذا الفكر ، الذي يشخصه هيغل ، و يطلق عليه إسم الفكرة ، هو في نظره خالق الواقع و صانعه ، و عنده ما الواقع إلا الشكل الحادثي للفكرة) .. دي فكرة هيغل ، أما ماركس فقد قال عنها: (إنها ، في نظري ، فعلى العكس !! حركة الفكر ليست سوى إنعكاس للحركة الواقعية ، منقولة إلى دماغ الإنسان ، و مستقرة فيه) .. يعني هذا أن هيغل بيرى أن الوجود المادي إنما برز كتنفيذ لفكرة سابقة .. ماركس بيرى أن الفكرة نفسها إنما هي أثر من أثر الحركة في المادة إنعكس على العقل البشري ، و إستقر فيه .. بمعنى آخر ، هيغل بيرى أن الفكرة سابقة للوجود .. ماركس بيرى أن الفكرة لاحقة للوجود .. بمعنى ، لسع أوسع ، ماركس عنده أن العقل أثر من آثار المادة .. هيغل يرى أن العقل سابق للمادة ، و هو الخلقها ، و أوجدها .. هنا دي هي المفارقة الحقيقية بينهم .. المفارقة الحقيقية هي أن (المادة سابقة للعقل) في فكرة ماركس ، و(العقل سابق للمادة) في فكرة هيغل .. من أجل ذلك هيغل بيعتبر ، عند ماركس ، مثالي .. هنا في بعض الناس بيقولوا أن هيغل كان يرى أن الوجود ـ الإنسان ، و الطبيعة ، ما نراه كله ، ومايمكن أن نراه ، هو ، في مجموعه ، يكون الله .. دا حسب هذه الفلسفة .. الله موجود ، لكنه هو جملة الوجود !! بطيبعة الحالة المسألة الماركسية ، المسألة المادية ، بتعتمد على زعمها أن المادة ما محتاجة لشئ خارج عنها .. أنا أفتكر أن النقطة دي هي المحك الحقيقي ، و لذلك فإنها تحتاج لبعض التعبير عنها شوية لي قدام ، و تستحق بعض الإهتمام بيها زيادة ..

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 01-18-2010, 10:30 AM)

                  

01-18-2010, 10:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    لمادية الديلكتيكية و المادية التاريخية ..

    هناك مسألة التطور المستمر ، فماركس يرى في المادة صورة الفناء ، و أنها ما بتبقى على صورة واحدة إطلاقاً .. الحركة عنده هي الأصل .. و الحركة عنده هي شكل وجود المادة .. و المادة بتتحول من كمية إلى كيفية .. مثلاً: الموية .. الموية مادة موجودة عندنا .. والطاقة ـ الحرارة ، و البرودة ـ مادة موجودة عندنا .. إذا أنت سلطت الحرارة على الماء بيتحول إلى بخار ، و هي هي الماء .. و إذا أنت سلطت عليها (على الماء) البرودة بتتحول إلى ثلج ، و هي هي الماء .. تحولات المادة من كيفية إلى كيفية تعطي صورة ما يسمى (بالمادية الديلكتيكية) ..
    هذه صورتها الطبيعية و أما صورتها الإجتماعية فتسمى (بالمادية التاريخية) .. (فالمادية التاريخية) إنما هي إذن صورة (للمادية الديلكتيكية) ، و لكن فيما يخص المجتمع .. و لقد قعدها ماركس على خمس قواعد هي التي بنى عليها ما سمى (بالإشتراكية العلمية) ..
    خمس قواعد للمادية التاريخية

    القواعد الخمس: الأولى منها أن مجرى التاريخ يتحكم فيهو الإقتصاد .. بمعنى أننا أنا و أنت (دولتين يعني) عايزين نقتني أشياء بعينها.. إذا كان عليها حصلت بيننا منافسة حصلت منازعات بيننا ، حصلت حرب ، كل هذه تحصل بسبب المنافسة على الأشياء وتحصل الثورات ، ويحصل الإستعمار ، دي صور التاريخ النحن بنأثر فيها بأعمالنا ، و بنشاطنا البنقوم بيهو من اجل أن نقتني الأشياء ـ من أجل أن نمتلك ..
    القاعدة الثاينة عنده هي أن التاريخ إنما هو صورة للصراع الطبقي ـ التاريخ سجل للصراع الطبقي .. بمعنى أن المجتمع ، ما فارق المرحلة البدائية خالص ، البدائية لما ما كان عنده الأدوات ، البدائية لما كان الإنسان بعيش على فضلات الخضار البلقاهو ـ قد يكون الأعشاب والحشائش ـ و على فضلات الثمار البرية البلقاها ، من يومئذ بدأ يعرف الطبقات .. لم اتطور المجتمع ، و تقدم شوية ، و إخترع الآلة ، و بقى يصيد الحيوان ، و دخل اللحم في غذائه ، و تعقدت حياته شوية ، أصبحت عنده في طبقات تستغل طبقات ، أو طبقة ، يمكن أن تقول ، بتستغل طبقات ، فنشأ الصراع بين المستغل و المستغلين ، وبدأ التاريخ يسجل .. فالتاريخ إذن هو سجل للصراع بين الطبقات ، هذا معنى قول ماركس في هذه القاعدة .. و دا ، لغاية الآن ، الإنسان بشوفه ساير ، وسائد .. دي نقطة ، أو قاعدة ثانية من قواعده ..
    عنده قاعدة ثالثة: هي أن الحكومة ـ أي حكومة ـ إنما هي عبارة عن جهاز تنفيذي ، أو أداة ، في يد الطبقة المستغِلة (بكسر الغين) لتضطهد بها الطبقات المستغَلة .. إذا شرع التشريع ، و إذا نفذ التشريع ، بالقضاء ، أو بالبوليس ، إنما هو دائماً لحماية المستغِل ضد المستغَل .. الحكومة عبارة عن لجنة تنفيذية للطبقة المستغِلة تنفذ بيها أغراضها على الطبقات المستغَلة ..
    عنده نقطة رابعة: هي أن العنف ، والقوة ـ دي القبيل قلناها ـ العنف ، و القوة هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان يمكن بهما أن نحدث أي تغيير مهم في المجتمع ..
    دي أربعة قواعد بنى عليها ماركس ما سماه: (الإشتراكية العلمية) .. هي عنده علمية لأنها قائمة على دراسة التاريخ دراسة مادية ..
    هناك في قاعدة خامسة ، أضافها لينين ، فيما بعد ، بيقول فيها و دي فيما يخص الجهاز ـ إذا كانت الدولة هي أداة في يد الطبقة المستغِلة لتضطهد بها الطبقات المستغَلة ، فالوضع الطبيعي إذن أن تكون الحكومة في يد المستغلين ليتحرروا بها من الإستغلال .. و المقصود منها بطبيعة الحال ، أن يمنع بها المستغَلون (بفتح الغين) أنفسهم من أن يستغَلوا .. و هم ، كمستغَلين ، يعني كطبقات مضطهدة ، ما ها عايزة تستغل غيرها .. دي هي ما سميت: (بدكتاتورية البروليتاريا) .. ديكتاتورية ، تمارسها الطبقة المستغلة ، أو التي كانت مستغلة ، ضد الطبقة المستغلة ، و ديمقراطية ، في حقيقتها ، في حقها هي أي في حق الطبقة المستغَلة (بالفتح) .. هنا أضاف لينين ، كما قلنا ، على القاعدة الخامسة ، من قواعد الإشتراكية العلمية ، عبارة (المثقفين الوطنيين) .. القاعدة الخامسة دي كانت موجودة ، و لكن لينين ، عند التطبيق ، إكتشف أن العمال والمزارعين ، الذين هم أصحاب الحق في أن تكون سلطة الحكم في أيديهم ، ما عندهم المقدرة لوضع السياسة ، و التخطيط ، و لذلك أضاف ليهم (والمثقفين الوطنيين) فكأنه قال: الحكومة حقها تكون أداة في يد (العمال ، و المزارعين و المثقفين الوطنيين) ، بمعنى الحزب الشيوعي .. فالحزب الشيوعي يمكن أن تطلق عليه مثلا ً (المثفقين الوطنيين) ، لأن الحزب الشيوعي ما بيأخذ عامة الناس فأنت قد تكون روسياً ، لكن مطلوب منك مستوى معين لتكون في الحزب الشيوعي .. يمكنك أن تعرف أن سكان روسيا أكثر من مائتي مليون ، ولكن الحزب الشيوعي عشرة ملايين فقط .. ديل في القمة .. و هذه القمة تمشي في القلة لغاية قمة الهرم ، بالصورة البيكون فوق ، في قمة الهرم ، السكرتير العام للحزب .. من هناك التخطيطات بتنزل ، و الطبقات الأخرى بتنفذ ..
                  

01-18-2010, 10:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    من حسنات ماركس الفكرة التطورية

    هنا ، مثلا ً ، أنا أحب أن تكون عندنا ، في ميزان حسنات الماركسية ، الفكرة التطورية ـ كون الوجود في حركة مستمرة ، لا يستقر إطلاقاً .. و دا ينطبق علينا نحن ، كمجتمع ، و ينطبق علينا نحن ، كأفراد .. دي حقيقة ناصعة جداً ، و جيدة جداً ـ حقيقة التطور ، و التحول المستمر .. و أنا إفتكر إننا نحن الآن يمكن أن نترك التوسع فيها لمحاضرة بكرة .. لأن محاضرة بكرة قائمة على تطوير التشريع الإسلامي ، و بتمس مسألة التطور في ناحية من نواحيها الأصلية .. لكن ما من شك أن الفكرة رائعة جداً ـ فكرة التطور المستمر عنده .. فيما يضيفه "للمادية الديلكتيكية" أن الفلسفة قديماً ورتنا العالم مكون من شنو ، و هذا ليس مهماً و لكن المهم أننا نحن الآن عايزين نحدث التغيير في تكوين العالم .. بمعنى آخر ، المهم أن يكون عندنا أسلوب علمي ليحفز التطور ـ ليكون التطور قائم على ذكاء بشري ، حتى يكون التطور موجه ، و سريع التغيير .. أنا أفتكر دي ، أعني المادية الديلكتيكية ، من النقط التي نضعها ، و على الفور ، في ميزان حسنات كارل ماركس .. في الناحية دي عندنا تطور التاريخ ، تطور العناصر ، تطور الوجود .. كل شئ فاني ، كل شئ بتحرك .. و نحن بنديه الحق دا لأن هنا في الميزان ، في ميزاننا البنوزن بيهو ، كلامه دا عنده وزن .. نحن القرآن بيقول لينا: (كل من عليها فان * و يبقى وجه ربك ، ذو الجلال و الإكرام) .. كل من عليها فاني .. كل ما في الوجود فاني .. الفناء نحن بنعتقد فيهو دائماً الموت .. و عندنا الموت نهاية .. الواحد معانا النهار دا ، باكر مات: نحن خلاص إنتهينا منه ، تاني ما بنشوفه ، بتفضل قشرته ـ جسده ـ بنمشي ندفنه في التراب .. من هنا أفتكرنا أنه النهاية .. جائز لما نحن نفكر شوية كمسلمين نعتبر أن الموت ما نهاية .. لكن ، الحاجة البديهية البتصادفنا طوالي ، هي أننا بنعتبر أن الموت نهاية .. الإنسان دا قبيل لما ولد جاء من حيز نحن ما بنعرفه ، خليهو قبل ما يكون في الرحم ، (هو موجود طبعاً قبل ما يكون في الرحم) موجود ، بعدين وضع في الرحم ، بعدين ولد ، بعد تسعة شهور و تسعة أيام ، مثلا ً .. في الوقت داك فقط نحن إعتبرنا وجوده .. بعدين لما يمشي مننا ـ لما يموت ـ بنعتبره إنتهى .. لكن العارفين قالوا هو ماشئ لحيز تاني مولود فيهو جديد ، زي ما قبيل ولد عندنا .. فلو كنا بنعرف ما كنا بنعتقد أنه منتهي .. فالفناء إنما هو الصورة دي ، هو ، إذن ، تطور .. وقوله: (كل من عليها فان) و هو يعني كل ما في الوجود بتغير ، في كل لحظة ، برضو يساندنا في الناحية دي .. و هو مما يعطينا فرصة وزنه هو يساندنا في ذلك أيضاَ قوله: (كل يومٍ هو في شأن) .. ربنا (كل يوم هو في شأن) ، شأنه تعبير الوجود .. شأنه إبداء ـ إظهار ـ ذاته لينا لنعرفه .. و يومه مش أربع و عشرين ساعة .. يومه وحدة زمنية التجلي .. زمنية ظهوره في مظهره المتجدد في كل لحظة جديدة على آيات الآفاق و على آيات النفوس .. و هذه الزمنية يمكن أن تكون الثانية .. يمكن أن تكون جزء من بليون جزء من الثانية ، لكن الحاجة المهمة أن الوجود كله في حركة مستمرة ، لا تستقر إطلاقاً .. فالثبات على حالة واحدة حظ الله وحده .. هنا ، إذا كان أنت جيت لمسألة الميزان ، كارل ماركس عنده وزن كبير .. في ميزاننا نحن كلامه هذا عظيم ..

    من حسنات ماركس الدراسة الإقتصادية
    نمشي ليقدام في مسألته في الإشتراكية .. الإشتراكية !! الحاجة النحب أنها تكون واضحة ، ودي فيها لبس دائماً ، أن كارل ماركس موش أول إشتراكي ، و هو لن يكون آخر إشتراكي ، لكنه صاحب مدرسة في الإشتراكية عتيدة ، مدرسة مجيدة ، مدرسة ، يمكنك أن تقول ، محترمة .. لقد درس ماركس المسألة الإقتصادية دراسة واعية .. لقد جعل المسألة الإشتراكية أمر دراسة تخضع للرصد ، و للتخطيط ، و للتطبيق .. ده مما يوضع في كفة ميزان حسناته .. هنا نجي لي إشتراكيته العلمية .. قد نرى أنه يمكنك أن تجد بعض المآخذ فيها ، و لكن لا ضير .. فإنه جميل قوله أن مجرى التاريخ بتتحكم فيهو النظم الإقتصادية .. ده ، بطيبعة الحال ، حق ، وواضح ، عندك و عندي .. مجرى التاريخ بتتحكم فيهو النظم الإقتصادية ، بمعنى العلاقات البتقوم بين المنتجين .. يعني النظام الرأسمالي ، مثلا ً ، يكاد يكون عنده تاريخ يختلف تماماً عن التاريخ البيصحب النظام الإشتراكي .. يتضح لك هذا إذا كان مثلا ً علمت أن النظام الرأسمالي من مساوئه الإستعمار .. و نحن ، في بلدنا دي ، بنعرف الإستعمار جيداً .. في العالم كله نحن بنعرف أن الإستعمار قائم على النظم الإقتصادية الرأسمالية .. ذلك لأن الرأسمالي بينتج إنتاجاً واسعاً في المصانع الكبيرة فهو عاوز مادة خامة ، و عاوز سوق يبيع فيهو المصنوع الجاهز .. فبدأت الحركة بتاعة الإستعمار في بداية القرن الثامن عشر كأعمال تجارية .. مثلا ً الهند !! إستعمرتها شركة ، كانت بداية ذهاب البريطانيين .. الهند السميت ، فيما بعد ، البقرة الحلوب للإمبراطورية البريطانية .. كانت بداية إستعمارها شركة تجارية ، هي شركة الهند الشرقية .. و كان الغرض منها أول الأمر أن تجلب التوابل ، و أن تجلب المسائل النادرة من الشرق ، مثل البهارات ، و العطور ، المسائل الخفيفة .. كان ذلك قبل ما تمشي الصناعة بتطور كبير في البلاد الغربية .. بعدين الشركة دي ظهرت ليها منافسات شديدة من الشركات الأخرى ، من البلاد الأخرى ، فطلبت من حكومتها أن تحميها .. جاء التدخل بالجيش .. بعدين جاء إخضاع البلاد كلها للتجارة .. جاء الإستعمار .. أصبحت الأشياء البتطلب الآن المواد الخامة الغليظة ـ المطاط ، و القطن ، و الأشياء البتمشي للمصنع لتصنع .. بعدين على الشعب الهندي المستعمر أن يظل منتجاً للمادة الخامة ، و سوقاً للمنتجات الجاهزة ليشتريها و يستهلكها .. فتلقى ، إذن ، أن التاريخ يظل قدامكم مفتوح ، النظام الإقتصادي بيتحكم فيهو ، بل يصنعه .. إذا كان مشيت لمسألة الصراع الطبقي بتلقى أن التاريخ تقريباً سجل ليهو .. دا حق .. الصراع الطبقي هو النزاع البقوم بين الطبقات .. مثلا ً لو شفت الرقيق .. يمكنك أن تأخذ الصورة بالشكل الغليظ دا .. الرقيق طبقة مستغلة .. تستغلها طبقة الأسياد .. و الرق مرحلة متخلفة من مراحل الإستغلال .. ثم تطور الإستغلال لغاية ما مشى ليكون في صورة صاحب العمل و العمال .. والصراع الطبقي هو النزاع القايم بين الملاك و الناس الما بيملكوا حاجة يبيعوها غير عرقهم .. و الصراع دا ، عبر التاريخ ، موجود .. وزي مابقوم لك في مسألة الرقيق .. أو أنت شايفها واضحة .. نقطته الثالثة هي مسألة الحكومة: فالحكومة عنده هي أداة في يد الطبقة المستغلة لتستغل بيها الطبقات المستغلة .. و دي أفتكر أنت يمكنك أن تشوفها .. فمثلا ً في البلاد الرأسمالية النظام الرأسمالي مسيطر .. زي ما إنتو بتسمعوا عن الرئيس الأمريكي ، مثلا ً عن كندي و عن جونسون ، فإنه يقال أنه ، (ودا رأي مؤكد أن فيه شئ من الصحة) يقال أنه ما حمله على مواطأة الإسرائيليين خوفه من النفوذ الموجود عند الصهاينة (عند اليهود) في أمريكا ، فإنهم يستطيعون أن يسقطوه عندما يتقدم للإنتخابات لرئاسة الجمهورية إذا كانوا ضده .. هذا يعني أن اليهود عندهم وزن إقتصادي و مالي كبير .. عندهم تأثير على وسائل الإعلام ، وبعضها تحت ملكيتهم ، و يمكنهم إذن أن يعملوا حملة ضده قد تسقطه .. فإذا كان رئيس الدولة يلقى بالا ً لنفوذ الطبقات الغنية و يخشاه فقد أصبح واضحاً لك ، و يمكنك أن ترى أن الحكومة يمكن أن تكون أداة تنفيذ لأغراض الناس المستغِلين (بالكسر) .. و لقد تجئ التشاريع ، كما يجئ التنفيذ ليرسم لكل المسائل لتمشي في الإتجاهات المطلوبة ليهم ، و لحفظ مصالحهم .. دي هي نقطته الثالثة ، وهي ، كما ترى ، نقطة وجيهة ، و علمية ، و واقعية ..
                  

01-18-2010, 10:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    من ميزان سيئات ماركس ملازمة العنف للقوة

    نقطته الرابعة بتاعة: (العنف ، و القوة ، هما الوسيلتان الوحيدتان لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع) .. نقطته الخامسة بتاعة (دكتاتورية البروليتاريا) .. دي نقط كلها فيها ضعف .. وهي مما يمكنك أن تقول أنها مما وضع في ميزان سيئاته .. الموضوع و ما فيه أنه هو ما بشوف ، للخلف و لا للأمام ، الوضع كله .. هناك في تطور جائي من الماضي ماشي للمستقبل بقوة ، يمكنك أن تقول عنها أنها قوة صماء .. هذا التطور ماشي للإنسان .. الإنسان هو قمة التطور وليس للتطور في هذا المضمار نهاية .. هذا الإنسان ما عنده إرادة مستقلة ، و إنما هو ماشي لمصير محتوم .. حتى فهم الإنسان لهذا المصير المحتوم ، و حتى علمه ، أو فلسفته إنما تعطيه إياها حركات المادة المتطورة وفق قوانين معينة .. نحن في الماضي طلعنا من الماء ، ثم من الغابة .. نحن البشر كنا بنعيش عيشة الحيوانات المائية في الماء ، و الحيوانات الوحشية في الأحراش .. و الحيوانات ، بطبيعة الحال ، قانونها قانون الغابة حيث القوي منها بيأكل الضعيف .. الحيوان المفترس ما عندو زاد يدخره ، لكن الحيوان الضعيف ، الحيوان المسكين ، الحيوان الما عندو قوة هو غذاؤه .. لغاية مجتمعنا نحن ـ المجتمع البشري ـ فإنه أقام كثيراً من الحقوق بين أفراده على خلفية من القوة ، حتى أننا ، نحن العرب ، عندنا العبارة المعروفة: (من غلب سلب) و المجتمع المتخلف حقوقه هي دائماً حقوق القوى .. القوي عندو حق لأنه قوي .. و هو بتقاضى بنفسه الحق بتاعو .. ما هو عاوز محاكم عشان ما تديهو حقه دا .. لكن هل السمة دي من سمات المجتمع هي ملازمة للمجتمع في المستقبل أم هل هي مرحلة ؟؟ أنا أفتكر أن كارل ماركس ، في جميع نقطه التي أسس عليها إشتراكيته العلمية ، قد حجب عن كونها مرحلية ، و إتخذها كالمستديمة ، و بنى عليها دراسة مستقبل التطور .. و هذا هو مكان الخطأ في فكره .. أما إن كانت دراسة لماضي التاريخ فإنها صحيحة .. و يمكنك أن تضعها في ميزان الحسنات .. لكن الماضي كونه ينسحب على المستقبل دا ما هو صحيح .. مثلا ً لو أخذت (العنف ، و القوة ، هما الوسيلتان الوحيدتان لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع) ، تجد أننا ، نحن السودانيين ، عندنا مثل يوري أن العنف ما ضروري ، لكن القوة ضرورية ..
    أنا أحب أن يكون في تفريق في عبارته .. هو قال: (العنف و القوة) ضروريتان .. أما نحن فعندنا أن القوة ضرورية ، لكن العنف ما ضروري .. أنا أفتكر أن ثورة أكتوبر تدينا مثل في ذلك .. نحن في ثورة أكتوبر كنا قويين لكن ما كنا عنيفين .. القوة جاية من وحدة صفنا ، حتى الإنسان الكان يمكن أن يكون عنيف ما إستطاع أن يكون عنيفاً .. فالقلة كانت بتملك السلاح ، وكان يمكن أن توجهه ضد الشعب .. ولكن قوة الشعب أضعفتهم ، و ذهبت بعنفهم .. فإذا كان نحن ميزنا بين العنف والقوة ، أنا أفتكر الطريق ينفتح قدامنا للتطور البشري الحقيقي .. فإن القوة ضرورية ولكن العنف ما ضروري .. بل الحقيقة ، لدى الفكر الصحيح ، العنف من دلائل الضعف ، عند العنيف ، وليس من دلائل القوة .. و أنت دي بتباشرها في الحياة اليومية ، فالإنسان الواثق من نفسه قل أن يلجأ للعنف .. و أما الإنسان الضعيف فمن أول الكلام ، من أول المحاججة ، من أول النقاش ، بتلقاه نفَسه قام ، و زعل ، كأنه بقول ليك ما تتكلم تاني معاي .. فالعنف إنما هو حماية لنفسه ، أو ستر لضعفه .. و ما من ديكتاتور بطش بالناس إلا لأنه خائف .. ولكننا نحن بنعتقد أن الديكتاتور الباطش بالناس دا رجل قوي ، و إنما قام هذا ببالنا لجهلنا بحقائق الطبائع .. و الحقيقة لو هو مطمئن لنفسه ما ببطش .. فالعنف و القوة ما شرط دائماً بتقرنن مع بعض .. العنف كان سمة تاريخنا في الماضي .. القوة راح تكون سمة تطورنا في المستقبل .. أنا أعتقد أن كارل ماركس ما كان عنده خيال كافي عن المستقبل .. في نقص في فكرته عن المستقبل .. لقد كانت نظرته عملية ، و كان يخاف من الخيال ، و يتبرأ منه ، بالصورة التي تركته يحاول أن يزحف على كل الأرض ، بدون ما يكون عنده خيال واضح هو ماشي لي وين .. اللهم إلا خيالا ً يستخلصه من الماضي .. و دا هو أساس الضعف في جميع مسائله .. في النقط اللي قلناها قبيل في خطأ ، و فيها أيضاً حقيقة كويسة لدراسة التاريخ فيما مضى .. ولكن سحب صور الماضي على المستقبل خطأ ..

    و في ميزان سيئات ماركس (تزييف الديمقراطية)
    هنا يقع وضع ماركس في الخطأ الكبير جداً ، اللي هو ديمقراطية الطبقة المستغَلة ، الطبقة العاملة .. أو ما أسماه بإتحاد العمال ، و المزارعين ، و المثقفين الوطنيين ... دي فيها تزييف للديمقراطية مؤسف .. لأنه ، بطيبعة الحال ، الديمقراطية هي أن تختار .. يمكنك أن تقول ، من الناحية دي ، الديمقراطية هي أن تمارس أنت حق الإختيار .. لأن حق الإختيار يديك فرصة إنك أنت بتوزن ، و بتقدر بنفسك ، و بتفكر .. حق الإختيار ، أقل مراحله ، أن تختار أنت بين إثنين .. إذا كان عندنا في حزبين ، منهم مرشحين بتنافسوا ، مثلا ً ، على الرئاسة ، أنا و أنت بنمشي ندلي بأصواتنا بين زيد و عبيد .. نحن في المستوى دا ديمقراطيين .. لكن إذا كان في عندنا رجل واحد بترشح للرئاسة ، و ناس معينين بترشحو للنيابة ، نحن ممكن نمشي ، و ممكن نصوت ، لكن ، رغم ذلك ، فإن الوضع ما هو ديمقراطي .. الوضع تزييف للديمقراطية .. و تسميته بالديمقراطية من أكبر الأخطاء التي تورطت فيها الماركسية .. دي ، و ما يتبع من مسائل يمكن أن نرجع ليها هسع ، هي ثمرة الوضع عند كارل ماركس .. كون الفرد البشري ما عنده قيمة ، إذا ما قورن بالمجتمع ، دي جاية من التفكير المادي نفسه .. التفكير المادي بقول إنو المادة سابقة على العقل في الوجود .. يعني المادة أكرم من العقل .. لاحظ أن النقطة دي هي الإنبنى عليها كثير جداً .. كون العقل نتيجة للمادة دا معناهو أن المادة أكرم ما في الوجود .. المادة أكرم من العقل .. و هذا التفضيل ينسحب على الفرد .. المجتمع أهم من الفرد .. و تنسحب على مسألة الحرية الفردية .. و تجي معاها مسألة القطيع ـ مسألة الجماعة ـ ففي الماركسية الجماعة أهم من الفرد .. الحكاية بسيطة ، و جات من ملابسات أنا أفتكر أنها سطحية جداً .. زي التفسير بتاع التاريخ بالصورة دي ، السطحية فيها بطبيعة الحال موجودة .. إن الفرد البشري بطبيعته أناني ، و هو ، بطبيعته الثانية ، أناني جاهل ، لأنه نشأ ، و إرتفع ، من الحيوانية البدائية المعروفة .. الحيوان ما عنده إعتبار لغيره ، وهذا أمر معروف .. ثم إننا نحن عندما دخلنا في المجتمع لنبقى ناس كان على المجتمع أن يروضنا ، من شراسة الحيوان إلى أنسية الإنسان ، و لذلك ألقى المجتمع البدائي على الفرد البشري تكاليف كبيرة ، إلى الحدود التي جعلت الفرد البشري يضحي بيهو في سبيل الجماعة .. التضحية بالفرد البشري في سبيل الجماعة في الأديان كلها معروفة .. حتى في ديننا نحن .. القصة البتجي عن سيدنا إبراهيم لما فرض عليهو أن يضحي بإسماعيل ما جاية من الهواء ، إنما جاية من ملابسات في المجتمع الماضي الحاجة فيها ماسة .. و إبراهيم ما تردد في التنفيذ .. لكن في اللحظة ديك ربنا فداه بالحيوان .. فإنتقل البشر للضحية بالحيوان ، بعد أن كان يضحي بالبشر .. مسألة عروس النيل ، في مصر ، المشهورة في أيام عمر بن الخطاب !! فإنه قد روى أن عمرو بن العاص ، و قد كان حاكماً على مصر من قبل عمر بن الخطاب ، كان قد شعر ذات يوم بجلبة في الشارع ، فسأل عنها ، فعلم أنها عروس النيل .. و تلك عادة قديمة عند المصريين: إنهم كانوا يزفون للنيل كل عام فتاة من أجمل فتياتهم ، بكامل حليها ، و زينتها ، فتلقى في النيل ، ضحية ليفي لهم بفيضانه .. فأمر عمرو بإيقاف هذا العمل الردئ حتى يستأمر عمر .. .فلما كتب لعمر بذلك كتب عمر جوابه المشهور لنيل مصر .. قال في الجواب: من عبد الله عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين ، إلى نيل مصر ... أما بعد فإن كنت إنما تفيض من نفسك ، فلا تفض .. و إن كنت إنما تفيض من عند الله ففض .. و أمر عمراً بأن يرمى هذا الجواب في النيل ، ففعل .. ففاض النيل ، و أبطلت العادة من يومئذ .. هذه كلها صورة قديمة من صور التضحية بالفرد البشري .. و في إخضاع الفرد للجماعة بهذه الصورة العنيفة فائدة للفرد و فائدة للجماعة .. فأما فائدة الجماعة فواضحة ، و أما فائدة الفرد فتجئ من إنو العنف بيعينه على السيطرة على نفسه بدواعي الخوف من غضب الآلهة ، و غضب الجماعة حين يخالف القوانين .. و بسبب هذه التربية الطويلة تحت ظل الخوف أصبحت بتلقى الفرد البشري إذا ما خاف سيكون نشاطه ضد الجماعة و من هنا أصبح قائماً في ذهن المفكرين أن الجماعة أهم منه و هو من أجلها يمكن أن تهدر حريته .. فالجماعة كالدولاب الكبير ، كله أسنان ، وما الفرد إلا سنة واحدة من هذه الأسنان ، فإذا إنترمت هذه السنة فإن الدولاب سيستمر يتحرك .. إهدار حرية الفرد في سبيل أمن الجماعة جاي من الإعتبار القائل إنو العقل جائي بعد المادة فهي من ثم أهم منه .. فما قرره كارل ماركس ، في هذا الباب ، عن ماضي التاريخ ، فهو صحيح .. ولكن ، في مستقبل التاريخ ، هل الفرد البشري لازم ليه ، ولا بد ليه ، أن يكون أناني ، وبإستمرار ؟؟ أم هو ماشي ليوعى و بالمستوى الذي يجد بيه سعادته في إسعاد الآخرين ؟؟ و يرتفع من أنانية حيوانية سفلى ، إلى أنانية إنسانية عليا ، و متفهمة ، و عالمةً ؟؟ و عندنا نحن لما قال: (يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة) هل نفى الإنانية على إطلاقها أم نفى الأنانية الجاهلة فقط ، والأنانية العالمة موجودة حتى في هذا الإيثار ؟؟ كل البشر عندهم أنانيتهم طبعاً ، ولكن ليتعلموا ، ويترقوا ، لا بد أن ترتفع أنانيتهم من أن يكون الحطام هو جزاهم إلى أن يكون جزاهم أرفع من ذلك ، اللى هو مرضاة الله ، و القرب منه ، والسعادة البلقاها في برد راحتة بمعرفته بالله .. (الخلق عيال الله ! فأحبهم إلى الله ، أنفعهم لعياله) .. و لذلك قال تعالى (يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة) .. ففي أصل المجتمع إنو ماشي يصل للأنانية الراقية ، لكنو في الماضي خاصة كانت أنانيته حيوانية وضيقة .. فكارل ماركس بنى على الماضي ، وسحبه على المستقبل ، ولذلك أخطأ هنا كما أخطأ في النقط السابقة ..
                  

01-18-2010, 10:28 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    بين العقل و المادة

    تجئ هنا نقطة أساسية بقت في المادية الديلكتيكية: هل رأي كارل ماركس في أن العقل لاحق ، والمادة سابقة ، صحيح ؟؟ نعم !! هل رأيه في أن الفكر إنما هو إنعكاسات لحركة المادة في الخارج منطبعة في العقل البشري و مستقرة فيه صحيح ؟؟ نعم !! و دي ، أنا أفتكر ، من النقط الحقنا نكون واعين ليها ، لأننا نحن ما خلقنا من أول مرة بعقولنا دي ، و بصورتنا الحاضرة .. نحن نشأنا من حيوات دنيا .. ربنا قال: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً؟؟) .. "هل أتى" ، يعنى "قد أتى" .. مضى ، إذن ، على نشأة الإنسان وقت طويل ، سحيق .. لما ربنا يقول: "حين من الدهر" يبقى علينا أن نتصور طول هذا الزمن .. فإذا كان اليوم العنده هو كألف سنة مما عندنا نحن يبقى لما يقول قد أتى على الإنسان حين من الدهر يمكنك أن تفكر في بلايين السنين تكون قد مرت على الإنسان قبل أن يكون حاجة عندها وزن عند الله .. قبل أن يكون عنده العقل ، يعني .. و ما من شك إنو الإنسان بدأ في حياته البدائية وجسده سابق على عقله .. بعدين بالتطوير المستمر نشأ في مراقي الحياة ، بأطوارها المختلفة ، حتى ظهر العقل مؤخراً في مرتبة الحيوان .. ثم ترقى حتى ظهر العقل في مرتبة الإنسان ، فأصبح الإنسان مذكوراً في ملكوت الله ـ أصبح مكلفاً بالشريعة .. و هذا هو معنى الذكر الوارد في قوله تعالى: (لم يكن شيئاً مذكوراً) .. و نحن برضو دائماً ـ بالمناسبة ـ ما وُجدنا بالحواس الخمسة ، زي ما بنألفها نحن في الوقت الحاضر .. في بداية الحياة نشأت الحاسة الأولى ، و يمكنك أن تسميها الحس .. يعني الحيوان الأول ـ الخلية الواحدة في الماء ـ كان يحس بكليته .. إذا وجد نفسه إنجرف للظلام في الموية الغريقة ، الباردة ، يحس بالخطر على حياته فيجئ على البر قليلا ً .. و إذا وجد نفسه الموية جرفته على البر يخاف أن ينشف ، ويموت فيجاهد ليرجع .. هو يحس دائماً بالخطر ، و إحساسه بكليته ـ بجميع جسده .. بعدين إتوظفت الأعضاء .. مثلا ً ، كان لا بد ليه أن يحمي حياته ، وكان جسمه رخواً فقامت القشرة ، فأصبحت ليه درقة ، ونحنا ، لغاية الآن ، عندنا منها الجلد ، والشعر ، و الأظافر .. القشرة في أصلها محارة زي بتاعة القوقعة .. أو قول زي القدح بتاع السلحفاة .. أو قول زي الكريق بتاع التمساح .. دا كله نشأ من المادة الرخوة ديك .. بعدين الجلد إتوظف للحماية .. والحس إنتقل إلى مسائل ممركزة ، بدل جسمو كلو .. فنشأت العين ، و الأذن ، و الأنف ، و اللسان .. و أصبح اللمس باليد ، مثلا ً .. الحواس دي في مجموعها هي العقل .. فما من شك أبداً إنو ، في التطور ، في الناحية المادية ، العقل لاحق ، و الجسد سابق ..
                  

01-18-2010, 10:28 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    السيئة التي رجحت بجميع الحسنات

    لكن في حاجة أساسية هي برضو فاتت على كارل ماركس ، لأن نظره للمستقبل ما هو كافي .. هي إيه ؟؟ .. هي إنو هناك عقل سابق على المادة .. هذا العقل السابق على المادة نحن دلايل عليه .. المسألة النحن بنقولها هي هكذا: -
    نحن هسع عندنا عقولنا ، فإذا كنت أنا عاوز أعمل التربيزة دي لابد أن يكون عندي علم بيها ، بعدين هذا العلم لابد ليه أن يتركز ، و ينضج لغاية ما بيه أخصص ، و أحدد صورتها .. أول ما فكرت أنا في منصة ، مثلا ً ، للدار بتنبثق في ذهني صورة ليها .. الصورة دي بتحدد تماماً لما آخذ ورقة وأكتب مقاساتها ـ القرصة مقاسها قدر شنو ؟؟ و إرتفاع المنصة قدر شنو ؟؟ والقوائم حجمها شنو ؟؟ بعدين أتحرك في النجارة ، و أنفذها .. ثلاث حركات .. العمل النحنا بنشوفه بارز بالصورة دي مسبوق بحركات داخلية .. هذه الحركات هي أنك تعلم ، وأنك تريد ، وأنك تقدر . و لذلك ربنا وصف نفسه تعالى فقال: العالم ، المريد ، القادر .. بالثلاثة أسماء دي ظهر الوجود .. طيب !! المنصة دي ، قبل أنا ما أعملها ، أنت ماك عارف عنها أي حاجة .. أنت ما عرفتها إلا لما إتحركت الحركة الثالثة ، و ظهرت .. لما كانت علم ، عندي أنا ، أنت ما عندك بيها خبر .. يجوز لما كانت إرادة ، إذا كان أنا خططتها في الورقة ، (و مش شرط أنا دايماً أخططها) لكن إذا كان أنا خططتها في الورقة ، بيكون أنت عندك خبر بيها .. أنت لأنك بتشوف صورتها .. و لكنك أنت برضك بتكون عاوز تشوف صورتها دي بارزة في الخشب .. هي هي ، قبل ما تكون بارزة في الخشب بالصورة دي ، ما كانت في ؟؟ حقاً ، و حتماً ، كانت في !! ولكنها غير ظاهرة لينا نحن .. طيب !! إذا كان الوجود دا ، بي صورته دي ، نحن إنبثقنا منو كعقول تعلم ، و تريد ، و تقدر (تنفذ) ، هل الوجود دا ما يمكن أن يكون برز عن ثلاث مستويات من الحركة برضو ؟؟ هل ما يمكن أن نقول ، إذن ، أنا فكري دايماً هو محاكاة ، وإنطباع ، لفكر سابق .. النقطة التي تورط فيها كارل ماركس إنما هي إنكاره لي أن يكون هناك فكر سابق .. نحن في إتجاهاتنا دي كلها ، الأشياء البي نعملها كلها متأثرين فيها بقوانين خارجية .. هو قطعاً بنسبها للقوانين .. تحول المادة ينسبو للقوانين .. لكن إذا كان نحن ، في ممارستنا الطبيعية كل يوم ، بنرى إنو ، إذا كنا عاوزين نعمل حاجة ، ما بتتعمل إذا ما حصلت الحركات الثلاثة دي .. إذا أنت ما علمت بالحاجة البتعملها ، ثم إذا أنت ما أردت عملها ، ثم إذا أنت ما إتحركت لتعملها ـ ما قدرت ـ إذا ما كان عندك علم ، و إرادة ، و قدرة ـ لا يمكن أن يكون في شئ يتم .. الخشب دا لو خليتو مليون سنة خشب ، ما أدخلت فيه اليد البشرية ، بالحركات الثلاثة السالفة الذكر لا يمكن أن يكون طربيزة .. يبقى ، من البداهة ، إنو المادة النحن بنتكلم عنها قد تكون هي صور لي عقل أكبر من عقولنا.. و دا هو الحق اللي ذهل عنو صاحبنا .. المادة سابقة للعقل البشري ، ولكنها لاحقة للعقل الإلهي .. هذا هو الموضوع الحساس الفيه المفارقة كلها بتاعة الماركسية .. و كل ما يمكن أن تضعه أنت ، من حسنات ، في ميزان الماركسية ، يرجح دا وحده بيها كلها ، ويكاد يضيفها إلى كشف السيئات .. إذن القصة هي دي .. و منها يتضح أن هيجل الذي هو ، عند ماركس ، فيلسوف حالم ، و مثالي ، هو ، في الحقيقة ، أقرب إلى الصواب من ماركس ، الذي هو فيلسوف مادي .. هيجل أقرب إلى الصحة ، وليس صحيحاً ، لأنو ، زي ما إنتو عارفين ، ما يوصل ليه الدين الفلسفة ما بتوصل ليه ، لسبب واحد بسيط ، هو أن الفلسفة بتقوم على التفكير .. الفلسفة بنت العقل .. و مهما قوى العقل ، و قويت مسائله ، و فروضه الفلسفية ، فهو لا يمكن أن يأتي بشئ أكبر من العقل .. هناك قصة الغزالي الإنتو عارفنها.. الغزالي لما بحث في كل هذه الإتجاهات ما وجد الحقيقة .. بدأ بالفقه فما إطمأنت نفسه ، ثم أخذ في علم الكلام ، فما وجد شيئاً يريحه ، ثم ذهب للفلسفة ، فما وجد طمأنينة قلبه ، في كل أولئك .. بعدين جاء للتصوف ، فإطمأنت نفسه ، فكتب كتابه المشهور (تهافت الفلاسفة) .. هنا ، عند العارفين ، أن مرحلة العقل هي مرحلة معرفة ، ما في ذلك شك ، ولو لا العقول ما عرفنا الله .. لكن العقول ، في نفس الوقت ، بتقوم حجاب بيننا و بين الله .. ليه ؟؟ لأن العقول ، زي ما إنتو شايفين ، إنما هي بنت للحواس .. و الحواس زي ما إتكلمنا عن تطويرها من قبل إنما هي ثنائية .. الحواس ثنائية .. أنت بتشوف بالعينين الإثنين ، و بتسمع بأذنيك الإثنين ، كل المسائل بتاعتك ثناية .. العقل برضو ثنائي .. و هو محتاج للثنائية دي .. إذا كان ما الحار ما بنعرف البارد .. إذا ما الظلام ما بنعرف النور .. إذا ما الحلو ما بنعرف المر .. و دي الحكمة الدخلت بيها الأشياء في الوجود (في الإرادة الإلهية) المخلوقات كلها ثنائية .. حتى الكفر ، والإلحاد .. الكفر من الله .. هو بإرادة الله .. و كارل ماركس ما دعا للإلحاد من نفسه ، و براه و إنما الله قال ليه .. الله قال ليه أعمل فيها إلحاد .. أدعو للإلحاد .. بالصورة دي ظهر الإلحاد .. و ظهر لحكمة في موضوعه .. وأنت ماشئ لقدام فيها .. و من الخطأ جداً أن تفتكر إنو كارل ماركس جاء بالإلحاد من عندو .. لكن الله ، تبارك و تعالى ، أراد أشياء لم يرضها.. عندنا في فرق بين الأسماء الإلهية دقيق .. الإرادة و الرضا ، مثلا ً .. الإرادة بتدخل فيها الثنائية في الوجود ، الحكمة في دخولها لنعرفه نحن ، لأن عقولنا دي لا تعرفه ، ولا هي تدرك الوجود ، هي لا تدرك أي شئ ، إلا إذا كان عندنا المقارنة ليه بضده ، (وبضدها تتميز الأشياء) .. ربنا ما برضى بالكفر و إن أراده .. و هو إنما أرسل الرسل من أجل دا .. أراد الكفر و لكنه لم يرضه .. و أرسل الرسل ليخرجوا الناس من عموم ما أراد ، إلى خصوص ما يرضى ـ من الكفر إلى الإيمان ..
    يقول تعالى في شمول خلقه للوجود ، و في هدايته من هدى ، و إضلاله من أضل: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله .. و يجعل الرجس على الذين لا يعقلون) ..
    (و ما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) و هو ، ربنا ، البيجعل الرجس على الذين لا يعقلون .. وقال: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ، و لا يرضى لعباده الكفر .. و إن تشكروا يرضه لكم ..) .. (إن تكفروا فإن الله غني عنكم) ، الغني يعني الما بنغلب .. يعني (فإن الله غني عنكم) .. معناها ما كفرتوا بيه مغالبة ليه .. معناها ما كفرتوا رغم أنفو ، فعن ذلك تعالى الله ، علواً كبيراً ، و إنما كفرتم بإرادتو .. دا معنى: "غني عنكم" .. (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ، ولا يرضى لعباده الكفر .. و إن تشكروا يرضه لكم) .. تعليم الله لينا دا هو السبب اللي دخلت بيه الثنائية في الوجود .. فلما أنت تمشئ بعقلك لتعرف الحقائق الكبرى ، بتجد أن الله ما عندو ثنائية .. هناك بتجئ الوحدة المطلقة ، و هناك العقل بقصر عنو .. و دا ما يخلي الفلاسفة لا يدركون الحقائق ، يدركون صور منها .. يدركون ظلالها في مستوى الثنائية .. لكن ، عند التوحيد ، العقل ما بمشي .. هيجل كان فيلسوف ، و كان عندو معرفة بالحقيقة أكبر من معرفة ماركس ، و لكنها ماها كافية .. كان هيجل بيرى إنو مجموع الوجود هو الله .. الكلام دا فيهو جانب من الحق .. فإن الوجود دا أصله ما فيه غير الله و أسماؤه ، و صفاته ، وأفعاله .. و ما نحن إلا نتيجة لأفعال الله .. نحن إرادة الله مجسدة .. العارفين قالوا ما في الكون إلا الله .. بالمعنى دا هنا الوجود هو الله .. لكن هل الله هو الوجود ؟؟ دي هي النقطة الغايبه في موضوع الفلسفة .. يدركها التصوف ، و لا تدركها الفلسفة .. الله موش الوجود ، لكن الوجود هو الله .. و هناك قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا: إن الله هو المسيح إبن مريم) .. في هذا الأمر لطيفة من رقائق ، و دقائق اللطائف العرفانية وتلك هي أن الذين قالوا إن المسيح إبن مريم هو الله ، ما كفروا .. هذه هي الحقائق الكبرى في الدين .. الله أرفع من الوجود كله ، والوجود مظهره في تنزلاته ليعرف .. فهنا هيجل كان مخطئ ، و إعتراض كارل ماركس عليه كان بخطأ أكبر من خطأ هيجل .. والحقائق أعلى من مسألة هيجل و من مسألة كارل ماركس .. هنا ، المسألة دي ، أعني ذهول الماركسية عن الوجود الإلهي فوت عليها كل شئ في الناحية النظرية ، و فوت عليها شي كثير من الناحية التطبيقية .. هسع أنت يمكنك أن تقول أن الإنسان المفكر في دقة إذا كان إتبرهن ليه أن الإشتراكية ، أو الشيوعية ، فاشلة في روسيا ، أو فاشلة في الصين ، ما حقو يحكم من فشلها في التطبيق على فشل الفكرة .. الإنسان الدقيق في فكره يعرف إنو التطبيق قد يكون خطأ ، مع أن الفكرة صحيحة .. لكن نحن ، و من أجل دا ، نحن ما مشينا لنخطيء الشيوعية من قصور من قصروا في تطبيقها ، وإنما مشينا ليها من أصل فلسفتها .. فهي خاطئة في أصل فلسفتها و من أجل هذا فشلت في التطبيق ..
                  

01-18-2010, 10:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    الإشتراكية ليست هي الماركسية

    الإشتراكية موش هي الماركسية .. لكن الماركسية مدرسة من مدارس الإشتراكية .. و دي تقال لمصلحة الأخوان الماركسيين أنفسهم ، لأنهم هم بعتقدوا ، و بكلموا الناس بأنك إذا أنت كنت عاوز تكون إشتراكي لازم تكون ماركسي .. الحقيقة التي نحن نريدها أن تكون واضحة هي أن الإشتراكية إنما هي مصير الإنسانية بكرة .. ما في ذلك أدنى ريب لكن الإشتراكية لا يمكن أن تحقق إلا إذا إنهزمت الماركسية .. هنا أفتكر ممكن نقيف .. و بإيجاز نقول إنو من حسنات الماركسية ، الفكرة التطورية ، و من حسنات الماركسية الدراسة الإقتصادية ..
    من أخطاء الماركسية إنو الفكرة التطويرية أخدها من الماضي وسحبها على المستقبل ، و هو عمل غير صحيح .. من أخطاء الماركسية تشويها للديمقراطية بأن تسمي الأشياء بغير أسمائها ، وتخلي حتى الوضع الدكتاتوري يسمي ديمقراطي .. من أخطاها المفارقة الكبيرة في أنها أنكرت الوجود الأكبر من وجودنا ، لمجرد أنها عجزت عن أن تدركه .. عجز كارل ماركس عن أن يدرك الله فذهب ليجعل العجز دا ذاتو فضيلة ، فقرر إنو الله ما في .. أنا أفتكر إنو دا الخطأ اللا يمكن ، مهما عملت الماركسية ، أن يعطيها شي كبير من الوقت تعيشه .. أخطاء كثيرة ، لكن في حاجة يجب أن تكون واضحة عندنا ، هي إنو الماركسية ، كما طبقت في روسيا ، و في الصين ، مرحلة من مراحل التاريخ البشري ، و قد كانت ضرورية تماماً ، وخدمت الغرض تماماً .. إذا كان نحن عاوزنها تنسحب للمستقبل يبقى الخطأ خطأنا نحن .. لكن إذا أخذنا العبرة من تطبيقها ، في نجاحها و فشلها ، في مدى الخمسين سنة الماضية فإنها هي نشاط بشري جم الفائدة و عنده قيمته العظيمة ، و علينا أن نستفيد مما ليهو من صواب ، و أن نصحح ما عليه من أخطاء ، لنمشئ لي قدام بتطبيق النظام الإشتراكي المصحوب بالنظام الديمقراطي .. و ما أعتقد أن دا بيجي إلا عن الفهم الصحيح لحقائق الوجود التي حاولنا أن نقدمها ، في الوقت الحاضر ، و هي مأخوذة من الفكر الإسلامي الجديد .. أفتكر في المرحلة دي أترككم لتشاركوا في النقاش بعدما طالت المقدمة بالصورة دي .. شكراً ..


    المرجع: http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=30

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 01-18-2010, 10:31 AM)

                  

01-18-2010, 11:29 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض اراء الاستاذ / محمود عن الماركسية (Re: Abdel Aati)

    عادل يا صديقي

    كيف حالك

    شكرا علي رفدك البوست ، وان شاء الله محاولاتنا الاحتفاء ب 18 يناير السنة دي تكون نقلة نوعية..

    شكرا يا عادل، وسلامي للأسرة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de